أن تقرأ لوليتا في طهران
"أن تقرأ لوليتا في طهران" Reading Lolita in Tehran هوكتاب من تأليف المحررة والبوفيسورة آذار نفيسي الإيرانية. نشر هذا الكتاب في عام 2003 واحتل قائمة ألف الخط مبيعا للنيويورك تايمز لمدة أكثر من مائة أسبوع، وترجم إلى 32 لغة.
وتحكي المحررة التي عادت إلى إيران تجربتها أثناء الثورة الإيرانية في الفترة الزمنية 1978/1981، وكانت المحررة قد غادرت إيران عام 1997.
موضوع الكتاب
أن يُخلق الإنسان في مكان ما، وزمان ما، فهذا قدره، إما حتى يستسلم أويرفض فهذا خياره، فدائماً ينبثق من بين الظلمة نور، نور أولئك المثقفين الذين حملوا راية الحرية، فكانوا نبراساً يهتدي به الناس وشعلة نور تضيء درب المظلومين، هكذا كانت المحررة والأديبة الإيرانية "آذر نفيس"، في عملها الرائع الذي خطته على شكل سيرة ذاتية تحت عنوان "أن تقرأ لوليتا في طهران"، كان دافعها لذلك العمل أنها عاشت في ظل ثقافة لا تقيم أي وزن للإبداع أوالتميز فكانت ناقدة لاذعة لحكم الملالي، وتلك الأنظمة الشمولية، التي أصبح الرقيب فيها نداً ينافس الشعراء والأدباء في إعادة تشكيل الواقع ليبتكر نموذجاً لإنسان مزيف خاضع من خلق خياله تقول: "فهذا بلد يؤول جميع إيماءة تأويلاً سياسياً أياً ما كانت تلك الإيماءة خاصة أوشخصية. فهم يجدون بأن ألوان إيشارب رأسي، وربطة عنق أبي تمثل رموزاً للانحلال الغربي وللنزعة الإمبريالية".
بعد استنطقتها من الجامعة أطلقت العنان لنفسها لتُعبر هي ومجموعة من الطالبات عما في داخلهن من رفض واستكانة، فاختارت سبعة منهن لتخوض معهن نقاشات في الأدب، لأن الأدب برأيها من مهمته كشف الحقيقة، ففكرت بانتقاء عمل أدبي يعكس واقعها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقول: "فإن هذا العمل لنقد يكون بأي حال: "ربيع الآنسة جين برودي" ولا حتى: "1984"، بل من الممكنقد يكون: "دعوة لضرب العنق" لـ "نابوكوف".. أو.. إنني من الممكن أجد أقرب الأعمال حتى الآن هو"لوليتا".
تقول: "لقد أنشئنا صفنا الخاص، في محاولة للهرب من تفرّس عيني رقيب أعمى، في غرفة المعيشة تلك، استطعنا حتى نكتشف من حديث بأننا أيضاً بشر يمكن حتى نحيا ونتنفس. وبغض النظر عن ما آلت إليه الدولة من قمع، وأياً ما كانت وسائلهم لترهيبنا وإرعابنا، فقد كنا مثل لوليتا نحاول حتى ننأى بأنفسنا بحثاً عن جيوب صغيرة للحرية".
لقد كان مثالها الأعلى وأحد المعايير في اختيارها للكتابة هوإيمانها بالطاقة الهائلة بل وربما السحرية للأدب، فكانت دائماً تذكر طالباتها بـ "نابوكوف" الذي كان في التاسعة عشرة من عمره حينما قامت الثورة الروسية، وكيف أنه لم يكن يسمح لنفسه بأن يتأثر بأصوات الرصاص. فواصل كتابة قصائده الصوفية بينما كانت أصوات البنادق تتناءى لمسامعه، ويتراءى له المحاربون الدمويون عبر الشباك. تقول: "فدعونا نجرب بعد سبعين عاماً من ذلك الحدث، ما إذا كان إيماننا الحقيقي بالأدب جدير بأن يجعلنا نعيد صياغة هذا الواقع المظلم الذي خلقته لنا ثورة أخرى".
هذا الكتاب هوسيرة ذاتية وتجربة شخصية فريدة لامرأة مثقفة وواعية أبت حتى تستكين، فسخّرت قلمها لكشف الزيف الذي تعيشه تلك المجتمعات الخاضعة للأنظمة الشمولية التي تحكم قبضتها على مواطنيها وتشدهم من نياط قلوبهم لتحتفظ بهم كرهائن، ولكن يجب حتى لا يغيب عن الذهن حتى رفضها للأنظمة شيء، وحبها لوطنها وأهلها وأصدقائها شيء آخر على الرغم من ابتعادها عنهم في بلاد الغرب فقد ظل الحنين يشدّها إليهم تقول: "فقد ظل غيابهم حاضراً فينا مثل ألم مبرح يوخزُ المشاعر دون حتىقد يكون له من سبب عضوي. وهذا هوما تعنيه لي طهرانُ تماماً: فغيابها يظهر أكثر حقيقية وعمقاً من حضورها".