قسطنطين الأول

عودة للموسوعة

قسطنطين الأول

قسطنطين الأول Constantine I
إمبراطور روماني للإمبراطورية الرومانية
تمثال لرأس قسطنطين
العهد 25 يوليو306 - 29 أكتوبر 312 (خوطب بلقب أغسطس في الغرب, واصبح رسمياً قيصر من قِبل گالريوس مع سڤروس باسم أغسطس, بالإتفاق مع ماكسيميان, رفض حتى يـُخفـَض إلى قيصر في 309)
29 اكتوبر 312 - 19 سبتمبر 324 (فهوأغسطس بلا منازع في الغرب, وأغسطس الأكبر في عموم الامبراطورية)
19 سبتمبر 324 - 22 مايو337 (امبراطور الامبراطورية الموحدة)
سبقه قنسطنطيوس خلوروس
تبعه قنسطنطين الثاني, قنسطنطيوس الثاني وكونستانس
Wives
  • Minervina, died or divorced before 307
  • فاوستا
Issue Constantina, هلينا, Crispus, Constantine II, قنسطنطيوس الثاني وConstans
Full name
چايوس فلاڤيوس ڤاليريوس أورليوس كونستانتينوس
الأسرة المالكة Constantinian
الأب قسطنطين كلوروس
الأم هيلانة

قسطنطين الأول (27 فبراير 272 - 22 مايو337) أوباسمه الكامل گايوس فلاڤيوس ڤالريوس أورليوس قنسطنطينوس (باللاتينية Gaius Flavius Valerius Aurelius Constantinus) هوإمبراطور روماني يعهد أيضا بالإسم قسطنطين العظيم. لقد كان حكم قسطنطين نقطة تحول في تاريخ المسيحية. عام 313 أصدر مرسوم ميلانوالذي أعرب فيه ‘لغاء العقوبات المفروضة على من يعتنق المسيحية وبذلك أنهى فترة اضطهاد المسيحيين كما قلم بإعادة أملاك الكنيسة المصادرة. هنالك خلاف بين الباحثين إذا ما كان قسطنطين قد اعتنق المسيحية في شبابه تحت تأثير أمه هيلانة أم أنه تبنى المسيحية تدريجيا خلال حياته. بالإضافة إلى ذلك كان قسطنطين قد دعى إلى عقد مجمع نيقية، المجمع المسكوني الأول عام 325. عام 324 أفهم قراره بتحويل بيزنطة إلى روما الجديدة وقد قام عام 330 بإعلانها عاصمة رسمية للإمبراطورية الرومانية. وقد تم تغيير اسم المدينة إلى القسطنطينية - على اسمه - بعد موت قسطنطين عام 337. كانت القسطنطينية أول مدينة مسيحية في العالم ولم يسمح بها ببناء معابد وثنية وستبقى عاصمة الإمبراطورية البيزنطية حتى عام 1453 حين فتحها العثمانيون وتم تغيير اسمها إلى اسطنبول عام 1930.

النشأة

ولد قسطنطين في نايسوس (حيث تقع اليوم نيس في صربيا) عام 272 أو273. والده كان الجنرال الروماني قسطنطين كلوروس ووالدته كانت هيلانة. تزوج قسطنطين مرتين: أولاهما بمنيرفينا Minervina التي رزق منها بابنه كرسبس Cripus؛ والثانية بفوستا Fausta ابنة مكسميان التي رزق منها بثلاثة بنين وثلاث بنات. وأصبح كرسبس جندياً ممتازاً، وكان نعم العون لأبيه في حروبه ضد ليسنيوس في عام 326 قُتل كرسبس بأمر قسطنطين؛ وأمر الإمبراطور حوالي ذلك الوقت نفسه بقتل ليسنيانس Licinianus بن ليسنيوس من قسطنطيا أخت قسطنطين؛ وبعد قليل من ذلك الوقت أُعدمت فوستا بأمر زوجها. ولسنا نعهد سبب مقتل هؤلاء الثلاثة، غير حتى زوسمس Zosimus يؤكد لنا حتى كرسبس غازل فوستا، وإنها شكته إلى الإمبراطور، وإن هلينا، وكانت شديدة الحب لكرسبس، إنتقمت لموته، بأن أقنعت قسطنطين حتى زوجته قد استسلمت لولده. لكن الأرجح من هذا كله حتى فوستا عملت على حتى تبعد كرسبس من طريق ابنها الذي كانت تريده وارثاً لعرش الإمبراطوريّة، وربما كان مقتل ليسنيانس أنه كان يحيك المؤامرات ليحصل على نصيب أبيه في الدولة.

رأس لتمثال قسطنطنيوس والد قسطنطين

ونالت فوستا بغيتها بعد موتها؛ ذلك بأن قسطنطين أوصى في عام 335 بأن تقسم الإمبراطوريّة بين مَن كان حياً من أولاده وأولاد أخته. وبعد سنتين من ذلك الوقت احتفل في يوم عيد القيامة بمرور ثلاثين عاماً من حكمه، وأحس بعد ذلك بدنوأجله. فمضى ليستحم في الحمّامات الحارة في أكويريون Aqurion القريبة من القسطنطينية. ولما اشتد عليه السقم استدعى قساً ليجري له مراسيم التعميد المقدس الذي أخره عمداً إلى تلك الساعة. وكان يرجوحتى يطهره هذا التعميد مما ارتكبه من الخطايا في حياته المزدحمة بالأعمال. ثم خلع الحاكم المجهد الأثواب الملكية الأرجوانية وارتدى الثوب الأبيض ثوب المسيح الحديث التنصر وأسلم الروح.

Constantine's parentage and siblings. Dates in square brackets indicate the possession of minor titles, such as the Caesar

شخصيته

لقد كان قسطنطين قائداً بارعاً، وإدارياً عظيماً، وسياسياً لا يشق له في شئون الحكم غبار ورث الأعمال التي كان يبغي بها دقلديانوس ديانوس إعادة الدولة إلى سابق عهدها وأتمها؛ وبفضله طال عمر الإمبراطوريّة 150 عاماً. وقد واصل أنماط الحكم الملكي المطلق التي سار عليها أورليان ودقلديانوس مدفوعاً إلى هذا بأطماعه وكبريائه وباعتقاده حتى الحكم المطلق هوالعلاج الذي تتطلبه الفوضى السائدة في ذلك الوقت. وكان أكبر أخطائه تقسيمه الإمبراطوريّة بين أبنائه؛ ولعله قد تنبأ بأن هؤلاء الأبناء سيتنازعون فيما بينهم، يريد جميع منهم حتى ينفرد بالملك، كما عمل هومن قبل، ولكنه افترض أنهم سيتقاتلون حتماً إذا اختار وارثاً للملك غيرهم؛ وهذا أيضاً هوالثمن الذي تبتاع به الملكية المطلقة. أما أوامره التي أصدرها بالإعدام فليس في مقدورنا حتى نصدر حكماً سليماً عليها لأنا لا نعهد أسبابها. وربما كانت مشاكل الحكم وأعباءه الثقيلة قد ناءت به فتغلبت المخاوف والغيرة على العقل والحكمة إلى حين، وإن لدينا الشواهد على أنه في سنيه الأخيرة قد ندم أشد الندم على ما عمل. ويبدوحتى عقيدته المسيحية، التي كانت في بدايتها خطة سياسية، قد استحالت بالتدريج إلى إيمان سليم استمسك به بإخلاص، وأضحى أكثر المبشرين في دولته مثابرة على عمله، واضطهد الملاحدة اضطهاد المؤمن المخلص لدينه، وكان يعتمد على الله في جميع خطوة يخطوها. وقد وهب الإمبراطوريّة الهرمة حياة جديدة بأن ربط بينها وبين دين فتي، ونظام قوي، ومبادئ أخلاقية جديدة وكان في عمله هذا أعظم حكمة من دقلديانوس. وبفضل معونته أضحت المسيحية دولة وديناً، وأمست هي النطقب الذي صبت فيه الحياة الأدبية والفكر الأوربي مدى أربعة عشر عاماً، ولعل الكنيسة التي رأت حتى تشكر له فضله عليها كانت محقة حين لقبته بأنه أعظم الأباطرة إذا استثنينا أغسطس وحده.

رأس تمثال Diocletian قيصر الشرق

الجندية

لم يتلقَ قسطنطين من الفهم إلا قليلاً ، فقد انخرط في سلك الجندية في سن مبكرة ، وأظهر بسالته في الحروب التي قامت ضد مصر وفارس: ولما خلف جليريوس دقلديانوس أبقى الضابط الشاب بالقرب منه ليكون رهينة لديه يضمن به حسن مسلك قنسطنطيوس. ولما طلب إليه قنسطنطيوس حتى يرسل إليه الشاب ، تلكأ جليريوس في إجابته إلى طلبه وأظهر في ذلك كثيراً من الدهاء ولكن قسطنطين فر من حراسه؛ واخترق أوربا راكباً ليلاً ونهاراً لينضم إلى أبيه في بولوني Boulogne، ويشهجر معه في حرب ضد بريطانيا. وكان جيش غالة شديد الولاء لقنسطنطيوس لما كان يتصف به من الرحمة، ولما أبصر ابنه الوسيم ، الشجاع ، النشط ، أحبه حباً جماً.

تمثال من البرونز لقسطنطين الأول - يورك - إنجلترا

الإمبراطور

لما توفي والد قسطنطين في يورك ؛ لم يكتفِ الجند بأن ينادوا قسطنطين "قيصراً" فحسب بل نادوا به أغسطساً - إمبراطوراً. لكنه رضي بأصغر اللقبين بحجة أنه لن يأمن على حياته إذا لم يكن وراءه جيش يحميه. ولم يستطع جليريوس حتى يتدخل في الأمر لبعده ، فاعترف به "قيصراً" وهوكاره. وحارب قسطنطين الفرنجة الذين غزوا الإمبراطورية وانتصر عليهم وأطعم وحوش المدرج الغالي ملوك البرابرة. وفي هذه الأثناء نادى الحرس البريتوري في روما بمكسنتيوس إمبراطوراً. لأنه كان يتوق لعودة الزعامة إلى العاصمة التليدة. وانقضّ عليه سفيرس من ميلان وهاجمه. وضاعف مكسميان الاضطراب والفوضى فعاد إلى لبس الأرجوان إجابة لطلب ولده ، واشهجر في الحرب التي شبت نارها وقتئذ. وتخلى جنود سفيرس عنه وقتلوه ؛ وأراد جليريوس ، وكان في ذلك الوقت شيخاً طاعناً في السن حتى يقوي مركزه ليقابل الفوضى التي أخذت تضرب أطنابها في البلاد، فعين أغسطساً جديداً - فلافيوس ليسنيوس Flavius Licinius، فلما سمع قسطنطين بهذا اتخذ لنفسه أيضاً هذا اللقب ؛ وبعد سنة واحدة لقب مكسمنيوس دازا نفسه باللقب عينه، وبهذا أصبح في الإمبراطوريّة ستة أغاطسة بدل الاثنين اللذين كانا على عهد دقلديانوس ، ولم يكتفِ واحد منهم بأنقد يكون قيصراً فقط. وتنازع مكسنتيوس مع والده ، ومضى مكسميان إلى غالة ليستغيث بقسطنطين ، وقد كان وقتئذ يحارب الألمان على ضفاف الرين. وحاول مكسميان حتىقد يكون هوقائد الجيوش الغالية بدله، واخترق قسطنطين غالة بجيشه، وحاصر المغتصب في مرسيليا ، وأسره، وتفضل عليه بأن أجاز له حتى ينتحر. وأزال موت جليريوس الحاجز الأخير بين الدسائس والحرب ، فائتمر مكسمينس ومكسنتيوس للقضاء على ليسنيوس وقسطنطين ، وائتمر الثانيان للقضاء على الأولين. ورأى قسطنطين حتىقد يكون هوالبادئ بالعمل، فعبر جبال الألب ، وهزم جيشاً لعدويه قرب تورين Turin، وزحف على روما بسرعة مدهشة ونظام عسكري يذكّران الإنسان بزحف قيصر من الربيكون Rubicon، والتقى في السابع والعشرين من شهر أكتوبر عام 312 بقوى مكسنتيوس عند سكسا ربرا Saxa Rubra (الصخور الحمراء) التي تبعد تسعة أميال عن روما جهة الشمال، وأفلح بخططه الحديثة الفائقة حتى يرغم عدوه على حتى يقاتل ونهر التيبر من ورائه، وليس له من طريق يسلكه إذا تقهقر إلا حتى يعبر جسر ملفيوس.

Public baths (thermae) built in Trier by Constantine. More than 100 metres (328 ft) wide by 200 metres (656 ft) long, and capable of serving several thousands at a time, the baths were made to rival those of Rome.[69]

علامة الصليب

إن قسطنطين شاهد بعد ظهر اليوم الذي دارت فيه المعركة صليباً ملتهباً في السماء وعليه تلك العبارة اليونانية En touti mika ومعناها "بهذه العلامة أنتصر" . وفي صباح اليوم الثاني - كما يقول يوسبيوس ولكتنيوس رأى قسطنطين فيما يرى النائم حتى صوتاً يأمره بأن يرسم جنوده حرف X على دروعهم وفي وسطه خط يبتره وينثني حول أعلاه - علامة الصليب. فلما استيقظ من نومه خلق بما أمر وخاض المعركة خلف لواء "عهد من ذلك الوقت باسم اللبارم Labarum" رسم عليه الحرفان الأولان من لفظ المسيح يربطهما صليب. ولعل حقيقة الأمر حتى قسطنطين رأى حتى يربط حظه بحظ المسيحيين حين رأى مكستنيوس يحمل لواء مثراس أورليان، وهولواء الشمس التي لا تقهر. وكان عدد جنوده المسيحيين وقتئذ كبيراً، وبهذا جعل هذه المعركة نقطة التحول في تاريخ الأديان. ولم يكن الصليب يسيء إلى جنود قسطنطين من عُبّاد مثراس، لأنهم طالما حاربوا تحت لواء يحمل شعاراً مثراسّياً من الضوء. ومهما يكن من شيء فقد انتصر قسطنطين في واقعة جسر ملفيوس وهلك مكسنتيوس هووآلاف من جنوده في نهر التيبر ، ودخل القائد الظافر روما وحبته المدينة وأصبح سيِّد الغرب بلا مُنازع.

Dresden bust of Maxentius. Maxentius' rule in Italy worsened political relations within the tetrarchy, and pushed its members towards open conflict.[76] His ruling style and motivations have been likened to those of Constantine

التعاون مع ليسنيوس

وتقابل قسطنطين وليسنيوس في ميلان في أوائل عام 313 لينسقا حكمهما: وأراد أولهما حتى يجعل تأييده للمسيحيين عاماً يضم الولايات جميعها ، فأصدر هووليسنيوس مرسوم ميلان يؤكدان فيه التسامح الديني الذي أعربه جليريروس ووسعا نطاقه حتى ضم الأديان كلها، ويأمران بأن يعاد إلى المسيحيين ما انتزع من أملاكهم في أثناء الاضطهاد الأخير. وعاد قسطنطين للدفاع عن غالة بعد هذا الإعلان التاريخي الذي كان في واقع الأمر اعترافاً بهزيمة الوثنية؛ واتجه ليسنيوس نحوالشرق ليكيل الضربات إلى مكسمينس. كلن مكسمينس توفي بعد قليل من ذلك الوقت. فأصبح قسطنطين وليسنيوس حاكمي الإمبراطوريّة لا ينازعهما فيها منازع وتزوج ليسنيوس أخت قسطنطين ، واختبط الشعب الذي ملّ الحروب بمخايل السلام البادية في الأفق.

A gold multiple of Constantine with Sol Invictus, printed in 313. The use of Sol's image appealed to both the educated citizens of Gaul, who would recognize in it Apollo's patronage of Augustus and the arts; and to Christians, who found solar monotheism less objectionable than the traditional pagan pantheon

جولة أخرى

لكن بعد هذه الهدنة المؤقتة كلا الحاكمين لم يفارقه قط أمله في حتىقد يكون صاحب السيادة وحده على الدولة جميعها؛ ووصل العداء المتزايد بينهما في 313 إلى امتشاق الحسام، فغزا قسطنطين باثونيا، وهُزم لينسيوس، واضطر إلى حتى يسلم له جميع أملاك الدولة الرومانية في أوربا ما عدا تراقية. وانتقم ليسنيوس من المسيحيين المؤيدين لقسطنطين بالعودة إلى اضطهادهم في آسيا ومصر ؛ فطرد المسيحيين من قصره في نقوميديا، وحتم على جميع جندي حتى يعبد الآلهة الوثنية ، وحرم اجتماع الرجال والنساء في أثناء العبادات المسيحية، ثم حرم آخر الأمر جميع الشعائر المسيحية داخل المدينة ، وأمر بطرد مَن عصى من المسيحيين من خدمة الحكومة وحرمانهم من حق المواطنية، ومن أملاكهم، أوحريتهم أوحياتهم. وظل قسطنطين يترقب الفرصة التي تمكنه من إنقاذ المسيحيين في بلاد الشرق ومن إضافة الشرق نفسه إلى أملاكه. وأُتيحت له هذه الفرصة حين غزا البرابرة تراقية وعجز ليسنيوس عن الزحف لملاقاتهم، فسار قسطنطين على رأس جيشه إلى تسالونيكي لينقذ ولاية ليسنيوس من الغزاة. فلما حتى صد البرابرة احتج ليسنيوس على دخوله تراقيا ، وتجددت الحرب بين الملكين لأن كليهما لم يكن يجنح للسلم. والتقى حامي المسيحية ومعه 130.000 من رجاله بحامي الوثنية على رأس 160.000 في أدرنة أولاً ثم في كريسوبوليس Chrysopolis (أشقودرة)، وانتصر وأصبح وحده إمبراطوراً على الدولة الرومانية (323). استسلم ليسنيوس بعد حتى وعده قسطنطين بالعفوعنه، ولكنه أعدم في السنة الثانية متهماً بأنه عاد إلى دسائسه. واستدعى قسطنطين المنفيين من المسيحيين، وأعاد إلى جميع "المؤمنين" ما فقدوه من الامتيازات والممتلكات. ومع أنه كان لا يزال يُعلن حتى الناس كلهم أحرار فيما يعبدون، فقد أعرب وقتئذ صراحة اعتناقه الدين المسيحي، ونادى رعاياه حتى ينهجوا نهجه في اعتناق الدين الجديد. نطقب:معارك قسطنطين

قسطنطين والمسيحية

ترى هل كان قسطنطين حين اعتنق المسيحية مخلصاً في عمله هذا،يا ترى؟ وهل أقدم عليه عن عقيدة دينية ، أوهل كان ذلك العمل حركة بارعة أملتها عليه حكمته السياسية،يا ترى؟ أكبر الظن حتى الرأي الأخير هوالصواب. لقد إعتنقت أمه هلينا الدين المسيحي حين طلقها قنسطنطيوس ؛ ولعلها أفضت إلى ولدها بفضائل المسيحية ، وما من شك في أنه تأثر بما ناله من فوزات في المعارك الحربية التي خاض غمارها مستظلاً بلواء المسيح وصليبه. ولكن المتشكك وحده هوالذي يحتال هذا الاحتيال على استخدام مشاعر الإنسانية الدينية لنيل أغراضه الدنيوية. ويقول صاحب كتاب تاريخ أغسطس Historia Augusta على لسانه: "إن الحظ وحده هوالذي يجعل الإنسان إمبراطوراً" - وإن كان قوله هذا تواضعاً منه لا اعتقاداً بسيطرة الظروف على مصائر الناس. وقد أحاط نفسه في بلاطه ببلاد غالة بالفهماء والفلاسفة الوثنيين ؛ وحدثا كان اعتناقه دينه الجديد يخضع لما تتطلبه العبادات المسيحية من شعائر وطقوس ، ويتضح من رسائله التي بعث بها إلى الأساقفة المسيحيين أنه لم يكن يعنى بالفروق اللاهوتية التي كانت تضطرب لها المسيحية - مع أنه لم يكن يتردد في القضاء على الانشقاق محافظة على وحدة الإمبراطورية.

وقد كان في أثناء حكمه كله يعامل الأساقفة على أنهم أعوانه السياسيون ؛ فكان يستدعيهم إليه، ويرأس مجالسهم، ويتعهد بتطبيق ما تقره أغلبيتهم من آراء. ولوأنه كان مسيحياً حقاً أولاً وحاكماً سياسياً بعدئذ ؛ ولكن الآية انعكست طالما قسطنطين ، فكانت المسيحية عنده وسيلة لا غاية. ولقد شهد في حياته كيف من الممكن أن أخفق الاضطهاد ثلاث مرات ، وانطبع في نفسه بلا ريب فوز المسيحية رغم جميع اضطهاد. نعم إذا أتباع هذا الدين كانوا لا يزالون قلة في الدولة ، ولكنهم كانوا إذا قيسوا إلى غيرهم قلة متحدة ، مستبسلة قوية، على حين حتى الأغلبية الوثنية كانت منقسمة إلى عدة شيع دينية، وكان فيها عدد كبير من النفوس التي لا عقيدة لها ولا نفوذ في الدولة. وكان المسيحيون كثيرين في روما بنوع خاص في عهد مكسنتيوس ، وفي الشرق في أيام ليسنيوس ؛ وقد أفاد قسطنطين من تأييد المسيحية اثنا عشر فيلقاً لاقى بها هذين القائدين. ولقد اعجب بجودة نظام المسيحيين إذا قيسوا بغيرهم من سكان الإمبراطوريّة، وبمتانة أخلاقهم، وحسن سلوكهم، وبجمال الشعائر المسيحية وخلوها من القرابين الدموية ، وبطاعة المسيحيين لرؤسائهم الدينيين ، وبرضاهم صاغرين بفوارق الحياة رضاء مبعثه أملهم في أنهم سيحظون بالسعادة في الدار الآخرة. ولعله كان يرجوحتى يطهر هذا الدين الجديد أخلاق الرومان. ويعيد إلى الأسرة ما كان لها من شأن قديم، ويخفف من حدة حرب الطبقات، وقلما كان المسيحيون يخرجون على الدولة رغم ما لاقوه من ضروب الاضطهاد الشديد، ذلك بأن مفهميهم قد غرسوا في نفوسهم واجب الخضوع للسلطات المدنية، ولقنوهم حق الملوك المقدس.

كان قسطنطين يأمل حتىقد يكون ملكاً مطلق السلطان، وهذا النوع من الحكم يفيد لا محالة من تأييد الدين، وقد بدا له حتى النظام الكهنوتي وسلطان الكنيسة الدنيوي يقيمان نظاماً روحياً يناسب نظام الملكية، ولعل هذا النظام العجيب بما فيه من أساقفة وقساوسة، يصبح أداة لتهدئة البلاد وتوحيدها وحكمها. لكن قسطنطين اضطر إلى حتى يتحسس جميع خطوة يخطوها بحذر، لأن الوثنية كانت هي الغالبة على العالم الذي يعيش فيه. ولذلك ظل يستخدم ألفاظاً توحيدية يستطيع حتى يقبلها جميع وثني، وقام خلال السنين الأولى من سلطانه المفرد في صبر وأناة بجميع المراسيم التي يتطلبها منه منصب الكاهن الأكبر ، والتي تحتمها عليه الطقوس التقليدية ، وجدد بناء الهياكل الوثنية ، وأمر بممارسة أساليب العرافة ؛ واستخدم في تدشين القسطنطينية شعائر وثنية ومسيحية معاً ، واستخدم رقى سحرية وثنية لحماية المحاصيل وشفاء الأمراض. ولما توطدت نادىئم قوته أخذ يجهر تدريجياً بمحاباة المسيحية ، فمحا بعد عام 317 من نقوده واحدة بعد واحدة ما كان على وجهها من صور وثنية ، ولم يحل عام 323 حتى كان جميع ما عليها من الرسوم نقوشاً محايدة لا هي مسيحية ولا وثنية.

ومن المراسيم القانونية الباقية من عهده مرسوم مشكوك فيه ولكنه لم يثبت كذبه، يخول الأساقفة المسيحيين حق الفصل فيما يقوم في أبرشياتهم من منازعات قضائية ، وأعفت قوانين أخرى أملاك الكنيسة العقارية من الضرائبوجعلت الجماعات المسيحية شخصيات معنوية قضائية، وأجازت لها امتلاك الأرض وقبول الهبات، وجعلت الكنيسة هي الوارثة لأملاك الشهداء الذين لم يعقبوا ذرية. وكذلك وهب قسطنطين أموالاً إلى المجامع الدينية المحتاجة إليها، وشاد عدداً من الكنائس في القسطنطينية وغيرها من المُدن، وحرّم عبادة الأوثان في عاصمته الجديدة. وكأنه نسي مرسوم ميلان فحرّم اجتماع الشيع الدينية الملحدة، وأمر آخر الأمر بتدمير مجامعهم الدينية.

وربى أبناءه تربية مسيحية سليمة، وأعان بالمال أعمال البر المسيحية التي كانت تقوم بها أمه. وابتهجت الكنيسة بهذه النعم التي فاقت جميع ما كانت تتسقطه؛ وخط يوسيبوس صحائف كانت في واقع الأمر عقود مدح لقسطنطين وإقراراً بفضله، واحتشد المسيحيون في جميع أنحاء الإمبراطوريّة ليعبروا عن شكرهم لفوز إلههم. غير حتى سحباً ثلاثاً كدّرت صفوذلك اليوم الذي "لا سحاب فيه": تلك هي انشقاق الاديرة، والانشقاق الدوناني ، والإلحاد الأريوسي. وكانت الكنيسة، في الفترة الواقعة بين اضطهادي ديسيوس ودقلديانوس، قد أضحت أغنى الهيئات الدينية في الإمبراطوريّة، وخففت من هجماتها على الثراء. فترى سبريان يشكومن حتى أبناء أبرشيته قد أضل حب المال عقولهم، ومن حتى النساء المسيحيات يصبغ وجوههن، وأن الأساقفة يتولون مناصب في الدولة تدر عليهم المال الكثير، فأثروا، وأقرضوا المال بربا فاحش، وارتدوا عن دينهم إذا بدت لهم أول علامة من علامات الخطر ، ويبدي يوسبيوس حزنه من تناحر القساوسة في تنافسهم على المناصب الكنسية العليا. وقصارى القول حتى الدنيا جعلت المسيحيين رجال دنيا في الوقت الذي هدت فيه المسيحية العالم إلى ذلك الدين؛ وأظهرت الدنيا ما في الفطرة البشرية من غرائز وثنية.

The Battle of the Milvian Bridge by Giulio Romano

الرهبنة

وقامت الرهبنة المسيحية احتجاجاً على هذا التوفيق المتبادل بين الروح والجسم. ذلك حتى أقلية من المسيحيين كانت ترغب في الابتعاد عن جميع طاعة للشهوات البشرية، وتطالب بالاستمرار على الانهماك المسيحي القديم في التفكير في الحياة الأبدية الخالدة. وجرى بعض هؤلاء الزهاد على الكلبيين فتخلوا عن جميع أملاكهم، وارتدوا ثوب الفلاسفة الخلق، وعاشوا على ما يقدم لهم من صدقات. ومضى بعضهم ليعيشوا بمفردهم في الصحراء المصرية كما عمل بولس الناسك. وحدث حوالي عام 275 حتى بدأ راهب مصري يدعى أنطونيوس ربع قرن من حياة العزلة قضى بعضها أولاً في قبر ، وبعضها في حصن جبلي مهجور ، وبعضها الآخر في فجوة ضيقة نحتها في الصخور، كانت تنتابه فيها أثناء الليل رؤى مخيفة وأحلام لذيذة تغلب عليها كلها، حتى اشتهر بالقداسة، وعمت هذه الشهرة جميع أنحاء العالم المسيحي، وعمرت الصحراء بالنساك المنافسين له. وأحس باخوميوس في عام 325 حتى اعتزال الناس أنانية فجمع الزهاد في دير عند طابين في مصر ، وأنشأ الرهبنة الجماعية التي صار لها أعظم الأثر في بلاد الغرب.

وقاومت الكنيسة حركة الرهبنة وقتاً ما ، ثم رضيت بها لتوازن اهتمامها المتزايد بشئون الحكم. وقبل حتى يمضي عام واحد على اعتناق قسطنطين المسيحية وقع فيها انشقاق شديد الخطورة كاد يقضي عليها في ساعة النصر. ذلك حتى دوناتس Donatus أسقف قرطاجنة ، يؤيده قسطنطين اسمه كاسمه ومزاجه كمزاجه، أصر على حتى الأساقفة الذين أسلموا الكتاب المقدس لرجال الشرطة الوثنيين قد فقدوا بعملهم هذا أهليهم لمنصبهم وسلطتهم ، وأن شعائر التعميد ورسامة القساوسة التي تجري على أيدي هؤلاء الأساقفة باطلة، وان صحة العشاء الرباني يقف بعضها على الحالة الروحية للقائم بخدمته. ولما رفضت الكنيسة العمل بهذه العقائد الصارمة نصب الدوناتيون أساقفة جدد في جميع مكان رأوا حتى الأسقف الذي فيه لا تنطبق عليه شروطهم، وحزن قسطنطين أشد الحزن لما أعقب هذه الحركة من فوضى وعنف، وقد كان يظن حتى المسيحية ستكون قوة تعمل على الوحدة؛ ولعله قد تأثر بعض التأثر بالحلف الذي عقد إلى حين بين الدوناتيين وبين القائمين بالحركة المتطرفة بين الزراع الأفريقيين. ولهذا نادى الأساقفة إلى مجلس جامع يعقد في أرليس ، وأيد ما أصدره من قرار بالتشهير بالدوناتية، وأمر المنشقين بالعودة إلى الكنيسة، وقرر حتى المجامع التي لا تطيع هذا القرار تفقد أملاكها وحقوقها المدنية. وبعد خمس سنين من ذلك الوقت طافت بعقله في فترة قصيرة ذكرى مرسوم ميلان، فألغى هذه القرارات، وتسامح مع الدوناتيين تسامحاً مصحوباً بالسخرية. وبقيت هذه الشيعة حتى قضى العرب على أتباع الدين القويم وعلى الملحدين حين فتحوا أفريقيا.

Sardonyx cameo depicting Constantine the Great crowned by Constantinople

الأفلاطونية

وفي هذه السنين نفسها شهدت الإسكندرية قيام أخطر حركة إلحادية في تاريخ الكنيسة. ذلك حتى قساً مصرياً تقدم إلى أسقفه حوالي عام 318 بآراء غريبة عن طبيعة المسيح ، ويصفه مؤرخ كاثوليكي عالم وصفاً كريماً فيقول: "كان أريوس... طويل القامة، نحيل الجسم، مكتئب المظهر، ذا منظر تبدوفيه آثار خشونة العيش. وكان معروفاً بأنه من الزهاد ، كما يستدل على ذلك من ملبسه - وهوجلباب قصير من غير كمين تحت ملحفة يستخدمها عباءة وكانت طريقته في الحديث ظريفة، وخطبه مقنعة. وكانت العذارى اللاتي نذرن أنفسهن للدين ، وهن كثيرات في الإسكندرية ، يبجلنه أعظم التبجيل، وكان له من بين رجال الدين عدد كبير من المؤيدين". ويقول أريوس إذا المسيح لم يكن هووالخالق شيئاً واحداً، بل كان هوالحدثة أول الكائنات التي خلقها الله وأسماها. واحتج الأسقف ألكسندر على هذا القول ، ولكن أريوس أصر عليه ونطق إنه إذا كان الابن من نسل الأب ، فلابد حتى تكون ولادته قد حدثت في زمن ، وعلى هذا لا يمكن حتىقد يكون الابن مصقفاً مع وجود الأب في الزمن. يضاف إلى هذا أنه إذا كان المسيح قد خلق فلابد حتىقد يكون خلقه من لا شيء ، أي من غير مادة الأب ؛ لأن المسيح والأب ليسا من مادة واحدة. وقد ولد الروح القدس من الحدثة ، وهوأقل ألوهية من الحدثة نفسها. ونحن نرى في هذه العقائد استمرار للأفكار المنحدرة من أفلاطون عن طريق الرواقيين ، وفيلون ، وأفلوطينس ، وأرجن إلى أريوس. وبذلك أصبحت الأفلاطونية التي كان لها أعظم الأثر في اللاهوت المسيحي في نزاع مع الكنيسة. وارتاع الأسقف ألكسندر من هذه الآراء، وارتاع أكثر من هذا من سرعة انتشارها بين رجال الدين أنفسهم. ولهذا نادى مجلساً من الأساقفة المصريين إلى الاجتماع في الإسكندرية ، وأقنع أعضاءه بأن يحكموا بتجريد أريوس وأتباعه؛ وأبلغ الإجراءات التي اتخذها المجلس إلى سائر الأساقفة، فاعترض عليها بعضهم، وأظهر بعض القساوسة عطفاً على أريوس، واختلفت آراء رجال الدين والدنيا في الولايات الأسيوية في هذه المشكلة، وترددت في المدائن أصداء "الضجيج والاضطراب... حتى كان الدين المسيحي"، كما يقول يوسبيوس "موضوع السخرية الدنسة من الوثنيين، حتى في دور التمثيل نفسها". ولما اتى قسطنطين إلى نقوميديا بعد حتى هزم ليسنيوس، سمع هذه السيرة من أسقفها ، فأوفد إلى الاسكندر وإلى أريوس رسالة شخصية يدعوهما فيها حتى يتخلقا بهدوء الفلاسفة ، وأن يوفقا بين آرائهما المتنوعة في سلام، فإن لم يعملا فلا أقل من حتى يخفيا جدلهما عن آذان الجماهير، ويكشف هذا الخطاب، الذي نقله لنا يوسبيوس، في صراحة عن قلة اهتمام قسطنطين بعلوم الدين، وعن الهدف السياسي الذي كان يبتغيه من سياسته الدينية: "لقد اقترحت حتى أرّد جميع آراء الناس في الله إلى صورة واحد ، لأني قوي الاعتقاد بأني إذا استطعت حتى أوحد آراءهم في هذا الموضوع سهل علي كثيراً تصريف الشئون العامة. ولكني مع الأسف الشديد أسمع حتى بينكما من الخلاف أكثر مما كان قائماً في أفريقيا من وقت قريب. ويبدولي حتى سبب هذا الخلاف بينكما صغير تافه غير جدير بأن يثير هذا النزاع الشديد. فأنت يا ألكسندر ترغب حتى تعهد رأي قساوتك في إحدى النقاط القانونية، في جزء من سؤال هوفي حد ذاته عديم الأهمية؛ وأما أنت يا أريوس فقد كان الواجب عليك، إذا كانت لديك أفكار من هذا القبيل، حتى تظل صامتاً. ولم يكن ثمة حاجة إلى إثارة هذه المسائل أمام الجماهير... لأنها مسائل لا يثيرها إلا مَن ليس لديهم عمل يشغلون به أنفسهم، ولا يرجى منها إلا حتى تزيد عقول الناس حدة... تلك أعمال سخيفة بالأطفال العديمي التجربة لا برجال الدين أوالعقلاء من الناس". ولم يكن لهذه الرسالة أثر ما لأن مسالة اتفاق الأب والابن في المادة لا مجرد تشابههما كانت في نظر الكنيسة مسألة حيوية من الوجهتين الدينية والسياسية، وكانت ترى أنه إذا لم يكن المسيح إلهاً فإن كيان العقيدة المسيحية كلها يبدأ في التصدع ، وإذا ما سمحت باختلاف الرأي في هذا الموضوع فإن فوضى العقائد قد تقضي على وحدة الكنيسة وسلطانها، ومن ثم على ما لها من قيمة بوصفها عوناً للدولة. ولما انتشر الجدل في هذه المسألة، واشتعلت نيران الخلاف في بلاد الشرق اليوناني، اعتزم قسطنطين حتى يقضي عليه بدعوة أول مجلس عام للكنيسة. ولهذا عقد مجلساً من الأساقفة عام 325 في نيقية البيثينية بالقرب من عاصمة نقوميديا ، وأعد ما يلزم من المال لنفقاتهم. وحضر الاجتماع عدد لا يقل عن 318 "يصحبهم" كما يقول واحداً منهم "حشد كبير من رجال الدين الأقل منهم درجة" ، وهوقول يشير على مقدار نماء الكنيسة العظيم. وكان معظم الأساقفة من الولايات الشرقية، لأن كثيراً من الأبرشيات الغربية تجاهلت هذا الجد، واكتفى البابا سلفستر الأول Silvester l بأن مثله بعض القساوسة، لأن السقم حال بينه وبين حضور الاجتماع بنفسه. واجتمع المجلس في بهوأحد القصور الإمبراطوريّة تحت رياسة قسطنطين، وافتتح هوالمناقشات بدعوة موجزة وجهها إلى الأساقفة يطلب إليهم فيها حتى يعيدوا إلى الكنيسة وحدتها. ويقول يوسبيوس إنه كان يستمع بصبر عظيم إلى المناقشات، ويهدئ من عنف الجماعات المتنازعة، ويشهجر في المناقشات بنفسه. وأكد أريوس من حديث رأيه القائل بأن المسيح مخلوق، لا يرقى إلى منزلة الأب، ولكنه "مقدس بالاشتراك" معه لا غير. وقد أرغمته بعض الاسئلة الحاذقة على حتى يعترف بأنه إذا كان المسيح مخلوقاً؛ وأن له بداية؛ فإن في مقدوره حتى يتحول، وأنه إذا استطاع حتى يتحول، فقد ينتقل من الفضيلة إلى الرذيلة. وكانت إجاباته عن الأسئلة منطقية، صريحة، قاطعة. وقد أوضح أثناسيوس Athanasiua، رئيس الشمامسة البليغ المشاكس، الذي اتى به الاسكندر معه ليبتر به لسان معارضيه، انه إذا لم يكن المسيح والروح القدس كلاهما من مادة الأب، فإن الشرك لابد حتى ينتصر.

رأس قسطنطين من البرونز

وقد سلم بما في تصوير أشخاص ثلاثة في صورة اله واحد من صعوبة، ولكنه نطق بأن العقل يجب حتى يخضع لما فيه الثالوث من خفاء وغموض. ووافقه الأساقفة جميعهم على رأيه عدا سبعة عشر منهم وسقطوا قراراً يعلنون فيه هذا الرأي. ورضي مؤيدوأريوس حتى يسقطوا معهم إذا جاز لهم بأن يضيفوا إلى هذا الإعلان نقطة واحدة وهي حتى يستبدلوا حدثة همويوسيون Homoiousion (اي مماثلاً في الجوهر) بحدثة همؤوسيون Homoousion أي من جوهر واحد. ولكن المجلس رفض هذا التعديل وأصدر بموافقة الإمبراطور القرار الآتي: "نحن نؤمن بإله واحد، وهوالأب القادر على جميع شيء، خالق الأمور كلها ما ظهر منها وما بطن، وبسيّد واحد هويسوع المسيح ابن الله، المولود... غير المخلوق من نفس جوهر الأب... وبأنه من أجلنا نحن البشر ومن أجل نجاتنا هبط وتجسد، وصار إنساناً، وتعذّب، وقام مرة ثانية في اليوم الثالث، وصعد إلى السماء، وسيعود ليحاسب الأحياء والأموات... ). ولم يرفض توقيع هذه الصيغة إلا خمسة من الأساقفة، نقصوا آخر الأمر إلى اثنين. وحكم المجلس على هذين الأسقفين وعلى أريوس الذي لم يتزحزح عن عقيدته أويتوب عما صدر منه، حكم عليهم باللعنة والحرمان، ونفاهم الإمبراطور من البلاد. وصدر مرسوم إمبراطوري يأمر بإحراق خط أريوس جميعها ويجعل إخفاء أي كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام . واحتفل قسطنطين بانقضاض المجلس بأن نادى جميع الأساقفة الذين حضروه إلى وليمة ملكية، ثم صرفهم بعد حتى طلب إليهم ألا يمزق بعضهم أجساد بعض(51)، ولكنه أخطأ إذ افترض حتى النزاع قد وقف عند هذا الحد، أوأنه هولن يغير رأيه فيه. غير أنه كان على حق حين افترض أنه خطا خطوة كبيرة في سبيل وحدة الكنيسة. فلقد أذاع المجلس عقيدة الكثرة العظمى من رجال الدين، وهي حتى نظام الكنيسة وبقاءها يتطلبان تحديد العقائد بطريقة ما؛ وقد أثمر آخر الأمر ذلك الإجماع العملي على العقيدة الأساسية التي اشتق منها اسم الكنيسة في العصور الوسطى وهوالكنيسة الكاثوليكية. وكان في الوقت نفسه إيذاناً باستبدال المسيحية بالوثنية وجعلها المظهر الديني والعضد القوي للإمبراطوريّة الرومانية. واضطر قسطنطين حتىقد يكون أكثر تصميماً من ذي قبل على التحالف مع المسيحية؛ إلى غير ذلك بدأت حضارة جديدة، ومؤسسة على دين جديد، تقوم على أنقاض ثقافة مضعضعة وعقيدة محتضرة. لقد بدأت العصور الوسطى.

قسطنطين العظيم في لوحة فسيفساء في Hagia Sophia 1000

قسطنطين والحضارة

أنشأ قسطنطين بعد سنة واحدة من اجتماع المجلس مدينة جديدة وسط خرائب بيزنطية سماها روما الجديدة Nova Roma وسمتها الأجيال التي أعقبته باسمه. وفي عام 330 لف ظهره نحوروما ونيقوميدية كلتيهما، واتخذ القسطنطينية عاصمة له، وأحاط نفسه فيها بأبهة الملوك الشرقيين وحاشيتهم، لاعتقاده حتى ما تحدثه هذه الأبهة من تأثير نفساني في الجيش والشعب يفترض أن يجعل ما تحتاجه مظاهرها من المال الكثير اقتصاداً حقيقياً في مطالب الحكم. وبسط رعايته على الجيش بما أوتي من حسن السياسة وقوّاه بأن أمده بالسلاح، وخفف من نير الاستبداد بقراراته الرحيمة، وناصر الآداب والفنون، وشجع مدارس أثينة، وأنشأ جامعة جديدة في القسطنطينية، كان فيها أساتذة يتناولون مرتبات من قِبَل الدولة، ويعلّمون اللغتين اليونانية واللاتينية، والآداب والفلسفة، والبلاغة والقانون، ويدربون الموظفين الذين تحتاجهم الإمبراطوريّة. وأيد ما كان للأطباء والمدرسين في جميع الولايات من امتيازات ووسّع نطاقها، وأمر الحكام حتى ينشئوا في ولاياتهم مدارس للعمارة، وأن يستجلبوا الطلاب إليها بمختلف الامتيازات والمكافآت، وأعفي الفنانين من الواجبات المفروضة على غيرهم من المدنيين حتى يوفر لهم ما يكفي من الوقت لإتقان فنهم وتعليمه أبناءهم. وقد استعان بالكنوز الفنية في جميع أنحاء الإمبراطوريّة على تجميل القسطنطينية حاضرته الجديدة. وبدأت أعمال البناء في روما في ذلك العهد على يد مكسنتيوس، فقد بدأ هووأنم قسطنطين باسلقا ضخمة كانت هي تاج العمارة القديمة في الغرب. وعمد في بنائها إلى طراز الحمّامات الكبرى فعدّله وشاد على طرازه المعدل صرحاً عظيماً تشغل قاعدته 330 قدماً في 250.

The Baptism of Constantine, as imagined by students of Raphael

وكانت لردهتها الوسطى التي تبلغ 104 قدماً في 82 سقف مكون من ثلاث قباب متقاطعة مشيدة بالأسمنت المسلح يبلغ ارتفاعها 120 قدماً يستند بعضها إلى ثماني نادىمات عريضة تقابلها عمد كورنثية ذات حزوز غائرة يبلغ ارتفاعها ستين قدماً. وكانت أرضها من الرخام الملوَّن؛ ووضعت بين الأعمدة عدة تماثيل، وعلت جدران هذه الأجزاء التي بين الأعمدة فوق سقفها لكي تكون نادىمات مرتفعة للقباب الوسطى. ولقد تفهم مهندسوالقوط ومهندسوالنهضة الشيء الكثير من هذه القباب والنادىمات، ولما أراد برامنتي Bramante حتى يخطط كنيسة القدّيس بطرس اعتزم حتى يتوج صحن الكنيسة الواسع بقبة ضخمة، أو"أن يقيم بناء الكنيسة الكبرى فوق باسلقا قسطنطين". وشاد أول الأباطرة المسيحيين كنائس كثيرة في روما وأكبر الظن حتى الشكل الأول لكنيسة سان لورنزوالتي في خارج روما كان من هذه الكنائس. وأراد حتى يحتفل بذكرى نصره عند نهر ملفيوس فأقام في عام 315 قوساً لا يزال يشرف على طريق النصر Via del Trionfi؛ وهومن أكمل الآثار الباقية في روما ولم ينقص من عظمته كثيراً ما انتزع من أجزائه آناً بعد آن.

The Constantinian dynasty down to Gratian (r. 367–383)

ويهجرب من أربعة جذوع دقيقة التناسب ترتفع فوق القاعدة المنحوتة، وتقسم الأقواس للثلاثة، وتسند النادىمة المزخرفة المرتكزة عليها. وعلى الطبقة العليا نقوش بارزة وتماثيل مأخوذة من آثار لتراجان وأورليوس، كما حتى الحليات الوسطى التي بين الأعمدة مأخوذة من مبانٍ شيدت في عهد هدريان. وربما كان نقشان من النقوش البارزة من عمل فناني قسطنطين، ويشهد ما في هذا الأثر من صور جالسة، ومن اختلاط سمج بين الوجوه المصورة من الجانب والسيقان المصورة من الأمام، ومن تكديس الرؤوس فوق الرؤوس بدل حتى يراعي الفنان قواعد المنظور، يشهد جميع هذا بخشونة الذوق وعدم الإتقان الفني ولكن الحفر العميق وما يقع عليه من ضوء وظل، يطبع في الخيال صورة واضحة من العمق والسعة، والحادثات التي تقصها تلك النقوش ممثلة بحيوية خشنة كأنما الفن الإيطالي قد اعتزم حتى يعود إلى منبعه الأول.

Coin of Constantine, with depiction of the sun god Sol Invictus, holding a globe and right hand raised. The legend on the reverse reads SOLI INVICTO COMITI, to (Constantine's) "companion, the unconquered Sol".

ويبدوتمثال قسطنطين الضخم المحفوظ في الكنسر فتورى بدائياً إلى حد تشمئز منه النفس، ولا يكاد العقل يصدق حتى الرجل الذي تفضل فرأس مجمع نيقية يشبه البربري الفظ إلى الحد الذي يطالع الإنسان في هذا التمثال- إلا إذا كان الفنان قد أراد حتى يوضح مقدماً العبارة الجامعة الساخرة التي نطقها جبن: "لقد وصفت فوز الهمجية والدين". وفي أوائل هذا القرن الرابع أخذ فن حديث يتشكل ويزهر في الوجود- ونعني به "تزيين" المخطوطات بصورة ملونة صغيرة. وكان معظم الأدب في ذلك الوقت مسيحي الطابع. ومن أدباء ذلك العصر لوسيوس فرمنيانس لكتنيوس Lucius Firminianus Lactantius الذي شرح شرحاً بليغاً في كتابيه الأنظمة المقدسة Divinae Institutiones (307) وفي الاضطهاد المميت De Mortibus Persecutorum (314) الآلام الأخيرة التي عاناها الأباطرة مضطهدوالمسيحيين، ولم يكن هذا الوصف يقل عن وصف شيشرون بلاغة وحقداً. ومن أقواله في هذا المعنى: "إن طبيعة الدين تحتم حتىقد يكون حراً، طليقاً، غير متأثر بأي ضغط"(55)، وتلك بدعة لم تطل حياته حتى يكفّر عنها، وكان يوسبيوس بمفيلي أسقف قيصرية أوسع منه شهرة. وقد بدأ حياته الأدبية محرراً قسيساً وأمين مخطة لسلفه الأسقف بمفيلس، وقد بلغ من حبه لهذا الأسقف حتى تسمى باسمه. وكان بمفيلس الأكبر قد حصل على مخطة أرجن وضم إليها أكبر مجموعة من الخط المسيحية عهدت حتى ذلك الوقت. وعاش يوسبيوس بين هذه الخط، فأصبح بذلك أكثر رجال الدين فهماً في زمانه. وقضى بمفيلس نحبه أثناء اضطهادات جليريوس (310)، وأخذ الناس يتساءلون فيما بعد كيف من الممكن أن بقي يوسبيوس حياً بعد هذا الاضطهاد، حتى أقضت هذه الأسئلة مضجع الرجل وآذت سمعته.

Follis by Constantine. On the reverse, a labarum.

وقد عاداه الكثيرون لموقفه الوسط بين أريوس والاسكندر، ولكنه رغم هذا أصبح في بلاط الاسكندر كما كان بوسويه Bossuet في بلاط لويس الرابع عشر، وكلف بكتابة سيرة الإمبراطور، وجمعت بعض كتاباته في تاريخ عام- يعد أوفى الخط التاريخية القديمة. وقد رتب يوسبيوس التاريخين المقدس والدنس في عمودين متوازيين يفصل بينهما صف من تواريخ السنين المشهجرة في كليهما، وحاول حتى يحدد السنة التي سقطت فيها جميع حادثة خطيرة من أيام إبراهيم الخليل إلى أيام قسطنطين. وقد اعتمدت جميع التواريخ المتأخرة على "قانونه" هذا. ثم كسا يوسبيوس هذه العظام لحماً، ونشر في عام 325 تاريخاً كنسياً يصف فيه نماء الكنيسة من أول عهدها إلى مجمع نيقية. ويحتوي الفصل الأول من هذا الكتاب- وكان نموذجاً نسج منواله بوسويه مرة أخرى- على أقدم ما خط في فلسفة التاريخ- فقد صور الزمان كأنه ميدان القتال بين الله والشيطان كما صور الحوادث جميعها على أنها معينة على فوز المسيح. والكتاب سيئ الترتيب ولكنه حسن الأسلوب. وقد فحص عن المراجع فحصاً دقيقاً راعى فيه الذمة والضمير، وتبلغ أحكامه من الدقة ما تبلغه أحكام أي كتاب قديم في التاريخ؛ وهوفي جميع خطوة يخطوها يجعل الخلف مديناً له وذلك بما ينقله عن وثائق خطيرة لولا هذا لما عهد العالم عنها شيئاً. والأسقف المؤلف غزير المادة، واسع الاطلاع إلى حد كبير، وأسلوبه تسري فيه العاطفة القوية، والشعور الفياض، ويسموإلى أعلى الدرجات في لحظات الكراهية الدينية وهويعترف صراحة بأنه حذف من كتابه جميع ما لا يقوي إيمان قرائه المسيحيين أويؤيد فلسفته ويحاول حتى يخط تاريخ المجلس العظيم- مجلس نيقية- دون حتى يذكر اسم أريوس أوأثناسيوس.

An example of "staring eyes" on later Constantine coinage.

وهذا الغش الشريف نفسه هوالذي يجعل كتابه الآخر حياة قسطنطين تسبيحاً بحمد الرجل لا ترجمة له. فهويبدؤه بثمانية فصول ملهمة عن تقوى الإمبراطور وأعماله الصالحة، ويصف لنا كيف من الممكن أن "حكم الإمبراطوريّة حكماً راعى فيه حدود الله أكثر من ثلاثين عاماً". وليس في مقدور الإنسان بعد حتى يقرأ هذا الكتاب حتى يظن حتى قسطنطين اغتال ولده وابن أخته وزوجته. ذلك حتى قسطنطين قد أحسن تدبير جميع الأمور ما عدا أمور أسرته، شأنه في هذا شأن أغسطس. ولقد كانت صلاته بأمه طيبة سعيدة بوجه عام، ويبدوأنها سافرت بتكليف منه إلى أورشليم ودمرت ذلك الهيكل الشائن، هيكل أفرديتي الذي بني، كما يقول البعض، فوق قبر المسيح المنقذ. ويقول يوسبيوس إذا الضريح المقدس ظهر للعين في ذلك المكان، وفيه الصليب بعينه الذي توفي عليه المسيح. وأمر قسطنطين حتى تشاد كنيسة الضريح المقدس فوق القبر، وحفظت الآثار المعظمة في خزانة مقدسة خاصة. ومن ذلك الحين بدا العالم المسيحي يجمع مخلفات المسيح والقديسين ويعيدها، كما كان العالم الوثني في الأيام القديمة السابقة يعتزب بمخلفات حرب طروادة ويعظمها، وكما كانت روما نفسها تفخر بتمثال أثيني إلهة الحكمة حامية طروادة. وقد غير العالم المسيحي مظهر هذه العبادة وجدد جوهرها كما يعمل الخلائق من أقدم العهود. وشادت هلينا كنيسة صغيرة في بيت لحم في الموضع الذي تقول الرواية حتى يسوع وُلد فيه، وقامت في تواضع بخدمة الراهبات اللائي كن يقمن بالخدمة في هذه الكنيسة، ثم عادت إلى القسطنطينية لتموت بين ذراعي ولدها.

أنظر أيضا

  • قسطنطين الثاني
  • الإمبراطورية الرومانية

وصلات خارجية

  • Letters of Constantine: Book 1, Book 2, & Book 3
  • Encyclopaedia Britannica, Constantine I
  • 12 Byzantine Rulers by Lars Brownworth of Stony Brook School (grades 7-12). 40 minute audio lecture on Constantine.
  • Constantine I in the 1911 Encyclopædia Britannica
  • Constantine the Great A site about Constantine the Great and his bronze coins emphasizing history using coins, with many resources including reverse types issued and reverse translations.
  • House of Constantine bronze coins Illustrations and descriptions of coins of Constantine the Great and his relatives.
  • BBC North Yorkshire's site on Roman York, Yorkshire and Constantine the Great

المصادر

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة birthdate
  2. ^ سيرة الحضارة
هذه بذرة منطقة عن التاريخ بحاجة للنمووالتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.

تاريخ النشر: 2020-06-04 14:12:10
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, Pages using deprecated image syntax, Pages using infobox royalty with unknown parameters, الامبراطورية البيزنطية, أعلام مسيحية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

السعودية تدين الهجوم المسلح على سفارة أذربيجان في إيران

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:23:06
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 66%

محافظة القاهرة تعيد افتتاح كوبرى أحمد فخرى بمدينة نصر.. صور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:22:38
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 46%

العلماء يبحثون لغز ظهور سحب بيضاء بالقرب من جزر البهاما

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:22:45
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 38%

منتخب اليد يخسر أمام ألمانيا 35/34 فى تحديد مراكز بطولة العالم لليد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:22:39
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 45%

رئيس النواب الأردني يؤكد لنظيره الجزائري قوة العلاقات بين ال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:22:55
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

الجهاد الإسلامي تتبنى "القصف الصاروخي" على جنوب إسرائيل من ق

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:23:02
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 64%

فيريرا: حان وقت الوداع وتمنيت تحقيق المزيد من البطولات مع الزمالك

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:22:44
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 41%

إقليم باكستاني يطلق خدمة حافلات "للنساء فقط" لمقاومة االتحرش

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:23:13
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

لندن: اتهام طالب تمريض بالتخطيط لمهاجمة قاعدة جوية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:22:58
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

واشنطن تؤكد أهمية خفض العنف بين الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:22:51
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

العيدوني ينتقل رسمياً إلى أونيون برلين

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:22:24
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

الخارجية الفلسطينية تدعو مجلس الأمن لوقف العدوان "العدوان" ا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:23:09
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 56%

نزيف الأرواح مستمر بشفشاون.. شاب ثلاثني يضع حدا لحياته بطريقة مأساوية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:23:32
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 85%

بالإنفوجراف.. الحكومة تستعرض نشاطها الأسبوعى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-27 18:22:41
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 40%

تحميل تطبيق المنصة العربية