تشارلز لامب
كان شارلز لامب (1775- 4381) واحداً من عدة أرواح قلقة ومؤثرة جعلتهم مؤلفاتهم أجدر بالتناول في فترة ما بعد سنة 5181، لكننا تناولناه في فترتنا هذه التي نتناولها الآن لأنه ولج بشكل حميم في حياة شعراء منطقة البحيرة• فقد كان لامب واحداً من أقرب أصدقاء كولردج في لندن• لقد تعارفا كرفيقي دراسة في مدرسة مستشفى يسوع، وفي هذه المدرسة لم يتفوق لامب بسبب ما يعانيه من تلعثم شديد• وغادر المدرسة في الرابعة عشرة من عمره ليعول نفسه، وفي السابعة عشرة عين محاسبا في مؤسسة الهند الشرقية وظل في هذه الوظيفة حتى أحيل للتقاعد في الخمسين من عمره•
وشهدت حياته سلسلة من حالات الجنون فقد قضى هونفسه ستة أسابيع في مصحة للأمراض العقلية (5971 - 6971)، وفي سنة 6971 قتلت أخته ماري آن Ann (4671 - 7471) - في نوبة جنون شديدة - أمها، وبسبب جنونها ظلت ماري محتجزة في مصحة الأمراض العقلية عدة فترات، لكن لأن لامب Lamb لم يكن يرغب في الزواج فقد جعلها تقيم معه حتى وفاته• وقد شفيت ماري من جنونها بدرجة كانت تكفي لتشاركه في كتابة (حكايات من شكسبير Tales from Shakespeare) (7081)• أما عمله الوحيد الذي أنجزه بمفرده فهو(منطقات إليا Essays of Elia) (0281 - 5281) وفيه تجلى أسلوبه العبقري ووقاره وفنه الذي أوحى بواحدة من أكثر الشخصيات المحببة في هذا العصر غير المفرط في تسامحه•
وفي سنة 7971 - وكان لايزال متأثرا بالمآسي التي قابلها في العام السابق - قبل دعوة من كولردج لزيارته في نذر ستوي Nether Stowey• وكان لا يكاد يتحدث - بسبب تلعثمه - عندماقد يكون في لقاءة شاعرين (كولردج، ووردزورث) يباري جميع منهما الآخر في ذرابة اللسان• وبعد ذلك بخمس سنوات زار مع أخته عائلة كولردج في جريتا هول Greta Hall، وذكر لامب أنه تلقاهم بفيض من الكرم يفوق الوصف(601) ورغم أنه هونفسه ظل شكوكيا حتى آخر عمره إلا أنه لم يسمح أبداً لتجاوزات كولردج اللاهوتية حتى تتغلغل إليه رغم تأثره به ورغم إعجابه الشديد به• ويضم المتحف الفني للفنون The National Portrait Gallery (المفهوم أنه متحف مقتصر على رسوم الأشخاص) رسما مؤثرا ولطيفا للامب Lamb إلى جوار صديقه وليم هازلت (7871 - 0381) الذي كان أبرع النقاد وأكثرهم حيوية في عصره• وقد زار هازلت كولردج سنة 8971• كما زاره مرة أخرى في جريتا هول في سنة 3081• وفي المناسبة الثانية انضم إليهما وردزورث وهناك راح ثلاثتهم يتناقشون فيما إذا كان الله God موجودا• وكان وليم بالي Paley - كما رأينا - قد دافع مؤخرا عن وجوده بأدلة من التصميمات الهندسية والفنية، وقد رفض هازلت هذه الأدلة، أما وردزورث فاتخذ موقفا وسطا مؤكدا حتى الله ليس موجودا خارج الكون، يوجّهه من مكان قصي وإنما هوكامن فيه إنّه حياة الكون وعقله• وفي هذه الزيارة أثار هازلت غضب الجيران باغتصابه تلميذة، وخوفا من القبض عليه أوحدوث ما أسوأ هرب إلى جراسمير حيث آواه وردزورث هناك طوال ليلة، وفي الصباح قدم له مبلغا من المال ليسافر إلى لندن•
وعندما عاد كولردج ووردزورث وهاجما الثورة وأدانا نابليون في قصيدة هاتى شديدة اعتبرهما هازلت متراجعين عن أفكار آمنا بها يوماً، وخط أربعة مجلدات عن (حياة نابليون بونابرت 8281 - 0381) مدافعا عن وجهات نظر نابليون• وفي هذه الأثناء كان معروفا كناقد من خلال محاضراته (0281) عن الدراما في العصر الإليزابيثي وكتابه عن (روح العصر - 5281) ولم يكن وردزورث سعيدا بهجومه على مدرسة البساطة في الأدب أوعلى حد تعبير وردزورث (Peasant school)(701)• لقد أحب الشاعر العجوز أكثر توماس دي كونسي (5871 - 9581) الذي كان يبدي إعجابه به بشكل مستمر• لقد كان توماس عبقريا فيما يرى لأنه نبَّه بريطانيا في سنة 1281 بمؤلفه Confessions of an English Opium Eater أي (اعترافات إنجليزي يتعاطى الأفيون)•