ماگنا گريشيا

عودة للموسوعة

ماگنا گريشيا

Starting Greek colonies and regions of ancient Italy and Sicily ██ NW Greek ██ Achaean ██ Doric ██ Ionian
جزء من عن
التاريخ القديم
إيطاليا ما قبل التاريخ
الحضارة الإتروسكية (12م–6م. ق.م)
ماگنا گريشيا (ق. 8–7 ق.م.)
روما القديمة (ق.ثمانية ق.م.–5 م)
سيطرة القوط الشرقيين (القرون 5-6 )
العصور الوسطى
إيطاليا في العصور الوسطى
اعادة فتح البيزنطيين لإيطاليا (قرونستة -8)
سيطرة اللومبارد (6 –8 ح.)
الامبراطوريتان الكارولنجية والرومانية المقدسة
الإسلام والنورمان في جنوب إيطاليا
الجمهوريات البحرية والمدن-الدول الإيطالية
العصر الحديث المبكر
النهضة الإيطالية (ق. 14 –16)
الحروب الإيطالية (1494–1559)
السيطرة الأجنبية (1559–1814)
توحيد إيطاليا (1815–1861)
التاريخ الحديث
الملكية (1861–1945)
إيطاليا في ح.ع.1 (1914–1918)
الفاشية والامبراطورية الاستعمارية (1918–1945)
إيطاليا في ح.ع.2 (1940–1945)
الجمهورية (1945–الآن)
سنوات الرصاص (عقدا 1970–1980)
موضوعات
الدول التاريخية
التاريخ العسكري
التاريخ الاقتصادي
التاريخ الجيني
تاريخ المواطنة
تاريخ الموضة
التاريخ البريدي
تاريخ السكك الحديدية
تاريخ العملة
بوابة إيطاليا

ماگنا گريشيا Magna Graecia (لاتينية تعني "اليونان الكبرى"، باليونانية: Μεγάλη Ἑλλάς، مـِگالى هلاّس) هواسم المناطق الساحلية في إيطاليا الجنوبية على الخليج الترانتي التي كانت مستعمرة بكثافة من المستوطنين اليونانيين؛ وخصوصاً المستعمرات الآخية في تارنتوم, كروتون، وسيباريس، ولكن أيضاً بشكل فضفاض، مدن كوماي ونياپوليس إلى الشمال. المستعمرون، الذين بدأوا الوصول في القرنثمانية ق.م.، جلبوا معهم حضارتهم الهلينية، التي هجرت أثراً مستمراً في إيطاليا، وخصوصاً على ثقافة روما القديمة.

التاريخ

القِدم

نهضة سراقوصة

كانت سراقوصة طوال القرن الرابع من أكبر المدن اليونانية ثروة وأعظمها قوة، رغم ما كان ينتابها من الاضطرابات السياسية الكثيرة. وكان ملكها ديونيشيوس الأول مجرداً من الضمير، خائناً غداراً، مختالاً مغروراً، ولكنه كان أقدر رجال زمانه في الشئون الإدارية. حوَّلَ هذا الرجل جزيرة أرتيجيا Ortygia إلى قلعة حصينة اتخذها مسكناً له، وسور الطريق الذي يوصلها بأرض القارة، فأصبح مركزه فيها أمنع من عقاب الجو؛ ثم ضاعف أجور الجنود، وقادهم بنفسه إلى فوزات هينة، فحبب نفسه إليهم وكسب ولاءهم، فاستطاع البقاء على العرش ثمانية وثلاثين عاماً. ولما حتى ثبت قواعد حكمه استبدل بسياسة القسوة التي نهجها في بداية أمره سياسة رحيمة استرضى بها الأهلين، وبسط على البلاد حكماً استبدادياً طابعه العدالة والمساواة. وأبتر ضباطه وأصدقاءه أجزاء من أحسن الأراضي وأعظمها خصباً، وخص جنوده بجميع المساكن في أرتيجيا والطريق الموصل إليها إلا القليل النادر منها؛ ووزع جميع ما بقي من أرض سراقوصة وما حولها على سكان المدينة الأحرار منهم الأرقاء من غير تمييز بينهم. وبهديه وإرشاده ازدهرت سراقوصة، وإن كان قد فرض عليها من الضرائب ما لا يكاد يقل عما فرضته الجمعية على الأثينيين. ولما حتى أسرفت نساء المدينة في زينتهن أعرب حتى دمتر قد اتىته في الحلم وأمرته حتى يجمع حلي النساء كلها ويودعها في معبدها. وصدع الملك بأمر الإلهة، وصدعت به كذلك معظم النساء؛ ثم ما لبث حتى "اقترض" الحلي من دمتر ليمول بها حروبه(43).

ذلك حتى خططه كلها كانت تهدف إلى إخراج القرطاجيين من صقلية. وقد آلمه وحز في نفسه حتى يستطيع هنيبال استخدام آلات التدمير القوية في حصار سيلينس، فجمع في خدمته خيرة الصناع والمهندسين من بلاد اليونان القريبة؛ وطلب إليهم حتى يعملوا على تحسين عدد الحرب. وكان من بين ما اخترعه هؤلاء الرجال من آلات الهجوم والدفاع الجديدة المنجنيق الذي يقذف الحجارة الثقيلة وغيرها من القذائف، وانتقل هذا الاختراع من المخترعات العسكرية من صقلية إلى بلاد اليونان واستخدمه فليب المقدوني. وأوفد يدعولخدمته جنوداً مرتزقة، وأخذت دور الصنعة في سراقوصة تخرج مقادير لا عهد للناس بها من الأسلحة والدروع تتفق مع عادات جميع طائفة من طوائف الجند المتنوعة ومع حذقها في القتال. وكان المشاة قبل هذا الوقت هم الذين يقاتلون في المعارك البرية لكن ديونيشيوس نظم فيالق كبيرة من الفرسان، وأفاد من هذا أيضاً فليب والإسكندر. وأخذ في الوقت نفسه يصب المال صباً لبناء مائتي سفينة معظمها من ذات الأربعة الصفوف أوالخمسة، فأنشأ بذلك أسطولاً ضخماً لم ترَ له بلاد اليونان قبل ذلك مثيلاً في سرعته أوقوته.

ولم يحل عام 397 حتى كان جميع شيء على أهبة الاستعداد، وأوفد ديونيشيوس بعثة إلى قرطاجة يطلب إليها حتى تحرر جميع المدن اليونانية في صقلية من سيطرة القرطاجيين، وتسقط ألا يُجاب إلى طلبه فنادى هذه المدن إلى خلع نير الحكم الأجنبي، فاستجابت إلى دعوته، وكانت لا تزال حاقدة على القرطاجيين ولم تنسَ ما ارتكبه فيها هنيبال من المذابح، فأعدمت جميع من سقط في أيديها منهم بعد حتى أذاقتهم من ألوان العذاب ما لم يعذبه اليونان أحداً غيرهم من قبل، ولم يدخر ديونيشيوس جهداً في الحيلولة بينهم وبين هذا التعذيب لأنه كان يريد حتى يبيع أسرى القرطاجيين في أسواق الرقيق. ونقلت قرطاجة جيشاً كبيراً بقيادة هملكون Himilcon بطريق البحر، ودارت الحرب بين الأمتين في فترات متبترة خلال أعوام 397، 392، 383، 368. وانتهت هذه الحرب بأن استردت قرطاجة جميع ما استولى عليه ديونيشيوس من أملاكها، وعادت الأمور بعد الدم المهراق كله إلى ما كانت عليه من قبل.

وكان ديونيشيوس في هذه الأثناء قد وجه قوته الحربية لإخضاع المدن اليونانية في الجزيرة، وربما كان مدفوعاً إلى هذا بحب السلطان أوبما كان يحس به من أنه لا سبيل من القضاء على سلطان قرطاجة في صقلية إلا إذا اتحدت كلها تحت حكومة واحدة. فلما تم له إخضاعها، عبر الجزيرة إلى إيطاليا، وأخضع رجيوم Rheginm وفرض سلطانه على جميع إيطاليا الجنوبية. ثم هاجم إتروريا واستولى على ألف وزنة من هيكلها القائم في أجلا Agylla، ووضع الخطط لنهب ضريح أبلوفي دلفي، ولكن الأيام وقفت في سبيله فلم تمكنه من تطبيق خططه. فقد وأدت بلاد اليونان في نفس ذلك العام (387) حريتها في الغرب، ثم باعتها "بصلح الملك" إلى الفرس في الشرق. وكان برنس Brennus والغليون قد وقفوا ظافرين أمام أبواب رومة يدقونها دقاً، وكان البرابرة المحيطون بالعالم اليوناني يزدادون قوة في جميع مكان، وكان ما حل بإيطاليا الجنوبية من التدمير على يد ديونيشيوس قد مهد السبيل للأهلين القاطنين حول المستعمرات أولاً ثم للرومان أنصاف البرابرة بعدئذ لغزوهذه المستعمرات والاستيلاء عليها. وقام الخطيب ليسياس في الدورة التالية من دورات الألعاب الأولمبية يدعوبلاد اليونان إلى الخروج على الطاغية الجديد، فهاجم الجماهير الثائرة خيام رسل ديونيشيوس وأصمت آذانها عن الاستماع إلى أشعاره.

وهذا الطاغية الذي عرض على أهل رجيوم بعد حتى تم له الاستيلاء عليها حريتهم إذا آتوه بكل ما يدخرونه من مال فدية لهم، فلما اتىوه به باعهم بيع الرقيق، هذا الطاغية نفسه كان رجلاً واسع الثقافة من أرباب السيف والقلم ولم يكُ فخره بقلمه أقل من فخره بسيفه. ولما حتى طلب إلى الشاعر فلكينس رأيه في شعره وأجاب بأنه غث لا قيمة له حكم علية بالأشغال الشاقة في المحاجر(44). على حتى ديونيشيوس، كان يناصر الآداب والفنون على الرغم من هذه الأعمال المثبطة، وقد استضاف أفلاطون أثناء أسفاره في صقلية وسره حتى يستمتع لحظة بهذا الفيلسوف (387). وهناك سيرة ذائعة نقلها ديوجانس ليرتيوس تقول إذا الفيلسوف أخذ يطعن في حكم الطغاة فرد عليه ديونيشيوس بقوله: "إن أقوالكَ أقوال عجوز محترف"، فأجابه أفلاطون قائلاً: "إن هذه اللغة هي لغة الطغاة". وينطق إذا ديونيشيوس باع أفلاطون في سوق الرقيق ولكن أنسريز القيروني لم يلبث حتى افتداه(45). ولم يقضِ على حياة الفيلسوف واحد من القتلة السفاحين الذين كان يخشى بأسهم بل قضى عليه شعره نفسه. وتفصيل ذلك حتى مأساته افتداء هكنز نالت الجائزة الأولى في عيد لينيا الأثيني عام 367. وسُر ديونيشيوس من هذا الفوز سروراً جعله يحتفل بأصدقائه ويُفرط في الشراب، فيصاب بالحمى ويموت.

وقبلت المدينة المغتاظة التي كانت قد ارتضته بديلاً من الخضوع لقرطاجة قبلت حتى يخلفه ابنه على العرش راجية الخير على يديه. وكان ديونيشيوس الثاني وقتئذ شاباً في الخامسة والعشرين من عمره، ضعيف الجسم والعقل، فظن السراقوصيون الماكرون أنه لهذا السبب سيحكمهم حكماً رحيماً يهجر لهم فيه الحبل على الغارب. وكان له من عمه ديون Dion والمؤرخ فلستيوس مستشاران قديران. فأما ديون فكان رجلاً واسع الثراء ولكنه جمع إلى ثرائه حبه للآداب والفلسفة، وكان من أوفى تلاميذ أفلاطون وألصقهم به. وأصبح عضواً في المجمع الفهمي وعاش في داخل بيته وخارجه عيشة البساطة الفلسفية. وخطر بباله حتى الطاغية الجديد الشاب اللدن العود يفترض أن يتيح له الفرصة لأن يقيم على الأقل حكماً دستورياً يُستطاع به توحيد صقلية بأجمعها وتمكينها بسبب هذه الوحدة من القضاء على سلطان القرطاجيين فيها، هذا إذا لم يتمكن من حتى يجعل منها "المدينة الفاضلة" التي وصفها له أفلاطون.

ونادى ديونيشيوس الثاني بناءً على اقتراح ديون، أفلاطون إلى بلاطه، فلما قبل أفلاطون الدعوة تتلمذ عليه ديونيشيوس وصار من أتباعه. ومما لاشك فيه حتى الشاب الطاغية أراد حتى يظهر للفيلسوف خير طباعه، فأخفى عليه إدمانه الخمر والعهر(47)، الذي جعل أباه يتنبأ حتى الأسرة ستنقرض بموت ولده. وانخدع أفلاطون برغبة الشاب الظاهرة في الفلسفة فقاده إليها من أصعب السبل - من سبيل العلوم الرياضية والفضيلة. وعلَّم الحاكم، كما علَّم كنفوشيوس دوق لو، حتى المبدأ الأول من مبادئ الحكم هوالقدوة الصالحة، وأنه إذا أراد حتى يُصلح شعبه، عمليه حتى يجعل نفسه أنموذجاً لهم في الذكاء والنية الحسنة، وشرعت الحاشية كلها تدرس الهندسة، وتقف مذهولة سياسياً أمام خطوط مرسومة في الرمل. ورأى فلستيوس حتى مقام أفلاطون أصبح أعلى من مقامه، فهمس في أذن الطاغية حتى ذلك كله لم يكن إلا مؤامرة أراد بها الأثينيون، الذين عجزوا عن فتح سراقوصة بقوة الجيش والأسطول، حتى يستولوا عليها بعمل رجل واحد، وأن أفلاطون بعد حتى استولى على القلعة المنيعة بالرسوم والحوار، سَيُنزل ديونيشيوس عن عرشه، ويجلس ديون مكانه. ووجد ديونيشيوس في هذا الهمس فرصة قيمة للنجاة من متاعب الهندسة، فنفى ديون، وصادر أملاكه، ووهب زوجته لرجل من رجال البلاط كانت ترهبه. وغادر أفلاطون سراقوصة، رغم تأكيد الطاغية له بأنه يحبه أشد الحب، وانظم إلى ديون في أثينة. وبعد ست سنين من ذلك الوقت عاد إلى سراقوصة استجابة لطلب الملك نفسه، وألح عليه في حتى يستدعي ديون، ولما رفض ديونيشيوس راتىه اعتزله أفلاطون وآوى إلى المجمع الفهمي(48).

وفي عام 357 جند ديون من بلاد اليونان القارّية، وكان وقتئذ فقيراً في المال غنياً في الأصدقاء، قوة مؤلفة من ثمانمائة رجل أبحر بهم إلى سراقوصة، ودخل فيها سراً فألفى الأهلين شديدي الرغبة في تأييده. وكانت معركة واحدة نال فيها النصر ببسالته، مع أنه كان وقتئذ في سن الخمسين، كافية لهزيمة جيش ديونيشيوس، ودب الرعب من هولها في قلب الملك الشاب فآثر الفرار إلى إيطاليا. وفي هذا الوقت عزلت الجمعية السراقوصية ديون من القيادة، وكان هوالذي نادىها إلى الاجتماع، خشية حتى ينصب نفسه حاكماً بأمره. وكانت في عملها هذا تجري على ما طبع عليه اليونان من الاندفاع وعدم التبصر في العواقب. وانسحب ديون في سلام إلى اليونتيني؛ ولكن جيوش ديونيشيوس شجعها تقلب الأحداث فهاجمت الجيش الوطني على حين غفلة، وبددت ضمه. وأوفد الزعماء الذين كانوا قد عزلوا ديون من القيادة يطلبون إليه حتى يعود مسرعاً ويتولى قيادة جيش الشعب، فاستجاب إلى دعوتهم، وانتصر على أعدائه مرة أخرى، وعفا عن الذين قاوموه، وأعرب قيام دكتاتورية مؤقتة نطق إنها ضرورية لعودة النظام إلى البلاد، وأبى حتىقد يكون له حرس خاص مخالفاً بذلك نصيحة أصدقائه، ونطق إنه "يفضل حتى يموت على حتى يعيش على حذر دائم من أصدقائه وأعدائه على السواء"(49). واحتفظ بدلاً من هذا الحرس بحياته المتواضعة المعتدلة رغم ما كان يحيط به من الثراء وقوة السلطان.

ويقول پلوتارخ "إنه، وإن كان قد نال ما يشتهيه من النجاح، لم يكن يرغب في حتى ينال فائدة عاجلة أتاحها له حظه الطيب... فاكتفى بقدر معتدل من الثراء راعى فيه جانب الاقتصاد، وأدهش بذلك الناس جميعاً. وبينما كانت صقلية وقرطاجة وبلاد اليونان بأجمعها ترى أنه قد بلغ أعلى مراتب النعيم والثراء، وأن ليس بين الأحياء جميعاً من هوأعظم منه، أوبين القواد من هوأوسع منه شهرة في البسالة والظفر، كان يظهر في حرسه، وحاشيته، وعلى مائدته، أنه يشهجر مع أفلاطون في المجمع الفهمي. ولا يعيش بين ضباطه المأجورين وجنوده المرتزقة الذين يجدون في ملء بطونهم بلذيذ المأكل والمشرب والاستمتاع بلذائذ الحياة عزاء لهم عن كدحهم المتواصل وما يتعرضون له من الأخطار"(50).

وإذا أخذنا بقول أفلاطون فإن ديون كان يبغي إقامة ملكية دستورية، وإلى إصلاح حياة السراقوصيين وأخلاقهم على مثال الحياة والأخلاق الإسبارطية، وأن يعيد بناء المدن اليونانية المستعيدة أوالمخربة في صقلية، وينشئ منها دول موحدة، حتى إذا تم له ذلك أخرج القرطاجيين من الجزيرة. ولكن السراقوصيين كانوا يحرصون أشد الحرص على النظام الدمقراطي، ولمقد يكونوا يتوقون إلى الفضيلة أكثر مما يتوق إليها ديونيشيوس الأول أوالثاني. فاغتال ديون صديق له، وانطلقت على أثر اغتياله الفوضى من عنطقها، وأسرع ديونيشيوس بالعودة إلى سراقوصة، واستولى مرة أخرى على أرتيجيا وعلى أزمة الحكم، وسار فيه بالقسوة والفظاعة التي ينتظرها الإنسان من طاغية خُلِعَ عن عرشه ثم استرده.

وبعد، فإن الأقدار تصيب أحياناً من لا يستحقها من الأفراد، ولكنها قلما تعمل ذلك بالأمم. ثم استغاث السراقوصيون بأمهم كورنثة. واتىت هذه الاستغاثة في وقت كان فيه كورنثي نبيل نبلاً لا يكاد يصدقه العقل ينتظر حتى تتاح له فرصة يُظهر فيها بطولته. لقد كان تيمليون رجلاً من الأشراف، بلغ من حبه للحرية أنه لم يتردد في اغتال أخيه تموفانيز حين أراد هذا الرجل حتى يقيم نفسه حاكماً مستبداً في كورنثة. واستنزلت أمه اللعنة عليه عقاباً له على عمله هذا، وأنبهَ عليه ضميره، فاعتزل هذا القاتل الناس وآوى إلى الغابات. ولكنه سمع وهوفي مأواه بحاجة سراقوصة إلى النجدة، فخرج من ملجأه، ونظم قوة من المتطوعين، وأبحر بها إلى صقلية، وقاد شرذمته القليلة بمهارة لم يرَ جيش الملك معها بُداً من الاستسلام، بعد حتى ذاق البلاء من جراء براعته في القيادة، ومن غير حتى يقتل من رجاله رجل واحد. ومنح تيمليون الطاغية الذليل من المال ما يمكنه من العودة إلى كورنثة حيث قضى ما بقي من حياته يفهم في المدرسة ويسأل الناس القوت في بعض الأحيان(51).

وأعاد تيمليون الدمقراطية، وهدم الحصون التي جعلت أرتيجيا معقلاً حصيناً للاستبداد، ورد عنها غارة شنها القرطاجيون، وأعاد الحرية والدمقراطية إلى المدن اليونانية. وبفضله ساد السلام وعم الرخاء صقلية جيلاً من الزمان، هرع إليها في خلاله مستوطنون جدد من جميع أنحاء العالم اليوناني. وأبى مع ذلك حتى يتولى منصباً عاماً، بل اعتزل الحياة السياسية وفضل عليها الحياة الخاصة؛ ولكن الدمقراطيات القائمة في الجزيرة كانت تعرض عليه جميع شئونها الكبرى تستنصحه وتعمل برأيه إيماناً منها بحكمته واستقامته. ولما اتهمه الناس من "المرشدين" بسوء استخدام سلطته أصر على الرغم من احتجاج الشعب وإعلانه شكره له واعترافه بجميله، حتى يحاكم من غير محاباة حسب قانون البلاد، وحمد الآلهة على حتى عادت إلى صقلية حرية الكلام والمساواة أمام القانون. ولما توفي في عام 337 حزنت عليه بلاد اليونان كلها وعدَّته من أعظم عظماء أبنائها.


مأثورات

«...since the land of Italy was Greater Greece.» – Ovid، Fasti, IV

انظر أيضاً

  • Ancient Greek dialects
  • Greeks in Italy
  • Graia
  • Graïke
  • Graecus
  • Griko people
  • Griko language
  • Hellenic civilization
  • Names of the Greeks

Notes

  1. ^ The Oxford Companion to Classical Literature, Paul Harvey, 1927,1955, p258

المراجع

  • Luca Cerchiai, Lorena Jannelli, Fausto Longo, Lorena Janelli, 2004. The Greek Cities of Magna Graecia and Sicily (Getty Trust) ISBN 0-89236-751-2
  • T. J. Dunbabin, 1948. The Western Greeks
  • A. G. Woodhead, 1962. The Greeks in the West

وصلات خارجية

  • Map
  • Italy rediscovers Greek heritage
  • Gaze On The Sea Salentinian Peninsula, Greece and Greater Greece (in Italian, Greek and English)
  • Oriamu pisulina, traditional Griko song performed by Ghetonia
  • Kalinifta, traditional Griko song performed by amateur local group
تاريخ النشر: 2020-06-04 13:39:15
التصنيفات: Sidebar using too many parameters, Magna Graecia, Ancient Italian history

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

سويسرا.. ارتفاع أسعار الكهرباء يهدد بإغلاق 3000 فندق ومطعم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-08 21:25:08
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

موجة الغلاء.. احتجاج إنذاري لنقابة “البيجيدي” أمام البرلمان

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 00:15:42
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 41%

الفيفا تطلق أغنية بلمسة مغربية لمونديال قطر

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 00:15:41
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 42%

بدر هاري ينهزم ضد أليستر أوفريم ويفكر في الاعتزال

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 00:15:30
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 43%

جمال المحافظ يكتب عن الحاجة إلى تعريف الصحافي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 00:15:32
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 39%

موظف شرطة يضع حد لحياته بعد محاولة قتل خطيبته ووالدتها + صور

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 00:15:36
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 50%

سويسرا.. ارتفاع أسعار الكهرباء يهدد بإغلاق 3000 فندق ومطعم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-08 21:25:05
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

حضور مغربي متميز في أيام الثقافة العربية ببرلين

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 00:15:35
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 41%

حاليا بالمغرب.. 162 مصابا بكورونا منهم حالة حرجة وحيدة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 00:15:29
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 38%

المغرب الفاسي يجبر الدفاع الحسني الجديدي على التعادل (2-2)

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 00:16:15
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية