فوگر

مقاطعة كيرتشبرگ وڤايسنهورن

Grafschaft Kirchberg und Weißenhorn
1536–1806
Coat of arms
Map of Württemberg before the French Revolutionary Wars, showing the County of Fugger, with the Danube shown running through the centre of the image and the Iller forming the border between Württemberger lands (coloured) and Bavarian lands (non-coloured)
المكانة دولة تابعة
العاصمة Weißenhorn (nominally)
مدينة اوگسبورگ الامبراطورية (بحكم الأمر الواقع)
الحكومة إمارة
الحقبة التاريخية اوروپا المعاصرة المبكرة
• Pledged non-immediate
    County of Kirchberg and
    Lordship of Weißenhorn


1507 1536
• إرتقت إلى نبالة امبراطورية
1511
• Gained immediate
    Lordship of Glött

1536
• Fugger lands' immediacy
1541
• Joined Swabian Circle
1563
• Mediatised to باڤاريا
    وڤورتمبرگ
1806
Preceded by
Succeeded by
دوقية باڤاريا
دوقية ڤورتمبرگ
اوگسبورگ
مملكة باڤاريا
Kingdom of Württemberg

آل فوگر Fugger family (النطق الألماني: [ˈfʊɡɐ])، هي أسرة ألمانية شهيرة من المصرفيين الاوروپيين، أفرادها من التجار الأرستقراطيين الذين استقروا في القرن الخامس عشر والسادس عشر في أوگسبورگ، ومصرفيين دوليين، وأصحاب رؤوس أموال. بجانب آل ڤلسر، سيطرت العائلة على معظم الاقتصاد الاوروپي في القرن 16 وكونت ثروات طائلة. هذه العائلة خلفت عائلة ديمتشي، التي كان لها نفوذك على عموم اوروپا في عصر النهضة. استحوذ آل فوگر على أملاك ميدتشي وسلطتهم السياسية ونفوذهم.

التاريخ

كان التوفيق حلفا لكل الطوائف في ألمانيا ما عدا الفرسان في السنوات الخمسين الأخيرة قبل عهد الإصلاح الديني، ولعل ازدياد منزلة الفلاحين هي التي زادت من استيائهم على ما بقى من إحساسهم بالعجز. إذ كانت قلة منهم لا تزال من طائفة عبيد الأرض منهم ملاكا، وكانت غالبيتهم مزارعين مستأجرين يدفعون الإيجار إلى السادة الإقطاعيين إنتاجا عينيا أويقدمون لهم خدمات أونقوداً. وكان المستأجرين يشكون من ظلم السادة، من أيام العمل الإثني عشر والتي تصل إلى ستين يوما في بعض الأحوال والتي حتمت التنطقيد حتى يبذلوها لهم في جميع عام، ومن استرداد الأرض من عامة الناس، تلك الأرض التي جرى العهد على الأضرار التي لحقت بالمحاصيل من صيادي السيد وكلابهم ومن سياسة القضاء المتحيزة في المحاكم المحلية، وكان الملاك يسيطرون عليها، ومن الضريبة على الموتى التي كانت تفرض على أسرة المستأجر عندما يخل موت عميدها بالعناية بالأرض. وثار الملاك الفلاحون غضبا بسبب الضرائب المضاعفة التي كان لزاما عليهم حتى يدفعوها على القروض المطلوبة لنقل محصولاتهم وعلى حبس الرهن السريع للمزارع بوساطة المرابين، وكانوا يقدمون القروض للملاك الذين يتضح لهم عجزهم عن السداد. ولقد أضمرت جميع عواطف الفلاحين العداء لضريبة العشور السنوية التي تفرضها الكنيسة على محاصيلهم وماشيتهم.

وأضرم هذا التذمر نيران ثورات الفلاحين فانتشرت خلال القرن الخامس عشر، وقام الفلاحون حول ورمز بثورة لا طائل تحتها عام 1432، واختاروا حذاء أحد الفلاحين فهماً لهم، وكان حذاءً طويلا يكسوالساق من الرسغ إلى الركبة، وعلقوه على الشواخص، كما رسموا صورته على الأعلام. وأصبح رباط الحذاء العنوان المحبب لعصابات المتمردين من الفلاحين في عهد لوثر.

ولقد أعرب عام 1476 راعي أبقار يدعى هانز بوخم حتى أم الإله قد كشفت له حتى مملكة السماء على الأرض غدت قريبة دانية ولنقد يكون هناك أباطرة ولا بابوات ولا أمراء أوسادة إقطاعيون، وأن جميع الرجال سيكونون أخوة وجميع النساء أخوات، الكل يشاطر على قدم المساواة ثمار الأرض، وأن الأراضي والغابات والمراعي ستكون مشاعا وملكا للجميع. وأقبل آلاف الفلاحين ليستمعوا إلى هانز وانضم له أحد القسس وابتسم أسقف فيرتسبورج في تسامح ولكن عندما طلب هانز من أتباعه حتى يحضروا معهم في الاجتماع القادم جميع الأسلحة التي يستطيعون جمعها أمر الأسقف بالقبض عليه وأطلق جنوده النار على الجمهور الذي حاول إنقاذه وفشلت الحركة.

وفي عام 1491 هاجم الفلاحون في ضيعة رئيس دير لرهبان في كيمبتين في الألزاس ديره، وزعموا أنهم أكرهوا على حتىقد يكونوا رقيقاً للأرض بوثائق مزيفة. وعقد الإمبراطور فرديدريك الثالث معهم مصالحة. وبعد مرور سنتين أعرب أتباع أسقف ستراسبورج ثورة رباط الحذاء، وطالبوا بإنهاء الضرائب الإقطاعية وضرائب العشور الكنسية وإلغاء جميع الديون وقتل جميع اليهود. وفكروا في الاستيلاء على مدينة شلتستادت، فقد كانوا يأملون حتى يمدوا سلطانهم على الألزاس. وفهمت السلطات بالمؤامرة وقبضت على الزعماء وعذبتهم ثم شنقتهم وأفزعت الباقين فأعربوا الخضوع إلى حين. وفي عام 1502 كون فلاحوأسقف سبيير عصابة "رباطة الحذاء" من 7000 رجل وتعاهدوا على إنهاء الإقطاع ومطاردة جميع القسس والرهبان وقتلهم. واسترداد ما كانوا يعتقدون أنه كان مشاعا لأجدادهم. وأفشى أحد الفلاحين سر الخطة على كرسي الاعتراف فاتحد رجال الدين والنبلاء على إحباطها وعذب زعماء المتآمرين وشنقوا.

وفي عام 1512 نظم جوس فريتز حركة مماثلة قرب فرايبورج - ام- برايزجاو، وكان من شأنها حتى تظل على الله والبابا والإمبراطور وأن تقضي على جميع ملكية إقطاعية وضرائب يفرضها الإقطاعيون. غير حتى واحداً من الفلاحين أكره على الانضمام لهذه الرابطة وأفشى سرها للقس الذي اعترف أمامه فاعتقلت السلطات الزعماء وعذبتهم وفشلت الثورة، إلا حتى جوس فرتز عاش إلى حتى انضم إلى ثورة الفلاحين عام 1525، وفي عام 1517 تكونت جماعة من 90.000 فلاح في ستيريا وكارنثيا وتعاهدوا على القضاء على الإقطاع هناك وظلت عصاباتهم لمدة ثلاثة شهور تهاجم القلاع وتقتل بالسادة، وأخيراً أوفد الإمبراطور ماكسمليان، وكان يعطف على قضيتهم وإن لم يرض عن توسلهم بالعنف، قوة صغيرة من الجنود وأرغمتهم على السلم على مضض. ولكن المسرح كان معداً لحرب الفلاحين وللشيوعية اللامعمدانية في الإصلاح الديني بألمانيا.

وفي غضون ذلك كانت تقوم في عالمي الصناعة والتجارة بألمانيا ثورة أملاها الأمر الواقع. كانت معظم الصناعات لا تزال يدوية وإن تزايدت عليها سيطرة رجال الأعمال الذين يقدمون المواد الخام ويملونها ويشترون الإنتاج النهائي ويبيعونه، وكانت صناعة التعدين تتقدم بسرعة وجنيت أرباح عظيمة من استخراج الفضة والنحاس والمضى، وأصبحت سبيكة المضى أوالفضة عندئذ وسيلة لاختزان الثروة، ومكنت حقوق التعدين لأمراء الأنطقيم- وبخاصة أمير ساكسونيا وكان يحمي لوثر- مكنت بعضهم من مقاومة البابا والإمبراطور معاً. وسكت نقود فضية يعتمد عليها وتضاعف عدد النقد وتم أوكاد التوصل إلى اقتصاد يرتكز على النقد، وأصبحت حيازة سبيكة فضية أمراً شائعا في الطبقتين الوسطى والعليا، وعرضت بعض الأسر مناضد أومقاعد من الفضة وتراكمت في الكنائس الألمانية، أوعية وكئوس قداس وجفان بل وتماثيل من الفضة أوالمضى، وجعلت الأمراء يميلون إلى إصلاح ديني يسمح لهم بتصفية الثروة الكنسية. وقد تعجب أنياس سيلفيوس عام 1458 عندما رأى أصحاب حانات في ألمانيا يقدمون بانتظام الشراب في كئوس فضية وتساءل: "أية امرأة، لا بين طبقة النبلاء فحسب بل بين طبقات الدهماء، لا تتألق بالتحلي بالمضى؟- وهل أذكر شكائم الخيول المزينة بنقوش بارزة من خالص المضى و... أسلحة وخوذات تلمع بالمضى؟" وأصبح الممولون الآن قوة سياسية عظيمة، واستبدل بمقرضي النقود من اليهود مؤسسات تديرها عائلات مسيحية من الولزين والهوخستيتر والفوجر، وكلهم من أرجسبورج وكانت عاصمة المال في العالم المسيحي في نهاية القرن الخامس عشر. ولقد أصبح جوهان فوجر، وهوابن نساج، تاجراً للمنسوجات وهجر عند وفاته (عام 1409) ثروة صغيرة من 3.000 فلورين (75.000 دولار؟) وتوسع ابنه جاكوب في العمل وعندما توفي (1469 هجر ثروة تعد السابعة بين الثروات في أوجسبورج، واستطاع أولريخ وجاكوب الثاني أبناء جاكوب حتى يرقوا بالمؤسسة إلى مكان الصدارة بتقديم المال إلى الأمراء في ألمانيا والنمسا وهنغاريا، وذلك في مقبل الحصول على دخول المناجم أوالأراضي أوالمدن. ومن هذه الاستثمارات التي تعتمد على المضاربة جمع آل فوجر أرباحاً فاحشة وما حتى عام 1500 حتى كانوا أغنى أسرة في أوروبا.

وكان جاكوب الثاني عبقري الأسرة لا يبارى، فقد كان مقداماً قاسياً مجداً. ودرب نفسه، على طريقة الرواقيين، بدراسة جميع فترة من مراحل العمل وكل تقدم في مسك الدفاتر والصناعة والمتاجرة والتمويل. وطالب فرد من آل فوجر في سبيل مصلحة الأسرة وأسس المبدأ القائل بألا سلطة لأحد في المؤسسة سوى فرد من آل فوجر ولم يسمح لعلاقاته السياسية بالتأثير في قروضه. وكون اتحادات مع المؤسسات الأخرى للتحكم في ثمن المنتجات المتنوعة ومبيعاتها، ولذلك عقد عام 1498 هووأخوته اتفاقاً مع تجار أوجسبورج يقضي "بتضييق الخناق" على سوق البندقية في النحاس وحمل الثمن. وفي عام 1488 أقرضت الأسرة 15.000 فلورين للأرشيدوق سجيسموند النمساوي وتسلمت ضمانا للقرض تام إنتاج مناجم الفضة في شفارتر إلى حتى يتم سداد القرض. وفي عام 1492 اتفق آل فوجر مع آل تورزوس من كراكا وعلى قيام اتحاد (كارتل) لاستغلال مناجم الفضة والنحاس في هنغاريا وللحفاظ على "أعلى ثمن ممكن" للمنتجات، وما حتى حل عام 1501 حتى كان آل فوجر يقومون بمشروعات واسعة للتعدين في ألمانيا والنمسا وهنغاريا وبوهيميا وإسبانيا. وعلاوة على هذا فإنهم استوردوا المنسوجات وصنعوها وتاجروا في الأقمشة الحريرية والقطيفة والفراء والتوابل وثمار الليمون والذخائر والمجوهرات ونظموا نقلا سريعا وخدمة بريدية خاصة، وما حتى حل عام 1511 وأصبح جاكوب الثاني المدير الوحيد للمؤسسة حتى كانت أصولها قد وصلت إلى 196,791 جيلدر، وفي عام 1527 (بعد عامين من وفاه) قدر رأسمالها بمبلغ 2.021.202 جيلدر (50.000.000 دولار)- بواقع كسب سنوي قدره خمسون في المائة خلال ستة عشر عاماً.

ولقد حصل جانب من هذا الربح من علاقات آل فوجر بالأباطرة آل هابسبورج في القرن السادس عشر بفضل قروض آل فوجر وعلى الرغم من حتى جاكوب لم يعبأ بتحديد الكنيسة للفوائد ومحاولات رجال الكنيسة حتى يحددوا "ثمنا عادلا" لسلع المستهلكين فإنه ظل كاثوليكياً، وقدم القروض لرجال الدين للوفاء بنفقات ترقيتهم، وحصل مع أولريخ (عام 1494) على حق إدارة أموال البابا في ألمانيا واسكنديناوة وبوهيميا وهنغاريا، وكان جاكوب فوجر في السنوات الأخيرة من عمره مواطناً مبجلاً ومكروهاً في ألمانيا، وهاجمه بعض الكاثوليكيين باعتباره مرابياً كما هاجمه بعض النبلاء بسبب رشوته لهم للظفر بمنصب أونفوذ، وبعض التجار لاحتكاراته التي أثارت حسدهم، وسخط عليه كثير من العمال لإلغائه لوائح التجارة والمال في العصور الوسطى، ومعظم البروتستانت لتصديره الأموال الألمانية إلى البابوات. ولكن الأباطرة والملوك والأمراء والبطاركة بعثوا له بالرسل وخاطبوه كأنه أحد الحكام ورسم ديرر وبورجكمير وهولبين الكبير صورة شخصية له بدا فيها رجلا واقعيا بسيطا صارما. وأنعم عليه ماكسمليان بلقب كونت الإمبراطورية، وحاول جاكوب حتى يكفر عما ارتكبه من خطايا لجمع ثروته ببناء 106 منزلا للفقراء من الكاثوليك بأوجسبرج ، وأنشأ معبداً صغيرا في الكنيسة سانت آنا لتدفن فيه رفاته ومات بوسط جومضمخ بالقداسة وخلف ملايين الجيلدرات، ولم يعقب ذرية فقد حرمته الحياة أعظم عطاياها.

ويمكننا حتى نقول إنه هوالوحيد الذي افتتح عصر الرأسمالية ونموالاحتكارات الخاصة وسيطرة رجال الأعمال بأموالهم على السادة الإقطاعيين الذين يملكون الأرض، وكان التعدين وصناعة المنسوجات يرتكزان على أنظمة رأسمالية أي يشرف عليهما من يقدمون رأس المال- في نهاية القرن الخامس عشر، على نسق زعامة الفلاندرز وإيطاليا في صناعة المنسوجات قبل ذلك بمائة عام.

وكان الرأي السائد في العصور الوسطى هوحتى الملكية الفردية وديعة عامة إلى حد ما: فحقوق المالك تحددها احتياجات الجماعة التي أعطى نظامها له الفرص والتسهيلات والحماية. وربما في ظل القانون الروماني- وكان قد حجب وقتذاك الفقه الألماني- بدأ المالك يرى حتى ملكيته مطلقة وشعر بأن له الحق في حتى يعمل بملكه ما يشاء. ولذلك لم يبد من الخطأ لآل فوجر وآل هوخستيتر وغيرهم من "أمراء التجار" حتى (يضيقوا الخناق) على إنتاج ثم يحملوا ثمنه أوقد يكونوا اتحادات (كارتلات) لتحديد الناتج والتحكم في التجارة أوحتى يمارسوا الاستثمارات بحيث يغشون صغار حاملي الأسهم. وفي عديد من الأمثلة نجد تاجرا يضع وكلاءه على أبواب المدينة ومعهم أوامر بأن يشتروا جميع البضائع الواردة من صنف معين حتى يبيعها بالثمن الذي يفرضه في المدينة. وقد اقتنى أمبروز هوخستيتر جميع ما أمكن الحصول عليه من الزئبق ثم حمل ثمن بيع التجزئة بمقدار 75 في المائة. واشترت شركة ألمانية فلفلا من ملك البرتغال بمبلغ 600.000 جيلدر بثمن يزيد على الثمن العادي على شريطة حتى يتقاضى الملك ثمناً أعلى من جميع مستوردي الفلفل من البرتغال إلى ألمانيا. وعن طريق هذه الاتفاقات والاحتكارات من ناحية، وعن طريق تزايد الثروة وزيادة الطلب على البضائع من ناحية من أوروبا الوسطى وأمريكا ارتفعت الأسعار بين عامي 1480 و1520 بسرعة لا نظير لها إلا في قرننا هذا. ونطق لوثر شاكياً: "في خلال زمن قصير وبسبب الربا والشح أصبح من كان في وسعه سابقا حتى يعيش بمبلغ مائة جيلدر لا يستطيع الآن حتى يعيش بمبلغ مائتين". وهي حكاية رويت أكثر من مرتين.

وقد شهدت العصور الوسطى تفاوتا شاسعاً في السلطة السياسية، وأضاف عصر آل فوجر الجديد تباينا اقتصاديا لم تعهده أوروبا منذ عهد أصحاب الملايين والعبيد في إمبراطورية روما، فبعض التجار الرأسماليين في أوجسبرج أونورمبرج كان عند جميع منهم ثروة تعادل 5.000.000 فرنك (25.000.000 دولار؟) واقتنى الكثيرون مكانة بين الأرستقراطيين صاحبة الأرض وارتدوا دروعا عليها شعارهم وعوضوا احتقار الأشراف "بإسراف مبالغ فيه"، فقد كان جواكيم هوخستيتر وفرانزباومجارتنر ينفقان 5.000 فلورين (125.000 دولار؟) على مأدبة واحدة أويقامران في لعبة واحدة بمبلغ 10.000 فلورين، وقد أثارت بيوت رجال الأعمال الأغنياء الفاخرة الأثاث والزخارف الفنية استياء طبقة النبلاء ورجال الدين والدهماء على سواء، وانضم الوعاظ والكتاب والثوريون في ثورة عارمة ضد المحتكرين، وطالب جايلر فون كايزرسبرج بأن "يطاردوا كالذئاب ما داموا لا يخشون الله ولا الناس وينشرون المجاعة والعطش والفقر". وميز أولريخ فون هوتن أربعة طوائف من اللصوص: لتجار وفقهاء القانون والقسس والفرسان، ورأى حتى التجار إنما أخطر هؤلاء اللصوص جميعا. "وطالب مجلس الريخستاج في كولون جميع السلطات المدنية بأن تتخذ الإجراءات" بحزم وشدة (ضد جميع الشركات الرأسمالية التي تتوسل بالاحتكار والربا). وتكرر صدور مثل هذه القوانين من مجالس نيابية أخرى ولكن بلا جدوى؛ فقد كان بعض المشرعين أنفسهم يستثمرون أموالهم في المحلات التجارية الكبرى، وهدأت سورة غضب حماة القانون بمنحهم أسمها، كما حتى كثيراً من المدن ازدهرت بنموالتجارة الحرة. كانت ستراسبورج وكولمار وميتز وأوجسبورج ونورمبرج وأولم وفيينا وراتيسبون (رجنزبورج) وماينز وسبييار وفورمز وكولون وترير وبريمين ودورتموند وهامبورج وماجديبرج ولوبيك وبرسلاومراكز نشاط اقتصادي مزدهرة بالصناعة والتجارة والآداب والفنون. وكانت هي وسبعة وسبعون مدينة أخرى "مدناً حرة" أي مدناً تسن قوانينها الخاصة وترسل ممثلين لها للمجالس النيابية الإقليمية والإمبراطورية ولا تخضع سياسياً إلا للإمبراطور، وكان بدوره مديناً لها بالعون المالي أوالعسكري إلى حد لا يستطيع معه حتى يقيد حرياتها. وعلى الرغم من حتى هذه المدن كانت تحكمها طوائف حرفية يسيطر عليها رجال الأعمال فإن جميع واحدة منها تقريبا كانت حكومة تستهدف الصالح العام. وطبقا للكيفية التي تراعي مصلحة الجماعة وذلك إلى الحد الذي كانت فيه تنظم الإنتاج والتوزيع والأجور والأسعار وصفة السلعة بقصد حماية الضعيف من القوي وتوفير احتياجات المعيشة للجميع. ونحن نطلق عليها الآن بلاداً لا مدناً طالما حتى عدد السكان لم يتجاوز في أي منها 52.000 نسمة ومع ذلك فقد كانت آهلة بالسكان كما كان الحال عليه قبل منتصف القرن التاسع عشر وأكثر ازدهاراً من أي عهد قبل جوته، وإينياس سيلفيوس وهوإيطالي مزهوبنفسه خط عنها عام 1458 يقول: لم تكن ألمانيا أغنى ولا أشد تألقا منها قبل اليوم... ويمكن حتى ينطق دون مبالغة أنه ليس في أوروبا بلد تبزها أوتفوقها في جمال مدنها فهي تبدوطلية جديدة كأنها شيدت بالأمس ولن تجد حرية زائدة مثل هذه في أية مدن أخرى..

ولا يمكن حتى نجد مدينة في أوربا أكثر فخامة من كولون بكنائسها العجيبة ومبنى البلدية فيها وأبراجها وقصورها ومواطنها المبجلين من أوساط الناس وجداولها العظيمة... كما أنه ليس ثمة مدينة في العالم تبز أوجسبورج في الثروة. وفي فينا قصور وكنائس تحسدها حتى إيطاليا".

ولم تكن أوجسبورج مركزا للمال في ألمانيا فحسب بل كانت أيضاً الحلقة التجارية الرئيسية التي تربط بنيها وبين إيطاليا المزدهرة آنذاك. وتجار أوجسبورج هم الذين كان لهم الفضل في بناء وإدارة الفوندا كوتيديسكوفي البندقية التي زين جدرانها جيورجيوني وتيتيان بصورهما الجصية، وكانت أوجسبورج وثيقة الاتصال بإيطاليا حتى أنها رددت صدى النهضة الإيطالية، وآزر تجارها الأدباء والفنانين وأصبح بعض الرأسماليين بها مثالاً يحتذى في السلوك والثقافة إذا لم يكن في الأخلاق. ومن ثم نجد حتى كونراد بوليتنجر، وهومأمور أوعمدة في سنة 1493، كان دبلوماسياً وتاجرا وأدبياً وفقيهاً وعالماً باللغتين اللاتينية واليونانية وأثرياً ورجل أعمال.

وكانت نورمبرج مركزا للفنون والحرف اليدوية أكثر منها للصناعة أوالمال على نطاق واسع، وكانت طرقاتها لا تزال ملتوية حسب ما كان متبعا في القرون الوسطى تظللها طبقات بارزة أوشرفات، وأسقفها المغطاة بالقرميد الأحمر وجملوناتها العالية القمة ومشربياتها تكون صورة غير متناسقة في مهادها الريفي وجدول بجنيتز الضخم. ولم يكن الناس بها في بحبوحة من العيش كما هم في أوجسبورج ولكنهم مبتهجون دمثوالخلق ويحبون اللهووالتبذل في مهرجانات مثل الكرنفال الذي يشهجرون فيه جميع عام ويرتدون فيه الأقنعة وأزياء التنكر ويرقصون. وهناك أخذ هانز ساكس وكبار المغنيين ينشدون ألحانهم المرحة، وارتقى البرخت ديرر بالتصوير والحفر الألمانيين إلى ذروتهما، وهناك قام صاغة المضى والفضة شمال الألب بصنع زهريات غالية الثمن وأوعية للكنيسة وتماثيل صغيرة، وهناك قام العاملون بالأشغال المدنية بتشكيل ألف تكوين للنبات والحيوان والإنسان من البرنز أوشكلوا الحديد في سياجات أوستائر جميلة، وهناك كان قاطعوالخشب من الكثرة إلى حد يجعلنا نعجب كيف من الممكن أن تيسرت لهم سبل العيش. وأصبحت كنائس المدن مخازن ومتاحف للفن لأن جميع طائفة حرفية أونقابة أوأسرة ثرية كانت ترسل عملا فنياً جميلاً إلى مزار قديس يحمي الزمار. واختار رجيومونتانوس مدينة نورمبرج موطناً له ونطق :"لأني أجد هناك دون صعوبة جميع الأدوات الخاصة بفهم الفلك وإنه لأيسر لي هناك حتى أظل على صلة بالمتفهمين في جميع البلاد لأن نورمبرج، بفضل رحلات تجارها المستمرة يمكن حتى تعد مركزاً لأوربا. ومن مميزات نورمبرج حتى أشهر تجارها فيليبالد بيركهايمر كان أيضاً عالماً بالإنسانيات متحمساً وراعياً للفنون وصديقاً حميماً لديرر، وقد أطلق أرازموس على بيركهايمر :"فخر ألمانيا العظيم". وعكرت صفوالتجارة بين ألمانيا وإيطاليا رحلات داجاما وكولمبس وسيطرة الهجر على بحر إيجة وحروب ماكسمليان مع البندقية، فانتقلت الصادرات والواردات الألمانية شيئاً فشيئاً على طول الأنهار الكبيرة إلى بحر الشمال وبحر البلطيق والمحيط الأطلسي وانتقلت الثروة والسلطان من أوجسبورج ونورمبرج إلى كولون وهامبورج وبريمن وإلى أنتورب بصفة خاصة. وشجع آل فوجر وآل ويلز هذا الاتجاه بأن جعلوا من أنتورب مركزاً رئيسياً لعملياتهم. وأدت حركة المال والتجارة الألمانيين نحوالشمال إلى فصل شمال ألمانيا عن الاقتصاد الإيطالي ودعمت مركزها بحيث استطاعت حماية لوثر من الإمبراطور والبابا. ولعل جنوب ألمانيا ظل مخلصاً للكاثوليكية لأسباب مغايرة.


الاستحواذات

المباني التاريخية التالية لا تزال حتى اليوم مملوكة حتى لآل فوگر:

مراجع ثقافية شعبية

  • In Joseph Heller's book Something Happened, Bob Slocum remarks, "The Fuggers were all right as long as they stayed in Germany; then they sent their mothers here."
  • The Fugger family is referenced frequently in Robertson Davies' What's Bred in the Bone (the second volume in "The Cornish Trilogy").
  • The Fuggers are mentioned in Mika Waltari's book Mikael Ludenfot. A prominent feature is the Fugger copper monopoly.
  • The Fuggers are mentioned in Charles Reade's novel The Cloister and the Hearth, which is partly set in 15th-century Augsburg.
  • The Fuggers play a large role in the 1999 novel Q by Luther Blissett

معرض الصور

شجرة العائلة


انظر أيضاً

  • الاستعمار الألماني للأمريكتين

المصادر

  1. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

وصلات خارجية

  • Fugger family website (multilingual)
  • Article in Encyclopædia Britannica, 1911 edition
  • Fugger family on History.com
  • The Fugger family manuscripts
  • The Fugger Newsletters
تاريخ النشر: 2020-06-04 13:12:56
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, Pages with citations using unsupported parameters, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Pages using infobox country with unknown parameters, Commons category link is locally defined, آل فوگر, دول ومناطق تأسست في 1507, اوگسبورگ, مصرفيون, تاريخ الصرافة, عائلات صرافة, تاريخ اوگسبورگ

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

دراسة.. لاعبو كرة القدم معرضون لأمراض الدماغ بعد الـ 65 عاما

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-10 00:26:08
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

دراسة.. لاعبو كرة القدم معرضون لأمراض الدماغ بعد الـ 65 عاما

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-10 00:26:05
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

محمد العمير.. في ذمة الله 

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-10 00:25:03
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

يوم التطوع العالمي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-10 00:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

"حكايا إيلاف" تستكمل فعاليتها بمناسبة اليوم العالمي للطفل

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-10 00:24:57
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

تعزيز الحوار.. والثقل الدولي للمملكة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-10 00:25:08
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 50%

في مباراة مثيرة.. ميسي يقود الأرجنتين نحو نصف نهائي المونديال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-10 00:26:04
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

في مباراة مثيرة.. ميسي يقود الأرجنتين نحو نصف نهائي المونديال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-10 00:25:58
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

السعودية والصين

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-10 00:25:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

تحميل تطبيق المنصة العربية