نافع بن هلال

نافع بن هلال الجملي (توفي في 61هـ/ 680 م) كان شخصًا بارزًا في الكوفة، ومن راويي أحاديث علي بن أبي طالب، وشارك معه في معاركه الثلاث (صفين والجمل والنهروان)، شارك في معركة كربلاء مع الحسين بن علي وقُتل فيها سنة 61هـ.:

نسبه

هونافع بن هلال بن نافع بن جمل بن سعد العشيرة بن مذحج المذحجي الجملي.

مقتله

بعدما فهم نافعٌ بقدوم الحسين خرج من الكوفة استقبالاً للحسين، وكان ذلك قبل مقتل مسلم بن عقيل رسول الحسين للكوفة. وقاتل معه في كربلاء، فبعدما تم حصار الحسين من قبل 30 ألف فارس، ومنع الماء عنه، ساهم نافع في ايصال الماء للحسين.

ويُذكر بأن الحسين عندما ألقى خطبة لأصحابه التي نطق فيها "أما بعد، فقد هبط من الأمر ما قد ترون وأن الدنيا قد تنكرت وأدبرت ..." فنطق نافع:

«يا بن رسول الله، أنت تفهم حتى جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقدر حتى يشرب الناس محبته، ولا حتى يرجعوا إلى أمره ما أحب، وقد كان منهم منافقون يعدونه بالنصر، ويضمرون له الغدر، يلقونه بأحلى من العسل، ويخلفونه بأمر من الحنظل حتى قبضه الله إليه، وأن أباك عليا قد كان في مثل ذلك، فقوم قد أجمعوا على نصره، وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين، وقوم خالفوه حتى أتاه أجله ومضى إلى رحمة الله ورضوانه، وأنت اليوم عندنا في مثل تلك الحالة، فمن نكث عهده وخلع نيته فلن يضر إلا نفسه والله مغن عنه، فسر بنا راشدا معافى، مشرقا إذا شئت وإن شئت مغربا، فوالله ما أشفقنا من قدر الله، ولا كرهنا لقاء ربنا، فإنا على نياتنا وبصائرنا، نوالي من والاك ونعادي من عاداك»

وذكر الطبري أنه:

«لما اشتد على الحسين وأصحابه العطش نادى العباس أخاه، فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا، وبعث معهم بعشرين قربة، فاتىوا حتى دنوا من الماء ليلا، واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي (إلى حتى نطق) نطق عمروبن الحجاج لهلال: فاشرب هنيئا، نطق: لا والله! لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان (إلى حتى نطق) ثم إذا رجلا من صداء طعن - من أصحاب عمروبن الحجاج - طعنه نافع بن هلال فظن أنها ليست بشيء؛ ثم إنها انتقضت بعد ذلك فمات منها»

وكان نافع يخط اسمه على سهامه المسمومة ويرميها على أعداءه فقتل 12، وكان ينشد قائلاً:

أنا الهَـزَبْــرُ الجملـــي

دينــي علـى ديـن علــي

وبعدما نفذت سهامه أخرج سيفه وقاتل وأنشد:

أنا الغــلام اليمـني الجمـلي

ديني على دين حُسين بن علـي

إن أُقتـل اليـوم فهذا أملــي

فذاك رأيي وأُلاقي عملــــي

فرموه بالحجارة حتى كسرت عضداه واخذوه أسيرًا، فأخذه شمر بن ذي الجوشن إلى عمر بن سعد، فنطق له عمر بن سعد:"ويحك يا نافع ما حملك على ما صنعت بنفسك" فنطق نافع: "إن ربي يفهم ما أردت، والله لقد قتلت منكم اثنا عشر سوى من جرحت، وما ألوم نفسي على الجهد ولوبقيت لي عضد وساعد ما أسرتموني" فقتله شمر.