إبراهيم بن عبد الله بن الحسن

عودة للموسوعة

إبراهيم بن عبد الله بن الحسن

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الموضوعة جزء من سلسلة:

إبراهيم بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي (ولد 95 هـ/715م - ت. غرة ذي الحجة 145 هـ/14 فبراير 763) إمام العلويين، وشقيق الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية.

نسبه وعائلته

هو: إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.


صفته

روي أنَّه كان: سائل الخدين، خفيف العارضين، أقنى الأنف، حَسَن الوجه، قد أثر السجود في جبهته وأنفه، وكان تلوأخيه محمد في الفهم والدِّين والشجاعة، وكان خطيباً فصيحاً جَيِّد النقد للشعر، حسن البديهة، ذكر المفضل حتى سبعين قصيدة من أول اختياراته اختياره، وأنه كان متوارياً في منزله قبل ظهوره، فطلب منه من الدفاتر ما يأنس بالنظر فيه، فأخرج إليه شيئا من الشعر؛ فاختار منه ذلك، وله في مرثية أخيه النفس الزكية:

سأبكيك بالبيض الرِّقاق وبالقنا *** فإنَّ بها ما يدرك الطالب الوتر ولست كمن يبكي أخاه بعَبْرةٍ *** يعصرها من جفن مقلته عصر ولكنني أشفي فؤادي بغارة *** ألَهِّب في قطري كتائبها جمر

بيعته

قد كان خرج إلى البصرة قبل ظهور أخيه النفس الزكية بالمدينة داعياً إليه، وتوارى بها مدة، وكان أخوه عَهِد إليه ونص بالإمامة بعده عليه، فأقام هناك مدة يدعوإليه، فلما ظهرت دعوته بالمدينة أظهر هوالنادىء إليه، وذلك ليلة الاثنين غرة شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة، وأخذ البيعة لأخيه واستولى على البصرة، وقام بالأمر هناك على خلافته، إلى حتى ورد عليه نعيه أول يوم من شوال سنة خمس وأربعين ومائة وهويريد حتى يصلي بالناس صلاة العيد، فصلى بالناس ثم رقى المنبر وخطب وذكر قَتْلَه ونعاه إلى النَّاس، وتمثل بهذه الأبيات:

أبا المنازل يا خير الفوارس من      يُفْجَع بمثلك في الدنيا فقد نجِعَ
اللّه يفهم أني لوخشيتهم      أوأوجس القلب من خوف لهم فزعاً
لم يقتلوك ولم أسلم أخَيَّ لهم      حتى نموت جميعا أونعيش معاً

سيرته

- أخذ عاملاً لأبي جعفر فنطق له بعض أصحابه سَلِّمه مني، نطق له: وما تصنع به،يا ترى؟ نطق: أعذبه ليخرج المال الذي عنده. فنطق: لاحاجة لي في مال لا يستخرج إلا بالعذاب.

- وكان يقول متى أراد حتى ينزل عن المنبر: ﴿اتَّقُوْا يَوْماً تُرْجَعُوْنَ فِيْهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُوْنَ﴾ [البقرة: 281].

- ونطق يوماً وهوعلى المنبر بعد ما خطب: " اللهم إذا ذكرت اليوم أبناء بآبائهم وآباء بأبنائهم، فاذكرنا عندك بمحمد صلى اللّه عليه وعلى آله يا حافظ الآباء في الأبناء والأيتام للآباء، إحفظ ذرية نبيئك ". فارْتَجَّ المصلى بالبكاء.

- وكان محمد بن عطية مولى باهلة وَلِيَ بعض أعمال فارس لأبي جعفر؛ فظفر به أصحابه وحملوه إليه، فنطق: هل عندك مال،يا ترى؟ نطق: لا. نطق: اللّه. نطق: اللّه. فنطق: خلوا سبيله. فخرج ابن عطية وهويقول بالفارسية: ليس هذا من رجال أبي جعفر. يعني أنَّه كان ينبغي له حتى لا يقتصر منه على اليمين وأن يستخرج منه المال، وإن المحق الذي يراعي أمر الدين فيما يعمله لا يقاوم المبطل الذي لا يبالي بما يقدم عليه.

- وأتاه قوم من أصحاب الصباغ فنطقوا: يا ابن رسول اللّه إنا قوم من غير العرب، وليس لأحد علينا عَقْدٌ ولا ولاء، وقد أتيناك بمال فاستعن به. فنطق: من كان عنده مال فليعن أخاه فأما أنْ آخذه فلا!!

- وكان يقول: هل هي إلا سيرة علي أوالنار.

- وأوفد إلى عبد الحميد بن لاحق بأنه بلغني حتى عندك مالاً لهؤلاء الظلمة، فنطق: ما لهم عندي مال، نطق: اللّه. نطق: اللّه. فخلى سبيله ونطق: إذا ظهر حتى لهم عندك مالا عددتك كذَّأباً.

- وحكى شيبة محرر مسعود المورباني حتى جماعة من الزيدية دخلوا عليه فنالوا منه، ونطقوا: هات ما معك من مال الظلمة. [نطق شيبة:] وأدخلوني إلى إبراهيم فرأيت الكراهة في وجهه، فاستحلفني فحلفت فخلى سبيلي، فكنت أسال عنه بعد ذلك وأدعوله حتى نهاني مسعود.

- وخطب يوما على المنبر فنطق: " أيها النَّاس إني وجدت جميع ما يطلب العباد من جسيم الخير عند اللّه في ثلاثة: في المنطق، والنظر، والسكوت، فكُلُّ منطق ليس فيه ذِكْرٌ فهولغو، وكل سكوت ليس فيه فِكْرٌ فهوسهو، وكل نظر ليس فيه اعتبار فهوغفلة، فطوبى لمن كان منطقه ذكراً، ونظره اعتباراً، وسكوته تفكراً، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته، وسلم المسلمون منه ". فعجب النَّاس من كلامه.

- وأَسَرَ أصحابه رجلا يعهد بمحمد بن يزيد من موالي أبي جعفر، وكان تحته فرس يحاذي رأسُه رأسَه، نطق محمد بن يزيد: فحبسني إبراهيم ثم أوفد إلى: بعني فرسك، نطق: فقلت: هولك يابن رسول اللّه، فنطق لأصحابه: كم يساوي؟. فنطقوا: ألفي درهم. فبعث إلي بألفين وخمسمائة درهم، فلما أراد المسير إلى الحرب أطلقني.

- نطق محمد بن أبي طلحة العذري: بعث إبراهيم إلى أبي أيام ظهوره وهومستتر عنه بأن عندك مالا لأبي جعفر، فأخرجه إلينا. فأوفد إليه أبي: أجل إذا عندي مالا لأبي جعفر فإن أخذته مني غَرَّمَنِيه أبوجعفر. فأضْرَبَ عنه.

- ووجد في بيت مال البصرة ألف ألف درهم، ففرق ذلك في عسكره، فأصاب جميع واحد منهم خمسين خمسين، وكانوا يأخذون ذلك ويقولون: خمسون والجنة.

عماله

وَلَّى قضاء البصرة عباد بن منصور، وبيت المال سلمان بن أبي واصل، وَوَلَّى هارون بن سعد واسط وأعمالها، وَوَلَّى المغيرة بن الفرع الأهوار، فخرج إليها وطرد أصحاب أبي جعفر عنها وتمكن منها، فأنفذ أبوجعفر بخازم بن خزيمة مع أربعة آلاف رجل إليه فحاربه المغيرة وهزمه.


مقتله

خرج من البصرة لقتال أبي جعفر وعلى ميمنته: عيسى بن زيد، وعلى ميسرته: برد بن لبيد اليشكري، وأنفذ أبوجعفر: عيسى بن موسى في عسكر عظيم، والتقوا بـ(باخمرا) بين البصرة والكوفة، فـانهزم عيسى وأصحابه، وإبراهيم واقف على فرس له ينظر إلى المنهزمين، حتى اتىه سهم غائر فأصاب جبينه، فاعتنق فرسه واحتوشه الزيدية، وأنزلوه عن فرسه وأخذه بشير الرحال، وأسنده إلى صدره، حتى قضى ، وبشير يردد: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوْراً﴾ [الأحزاب: 38]، وذلك يوم الاثنين في أول ذي الحجة من سنة خمس وأربعين ومائة، وقيل لخمس بقين من ذي القعدة، وأُخِذ رأسه وحُمِل إلى أبي جعفر، ودفن بدنه بباخمرا صلوات اللّه ورضوانه عليه.


ثم بكى، ثم نطق: " اللهم إذا كنت تفهم حتى محمداً إنما خرج غضباً لك، ونفياً لهذه النكتة السوداء، وإيثاراً لحقك فارحمه واغفر له واجعل له الآخرة خيراً مرداً ومنقلباً من الدنيا ". ثم جَرَضَ بريقه لعظم ما ورد عليه، وتردد الكلام في فيه، وتلجلج ساعة ثم أجهش باكياً منتحباً وبكى النَّاس.

فلما هبط بايعه بالإمامة فهماء البصرة وفقهاؤها وزهادها، وبايعه المعتزلة، ولم يتأخر عن بيعته من فضلاء البصرة أحد، إلا حتى المعتزلة اختصوا به مع الزيدية، ولزموا مجلسه وتولوا أعماله، واستولى على واسط والأهوار وكورها وعلى أعمال فارس.

وكان أبوحنيفة يدعوإليه سراً ويمحرره، وخط إليه: " إذا أظَفَّرَك اللّه بعيسى بن موسى وأصحابه فلا تسر فيهم بسيرة أبيك في أهل الجمل، فإنه لم يقتل المنهزم، ولم يغنم الأموال، ولم يتبع مدبراً، ولم يذفف على جريح، لأنَّ القوم لم يكن لهم فئة، ولكن سِرْ فيهم بسيرته يوم صفين فإنه ذفف على الجريح، وقسم الغنيمة؛ لأنَّ أهل الشام كان لهم فئة ". فظفر أبوجعفر بكتابه فستره، وبعث إليه فأشخصه وسقاه شربة فمات منها، ودفن ببغداد.

وبعث أبوجعفر [المنصور] إلى البصرة: المعروف بأبي سيف مولى الجعفري ليتحسس له ويعَرِّفه أحوال إبراهيم ، فلما عاد إليه نطق له أبوجعفر: كيف من الممكن أن رأيت بشيراً الرَّحَّال ومطراً الورَّاق فنطق: رأيتهما يدخلان إلى إبراهيم وعليهما السلاح. فنطق: ما كنت أرى حتى الصوم أبقى منهما ما يُحْمَل به السلاح.

وبايعه: هارون بن سعد وكان فقيهاً معروفاً بالصلاح والدين، قد روى عن الشعبي ولقي إبراهيم النخعي.

وخطب إبراهيم بن عبد اللّه النَّاس ونعى على أبي جعفر أفعاله وقتلَه آل رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله، وظُلْمَ النَّاس، وأخذه الأموال ووضعها في غير مواضعها، فأبلغ في القول حتى أبكى النَّاس، ورَقَّت لكلامه قلوبهم، فاتَّبَعه: عباد بن العوام، ويزيد بن هارون، وهشيم بن بشير، وشعبة بن الحجاج، وبايعوه.

ونطق أبوإسحاق الفزاري: جئت إلى أبي حنيفة فقلت له: ما اتقيت اللّه حيث أفتيت أخي في الخروج مع إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن حتى قتل! فنطق لي: قَتْلُ أخيك حيث قُتِل يعادل قَتْلَه لواغتال يوم بدر، وشهادته مع إبراهيم خير له من الحياة!! قلت: فما منعك أنت من ذاك،يا ترى؟ نطق: ودائع كانت للناس عندي.

وكان الأعمش يدعوإليه ويقول: ما يُقْعِدُكم عنه، أما إني لوكنت بصيراً لخرجت.

وظهر غُرَّة شهر رمضان، وورد عليه نعي أخيه النفس الزكية يوم الفطر، وقتل في يوم الإثنين غرة ذي الحجة 145 هـ. بـ(باخمرى) من قرى الكوفة ، ودفن بِها، عمره 50 سنة، وكان في عصر أبي جعفر المنصور العباسي الدوانيقي لعنه الله ، ورأس الإمام الشريف في مصر بالمطرية، تبعد عن القاهرة حوالي 40 كم ، ويعهد باسم : سيدي إبراهيم.

فكانت مدة ظهوره على خلافة أخيه عليهما السلام شهراً واحداً، ومدة قيامه بالأمر شهرين وأياماً.

مراجع

تاريخ النشر: 2020-06-04 13:34:26
التصنيفات: مواليد 95 هـ, مواليد 715, وفيات 145 هـ, وفيات 763, حجازيون, حسنيون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

عطلة استثنائية بمناسبة عيد الفطر المبارك

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-04 18:25:11
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

في حفل الإفطار السنوي.. «عكاظ» تكرم الغبيشي - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-04 18:24:27
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

شاومي تعلن عن مهرجانها السنوي لعام 2024 - Culturedumaroc

المصدر: Culturedumaroc - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-04 18:24:58
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

الرجاء يستعد لمواجهة شباب المحمدية في كأس العرش بصفوف مكتملة

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-04-04 21:06:20
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية