الإمام منصور الشيشاني
| الإمام منصور الشيشاني | |
|---|---|
| ولد | يونيو1732 ألدي، چچنيا |
| توفي | 13 أبريل 1794 شليسلبورگ، الإمبراطورية الروسية |
الإمام منصور الشيشاني أوالشيخ منصور (يونيو1732 - 13 أبريل 1794) زعيم شيشاني قاد المقاومة ضد حملة كاترين الثانية ملكة روسيا الامبراطورية التوسعية في القوقاز أواخر القرن الثامن عشر. لا يزال يعتبر بطلاً قومياً أسطورياً للشعب الشيشاني.
نشأته
الشيخ منصور، أو(أشورما)، كما لقبه الروس، في مدينة (ألدي) ببلاد الشيشان، في مسقط قريب من گروزني اليوم، ومسماه الحقيقي (محمد). ولد أشورما عام 1748 في قرية آلدي الواقعة بالقرب من نهر سنج وكان الابن الثاني في العائلة.أما عن نشأته فقد اعتنى به والده منذ صغره فحفظ القرآن في داغستان، وكان منتسبًا للطريقة النقشبندية، وتلقى علومه الدينية في بخارى، كان يحفظ القرآن الكريم كله، عن ظهر قلب، ويحفظ آلافًا من الأحاديث النبوية الشريفة، وصار له نفوذ وتأثير لا يجارى بين الشعوب الشركسية القوقازية المسلمة، وكان يحرِّض الناس جهارًا على القيام ضد الروس يدًا واحدة، مبينًا لهم أهمية الاتحاد؛ ونجح، أيما نجاح، في إثارة الحقد على الروس. وعمل في الصغر مهنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد رعى الغنم في صغره.
جهاده
شرع الإمام منصور بعد عودته إلى وطنه من داغستان وبعد حتى تلقى العلوم الشرعية وبعد حتى أتم حفظ القرآن، إلى تنبيه الناس إلى الخطر المحدق بهم وهوتوسع الروس في البلاد القفقاسية، فكان يدعوللجهاد والنضال من أجل توحيد القفقاس.وكان على اتصال بالعثمانيين، الذين كانوا يحثونه على بذل أقصى ما يمكن من جهد لإثارة النقمة على الروس، فدأب الشيخ منصور على التجوال في مختلف أنحاء القوقاز ليخطب في الناس، ويعظهم بهجر أمور الدنيا، والتعلق بأهداب الفضيلة، وكان زاهدًا متقشفًا.وفي عام 1785، نادى بالجهاد ضد الروس، واستثار الحمية الإسلامية في نفوس القوقازيين. وكان ذلك بداية حرب جديدة، لم يألفها الروس من قبل، وهي حرب الجهاد المقدس. وسرعان ما تجاوب مع الشيخ منصور شعوب داغستان، والقبارطاي، والنوغاي، بالإضافة إلى الشيشان. وتجمع لديه جيش ضخم، استطاع حتى يلحق بالروس هزائم متكررة في شمالي القوقاز.خاض الشيخ منصور الشيشاني معارك عدة مع الروس، بعد حتى تجمع لديه جيش ضخم، من المجاهدين، في شمالي القوقاز، ورغم حتى (كاترين) الإمبراطورة الروسية (1729 ـ 1796)، لم تكترث، في بادئ الأمر، بالشيخ منصور، وحركته في بلاد الشيشان، فإن هزيمة الكولونيل بيري، جذبت اهتمام كاترينا لهذا الخطر، الذي ظهر، فجأة، في شمال القوقاز. وتمكن الشيشان وحلفاؤهم الداغستان، من اغتال الكولونيل بيري، ومعه سبعة ضباط آخرين، إضافة إلى ستمائة جندي، وغنموا الأسلحة التي كانت بحوزتهم، ومن ضمنها اثنا عشر مدفعًا. وبعد توالي فوزات الشيخ منصور في بلاد الشيشان، والداغستان، ازداد تعلق الشراكس بالشيخ، وتدافعوا للانضمام إلى حركته وجهاده. واستطاع شعب القبارطاي الشركسي الانفصال، مؤقتًا، عن الروس. ثم حاول الشيخ منصور الاستيلاء على حصن قزل يار، وعندها أوفدت كاترين جيشًا ضخمًا، بقيادة الكولونيل ناجل، استطاع حتى يهزم الشيخ في معركة تتار توب بتاريخ 30 /10/ 1785 على نهر التيرك، إلا أنها كانت هزيمة مؤقتة، لأن الشيخ منصور انسحب من المعركة عندما شعر بأنه سيخسرها، نتيجة التفوق العددي الروسي، وعاد إلى بلاده، الشيشان، ولم يحاول الروس اللحاق به، داخل بلاده، واقتصر نشاطه بعدها على غارات مُباغتة وسريعة على القلاع الروسية في القبارطاي.وعندما بدأت بوادر الحرب تلوح بين روسيا وهجريا عام 1787م، استنجد الأتراك بالشيخ منصور فلبى النداء، وظهر فجأة بين الشراكسة في الغرب، الذين التفوا حوله، وقاموا بمهاجمة القوات الروسية من الخلف، وفي الذكرى السنوية لمعركة (تتار توب)، هاجم الشيخ، ومعه الشراكسة، ثلاثة أفواج من فوزاق الدون وأبادوهم. وفي سبتمبر عام 1787، هاجم الروس قلعة (أنابا) على ساحل البحر الأسود، فقام الشيخ منصور بالهجوم على الروس من الخلف، في منطقة (أوبون)، وقتل ثلاثة آلاف جندي روسي في هذه المعركة. وإثر هذه الهزيمة، عُزل الجنرال توكالي، وحل محله بيبكوف، وأيقن الروس حتى احتلال (أنابا) لن يتم إلا بهزيمة الشيخ منصور أولاً. وكان الأتراك قد أوفدوا حسين باشا (بطال باشا)، للدفاع عن أنابا، على رأس جيش قوامه ثلاثون ألف رجل، مزودين بالمدافع والذخيرة والمؤن.وفور وصوله لأنابا قام بطال باشا بمعاملة الشيخ منصور، ومتطوعيه من الشيشان والشراكسة، بجفاء وعجرفة، عندما قدموا للترحيب به. ونتيجة لهذه المعاملة، غير اللائقة، غادر الشيخ منصور ومتطوعوه أنابا، بعد حتى أوفدوا شكوى إلى السلطان العثماني ضد تصرفات بطال باشا. وخوفًا من العقوبة، أخذ 800 كيس من المضى، وهرب إليهم، وانضم لأعداء الدين. ونتيجة لإلحاح السلطان العثماني والشراكسة، عاد الشيخ منصور لأنابا للدفاع عنها، وفشل الجنرال بيبكوف في احتلال أنابا، وتم استبداله بالجنرال بيلمان، وبتنسيق مع الأتراك، خرج الشيخ منصور من حصن أنابا، ومعه مقاتلوه، لمهاجمة قوات الجنرال جرمانيين، أحد مساعدي بيلمان، وجرت معركة كوبيروسكوي والتي اضطر الشيخ للانسحاب منها، لأن القوات الهجرية لم ترسل التعزيزات التي كان قد اتُّفِقَ على إرسالها أثناء المعركة، ولكن الشيخ منصور عاد ثانية إلى أرض المعركة، واضطر الجنرال جيرمانيين للانسحاب. وبعد مسلسل الفشل الروسي في احتلال أنابا، قامت الإدارة الروسية بتعيين الجنرال غوردوفيتش، لقتال الأتراك والشيخ منصور، وأوفدت له تعزيزات كثيرة، من السلاح والجنود. وبعد وصولها، قام غوردوفيتش بالهجوم على أنابا، في 21 /6/ 1791، وتمكنت القوات الروسية من دخولها في اليوم التالي، بعد حتى فاوض الأتراك الروس، وبعد دفاع أسبوعين، قبلوا الاستسلام، بالرغم من احتجاج الشيخ منصور ومتطوعيه، وحثهم القائد الهجري على المقاومة لآخر رجل.ثم تقف المقاومة بعد اسر الشيخ منصور أشورما لتعود من حديث على يد الشيخ غازي محمد.
وفاته
لقي الإمام الشهيد منصور أشورما ربه شهيدًا بعد حياة حافلة بالفهم والجهاد، وبعد حتى دفع الناس إلى الجهاد في سبيل الله تسع سنوات كاملة أسقط في الروس الكثير من النكبات.
فخلال المعارك الدائرة بينه وبين الروس سقط الشيخ منصور جريحًا، فأسره الروس، ونقلوه إلى الإمبراطورة كاترينا، التي رغبت في رؤية هذا الشيشاني، الذي كان مصدر إزعاج دائم لها منذ عام 1785. ثم أودع السجن في شليسبرغ، وهناك قُتل، بعد حتى اغتال الجندي المسئول عن حراسته، وبذلك سقط الشيخ منصور الشيشاني شهيدًا، في 13 أبريل 1794م، بعد تسع سنوات من الجهاد المتواصل
انظر أيضاً
- الإمامة القوقازية
- الحرب القوقازية
