الانتفاضة اليعقوبية 1745

عودة للموسوعة

الانتفاضة اليعقوبية 1745

تمرد الخمسة وأربعين
The forty-five rebellion
جزء من الانتفاضات اليعقوبية

معركة كولودن رسم ديڤيد مورير.
التاريخ 1745–1746
المسقط
بريطانيا العظمى
النتيجة النصر الحاسم للحكومة
الخصوم
اليعاقبة
مملكة فرنسا
 مملكة بريطانيا العظمى
القادة والزعماء
تشارلز إدوارد ستوارت دوق كمبرلاند

الانتفاضة اليعقوبية 1745، ويشار إليها عادة باسم "'الخمسة وأربعون"، كانت محاولة قام بها تشارلز إدوارد ستوارت لاستعادة العرش لبيت ستوارت المنفي، وإعادة الملكية المطلقة في إسكتلندة والمملكة المتحدة. حدثت الانتفاضة أثناء حرب الخلافة النمساوية عندما كان معظم الجيش البريطاني في القارة الأوروپية.

خلفية

جيمس فرانسس إدوارد ستوارت.
دوق نيوكاسل، وزير الدولة لادارة الجنوب بالحكومة البريطانية.
لويس الخامس عشر من فرنسا، ابن العم من الدرجة الثانية لـ 'الأمير تشارلي بوني' والداعم للقضية اليعقوبية.


تشارلز في اسكتلندا

تشارلز إدوارد ستوارت.

وأخيراً، ورغم جميع التحذيرات، ودون استشارة البلاط الفرنسي، قرر تشارلز إدوارد ستوارت، الشهير باسم "الأمير تشارلي الجميل" أو"المطالب الصغير"، حتى "يجرب حظه" و"يغزوأويموت" وأوفد عملاء إلى إسكتلندة ليثير العشائر، وبلغ عدم استعداد هؤلاء مبلغاً جعلهم يفكرون في منعه من المجيء، وكان المتشيعون من الإنجليز لأسرة ستيوارت، يلتمسون التراضي مع جورج الثاني، محتذين في ذلك حذوبولنبروك. ورغم ذلك اقترض تشارلز 180.000 جنيه، وقبل عرضاً بسفينتين مسلحتين، وأبحر إلى إسكتلندة (15 يوليو1745). وعلى مقربة من "لاندز اند" التقت القافلة الصغيرة ببارجة بريطانية، ولحق بإحدى سفينتي تشارلز من العطب ما حملها على العودة إلى برست. وانطلق هوفي الأخرى شمالاً إلى غربي إنجلترا، وفي ثلاثة أغسطس رسا على أرض إسكتلندة عند اريسكا، في جزر الهبريد الخارجة. ونصحه زعيم عشيرة بأن يعود إلى وطنه. فأجاب الأمير "إنني في وطني". وأنذِر بأن الحكومة البريطانية قد أعربت في أول أغسطس عن مكافأة تبلغ 30.000 جنيه لمن يأتي به أسيراً، حياً أوميتاً. وكان جواب تشارلز حتى صرف السفينة التي أقلته، إلى غير ذلك بتر على نفسه خط الرجعة. وفي 19 أغسطس حمل رايته في جلينفينان بإقليم المرتفعات، ونادى جميع أنصار أسرته ليعينوه.

غزوإنگلترة

وليام هوگارت مسيرة الحرس إلى فنشلي، تصور الجنود البريطانيين يتأهبون للدفاع عن لندن في لقاءة القوات اليعقوبية.
الأمير وليام أوگستس، دوق كمبرلاند.


وظل معظم زعماء العشائر متحفظين، وتآمر بعض من زعموا أنهم أتباع له ليشوا به، وأعرب ستة أشراف انضمامهم إليه، وكان ألف ومائتان من بين رجاله الألفين من عشيرتي مكدونلد وكمرون. وقاد تشارلز جماعته جنوباً متحاشياً قوات الحكومة التي يقودها السر جون كوب. وفي 17 سبتمبر ولج أدنبرة، واستولى على الحرس والبابوات، وثبت رئيسهما في قصر هوليرود، الذي كان يوماً ما القصر الملكي الذي جادلت فيه ماري ستيوارت جون نوكس، ونسي فيه جيمس السادس والأول أمه. وكان مظهر الأمير البالغ من العمر آنئذ خمسة وعشرين ربيعاً يأخذ بالألباب في بزة أهل المرتفعات، بسراويله المخملية الحمراء وقلنسوته المخملية الخضراء، وعقدة شريطها البيضاء. وركع كثير من الاسكتلنديين الذين ظنوا حتى مجد أمتهم قد عاد من حديث في إنسان ذلك الفتى المليح وقبلوا يده، وصلّت جميع النساء من أجله وهفت قلوبهن إليه. وما كاد يذوق حلاوة استقباله حتى نمى إليه نبأ اقتراب كوب من أدنبرة في ألفين من جنوده. وفي 21 سبتمبر قاد تشارلز رجاله الذين بلغوا الآن ثلاثة آلاف، والتقى بجيش كوب برستونبانز، ودحره، وأسر أسرى كثيرين، وترفق بهم، ثم عاد إلى هوليرود مكللاً بالغار، وبدأ أنه قد ظفر بإسكتلندة.

الهزيمة

وأمر تشارلز وهومطمئن شهراً بعد المعركة بالطعام والثياب لجنده، ورحب بانضمام عشائر أخرى إليه. وبعث له لويس الخامس عشر بالمال والسلاح من فرنسا. وفيثمانية نوفمبر عبر الأمير السعيد الحدود راجلاً إلى إنجلترا على رأس 4.500 مقاتل، وحاصر كرليل واستولى عليها، ولقي الترحيب في مانشستر، ثم سار حثيثياً إلى داربي، آملاً بتقدمه المثير حتى يحمل إنجلترا على استقباله ملكاً شرعياً لها. وأذاع منشوراً تعهد فيه بأنه لن يصيب الأنجليكان والمشيخيين بعد اليوم منه، وهوالكاثوليكي الروماني، أذى أكثر مما أصابهم على يد جورج الأول اللوثري. غير حتى إنجلترا لم تصدقه، وكرهت حتى تعاود من حديث ذلك الصراع المضني الذي خاضه الممضى الجديد ضد القديم.

ومع حتى أحداً في إنجلترا لم يكد يهبّ ليقاوم تشارلز، فإن حفنة من الجند الإنجليز فقط هي التي خفت لنجدته. واتخذ الإنجليز المتشيعون لأسرة ستيوارت موقف الحذر والسلامة.

وكان جورج الثاني قد هرع عائداً من هانوفر ليحمي عرشه المهدد وأمر ثلاثة جيوش إنجليزية بالتجمع في داربي. وكان رأي تشارلز حتى يتجاهلها ويندفع في طريقه إلى لندن بآلافه الستة، ولكن زعماء عشائره الاسكتلنديين أبوا حتى يتبعوه. ونبهوه إلى حتى جميع جيش من جيوش الحكومة الثلاثة عدته عشرة آلاف مقاتل، وأن هؤلاء إذا لحقوا بمؤخرة جيشه ضيقوا عليه الخناق وتكاثروا عليه بعد قليل، وأن الانتفاضة الإستيوارتية التي وعدهم بها لا أثر لها، وأصروا على العودة إلى إسكتلندة حيث يتاح لهم حتى يثيروا مزيداً من العشائر ويتلقوا الإمداد من فرنسا. وأذعن تشارلز، وقاد التقهقر الأليم من داربي إلى جلاسجو. وعند فالكرك القريبة منها هزم بتسعة آلاف مقاتل قوة إنجليزية عدتها عشرة آلاف بقيادة هولي (17 يناير 1746). ولكنه كان نصراً باهظ الثمن، فقد أضعفت جيشه الخسائر وهروب الجنود منه، وكانت إمداده آخذة في النضوب، ورواتبه تدفع دقيقاً، وقواده يتشاجرون شجار العشائر. وعادوا ينصحونه بالتقهقر، ودافع الأمير عن رأيه بالصمود، فهولم ير في المزيد من التقهقر غير التفكك والدمار، فلم يهربون من عدوليس أقوى من ذلك الذي هزموه من قبل،يا ترى؟ ثم أذعن مرة أخرى، ولكنه أيقن الآن أنه مغلوب. وعاد الجيش الاسكتلندي متجهاً إلى إقليم المرتفعات. وسرى تشاؤم قواته بقوة في صفوف الجند، فبلغ الهاربون منه ألوفاً، وما بقي كان أقرب إلى الحشد المختل اليائس منه إلى الجيش.

وخلال ذلك دخلت القوة الإنجليزية الرئيسية بقيادة دوق كمبرلاند إسكتلندة، وسيطرت على الساحل الشرقي، وتلقت عند ليث تعزيزاً من خمسمائة هسي جلبهم جورج الثاني من النمسا. وزحف كمبرلاند بجيش عده 8.800 مقاتل شمالاً مخترقاً مقاطعة انفرنيس. وهناك التقى به تشارلز عند كلودن مور فيستة أبريل 1746، بسبعة آلاف مقاتل سيئي السلاح والغذاء والقيادة، قاتلوا ببسالة اسكتلندية، ولكن بطشت بهم مدفعية كمبرلاند المتفوقة التي قذفت قنابل الشظايا (كما نطق شاعر اسكتلندي) "أكياساً من الرصاص حصدتهم حصداً، أجل بالعشرات، كما يتساقط العشب أمام المنجل". وركب تشارلز هائجاً، وحاول جمع شتات رجاله المتقهقرين، ولكنهم لاذوا بالفرار منطلقين فرادي، وأرغمه مساعدوه على الانسحاب من المعركة بالقبض على عنان جواده. فر في نفر من أصحابه وقد تحطمت روحه، وهام على وجهه مختبئاً من ملجأ إلى آخر، مكرراً مأساة تشارلز الثاني، بعد حتى فارقه المجد. وأخيراً (20 سبتمبر) عثر مركباً أقله لفرنسا. وطارد كمبرلاند أعداءه المنحورين وأصدر أوامره لجيشه "بألا تأخذ بهم رحمة". فكل اسكتلندي ثائر يجب قتله فوراً. وفتشت البيوت، وضرب بالنار على عجل جميع الاسكتلنديين الذي عثر على سلاح معهم. وأطلقت العشائر الموالية لجورج الثاني على تلك التي انضمت إلى الثورة، وأحرقت مئات المنازل. ونطق الدوق "إن الإجراءات المعتدلة لن تجدي، وكل الخير الذي صنعناه ليس إلا فَصداً ضئيلاً لم يَشفِ من الجنون وإن خففه". وألحق حتى العشائر المتمردة حاولت المرة بعد المرة حتى تجدد التمرد. وظل نادىة الاستيوارتية الاسكتلنديون يتغنون ويحلمون بهزائم الماضي وفوزات المستقبل، إلى حتى تحطم إيمانهم بالانحلال الذي أصاب من كان يوماً أميرهم الجميل في روما.


ذكراه

تمنت الحكومة البريطانية ضمان عدم قيام انتفاضية يعقوبية أخرى. فصدر قانون 1746 الذي ينتزع السلطات القضائية الموروثة من اللوردات الإسكتلنديين.

الهوامش

  1. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

المصادر

  • Robert Chambers, History of the Rebellion of 1745–6 (W. & R. Chambers, 1869).
  • Eveline Cruickshanks, Political Untouchables. The Tories and the '45 (Duckworth, 1979).
  • Christopher Duffy, The '45 (Cassell, 2003).
  • Michael Hook and Walter Ross, The 'Forty-Five. The Last Jacobite Rebellion (Edinburgh: HMSO, The National Library of Scotland, 1995).
  • Frank McLynn, The Jacobite Army in England. 1745. The Final Campaign (John Donald, 1998).
  • Murray G. H. Pittock, ‘Charles Edward (1720–1788)’, Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, September 2004; online edn, May 2006, accessed 25 October 2009.
  • W. A. Speck, The Butcher. The Duke of Cumberland and the Suppression of the 45 (Welsh Academic Press, 1995).
  • Rex Whitworth, William Augustus, Duke of Cumberland. A Life (Leo Cooper, 1992).
تاريخ النشر: 2020-06-04 13:44:29
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Pages using deprecated image syntax, الانتفاضة اليعقوبية 1745, 1745 في بريطانيا العظمى, 1746 في بريطانيا العظمى, غزوات إنگلترة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

شراكة لجعل عسير الوجهة الأولى للتعليم في المملكة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:24:31
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

القصبي: اقتصاد المملكة يشهد قطاعات جديدة وفرص واعدة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:24:26
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

السعوديات يخطفن المركز الثالث في «ProAm» للقولف

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:24:36
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

التشهير بمواطن ومقيم أدينا بارتكاب جريمة التستر بالرياض 

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:24:37
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 66%

رئيس مجلس المستشارين يستقبل وزير الخارجية السعودي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:23:51
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

حجاج ماليزيا يشيدون بالتحول الكبير في تجهيز مخيمات عرفات

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:24:24
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

الرجاء الرياضي يفوز على ضيفه الوداد الرياضي 2-0

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:24:20
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

وزير الخارجية يبحث آفاق التعاون الثنائي مع المغرب

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:24:34
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

الرجاء الرياضي يفوز على ضيفه الوداد الرياضي 2-0

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:24:23
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

«تطوير الشرقية»: لا صحة لإزالة عدد من الأحياء بالمنطقة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:24:38
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

رئيس الحكومة يستقبل وزير خارجية المملكة العربية السعودية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:24:30
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

رئيس الحكومة يستقبل وزير خارجية المملكة العربية السعودية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-16 21:24:33
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية