أحد عشر كوكبا من سماء مصر كتاب من تأليف محمد خالد ثابت, يتناول سير أحد عشر وليا من أولياء مصر, ممن عاشوا بها ودفنوا في أرضها، منذ بداية الإسلام إلى عصرنا الحاضر.

هذه السير هي الأحد عشر فصلاً التي يتكون منها الكتاب بعد المقدمة والتمهيد.

المقدمة

يقول فيها المحرر إذا من الأمنيات التي راودته طويلاً حتى يخط عن مشاهير الأولياء بمصر عبر القرون, فلما فرغ من الإعداد لهذا الأمر عثر أنه قد اجتمع عنده ما يقرب من مائة منهم..ثم يقول: "ولما شرعت في الكتابة -مؤخرا- أدركت حتى همتى تقصر على تناول هذا العدد الكبير دفعة واحدة, وكنت قد خطت عن بعض منهم في خط لى سابقة.. فاكتفيت في هذا الكتاب بعدد منهم حسب ما وفق الله.. وراعيت حتى تغطى مواضيع الكتاب مختلف الأزمان"

ثم يقول: "لقد كانت مصر -ولا تزال بفضل الله- أرضاً منبتة للأولياء وجاذبة لهم.. ونحن في هذا الكتاب نقابل نماذج منهم, نتعهد على أخبارهم وأحوالهم ومجاهداتهم وما أثروا به الحياة من علوم وأخلاق وأنوار.. بمثلهم أصبحت مصر من أغنى بلاد الدنيا, لأن ثراء الشعوب لاقد يكون بحطام الدنيا.. إنما ثراؤها بالرجال.."

تمهيد

في التمهيد يسوق المؤلف رأيا خاصاً به في فتح مصر, فيقول إنها فتحت للإسلام وبالإسلام على ثلاثة مراحل:

• الأولى : في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على يد أمير الفتح عمروبن العاص رضى الله عنهما.
• الثانية :عندما أتت إلى مصر -باختيارها- السيدة زينب ابنة السيدة فاطمة الزهراء والإمام على بن أبى طالب, وأخت الحسن والحسين عليهم جميعا السلام..فكانت بضعة من رسول الله استقرت في أرض مصر..

ويقول إننا لكى نقدر قيمة هذا الحدث علينا حتى نستمع لقول النبى صلى الله عليه وسلم:

"إنى أوشك حتى أدعى فأجيب, وإنى تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض, وعترتى أهل بيتى, وإن اللطيف الخبير أبلغنى أنهما لن يفترقا حتى يراد على الحوض يوم القيامة, فانظروا فيما تخلفونى فيهما" (رواه مسلم والترمذى والحاكم في المستدرك).

• الثالثه :عندما أوفد الملك العادل نور الدين محمود جيوشه إلى مصر لتخليصها من الحكم الفاطمى الشيعى..فتم ذلك على يد القائد المظفر صلاح الدين الأيوبى,وتمت إعادة مصر إلى سنة النبى صلى الله عليه وسلم, وبهذا عاد الأزهر ليبث علوم السنة بعد حتى ظل قرنين من الزمان يبث النادىية الشيعية.

يقول المحرر: "إن وجود الأزهر الشريف في لقاءة مسجد ومقام الحسين لتحمل معنى عميقا لا يخفى على متأمل؛ يشير بوضوح إلى الثقلين اللذين أبلغ عنهما الرسول صلوات الله وسلامه عليه واللذين لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض يوم القيامة"

فصول الكتاب

• زينب بنت على بن أبى طالب
• ذوالنون المصرى
• بنان الحمال
• أبوالبركات الخبوشانى
• عمر بن الفارض
• أبوالحجاج الأقصرى
• أبوالقاسم القبارى
• دمرداش المحمدى
• محمد البكرى الكبير
• عبد الحليم محمود
• محمد توفيق سعد

وفيما يلى عرض موجز لثلاثة فصول منها:

السيدة زينب (62 هـ)

يبدأ الفصل الخاص بها بقول المؤلف: "على اسمها تسمى واحد من أعرق أحياء القاهرة, وهوحى السيدة زينب, والذي يحيط بمسجدها العامر, ويضمه كما تضم الصدفة حبة اللؤلؤ الثمينة.في مسجد السيدة زينب العريق يوجد قبرها ومقامها المنيف الذي حظى بحفاوة المصريين عبر أربعة عشر قرنا هي عمر الإسلام في مصر.

ثم يتحدث عن حسبها فيقول إنها أكرم الناس بيتا وأشرفهم حسبا، ويتعرض لمولدها ونشأتها في كنف جدها النبى صلى الله عليه وسلم، ثم يتطرق للظروف التي أدت إلى ماساة كربلاء والتي كانت السيدة بطلة أحداثها الفاجعة ويقول:

"إن ما وقع للإمام الحسين وأهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم يوم كربلاء لهوأعظم مرشد على مدى هوان الدنيا على الله, لوأنها تساوى عند الله شيئا لما أسقط بأوليائه وأحبابه فيهاالضر والبلاء."

ويقول : "إن كانت قلوبنا بكت من مشاهد كربلاء, فإننا رأينا معها حكمة الله البالغة في قوله: ((وعسى حتى تكرهوا شيئا وهوخير لكم)). فهذه الأحداث التي كرهناها هى -نفسها- التي ساقت الخير, وفتحت أبواب الرحمة والبركة, لا على مصر وحدها ولكن على الدنيا بأسرها, وذلك حين يممت السيدة زينب شطر أرضنا".

يصف الفصل حفاوة المصريين بها, وخروجهم إلى مشارف مصر ليكونا في استقبالها, وكيف كانت إقامتها في مصر التي لم تكمل العام, ثم وفاتها في سنة 62 هـ.

دمرداش المحمدى (929 هـ)

"حى الدمرداش, ومستشفى الدمرداش, وجامع الدمرداش.. أسماء شهيرة لمعالم معروفة بالقاهرة (بحى العباسية), كلها تحمل اسم الرجل الذي قطن هذه المنطقة قديما عندما كانت خلاء مهجورا تعوى فيه الذئاب, فعمرها بالذكر, ونورها بالقراَن, واستنطق أرضها بالخير والبركة"

هكذا يبدأ المؤلف هذا الفصل ثم يعهد بصاحبه فيقول: هوالشيخ العارف المكاشف أبوعبد الله محمد دمرداش المحمدى الجركسى.. أصله من مماليك السلطان قايتباى, ثم ألتقى بالشيخ أحمد بن عقبة الحضرمى فتعلق به ولازمه وسلك على يده طريق أهل الله. وبعد وفاة شيخه طلب شيخا اّخر حتى اتصل بالشيخ عمر الروشنى في تبريز, وعلى يده تمت تربيته, فأمره بالعودة إلى مصر لينتفع به الناس.

لدى عودته إلى مصر اتخذ الشيخ دمرداش مقامه بأرض خلاء، فأقام زاويته واستصلح بترة من الأرض وقام بنفسه على زراعتها, فكان يطعم الفقراء من عمل يده, حلالاً صرفاً, لا منة فيه لأحد.

ثم يتطرق إلى ذكر بعض كراماته، ونماذج من كلامه ومعارفه وعلومه، وينقل عن الإمام عبد الوهاب الشعرانى -الذي كان معاصراً له- قوله: "صحبته نحوخمسة سنين, وبت عنده ليالى كثيرة, فكان لا ينام من الليل إلا قليلا, وفى غالب لياليه يسار حول الزاوية والغيط وهويتلوالقراّن إلى الفجر.." ثم يصفه بقوله: "كان رجلا مهيبا, وأمره كله جد, لا تكاد تراه في ليل أونهار في غير عمل صالح, إما يجر السواقى بيده, وإما يعزق حول النخل, وإما يشد القواديس, وإما يدرس, وإما يطحن, وإما ينقى الطحين من الحجر والطين, وإما يضرب طوبا, وإما يبنى, وإما يقلم النخل.. وأقام عنده الفقراء (أى الصوفية) الصادقون وانتفعوا به".

توفى الشيخ في ليلة الخميس السادس والعشرين من ذى الحجة سنة 929 هـ ودفن بزاويته.

محمد توفيق سعد (1411 هـ-1991 م)

استفتح المؤلف ترجمته بقوله: "لوحتى تعبير واحدة تصف حياة أحد من الناس وأعماله وحاله الذي تفرد به, ما كانت تصلح للمهندس محمد توفيق سعد إلا تلك العبارة التي اتخذها لحياته شعارا: "اعمل ليراك الله وحده" وهى السر وراء تفوقه الذي أصبح نموذجا يقتدى لكل من أراد حتىقد يكون لله عاملا. فمن هوالمهندس محمد توفيق سعد؟

ولد في الفيوم سنة 1900, ونشأ في بيت صالح, وكان منذ طفولته محبا للفهم, باحثا عنها, فاتصل بالمسجد والكنيسة الذين كانا أمام بيت أسرته, والتحق بمدرسة للتبشير المسيحى كان يديرها قس أمريكى يسمى "جلوى".. ثم عثر ضالته أخيراً في القراّن الذي ملأ صدره بنور الفهم, فراح يسعى في نشر هذا النور ما استطاع -على حد تعبير المؤلف. فقام بإصدار جريدة من صفحة واحدة اسمها "التقوى", ثم -بعد ذلك- رشح في بعثة دراسية في سويسرا.

في أوروبا شعر بالعداء المتوارث للإسلام, فراح يحاول تسليم هذه الصورة في أذهان الأوربيين حتى قام بتأسيس ما يسمى بـ"دار تبليغ الإسلام" وظلت دار تبليغ الإسلام تعمل -بعد عودته إلى مصر- إلى اّخر يوم في حياة مؤسسها, وقد تسببت في إسلام اّلاف, وتسليم الفكرة عن الإسلام عند اّلاف أخرى مضاعفة.. وذلك عن طريق الرسائل التي كان يخطها بنفسه ويرسلها إلى أنحاء العالم على نفقته الخاصة, ودون حتى يستعين بأحد. [[ملف:|تصغير|
الشيخ عبد الحليم محمود]] يختم المؤلف هذا الفصل بقوله: ترى لوحتى شيخنا الجليل امتد به العمر إلى أيامنا هذه حيث سهلت وسائل الاتصال.. ماذا تظنه كان فاعلاً ،يا ترى؟ وهوالذي استخدم أقل الإمكانيات للوصول إلى أعلا الغايات،يا ترى؟ ثم يقول: "سؤال نتوجه به إلى أنفسنا, وإلى شبابنا الذين يقضون الساعات الطوال أمام شاشات الكمبيوتر. ماذا لوسلك هؤلاءطريق تزكية الأنفس, ثم سعوا لنقل محاسن الإسلام إلى جميع مكان.. مسئولية جسيمة ملقاة على كاهل أهل التزكية ،يا ترى؟ أهل التصوف..إنها مسئوليتهم وحدهم, لا يقدر على القيام بها غيرهم, فياليتهم -اليوم- ينتبهون!

وصف الكتاب

يقع الكتاب في 224 صفحة من البتر المتوسط (24×17), وفي اّخره قائمة بالمراجع من أربع صفحات, ثم فهرس الكتاب وقائمة بخط المؤلف.
صدرت الطبعة الأولى سنة 2009.

الناشر دار المقطم للنشر والتوزيع بالقاهرة.