الپاپا سكستوس الرابع

عودة للموسوعة

الپاپا سكستوس الرابع

سكستوس الرابع
Sixtus IV
اعتلى السـُدة 9 أغسطس 1471
انتهى سـُدته 12 أغسطس 1484
سبقه پولس الثاني
خلفه إنوسنت الثامن
الترسيم 25 أغسطس 1471
أصبح كاردينال 18 سبتمبر 1467
تفاصيل شخصية
اسم الميلاد فرانسسكودلا روڤيري
وُلِد 12 يوليو1414
تشله ليگوره، جمهورية جنوة
توفي 12 أغسطس 1484
روما، الدويلات البابوية
پاپوات آخرون اسمهم سكسوتس
أساليب
{{{papal name
أسلوب الإشارة إليه قداسته
نمط الحديث قداستك
النمط الديني الأب المقدس
أسلوب بعد الوفاة لا يوجد


الپاپا سكستوس الرابع Pope Sixtus IV (21 يوليو1414 – 12 أغسطس 1484)، وُلد فرانسسكودلا روڤيري، كان پاپا من 1471 حتى 1484. أسس كنيسة سستين، حيث جمـَّع فريقاً من الفنانين جلبوا عصر النهضة المبكر إلى روما ببنائهم أول تحفة في العهد الفني الجديد لروما. هيمنت الأمور السياسية الإيطالية على معظم فترات عهده، وقد كان راعيًا ونصيرًا شهيرًا للفهم الغربية والفنون في عصر النهضة الأوروبية. يُعد من بين أسوأ بابوات عصر النهضة سُمْعة.

حياته

وُلد سكستس باسم فرنسيسكوديلا روڤيري في سيلي لجيوري قرب ساڤونا بإيطاليا. وانضم إلى الجماعة الدينية الفرنسيسكانية، واكتسب شهرة كعالم باللاهوت. وبعد انتخابه تقلصت اهتماماته الروحية، عندما خصص لأفراد أسرته المناصب البابوية، وعين ستة من أبناء أخواته وإخوانه كرادلة. وتورط سكستس في مؤامرة عائلية لاغتيال لورنزودي مديتشي قائد فلورنسا وأخيه جوليانو. وبعد المؤامرة جُرح لورنزووقُتل جوليانو. وبهذا تتابعت سلسلة من الحروب بين جماعة البابوات والقوى الإيطالية المنافسة.

حاول سكستس تحويل روما إلى مركز حضارة لعصر النهضة الأوروبية. وقام بتوفير أول مقر دائم لمخطة الفاتيكان، لدعم دراسات الأكاديمية الرومانية. كما شيد كنيسة سستين التي سُميت باسمه. وبدأ سكستس أيضًا نقل مدينة روما من مدينة تعيش في العصور الوسطى، إلى مدينة تعيش عصر النهضة الأوروبية.


الپاپا سكستوس الرابع

كان من بين الكرادلة الثمانية عشر الذين اجتمعوا ليختاروا البابا الجديد، خمسة عشر إيطالياً؛ وكان ردريگوبورگيا اسبانياً، ودستوتڤيل فرنسياً، وبيساريون يونانياً. ووصف أحد الذين اشهجروا في انتخاب الكردنال فرانشيسكودلا روفيري هذا الانتخاب بأنه كان نتيجة "الدسائس والرشوة" (ex arbitus et corruptelis)، ولكن يظهر حتى هذا القول لا يعني إلاّ حتى بعض الكرادلة قد وعدوا ببعض المناصب ثمناُ لأصواتهم. وكان البابا الجديد مثلاً فذاً لتكافؤ الفرص (بين الإيطاليين) ومقدرتهم على حتى يصلوا إلى عرش البابوية. فقد ولد لأسرة من الفلاحين في بيكوريلي القريبة من سافونا. وكثيراً ما انتابه السقم في طفولته، ولذلك نذرته أمه إلى القديس فرانسس وهي تدعوإلى الله حتى يمن عليه بالشفاء. ولمّا بلغ التاسعة من عمره أوفد إلى دير من أديرة الرهبان الفرنسيس ثم انضم فيما بعد إلى المنوريين. ثم اشتغل بعدئذ مربياً خاصاً في أسرى الروفيري التي اتخذ أسمها اسماً له. ودرس الفلسفة واللاهوت في باريس،وبولونيا، وبدوا، واشتغل بتدريس الفهمين في هذه المدن وفي غيرها لفصول بلغ ازدحامها حتى قيل حتى جميع عالم إيطالي من فهماء الجيل التالي يكادقد يكون تلميذه. </ref>ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)</ref>


إصلاحاته

ولمّا صار، وهوفي السابعة والخمسين من عمره، البابا سكستس الرابع اشتهر بأنه من الفهماء المشهورين بغزارة فهمهم واستقامة أخلاقهم. وتبدل الرجل بين يوم وليلة تبدلاً من أغرب ما وقع في التاريخ فأصبح سياسياً ومحارباً. ولمّا عثر حتى أوربا منقسمة على نفسها وأن حكومتها فاسدة، وأن هذا الانقسام والفساد يحولان بينها وبين الأقدام على حرب صليبية ضد الأتراك استقر رأيه على حتى يكر س جهوده الدنيوية لإصلاح أحوال إيطاليا. وقد وجدها هي أيضاً لا تخلومن الانقسام - فقد كان الحكام المحليون يتحدون سلطة البابا في الولايات البابوية، وكان في لاتيوم حكم غاشم يقوم به النبلاء متجاهلين سلطان البابا، وفي روما غوغاء بلغ من اختلال نظامهم حتى رجموا محمله في موكب التتويج بالحجارة لأنهم غضبوا من حدوث اصطدام نشأ من وقوف الفرسان فاتىة. وكان سكستس يعتزم إعادة النظام إلى روما، وتقوية سلطان القاصد الرسولي في الولايات البابوية، وإخضاع إيطاليا لحكم البابا الذي يعمل على توحيدها.

وكان سكستس تحيد به الفوضى من جميع جانب، وكان قليل الثقة بالغرباء، شديد التأثير بصلات القربى؛ ولهذا حبا أبناء أخوته الجشعين بمناصب تدر عليهم المال والسلطان. وكان من أشد المحن التي لاقاها في أيام رياسته الدينية حتى من يحبهم أعظم الحب كانوا شر الناس جميعاً، وأنهم استغلوا مراكزهم استغلالاً سافلاً جلب عليهم احتقار إيطاليا بأجمعها. وكان أحب الناس إليه بيترو(أوبيرو) رياريوPietro (Piero) Riario ابن أخيه - وهوشاب وسيم الطلعة إلى حد ما، مرح، فَكِه، مجامل، كريم، ولكنه مولع بالترف والشهوات الجسمية ولعاً لم تستطع معه المناصب الكهنوتية التي حباه بها البابا والتي تدر عليه المال الوفير حتى توفي بمطالب هذا الراهب الذي كان من قبل معدماً متسولاً. وعينه سكستس كردنالاً في الخامسة والعشرين من عمره (1471)، ونفحه بأسقفيات تريفيزووسنجاليا Senigallia، واسبالاتو، وفلورنس، كما نفحه بمراكز أخرى عالية الشأن، درت عليه دخلاً قدره ستون ألف دوقة (1.500.000،يا ترى؟ دولار) جميع عام. وكان بيروينفق هذا الدخل كله، وأكثر منه، في شراء آنية من الفضة والمضى، والثياب الجميلة، والسجف المنقوشة، والأقمشة المطرزة، وعلى الحاشية الفخمة، وحيوانات الصيد التي تكلفه الأموال الطائلة، وعلى مناصرة المصورين، والشعراء،والفهماء. وكانت حفلاته ـ ومنها مأدبة دامت ست ساعات استقبل فيها هووجوليانوGuiliano ابن عمه في روما أليونورا Eleonora ابنة فيرانتي Ferrante. وقد بلغ البذخ فيها درجة لم ير لها نظير منذ أيام لوكلس Lucullus أونيرون. وأخل السلطان باتزان عقله فقام برحلة كرحلات القواد المظفرين في فلورنس، وبولونيا، وفيرارا، والبندقية، وميلان، كرم في جميع واحدة منها كما يكرم جميع أمير يجري في عروقه الدم الملكي، وكان يعرض فيها عشيقاته يرتدين أفخم الثياب، وكان في هذه الرحلات يعد العدة ليكون بابا بعد ممات عمه أوقبل مماته. ولكنه توفي قبل حتى يعود إلى روما (1474) من إسرافه على نفسه. وكان وقتئذ في الثامنة والعشرين من عمره بعد حتى أنفق 200.000 دوقة في عامين وبعد حتى استدان ستين ألفاً أخرى(42). وعين أخوه جيرولاموقائداً لجيوش البابا، وسيداً لامولا Imola وفورلي Forli. وقد تحدثنا عنه بما فيه الكفاية عند كلامنا على هذين البلدين. وعين ابن أخ آخر للبابا مديراً لشرطة روما، ولمّا توفي دلا روفيري الذي يحتاج إلى باب خاص في هذا الكتاب حين يصبح البابا يوليوس الثاني. وكانت حياته طيبة صالحة إلى حد معقول، وقد ارتفع إلى عرش البابوية بعد حتى تغلب على جميع ما في طريقه من صعاب بقوة عقلة وخلقه.

وأحدثت الخطط التي وضعها سكستس لتقوية الولايات البابوية اضطراباً لدى الحكومات الإيطالية الأخرى. فقد كان لورندسوده ميديتشي كما ذكرنا من قبل يعمل على ضم إمولا لفلورنس؛ ولكن سكست سبقه في مسعاه واتخذ آل باتسي Pazzi مصرفيين للبابوية بدل الميديتشيين؛ فما كان من لورندس إلاّ حتى عمل على خراب آل باتسي المالي؛ ورد هؤلاء بأن حاولوا قتله. ووافق سكستس على المؤامرة ولكنه استنكر القتل، ونطق للمتآمرين "اعملوا ما شئتم على شريطة حتى تتجنبوا القتل"(43). وأسفرت هذه الأعمال عن حرب دامت (1478-1480) حتى هدد الأتراك باجتياح إيطاليا. فلمّا زال هذا الخطر، أتيحت لسكستس مرة أخرى فرصة تحرير الولايات البابوية. وحدث في أواخر عام 1480 حتى انقرضت أسرة أرديلفي Ordelaffi في فورلي، وأن طلب أهلها إلى البابا حتى يستولي على المدينة، فما كان من سكستس إلاّ حتى أمر جيرولاموحتى يتولى حكم إمولا وفورلي جميعاً. وعرض جيرولاموحتى تكون المستوى التالية هي الاستيلاء على فيرارا، وأقنع سكستس وحكومة البندقية بأن يشهجرا في حرب يشنونها على الدوق إركولي Ercole (1482). وبعث فيرانتي صاحب نابلي جنداً للدفاع عن صهره؛ وساعدت فلورنس وميلان أيضاً فيرارا، إلى غير ذلك عثر البابا أنه قد ألقى بإيطاليا كلها في أتون الحرب وهوالذي بدأ عهده بالسعي إلى نشر لواء السلام على ربوع أوربا. وأحاطت به نابلي من الجنوب، وفلورنس من الشمال، وأزعجه اضطراب الأحوال في روما، فعقد الصلح مع فيرارا بعد عام من الفوضى وسفك الدماء. ولمّا رفض البنادقة حتى يحذوا حذوهاتين المدينتين أصدر قراراً بحرمانهم، وانضم إلى فلورنس وميلان في محاربة حليفته السابقة.

وكان أعيان العاصمة قد شهروا حتى من حقهم حتى يجددوا منازعاتهم التي تُسَرُّ بها نفوسهم متبعين في ذلك سنّة الرئيس الديني المحب للحرب. وكان من العادات المألوفة الطريفة في روما حتى ينهب قصر الكردنال حين يختار بابا. وحدث حين كان أهالي روما ينهبون قصر أحد كرادلة آل روفيري حتى أصيب شاب من أعيان المدينة يدعى فرانتشيسكودي سانتا كروتش‍ Francesco di Santa Croce بجرح من بد أحد أبناء أسرة فالي Vall وثأر هذا الشاب لقريبهم بشج رأس فرانتشيسكو. وثأر برسبيرودي سانتا كوتشي بأن اغتال بيرومرجاني Piero Margani. وانتشر القتال في جميع أنحاء المدينة، وانضمت أسرة أرسيني والقوات البابوية إلى سانتا كروتشي، ودافع آل كولنا عن أسرة فالي، وأسر لورندسوأدوني كولنا Lorenzo Oddoni Colonna، وحوكم، وعذب حتى اعترف، ثم أعدد في سات أنجيلو، وإن كان أخوه فبريدسيوFabridizio قد اسلم سكستس حصنين من حصون آل كولنا أملاً في إنقاذ حياة لورندسو. وانضم برسبيروكولنا إلى نابلي في حربها ضد البابا، وعاث في أرض الكمبانيا فساداً، وأغار على روما. واستأجر سكستس ربرت مالاتيستا Robert Malatesta من ريميني ليقود جنود البابا. وهزم ربرت جيوش نابلي وآل كولنا في كمبومورتوCampo Morto، وعاد ظافراً إلى روما، حيث توفي من الحمى التي أصيب بها في مستنقعات كمباتيا. وحلب جيرلامورياريومحله وبارك سكستس رسمياً المدفعية التي صوبها ابن أخيه على حصون آل كولنا. ولكن جسم البابا انهار بتأثير الأزمات التي توالت عليه وإن ظل روحه متعطشاً إلى القتال. وفي شهر يونية من عام 1484 أصيب هوأيضاً بالحمى. واتىته الأخبار في الحادي عشر من أغسطس بأن حلفاءه قد عقدوا الصلح مع البندقية غير عابئين باحتجاجه؛ ورفض هوالتصديق على هذا الصلح، ولكنه توفي في اليوم الثاني.

لقد كان سكستس من كثير من الوجوه مثلاً سابقاً ليوليوس الثاني، كما كان جيرولامورياري مثلاً لحياة سيزاري بورجيا. كان سكستس قساً استعمارياً شديد الشكيمة يحب الفن، والحرب، والسلطان، ويعمل لنيل مآربه دون وخز من ضمير أومراعاة لآداب، ولكنه يعمل إليها بهمة وحشية وشجاعة لا تفتر أوينال غرضه. ولقد خلق لنفسه أعداء. كما خلق غيره من البابوات محبي الحرب؛ وقد حاول هؤلاء الأعداء حتى يضعفوا قواه بتسوئة سمعته. من ذلك حتى بعض الثرثارين عللوا إسرافه في تأييد بيترووجيرولاموبأنهما من أولاده(44)، ووصفهما آخرون مثل إنفيسورا Infessura بأنه كان يعشقهما، ولم يترددوا في حتى يتهموا البابا "باللواط"(45) . على إذا الصورة التي لدينا للبابا سيئة دون حاجة إلى هذه التهم التي لا يقبلها العقل ولا تجد لها ما يؤيدها. فقد كان سكستس يمول حروبه ببيع المناصب الكهنوتية لمن يؤدي عنها أغلى الأثمان، بعد حتى استنفذ على أبناء اخوته جميع ما خلفه بولس الثاني من الأموال الطائلة. ويروى عنه سفير بندقي معاد له قوله إذا "البابا لا يحتاج إلاّ إلى قلم وحبر لينال جميع ما يرغب فيه"47). ولكن هذا القول يصدق بهذا القدر نفسه على معظم الحكومات الحديثة، التي لا تختلف قراطيسها ذات الربح في كثير من الأحوال عن الوظائف الدينية ذات المرتب الضخم والعمل القليل التي كان البابوات يبيعونها بالمال. على حتى سكستس لم يقنع بهذه الوسيلة. فقد احتكر لنفسه بيع الغلال في جميع الولايات البابوية؛ وكان يبيع أحسنها في خارج هذه الولايات، وأسوأها لشعبه، ويجني من وراء ذلك أرباحاً طائلة(48). وكان قد تعلّم هذه الحيلة من حكام زمانه مثل فيرانتي صاحب نابلي، وفي ظننا أنه لم يطلب لنفسه أكثر مما كان يطلبه غيره من الأفراد المحتكرين لوكانوا في مكانه؛ ذلك حتى من قوانين فهم الاقتصاد غير المسطورة حتى ثمن أية سلعة إنما يعتمد على غفلة المشتري. ولكن الفقراء تذمروا - وإنّا لنغفر لهم تذمرهم - لأنهم رأوا حتى جوعهم يتخذ وسيلة لإشباع ترف آل رياريو. وخلّف سكستس وراءه رغم هذه وغيرها من الأساليب التي اتبعها لجمع المال، ديوناً يبلغ مجموعها 150.000 دوقة (3.750.000،يا ترى؟ دولار).


اهتمامه بالفنون والأشغال العامة

وكان ينفق قدراً كبيراً من دخله على الفن والأشغال العامة؛ وقد حاول عبثاً حتى يجفف المستنقعات الموجودة حول فولنيو، وكان يحلم على الأقل بتجفيف مستنقعات بنتيني Pontine، وأمر بتخطيط شوارع روما الكبرى من حديث وجعلها مستقيمة خالية من الالتواء، ووسّعها، ورصفها،وأصلح موارد مياه الشرب، وأعاد بناء الجسور، والسوار، والأبواب، والأبراج، وأقام على نهر التيبر جسر سستوPonte Sisto المسمى باسمه، وشاد مخطة جديدة للفاتيكان ومن فوقها معبد سستيني، وأنشأ مرنمة سستيني Cistine Choir، وأعاد بناء مستشفى سانتواسبريتوSanta Spirito المخرب الذي كان يبلغ 365 قدماً في الطول ويتسع لألف مريض. وأعاد تنظيم جامعة روما وفتح للجمهور متحف الكبتولين الذي أنشأه بولس الثاني قبله، فكان هذا المتحف بذلك أول المتاحف العامة في أوربا. وشيدت في أيام ولايته،وبتوجيه بتيشيوبنتيلي في الغالب، كنيستا سانتا ماريا دلا باتشي Santa Maria della Pace وسانتا ماريا دلا بوبولوSanta Maria della Popolo، ورممت كنائس أخرى كثيرة. ونحت مينودا فيسولي Mino da Fiesole واندريا برنيوAndrea Bregno في كنيسة سانتا ماريا دلا بوبولوقبراً فخماً للكردنال كرستوفورودلا روفيري Cristoforo della Rovere (حوالي 1477) كما صور بنتورتشيوفي كنيسة سانتا ماريا ببلدة إراكوئيل Aracoeli حياة القديس برنردينوالسنائي مظلمات من أجمل ما عثر من المظلمات في روما (حوالي 1484).

وكان الذي صمم معبد سستينوهوجيوفني ده دلتشي Giovanni de Dolci؛ وكان تصميمه بسيطاً متواضعاً ليقيم فيه البابوات وكبار رجال الدين الصلوات شبه الخاصة. وكان معبداً جميلاً يحتوي على ستر رخامي لحرمه من خلق مينودا فيسولي، وعلى مظلمات واسعة تقص على الجدار الجنوبي مناظر من حياة موسى،وعلى الجدار الشمالي مناظر لقاءة لها من حياة المسيح. واستدعى سكستس إلى روما لتصوير هذه المناظر أعظم الفنانين في زمانه: بوجينو، وسنيوريلي، وبنتورتشيو، ودومنيكو، وبندتوغرندايو، وبتيتشلي، وكوزيموروزلي، وبيرودي كوزيمو.وعرض سكستس جائزة إضافية لأحسن صورة من الصور الخمس عشرة التي رسمها هؤلاء الفنانون هناك. وكان روزلي يدرك تفوق غيره عليه في التصميم فقرر حتى يخاطر بكل شيء في سبيل بهجة التلوين؛ وكان زملاؤه الفنانون يسخرون من إسرافه في اللونين اللازوردي والمضىي، ولكن سكستس منحه الجائزة.

واستدعى البابا المحارب مصورين آخرين إلى روما، ونظمهم في نقابة ترعاهم شفيعها القديس لوقا، وكان سكستس هوالذي قام له ملتسودا فورلي بخير أعماله. فقد اتى هذا الفنان إلى روما حوالي عام 1472 بعد حتى تفهم مع بيرودلا فرانتشيسكا، وصوّر في كنيسة سانتي أبستولي مظلماً يمثل صعود المسيح أثار حماسة فاساري؛ وقد اختفى هذا المظلم كله ما عدا بتراً قليلة منه حين جدد بناء الكنيسة في عام 1702 وما بعدها. وصورتا الملك وعذراء البشارة المحفوظتان في معرض أفيزي ظريفتان رقيقتان، وأظرف منهما صورة الملكين الموسيقيين Angeli Musicanti أحدهما يعزف على الكمان والثاني على العود ـ الموجودة في الفاتيكان. وخير ىيات ملتسوالفنية على الإطلاق هي المظلم المصور في مخطة الفاتيكان، والذي نقل بعدئذ على القماش. وقد صُوّر في هذا المظلم القائم أمام عمد المخطة المزخرفة وسقفها أصدق تصوير وأقواه ستة أشخاص: سكستس راكعاً، ضخماً، فخماً؛ وعن يمينه بيترورياري المرح؛ ويقف أمامه جوليانودلا روفيري القاتم اللون الطويل القامة؛ ويركع أمامه بلاتينا صاحب الجبهة العالية يتلقى أمر تعيينه أميناً للمخطة، ومن خلفه جيوفني دلا روفيري والكونت جيولامورياريو؛ تلك صورة حية لحبر كانت أيامه مليئة بالأحداث.

وكانت مخطة الفاتيكان في عام 1475 تحتوي 2527 مجلداً باللغتين اللاتينية واليونانية، فأضاف إليها سكستس 1100 مجلد غيرها، وفتح لأول مرة أبوابها للجماهير. وأعاد الكتّاب الإنسانيين إلى سابق مكانتهم وإن لم يكن يؤدي إليهم الأموال بانتظام لانشغاله عنهم بغيرهم من الأعمال. واستدعى فيليلفوإلى روما، وظل هذا الرجل رب السيف والقلم متحمساً في مديح البابا حتى تأخر له مرتبه السنوي البالغ 600 فلورين (15.000دولار) واستدعى يوآنس أرجيوبولس Joannes Argyropoulos من فلورنس إلى روما، حيث كانت محاضراته في اللغة اليونانية وآدابها يحضرها الكرادلة، والأساقفة، والطلاب الأجانب مثل ريتشلين. واستدعى سكستس إلى روما كذلك العالم الألماني جوهان مولر رجيومنتانس Johann Muller Regiomontanus ـ وعهد إليه إصلاح التقويم اليولوسي، ولكن مولر توفي بعد عام من مجيئه (1476) وكان لابد حتى يتأخر إصلاح التقويم مائة عام أخرى (1582).

ومن أغرب الأمور حتى يصبح راهب من الفرنسسكان وأستاذ للفلسفة واللاهوت أول بابا يوجه النهضة وجهة دنيوية ـ أوإذا شئت الدقة حتى يصبح أول بابا من بابوات النهضة يهتم أعظم ما يهتم بدعم سلطان البابوية وجعلها أعظم القوة السياسية في إيطاليا. ولعلنا إذا استثنينا حالة فيرارا Ferrara التي أدى حكامها الأمناء ما عليهم من الالتزامات الإقطاعية، قلنا حتى سكستس كان محقاً جميع الحق في سعيه لأن يجعل الولايات البابوية بابوية بحق، ولأن يجعل روما وما حولها مكاناً أميناً للبابوات.وربما غفر له التاريخ، كما غفر ليوليوس الثاني اتخاذه الحرب وسيلة لبلوغ هذه الغايات. وربما أقر حتى دبلوماسيته لم تكن إلاّ إتباعاً للمبادئ التي كانت تسير عليها الدول الأخرى والتي لا تتقيد بالقيود الأخلاقية. ولكن التاريخ لا يجد شيئاً من المتعة في حتى يشهد أحد البابوات يأتمر مع المغتالين، ويبارك المدافع، أويخوض غمار الحرب بقوة ارتاع لها أهل زمانه. لقد كان موت ألف رجل عند كامبومورتوخسارة في الأرواح أكبر مما وقع في أية معركة شبت نارها حتى ذلك الوقت في إيطاليا أثناء النهضة. وكان ممّا زاد انحطاط الأخلاق في بلاط روما التحيز للأقارب بلا مبالاة، وبيع الرتب الكهنوتية بلا حياء، والقصف الفاحش الذي كان سنّة يجري عليها أقارب البابا. بهذه الأساليب وغيرها مهّد سكستس السبيل إلى إسكندر السادس، وكان له نصيب في انحلال إيطاليا الأخلاقي، لأنه استجاب لدواعي هذا الانحلال. وكان سكستس هوالذي نصّب توركويمادا Torquemada رئيساً لمحكمة التفتيش الأسبانية؛ وسكستس هوالذي أثار ما في روما من وباء الهاتى والإباحية فخوّل محكمة التفتيش الحق في حتى تحرّم طبع أي كتاب لا ترغب هي في طبعه. وكان خليقاً عند موته بأن يعترف بأنه عاجز عن القيام بأمور كثيرة - ضد لورندسو، ونابلي، وفيرارا، والبندقية، وحتى آل كولنا أنفسهم لمقد يكونوا قد أخضعوا بعد. لكنه نجح نجاحاً باهراً في ثلاثة أمور: فقد جعل روما مدينة أصح وأكثر جمالاً مما كانت قبله، وحباها بالهواء الطلق الذي أفاد أهلها قوة، وأعاد البابوية إلى مكانها بين أقوى الدول الملكية في أوربا.

كرادلة الپاپا سكستوس الرابع


المصادر

  • "The Historical Encyclopedia of World slavery", Editor Junius P. Rodriguez, ABC-CLIO, 1997, ISBN 0-87436-885-5
  • "Black Africans in Renaissance Europe", Thomas Foster Earle, K. J. P. Lowe, Cambridge University Press, 2005, ISBN 0-521-81582-7
  • "Christopher Columbus and the enslavement of the Amerindians in the Caribbean. (Columbus and the New World Order 1492–1992).", Sued-Badillo, Jalil, Monthly Review. Monthly Review Foundation, Inc. 1992. HighBeam Research.عشرة Aug. 2009
  • "Castile, Portugal, and the Canary Islands: Claims and Counterclaims, 1344–1479", Joseph F. O'Callaghan, 1993, p. 287–310, Viator, Volume 24

قراءات إضافية

  • Texts on Wikisource:
    • "Pope Sixtus IV" in the 1913 Catholic Encyclopedia
    • Clark, J. W., On the Vatican Library of Sixtus IV
  • Short Biography
  • Marek, Miroslav. "Genealogy of Leonardo della Rovere". Genealogy.EU. External link in |publisher= (help) نطقب:Self-published source[], father of Francesco della Rovere, Pope Sixtus IV

هوامش

ألقاب الكنيسة الكاثوليكية
سبقه
پولس الثاني
پاپا
9 أغسطس 1471 – 12 أغسطس 1484
تبعه
إنوسنت الثامن
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:44:19
التصنيفات: صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, Pages with citations using unsupported parameters, Commons category link is locally defined, CS1 errors: external links, All pages needing factual verification, Wikipedia articles needing factual verification from August 2012, Articles with invalid date parameter in template, Persondata templates without short description parameter, سكستوس الرابع, بابوات إيطاليون, فرانسيسكان, خريجو جامعة پاڤيا, طاقم تدريس جامعة پروگيا, إيطاليون من القرن 15, أساقفة كاثوليك من القرن 15, عائلة دلا روڤيري, أشخاص من ساڤونا, مواليد 1414, وفيات 1484, بابوية النهضة, Scotism

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

6 فائزين بنوبل رفضوا استلام الجائزة.. من هم وماذا كانت أسبابهم؟

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:24:28
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 58%

الجيشان الأمريكي والكوري الجنوبي يردان على كوريا الشمالية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:23:34
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 85%

هجمات بطائرات مسيرة إيرانية على كييف

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:23:37
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 80%

توقعات بطرح هاتف آيفون بمنفذ USB-C العام المقبل

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:24:34
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

أمن البرنوصي يوقف مساعدة صيدلي بسبب جرائم خطيرة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:23:36
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 76%

باريس تعيد امرأة مغربيّة وطفليها من سوريا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:23:35
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 70%

بعد رفع سعر الفائدة في المغرب.. كيف سيؤثر ذلك على قرضك العقاري؟

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:23:38
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 70%

إتلاف 7 أطنان من المخدرات و5 كيلوغرامات من الكوكايين في تطوان (صور)

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:23:40
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 73%

متراجعة عن خطط التوسع.. «ميتا» تغلق أحد مكاتبها في نيويورك

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:24:36
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

هي نسبة تقدم أشغال إنشاء خطوط الباصواي بالدار البيضاء

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:24:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

هل ينحاز الجيش للمحتجين في إيران؟ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:23:36
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

الكويت: تكليف أحمد نواف الصباح برئاسة الوزراء - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:23:37
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

نائبة لبنانية تقتحم مصرفًا لاستعادة أموالها

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:24:29
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 58%

سعر الذهب اليوم في السعودية.. تراجع طفيف

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:24:32
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 65%

توسعة ميناء الجبهة بشفشاون بكلفة 330 مليون درهم

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-10-05 12:24:13
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية