من المنفى الى المنفى

عودة للموسوعة

من المنفى الى المنفى

من المنفى إلى المنفى

قصيدة من 104 أبيات على بحر الطويل خطت على هيئة رسالة موجهة إلى الشاعر العربي أحمد مطر تمتاز هذه القصيدة بعمق لغوي واضح وتدرج تاريخي في الأحداث وكأن الشاعر يسرد سيرة على شاكلة قصيدة صنفت هذه القصيدة حسب مؤسسة المبدعون العرب ومقرها بروكسل كأفضل قصيدة عربية لعام 2005 والتي لا يزال محررها مجهولا صديق حزني مساء الخير يا مطر مساء حزنك يبكيني ومن هجروا بهذا البيت استهل الشاعر قصيدته الرائعة ليستمر في هذا التناغم الحزين على مدى مائة واربع ابيات من الشعر البليغ ذيلت هذه القصيدة بتوقيع (حنظلة) ولا يزال محررها مجهول الهوية كذلك تاريخ نشرها


من المنفى إلى المنفى

رسالة إلى الشاعر العربي الكبير أحمد مطـــــر في منفاه الإنجليزي

صديق حزني مساء الخير يا مطرُ مساء حزنك يبكيني ومن هجروا إليك أخط في منفاك يا مطـــــــرا :سقى فجاد ، فدتك الروح والبصرُ
أنا قصيدةُ أحزان ٍ بكم بــــدأتْ عصماءُ نجلاءُ ضاقت كيف من الممكن أن أختصرُ
أنا قصيدة شوق يفترض أن تخطنــــــي أوجاع قافيتي والأحرفُ الأ ُخَــرُ
من أين أبدأ والأحزان تسكننـــــي والشعر مني لجود الشعر منتظرُ!
من أين أبدأ هل تجدي قصائدنــــا إذا تأخر اسمٌ أوطغى خبــــــــرُ!
من أين أبدأ من أولى مصائبــــــنا يوم اللجوء لشرق ٍ أم هوالقــدرُ!
أم من أواخرها سيان حين همـوا في الحرب من دمنا والسلم قد سكروا
فلا قصائدنا أضحت قلائدنـــــــا ولا قصائدنا ازدانت بها الصـــــورُ
وصدر شعرِيَ شعرا ليس يسعفني والعجز يعجز حتى في العجز يفتخرُ
فالعفوإذا خانني وزن القصائد أو :مستعملن عملن قد بات ينكســـــــــرُ
والعفومن شعراء الهجر والمحن ِ منكم ومن أشعاركم قد جئت أعتذرُ
عفوا ومعذرة إذا لم يجاملنـــــــي بيت وقافية في الوصف ما زخروا
فمثلكم للقوافي عاذر خجــــــــــلٌ فما أقول ومثلي كيف من الممكن أن يعتــــــــذرُ!
ضمتكمولندن في الحضن مسكنكم ولندن من هزيع النفط تستــــــترُ
ضبابها قد أجار المستجير فمــا خافت ولا خشيت من ظلم من عهروا
هذا اغتراب تهون النائبات بــه أما اغتراب وفي الأوطان ، ذا سقرُ
فأنت منفاك قد أضحى لك الوطنا أما أنا وطني منفاي يا مطــــــــــرُ
فما أصابك يابن الغيث مكتئــــبا ألا تزال لصحب الأمس تنتظـــــرُ؟
قد بت أسأل عنكم جميع قافلــــــــة وبت أسأل من غابوا ومن حضروا
وبت أسأل عنكم جميع قافيــــــــــة وبت أسأل من قفوا ومن نثـــــــروا
ألا بعمرك كيف من الممكن أن الصحب قد صبحوا وكيف أمسوا وهل شابوا وهل كبــروا!

وهل تزال جراح تسكن المقلَ وهل يزال بهم يستوطن الكـــــــدرُ ! وإن سألتم رسولا عن مضاربنا كيف من الممكن أن العراق وأهل الشام والشجــرُ،يا ترى؟ كيف من الممكن أن الحبيبة هل من بعد غربتنا لا زال يخجل من اطلالها القمـــرُ ؟ كيف المآذن هل لا زال يطربها الله أكبرُ في الساحات تنذكـــــــرُ ؟ كيف الكنائس والأجراس واللعب كيف من الممكن أن المسيح وهل لا زال ينتظـرُ ؟ لنطق والدمع في عينيه مؤتــــلقٌ بخير حال ٍ على البلوات قد صبروا أطفالهم كبروا من هول نكبتهم ومن مصائبهم أزلامهم صغــــــروا مأساتهم وسعت مأساتهم سطعت أنجاسهم قممٌ أشرافهم حفـــــــــــرُ ها نحن والحمد للوهاب خالقنـا أولادنا مئة ٌ مولودنــــــا ذكــــــــــرُ ها نحن للعهد بتنا بعدُ نحتفــظ ُ وقد أضعت شبابا .. فيمَ يا مطـــرُ ؟ ها نحن أقوى نضالا في أسرّتنا للقدس عدنا .. ففيمَ الشعر يا مطـرُ ؟ من بعدكم زمن قد غاب منقضيا والكل خلفكموناس وما ذكــــــــروا من كان ضيع في الأسفار مرتحلا عمر الورود هلالا كاد يقتمــــــــرُ أضعتَ عمرك في الأسفار ممتطيا سِفر الخلود حصانا ما له أثــــــــرُ

أضحى جزاؤك حتى أمسيت مغتربا من دون صاحبة والصحب قد هجـــروا من الجذور غريب الدار مقتلع :فالصبح في غربة غرس ولا ثمـــــــرُ والله إني لتغشاني بذكركمُ سحابة ٌ من جراح ليس تنحســـــــــرُ
وجرح قلبيَ قد في القبر يلتئمُ فهل جراحك ترضي غدر من غدروا؟
فما تقول وما لا تقول ومـــا تجدي الفلاحة أرضا ً ما بها مطـــــــرُ
أنت المدان بكلتا الحالتين إذا أطبقت فاك أواستنطقته هـــــــــــــدروا
سيعدمونك فاصمت فالكلام إذا أمطت عنه لثاما اتىك الخطـــــــــــرُ

سيشنقونك حتى تخط الصحف غدا يموت فلانٌ .. يفترض أن ينتحــــــــرُ لذا إليك بنصح لا شفاه لـــــــه فالجأ إليه فهم بالشعـــر ما شعـــــــروا إذا تحثت فانطق دونما شفــــة ٍ ودع لسانك يطوي قبح ما ستـــــــروا وإن حلمت ففي الأحلام كن يقظا فها رقيبهمُ مستيقظ حـــــــــــــذرُ ولا تغنى بهجوالحاكميـن ولا تهجوذبابة أسياد ٍ ستنـــتســـــــــــرُ فعاهرٌ في حمى الوالي معـززةٌ والكل في القصر معصومٌ وإن كفروا فربّ كلب إلى الأشراف منسبه ورب قرد بجد بات يفتخــــــــــــــــرُ فإن أردت هاتى الحاكمين فقــل: نحن الكلاب وهم من عارنا نفـــروا نحن الملامون دوما في مقاصدنا نحن الحفاة العراة الجيع الغجـــــــرُ نحن الذين صلبنا فوق مشنقـــــة عيسى بن مريم ، جئنا الآن نعتــــذرُ نحن السبايا ونحن الرجس والنجس نحن المطايا من الأنعام نعتـــــــذرُ ونحن من علق القرآن في رُمـُــحٌ ونحن من حرقوا الانجيل ما شعروا ونحن من قتلوا (ناجي العلي) فلا عطر بريشته يوما سينتـــــــــــشرُ بتنا وراء ضباب الحقد نرقبـــــهُ حتى إذا لاح أرديناه يحتضــــــــــرُ

وا خجلة العار منا حين يذكرنــا والعار يخجله إذا فيه نستـــــــــــــترُ
شعبٌ حطامٌ وآلامٌ توحدنـــــــا في الشرق عارٌ علينا السمع والبصرُ

صبرا سنرجع يوما حين تنتصبُ راياتنا الحمرُ .. هم نطقوا سننتصــــرُ صبرا سنرجع يوما هكذا زعموا والنصر آتٍ .. فأواهٍ لما ظفــــــــروا فكل مستحكم في الشعب منتسبٌ إلى قريشَ .. ومن إبليس ينحــــــــدرُ والعفوإذا اتىَ مدحي فيكمُ خطأ بذكر إبليسَ فالشيطان يفتخــــــــــرُ بأنكم له أجـــــــداد وليس لــــــه إلاكمُ ، فهوفي قانونكم وتــــــــــرُ ألي المصائب حكام ٌ لأمتـــــــنا بالنفي والقمع والاقصاء قد جهـــروا وذبحنا جائزٌ في شرعهم فهــمُ قد استهلوا ببسم الله إذ نحــــــــــــروا يا روعة الذبح إذ يأتي بخنجرهم فذبحنا من ألي القربى به عبــــــــــرُ فمات من توفي والباقون دورهمُ حتى غدا بعد عين ٍ شعبنا أثـــــــــرُ فحين يسكرُ رأسُ القوم من دمنا يقول ناهقهم : في ( البيت ) يعتمــــرُ

وحين يأوي اليهود الحمر في دمنا يصرح الناهق الرسمي : قد دُحـروا
وحين يعلن حتى الناس أجمعهــــم بخير حالٍ ..قد يكونُ الشعب يحتضـرُ
ضاعت فلسطين أولى القبلتين فلا فهمٌ ولا خبرٌ لا شأنها مُضـــــــــرُ
ضاعت فلسطين وابن الكلب منشغلٌ بشاعرٍ عاهرٍ في الكلب يفتخـــرُ
ضاعت فلسطين والهياتى خالية ٌ يا أرضُ هل جميع من يهواك ينتحــرُ
ولا أعاتبُ عشاقا دمشقَ أتـــــوا ولا لمن عشقوا بغداد أومصـــــروا
ولا أعاتبُ موج البحر في يمـن ٍ ولا أعاتبُ من غابوا ومن هجــــروا
ولا أقولُ بأن العشق يا وطنــي جرمٌ .. فهذا الهوى للأرض ِ مغتفـــرُ

بل من أضاف على أوجاع أمتنا عارَ الهزيمة ، عارٌ ليس يندثـــــــــرُ عارٌ يجللنا فارجع تعال لنــــــا قم يا صلاحُ .. فإن القدسَ تنتظـــــرُ من يوم مغربكم والبيت منتهكٌ والخيلُ مشتاقة ٌ للسرج يا عُمـــــــرُ فخيلنا بات خيلا لا غبارَ لــــهُ بل الغبار عليه اليومَ يُعتفـَـــــــــــرُ خيلٌ على المائدات الحمرُ مجمعها ومن دماء شهيد صار مؤتمـــــرُ على الموائد حيوانات قريتــــنا أ ُسْــدٌ فهودٌ قرودٌ .. حولهم بقــــــرُ هذا يصرح حتى الجيش كان لنــا جيشا مكرا مفرا ليس يندحــــــــــرُ وذاك صرح حتى النفط مختبــيء فينا .. ويخرج حين الشعب يُعتصَرُ وثالثٌ نطقت عوراتهُ حمــــــما عملم الربعَ كيف من الممكن أن الشعبُ يُختصَـــــرُ بالنفط نهدم بيروتا ونعمرهــــا بالنفط أيضا .. فهل في ذلكم ضررُ!! لا شيء يعدلُ نفطا أسودا مضىا لهُ فضائلُ .. لا يبقي ولا يَـــــــــــذرُ أولادَ أم الكذا لستم سوى نجسا أمثالكم دون نفط ٍ ما لهم أثـــــــــــــرُ

فالنفط إذا تعدل الأوزانُ لا يزنُ حذاء طفل ٍ من الصومالِ يحتضــــرُ
أولادَ أم الكذا ضاقت بيَ السبلُ تراجعوا ودعوني .. يفترض أن أنفجــــرُ
سأجعلُ الشعرَ نارا نفطها العربُ بالنفط أحرقهم .. والنفط يستعــــــرُ
خمسون عاما وأم الرافدين بلا نهر ٍ .. ولا نخلها عال ٍ ولا تـَمِـــــــرُ
خمسون عاما ونجدٌ ليس تذكرها صحراءُ نجد ٍ ولا في كتْـبنا سِـيَــــرُ
خمسون عاما ومصرُ الأمس قد صبحت مقهورةً .. نيلها في مائهِ كـَـــــــدَرُ خمسون عاما مضتْ ليست دمشق بها :دمشقُ شام ٍ ولا في جِلق ٍ بشرُ خمسون عاما بنا في لحظة ٍ عصفت فهيجت بغد ٍ أمجاد من غبـــروا خمسون عاما :بها إغفاؤنا يَـقِــــظ ٌ خمسون عاما بها استيقاظنا خَــدِرُ
سرجُ الخيول لحرب ٍ ليس نسرجها بل للسباق نحث الخيلَ تنتشـــــرُ
أبعد هذا علينا ينفع النــــــــــــدمُ وبعد هذا بعبد الشمس ِ نفتخــــــرُ!
وبعد هذا تعودُ اليومَ تسألـُنـــــــي عن البلاد ِ .. ألا دعها ستندثــــــرُ
فمن إلهُـــهُ في استسقائه صنــــمٌ يجيئهُ الغيث ُ من سجيلَ ينهمــــرُ
ما عاد يجدي بنا قولٌ ولا عمــلٌ فقد تشابهت الأفعالُ والهـَـــــــــذرُ
لذا .. سأنصبُ شعري حبل مشنقة ٍ وأعدمُ النفط شنقا ... ثم أنتحـــــرُ
تاريخ النشر: 2020-06-04 13:52:22
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

معرض إعادة تصور للفنانة علياء الجريدى

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:21:12
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

مشروع التدريب العملي المشترك لمجابهة الأزمات والكوارث بالسويس

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:21:07
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

ملاحظات غاضبة من السويسري.. كواليس جلسة كولر واللاعبين

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:09:50
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 47%

ريال مدريد يسقط في عقر داره في كمين رايو فاليكانو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:07:48
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 94%

خطير..حيتان قاتلة تهاجم مركبا شراعيا قرب طنجة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:10:17
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 78%

مدرب الوداد يكشف خطته للعودة باللقب من جنوب افريقيا

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:10:32
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 74%

افتتاح برنامج إعداد مدربين المبادرة الوطنية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:21:11
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

عاجل..الوداد يكسب “معركة دونور” أمام صانداونز

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:10:36
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 75%

أوباما في تصريحات قوية حول حرب إسرائيل حول غزة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:10:24
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 74%

كولر متحدثاً عن موديست: أسم كبير ويحتاج للمشاركة ليعود لمستواه

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:21:10
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

كيف تكلفت قبيلة مغربية من نقل السلاح إلى الجزائر؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:10:39
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 71%

إصابة لاعب محوري في تشكيلة المنتخب تقلق الركراكي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:10:28
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 74%

الأساتذة يشلّون 12 ألف مدرسة وبنموسى في فوهة بركان الغضب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-06 00:10:13
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 82%

تحميل تطبيق المنصة العربية