مقبرة الخيزران

عودة للموسوعة

مقبرة الخيزران

مقبرة الخيزران خلف جامع الإمام الأعظم عام 2003م

هي مقبرة الأعظمية في بغداد وتعهد حالياً بمقبرة الأمام الأعظم حيث إنها تحيط بمسجد الإمام أبوحنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، الذي دفن فيها عام 150هـ/767م، وهذه المقبرة قديمة العهد وهي أصل مدينة الأعظمية، وضمت كثيراً من رفات فقهاء المسلمين ومراجع الفهم والدين. وسميت بالخيزران نسبة إلى الخيزران بنت عطاء زوج الخليفة المهدي ووالدة الهادي وهارون الرشيد والتي توفيت ودفنت فيها عام 173هـ، وتحوي هذه المقبرة على الكثير من قبور الفهماء والفقهاء والولاة الذين حكموا البلاد في زمن الدولة العثمانية، وكذلك المتصوفة، ومنهم أبوبكر الشبلي حيث يوجد له مقام معروف فيها تم تجديده حديثا، والشاعر جميل صدقي الزهاوي والشاعر معروف الرصافي، والشيخ عبد القادر الخطيب والشيخ أمجد الزهاوي، وغيرهم من الأعلام كساطع الحصري، والأستاذ عبد الرحمن البزاز، والعلامة الشاعر وليد الأعظمي الذي ذكرها في كتابهِ (أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران) ونطق فيها:

هذي القبورُ تُـناديكم وتـُخبركم بـمـا لقي ساكنوها فأسمعوا الخبرا
تقول أفنيتُ ناساً لا عداد لهـم فـمـا هجرـتُ لهـم عيـنـاً ولا أثـرا

وللمقبرة ذكر في خط التراجم والخطط، فهي من المعالم الكبيرة الشهيرة في خطط بغداد التي ظلت شاخصة في الجانب الشرقي قبل بناء أبوجعفر المنصور للمدينة في الجانب الغربي، وكان الجانب الشرقي مزارع وبساتين، وكانت فيه بيوت متناثرة متباعدة بينها بعض الأديرة لأهل الكتاب، من جهة الشمال الشرقي بين الحقول والسواقي، وبخاصة نهر الخالص، وينبت فيها أنواع القصب والبردي حتى صارت أجمة واسعة تكثر فيها أنواع الطيور ويمضى إليها الناس لتمضية أوقات فراغهم للتسلية وأصطياد الطيور، وعهدت هذه المنطقة قديما باسم رقة الشماسية.

ومن أقدم الأعلام الذين دفنوا فيها هشام بن عروة بن الزبير عام 145هـ، ومحمد بن اسحاق عام 151هـ، وذكر بعضهم إذا هذا الموضع كان مقبرة لملوك الفرس المجوس قبل فتح العراق، وأهملت المقبرة فيما بعد، حتى درست واتخذها المسلمون من حديث مقبرة لموتاهم، وعند توسيع جامع أبوحنيفة عام1972م، وعند حفر السرداب العميق تحت بناية الحرم الجديد، عثر العمال عند الحفر بعمق أكثر من أربعة أمتار على قبور مصنوعة من الخزف على شكل (حب الماء) وتم نقلها للمتحف العراقي.

ولقد سميت بمقابر الخيزران ثم سميت بمقبرة الرصافة ومقبرة باب الطاق ومقبرة سوق يحيى وذلك لتداخل المحلات وسميت بمقبرة محلة الإمام أبي حنيفة ثم سميت مقبرة الإمام الأعظم وأخيرا سميت مقبرة الأعظمية، وكانت المقبرة واسعة جدا تمتد إلى منطقة دائرة بريد الأعظمية القديم وكانت تضم سوق الأعظمية القديم وتمتد إلى مسجد بشر الحنفي المعروف حاليا باسم مسجد بشر الحافي وتضم مسجد حسن بك ومسجد التكية في سوق الأعظمية، وكان مشهد مسجد أبي حنيفة ضمن المقابر وكان الناس يسيرون بين المقبرة ليصلوا للمسجد كما هوالحال الآن في مسجد الشيخ معروف الكرخي. ولكن حوادث الغرق والطوفان والفتن وتخريبات الفرس أيام الصفويين جعلت الناس يقتطعون أجزاء من المقبرة ويبنونها ويسكنون فيها بجوار المسجد، حتى عادت مقبرة الخيزران مقبرة صغيرة تحيط بها الدور والمساكن، وكان الناس قديما لا يبنون قبور موتاهم بالطابوق والجص لأنهم لا يرغبون حتى يضعوا على موتاهم طابوقا مفخورا بالنار، وإنما كانوا يبنون باللبن، وهوطابوق من الطين المجفف بالشمس لا يدوم طويلا لذلك كانت المقبرة فارغة من مشاهد القبور وليس فيها سوى قبور متناثرة بعيدة وهي للولاة والحكام الأتراك وعليها رقيم من الرخام يتضمن أشعاراً وتأريخاً بخط بهيج بديع.

ونجد في كتاب أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران فترة منسية من تاريخ العراق، وأنقطاعاً في التراجم لمدة قرنين ونصف (من منتصف القرن الثامن الهجري إلى نهاية القرن العاشر الهجري)، وهي الفترة المظلمة أيام الحكم المغولي وحكم الهجرمان والصفويين لبغداد.

مصادر

  • كتاب البغداديون أخبارهم ومجالسهم - إبراهيم عبد الغني الدروبي - مطبعة الرابطة - بغداد - 1958م - صفحة 360.
  • كتاب مرشد خارطة بغداد المفصل - مصطفى جواد وأحمد سوسة (مشاركة)- مطبعة المجمع الفهمي العراقي - 1958م.
  • أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران - وليد الأعظمي - مخطة الرقيم - بغداد - 2001م.
  • تاريخ الأعظمية - وليد الأعظمي - بيروت 1999م.
تاريخ النشر: 2020-06-04 13:55:11
التصنيفات: معالم عراقية, مواقع أثرية في العراق

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

“الجانرز” يطلق الرصاص.. ويبتعد بالصدارة بفارق ٥ نقاط

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:21:38
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

أحمد الخطيب: سجون مصر آدمية تؤهل النزلاء ليكونوا صالحين (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:21:26
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

شاهد مخطوطة لـ "القرآن الكريم" تعود للقرن الـ15

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:22:04
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 43%

ميسي: جوارديولا تسبب في ضرر كبير بكرة القدم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:22:09
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 39%

الخارجية الأمريكية: شرم الشيخ المكان المناسب لاستضافة قمة المناخ

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:22:08
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 49%

ستة لاعبين من فرق الشباب بالمصري يشاركون في مران الفريق الأول

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:21:42
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

بطريرك الإسكندرية للروم يشارك بـ«جناز» رئيس أساقفة قبرص

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:21:40
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

"الأعلى للإعلام" يفتح تحقيقا عاجلا بشأن تجاوزات قناة الزمالك

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:22:02
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 36%

«حياة كريمة»: نهدف لتعميم تجربة «فارس» فى كافة قرى مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:21:27
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

«بيت الست وسيلة» يستضيف شعراء نادى أدب مصر الجديدة اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:21:31
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

وزيرة التضامن تكشف موعد صرف التعويضات لضحايا حادث ترعة المنصورية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:22:06
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 35%

"الفاو": كوب 27 محطة التنفيذ الحاسمة بعد وعود متعثرة بـ6 قمم مناخية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:22:00
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 46%

"رادار المرور" يلتقط 1208 سيارات تنطلق بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-13 00:21:56
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 43%

تحميل تطبيق المنصة العربية