كازان واتانابى
- في هذا الاسم الياباني, اسم العائلة هوواتانابى.
كازان واتانابى (Watanabe Kazan (渡辺 崋山, 20 اكتوبر 1793 - 23 نوفمبر 1841)، مصور ياباني، ولد لأب ينتمي إلى الساموراي Samurai في مدينة آيچي Aichi (كان اسمها ميكاوا Mikawa) وكان أهله فقراء، ومع ذلك اهتموا بتعليم ابنهم البكر وتوجيهه نحوالساموراي، ولكن الابن أظهر موهبة وميلاً ليكون مصوراً مضحياً بطموحات أهله. على حتى هذا الميل وهذا الاختصاص لم يمنعه من المشاركة في الحياة الشعبية والسياسية، ولم يكن التصوير عنده إلا وسيلة للتعبير عما آمن به وحققه حينما انتخب رئيساً لمجموعة مثقفة، أرادت حتى تكون قريبة الصلة من التحولات التي تحققت في العالم الغربي.
في ذلك الوقت كان من أبرز المثقفين التقدميين في اليابان رانگاكوRangaku الذي ارتبط بالثقافة الهولندية، وقد تأثر كازان به وبغيره من المثقفين؛ فأسس مجموعة كانت تمارس حواراً حاراً حول المشكلات المعيشية والسيطرة الإقطاعية، ولم يكن موقفه ثورياً هداماً، بل كان يحاول حتى يحقق الإصلاح الممكن.
بيد حتى أفكار كازان لم تكن واضحة لأقرانه الذين بادلوه بالكراهية وسوء الفهم، وكانت السلطات في الوقت ذاته قد فرضت قيوداً على حرية الفكر، إلى غير ذلك اشتد الضغط على كازان منذ العام 1839 من السلطة ومن أصدقائه أيضاً. بل إذا السلطات اتجهت إلى إصدار حكم عليه بالموت، لولا توسط بعض العقلاء ممن تبنوا مقاصده الإصلاحية؛ فعدل الحكم بالإعدام إلى الحكم بالإقامة الجبرية في تاوارا Tawara على مسؤولية مجموعته الإصلاحية.
سرح كازان من جميع مهامه فسقط ضحية فقر وحاجة، ولم يبقَ أمامه إلا اللجوء إلى التصوير وسيلة لإنقاذ حياته من العوز، إلا حتى خصومه اتهموه باستغلال التصوير لمعارضة السلطة، وضاقت حوله الظروف المناوئة والقاسية حتى من الذين افترض بوفائهم، فآثر الموت منتحراً عن عمر لم يتجاوز الثامنة والأربعين.
ابتدأ كازان مصوراً تقليدياً، ولكنه في مجال الرسم حاول حتىقد يكون مجدداً. ومنذ حتى كان في السابعة عشرة كانت دراسته التصوير على يد تاني بونچوT.Buncho قد أعطته سمة خاصة توضحت بانتقائية éclectisme تجمع تنطقيد الفن في نانگا Nanga، وتقانات توسا Tosa وكانوKano الوطنية، وعناصر مينگ Ming وچينگ Qing الصينية، والمبادئ الأوربية، إذ استفاد من دراسته الأسلوب الصيني الذي كان سائداً في عصر أسرتي مينگ] وچينگ، كما استفاد أيضاً من دراسته الفن الأوربي؛ فجمع بين هذا وذاك في طريقة انتقائية وسمت أسلوبه الخاص. وقد انتبه أستاذه بونشوإلى موهبته فجعل منه تلميذه المفضل.
وعندما صار في الثلاثين من عمره قام كازان بنسخ أعمال صينية ويابانية تقليدية، مثل أعمال المصورين يون شوپينگ Shouping وشين نانپينگ Nanping خاصة، ولكن مع إضفاء لمسات واقعية ميزت أعماله المنسوخة، وأوصلته فيما بعد إلى نضج أسلوبه الخاص، وكان تأثير الغرب قد تمثل في الموضوعية والواقعية من دون حتى يتخلى عن خياله الوصفي.
لم تكن أعماله الرسمية هي التي توضح أسلوبه الانتقائي، حتى اللوحات التي أنجزها تلبية للطلبات الخاصة كانت تخضع للمعايير المعمول بها في عصره ومحيطه، ولا تعدوقيمتها قيمة الوثائق. وقد هجر كازان عدداً ضخماً من الدفاتر المصورة، ومن الملفات والرسوم التحضيرية التي اتسمت بالخصوصية والنضارة والحرية والنزق أيضاً، وبالانتقائية التي ساعدته على تخطي الحواجز التقليدية التي فرضتها إقطاعية كانت في بداية اضمحلال نفوذها. ولا بد من التنويه بأن صور كازان الشخصية كانت تحتل المقام الأول في التصوير الياباني؛ ليس لأنها تنأى عن التنطقيد اليابانية فحسب، بل لأنها بلغت بواقعيتها الجديدة حد الكمال والاتزان.
كان كازان ممثلاً فذاً لفترة التحول التي عاشتها اليابان من النظام القديم إلى النظام الجديد الذي تنسم مؤثرات الغرب.
المصادر
- عفيف البهنسي. "كازان (واتانابي ـ)". الموسوعة العربية.