منشور من ضباط الجيش (الحرس الوطني لقد أخطأت يا صاحب الدولة)
منشور من ضباط الجيش (الحرس الوطني لقد أخطأت يا صاحب الدولة)، في 1952، من أوراق السفير جمال منصور، من الضباط الأحرار، أحد منشورات ضباط الجيش.
المنشور
أخطأت لتهاونك في مساعدة فلسطين مساعدة فعالة لتضمن استقلالها وكم كان ذلك سهلا ميسوراً لوكنت جاداً في تقديم العون لهذا الوطن العربي الذي أصيب بالداء البريطاني فانتهى به الحال إلى ما نرى اليوم.
كان في الإمكان عن طريق تدريب أبناء فلسطين في مصر والسماح بالتطوع كما عملت معظم الدول العربية والانتفاع بما خلفته الجيوش المتحاربة في صحاري مصر حسم الموقف منذ أمد بعيد ولكنك لم تعمل خشية تعارض ما تجاوز والسياسة البريطانية والخوف من عودة أبناء مصر إليها بعد ممارسة فن القتال ولانشغالك بالمنازعات الحزبية التافهة التي يثيرها قوم نسوا مصلحة مصر فأضروا بقضية الشرق كله للمطالبة بالعودة إلى أحكام الدستور وهم أدرى الناس بسعة ثوبه ووسائل تسخيره لمصالحهم الخاصة من السهل حتى يدرك جميع مصري حتى قيام دولة صهيونية أوبقاء الإنجليز أوعملائهم في فلسطين تهديد مباشر لاستقلال وسلامة مصر ولكنك أتحت الفرصة للملك عبد الله بإحجامك عن تقديم المساعدة الفعالة حتى يقيم نادىئم سياسته في فلسطين رغم فهمك بخبث نواياه وارتباطه بمعاهدة مهينة مع بريطانيا رفض إشراك دول الجامعة في مباحثاتها من الممكن أنك يا صاحب الدولة لم تسجل بعد خاتمة هذه المؤامرة التي أتقن الإنجليز حبك حلقاتها يهجر مستقبل فلسطين معلق بالوفاء بوعد الجلاء عقب استتباب الأمور من الملك عبد الله فتكون بذلك قد أضعت مستقبل هذه البلاد وساعدت على ظهور سوريا الكبرى ووضعت غدارة تظل مصوبة إلى قلب مصر ما بقي الملك عبد الله جادا في تحقيق أحلامه.
إن أي ضرر يلحق بفلسطين سيلحق بمصر عاجلاً أوآجلاً وستكون يا صاحب الدولة مسؤولا أمام شباب مصر والتاريخ إنك راحل والمستقبل لمصر ولنا فاعمل جاهداً على حتى لا تهجر لأبنائك صعابا جمة في إمكانك تلافيها وإصلاح أخطاء تجاوز حتى ارتكبها غيرك.
إننا نطلب منك حتى تقوم مصر بواجبها نحوفلسطين وأن تعتبر الحدود الفلسطينية المتاخمة لنا هي خط دفاعنا الأول ضد الصهيونية وذلك بتسليح جبهة فلسطين الجنوبية بالطرق التي تعهدها وتزويد القيادة المصرية بضباط مصريين متطوعين يأخذون على عاتقهم تحرير فلسطين من ربقة الاستعمار والصهيونية.
إننا نطلب منك حتىقد يكون جنوب فلسطين جبهة يتدرب فيها ضباط جيش مصر حتىقد يكونوا قادرين على تحمل أعباء المستقبل الجسام. هذه يا صاحب الدولة رغبة الضباط الذين أثبتوا صدق وطنيتهم والذين أقاموا من أنفسهم حراساً على مصر والشرق العربي يذودون عنه خطر الاستعمار والشيوعية.
ضباط الجيش
المصادر
- موسوعة مقاتل من الصحراء