أرتيقا
قبيلة الأرتيقة هي قبيلة عربية هاشمية حكمت سواكن ثمانية قرون متواصلة ويرجع تاريخها إلى هجرة جدهم الشريف علي بن عبد الله الداعي من جبل حرام باليمن إلى مصوع ثم إلى سواكن وكانت آنذاك تحت إمارة قبيلة بلي القضاعية وكان أميرها هوأحمد البلوي فقام الشريف علي الداعي بخطبة ابنة الأمير أحمد البلوي إلى ابنه الشريف محمد جمال الدين ثم قام هوشخصيا بالزواج من الشق الثاني لأهل سواكن وهم البجة البويكناب (أصحاب الدماء) وأنجب ابنه الشريف أحمد الملقب باسوفير فأمن بذلك على تجارته وأهله بمصاهرته لأقوى جناحين في سواكن. كبرت هذه الأسرة واتخذت من سواكن مقرا لتجارتها وكانوا يعملون بالتجارة بين سواكن ومصوع وجدة وينبع والمخا فقويت شوكة هذه الأسرة حتى حتى شريف مكة قام بتعيين الشريف محمد جمال الدين قاضيا على سواكن وبعد حتى اطمئن الشريف علي الداعي على أسرته في سواكن عاد إلى اليمن وقضى بقية حياته هناك حتى توفي ودفن بها.
الأرتيقة والإمارة
كان الشريف فهم الدين بن الشريف أحمد (باسوفير) بن الشريف علي بن عبد الله الداعي أول أمير من الأرتيقة على سواكن وذلك بأمر من الظاهر بيبرس البندقداري عام 664 هـ بعزل الأمير البلوي آنذاك وتعيين الشريف فهم الدين عليها فحكمها خمسون عاما فدانت البلاد لحكم هذه الجماعة من أهل السلطة والقضاء والتجارة. وكانت هناك علاقة صداقة بين شريف مكة محمد نجم الدين أبي نمي الأول وأمير سواكن الشريف فهم الدين وختمت هذه العلاقة بالمصاهرة فقد تزوج شريف مكة أبونمي من ابنة صديقه أمير سواكن الشريف فهم الدين وأنجب من هذه الزيجة الشريف زيد الأصغر بن أبي نمي.ولكن زيد هذا عاش في كنف جده لأمه الشريف فهم الدين في سواكن وقد ذكره النسابة ابن عنبة المتوفي عام 828 هـ في كتابه (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) حيث نطق ((عز الدين زيد الأصغر بن أبي نمي ملك سواكن وكانت لجده لأمه وهي من بني الغمر بن الحسن المثنى)). ثم بعد ذلك صدر أمر من السلطان المملوكي بتعيين زيد الأصغر بن أبي نمي حاكما على سواكن عام 719 هـ فحكمها عامين ثم مضى إلى العراق وأصبح نقيب الطالبيين هناك ودفن بالنجف.
عادت الإمارة مرة أخرى لقبيلة بلي القضاعية بعد زيد بن أبي نمي لفترة ثم عادت مرة أخرى للأرتيقة بقيادة عبد الله بوش الأرتيقي. بعد رجوع الإمارة للأرتيقة حكموا سواكن قرونا متواصلة حتى أيام الاستعمار البريطاني الذي حارب الأرتيقة لوقوفهم ودعمهم للثورة المهدية وتأيديهم للمجاهد عثمان دقنة, فقام الإنجليز بإلغاء الإمارة فأصبحت عمودية ثم قام المستعمر ببناء مدينة بورتسودان عام 1905ميلادي وبتر السكة الحديد عن سواكن وتوصيلها ببورتسودان واعتماد بورتسودان كميناء رئيسي للسودان فهجرت سواكن وأصبحت مدينة أشباح.
وقد زار الرحالة الفرنسي جون لويس بوركهارت سواكن عام 1814م الموافق 1229 هجري وكانت آنذاك تحت إمارة الأرتيقة الحداربة نطق : ((وزمام سواكن في يد أمير الحداربة الذي يختار من كبريات أسر القبيلة وعددها خمسة ويميزونها عن غيرها بحدثة "أرتيقة" وهي حدثة بشارية تعني الأشراف))
نسب الأرتيقة
جدهم هو:الشريف علي بن عبد الله الداعي بن سعيد بن عزيز بن بركات بن جابر بن جعفر بن عون بن عقيل بن حسن بن حسين بن علي بن هارون بن عباس بن سليمان بن عون بن حسين بن سليمان بن القاسم الرسي بن ابراهيم طباطبا بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
أعلام القبيلة
1-الشريف محمود أبي عائشة حامد الأرتيقي (أمين فرع الرابطة الفهمية العالمية للأنساب الهاشمية بالسودان والقرن الإفريقي) 2- الشريف عبد القادر أبوعلي مجذوب الأرتيقي (نائب مدير هيئة الموانئ البحرية ببورتسودان) 3- الشريف البروفيسور حسن أبي عائشة حامد الأرتيقي (وزير الدولة بوزارة الصحة) 4- الشريف محمد بن طاهر بن الأمير محمد بن الأمير جيلاني بك الأرتيقي (وزير الإسكان سابقا) 5- الشريف يوسف أبوعلي مجذوب الأرتيقي (أحد مؤسسي رابطة أبناء مدينة طوكر) 6- الشريف محمد الأمين شريف الأرتيقي (عراب الرابطة الإصلاحية للأرتيقة) 7- الشريف محمود الأمين أرتيقة (مدير إدارة التدريب بهيئة الموانئ البحرية) 8- الشريف أبوبكر بن يوسف الأرتيقي (أحد فهماء سواكن الأعلام)
المراجع
1- كتاب (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) لجمال الدين ابن عنبه المتوفي عام 828 هجري 2- كتاب (السلوك لفهم دول الملوك) للمقريزي 3- كتاب (معجم الشيوخ) لعمر بن فهد الهاشمي مؤرخ مكة في القرن التاسع الهجري 4- كتاب (وثائق السادات الأشراف _باب مشجرات الغمريين)....مخطوط 5- كتاب (تحفة الناظر) ابن بطوطة 6- كتاب (المشجر الكشاف) النجفي 7- كتاب (إمارة سواكن من المنشأ إلى ميناء عثمان دقنة) لمحمود أبي عائشة حامد الأرتيقي
