تأمين
التأمين assurance يقومفي جوهره على فكرة التعاون الطوعي بين أفراد الجماعة الواحدة للقاءة خطر ما يحتمل حتى يصيب واحداً أوأكثر من أفراد الجماعة ويصعب، بل قد يتعذر، تحمله من قبل فرد أوبعض أفراد الجماعة، وبهذا التعاون يتم تحمل الخطر من قبل الجميع بخسارة مقبولة ومحمولة من قبلهم جميعاً. والتعاونقد يكون إما قبل وقوع الخطر للحيلولة دون وقوعه، بالقدر المستطاع، أوبعد وقوعه للإسهام في تحمل نتائجه بصورة مشهجرة. والطوعية في هذا التعاون مبعثها أنها اتىت نتيجة حاجة الفرد إلى حماية نفسه وأمواله من أخطار محتملة الوقوع، فضمن هذا الإطار من التعاون يحمي الأفراد أنفسهم ومصالحهم فرادى ومجتمعين. تقوم مؤسسات وشركات التأمين بدور مهم في تنظيم هذا الإطار وإدارته مستفيدة في عملها المتخصص من قوانين الإحصاء والاحتمالات المتسقطة في المستقبل، بما يخص احتمالات وقوع المخاطر وحجم الأضرار المتسقطة الناتجة عن حدوث تلك الأخطار، مستعينة بقوانين الأعداد الكبيرة في تحديد أسعار التأمين المناسبة، وتحسين شروط الأغطية التأمينية المطلوبة.
تعريفات
القانون السوري
يعهد القانون المدني السوري في المادة /713/ منه التأمين بأنه: «عقد يلتزم المؤمِّن بمقتضاه حتى يؤدي إلى المؤمَّن له أوالمستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغاً من المال أوإيراداً مرتباً أوأي عوض مالي آخر في حالة وقوع الحادث أوتحقق الخطر المبين في العقد، وذلك نظير قسط أوأي دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمَّن له للمؤمِّن».
القانون المصري
أما الفقهاء المصريون فقد عهدوا التأمين بما يلي: «التأمين عملية فنية تزاولها هيئة منظمة مهمتها جمع أكبر عدد ممكن من المخاطر المتشابهة وتحمل تبعتها عن طريق المقاصة فيما بينها وفقاً لقوانين الإحصاء، ومن مقتضى ذلك حصول المستأمن أومن يعيِّنه حال تحقق الخطر المؤمَّن منه على عوض مالي يدفعه المؤمِّن لقاء وفاء الأول بالأقساط المتفق عليها في وثيقة التأمين». أما المشرّع الأمريكي فقد عهد التأمين بما يلي: «التأمين هوعقد بمقتضاه يتعهد إنسان تعويض إنسان آخر عن خسارة أوتلف أومسؤولية تنشأ عن حادث عارض أوغير معروف مقدماً». ولعل أفضل تعاريف التأمين ما اقترحه الفقيه الفرنسي هيمار، إذ عهده بأنه: «عملية يحصل بمقتضاها أحد الأطراف وهم المؤمَّن له نظير دفع قسط على تعهد لمصلحته أولمصلحة الغير من الطرف الآخر الذي هوالمؤمَّن بأن يدفع هذا الأخير أداءً معيناً عند تحقق الخطر المبين في العقد، وذلك بأن يأخذ على عاتقه مهمة تجميع مجموعات من المخاطر وفقاً لقوانين الإحصاء».
نشأة التأمين
الأخطار التي قابلت الإنسان منذ القديم في مراحل التطور البشري كبيرة وكثيرة، فانحباس الأمطار في السماء أوغزارة الهطول والعواصف والحرائق ومخاطر البحار والمحيطات التي اضطر الإنسان إلى عبورها طلباً للمال أورغبة في كشف مجاهيلها ومكنوناتها، إضافة إلى أخطار الكائن البشري على بني جنسه وغلبة شريعة الغاب في الكثير من الأماكن والأمراض وغيرها، جميع هذه المخاطر دفعت الإنسان الواعي إلى التفكير بوسيلة تحميه وممتلكاته من جزء كبير منها، فكان التأمين الوسيلة المناسبة لمساعدته في لقاءة هذه التحديات. وأول طرق التأمين وأقدمها كيفية التأمين على القرض الجزافي البحري، فبموجب هذه الطريقة كان صاحب السفينة يقوم بالاقتراض من أصحاب رؤوس الأموال بما يعادل قيمة السفينة وحمولتها بفائدة مرتفعة جداً. فإذا ما بدأت الرحلة البحرية ووصلت البضاعة مع السفينة الناقلة بسلام إلى مرفأ الوصول رد المقترض القرض إلى المقرض مع الفوائد العالية. أما إذا غرقت السفينة وحمولتها فإن المقترض لا يرد شيئاً إلى المقرض وتبرأ ذمته تجاهه.
عهد اللومبارديون الذين كانوا يسكنون شمالي إيطالية هذه الطريقة للتأمين البحري، إذ إذا نشاطهم الرئيسي كان مركّزاً في التجارة البحرية، وقد نقلوا هذا النشاط إلى إنكلترة وبقية الدول الأوربية منذ القرن الثالث عشر الميلادي، وظل الأمر كذلك حتى القرن الخامس عشر الميلادي، حين عُرف التأمين البحري بثوبه الجديد كأول أنواع التأمين المنظمة المعروفة، وكانت «أوامر برشلونة» أول وثائق التأمين البحري في ذلك التاريخ.
وفي القرن السادس عشر الميلادي، وبعمل الحاجة إلى تأمين إنسان إنكليزي مشهور في ذلك الوقت اسمه جيوبينز، قام 16 تاجراً من تجار لندن بالتأمين على حياته لصالح أحد المحامين بمبلغ 383 جنيه إسترليني وذلك في عام 1583. وقد كان هذا العقد هوأول عقد تأمين على الحياة. وفي القرن السابع عشر أوقبله بقليل، ظهر التأمين ضد أخطار الحريق، ولا يزال حريق لندن الكبير الذي شب في أحد أحياء لندن المكتظة بالسكان عام 1666 خير شاهد على قدم التأمين ضد الحريق. فقد قامت شركات التأمين بتسديد التعويض للأشخاص المؤمَّن لهم عن الخسارة التي لحقت بهم من جراء هذا الحريق، وأبقت المكان المحروق حتى اليوم دليلاً على أهمية التأمين ضد الحريق. وفي القرن التاسع عشر ظهر التأمين ضد الحوادث الشخصية. ونتيجة لهذا النوع من التأمين ظهر التأمين على السيارات منذ عام 1901. أما أحدث أنواع التأمين فقد كان تأمين الطيران، لضمان مخاطر الانتنطق بالطائرات سواء لركابها أوللغير.
التأمين
وظائف التأمين الاجتماعية والاقتصادية
للنشاط التأميني وظائف ومهام كثيرة، اجتماعية واقتصادية انطلاقاً من دوره المهم في حماية الفرد بشخصه بوصفه أبرز عامل من عوامل العملية الإنتاجية وحماية ممتلكاته ومسؤولياته تجاه الغير، عن أخطاء ارتكبها بغير قصد وحماية الاقتصاد الوطني.
فتأمينات الحياة توفر الأمن والأمان للفرد في حياته، وتمنحه الطمأنينة على غده ومستقبل أولاده. سليم حتى التأمين على الحياة لا يرد الموت وعاديات الأيام، فهناك أمور محتومة لا يمكن دفعها أوالهروب منها، والهدف الأساسي من هذا النوع من التأمين إنما هومساعدة الفرد في حياته على لقاءة الخسائر التي قد تلحق به جراء حوادث مؤسفة أولأسرته من بعده إذا انتهى الحادث إلى وفاته، إذ تخفف من آثار النكبة عليها مالياً ومعاشياً. وتأمينات الحياة تساعد الفرد الذي يتعرض لحوادث جسدية مؤذية على تحمل الخسارة الناتجة عن توقفه عن العمل، أومصاريف دخول المشافي والفحوصات اللازمة والعمليات وغيرها، وفي حالات العجز الكلي سواء كان دائماً أومؤقتاً، فإن التأمين يساعد الفرد بالتعويض عليه فوراً أوبمبالغ معينة مدى حياته.
والتأمين يساعد على زيادة الإنتاج والإنتاجية من جراء الطمأنينة، إذ يعمل المؤمَّن عليه من دون خوف أوقلق على مستقبله ومستقبل أفراد أسرته المسؤول عنهم قانوناً. وهذا ما يسهم في تحسين المستوى المعاشي ويفتح آفاق التفهم والتزود بمتطلبات الحياة التي تتسارع على نحوملحوظ باتجاه التضخم والتعقيد، مما ينعكس على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تطوراً وتقدماً. والتأمين، بصفته وسيلة لحماية الاقتصاد الوطني، يقوم بدور الحارس الخفي للمنشآت المؤمَّنة العامة والخاصة بغرض المحافظة على وسائل الأمن والسلامة فيها صالحة وجاهزة وتوفيرها بالقدر المستطاع في بعض المنشآت من خلال منح أسعار تأمين أفضل حدثا كانت وسائط الإنذار والإطفاء الآلي أواليدوي متوافرة.
ويعمل التأمين على مساعدة أصحاب المعامل التي تتعرض لحرائق أوانفجارات فوراً بتعويضهم عن الخسائر المادية الناتجة عن تلك الحوادث المشمولة بالتأمين بالسرعة الممكنة، الأمر الذي يساعدهم على شراء آلات بديلة عن الآلات المحترقة ويعيد عجلة الإنتاج إلى الحركة والدوران من دون إرباكات تذكر على نحومحسوب ومدروس. وبهذا المعنى فإن التأمين يساعد المؤمَّن لهم على الاستمرار في تطبيق العقود الترويجية لمنتجاتهم داخلياً وخارجياً والمحافظة على ميزانهم التجاري متوازناً، ومن ثمّ المحافظة على رفد موازنة الدولة بفوائض الأرباح، كما هومقدر ومخطط مما يضمن موازنة عامة مستقرة ومتنامية.
والتأمين يعمل من خلال كونه أحد الأقنية الادخارية، بل من أبرز الأقنية الادخارية في سحب جزء من الكتلة النقدية الموجودة لدى الأفراد، والتي كان سيمضى القسم الأكبر منها لشراء سلع استهلاكية أوخدمات بعضها ضروري وبعضها غير ضروري، فتنخفض قيمة الوحدة النقدية من جراء زيادة العرض وينخفض معدل التضخم، إذ توجه شركات التأمين هذه الأقساط المحصلة من الأفراد في تأمينات الحياة أوتوجه قسماً من احتياطياتها الفنية باتجاه الاستثمار في مشاريع إنتاجية وخدمية مدروسة وعوائدها عالية، فيزيد عرض المنتجات ويتحسن مستوى الخدمات فتنخفض الأسعار وتقل معدلات التضخم.
ولعل من أبرز الوظائف الاجتماعية للتأمين حماية أفراد المجتمع من حوادث السير المؤسفة التي أتت عليها بعض قوانين السير، ومنها قانون السير السوري لعام 1974 الذي أوجب في المادتين /203/ و/204/ على مالكي المركبات السورية أوحائزيها أوسائقيها التأمين على مسؤوليتهم المدنية تجاه الغير عن الحوادث التي تلحقها بهم هذه المركبات إذا كان استخدامها قانونياً، وكذلك التأمين الإلزامي على المركبات الأجنبية الداخلة إلى القطر العربي السوري، عبوراً أوبغرض المكوث المؤقت ضد الأضرار المادية والجسدية التي تحدثها هذه المركبات في سورية.
وهناك وظائف أخرى هي: ـ الاحتياط للمستقبل: إذ يتحمل المؤمَّن له بعض التضحيات المالية بموجب عقود التأمين في الحاضر، يقتطعها من دخله احتياطاً للمستقبل. فهذه وسيلة منبهة لأخطار المستقبل وموجهة للوقاية منها. ـ إيثار الغير على النفس: يظهر ذلك في التأمين على الحياة، إذ يؤثر المؤمَّن عليه ذويه ومن هوالمسؤول عن رعايتهم على نفسه، فيؤمِّن على حياتهم من دخله لمصلحتهم سواء انتهى هذا التأمين في حياته أوابتدأ بعد وفاته. ـ التعاون والتضامن: وهوجوهر التأمين والأساس الذي يقوم عليه، ويتمثل في توزيع الخطر على الجميع حين يتعرض له بعضهم. وهذا تعاون على الخير ضد النكبات وعوادي الأيام. ـ الاعتماد على الذات: ينمي التأمين ظاهرة الاعتماد على النفس وعدم الاعتماد على الغير، بأن يحتاط المرء لغده وما قد يقع فيه من ماله الخاص باختياره. ـ تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه نفسه وتجاه أسرته ومن يهمه مستقبلهم، إذ يتخذ من القرارات، ومنها التأمين، ما يوفر لهم الحياة السعيدة. ـ تمكين المشرفين على الوحدات الاقتصادية من التفرغ لرسم السياسات الإنتاجية في جويسوده الأمان والقدرة على التنبؤ مما يؤدي إلى ازدياد مستوى الكفاية الإنتاجية نتيجة التفرغ لأعمالهم، من دون حتى ينشغلوا بطوارئ وحوادث العمل التي تتحمل نتائجها شركات التأمين. ـ تمكين المنشأة من إجراء تقديرات سليمة لتكلفة الإنتاج عن طريق تغطية الأخطار المتسقطة التي تؤثر بلا شك على تكلفة الإنتاج. ـ توفير الضمانات لرأس المال واستمراره في أداء دوره الحيوي في الاقتصاد عن طريق الوظيفة التعويضية التي يقدمها التأمين لأصحاب المشاريع المؤمَّن عليها، وهوالهدف الأساسي من التأمين. ـ التأمين وسيلة لتكوين رؤوس الأموال من خلال الاحتياطيات المتجمعة لدى شركات التأمين، والتي يمكن توجيهها لتمويل المشاريع التنموية. ـ وهوعامل من عوامل الائتمان يوفر للمؤمِّن الضمانات التي تسهل عمليات الاقتراض من الدائن. وعلى مستوى الدولة يساعد التأمين الاقتصاد القومي؛ إذ يمكن الدولة من الحصول على ما بحاجة إليه من قروض بتوظيف الأموال الطائلة التي تملكها شركات التأمين في شراء السندات الحكومية التي تصدرها الدولة والشخصيات المعنوية العامة وذلك في بلدان نظام الاقتصاد الحر. ـ وهوكذلك وسيلة من الوسائل التي تحقق التوازن التلقائي في المجتمع، ففي أثناء الرواج الاقتصادي يدفع العاملون جزءاً من دخولهم أقساط تأمين لتغطية حالات البطالة والتعطل عن العمل، وهذا ما يقلل من القوة الشرائية في أوقات الكساد تصرف لهم تعويضات تزيد مقدرتهم الشرائية.
ومن خلال استعراض هذه الوظائف، يتبين دور التأمين المهم في حماية الأفراد وممتلكاتهم وضمان مسؤولياتهم تجاه الغير، مثلما تظهر مهام التأمين في المحافظة على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وحماية الاقتصاد القومي بوجه عام...
التعويض
التأثيرات
نموذج عمل شركات التأمين
الاكتتاب والاستثمار
المطالبات
الترويج
أنواع التأمين
التأمين على السيارات
التأمين على المساكن
التأمين الصحي
Accident, sickness and unemployment insurance
التأمين ضد السقم والبطالة
التأمين ضد الحوادث
التأمين على الحياة
Burial insurance
التأمين على العقارات
[[File:Tornado Damage, Illinois 2.JPG|right|thumb|This tornado damage to an إلينوي
[[Image:Plane crash into Hudson River muchcropped.jpg|thumb|right|US Airways Flight 1549 was written off after ditching into the Hudson River]]
Liability
الائتمان
أنواع أخرى
تأمين تمويل السيارات
Closed community self-insurance
شركات التأمين
في جميع أنحاء العالم
الخلافات التنظيمية
الخلافات
Insurance insulates too much
عقود التأمين
الفوائد الاستهلاكية المحدودة
خطوط حمراء
التأمين على برءاة الاختراعات
The insurance industry and rent-seeking
المخاوف الدينية
انظر أيضاً
- ACORD
- Agent of Record
- Earthquake loss
- Financial services (broader industry to which insurance belongs)
- Five for one
- Geneva Association (the International Association for the Study of Insurance Economics)
- Global assets under management
- Insurance fraud
- Insurance Hall of Fame
- Insurance law
- Insurance Premium Tax (UK)
- Intergovernmental Risk Pool
- The Invisible Bankers: Everything the Insurance Industry Never Wanted You to Know (book)
- List of finance topics
- List of insurance topics
- List of United States insurance companies
- Social security
- Uberrima fides
- Universal health care
- Welfare state
Country-specific articles:
- Insurance in Australia
- Insurance in India
- Insurance in the United States
- Insurance in the United Kingdom
المصادر
- ^ "التأمين". الموسوعة العربية. 2007.
- [1]
قائمة المراجع
- Dickson, P.G.M. (1960). The Sun Insurance Office 1710-1960: The History of Two and a half Centuries of British Insurance. London: Oxford University Press. p. 324.
وصلات خارجية
تعريفات قاموسية في ويكاموس
خط من فهم الخط
اقتباسات من فهم الاقتباس
نصوص مصدرية من فهم المصادر
صور وملفات صوتية من كومونز
أخبار من فهم الأخبار.
قاموس الفهم.
- Congressional Research Service (CRS) Reports regarding the U.S. Insurance industry
- Federation of European Risk Management Associations
- تأمين at the Open Directory Project
- Insurance Bureau of Canada
- Insurance Information Institute
- Museum of Insurance - displays thousands of antique insurance policies and ephemera
- National Association of Insurance Commissioners
- The British Library - finding information on the insurance industry (UK bias)
نطقب:Insurance