أبوعلي الفارسي
أبوعلي الفارسي (288-377ه/900-987م) هونحوي وعالم باللغة العربية.
أبوعلي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان الفارسي النحوي. ولد بمدينة فسا واشتغل ببغداد، ودخل إليها سنة سبع وثلثمائة، وكان إمام وقته في فهم النحو، ودار البلاد، وأقام بحلب عند سيف الدولة بن حمدان مدة، وكان قدومه عليه في سنة إحدى وأربعين وثلثمائة، وكان متهماً بالاعتزال.
أخباره
جرت بينه وبين أبي الطيب المتنبي مجالس، ثم انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة بن بويه، وتقدم عنده وعلت منزلته حتى نطق عضد الدولة: أنا غلام أبي علي الفسوي في النحو، وصنف له كتاب الإيضاح، والتكملة في النحو، وقصته فيه مشهورة.
ويحكى أنه كان يوماً في ميدان شيراز يساير عضد الدولة، فنطق له: لم انتصب المستثنى في قولنا: قام القوم إلا زيداً فنطق الشيخ: بعمل مقدر، فنطق لهك كيف من الممكن أن تقديره،يا ترى؟ فنطق: أستثني زيداً، فنطق له عضد الدولة: هلا حملته وقدرت العمل امتنع زيد، فانبتر الشيخ، ونطق له: هذا الجواب ميداني. ثم إنه لما عاد إلى منزله وضع في ذلك كلاماً حسناً وحمله إليه فاستحسنه، وذكر في كتاب الإيضاح أنه انتصب بالعمل المتقدم بتقوية إلا. وحكى أبوالقاسم ابن أحمد الأندلسي نطق: جرى ذكر الشعر بحضرة أبي علي وأنا حاضر، فنطق: إني لأغبطكم على قول الشعر، فإن خاطري لا يوافقني على قوله مع تحقيقي العلوم التي هي من مواده، فنطق له رجل: فما قلت قط شيئاً منه نطق: ما أفهم حتى لي شعراً إلا ثلاثة أبيات في الشيب، وهي قولي:
- خضبت الشيب لما كان عيباً ... وخضب الشيب أولى حتى يعابا
- ولم أخضب مخافة هجر خل ... ولا عيباً خشيت ولا عتابا
- ولكن المشيب بدا ذميماً ... فصيرت الخضاب له عقابا
وينطق إذا السبب في استشهاده في باب كان من كتاب " الإيضاح " ببيت أبي تمام الطائي وهوقوله:
- من كان مرعى عزمه وهمومه ... روض الأماني لم يزل مهزولا
لم يكن ذلك لأن أبا تمام ممن يستشهد بشعره، لكن عضد الدولة كان يحب هذا البيت وينشده كثيراً، فلهذا استشهد به في كتابه.
خطه:
من تصانيفه:
- كتاب " التذكرة " وهوكبير، ولا يزال مفقوداً إلى الآن، والغالب أنه موجود في إحدى المخطات العظمى التي تحوي المخطوطات اليوم كمخطة زنجان، وهوسفر عظيم شهير، والعثور علي مخطوطته يعد نقلة نوعية في إغناء التراث العربي؛ إذ لا يخلوكتاب نحومن الاستشهاد به.
- كتاب " المقصور والممدود "، حققه د. حسن هنداوي، وطبع في دار كنوز إشبيلية بالرياض، وهوصغير.
وكتاب " الحجة " في القراءات،حققه د. علي النجار وآخر، كما حققه بدر الدين قهوجي وبشير جويجاتي، وطبع في دار المأمون للتراث، دمشق عام 1992.
- كتاب " الإغفال " فيما أغفله الزجاج من المعاني، حققه د.عبد الله بن عمر حاج إبراهيم، وطبع في المجمع الثقافي، أبوظبي ، 2003.
- كتاب " العوامل المائة "، ولا يزال مفقوداً.
• وكتاب " المسائل الحلبيات "، حققه د. حسن هنداوي ، وطبع في دار القلم، دمشق، عام 1987.
- كتاب " المسائل البغداديات "، ويعهد بالمسائل المشكلة، حققه صلاح السنكاوي، وطبع في مطبعة العني في بغداد.
- وكتاب " المسائل الشيرازيات "، حققه د.حسن هنداوي، وطبعته كنوز إشبيليا في الرياض، عام 2004.
وكتاب " المسائل القصريات "، ولا يزال مفقوداً.
وكتاب " المسائل العسكرية "، وله طبعتان بتحقيقين مختلفين.
وكتاب " المسائل البصرية " حققه محمد الشاطر أحمد، وطبع في مطبعة المدني، مصر، الطبعة الأولى، 1982.
وكتاب " المسائل المجلسيات "، ولا زال مفقوداً.
وله غير ذلك من الخط.
ولادته ووفاته:
كانت ولادته في سنة ثمان وثمانين ومائتين. وتوفي يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر، وقيل ربيع الأول، سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ببغداد، ودفن بالشونيزي. وينطق له أيضاً أبوعلي الفسوي - بفتح الفاء والسين المهملة وبعدها واو- هذه النسبة إلى مدينة فسا من أعمال فارس. وقليوب - بفتح القاف وسكون اللام وضم الياء المثناة من تحتها وسكون الواووبعدها باء موحدة - وهي بليدة صغيرة بينها وبين القاهرة مقدار فرسخين أوثلاثة ذات بساتين كثيرة.
المصادر:
- وفيات الأعيان ل ابن خلكان 2/80-81، تحقيق إحسان عباس ، طبع في دار صارد، بيروت.