نيكولاوس كوپرنيكوس

عودة للموسوعة

نيكولاوس كوپرنيكوس

نيكولاوس كوپرنيكوس
Nicolaus Copernicus
پورتريه رُسم في تورون، أوائل القرن السادس عشر.
وُلـِد 19 فبراير 1473
تورون (ثورن)، پروسيا الملكية, بولندا
توفي 24 مايو1543(1543-05-24) (عن عمر 70 عاماً),
Frombork (Frauenburg), Warmia، بولندا
الجامعة الأم Kraków University, Bologna University, University of Padua, University of Ferrara
مبعث الشهرة مركزية الشمس
السيرة الفهمية
المجالات الرياضيات، الفلك، القانون الكنسي، الطب
طلاب الدكتوراه Georg Joachim Rheticus
Mikołaj Kopernik

نيكولاس كوبرنيكوس (و.19 فبراير 1472)، هوفلكي، يُعتبر أول من صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرماً يدور في فلكها، في كتابه في ثورات الأجواء السماوية،.

ولد كوبرنيكوس في مدينة ثورن في مقاطعة بروسيا المتمردة على الملكة البولندية. تفهم في بولندا واكمل دراسته في جامعة بولونيا الايطالية. وتوفي عام 1543.
كان واحداً من أعظم فهماء عصره، كان عالم رياضيات، فلكياً، قانونياً، طبيباً، إدارياً، دبلوماسياً، وجندياً.
وبسبب مسئولياته الكثيرة اعتبر الفلك كهواية له، لكنه مع ذلك صاغ واحدة من أبرز النظريات في التاريخ، فأحدث ثورة في فهم الفلك، وبالتالي في الفهم المعاصر، مشجعاً الفهماء والباحثين على تحدي القوانين السائدة، وتقديم الفهم على العقائد الدوغمائية.

سيرة ذاتية

Copernicus' birthplace
Copernicus' uncle, Lucas Watzenrode

ولد كوبرنيكوس في 1473 لأسرة ثرية، إذ كان أبوه رجل أعمال ناجح يتاجر في الفحم ومواطناً مُحترماً في ثورن، توفي عندما كان ابنه في العاشرة من عمره، لتربيه أمه باربرا واتزنرود وخاله لوكاس واتزنرود الذي كان أسقفاً، ثم كبيراً للأساقفة في أسقفية وارميا مع أشقائه الثلاثة، ومكنه منصب خاله من الحصول على عمل في الكنيسة مكنه من تكريس وقته للدراسات الفلكية.
كان له أخ واحد هوأندرياس الذي أصبح قساً، وأختان: باربرا وأصبحت راهبة بندكتية، وكاثرينا التي تزوجت رجل أعمال ومستشاراً مدنياً.
في عام 1491 انتسب إلى جامعة كراكا وحيث يُعتقد حتى اهتمامه بالفلك بدأ هناك على يد أستاذه ألبرت برودزويسكي. وسرعان ما فتنه هذا الفهم كما يذكر في كتابه.

Monument in Toruń by Friedrich Tieck


حياة ونشاط ميكواي كوپرنيك

Kraków University's Collegium Maius

ولد ميكواي كوبيرنيك (نيكولاس كوبيرنيكوس) في عام 1473 في مدينة تورون (وهي المدينة الواقعة في وسط الجزء الشمالي من بولندا على نهر الفيستولا، والتي كانت مركزا تجاريا هاما في هذا الوقت وقد ولد في وسط عائلة من التجار. أصبح ميكواي كوبيرنيك في طفولته يتيما وعليه فقد رباه خاله وهوالمدعوووكاش فاتسينرود. اسقف مقاطعة فارمينسكي. وبفضل خاله هذا بدأ ميكواي دراسته في الأكاديمية الملكية (حاليا جامعة ياغيلونسكي) وهي الجامعة المعروفة في بولندا. كان تعليم ميكواي كوبيرنيك شاملا ، فقد تفهم القانون في مدينة بولونيا بايطاليا، والطب في مدينة بادوا وكذلك تفهم القانون الكنسي والتي أنهاها بالحصول على لقب الدكتوراه في القانون الكنسي في فيرارا.

Copernicus before Olsztyn Castle

درس كوبيرنيك العلوم الإنسانية والرياضية في الأكاديمية الملكية ، وآنذاك ولأول مرة تعهد على فهم الفلك. بعد ذلك زادت اهتماماته بهذا الفهم تحت رعاية الفلكي المعروف دومينيك م. ن من فيرارا. وعليه فقد قام بأعمال الرصد الفلكي ومراقبة الكواكب والنجوم في إيطاليا وباكتشاف ظاهرة كسوف النجم الدبران، الأمر الذي أكد له اقتناعه بالشك في حركة الأجرام السماوية التي كانت سائدة آنذاك . في عام 1510 وكمختص بالقانون الكنسي استقر في في مدينة فيرمبورك(بالالمانية فراوينبورج) وهوالأسم المقتبس من تسمية مريم العذراء المقدسة، وهناك اقتنى بيتا لسكناه والذي كان مجهزا لأعمال الرصد الفلكي ومراقبة الكواكب في السماء. بالإضافة إلى الدراسات الفلكية كان كوبيرنك أيضا يمارس الطب(كان طبيبا وأسقفا لمقاطعة فارمينسكي) كما مارس الاقتصاد أيضا (حيث قام بوضع مشروع لإصلاح العملة) كما قام بوضع خارطة لمملكة بولندا وليتوانيا، وخلال الحرب التي اندلعت بين بولندا والفرسان الصليبيين قام بالدفاع عن قصر اولشتين. كما عطلت التزامات الكثيرة ميكواي كوبيرنيك عن اجراء الكثير من أعمال الرصد الفلكي والأبحاث الفلكية .

مركزية الشمس

Astronomer Copernicus: Conversation with God, by Jan Matejko

وفي جامعة بولونيا (1497-1500) تفهم كوبرنيق الرياضيات، والفيزياء، والفلك. وكان من بين مفهميه أستاذ اسمه دومنيكودي نوفارا، تتلمذ من قبل على ريجيومونتانوس، وانتقد ما في نظرية الفلكي بطليموس من تعقيد سخيف، وعهد تلاميذه بقدامى الفلكيين اليونان الذين تشككوا في ثبات الأرض ووضعها المركزي. فقد كان من رأي فيلولاوس البيثاجوري، الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، حتى الأرض وسائر الكواكب تدور حول هستيا، وهي نار مركزية لا نراها لأن جميع أجزاء الأرض المعروفة تحول بعيداً عنها. وقد روى شيشرون حتى هيكيتاس السيراكيوزي، وهومن فلكي القرن الخامس ق. م. أيضاً، كان يعتقد حتى الشمس والقمر والنجوم ثابتة، وأن حركتها الظاهرية مرجعها دوران الأرض حول محورها. وذكر أرخميدس وبلوتارخ حتى أريستارخوس الساموسي (310-230 ق. م.) رأى حتى الأرض تدور حول الشمس، وأنه اتهم بالضلال، وأنه عدل عن رأيه، ويقول بلوتارخ حتى سلوقس البابلي أحيا الفكرة في القرن الثاني قبل الميلاد. وكان من الجائز حتى ينتصر هذا القول بوضع الشمس المركزي في العصور القديمة، لولا حتى كلوديوس بطليموس الإسكندري أكد من جديد، في القرن الثاني بعد الميلاد، نظرية وضع الأرض المركزي، وأكدها بقوة وفهم كبيرين بحيث قل من جرؤ بعده على تحديها. وكان بطليموس نفسه قد قرر حتى على الفهم وهويحاول شرح الظواهر الطبيعية حتى يتبنى أبسط ما يمكن من فروض متفقة مع الشاهدات المسلم بها. ومع ذلك فإن بطليموس، كهيبارخوس من قبله، حين أراد تفسير حركة الكواكب الظاهرية، اضطرته نظرية وضع الأرض المركزي إلى افتراض مجموعات معقدة تعقيداً محيراً من الدوائر الصغيرة (epicycles) والدوائر مختلفة المركز (eccentrics) . فهل من سبيل إلى فرض أبسط،يا ترى؟ نيكولي أوريسمى (1330-82) ونيكولاس الكوزاوي (1410-64) فجددا فكرة دوران الأرض، وخط ليوناردودافنشي (1452-1519) قبيل ذلك يقول: "إن الشمس لا تتحرك... وليست الأرض في مركز دائرة الشمس، ولا هي في مركز الكون"(30). ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

وأحس كوبرنيق حتى نظرية مركزية الشمس تستطيع حتى "تنقذ المظاهر"-بشرحها الظواهر الطبيعية المشاهدة-بإحكام أشد من الرأي البطلمي. ففي سنة 1500 مضى إلى روما وقد بلغ السابعة والعشرين، من الممكن لحضور اليوبيل، وألقى هناك محاضرات تقول رواية إنه شرح فيها نظرية دوران الأرض على سبيل التجربة. وكانت أجازته قد انتهت، فعاد للقيام بواجباته الدينية كاهناً في فراونبورج. ولكن رياضيات مركزية الأرض كانت تشوش صلواته. فطلب الإذن باستئناف دراساته في إيطاليا، مقترحاً الآن حتى يفهم الطب والقانون الكنسي- وهوما بدا لرؤسائه أدخل في مهنته من الفلك. وقبل ختام القرن الخامس عشر كان قد عاد إلى إيطاليا. ونال درجة القانون في فرارا (1503)، ولم ينل درجة في الطب فيما يبدو، ثم ارتضى الرجوع ثانية إلى فراونبورج. وما لبث خاله حتى عينه سكرتيراً وطبيباً (1506)، من الممكن ليتيح له متسعاً من الوقت للاستزادة من الدرس. وعاش كوبرنيق ست سنوات في قلعة الأسقفية بهايلسبرج وهناك وضع الرياضيات الأساسية لنظريته، ثم دونها في مخطوط.

فلما توفي الأسقف الكريم عاد كوبرنيق إلى مكانه في فراونبورج. وواصل ممارسة الطب، وكان يعالج الفقراء مجاناً(31). وقد مثل كهنة الكاتدرائية في مهام دبلوماسية وأعد لسجسموند الأول ملك بولندة خطة لإصلاح العملة البولندية. وفي منطق من منطقاته الكثيرة عن المالية ذكر هذه العبارة التي عهدت فيما بعد بقانون جريشام: العملة الرديئة... تطرد العملة القديمة الأحسن منها(32). وهويعني أنه إذا أصدرت حكومة ما عملة منحطة اختزنت العملة الجيدة أوأصدرت وامتنع تداولها، ودفعت الضرائب بالعملة الرديئة، و"نقذ الملك من عملته". بيد حتى كوبرنيق واصل أبحاثه الفلكية وسط هذه المشاغل المتنوعة. ولم يكن وضعه الجغرافي مواتياً لأبحاثه هذه، ففراونبورج قريبة من البلطي. يلفها الضباب أوالسحاب نصف الوقت. وكان يحسد كلوديوس بطليموس، الذي كانت "سماؤه أبهج، حيث لا ينفث النيل الضباب الذي ينفثه نهر نافستولا. لقد حرمتنا الطبيعة تلك الراحة وذلك الهواء الهادئ"(33). لا عجب إذن حتى يعبد كوبرنيق الشمس أويكاد. ولم تكن أرصاده الفلكية كثيرة ولا دقيقة. ولكنها لم تكن ذات أهمية حيوية لهدفه. وكان في أغلب أحيانه ينتفع بالبيانات الفلكية التي خلفها له بطليموس، واعتزم حتى يثبت في جميع ما وصل إليه من مشاهدات يتفق خير اتفاق مع نظرية مركزية الشمس. وحوالي عام 1514 لخص ما انتهى إليه من استنتاجات في "تعقيب موجز". ولم يطبع الكتاب في حياته، ولكنه وزع بعض نسخ مخطوطة على سبيل جس النبض. وقد قرر فيه استنتاجاته ببساطة واقعية، وكأنها لم تكن أعظم ثورة في التاريخ المسيحي. نطق:

  1. ليس هناك مركز واحد لميع الكرات السماوية.
  2. إن مركز الأرض ليس مركز الكون، بل هونقطة مركز الجاذبية والكرة القمرية.
  3. كل الكرات (الكواكب) تدور حول الشمس بوصفها نقطتها الوسطى، وإذن فالشمس مركز الكون.
  4. نسبة المسافة بين الأرض والشمس إلى ازدياد قبة السماء أصغر بكثير من نسبة نصف قطر الأرض إلى بعدها عن الشمس بحيث حتى المسافة من الأرض إلى الشمس لا تدرك لضآلتها بالقياس إلى ازدياد قبة السماء.
  5. إن الحركة التي تظهر في قبة السماء لا تنشأ عن أي حركة في قبة السماء بل عن تحرك الأرض. والأرض هي وعناصرها المحيطة بها تدور دورة كاملة حول قطبيها الثابتين في حركة يومية، في حين تظل القبة الزرقاء والسماوات العليا ثابتة لا تتغير.
  6. إن ما يظهر لنا حركات للشمس لا ينشأ عن تحركها بل عن تحرك كوكبنا الأرضي، الذي يجعلنا ندور حول الشمس كأي كوكب آخر.
  7. أن ما يظهر من تراجع الكواكب وحركتها المباشرة لا ينشأ عن حركتها بل عن حركة الأرض. إذن فحركة الأرض وحدها تكفي لتفسير الكثير من المفارقات البادية في السماوات(34).


نظرية كوبرنيك

ان الثورة الفهمية التي أحدثها كوبرنيك تقوم على نقض مفهوم النظرية التاريخية القائمة وهي نظرية مركزية الأرض، وهي النظرية القائلة بأن الأرض هي مركز الكون (المجموعة الشمسية ) وأن جميع الكواكب تدور في فلكها، وكانت هذه النظرية قائمة على ملاحظات الإنسان بأن الشمس شكليا هي التي تدور حول الأرض وتبدأ دورتها من الشرق إلى الغرب، وقد أسس لهذه النظرية العالم اليوناني بطليموس. كان كوبيرنيك هوأول من عمل في هذا الوقت المعاصر على نموذج مركزية الشمس في المجموعة الشمسية. وقد أسس نظريته على ما كان معروفا من حركة الكواكب وبفضل الحسابات الجديدة التي قام بإجرائها ومراقباته الفلكية تأسست نظريته على عنصرين هامين هما:

تدور الكواكب في فلك حول الشمس

الأرض واحدة من هذه الكواكب وتدور حول محورها.

كانت هذه النظرية أصبحت هامة للغاية ليس فقط لأنها أساس لفهم حديث بل حطمت بعض الأفكار التي كانت سائدة ومحاولة للوقوف ضد الأفكار الثابتة التي سائدة في هذا المجال. وممكن القول بأن كوبيرنيك قد ساهم في نشأة فهم متحرر من الايدلوجيات والعقائد الدينية، أثرت نظرية كوبيرنيك على نظرة الإنسان بالنسبة لوضع الأرض في هذا الكون. وبهذا لم يعد الإنسان سيدا وذوصفة مركزية في الكون ولكنه جزء من هذا الكون.

قام كوبرنيك بوضع الشكل العام لنظريته في سنة 1510 في عمله تحت عنوان " تعليق صغير" والذي لم ينشر بشكل رسمي. تأسست نظريته وتبلورت بالكامل بعد 15 عاما من هذا الوقت بعد قيامه بعدة أبحاث فلكية. كان عمله الأساسي " عن دوران الأجرام السماوية" المنشور في عام 1543 تعبير عن محاضرة له عن نظرية الفلك والخاصة بدوران الأرض وكواكب أخرى حول الشمس. وقد أسس نظريته على الحسابات الفلكية.

لم يكن كوبرنيك ميالا لنشر نظريته الجديدة حيث حتى هذا يشكك في العقائد الدينية والخاصة بنشأة الكون. تسبب عمله هذا في إثارة الكثير من المناقشات الدينية والايدلوجية حيث كانت هذه النظرية تتنافي مع نصوص العهد القديم. وعلى عكس الكنيسة الكاثوليكية التي وضعت هذا الكتاب في قائمة الخط المحرمة قام مفكروالبروتستانت مثل مارتين لوثر وكالفين بقبول نظريته. بجانب الوسط الديني كان الوسط الفهمي أيضا يسوده الارتباك، بعض الفهماء المعاصرين لكوبيرنيك رحبوا بحساباته الرياضة التي ضمتها نظريته، لكن معظمهم رفضوا النظرية كاملا لنفس الأسباب التي عارضت بها الكنيسة عمله. فقط بعد مائتي انتشرت نظريته وسادت في الأوساط الفهمية، وذلك من خلال أعمال كبلر وغاليليو، أما أبحاث برادلي في بداية القرن 18 فقد اتت بأدلة جديدة على صحة نظرية كوبيرنيك وحركة دوران الأرض حول الشمس.


أساتذة كوبيرنيك من العرب

واحد من كبار الفلكيين العرب وهوالبتاني كان يعتبر فهم الفلك من أرقى العلوم، بل ووضعه فوق العلوم الدينية، ان ما وصل اليه العرب في مجال الفلك شيء هام وملموس وأكثر أعمالهم ذات استخدامات عملية مثل تحديد القبلة ومواعيد الصلوات الخمس. بدأت أعمال الرصد الفلكي منذ القرن التاسع الميلادي خاصة في جميع من بغداد ودمشق، ولا ينبغي حتى ننسي أيضا المساهمة العربية في العلوم الرياضية وإيجاد فهم الفلك الرياضي، خاصة في تطور فهم حساب المثلثات والجبر والهندسة الفراغية القائمة على حساب المثلثات والتي بدونها لا يتم القيام بالحسابات الفلكية.

بالرغم من حتى فهماء الفلك العرب لم يبلوروا نظرية فلكية بهذا الشأن حيث انتقدوا نظرية بطليموس في مركزية الأرض، ومن أبرز الفهماء الذين انتقدوا ذلك ابن الهيثم وابن رشد. ورغما أنهم لم يخرجوا بنظرية موحدة فقد اقترحوا حلول عملية لأفكار بطليموس الخاصة بنشأة الكون.

يشير المؤرخون في كثير من الحالات عن الحلول الرياضية التي قام بها الفهماء العرب والمتعلقة خاصة بأعمال الرصد في مراغة والتي قام بها الفلكي نصير الدين الطوسي، حيث ظهرت هذه الحسابات بعد مائتي عام في أعمال نيكولاي كوبيرنيك. كذلك فان أعمال ابن الشاطر التي أصبحت بعض نظرياته موجودة لدى كوبرنيك مثل ما وضعة حول كوكب عطارد والقمر. كما قام كوبيرنيك باستخدام مزدوجية الطوسي، وتشكيل الكواكب المشابه لذلك في الكواكب التي تدور في فلك أكبر من فلك الأرض، كما في نموذج مؤيد الدين عرضي وقطب الدين الشيرازي.

يعتقد بعض المؤرخين حتى كوپرنيك استخدم النقل التاريخي ولكن ينبغي الاشارة هنا بأن كوپرنيك لم يعهد العربية وكان بعيدا عن الجوالأكاديمي وينبغي حتى نشير إلى حتى كوبيرنيك كان يقدر مساهمة الفهماء في تطور العلوم والدليل على ذلك أنه في عمله أشار إلى البتاني.


الكتاب

عن دورانات الدوائر السماوية، الطبعة الثانية، بازل، 1566
ملانكتون

لم يلق الفلكيون القلائل الذين قرأوا كتاب التعقيب كبير بال إليه. وأيدي البابا ليوالعاشر اهتماماً لا تحيز فيه بالنظرية حين أحيط بها فهماً وطلب إلى أحد الكرادلة حتى يخط إلى كوبرنيق طالباً إيضاح فكرته. وحظي الفرض برضى كبير في البلاط البابوي المستنير دام بعض الوقت(35). أما لوثر فقد رفض النظرية حوالي عام 1530 قائلاً: "إن الناس يستمعون إلى منجم محدث حاول التدليل على حتى الأرض تدور، لا السموات ولا القبة الزرقاء، ولا الشمس ولا القمر... فهذا الأحمق يريد حتى يقلب نظام الفلك كله رأساً على عقب. ولكن الكتاب المقدس ينبئنا بأن يشوع أمر الشمس لا الأرض حتى تقف"(36). وأما كالفن فقد أجاب كوبرنيق بآية من المزمور الثالث والتسعين "أيضاً تثبتت المسكونة، لا تتزعزع" ثم تساءل: "فمن يجرؤ على ترجيح شهادة كوبرنيق على شهادة الروح القدس؟(37)". هذه الاستجابة لكتاب "التعقيب" فتت في عضد كوبرنيق حتى أنه أبعد حتى أكمل كتابه الكبير حوالي عام 1530 قرر حتى يحبسه عن النشر. وواصل القيام بواجباته في هدوء، وحاول الاشتغال قليلاً بالسياسة، وفي ستيناته اتهم بأن له خليلة(38).

ولكن في عام 1539 اندفع إلى قلب هذه الشيخوخة المستسلمة رياضي شاب متحمس يدعى گيورگ ريتيكوس. كان فتى في الخامسة والعشرين، بروتستنتياً، يحظى برعاية ملانكتون، ويعمل أستاذاً في جامعة ڤتن‌برگ. وكان قد قرأ "التعقيب" واقتنع بصدقه وتاقت نفسه لمساعدة الفلكي العجوز الذي كان يعيش بعيداً في بلدة مغمورة على البلطي كأنها مخفر أمامي على حدود الحضارة، منتظراً في صبر حتى يرى الآخرون معه دورة الأرض غير المرئية حول نفسها وحول الشمس. وأحب الفتى كوبرنيق حباً جماً، ووصفه بأنه "خير الرجال وأعظمهم" وتأثر تأثراً عميقاً بإخلاصه للفهم. وظل ريتيكوس عشرة أسابيع مكباً على دراسة المخطوط الكبير. ثم حث كوبرنيق على نشره، ولكنه أبى، غير أنه وافق على حتى يقوم ريتيكوس بنشر تحليل مبسط لفصوله الأربعة الأولى. وعليه فقد أصدر العالم الشاب في عام 1540، في مدينة دانتزج، كتابه "أول تقرير عن كتاب دورات الأجرام السماوية". وأوفد نسخة منه إلى ملانكتون والأمل يراوده، ولكن اللاهوتي الكريم لم يقتنع. ولما عاد ريتيكوس إلى فتنبرج (في مطلع 1540) وأثنى على نظرية كوبرنيق في فصله، "أمر"-كما روي-أن يحاضر بدلاً من ذلك عن كتاب يوهان دي ساكروبوسكوSphaera(39). وفي 16 أكتوبر 1541 خط ملانكتون إلى صديق له يقول: "يظن البعض حتى من الإنجازات البارزة حتى يؤلف إنسان نظرية مجنونة كذلك الفلكي البروسي الذي يحرك الأرض ويثبت الشمس. حقاً إذا واجب الحكام العقلاء حتى يروضوا من جموح العقول"(40).

وفي صيف عام 1540 عاد ريتيكوس إلى فراونبور ومكث بها حتى سبتمبر 1541. ورجا أستاذه المرة بعد المرة حتى ينشر على العالم مخطوطه. فلما انضم إليه في هذا الراتى رجلان بارزان من رجال الدين، استجاب كوبرنيق، من الممكن لاطمئنانه إلى أنه يضع الآن إحدى قدميه في القبر. وأدخل على المخطوط إضافات نهائية، ثم أذن لريتيكوس حتى يبعث به غلى ناشر في نورمبرج تكفل بجميع النفقات والتبعات (1542). وإذ كان ريتيكوس قد رحل عن فتنبرج ليدرس في ليبزج فقد وكل إلى صديقه أندرياس أوزياندر، وكان قسيساً لوثرياً في نورمبرج، مهمة الإشراف على طبع الكتاب.

كان أوزياندر قد خط إلى كوبرنيق (20 أكتوبر 1541) مقترحاً تقديم الرأي الجديد على أنه فرض لا حقيقة ثابتة، وذكر في خطاب بنفس التاريخ أوفده إلى ريتيكوس أنه بهذه الطريقة "سيهدئ الأرسطاطاليون واللاهوتيون من روعهم في غير مشقة"(41). وكان كوبرنيق نفسه قد وصف نظرياته غير مرة بأنها فروض، لا في تعقيبه الموجز فحسب، بل في كتابه المطول(42)، وفي الوقت ذاته زعم في الإهداء أنه دعم آراءه "بأعظم الأدلة وضوحاً". ولا فهم لنا بم ردّ على أوزياندر. على أية حال قدم أوزياندر للكتاب على نحوالتالي دون حتى يسقط باسمه:

"إلى القارئ، حول فروض هذا الكتاب. نظراً إلى ما ذاع من سمعة هذه الفروض الجديدة، فإن فهماء كثيرين ستصدهم ولا ريب نظريات هذا الكتاب صدمة قوية... على أن... فروض الأستاذ ليست بالضرورة السليمة، ولا حتى مرجحة. ويكفي جداً حتى تؤدي إلى حساب يتفق والمشاهدات الفلكية... وسيبادر الفلكي بإتباع أسهل الفروض فهماً. أما الفيلسوف فربما طالب بترجيح أكثر، ولكن لا هذا ولا ذاك سيستطيع اكتشاف أي شيء يقيني... ما لم يكشف له عنه بالوحي الإلهي. فلنسلم إذن بأن الفروض الجديدة التالية ستتخذ لها مكاناً إلى جوار الفروض القديمة التي ليست أكثر منها رجحاناً. وعلاوة على ذلك فإن هذه الفروض جديرة بالإعجاب وسهلة الفهم حقاً، وفضلاً على هذا فإننا واجدون هنا كنزاً من المشاهدات الدالة على فهم واسع. أما فيما عدا هذا فلا يتسقطن أحد من الفلك اليقينية فيما يتصل بالفروض. فهولا يستطيع حتى يعطي هذه اليقينية. ومن يأخذ جميع شيء وضع لأغراض أخرى مأخذ الحقيقة سيهجر هذا الفهم في أغلب الظن أجهل مما كان حين بدأ فيه"(43).

وكثيراً ما ندد الناس بهذه المقدمة باعتبارها عنصراً مقحماً وقحاً(44). ولعل كوبرنيق قد استنكرها، ذلك حتى هذا الشيخ بعد حتى عايش نظريته ثلاثين عاماً أصبح يشعر بأنه بضعة من حياته ودمه، وبأنها وصف لحقائق الكون العملية. ولكن مقدمة أوزياندر كان فيها حصافة وإنصاف، فقد خففت من المقاومة الطبيعية التي تقاوم بها عقول كثيرة فكرة قلقة وثورية، وهي ما زالت مذكراً طيباً لنا بأن أوصافنا للكون إذا هي إلا آراء عرضة للخطأ صادرة من قطرات ماء عن البحر، وأنها تحتمل هي الأخرى الرفض أوالتسليم.

وظهر الكتاب أخيراً في ربيع 1543 يحمل هذا العنوان: "الجزء الأول من كتاب نيكولاي كوبرنيقي عن الدورات"، وعهد الكتاب بعد ذلك بهذا الاسم: "في دورات الأجرام السماوية"، ووصلت إحدى نسخ الكتاب الأولى إلى يد كوبرنيق في 24 مايو1543. وكان على فراش الموت، فقرأ صفحة العنوان، وابتسم، ثم توفي في نفس الساعة.

وكان إهداء الكتاب إلى البابا بولس الثالث في ذاته جعداً لنزع السلاح من يد المقاومة لنظريته تناقض حرفية الكتاب المقدس، كما أيقن كوبرنيق، مناقضة صريحة. وقد بدأ بتأكيدات وروعة فنطق: "ما زلت أومن حتى علينا حتى نتجنب النظريات البعيدة جميع البعد عن سلامة العقيدة". وذكر أنه تردد طويلاً في نشر الكتاب متسائلاً" أليس الأفضل حتى أحذوحذوالفيثاغوريين... الذين درجوا على توصيل أسرار الفلسفة بالفم لا بالكتابة، ولأقربائهم وأصدقائهم دون سواهم". ولكن رجلين من رجال الكنيسة المثقفين وهما نيقولا شونبرج كردينال كبوا، وتدمان جيزي أسقف كولم-كانا قد ألحا في توصيته بنشر كشوفه. (وقد عثر كوبرنيق حتى من الحكمة عدم ذكر اللوثري ريتيكوس). ثم اعترف بفضل الفلكيين اليونان عليه، ولكنه في زلة قلم أغفل اسم أرستارخوس. ونطق إنه يعتقد إذا الفلكيين في حاجة إلى نظرية أفضل من النظرية البطلمية، لأنهم يجدون الآن صعوبات كثيرة في الرأي القائل بمركزية الأرض، ولا يستطيعون على هذا الأساس حتى يحسبوا طول السنة حساباً دقيقاً. ثم إنه لجأ إلى البابا بوصفه رجلاً "عظيماً... في محبته للعلوم جمعها حتى الرياضيات". لكي يحميه من "لدغ المفترين" الذين سيدعون لأنفسهم الحق في الحكم على هذه الأمور. أو"سيهاجمون نظريتي محتجين بفقرة من الكتاب المقدس"(45)، وذلك دون إلمام كاف بالرياضيات.

ويبدأ العرض بهذه المسلمات، أولاً حتى الكون كروي، ثانياً، حتى الأرض كروية-لأن المادة إذا هجرت وشأنها تنجذب نحومركز، ومن ثم تكيف نفسها في شكل كروي، ثالثاً، حتى حركات الأجرام السماوية حركات دائرية متماثلة، أومكونة من هذه الحركات-لأن الدائرة هي "أكثر الأشكال كمالاً" ولأن "العقل يقشعر رعباً" من الفرض القائل بأن الحركات السماوية ليست متماثلة. (والصواب في التفكير محال ما لم يكن هناك صواب في سلوك موضوعات التفكير).

ويلاحظ كوبرنيق نسبية الحركة: "كل تغير يرى في الوضع مرجعه الحركة سواء حركة المشاهد أوحركة الشيء الذي يشاهده، أومرجعه التغيرات الطارئة على وضع الاثنين بشرط حتىقد يكونا مختلفين. لأنه إذا حركت الأمور بنسبة متساوية إلى نفس الأمور، لم تلحظ أية حركة بين الشيء المرئي وبين المشاهد"(46). إذن فدوران الكواكب اليومي الظاهري حول الأرض يمكن تعليله بدوران الأرض يومياً حول محورها، وحركة الشمس السنوية الظاهرية حول الأرض يمكن تعليلها إذا افترضنا حتى الأرض تدور سنوياً حول الشمس.

وتسقط كوبرنيق الاعتراضات على نظريته. فقد زعم بطليموس حتى السحب والأجسام الموجودة على سطح أرض دائرة تتطاير بعيداً عنها وتهجر وراءها. ويرد كوبرنيق بأن هذا الاعتراض أحرى حتى يعترض به على دوران الكواكب الكبرى حول الأرض، لأن مسافاتها الشاسعة تعني حتى لها أجراماً هائلة وسرعات عظيمة. كذلك زعم بطليموس حتى الجسم المدفوع مباشرة إلى أعلى من أرض دائرة لا يعود في سقوطه إلى نقطته الأصلية. ويرد كوبرنيق بأن هذه الأجسام، شأنها شأن السحب، هي "أجزاء من الأرض" وأنها تحمل معها في سيرها. أما الاعتراض بأن دوران الأرض سنوياً حول الشمس لوصح "لتجلي في تحرك النجوم "الثابتة" (وهي النجوم الواقعة وراء مجموعتنا الكوكبية) كما تشاهد في طرفين متقابلين لمدار الأرض، فيرد عليه كوبرنيق بأن هذا التحرك موجود عملاً، ولكن البعد الشاسع للنجوم ("القبة السماوية") لا يتيح لنا رؤيته. (ويمكن اليوم رصد درجة معتدلة من هذه الحركة).

ثم يجمل نظريته في فقرة جامعة مانعة:

"أولاً وقبل جميع شيء هناك مجال النجوم الثابتة، الذي يحتوي ذاته وكل الأمور، وهولهذا السبب عينه ثابت... أم الأجسام المتحركة (الكواكب) فأولها زحل الذي يتم دورته في ثلاثين سنة. ثم يأتي المشتري الذي يتمها في اثنتي عشرة سنة، ثم المريخ الذي يدور جميع عامين. ويلي هذا في الترتيب دورة رابعة تقع جميع سنة... وهي تحتوي الأرض ومعها مدار القمر كدائرة صغيرة يدور مركزها على محيط دائرة أكبر. أما الكوكب الخامس فهوالزهرة التي تدور حول الشمس في تسعة شهور. ثم يشغل عطارد المكان السادس، وهويدور دورته في ثمانين يوماً. وفي وسط هذه الكواكب جميعها تقوم الشمس... ولم يخطئ البعض إذ وصفوها بمصباح الكون، ووصفها غيرهم بعقل الكون، وغيره بسيده الحاكم... والقول صواب لأن الشمس وهي متربعة على عرشها الملكي تحكم أسرة النجوم المحيطة بها.... إلى غير ذلك نجد بفضل هذا التنسيق تماثلاً عجيباً في الكون، وعلاقة انسجام محددة في حركة الأجرام السماوية وضخامتها وهي علاقة من نوع يستحيل تحقيقه بأي طريقة أخرى "(47).

ويمكن القول بوجه عام إذا أي تقدم يحرزه الإنسان في نظرية ما يحمل معه الكثير من مخلفات النظرية القديمة المتروكة. فقد أقام كوبرنيق تصوراته على مشاهدات موروثة من بطلميوس، واحتفظ بالكثير من تفاصيل الجهاز السماوي البطلمي، كالدوائر، والدوائر الصغيرة التي تدور مراكزها على محيط دائرة أكبر، والدوائر المنحرفة عن المسار الدائري، أما رفض هذه التفاصيل فسوف يتم على يد كبلر. وكان أغرب الأمور حساب كوبرنيق حتى الشمس ليست بالضبط في وسط مدار الأرض. فقد حسب حتى مركز الكون "يبعد عن الشمس بمقدار ثلاثة أمثال قطر الشمس"، وأن مراكز أفلاك السيارات هي كذلك خارج الشمس، وأنها ليست واحدة على الإطلاق. وقد نقل كوبرنيق من الأرض إلى الشمس فكرتين يرفضهما الفهم اليوم، أولاهما: حتى الشمس هي المركز التقريبي للكون، والأخرى أنها ساكنة. وحسب حتى الأرض ليست لها دورة حول محورها وأخرى حول فلكها فحسب، بل حركة ثالثة ظنها ضرورية لتفسير ميل محور الأرض ومبادرة الإعتدالين.

وعلى ذلك يجب ألا نبتسم-ونحن ندرك الموقف بعد هذه القرون-سخرية من أولئك الذين تأخروا طويلاً في اعتناق نظرية كوبرنيق. ذلك أنه لم يطلب إليهم مجرد تصور الأرض وهي تدور وتندفع في الفضاء بسرعة رهيبة على عكس ما تشهد به حواسهم شهادة مباشرة، بل أكثر من ذلك حتى يسلموا بعمليات حسابية تتوه فيها العقول ولا تقل في تحييرها للإفهام عن حسابات بطليموس إلا بقدر طفيف. ولم تبد النظرية الجديدة متفوقة على القديمة بصورة واضحة إلا بعد حتى صاغ كبلر وجاليليوونيوتن جهازها ليحقق بساطة ودقة أعظم، وحتى بعد هذا يجب حتى نقول عن الشمس تلك الحدثات التي من الممكن نطقها جاليليوعن الأرض "ومع ذلك فهي تدور". هذا وقد رفض تيكوبراهي فرض مركزية الشمس بحجة حتى كوبرنيق لم يرد على اعتراضات بطليموس رداً مقنعاً. وأعجب من هذا الرفض تلك السرعة النسبية التي قبل بها النظرية الجديدة فلكيون كريتيكوس، وأوزياندر، وجون فيلد، وتومس ديجيز، وإرازمس رينهولد-الذي بنى "جداوله البروتنية" (1551) للحركات السماوية على نظرية كوبرنيق إلى حد كبير. ولم تبد الكنيسة الكاثوليكية اعتراضاً على النظرية الجديدة ما دامت تعرض ذاتها على أنها فرض، ولكن محكمة التفتيش لم تعهد رحمة في العقاب حين اعتبر جوردانوبرونوالفرض حقيقة مؤكدة، وبينت في وضوح نتائجها على الدين.

1616: عن دورانات
الدوائر السماوية

وفيخمسة مارس 1616، أعرب المخط المقدس لمحاكم التفتيش حتى النظرية الكوپرنيقية "كاذبة وخاطئة" ويحرِّم كتاب نيكولاس كوپرنيكوس، المعنون ، الذي يروج فيه لفكرة مركزية الشمس. وفي 1620 أذن للكاثوليك حتى يقرءوا طبعات حذفت منها تسع عبارات تمثل النظرية على أنها حقيقة. ثم اختفى الكتاب من فهرس 1758 المراجع، ولكن الحظر لم يلغ صراحة إلا في 1828.

كانت نظرية مركزية الأرض تلائم بصورة معقولة لاهوتاً يفرض حتى جميع الأمور خلقت لمنفعة البشر. أما الآن فقد شعر هؤلاء البشر أنهم يترنحون فوق كوكب صغير اختزل تاريخه إلى "مجرد فقرة محلية في أخبار الكون". (48) فماذا يمكن حتى تعنيه حدثة "السماء" إذا كانت حدثتا "فوق" و"تحت" قد فقدتا جميع معنى لهما، وإذا كانت إحداهما تنقلب فتصبح الأخرى في نصف يوم،يا ترى؟ خط جيمس وولف إلى تيكوبراهي في 1575 يقول: "ما من هجوم على المسيحية أشد خطراً من القول بضخامة السماوات وعمقها اللانهائيين"-مع حتى كوبرنيق لم يقل بلا نهائية الكون. فلا بد حتى الناس حين توقفوا للتأمل في المعاني التي تتضمنها النظرية الجديدة راحوا يتساءلون عن صواب القول بأن خالق هذا الكون الضخم المنظم قد أوفد ابنه ليموت على هذا الكوكب المتوسط الحجم. وبدا حتى جميع شعر المسيحية الجميل، "يتصاعد دخاناً" (كما نطق جوته فيما بعد) تحت لمسة هذا الكاهن البولندي. وأجبر الفلك القائل بمركزية الشمس الناس على حتى يتصوروا الخالق من حديث في صورة أقل ضيقاً في الأفق وأقل تجسداً، وقابل اللاهوت أقوى تحد في تاريخ الدين. ومن ثم كانت الثورة الكوبرنيقية أشد عمقاً من حركة الإصلاح البروتستنتي، فقد جعلت الفروق بين العقائد الكاثوليكية والبروتستنتية تبدوتافهة، وتخطت حركة الإصلاح البروتستنتي إلى حركة التنوبر، من إرازمس ولوثر إلى ڤولتير، وحتى إلى ما بعد فولتير، إلى لا أدريه القرن التاسع عشر المتشائمة، هذا القرن الذي سيضيف الكارثة الداروينية إلى الكارثة الكوبرنيقية. ولم يكن هناك سوى واق واحد من أمثال هؤلاء الرجال، وهوحتى قلة قليلة فقط في أي جيل هي التي ستدرك ما ينطوي عليه فكرهم من معان. فسوف "تشرق" الشمس و"تغرب" حين كوبرنيق قد طوى في زوايا النسيان.

في عام 1581 أقام الأسقف كرومر نصباً تذكارياً لكوبرنيق على السور الداخلي لكاتدرائية فراونبورج بجوار قبر الكاهن. وفي عام 1746 أزيل النصب ليفسح مكاناً لتمثال للأسقف زمبك. فمن هوهذا الأسقف،يا ترى؟ من يدري؟.


وفاته

Frombork Cathedral, where Copernicus was buried

النظام الكوپرنيقي

أسلافه

بطليموس

بطليموس: medieval rendition
پورتريه لكوپرنيكوس القرن السادس عشر


الكوپرنيقية

كوبرنيكوس الفلكي

انظر أيضا

  • الأساسيات الكوپرنيقية
  • الثورة الكوپرنيقية
  • Dedication to Pope Paul III
  • قائمة أشياء سميته باسمه
  • Inferior and superior planets
  • تاريخ الفلسفة في بولندا
  • Copernicus Airport Wrocław
  • ثورة فهمية

هوامش

المصادر

  • Armitage, Angus (1951). The World of Copernicus. New York, NY: Mentor Books. ISBN .
  • Barbara Bieńkowska (1973). The Scientific World of Copernicus: On the Occasion of the 500th Anniversary of His Birth, 1473–1973. Springer. ISBN .
  • Coyne, George V., S.J. (2005). The Church's Most Recent Attempt to Dispel the Galileo Myth. In McMullin (2005, pp.340-59).CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • DeMarco, Peter (2004-04-13). ". Boston Globe. Retrieved 2008-01-14.
  • Dobrzycki, Jerzy, and Leszek Hajdukiewicz, "Kopernik, Mikołaj," Polski słownik biograficzny (Polish Biographical Dictionary), vol. XIV, Wrocław, Polish Academy of Sciences, 1969, pp. 3–16.
  • Fantoli, Annibale (2005). The Disputed Injunction and its Role in Galileo's Trial. In McMullin (2005, pp.117-49).
  • Finocchiaro, Maurice A. (1989). The Galileo Affair: A Documentary History. Berkeley, CA: University of California Press. ISBN .
  • Gagné, Marc (2005). edited and translated by Maurice A. Finocchiaro". West Chester University course ESS 362/562 in History of Astronomy. Retrieved 2008-01-15. (Extracts from Finocchiaro (1989))
  • Gingerich, Owen (2004). The Book Nobody Read. London: William Heinemann. ISBN .
  • Goodman, David C. (1991). The Rise of Scientific Europe, 1500-1800. Hodder Arnold H&S. ISBN  Check |isbn= value: invalid character (help). Unknown parameter |coauthor= ignored (|author= suggested) (help)
  • Heilbron, John L. (2005). Censorship of Astronomy in Italy after Galileo. In McMullin (2005, pp.279-322).
  • Koestler, Arthur (1963) [1959]. The Sleepwalkers: A History of Man's Changing Vision of the Universe. New York, NY: Grosset & Dunlap. ISBN . Original edition published by Hutchinson (1959, London)
  • Koeppen, Hans; et al. (1973). Nicolaus Copernicus zum 500. Geburtstag. Böhlau Verlag. ISBN  Check |isbn= value: checksum (help). Explicit use of et al. in: |author= (help)
  • Koyré, Alexandre (1973). The Astronomical Revolution: Copernicus – Kepler – Borelli. Ithaca, NY: Cornell University Press. ISBN .
  • Kuhn, Thomas (1957). The Copernican Revolution: Planetary Astronomy in the Development of Western Thought. Cambridge, MA: Harvard University Press. ISBN .
  • Lindberg, David C. and Numbers, Ronald L. "Beyond War and Peace: A Reappraisal of the Encounter between Christianity and Science". American Scientific Affiliation article. Retrieved 2007-04-22.CS1 maint: multiple names: authors list (link) - Paper originally published in Church History (Vol. 55, No. 3, Sept. 1986).
  • McMullin, Ernan, ed. (2005). The Church and Galileo. Notre Dame, IN: University of Notre Dame Press. ISBN .CS1 maint: multiple names: authors list (link) CS1 maint: extra text: authors list (link)
  • Rabin, Sheila (2005). ". The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Summer 2005 Edition), Edward N. Zalta (ed.). Retrieved 2008-05-26.
  • Repcheck, Jack (2007). Copernicus' Secret: How the Scientific Revolution Began. New York: Simon & Schuster. ISBN .
  • Rosen, Edward (1995). Copernicus and his Successors. London: Hambledon Press. ISBN .
  • Rosen, Edward (translator) (2004) [1939]. Three Copernican Treatises:The Commentariolus of Copernicus; The Letter against Werner; The Narratio Prima of Rheticus (Second Edition, revised ed.). New York, NY: Dover Publications. ISBN .
  • Russell, Jeffrey Burton (1997) [1991]. Inventing the Flat Earth—Columbus and Modern Historians. New York, NY: Praeger. ISBN .
  • Sedlar, Jean W. (1994). . University of Washington Press. ISBN .

قراءات إضافية

  • Danielson, Dennis Richard (2006). The First Copernican: Georg Joachim Rheticus and the Rise of the Copernican Revolution. New York: Walker & Company. ISBN .
  • Prowe, Leopold (1884). Nicolaus Coppernicus (in German). Berlin: Weidmannsche Verlagsbuchhandlung. 
  • Nicolaus Copernicus Gesamtausgabe (Nicolaus Copernicus Complete Edition) (1974-2004),تسعة vols., various editors (in German and Latin). Berlin: Akademie Verlag. A large collection of writings by and about Copernicus.
  • Nicolaus Copernicus Gesamtausgabe: Biographies and Portraits of Copernicus from 16th to 18th century, Biographia Copernicana, 2004, ISBN 3-05-003848-9 [1] [2]
  • Schmauch, Hans: Copernicus, Nicolaus. In: Neue Deutsche Biographie (NDB). Bd. 3, Berlin نطقب:NDB/Jahr, S. 348–355.
  • Bruhns, Christian: Copernicus, Nicolaus. In: Allgemeine Deutsche Biographie (ADB). Bd. 4, S. 461–469.

وصلات خارجية

؛ مراجع أساسية

  • أعمال من Nicolaus Copernicus في مشروع گوتنبرگ
  • De Revolutionibus, autograph manuscript — Full digital facsimile, Jagiellonian University
  • (Polish) Copernicus's letters to various celebrities, among others the King Sigmundus I of Poland

؛ عامة

  • O'Connor, John J.; Robertson, Edmund F., "نيكولاوس كوپرنيكوس", MacTutor History of Mathematics archive 
  • Copernicus in Torun
  • Nicolaus Copernicus Museum in Frombork
  • Portraits of Copernicus: Copernicus's face reconstructed; Portrait; Nicolaus Copernicus
  • Copernicus and Astrology — Cambridge University: Copernicus had – of course – teachers with astrological activities and his tables were later used by astrologers.
  • Stanford Encyclopedia of Philosophy entry
  • Find-A-Grave profile for Nicolaus Copernicus
  • 'Body of Copernicus' identified — BBC article including image of Copernicus using facial reconstruction based on located skull
  • Copernicus and Astrology
  • Nicolaus Copernicus on the 1000 Polish Zloty banknote.
  • Parallax and the Earth's orbit [3]
  • Copernicus's model for Mars [4]
  • Retrograde Motion[5]
  • Copernicus's explanation for retrograde motion [6]
  • Geometry of Maximum Elongation [7]
  • Copernican Model [8]
About De Revolutionibus
  • The Copernican Universe from the De Revolutionibus
  • De Revolutionibus, 1543 first edition — Full digital facsimile, Lehigh University
  • The front page of the De Revolutionibus
  • The text of the De Revolutionibus
  • A java applet about Retrograde Motion
  • The Antikythera Calculator (Italian and English versions)
  • , Rome, 2006, privately published

؛ عهده

  • (Italian) Copernicus in Bologna — in Italian
  • Chasing Copernicus: The Book Nobody Read — Was One of the Greatest Scientific Works Really Ignored? All Things Considered. NPR
  • Copernicus and his Revolutions — A detailed critique of the rhetoric of De Revolutionibus
  • Article which discusses Copernicus's debt to the Arabic tradition

؛ تعاون ألماني بولندي

  • (بالألمانية)(Polish) German-Polish school project on Copernicus
  • (بالألمانية)(إنگليزية)(Polish) Büro Kopernikus - An initiative of German Federal Cultural Foundation
  • (بالألمانية)(Polish) German-Polish "Copernicus Prize" awarded to German and Polish scientists (DFG website) (FNP website)
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:14:37
التصنيفات: سيرة مع توقيع, Articles with hCards, Pages using infobox scientist with unknown parameters, Pages with citations using unsupported parameters, CS1 maint: multiple names: authors list, CS1 errors: ISBN, CS1 errors: explicit use of et al., CS1 maint: extra text: authors list, مواليد 1473, وفيات 1543, رياضياتيو من القرن 16, فلكيو القرن 16, فلكيون ألمان, تاريخ الفلك, كتاب اللاتينية الجديدة, أشخاص من بروسيا الملكية, أشخاص من تورون, فلكيون بولنديون, فلكيون بروسيون, رجال دين-علماء رومان كاثوليك, Walhalla enshrinees, خريجو الجامعة الياگ‌يلونية, الدين والعلوم

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

المال وراء تصعيد عمليات الاختطاف الجماعي في نيجيريا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:27
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

200 حافلة للنقل الترددي بالمدينة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:23
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

حملة تطوعية للسلامة المرورية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

هل يستجيب نتنياهو لبايدن السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:26
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 68%

منشآت صحية تتجاهل آلية نقل النفايات السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:22
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

تغيير موعد تدريبات السنافر: بن مصابيح يضيّع لقاء نجم مقرة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:48
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

بلينكن يؤكد دعم واشنطن للفلبين السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:28
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

محمد الألمعي.. مثقف ألِفَ الرحيل فنعته القصيدة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:19
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 61%

جازان والشرقية الأكثر مواجهة لمخاطر العمل السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:20
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

حاضنات للأسر المنتجة ورقابة على البسطات بسوق المجاردة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:24
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

رفض طلب إدارة سوسطارة: صرامة بيتكوفيتش تظهر من أول معسكر

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

كأس الجزائر: ضبـط برنـامـج نصـف نهـائي الأصنـاف الشبانيـة والسيـدات

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:49
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 62%

دخل مباشرة في صلب الموضوع

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:55
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

جريمة أخرى تضاف للسجل الأسود للكــيان الصهيوني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:41
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

رئيس جامعة جازان: أهلاويتي تلاشت بتشجيع المنتخب ! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-03-20 00:24:18
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية