يهود أشكناز

عودة للموسوعة

يهود أشكناز

اليهود الأشكناز
Ashkenazi Jews
(יהודי אשכנז يهودي أشكناز)





هاينريش هاينه · إليعزر بن يهودا · ألبرت أينشتاين
سيگموند فرويد · جورج گرشوين · بار رفائيلي
راشل ڤايز ·  جون فون نويمان · گوستاڤ مالر
ڤلنا گاعون · لورن بكال · ليونارد برنستين
موزس مندلسون · ماكس بورن · يوديت پولگار
فرانز كافكا · تيودور هرتسل · مايا پليستسكايا
التعداد الإجمالي
(8–11.2 مليون)
المناطق ذات التواجد المعتبر
 الولايات المتحدة 6,000,000
 إسرائيل 2,800,000
 روسيا 800,000
 الأرجنتين 300,000
 المملكة المتحدة ~ 260,000
 كندا ~ 240,000
 فرنسا 200,000
 ألمانيا 200,000
 أوكرانيا 150,000
 أستراليا 120,000
 جنوب أفريقيا 80,000
 بلاروس 80,000
 المجر 75,000
 تشيلي 70,000
 هولندا 30,000
 مولدوڤا 30,000
 پولندا 25,000
 المكسيك 18,500
 السويد 18,000
 لاتڤيا 10,000
 النمسا 9,000
 نيوزيلندا 5,000
 لتوانيا 4,000
 التشيك 3,000
 سلوڤاكيا 3,000
 إستونيا 1,000
 أذربيجان 4,300
اللغات
تاريخياً: يديشية
المعاصرة: اللغات المحلية، أساساً: الإنگليزية، العبرية، الروسية
الديانة
اليهودية
الجماعات العرقية ذات الصلة
يهود سفارديون، يهود مزراحيون، وأقسام عرقية يهودية أخرى.

اليهود الأشكناز هم اليهود الذين ترجع أصولهم إلى أوروبا الشرقية، أما اليهود السفارد فينحدرون من اليهود الذين أخرجوا من إسبانيا والبرتغال في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ثم استقر بهم المقام في منطقة حوض البحر المتوسط والبلقان وبعض المناطق الأخرى. أما اليهود المزراحيون فهم اليهود الشرقيون بالمعنى الحرفي أويهود الشرق الأوسط.

"أشكناز" هواسم يذكر في توراة وكان يستخدم عند الأدباء اليهود إشارة إلى ألمانيا, وعلى الاخص المنطقة الواقعة على نهر الراين. لذلك أطلق على يهود ألمانيا اسم أشكنازيين. وجرى التوسع في استعمالها لاحقا للإشارة إلى يهود أوروبا الشرقية والوسطى والغربية ما عدا يهود البلقان الذين كانوا من السفاراديين.

يتميز اليهود الأشكناز بالتحدث بلغة "ييديش" التي تطورت من لهجة ألمانية قديمة تأثرت بلغة العبرية واللغات السلافية. وقد تقلص عدد الناطقين بلغة "يديش" بعد الحرب العامية الثانية حيث يتحدث أغلبية اليهود الأشكناز اليوم بالعبرية (خاصة في إسرائيل) أوبالإنكليزية (في الولايات المتحدة). ويعتبر الأشكناز هم غالبية اليهود المعاصرين وينحدرون من سلالات هجرية-تترية تحولت إلى اليهودية في القرن الثامن بعد الميلاد.

التاريخ

في سنة 1564 كانت بقية لا يستهان بها من المستوطنات اليهودية باقية في ألمانيا لا سيما في فرانكفورت-أم-مين، وهامبورج، وفورمز، برغم الحملات الصليبية الوسيطة ومئات التقلبات. غير حتى حركة الإصلاح البروتستنتي لم تكن قد خففت من تلك الكراهية التي أحس بها المسيحيون نحوشعب غريب لم يستطع حتى يقبل المسيح على أنه ابن الله، بل زادتها حدة. ففي فرانكفورت حرم على اليهود حتى يبرحوا حيهم إلا لأمر عاجل، ولم يكن مباحاً لهم استضافة زائري من خارج المدينة دون فهم القضاة، وكان عليهم حتى يضعوا على ملابسهم شعاراً أولوناً خاصاً، وأن تحمل بيوتهم علامات مميزة كثيراً ما كانت غريبة قبيحة المنظر. وقد اشترت رشوة موظفي المدينة أحياناً الإعفاءات من هذه القيود المذلة، ولكن عداء أفراد الشعب البسطاء كان خطراً دائماً يتهدد حياة اليهود وممتلكاتهم. مثال ذلك ما وقع في سبتمبر 1614 حين اقتحم جمع مسيحي باب حي اليهود بينما كانت كان معظم يهود فرانكفورت يقيمون الصلاة، وبعد حتى استمتعوا بليلة من النهب والتدمير، أجبروا 1.380 يهودياً على مبارحة المدينة دون حتى يحملوا من المتاع إلا ما على أجسادهم من ثياب. وأطعمت عدة أسر مسيحية اللاجئين وآوتهم، وألزم رئيس أساقفة مينز بلدية فرانكفورت بردهم لبيوتهم، وتعويضهم عن خسائرهم، وشنق زعيم الغوغاء(37). وبعد سنة قامت حركة ممثلة في فورمز، فطردت اليهود من المدينة وانتهكت حرمة مجامعهم ومدافنهم، ولكن رئيس أساقفة فورمز وأمير هسي-دار مشتات قدماً الملجأ للمنفيين، وبسط عليهم ناخب بالاتين حمايته في رجوعهم. ويمكن القول عموماً حتى كبار الأكليروس وأفراد الطبقات العليا كانوا ميالين للتسامح، ولكن صغار الأكليروس وجماهير الشعب كان من السهل إثارتهم وإشعال نار الحقد في نفوسهم. وكانت القيود القديمة-حتى بعد تخفيفها-مسلطة أبداً فوق رءوس اليهود، واحتمالات الإهانة والأذى ماثلة في أي يوم. وكان بعض المسيحيين الغيورين يخطفون الأطفال من فوق صدور أمهاتهم ويعمدونهم بالإكراه(38). حقاً لولا الجهل لما كان للتاريخ وجود.

وهجرت حرب الثلاثين سنة يهود ألمانيا في سلامة نسبية. فقد استغرق البروتستنت والكاثوليك في اغتال بعضهم البعض استغراقاً كاد ينسيهم حتى يقتلوا اليهود، حتى ولوكانوا أقرضوهم مالاً. وكان الإمبراطور فرديناند الأول قد فرض لوائح ثقيلة على يهود النمسا، وطردهم من بوهيميا (1559)، ولكن فرديناند الثاني حماهم، وسمح لهم بأن بينوا مجمعاً في فيينا الكاثوليكية وأن يخلعوا شعاراتهم، وأباح رجوع اليهود إلى بوهيميا. وتعهد يهود بوهيميا بدفع أربعين ألف جولدن جميع عام إسهاماً منهم في القضية الإمبراطورية في تلك الحرب الكبيرة. ورغبة في تهدئة خواطر المسيحيين الذين تذمروا من سياسة فرديناند الثاني المتسامحة، أمر (1635) بأن يستمع يهود براغ جميع أحد للعظات المسيحية، وفرض الغرامات عقاباً للتهرب أوالنوم أثناء العظات.

واتسعت المستوطنات العبرية في ألمانيا بسرعة بعد صلح وستفاليا. فقد سوأت فظائع الحرب إلى حد ما سمعة التعصب والاضطهاد. وأقبل مئات اليهود من بولندة بعد المذابح المنظمة التي تلت ثورة القوزاق التي نشبت في 1648. وفيما بين عامي 1675و1720 كان يختلف إلى أسواق ليبزج من التجار اليهود جميع سنة 648 تاجراً في المتوسط. واستعان الأمراء الألمان بالمهارة اليهودية في إدارة مالياتهم وتنظيم تموين جيوشهم وقصورهم. مثال ذلك حتى صموئيل أوبنهايمر أشرف على المالية الإمبراطورية خلال الحملات التي اختتم بها القرن السابع عشر، وأشرف سمسون فرتايمر على القوميسارية الإمبراطورية في حرب الوراثة الأسبانية. وكان من أثر نفوذه الإمبراطورة مارجريت تريزا، الأسبانية المولد اليسوعية الروح، على زوجها ليوبولد الأول أنه أمر بنفي اليهود من النمسا، ولكن الناخب الأكبر فردريك وليام رحب بكثير من المنفيين في براندنبورج، ونمت الجالية اليهودية في برلين حتى غدت من أكبر الجاليات في أوربا.

ومنذ القرن الثاني عشر كان يهود وسط أوربا يطورون لهجتهم "الييدية Yiddish" المؤلف معظمها من إضافات ألمانية مع إضافات عبرية وسلافية، والمكتوبة بأحرف عبرية. وواصل اليهود المتفهمون دراسة العبرية، ولكن المطبوعات الفهمانية التي نشرها الأشكنازيم أصبح معظمها بالييدية. وظهر أدب بيدي، غني بالفكاهة المرة والعاطفة البيتية، في قصص شعبية منقولة عبر القرون والحدود، وفي تمثيليات قصيرة Purimspiele لمهرجان الربيع المرح، وفي أمثال من الحكمة البسيطة (كقولهم "أب واحد يعول عشرة أبناء، ولكن عشرة أبناء لا يعولون أباً واحداً"(39)). وقبل 115 لم يكن في استطاعة هذا الأدب حتى يفاخر إلا بمؤلف مرموق واحد، هوأيليا بوشر، وهوعالم في العبرية وشاعر بالييدية، خط رومانسيات غريبة في مقطوعات ثمانية من الشعر ottava rima وترجم المزامير إلى لغة الشعب. وظهرت ترجمة يبدية للأسفار الموسوية الخمسة في 1544، بعد خمسة عشر عاماً فقط من ترجمة لوثر الألمانية للكتاب المقدس، ونشرت ترجمة ييدية للعهد القديم كله بأمستردام في 1676-79. لقد كان اليهود الألمان في طريقهم إلى زعامة شعبهم الثقافية.


جزء من سلسلة عن
                
اليهودية
بوابة | تصنيف
اليهود· اليهودية · طوائف
الأورثوذوكس · المحافظون · الإصلاح
حريديم · حسيديم · الأرثوذكسية الحديثة
إعادة الإنشاء · التجديد
الرابينية · إنسانية · القراؤون · السامريون
الفلسفة اليهودية
مبادئ الإيمان · منيان · قباله
قوانين نوح · الله · اليوم الآخر · المسيح المنتظر
شعب الله المختار · هولوكوست · الاحتشام
Tzedakah · الأخلاق · Mussar
النصوص الدينية
توراة · تناخ · تلمود · مدراش · Tosefta
الأدب الحاخامي · Kuzari · مشنه توراه
Ḥumash · سيدور · Piyutim · زوهار
القانون الديني
تلمود · مشنه توراه · تور
Shulchan Aruch · Mishnah Berurah · Chazon Ish
كشروت · Rov · Chazakah · Hechsher · Chametz
المدن المقدسة
القدس · صفد · الخليل · طبرية
الشخصيات الهامة
ابراهيم · سارة · إسحاق · ربكا ·
يعقوب/إسرائيل · راحيل · لياه · الأسباط الإثنى عشر · موسى
دبره · روث · سليمان · داوود
هيلل · Shammai · ربي أكيڤا · يهوذا الأمير
Rav · سعاديا گاعون · ريف · رشي · Tosafists
ابن ميمون · نحمانيدس · يوسف كارو
دورة الحياة اليهودية
بريت · بار/بات ميتسڤاه · شيدوخ · الزواج · لاگ بعومر
Niddah · Naming · Pidyon haben · Bereavement
أدوار دينية
حاخام · ربه · Posek · حزان
كوهين/الكاهن · Mashgiah · Gabbai · Maggid
Mohel · ديان · روش يشيڤا
كهيلا والمؤسسات الدينية
Cheder · تلمود توراه · يشيڤا · كنيس
Mikvah · Gemach · Chevra Kadisha · Kollel
مباني دينية
الهيكل المقدس / تابوت العهد
كنيس · Mikvah · Sukkah
منطقات دينية
Tallit · تفيلين · كپاه · Sefer Torah
Tzitzit · مزوزه · منوره · Hanukiah · شوفار
4 Species · Kittel · Gartel · Yad
الصلوات والمناسك اليهودية
شما · Adon Olam · Amidah · Aleinu · Kol Nidre
Musaf · Kaddish · هلل · Ma Tovu · Selichot
بركت همزون · Tefilat HaDerech · Shehecheyanu
Tachanun · Kabbalat Shabbat · Havdalah
الملابس اليهودية
Shtreimel · Bekishe · Fedora · Yarmulke
Sheitel · Tichel
اليهودية والديانات الأخرى
المسيحية · الإسلام · "Judeo-Christian" · غيرهم
الديانات الابراهيمية · اليهودية-الوثنية · الشرك
مواضيع ذات صلة
معاداة السامية · نقد
حب السامية · الرق · يشيڤا · الصهيونية
    

وفي القرن العاشر ولج اليهود بولندة من ألمانيا وزكوا وتكاثروا تحت حماية الحكومة رغم المذابح العارضة. وفي 1501 كان هنا نحوخمسين ألف يهودي في بولندة، وفي 1648 نصف مليون(40)، وناصر الأعيان szlachta الذين يهيمنون على مجلس الأمة اليهود، لأن الملاك تبينوا فيهم كفاية خاصة في جميع الإيجارات وجباية الضرائب وإدارة الضياع، وكل حكام بولندة في القرنين السادس عشر والسابع عشر، فيما عدا قلة منهم، من أكثر ملوك زمانهم تسامحاً. فأصدر ستيفن باتوري مرسومين يؤكدان الحقوق التجارية لليهود، ويدمغان تهم القتل الطقسي التي يرمي بها اليهود بأنها "افتراءات" قاسية لا يسمح بها في المحاكم البولندية (1567)(41). ولكن عداء الشعب لليهود لم يخف. فلم ينقض عام واحد على هذين المرسومين حتى هاجم جمع من الغوغاء الحي اليهودي في بوزنان، ونهبوا البيوت، وقتلوا كثيراً من اليهود. وفرض باتوري غرامة على موظفي المدينة لفشلهم في وقف الشغب. وواصل سجسمند الثالث سياسة التسامح الملكي.

وتضافر عاملان لإنهاء هذا العهد الذي توافرت فيه حسن نية الحكومة قبل اليهود. أولهما حتى التجار الألمان في بولندة كرهوا منافسة اليهود لهم، فأشعلوا ثورات شعبية في بوزنان وفيلنو، حيث هدم مجمع لليهود ونهبت بيوت اليهود (1592)، وقدموا للملك ملتمساً de non tolerandis Judaeis بعدم التسامح مع اليهود (1619). وانضم إلى الحملة لوقف التسامح اليسوعيين الذين استقدم باتوري وما لبثوا حتى تولوا القيادة الفكرية للكاثوليك في بولندة. وظفرت اتهامات اليهود بالقتل الطقسي باعتراف الحكومة بها الآن. ففي 1589 عشر في لوبلن على جثة صبي في مستنقع، فأكره ثلاثة يهود بالتعذيب على الاعتراف بأنهم قتلوه، ثم شنقوا وانتزعت أحشاؤهم وبتروا أرباعاً، وأصبح جثمان الصبي الذي حفظ في كنيسة كاثوليكية محل الإجلال الديني. وازدادت المؤلفات المعادية للسامية ضراوة عن ذي قبل.

وفي 1618 نشر سبستيان ميشنسكي الكراكاوي كتيباً اسمه "مرآة للتاج البولندي" اتهم فيه اليهود بقتل الأطفال، والسحر، والسرقة، والنصب، والخيانة، ونادى مجلس الأمة لطرد جميع اليهود من بولندة. وأثار الكتيب الشعور العام إثارة حملت سجسموند على مصادرته. واتهم طبيب من بولندي الأطباء اليهود بتسميم الكاثوليك بشكل منظم (1623) وأمر الملك لاديسلاس الرابع السلطات البلدية بأن تحمي اليهود من الثورات الشعبية، وحاول التخفيف من عداء المسيحيين لهم بمنع اليهود من السكنى في الأحياء المسيحية، أوبناء مجامع جديدة، أوفتح مدافن جديدة، دون ترخيص ملكي. وألزم برلمان 1643 جميع التجار بألا تتجاوز أرباحهم 7% إذا كانوا مسيحيين، و3% إذا كانوا يهوداً، وكانت النتيجة حتى المسيحيين أقبلوا على الشراء من اليهود فأثروا وأثاروا مزيداً من الحقد.

وتكاثر اليهود البولنديون برغم الكراهية والقيود والشدائد والفقر وبنوا المعابد والمدارس، وتناقلوا تنطقيدهم وأخلاقهم ونواميسهم التي أعانتهم على الاستقرار، وصانوا إيمانهم المعزى. ونظم المدارس الأولية مفهمون خصوصيون ينقدهم الأدباء أجورهم بواقع التلميذ والفترة، أما التلاميذ العاجزون عن الدفع فإن معظم الجاليات اليهودية أنفقت على مدرسة خاصة بهم من الأموال العامة. وكان حضور المدرسة الأولية إلزامياً على الصبية من السادسة إلى الثالثة عشرة. ووفر التعليم العالي في كلية (يشيبا) يشرف عليها الأحبار. وفيما يلي وصف للنظام بقلم حبر معاصر (1653):

"كانت جميع جالية يهودية تعول طلاب الكلية (الباهور) وتمنحهم قدراً من المال جميع أسبوع... ويكلف جميع طالب من هؤلاء الباهور بتعليم صبيين على الأقل... فالجالية ذات الخمسين أسرة يهودية تعول ما لا يقل عن ثلاثين من هؤلاء الشباب والصبيان، فتوفر الأسرة الواحدة الطعام لطالب كلية وتلميذيه، ويجلس الطالب إلى مائدة الأسرة كواحد من أبنائها... وندر حتى عثر بيت... لم تدرس فيه التوراة، أولم يكن رب البيت، أوابنه، أوصهره، أوطالب الكلية الذي يتناول الطعام على مائدته، خبيراً في الثقافة اليهودية(42)".

ونحن إذا نظرنا ن إذا نظرنا لى تعليم اليهود البولنديون وأدبهم من وجهة نظرنا الحديثة والفهمانية، وجدناهما ربانيين بشكل ضيق، لأنهما يكادان يقتصران على التلمود، والتوراة، والقبلانية، والعبرية، ولكن لما كان التلمود مشتملاً على الشريعة اليهودية اشتماله على الدين والتاريخ اليهوديين، فقد صلح أداة لضبط الذهن ضبطاً صارماً متعمقاً. وما من ريب في حتى الجاليات المطاردة شعرت بأنه لا يولد فيهم القوة على احتمال التعيير والاضطهاد والشدائد والمخاطر المتصلة غير الإيمان الديني الحار، والدراسة التي تمد جذورها في تنطقيد الشعب اليهودي وعاداته. وقد ظل اليهود البولنديون يعيشون كأنهم في العصور الوسطى حتى أصبحت الحداثة حديثة بقدر يكفي لإعطائهم الحرية-أوالموت.

واتىهم عام 1648 بتذكير رهيب لهم بوضعهم القلق في العالم المسيحي. ذلك حتى الثورة التي تفجرت آنذاك بين القوزاق ضد ملاكهم البولنديين واللتوانيين سقطت وطأتها على كاهل اليهود الذين كانوا يعملون وكلاء للضياع أوجباة للضرائب. فذبح الآلاف منهم في بيريياسلاف، وبيرياتين، ولوبني، وغيرها من المدن، سواء كانوا يخدمون النبلاء أولا يخدمونهم. واحتفظ بعضهم بحياتهم إما باعتناقهم ممضى الروم الأرثوذكس، وإما بالالتاتى إلى التتار الذين باعوهم عبيداً. وقد اشتط غيظ القوزاق المكبوت فاتسم بشراسة لا تصدق. يقول مؤرخ روسي:

"كان القتل مصحوباً بضروب من التعذيب الهمجي: فكان الضحايا تسلخ جلودهم أحياء، أويمزقون إرباً، أويضربون بالهراوات حتى يموتوا، ويشوون على الجمر، أويحرقون بالماء المغلي... على حتى أبشع ألوان القسوة أصاب اليهود. فقد حكم عليهم بالإبادة الكاملة، وكانت أقل علامة على الرأفة بهم تعتبر خيانة. وانتزع القوزاق لفافات الشريعة من المجامع وراحوا يرقصون عليها وهم يشربون الوسكي. ثم طرحوا عليها اليهود وذبحوهم بغير رحمة. وألقى آلاف الأطفال اليهود في الآبار أوأحرقوا أحياء(43)".

وروي حتى 6.000 يهودي هلكوا في هذه الثورة في مدينة واحدة هي نيميروف. وفي تولشيمن حوصر 1.500 يهودي في حديقة عامة وخيروا بين اعتناق المسيحية أوالموت، وإذا جاز لنا حتى نصدق المؤرخ الأخباري اليهودي فإن 1.500 اختاروا الموت. وقيل حتى 10.000 (؟) يهودي في مدينة بولونوي قتلهم القوزاق أوأسرهم التتار. ونشبت في مدن أوكرانية أخرى مذابح منظمة أقل شأناً. ولما تحالف القوزاق مع روسيا بعد حتى تصدى لهم الجيش البولندي (1654)، انضم الجنود المسكوفيون إلى القوزاق في اغتال أوطرد يهود موجيليف، وفيتيبسك، وفيلنو، وغيرها من المدن التي انتزعت من اللتوانيين أوالبولنديين.

وفي 1655 خلق غزوشارل العاشر ملك السويد لبولندة معضلة أخرى لليهود. ذلك أنهم ككثيرين من البولنديين قبلوا الفاتح السويدي دون مقاومة، منقذاً لهم من الروس المرهوبين. فلما قام جيش بولندي حديث وطرد السويديين، ذبح اليهود في جميع أراتى ولايات بوزنان، وكاليش، وكراكاو، وبيوهجروف، فيما عدا مدينة بوزنان ذاتها. وعلى الجملة كانت هذه الكوارث التي مني بها اليهود من 1684 إلى 1658 في بولندة ولتوانيا وروسيا، حتى عصرنا الحاضر، أدمي الكوارث في تاريخ اليهود الأوربيين، ففاقت في هولها وضحاياها مذابح الحروب الصليبية، والموت الأسود. وقد حسب تقدير متحفظ حتى 34.719 يهودياً ماتوا، و531 جالية يهودية أبيدت(44). هذا العقد الفاجع هوالذي بدأ هجرة اليهود الجماعية من الأراضي السلافية إلى أوربا الغربية وأمريكا الشمالية، مما أسفر عن توزيع حديث تام للسكان اليهود على سطح الأرض.

وفي بولندة عاد من بقي من اليهود على قيد الحياة إلى بيوتهم وأعادوا في صبر بناء جالياتهم التي دمرت. وأعرب الملك يوحنا كازيمير عن عزمه على تعويض رعاياه اليهود قدر استطاعته عن النكبات التي تحملوها، فمنحهم مراسيم جديدة بالحقوق والحماية، وإعفاءً مؤقتاً من الضرائب في تلك المراكز التي اشتد كربها. ولكن العداء الشعبي واللاهوتي ظل قائماً، نخفف منه المواساة المسيحية بين الحين والحين. ففي 1660 أعدم حبران بالتهمة القديمة التي طالما استنكرها البابوات، وهي تهمة القتل الطقسي، وفي 1663 لقي صيدلي يهودي في كراكاوالموت بتهمة لم تثبت عليه، وهي أنه خط هاتى يندد فيه بعبادة مريم العذراء، وكان موته بالترتيب الهمجي الذي قضت به المحكمة: فبترت شفتاه، وأحرقت يده، وبتر لسانه، وأحرق جسده على الخازوق(45). وأوفد قائد الطريقة الدومنيكية من روما (9 فبراير 1664) رسالة يحض فيها الرهبان الدومنيكان في كركاو"على الدفاع عن اليهود التعساء ضد جميع قرية تفتري عليهم(46)". وفي لفوف غزا تلاميذ أكاديمية يسوعية حي اليهود، وقتلوا مائة منهم، وهدموا البيوت، وانتهكوا حرمة المجامع (1664)، ولكن الطلبة اليسوعيين في فيلنوحموا اليهود من الغوغاء محدثي الشغب (1682)(47). وحاول سوبيسكي السمح الكريم (1674-96) جاهداً حتى يطيب خاطر يهود بولندة، فأكد من حديث حقوقهم المنتهكة، وحررهم من قضاء السلطات البلدية الخاضعة لعواطف الجماهير، واستمع في تعاطف إلى المندوبين الذين قدموا التماسات اليهود إلى بلاطه. فما اختتم حكمه حتى كان اليهود البولنديون قد أفاقوا، عددياً، من ذلك العقد القاسي، ولكن أهواله ظلت عالقة أجيالاً بذاكرة اليهود.

لم يكن في روسيا، قانوناً، يهود قبل 1772. وقد أبدى إيفان الرهيب رأيه فيهم في جوابه على طلب رجاه فيه سجسموند الثاني حتى يسمح لليهود اللتوانيين بدخول روسيا للمتاجرة (1550):

"ليس من المناسب السماح لليهود بالمجيء إلى روسيا بسلعهم لأن شروراً كثيرة تنجم عنهم. ذلك أنهم يدخلون الأعشاب السامة إلى مملكتنا، ويفتنون الروس عن المسيحية إذن ينبغي له (أي الملك) ألا بعيد الكتابة عن هؤلاء اليهود(48)".

ولما احتل الجيش الروسي مدينة الحدود البولندية بولوتسك (1565)، أوفد إيفان أوامره بتحويل اليهود المحليين إلى المسيحية، أوإغراقهم. وحين نشبت الحرب بين روسيا وبولندة في 1654 أدهش الروس حتى يجدوا مدناً كثيرة في لتوانيا وأوكرانيا بها أقسام كاملة آهلة باليهود. فقتلوا بعض هؤلاء "المهرطقين الخطرين"، وأخذوا بعض أسرى إلى موسكو، حيث أصبحوا نواة لمستوطنة يهودية صغيرة غير شرعية. وفي 1698 تلقى بطرس الأكبر وهوفي هولندا عن طريق أعمدة أمستردام، ملتمساً مقدماً من بعض اليهود يرجونه فيه السماح لهم بدخول روسيا، وكان جوابه:

"عزيزي ويتسن، إنك تعهد اليهود، وتعهد أخلاقهم وعاداتهم، وكذلك تعهد الروس. وأنا أعهد الاثنين، وصدقني حتى الوقت لم يحن للجمع بين القوميتين. فقل لليهود إني شاكر لهم اقتراحهم، وإني مدرك كم ستفيدني خدماتهم، ولكني مشفق عليهم حتى يعيشوا بين ظهراني الروس(49)".

وظلت هذه السياسة الروسية، سياسة إبعاد اليهود، معمولاً بها حتى الملتمس البولندي الأول (1772).

الكومنولث الپولندي اللثواني في أقصى اتساعه.
اليهود في وسط اوروبا (1881)


أنطون روبنشتاين
اوتوليلينثال
بوريس پاسترناك


كبار الحاخامات الأشكنازيين في اليشوڤ وإسرائيل

  • Abraham Isaac Kook : (23 Feb 1921 - 1 Sep 1935)
  • Isaac Halevi Herzog : (1937 - 25 Jul 1959)
  • Isser Yehuda Unterman : (1964 - 1972)
  • Shlomo Goren : (1972 - 1983)
  • Avraham Shapira : (1983 - 1993)
  • إسرائيل مئير لاو : (1993 - ثلاثة Apr 2003)
  • شعار يشوڤ كوهن (مؤقت): (3 Apr 2003 - 14 Apr 2003)
  • يونا متسگر : (14 أبريل 2003 - الحاضر)

انظر أيضاً

  • Jews and Judaism in Europe
  • History of the Jews in Germany
  • Jewish ethnic divisions
  • List of Ashkenazi Jews
  • Oberlander Jews

الهامش

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة behar
  2. ^ John Hopkins Gazette, September 8, 1997.
  3. ^ http://en.wikipedia.org/wiki/Religion_in_Azerbaijan

مراجع ل "منقد يكون يهودي اشكنازي؟"

  • Goldberg, Harvey E. (2001). The Life of Judaism. University of California Press. ISBN .
  • Silberstein, Laurence (2000). Mapping Jewish Identities. New York University Press. ISBN .
  • Wettstein, Howard (2002). Diasporas and Exiles: Varieties of Jewish Identity. University of California Press. ISBN .
  • Wex, Michael (2005). Born to Kvetch: Yiddish Language and Culture in All Its Moods. St. Martin's Press. ISBN .


مراجع أخرى

  • Beider, Alexander (2001): A Dictionary of Ashkenazic Given Names: Their Origins, Structure, Pronunciations, and Migrations. Avotaynu. ISBN 1-886223-12-2.
  • Biale, David (2002): Cultures of the Jews: A New History. Schoken Books. ISBN 0-8052-4131-0
  • Brook, Kevin Alan (2003): "The Origins of East European Jews" in Russian History/Histoire Russe vol. 30, nos. 1-2, pp. 1–22.
  • Gross, N. (1975): Economic History of the Jews. Schocken Books, New York.
  • Haumann, Heiko (2001): A History of East European Jews. Central European University Press. ISBN 963-9241-26-1.
  • Lewis, Bernard (1984): The Jews of Islam. Princeton University Press. ISBN 0-691-05419-3
  • Vital, David (1999): A People Apart: A History of the Jews in Europe. Oxford University Press. ISBN 0-19-821980-6

وصلات خارجية

  • <http://www.latimes.com/news/nationworld/nation/la-sci-jewish-iq18-2009apr18,0,2228388.story>
  • Ashkenazi history at the Jewish Virtual Library
  • A Mosaic of a People: The Jewish Story and a Reassessment of the DNA Evidence by Ellen Levy-Coffman
  • "The Matrilineal Ancestry of Ashkenazi Jewry: Portrait of a Recent Founder Event"PDF (2.02 MB)
  • "Ashkenazi Jewish mtDNA haplogroup distribution varies among distinct subpopulations: lessons of population substructure in a closed group" (European Journal of Human Genetics - 2007)
  • "Analysis of genetic variation in Ashkenazi Jews by high density SNP genotyping" (BMC Genetics - 2008)
  • Genetics and the Jewish identity
  • Nusach Ashkenaz, and Discussion Forum
  • Ashkenaz Heritage
تاريخ النشر: 2020-06-04 13:46:30
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, Articles containing non-English-language text, "الجماعات العرقية ذات الصلة" تحتاج تأكيد, Articles using Template:Infobox ethnic group with deprecated parameters, Articles using infobox ethnic group with image parameters, يهود أشكناز, جماعات عرقية في إسرائيل, جماعات عرقية في تشيلي, جماعات عرقية في روسيا, جماعات عرقية يهودية, يهودية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

النيابة العامة تحسم الجدل بشأن واقعة «فتاة البلكونة»

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:21:23
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

قريبًا.. المبعوث الأممى للصحراء الغربية يُجرى جولة إقليمية جديدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:21:07
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

أهم قرارات وزير التعليم بشأن امتحانات الثانوية العامة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:20:53
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

جزيرة غمام الحلقة 19.. مشهد الشيخ عرفات يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:21:01
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

حلاق يتهم أهل زوجته بإطلاق النيران عليه بعد «دعوى زنا»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:20:57
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

الرئيس السيسى يتفقد منطقة توشكى فجر اليوم ويشهد بدء موسم حصاد القمح

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:20:51
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

أثناء لهوه مع أصدقاءه.. مصرع طفل بمركز طهطا لدغه عقرب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:20:58
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

النيابة العامة توضح تفاصيل التحقيقات بفيديو فتاة البلكونة بالجيزة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:20:58
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

وزارة الداخلية تكشف ملابسات ضرب فتاتين على يد سيدة في المترو

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:20:50
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

سهرة رمضانية عن التسامح بـ«ثقافة الدقهلية»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:21:13
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

السيسي يشهد بدء موسم حصاد القمح في توشكى فجر اليوم

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:21:21
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

زلزال بقوة 3.1 ريختر يهز تونس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:20:52
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

سفير بلجيكا يشيد بجهود إنقاذ ضحايا حادث الأتوبيس السياحى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:20:57
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

اتحاد الكرة: فيفا لم يحدد موعد حسم الشكوى ضد السنغال

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:21:22
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

قصة الضحك فى حياة الأبنودى وعلاقته بالزعيم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:21:12
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 57%

دار رياض الريس تطرح رواية «الفناء الخلفى» للروائية لميس الزين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-21 03:21:13
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية