عبد الزهراء الكعبي

عودة للموسوعة

عبد الزهراء الكعبي

عبد الزهراء الكعبي

الشيخ عبدالزهراء بن الشيخ فلاح بن الشيخ عباس بن الشيخ وادي الكعبي ولد في كربلاء في الخامس عشر من جمادي الأول وهويوم ذكرى مولد فاطمة الزهراء عام 1327هـ الموافق أربعة يونيو1909 ولذلك سمي بعبد الزهراء, وتوفي في 15 من جمادي الأول وهوذكرى وفاة فاطمة الزهراء أيضا في عام 1394هـ الموافقستة يونيو1973م. وهورجل عراقي يعد من أشهر خطباء المنبر الحسيني في العراق والخليج العربي. وهوأول من أحسن قراءة مقتل الإمام الحسين في يوم العاشر من المحرم وقراءة مسير السبايا والأربعين.

ولأنه كان مقاومًا رافضًا للظلم الذي كانت تغوص فيه العراق، ضاق به البعثيون لتمرده عليهم ولإعلانه موقفه الرافض للرضوخ لهم، فتعرّض هووالكثير من الفهماء الذين انتهجوا نهجًا مماثلا لأقسى أنواع الظلم والتعذيب، وتمّ اعتنطقه مع كلٍ من الشيخ حمزة الزبيدي، السيد كاظم القزويني والسيد مرتضى القزويني والشيخ حميد المهاجر، وذلك لقيامهم بالتوقيع على برقية إلى رئيس الحكومة في ذلك الوقت "البكر" مطالبين فيها إطلاق سراح الشهيد السيد حسن الشيرازي "قدس سره" حيث حكم عليه بالحجز الاحترازي لمدة أربعة أشهر وأُطلق سراحه بعدها وذلك عام 1969م.

مولده ونشأته

ولد الشهيد الكعبي في مدينة المشخاب في يوم العشرين من شهر جمادى الآخر عام 1327هـ الموافقثمانية يوليو1909م، في يوم ذكرى مولد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ولذلك سمي بـ (عبد الزهرة).

نشأ وترعرع في ربوع كربلاء المقدسة بعد حتى شد عوده وقوي ساعده ولج معاهد الفهم والأدب عند الكتاتيب آنذاك يسمى بـ(الملا) فتفهم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم كله وهوفي سن مبكر خلال ستة أشهر على يد المرحوم الشيخ محمد السراج في الصحن الحسيني الشريف، وفي فهم العروض على يد الشيخ عبد الحسين الحويزي، ثم أصبح من أساتذه الحوزة الفهمية الشريفة في كربلاء حيث كان يلقي دروسه في الفقه الإسلامي واللغة العربية وفن الخطابة على عدد من طلبة الحوزة والعلوم الدينية وتولى التدريس في مدرسة الإمام القائم ومدرسة السيد المجدد الشيرازي ومدرسة (باد كوبة) الدينية وغيرها كما تفهم الأحاديث النبوية وخطب نهج البلاغة.

حضر مباديء العلوم على الحجة الشيخ علي بن فليح الرماحي، ثم تفهم الفقه والأصول على العلامة الشيخ محمد داود الخطيب، وأخذ المنطق والبلاغة على العلامة الحجة الشيخ جعفر الرشتي.

أما الخطابة فقد أخذها على الخطيبين الجليلين الشيخ محمد مهدي المازندراني الحائري المعروف بـ(الواعظ) وخطيب كربلاء الأوحد الشيخ محسن بن حسن أبوالحب الخفاجي ثم برع فيها واشتهر، وذاع صيته في الآفاق مخلصاً متفانياً في خدمة الإمام الحسين سيد الشهداء .

فكانت له المجالس العامرة بالجماهير من الرجال والنساء والأطفال في مساجد كربلاء وحسينياتها ودورها وأسواقها فضلاً عن مجالسه في مدن العراق الأخرى مثل بغداد والنجف والحلة والدجيل والمشخاب والبصرة والديوانية والشطرة والمجر الكبير والأهواز.

وقد سافر لعدد من الدول العربية من أجل التبليغ بإشارة من مراجع الدين العظام أمثال آية الله السيد محسن الحكيم وآية الله السيد الشيرازي وبعض أهل الفهم والفضيلة فمضى إلى مملكة البحرين والقطيف والأحساء وجنوب إيران وغيرها من البلدان خارج العراق. ونال إعجاب المستمعين وتأثرهم بمجالسه، لما له من دور متميز في هذا الفن، فضلاً عن سجاياه الحميدة وطباعه الكريمة التي شهد بها له الصديق والعدووالقريب والبعيد. .. الفاتحة على روحه الطاهره..


دروس من خطابته

امتاز الشهيد الكعبي بقدرته المنبرية الفائقة المتمثلة في قوة البيان والشجاعة في عرض الأفكار المقدسة للإسلام الحنيف وفي مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما كان مهتم بحفظ القرآن الكريم، والتأكيد على حفظ الأحاديث الشريفة للنبي وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) بنصها، فضلاً عن اهتمامه بالجانب الأدبي بانتقائه البليغ من عيون الشعر وعلى هذا يمكننا حتى نستفيد بأن المواد الأولية للمنبر الحسيني الشريف ومقوماته هي:

1ـ القرآن الكريم.

2ـ الأحاديث والخطب النبوية.

3ـ الشعر العربي الأصيل.

ثم يأتي بعدها اختيار موضوع المنبر من التاريخ والأخلاق والتفسير والسيرة وغيرها. وقد هيأ الشهيد الشيخ الكعبي جيلاً من الخطباء البارعين بخطاباتهم وتأثيرهم في المجتمع، فكان يؤكد عليهم في دروسه بالاهتمام بالمنبر الشريف ومقوماته وعوامل التوفيق لخدمته المقدسة، فتخرج من تحت منبره ودرسه عدد من الخطباء الكبار يربوعددهم على (300) خطيب حسيني بارع منتشرون في البلاد الإسلامية أمثال الشيخ ضياء الشيخ حمزة الزبيدي والخطيب الشيخ على الساعدي والخطيب الشيخ عبد الرضا الصافي والخطيب الشيخ عبد الحميد المهاجر والسيد محمود الخطيب والشيخ أحمد عصفور وغيرهم.ومن الذين ساروا على نهجه في قراءة مقتل الامام الحسين(عليه السلام) الخطيب الحسيني البارز السيد علي الطالقاني فهويقرأه جميع سنة في كربلاء المقدسة وبنفس طريقة الشيخ الكعبي تخليداً لذكراه

جهاده ومعاناته

عُرف بإخلاصه وتفانيه في خدمة أهل البيت (عليهم السلام) وكان زاهداً في الدنيا وحطامها، فلقد كان معروفاً بجهاده أينما حل، ومناهضته ضد الباطل والانحراف والظلم والجور والتعدي مهما كانت نتائجه والمعاناة بسببه حيث المضايقة من قبل الطغاة وأعوانهم لمن سلك هذا السبيل المقدس المناصر للحق على مر العصور كما هومعروف.

ولقد كان له دور متميز بجهاده في تربية الجيل من الشباب بالثقافة الإسلامية والتسلح بالوعي بمخاطر الانحراف والظلم وذلك من خلال منبره ومشاركته في مشاريع التوعية والتربية أينما حل (رضوان الله عليه).

أي أنه كان يتميز من دون باقي أقرانه بالجرأة المشهودة واهتمامه بالشباب وكان يمانع من إخراج الأطفال من المجلس قائلاً: (إن اهتمامنا عملياً ينبغي حتى ينصب على هؤلاء لأنهم الثمرة في المستقبل) . وكذلك تميز بالذكاء وقوة حافظته حيث المخزون الفهمي الذي كان يتبين من خلال مجالسه المؤثرة في مستمعيه فكان يطرح المعلومات التاريخية والبحوث العقائدية والتي لا يراجع بها كتاباً في موسم التبليغ.

وساهم مع وجهاء بعض المناطق التي كان يمضى إليها في موسم التبليغ في حل كثير من المشاكل الاجتماعية والعائلية مهتماً بإصلاح ذات البين.

وكما سعى في تزويج كثير من الشباب المؤمن بالمال والجاه مؤثراً في أوساط المجتمع وعلى العموم فلقد كان عالماً عاملاً مجاهداً، دمث الأخلاق متواضعاً، لا يشعر جليسه بأي حرج في طرح الأسئلة معروف بالنوادر وظرف الحديث والمزاح المتزن.

وقد نقل عن جهاده ومواقفه الشيخ ضياء الزبيدي وهومن تلامذته قائلاً: (تم اعتنطق الشهيد السيد حسن الشيرازي من قبل السلطة البعثية الجائرة في العراق. فبادر بعض خطباء كربلاء بحمل برقية إلى (البكر) طالبين إطلاق سراح السيد، فما كان من السلطة إلا أصدرت أمراً باعتنطق المسقطين على البرقية وهم الشيخ عبد الزهرة الكعبي، الشيخ حمزة الزبيدي، السيد كاظم القزويني والسيد مرتضى القزويني والشيخ عبد الحميد المهاجر.

فتمكنت السلطة من اعتنطق الشيخ الكعبي والشيخ حمزة الزبيدي واختفى الآخرون. فكان اعتنطق الكعبي والزبيدي في دائرة أمن كربلاء لمدة ثلاثة أيام نُقلا بعدها إلى مركز أمن (الحرية) ثم مديرية الأمن العامة في بغداد. بعدها تم نقلهما إلى سجن (بعقوبة) حيث حكم عليهما بالحجز الاحترازي لمدة أربعة أشهر أُطلق سراحهما بعدها وذلك عام 1969م.

الكعبي والأدب العربي

يتبادر إلى الذهن عندما يذكر الشيخ الكعبي مقتل الإمام الحسين، وخطابة المنبر إلا إذا للشيخ الخطيب باع طويل في الأدب العربي بقسميه الفصيح والدارج، فقد ذكر المرجاني في كتابه خطباء المنبر الحسيني إذا له ديوان شعر تحت عنوان: (دموع الأسى) ولا يزال مخطوطاً، ولا يفهم عما اعتراه من التلف أوالضياع.

استشهاده

ولا يزال يواصل مسيرته الجهادية المقدسة، سيما جهاده المنبري الذي كان مدوياً، ولم يكترث فيه من مضايقات الطغاة وأساليبهم القمعية الإرهابية، فما كان منهم إلا حتى سخّروا بعض جلاوزتهم لدسّ السمّ القاتل إليه في القهوة التي قدمت له في مجلس فاتحة حضره الشيخ الكعبي وبعض تلامذته، فرجع إلى مجلسه في صحن العباس (عليه السلام) وأثناء قراءته أصابته حالة إغماء سقط على أثرها من على المنبر وفي طريقه إلى المستشفى عرجت روحه الطاهرة إلى ربها راضيةً سقمية في ليلة شهادة فاطمة الزهراء في يوم 13 جمادى الأولى سنة 1394هـ الموافق ثلاثة يونيه 1974م، أعقب الشهيد الكعبي ولدين هما (علي، عبد الحسين). وسلامآ عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيآ.. انك شهيدآ مع كوكبة اصحاب الأمام الحسين.ع. وان ذكرك خالدآ إلى يوم الدين..


تشييعه

كان يوماً مشهوداً في مدينة كربلاء بل في العراق، فقد زحفت الجماهير من جميع حدب وصوب للاشتراك في تشييع جثمانه المقدس عبر الخط الطويل من داره إلى مرقده في الوادي القديم بعد إتمام الزيارة والصلاة عليه.

وكانت مراسيم تشييعه مشابهةً تماماً لمراسيم تشييع مراجع الدين الكبار، حيث وضع جثمانه في (العماري) وهي نعش خشبي كبير يوضع فيه التابوت احتراماً للمتوفى. ثم انطلقت المسيرات العزائية الحزينة في مقدمة الجنازة. وقد ضجت لوفاته كثير من البلاد الإسلامية فخطت عنه الصحف والمجلات وأقيمت على روحه مجالس الفاتحة في كثير من البلاد داخل العراق وخارجه.

المصادر

  1. ^ داخل السيد حسن، معجم الخطاء، ج 1 ص 249.
  2. ^ حيدر المرجاني، خطباء المنبر الحسيني ج 2 ص 188.

وصلات خارجية

  • للإستماع إلى مقتل الإمام الحسين
  • للإستماع إلى مسير السبايا
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:30:42
التصنيفات: مواليد 1327 هـ, مواليد 1909, وفيات 1394 هـ, وفيات 1974, خطباء حسينيون عراقيون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ملاحقة شخصين في برنامج “ذي فويس” بتهمة الاعتداء الجنسي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 00:15:14
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 40%

رياضي / فريق الكلية الحربية لقفز الحواجز بطل لدوري جاهز "للفرق"

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-15 21:28:41
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

مشاركة متميزة لمخرجين مغاربة في ملتقى قمرة السينمائي بالدوحة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 00:15:20
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 45%

عام / أمطار على منطقة الباحة

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-15 21:28:36
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 63%

سرقات نجوم الملاعب .. عرض مستمر..!

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-15 21:26:56
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 52%

الاتجار في المخدرات يقود لاعتقال 3 أشخاص نواحي مراكش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 00:15:08
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 42%

إجهاض عملية تهريب دولي للمخدرات نحو المغرب

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 00:15:20
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 45%

السعودية تستضيف كأس السوبر الإيطالي لأربعة مواسم

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 00:15:10
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 39%

"الصقر" يحلق في سماء "العلا"

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-15 21:26:58
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

الفضيحة التحكيمية التي تهز برشلونة تكتسب المزيد من الزخم

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 00:15:09
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 47%

رياضي / مضر والخليج يحققان فوزهما الأول في انطلاق نخبة شباب اليد

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-15 21:28:43
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

بالڤيديو.. شركة ألزا تواصل تكوين سفراء السلامة الطرقية بمراكش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 00:15:17
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 50%

الفرق الـ 8 المتأهلة لربع نهائي دوري أبطال أوروبا

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 00:16:09
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

أمن مراكش والرباط يطيحان بـ3 متورطين في ارتكاب أفعال إجرامية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 00:15:12
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 40%

تحميل تطبيق المنصة العربية