چزاره بورجا

عودة للموسوعة

چزاره بورجا

چـِزاره بورجا
Cesare Borgia
پورتريه لرجل، تعارف الناس على أنهها صورة چزاره بورجا
دوق ڤالنتنوا
الحكم 17 أغسطس 1498 – 12 مارس 1507
الزوج شارلوته من ألبرِت
الأنجال لويزه بورجا، دوقة ڤالنتنوا
الأسرة النبيلة بورجا
الأب الپاپا ألكسندر السادس
الأم ڤانوتسا دي كتاني
وُلِد 13 سبتمبر 1475
روما، الدويلات الپاپوية
توفي 12 مارس 1507(1507-03-12) (عن عمر 31 عاماً)
ڤيانا، مملكة ناڤاره
المدفن كنيسة سانتا ماريا، ڤيانا، إسپانيا
دوق ڤالنتنوا

تشـِزاره بورجا (النطق بالإيطالية: [ˈtʃɛzare ˈbɔrdʒa]; بالقطلونية: Cèsar Borja, [ˈsɛzər ˈβɔrʒə]؛ بالاسپانية: César Borja، النطق الإسپاني: [ˈθesar ˈβorxa]؛ بالإنگليزية: César Borgia؛ عاش 13 سبتمبر 1475 - 12 مارس 1507) دوق ڤالنتنوا، كان كوندوتييري ونبيل وسياسي وكاردينالاً إيطالياً. وكان ابن الپاپا ألكسندر السادس وعشيقته لزمن طويل ڤانوتسا دي كتاني. وكان شقيق لوكرتسيا بورجا؛ جوڤاني بورجا (خوان)، دوق گانديا؛ وجوفره بورجا (Jofré بالقطلانية)، أمير سكويلاچه. كما كان أخاً غير شقيق لكل من دون پدرولويز ده بورجا (1460–88) وجيرولاموده بورجا، إخوانه من أمهات غير معروفات. من أمراء عصر النهضة في إيطاليا.

النشأة

ترجع عائلته في أصولها إلى مدينة بلنسية (في أسبانيا)، والده الكاردينال "رودريگوبورجيا" (أصبح بابا تحت اسم "البابا ألكسندر السادس"). كان يريد حتى يوجه ابنه إلى الحياة الكنسية، فيما أسند مهمة الإشراف على الشؤون الدنيوية (المالية وغيرها) إلى ابنه البكر. أصبح وهوفي سن السابعة عشر أسقفا على بمبلونة ومطرانا على بلنسية، ثم وهوفي سن 18 كاردينالا. قام بالتخلى عن مسيرته الكنسية فقد كانت له اهتمامات دنيوية أخرى (يعزوالبعض إليه تدبير حادثة مقتل شقيقه، حتى يحل مكانه).

عام 1498 وبموجب قرار من الملك لويس الثاني عشر (ملك فرنسا) أصبح دوقا على الفالنتيوا (المنطقة المنسوبة إلى مدينة فالونس في جنوبي شرق فرنسا). في عام 1502 م قام بتدبير مكيدة للتخلص من أعداءه، أظهر لهم الود في البداية ونادىهم إلى قصره في سينيگاليا، ليقوم بالتخلص منهم جميعا. بعد وفاة والده عام 1503 م قام جميع من البابا الجديد يوليوس الثاني وملك قشتالة بحبسه. توفي" سيزار بورجيا" في إحدى المعارك التي خاضها إلى جانب ملك نافارا.

اشتهر لأنه صاحب القول المشهور ((إذا اراد أحد حماية نفسه من أعدائه, فأنه من الحكمة ان يكتسب أصدقاء له ليفوز إما بالقوة أوالحيلة)) وقد اعتبره مكيافيلي نموذجا للقائد المثالي في كتابه الأمير, فلسفته ((إن الغاية تبرر الوسيلة)).


حياته

Profile portrait of Cesare Borgia in the Palazzo Venezia in Rome ca. 1500-10

وكان لدى الإسكندر مسببات كثيرة للفخر بالابن الذي أصبح الآن أكبر أبنائه، فقد كان سيزاري أشقر شعر الرأس واللحية، كما يريد كثير من الإيطاليين حتىقد يكونوا، حاد البصر، فاره الطول، معتدل القامة، قوي البنية، ثابت الجنان لا يعهد الخوف له سبيلاً إلى قلبه. وينطق عنه، كما ينطق عن ليونادروإنه لا يستطيع حتى يلوي حذاء فرس بيده العارية. وكان يمتطي صهوة الجياد الجامحة التي كان يجمعها لأسطبله. وكان يخرج إلى الصيد بتلهف الكلب الذي شم رائحة الدم. وقد أدهش جماعة من الناس في أثناء عيد روما حين بتر رأس ثور في مصارعة للثيران في أحد ميادين روما بضربة واحدة من يمينه. وفي اليوم الثاني في شهر يناير سنة 1502، ركب إلى حلبة مصارعة للثيران نظمها هوفي ميدان سان بيترو، ومعه تسعة غيره من الأسبان، وهاجم بمفرده وبيده حربته ثوراً من اثنين هما أشد الثيران وحشية أطلقا في الحلبة؛ فقد هبط عن جواده وأخذ يصارعه راجلاً بعض الوقت، حتى إذا أثبت ما يكفي من بسالته ومهارته هجر الحلبة إلى المحترفين(54). وقد أدخل هذا الصراع إلى رومانيا Romagna كما أدخله إلى روما؛ ولكنه رد إلى أسبانيا بعد حتى اغتال فيه عدد من المصارعين الهواة.

ونحن إذا ما صورناه في صورة وحش ضار أخطأنا في هذا التصوير أشد الخطأ؛ وقد وصفه أحد معاصريه بأنه: "شاب عظيم النشاط إلى حد لا يضارعه أحد فيه، وذواستعداد ممتاز، بشوش، بل قل مرح، عالي الهمة على الدوام"(55). ووصفه آخر بقوله إنه "يفوق أخاه دوق غنيديا في منظره وذكائه"(56). وقد استوعب الناس دماثة أخلاقه، واعجبوا بملبسه الغالي البسيط، ونظرته المسيطرة الآمرة، وطلعة الرجل الذي يشعر بأنه قد ورث العالم. وكانت النساء يعجبن به ولكنهن لا يحيينه، فقد كن يعهدن أنه يستخف بهن حين يتصل بهن وحين ينبذهن. وكان قد تفهم من القانون في جامعة بروجيا ما يكفي لأن يقوي من حدة ذهنه الفطرية؛ ولم يكن يجد إلاّ القليل من الوقت ينفقه في قراءة الخط أوفي "تثقيف" عقله، وإن خط الشعر من آن إلى آن كما يعمل جميع الناس، وبلغ منه حتى كاد يزدهي على شاعر بين موظفيه. وكان يقدر الفن تقدير العارف على التفريق بين الطيب منه والخبيث؛ وشاهد ذلك أنه لما رفض الكردنال رفائلورياريوحتى يبتاع صورة لكيوبيد لأنها لم تكن قديمة بل كانت من خلق شاب فلورنسي غير مشهور يدعى ميكل أنجيلوعرض فيها سيزاري ثمناً عالياً.

وما من شك في أنه لم يخلق ليكون من رجال الدين؛ ولكن الإسكندر الذي كانت له أسقفيات لا إمارات تحت تصرفه عيّنه كبيراً لأساقفة بلنسية (1492)، ثم كردنالاً (1493)؛ ولم يكن أحد من الناس يرى حتى هذه مناصب دينية بحق، بل كانت في نظر الناس وسائل تدر دخلاً على الشبان الذين لهم أقارب ذوونفوذ، والذين يستطاع تدريبهم لتصريف شئون أملاك الكنيسة والإشراف على موظفيها. وتدرج سيزاري في المراتب الكهنوتية الصغرى، ولكنه لم يصبح قط قساً. ولما كان قانون الكنيسة يحرم الأبناء غير الشرعيين من الكردنالية، فقد أعرب الإسكندر بمرسوم صادر في 19 م سبتمبر سنة 1493 أنه ابن شرعي لفاندسا ودارنيانوd'Arignano. ولم يكن من الأمور الهينة حتى يصفه البابا سكستس الرابع في مرسوم أصدره في 16 أغسطس سنة 1482 بأنه ابن "ردريجو، الأسقف ونائب رئسي المحكمة". وغض الجمهور النظر عن هذا التناقض، واكتفى بالابتسام.

فقد اعتاد حتى يرى الأكاذيب القانونية تستر الحقائق التي لم يحن بعد وقت إعلانها.

وسافر سيزاري إلى نابلي في عام 1497 بعد قليل من وفاة جيوفني، مندوباً من قبل البابا، وكان من حظه حتى توّج ملكاً من الملوك. ولعل لمس التاج قد أثار وقتئذ عواطفه، فلمّا عاد إلى روما ألح على أبيه حتى يسمح له بالتخلي عن منصبه الكنسي؛ ولم تكن ثمة وسيلة لتخليه عنه إلاّ بأن يعترف الإسكندر صراحة أمام مجمع الكرادلة بأن سيزاري ابن غير شرعي له. وهذا ما صرح به عملاً، وأعقبه إعلان يقول إذا تعيين النغل الشاب كردنالاً مخالف للقانون (17 أغسطس عام 1498)(57). ولمّا عادت إلى سيزاري بنوته غير الشرعية، أنهمك بكليته في الأعمال السياسية.

Cesare Borgia leaving the Vatican (1877) by Giuseppe Lorenzo Gatteri

وكان الإسكندر يرجوحتى يرضى فدريگوالثالث Federigo ملك ناپولي بسيزاري زوجاً لابنته كارلوتا Carlotta؛ ولكن فدريجوكانت له ميول غير هذه الميول. وساء ذلك البابا أشد إساءة، فولى وجهه شطر فرنسا يرجوحتى يستعينها على استعادة الولايات البابوية. وواتته الفرصة حين طلب إليه لويس الثاني عشر حتى يبطل زواجاً أرغم عليه في شبابه وادعى الآن أنه لم يصل إلى غايته. ولما حل شهر أكتوبر من عام 1479 أوفد الإسكندر ابنه سيزاري إلى فرنسا يحمل إلى الملك مرسوماً بالطلاق ومائتي ألف دوقة يخطب بها زوجة له. وسر لويس هذا الطلاق، وسره فوق ذلك إذن البابا بزواج آن البريطانية أرملة شارل الثامن، فعرض على سيزاري يد شارلوت دالبرت Chorlotte'd Albert أخت ملك نبرة؛ ولم يكتف بهذا بل منح سيزاري لقب دوق ڤالنتنوا Valentinois وديووا Diois، وهما مقاطعتان فرنسيتان للبابوية عليهما بعض الحق القانوني. وفي شهر مايومن عام 1499 تزوج الدوق الجديد ڤالنتينوValentino - وهوالاسم الذي تسمى به بعدئذ في إيطاليا - شارلوت الثرية؛ الحسناء، الطيبة؛ وأقامت رومة، حين أبلغها الإسكندر النبأ، معالم الأفراح، وأطلقت الألعاب النارية ابتهاجاً بزواج أميرها. وأوجب هذا الزواج على البابوية حتى تعقد حلفاً مع ملك يستعد علناً لغزوإيطاليا ويستولي على ميلان ونابلي. وبذلك لم يكن جرم الإسكندر في عام 1499 أقل من جرم لودفيكووسفونارولا في عام 1494. وأفسد هذا الحلف جميع أعمال الحلف المقدس الذي كان للإسكندر يد في عقده سنة 1495 ومهد السبيل لحروب يوليوس الثاني. وكان سيزاري بورجيا من بين الأعيان الذين ساروا في ركاب لويس الثاني عشر إلى ميلان في السادس من أكتوبر سنة 1499، وقد وصف كستجليوني الذي كان فيها وقتئذ دوق فلنتينوبأنه أطول رجال حاشية الملك قامة وأعظمهم جمالاً(58). ولم يكن كبرياؤه يقل عن مظهره. وقد نقش على خاتمه: "أعمل ما يجب حتى تعمله، وليكن بعد ذلك ماقد يكون". أما سيفه فقد نقشت عليه مناظر من حياة يوليوس قيصر؛ وكان يحمل شعارين: فكان على أحد وجهيه: "ألقى النرد" وعلى الوجه الآخر: "إما قيصر أولا أحد"(59).

ووجد الإسكندر أخيراً في هذا الشاب الجريء والمحارب السعيد القائد الذي ظل يبحث عنه زمناً طويلاً ليقود قوات الكنيسة المسلحة ويستعيد بها الولايات البابوية. وأمده لويس بثلاثمائة من حملة الرماح الفرنسيين، وجند أربعة آلاف من الغسقونيين والسويسريين، وألفين من المرتزقة الإيطاليين. وكان هذا جيشاً أقل مما يحتاج إليه للتغلب على اثني عشر من الحكام المستبدين، ولكن سيزاري كان تواقاً إلى هذه المغامرة. وأراد البابا حتى يضيف الأسلحة الروحية إلى الأسلحة العسكرية، فأصدر مرسوماً يعلن فيه ذلك الإعلان الخطير وهوحتى كترينا اسفوردسا وابنها أنافيانويمتلكان إمولا وفورلي - وبندلفومالاتستا يمتلك ريميني - وجويليوفارانوGiulio Varano يمتلك كمرينو- وأستوره مانفردي Astorre Manfredi يمتلك فائندسا - وجويدويلدويمتلك أربينو- وجيوفني اسفوردسا يمتلك بيزارو- لأنهم اغتصبوا أرضين، وأملاكاً وحقوقاً تختص بها الكنيسة قانوناً وعدلاً، وأنهم جميعاً طغاة مستبدون أساءوا استخدام سلطتهم، واستغلوا رعاياهم، وأن عليهم الآن حتى يتخلوا عن أملاكهم أويطردوا منها قوةً واقتداراً(60). ولربما طاف بخاطر الإسكندر - كما يتهمه بعضهم - حتى يضم هذه الإمارات كلها في مملكة واحدة يحكمها ابنه. ولكنه لم يكن يفكر جدياً في هذا العمل، ذلك أنه كان يدرك بلا ريب حتى خلفاءه لن يسكتوا، وأن الدول الإيطالية لن تسكت، زمناً طويلاً على هذا الاغتصاب الذي هوأشد مخالفة للقانون، وأكثر بغضاً لهم، من أي حكم يراد حتى يحل محله. وربما كان سيزاري نفسه يحلم ببلوغ هذه الغاية؛ وكان مكفيلي يرجوتحقيقها، ويسره حتى يرى يداً قوية مثل يد سيزاري توحد إيطاليا وتخرج مها جميع الغزاة؛ غير حتى سيزاري نفسه ظل حتى آخر أيام حياته يعلن أنه لا غاية له غير حتى يسترد ولايات الكنيسة للكنيسة، وأنه يقنع بأنقد يكون حاكماً على رومانياRomagna من قبل البابا(61).

Cesare Borgia leaving the Vatican (1877) by Giuseppe Lorenzo Gatteri

وزحف سيزاري على رأس جيشه في شهر يناير من عام 1500 على فورلي بعد حتى اجتاز جبال الأبنين؛ وسلمت إمولا من فورها لمندوبه، وفتح أهل فورلي أبوابها ترحيباً به، ولكن كترينا اسفوردسا عملت ما عملته قبل اثني عشر عاماً من ذلك الوقت فامتنعت هي وحاميتها في القلعة ودافعت عنها دفاع الأبطال. وعرض عليها سيزاري شروطاً سهلة، ولكنها آثرت حتى تقاتل، واستطاعت القوات البابوية بعد حصار قصير حتى تقتحم القلعة وتعمل السيف في رقاب المدافعين عنها. وأوفدت كترينا إلى روما، واستضيفت ضيفة لا ترغب فيها في جناح بلفدير بقصر الفاتيكان، وأبت حتى تنزل عن حقها في حكم فورلي وإمولا، حاولت الفرار، فنقلت إلى سانت أنجيلو؛ ثم أطلقت سراحها بعد ثمانية عشر شهراً، وآولت إلى دير للنسا. وكانت امرأة باسلة، ولكنها كانت سليطة صخابة(62)، وحاكمة إقطاعية من أسوأ طراز ، وكان رعاياها وغيرهم من أهل رومانيا Romagna يرون حتى قيصر منتقم بعثه الله ليطهر البلاد من الظلم والاستبداد اللذين داموا عصوراً طوالاً"(63). ولكن فوز سيزاري الأول كان قصير الأجل، فقد تمرد جنوده الأجانب لأنه لم يجد ما يكفي من المال لأداء أجورهم، وما كاد يسترضيهم، حتى استدعى لويس الثاني عشر الفرقة الفرنسية لتساعده على استرداد ميلان التي استعادها لدوفيكومن وقت قريب. وسار سيزاري على رأس الباقين من جنوده إلى روما، واستقبل فيها استقبالاً لا يكاد يقل مهابة عن استقبال القواد الرومان المنتصرين. وابتهج الإسكندر بفوز ابنه، وفي ذلك يقول سفير البندقية: "إن البابا أكثر ابتهاجاً مما رأيته في أي وقت من الأوقات"(64). وعين سيزاري نائباً عن البابا في المدن المفتوحة، وشرع من ذلك الحين يدفعه الحب الشديد إلى قبول نصائح ولده؛ وامتلأت خزائنه بالأموال التي جمعها من عيد روما ومن بيع مناصب للكرادلة، واستطاع سيزاري بفضلها حتى يضع خطة حملة أخرى. وكان أول ما عمله حتى عرض مبلغاً مغرياً من المال على باولوأرسيني ليقنعه بأن ينضم هوورجاله إلى القوات البابوية؛ واتى باولوكما اتى على أثره عدد آخر من النبلاء. وبهذه الضربة الماهرة قوى سيزاري جيشه، وحمى روما من غارات البارونات أثناء غياب الجيوش البابوية وراء الابنين. ولعل هذه المغريات نفسها، وما بذله لمناصريه من وعود بالغنائم هي التي ضمن بها خدمات جيان بولوبجليوني سيد بورجيا وجنوده، واستخدم بها فيتيلتسوفيتلي Vitelozzo Vitolli ليقود مدفعيته. وبعث إليه لويس الثاني عشر بلواء صغير من حملة الرماح، ولكن سيزاري لم يعد يعتمد على الإمدادات الفرنسية. فلما تم له هذا الاستعداد هاجم في سبتمبر من عام 1500 بتحريض الإسكندر القصور التي يحتلها آل كولنا وسفلى المعادين له في لاتيوم.

واستسلمت له هذه القصور الحصينة واحداً بعد واحد، وسرعان ما كان في مقدور الإسكندر حتى يطوف وهوآمن طواف المنتصر بالأنطقيم التي فقدتها البابوية من زمن طويل؛ واستقبل في جميع مكان بالترحاب من الشعب(65)، لأن رعايا البارونات الإقطاعيين لمقد يكونوا يحبونهم.

ولمّا بدأ سيزاري حملته الكبرى الثانية (أكتوبر عام 1500) كان تحت إمرته جيش مؤلف من 14.000 جندي، ومعه حاشية من الشعراء، وكبار رجال الدين، والعاهرات لخدمة جنوده. وعهد بنيلفومالاتستا أنهم زاحفون على ريميني فأخلاها قبل ووصلهم إليها، وفر جيوفني اسفوردسا من بيزارو، ورحبت المدينتان بمقدم سيزاري وعدتاه محرراً لهما، لكن استوري مانفريدي قاومه في فائندسا، وأيده أهلها بإخلاص ولاء؛ وعرض عليه بورجيا شروطاً للتسليم كريمة رفضها منفريدي؛ ودام حصار المدينة طوال الشتاء، ثم استسلمت فائندسا آخر الأمر بعد حتى وعدها سيزاري بأنقد يكون رحيماً بأهلها جميعاً. وكان مسلكه مع أهلها بعد استسلامها حسناً، وأثنى على منفريدي ودفاعه القوي ثناءً مستطاباً أحبه من أجله - كما يظهر - القائد المهزوم ولبث معه ضمن حاشيته أوأركان حربه. وعمل هذا العمل نفسه أخر أصغر لأستوري، وإن كان هوومنفريدي قد أجيز لهما حتى يمضىا إلى حيث شاء(66)، وظلا شهرين يسيران في ركاب سيزاري في جميع تجواله، ويعاملان معاملة إجلال ولكنهما ما حتى وصلا إلى روما حتى زج بهما فجأة في قصر سانت أنجيلوالحصين، حيث بقيا عاماً كاملاً، حتى إذا كان اليوم الثاني من شهر يونيه سنة 1502 قذفت مياه نهر التيبر بجثتيهما على الشاطئ. ولسنا نعهد السبب الذي من أجله قتلهما سيزاري أوالإسكندر، وستظل هذه الحادثة كغيرها من الحوادث الكثيرة التي تبلغ المائة عدا من الأسرار الغامضة التي لا يسبر غورها إلاّ العارفون.

سيزار بورجيا.

وأخذ سيزاري بعد حتى أضاف "رومانيا" إلى ألقابه يفهم الخريطة، وقرر بعد دراستها حتى يتم الواجب الذي عهد به إليه أبوه. وكان قد بقى عليه حتى يستولي على كينووأربينو. ولا شك في حتى أربينوكانت بابوية في شرائعها، ولكنها كانت دولة نموذجية من جهة النظر السياسية في تلك الأيام؛ وبدا حتى من العار حتى يخلع عن عرشها شخصان محبوبان مثل جويدويلووإلزبتا، ولعلهما في هذه الأيام الأخيرة كان يقبلان حتىقد يكونا نائبين عن البابا بالاسم وبالعمل معاً. ولكن سيزاري كان يدعى حتى تلك المدينة تسد أسهل طريق له إلى البحر الأدريادي، وأن في مقدورها إذا سقطت في أيد معادية له حتى تبتر عليه سبل الاتصال مع سيزارووريمني. ولسنا نعهد هل وافق الإسكندر على هذه الحجج؛ ويبدوحتى ذلك بعيد احتمال، لأنه أقنع جويدويلدوفي ذلك الوقت بأن يعير جيش البابوية مدافعه(67). وأقرب من هذا إلى العقل حتى سيزاري خدع أباه، أوبدل خططه. وسواء كان هذا أوذات فإنه بدأ حملته الثالثة في الثاني عشر من يونيه عام 1502 وبصحبته ليوناردودافنشي كبيراً لمهندسيه؛ وكان متجهاً في الظاهر نحوكميرينوCamerino. لكنه بدل خطته على حين غفلة، فاتجه نحوالشمال، واقترب من أربينوبسرعة لم يجد معها حاكمها المريض متعساً من الوقت للعرب إلاّ بشق الأنفس. وهجر هذا الحاكم المدينة تسقط في يدي سيزاري دون حتى تدافع عن نفسها (21 يونيه).وإذا كان هذا الفتح قد تم بفهم الإسكندر وموافقته، فإنهقد يكون من أدنأ أنواع الغدر وأوجبها للاحتقار في التاريخ، وإن كان مكفيلي يبتهج بما ينطوي عليه من مكر ودهاء. وعامل المنتصر أهل المدينة برقة شبيهة برقة السنانير، ولكنه استحوذ على ما كان للدوق المغلوب من مجموعات فنية ثمينة وباعها ليؤدي بها رواتب جنده.

واستولى قائده ڤيتلي Vitelii في هذه الأثناء على أردسوالتي كانت تابعة لفلورنسا من زمن طويل،ويبدوأنه عمل ذلك من تلقاء نفسه وعلى مسئوليته. وارتاع مجلس السيادة فأوفد أسقف فلتيرا، ومعه مكفيلي، ليستغيث بسيزاري في أربينو. واستقبلهم القائد بلطف كان له الفضل في بلوغه ما يصبوإليه. فقد نطق بهم: "إني لم آت إلى هنا لأكون طاغيةً مستبداً، بل جئت لأقضي على الطغاة المستبدين"(68). ووافق على حتى يمنع زحف فيتيلي، وأن يعيد أردسوإلى طاعة فلورنس، وطلب في نظير هذا ان توضع سياسة محددة المعالم للصداقة المتبادلة بينه وبين فلورنس. وظل الأسقف أنه مخلص في قوله، وخط مكفيلي إلى مجلس السادة بحماسة غير دبلوماسية يقول:

إن هذا السيد جليل عظيم، وإنه ليبلغ من الجرأة حداً يظهر معه جميع مشروع مهما عظم شأنه صغيراً في عينه. وهويحرم نفسه من الراحة ليظفر بالمجد ويستحوذ على الأمصار، ولا يجد الخطر ولا التعب سبيلاً إلى نفسه. وهويصل إلى المكان الذي يريده قبل حتى يدرك الناس من نواياه؛ وهويكسب محبة جنوده، وقد اختارهم من أحسن الناس في إيطاليا. وأدى هذا كله إلى نصره وقوته، وساعده على ذلك حظه الموفق على الدوام"(69).

وسلمت كميرينوفي 20 يوليه إلى قواد سيزاري، وعادت الدويلات البابوية]] بابوية كما كانت من قبل. وحكمها سيزاري بنفسه أوعلى أيدي نوابه حكماً صالحاً يبرر ما كان يدعيه من أنه تل عروش الطغاة؛ وبلغ من ذلك حتى هذه المدن كلها، إذا استثنينا منها اوربينوفائندسا، حزنت لسقوطه(70). وسمع سيزاري حتى جيان فرنتشسيسكوجندساجا (أخا إلزبتا وزوج إزبلا) مضى هووجماعة من الأشخاص البارزين إلى ميلان ليستعدوا عليه لويس الثاني عشر، فأسرع باختراق إيطاليا، وقابل أعداءه، ولم يلبث حتى استعاد رضا الملك (أغسطس سنة 1502). ومما هوجدير بالملاحظة حتى يجمع أسقف، ومليك، ودبلوماسي اشتهر يجمع هؤلاء على الإعجاب بسيزاري ويؤمنوا بعدالة مسلكه وأهدافه.

لكن إيطاليا كانت مع ذلك لا تخلومن رجال في أماكن مختلفة منها يتمنون سقوطه. فالبندقية مثلاً، وإن كانت قد منحته مواطنيتها الفخرية، لم يكن يسرها حتى تعود الولايات البابوية قوية كما كانت من قبل، وأن تسيطر على جزء كبير من شاطئ البحر الأدريادي. وامتعضت فلورنس وهي تفكر حتى فورلي التي لا تبعد عن أرضها أكثر من ثمانية أميال كانت في يدي شاب عبقري في شئون السياسة والحرب مجرد من الضمير ولا يحسب حساباً للعواقب. وعرضت بيزا عليه حتى يتولى أمرها؛ فرفض هذا العرض في أدب؛ ولكن من يدري، فقد يبدل خطته كما بدلها وهوفي طريقه لكميرينو. وربما كانت الهدايا التي بعثت بها إزبلا له ستاراً يخفي ما تشعر به هي ومانتوا من استياء لاغتصابه أربينو. ولقد خربت فوزاته بيوت آل كولنا وسافلي، وكذلك آل أرسيني وإن لم يصب هؤلاء ما أصاب بيوت الأسرتين الأوليين، وكانوا جميعاً يترقبون الساعة التي يستطيعون فيها حتىقد يكونوا حلفاً معادياً له. ولم يكن "أحسن رجاله"، الذين قادوا فيالقه ونالوا له النصر، واثقين من حتى خطوته التالية لن تكون هي الهجوم على بلادهم هم أنفسهم، ومنها ما كانت تطالب به الكنيسة. وكان جيان بولوبجليوني ترتعد فرائصه فرقاً من استحواذ سيزاري على بورجيا، كما كانت ترتعد فرائص جيوفني بنتيفجليولحكمه بولونيا؛ وكان باولوأرسيني، وفرانتشيسكوأرسيني، ودوق جرافيويتساءلون كم من الزمن يمضي قبل حتى يعمل سيزاري بآل أرسيني ما عمله بآل كولنا. وقد ثارت ثائرة فيتيلي بعد حتى اضطر إلى التخلي عن أردسو، فنادى هؤلاء ومعهم ألفيرتوOliveretto صاحب فرموويندلفوبيتروتشي صاحب سينا وممثلين لجويدوبلدوللاجتماع في لامجيوني La Mageone على بحيرة تراز ميني Lake Trasimeen (سبتمبر سنة 1502). واتفقوا في هذا الاجتماع على حتى يوجهوا جيوشهم ضد سيزاري فيقبضوا عليه، ويخلعوه، ويقضوا على حكمه في رومانيا وأنطقيم التخوم، ويعيدوا الأمراء الذين تلت عروشهم. وكانت هذه مؤامرة قوية واسعة النطاق، لوأنها نجحت لكانت سبباً في القضاء على الخطط التي أحسن تدبيرها الإسكندر وولده.

وبدأت المؤامرة بسلسة من الفوزات الباهرة. فقد نظمت الفتن في أربينووكميرينوواستعين على تنظيمها بأهل المدينتين، وطردت الحاميات البابوية منهما، وعاد جويدوبلدوإلى قصره (18 أكتوبر سنة 1502)؛ وحمل الأمراء الساقطون رؤوسهم في جميع مكان، وأخذوا يضعون الخطط لاستعادة ما كان لهم من سلطان. ووجد سيزاري فاتىة حتى قواده يعصون أوامره، وأن قواه قد نقصت إلى حد يستحيل عليه معه حتى يحتفظ بفتوحه، واسعفه الحظ في هذه الأزمة فمات الكردنال فيراري Ferrari، وأسرع الإسكندر فاستولى على الخمسين ألفاً من الدوقات التي هجرها وراءه، وباع بعض المناصب التي كان الكردنال يتولاها، ومنح ما حصل عليه إلى سيزاري، فبادر هذا بتجييش جيش حديث قوامة ستة آلاف جندي. وأخذ الإسكندر في ذلك الوقت يتفاوض وحده مع المتآمرين، وبذل لهم وعوداً سخية، ورد الكثيرين منهم إلى طاعته، فلم ينته شهر أكتوبر حتى عقدوا جميعهم الصلح مع سيزاري. وكان هذا عملاُ دبلوماسياً رائعاً مدهشاً؛ وقبل سيزاري معذرتهم بصمت المتشكك المرتاب، ولم يفته حتى يلاحظ حتى آل أرسيني لا يزالون يستولون على حصون دوقية أربينووإن كان جويدوبلدوقد فر منها مرة أخرى.

وفي شهر ديسمبر حاصر قواد سيزاري تطبيقاً لأمره بلدة سنجاليا القائمة على البحر الأدرياوي، وسرعان ما استسلمت المدينة، ولكن قائد الحصن أبى حتى يسلمه إلاّ لسيزاري نفسه، فأوفد رسولاّ إلى الدوق في سيسينا، فاستحث الخطى بإزاء الساحل ومن ورائه ثمانمائة من أشد جنوده إخلاصاً له.

فلما بلغ سنجاليا حيا زعماء المؤامرة الأربعة - فيتيدلدسوفيتلي، وباولو، وفرانتشيسكوأرسيني، وألفرتو- تحية طيبة في الظاهر، ونادىهم إلى مؤتمر يعقدونها معه في قصر الحاكم؛ فما اتىوا أمر بالقبض عليهم، وأمر في تلك الليلة نفسها (31 ديسمبر سنة 1502) بخنق فيتلي وألفرتو. أما باولووفرانتشيسكوأرسيني فقد أونادى السجن حتى يفاوض سيزاري أباه في شأنهما؛ ويبدوحتى آراء الإسكندر كانت تتفق مع آراء ولده؛ وفي اليوم الثامن عشر من يناير أعدم الرجلان.

وازدهى سيزاري بضربته الحاذقة في سنجاليا؛ فقد كان يظن حتى من حقه على إيطاليا حتى تشكره إذ أنجاها بهذه الوسيلة الطريفة من أربعة رجال لم يكتفوا بأنقد يكونوا إقطاعيين مغتصبين لأراضي الكنيسة، بل كانوا فوق ذلك مستبدين رجعيين ظالمين لرعاياهم الضعفاء المساكين. ولربما أحس بقليل من وخز الضمير لأنه اعتذر عن عملته لمكيفلي بقوله: "إن من الخير حتى نقتنص الذين أثبتوا براعتهم في اقتناص غيرهم"(72). ووافقه مكيفلي على هذا أتم الموافقة؛ وكان في ذلك الوقت يرى حتى سيزاري أعظم الناس بسالة وحكمة في إيطاليا كلها. ويرى باولوجيوفيوpaolo Giovio، المؤرخ والأسقف، في القضاء على المتآمرين الأربعة "حيلة من أظرف الحيل"(73). وأرادت إزبلا دست حتى تضمن لنفسها النجاة فأوفدت تهنئ سيزاري على عملته، كما أوفدت إليه مائة قناع يتسلى بها "بعد كفاحه وتعبه في هذه الحملة المجيدة"، وأثنى لويس الثاني عشر على هذه الضربة ووصفها بأنها "عملاً خليقاً بأيام روما المجيدة(74)".

وكان في وسع الإسكندر وقتئذ حتى يعبر عن غضبه الشديد من المؤامرة التي دبرت ضد ولده، ومن المدن التي استردتها الكنيسة، فادعى حتى لديه من الأدلة ما يثبت حتى الكردنال أوفديني قد ائتمر مع أقاربه لاغتيال سيزاري(75)، ثم أمر باعتنطق الكردنال وطائفة أخرى من المشتبه فيهم (3 يناير سنة 1503)، واستولى على قصره وصادر جميع أملاكه. وقضى الكردنال نحبه في السجن في الثاني والعشرين من فبراير، ولعل موته كان بسبب اهتياج أعصابه وانهيار قواه، وإن كانت روما تقول إذا البابا قد سمه.

وأشار الإسكندر على سيزاري حتى يستأصل شأفة آل أرسيني بأجمعهم من روما وكمبانيا؛ لكن سيزاري لم يكن مثله شديد الرغبة في هذا العمل، ولعله هوأيضاً كان منهوك القوى؛ فأجل عودته إلى العاصمة بعض الوقت، ثم شرع على كره منه (76) في محاصرة حصن جيوليوأرسيني الحصين في تشيري Ceri (14 مارس من عام 1503). واستخدم في هذا الحصار - ولعله استخدم في غيره أيضاً - بعض الآلات الحربية التي اخترعها ليوناردو. ومن هذه الآلات برج متحرك يتسع لثلاثمائة رجل، ويمكن حمله إلى أعلى أسوار العدو(77). واستسلم جويليو، ورافق سيزاري إلى الفاتيكان يطلب إليها الصلح؛ وارتضى الإسكندر حتى يصطلح على شرط حتى ينزل آل أرسيني عن جميع قلاعهم في الأملاك البابوية؛ وقبل جويليوهذا الشرط. وكانت بروجيا وفيموقد قبلتا في هدوء حاكمين عليهما بعث بهما سيزاري. ولم تكن بولونيا قد استردت بعد، لكن فيرارا ارتضت مسرورة حتى تكون لكريدسيا دوقة لها. وإذا استثنينا هاتين الإمارتين الكبيرتين - وهما اللتان شغلتا خلفاء الإسكندر - استطعنا حتى نقول إذا البابوية استردت أملاكها بتمامها، وبهذا عثر سيزاري بورجيا نفسه وهوفي الثامنة والعشرين من عمره يحكم مملكة لا يضارعها من حيث اتساع رقعتها في شبه الجزيرة إلاّ مملكة نابلي؛ وأجمع الناس كلهم على أنه أقوى رجال إيطاليا وأعلاهم شأناً.

وظل بعدئذ وقتاً ما هادئاً هدوءاً غير معتاد في الفاتيكان. ولقد كنا نتسقط حتى يرسل في ذلك الوقت في طلب زوجته، ولكنه لم يعمل. وكان قد هجرها في فرنسا عند اسرتها، وكانت قد ولدت له طفلاً في أثناء غيابه في الحرب؛ وكان يخط إليها ويرسل لها الهدايا أحياناً، ولكنه لم يرها بعد قط. وعاشت دوقة فالنتنوا عيشة متوسطة منعزلة في بورج Bourge أوفي قصر لاموت في La Motte feuilly في الدوفينيه؛ يداعبها الأمل في حتى يبعث في طلبها أوحتى يأتي هوإليها.ولمّا حتى نكب وتخلى عنه من حوله حاولت حتى تمضى هي إليه، ولمّا توفي علقت الستر السوداء على بيتها، وظلت تلبس ثياب الحزن عليه حتى توفيت. ولعله كان يبعث في طلبها فيما بعد لوأنه أتيحت له فترة من السلم دامت أكثر من بضعة أشهر، وأكثر من هذا احتمالاً أنه لم يكن ينظر إلى زقابل بها إلاّ على أنه صفقة سياسية لا أكثر، وأنه لم يكن يشعر نحوها بشيء من الحنان. ويبدوأنه لم يكن بفطرته حنوناً إلاّ بقدر معتدل، وأنه كان يحتفظ بهذا القدر للكريدسيا التي كان يحبها حباً هوجميع ما يستطيع حتى يحب به امرأة. وشاهد ذلك أنه وهويسرع من أربينوإلى ميلان مع لويس الثاني عشر ليخادع بذلك أعداءه، خرج عن خط سيره ليزور أخته في فيرارا وكانت وقتئذ في أشد حالات السقم. ووقف عند فيرارا مرة أخرى وهوعائد من ميلان، واحتضنها بين ذراعيه، بينما كان الأطباء يحجمونها، وبقى معها حتى زال عنها الخطر(78). وجملة القول حتى سيزاري لم يكن قد خلق للزواج؛ وكانت له عشيقاته، ولكن عشقه لم يدم لأيهن طويلاً؛ وسبب ذلك حتى حرصه على السلطان كان يستنفذ جميع جهوده، فلا يهجر لأية امرأة مكاناً تنفذ منه إلى نفسه وتستولي على عواطفه.

ولمّا كان في روما كان يعيش معيشة العزلة، ويكادقد يكون مختفياً عن الناس؛ وكان يقضي الليل في العمل وقلما كان يراه أحد بالنهار. ولكنه كان يشتغل بجد حتى في الوقت الذي يظهر أنه يستريح فيه من عناء الأعمال؛ وكان يفرض رقابة شديدة على عماله في الولايات البابوية، ويعاقب من يسيئون استخدام سلطتهم، وأمر بإعدام واحد منهم لقسوته واستغلاله نفوذه؛ وكان على الدوام يجد من الناس من يحتاجون إلى حتى يفهمهم كيف من الممكن أن يحكمون رومانيا أويحافظون على النظام في روما. وكان الذين يعهدونه يقدرون ذكاءه، وقدرته على حتى ينفذ مباشرة للب الموضوع الذي يعالجه، واغتنامه جميع فرصة تتيحها له الظروف وإقدامه على العمل السريع الحاسم المثمر. وكان محبوباً من جنده، لأنهم كانوا يعجبون في السر بنظامه الذي ينجيهم من المهالك بقسوته: وكانوا يوافقون جميع الموافقة على جميع ما يلجأ إليه من الرشا، وأساليب المكر والخداع التي قلل بها من عدد أعدائه وأضعف بها عنادهم، وأنقص من عدد المعارك الحربية التي خاضها جنوده وعدد قتلاهم فيما خاضوه منها(79). وكان الدبلوماسيون يغصبون إذ يجدون حتى هذا القائد الشاب السريع الحركة الذي لا يهاب الردى يفوقهم في القدرة على التفكير والمحاجة والدهاء، وأن في مقدوره إذا دعت الحاجة حتىقد يكون مثلهم في الكياسة والفصاحة والفتنة.

وقد جعلته نزعته إلى السرية هدفاً سهلاً للهجائين في إيطاليا، وللشائعات الوقحة التي كان في وسع السفراء المعادين أوالأشراف الساقطين حتى يخترعوها عنه أوينشروها. وليس في استطاعتنا الآن حتى نميز الحقيقة من الخيال في هذه التهم الفظيعة. ومن هذه الأقوال الواسعة الانتشار أنه كان من عادة الإسكندر وولده حتى يعتقلا الأغنياء من رجال الكنيسة لتهم تذاع عنهم، ثم يطلقاهم إذا أدوا مبالغ كبيرة من المال فدية أوغرامة. فقد قيل مثلاً إذا أسقف تشيوينا سجن في قلعة سانت أنجيلوبدعوى أنه ارتكب جريمة لم تذع حقيقتها، ثم أطلق سراحه بعد حتى دفع للبابا عشرة آلاف دوقة(81).

Studi di testa di un uomo di Leonardo da Vinci. Probabilmente si tratta di un ritratto di Cesare Borgia.

وليس في وسعنا حتى نقول أهذه عدالة أم لصوصية؛ ولكننا إنصافاً للإسكندر يجب ألاّ ننسى أنه كان من عادة المحاكم الكنسية والمدنية في تلك الأيام حتى تحم في الجرائم بغرامات كبيرة تؤدى للمحكمة بدل السجن الذي يكلف الدولة نفقات باهظة. ويقول جوستنياني سفير البندقية وفيتوربوسوديرني سفير فلورنس إذا اليهود كثيراً ما كانوا يعتقلون متهمين بالإلحاد، وإن الطريقة الوحيدة التي يستطيعون بها إثبات إيمانهم هي أداء مبالغ ضخمة للخزانة البابوية(82). وقد يحدث هذا سليماً، ولكن روما اشتهرت في تلك الأيام بحسن معاملة اليهود، ولم يكن أي يهودي يعد من الملاحدة، أويقدم لمحكمة التفتيش لأنه يهودي.

وتتهم كثير من الشائعات آل بورجيا بتسميم الكرادلة لتعجل بعودة ضياعهم إلى الكنيسة. وخيّل إلى الناس حتى بعض هذه الحوادث ثابت سليم - يؤيد صحته التواتر لا البراهين - ولذلك ظل المؤرخون البرتستنت بوجه عام يصدقونه حتى زمن يعقوب بركها ردت (1818-1897) الفطن الأريب(83)؛ وكان باستور Pastor المؤرخ الكاثوليكي يعتقد حتى "من الأمور المرجحة جميع الترجيع حتى سيزاري سم ميشيل ليحصل بذلك على ما يريده من المال"(84). وقد بنى حكمه هذا على حتى مساعد شماس في عهد يوليوس الثاني (وهوالشديد العداء للإسكندر) يدعى أكوينودا كلوريدوAquino da Colloredo أقر بعد حتى عذب أنه سم الكردنال ميشيل بتحريض الإسكندر وسيزاري(85). وقد يعذر مؤرخ في القرن العشرين إذا شك في اعترافات تنتزع من صاحبها بالتعذيب؛ ولقد أثبت إحصائي مغامر حتى نسبة الوفيات بين الكرادلة لم تكن في أيام الإسكندر أعلى منها في العهود السابقة له أواللاحقة(86)؛ ولكن الذي لا ريب فيه حتى روما كانت في الثلاث السنين الأخيرة من حكمه ترى حتى أشد الأخطار حتىقد يكون الرجل كردنالاً وغنياً(87). وقد خطت إزبلا دست إلى زوجها تحذره بأنقد يكون حريصاً جميع الحرص فيما يقوله عن سيزاري لأنه " لا يتردد مطلقاً في حتى يدبر المؤامرات للقضاء على ذوي قرباه"(88). والظاهر أنها صدقت السيرة التي تروى عن قتله دوق غنديا. وكان الثرثارون من أهل روما يتحدثون عن سم بطيء المفعول يسمونه الكنتريلا Cantarela أبرز عناصره الزرنيخ، ويقولون إنه إذا وضع مسحوقه في الطعام أوالشراب - وحتى في نبيذ العشاء الرباني نفسه - فإنه يحدث موتاً بطيئاً يصعب تبع سببه. غير حتى المؤرخين في هذه الأيام يرفضون بوجه عام ما يروى من القصص عن الموت البطيء في أيام النهضة ويرون أنها من خلق الخيال، وإن كانوا يعتقدون حتى آل بورجيا في حالة أوحالتين قد سموا بعض الكرادلة الأغنياء"(89) . وقد تؤدى البحوث في مستقبل الأيام إلى تكذيب هذه الحالات بأجمعها.

ورويت قصص شر من هذه عن سيزاري. منها واحدة تؤكد لنا أنه أراد مرة حتى يسلي الإسكندر ولكريدسيا فأطلق في فناء عدداً من المسجونين حكم عليهم بالإعدام، ثم وقف هوفي مكان أمين وأظهر حذقه في الرماية بإطلاق سهام قاتلة عليهم واحداً بعد واحد بينما كانوا هم يبحثون عن عاصم لهم من سهامه(90). والمصدر الوحيد لهذه السيرة هوكابيلومندوب البندقية: ونحن في هذه الحال بين اثنتين، فإما حتى السياسي كاذب في قوله وإما حتى سيزاري قد أتى هذا الأمر حقاً، ولكن أول الفرضين أرجح في رأينا من ثانيهما.

A Glass of Wine with Caesar Borgia by John Collier (1893)

أما أبعد فظائع آل بورجيا عن العقل فهي التي تظهر في يوميات بورشارد Burchard رئيس التشريفات في عهد الإسكندر، وهي يوميات يوثق بها عادة. ففيها نجد تحت تاريخعشرة أكتوبر من عام 1501 وصفاً لعشاء في جناح سيزاري يورجيا في قصر الفاتيكان، أخذت فيه العاهرات العاريات يجرين وراء عدد من الكستناءات نثرت على الأرض والإسكندر ولكريدسيا ينظران إليهن(91). وتظهر هذه السيرة أيضاً في أقوال المؤرخ البروجي ماتارتسوالذي ينقلها عن بركهارد (لأن اليوميات كانت لا تزال سراً مكنوناً) بل أخذها عن الشائعات التي انتشرت من روما في أنحاء إيطاليا ويقول: "إن هذا كان معروفاً في طول البلاد وعرضها"(92). فإذا كان هذا سليماً فإن من العجيب ألاّ يرد له ذكر في تقرير سفير فيرارا، وقد كان وقتئذ في روما، وعهد إليه فيما بعد حتى يفحص عن اخلاق لكيدسيا، وهل تليق بأن تتزوج ألفنسوا ابن الدوق إركولي.بل إذا هذا السفير قد أثنى عليها أعظم الثناء في تقريره هذا (كما نرى ذلك بعد)؛ فإمّا حتىقد يكون الإسكندر قد رشاه وإمّا أنه لم يلتفت إلى الشائعات التي لا يقوم عليها الدليل. ولكن ترى كيف من الممكن أن وصلت هذه السيرة إلى يوميات بركهارد،يا ترى؟ فهولا يدّعي أنه كان من الحاضرين في هذا المجلس، ومن أبعد الأمور حتىقد يكون من حاضريه لأنه كان من ذوي الأخلاق القويمة.وهولا يضمن مذكراته عادة إلاّ ما يشهده من الحوادث، أوما ينقل إليه مؤيداً بالدليل. ترى هل أقحمت السيرة إقحاماً في المخطوط،يا ترى؟ إذا جميع ما بقى من المخطوط الأصلي لا يزيد على ست وعشرين صفحة تبحث كلها في أحوال الفترة التي أعقبت سقم الإسكندر الأخير. أما ما بقى من اليوميات فإنه لا توجد منه إل نسخ منقولة عنها، وكل هذه النسخ تذكر السيرة، ولربما كانت قد دسها فيها محرر معاد افترض أنه يستطيع تفكهة التاريخ الجاف بسيرة من القصص الطريفة، أولعل بركهارد قد أجاز مرة للشائعات حتى تتسرب إلى مذكراته، أولعل النسخة الأصلية قد نبهت إلى حتى هذه السيرة من الشائعات لا أكثر، وأكبر الظن حتى هذه السيرة تعتمد على مأدبة أقيمت عملاً، وأن الزخرف المكفهر قد أضافه إليها الحقد أوالخيال. وقد خط فرنتشيسكوبيي سفير فلورنس، وهوالذي كان على الدوام من أعداء آل بورجيا لأن فلورنس كانت في جميع الأوقات على خلاف معهم، خط في غداة هذا الحادث يقول: إذا البابا ظل يسير إلى ساعة متأخرة من الليلة السابقة في جناح سيزاري، وأنه كان في هذا الجناح "رقص وضحك"(93). ولم يرد في قوله هذا ذكر للعاهرات. وليس من المعقول حتى يخاطر البابا، الذي كان يبذل غاية الجهد ليزوج ابنته من وارث دوقية فيرارا، بإفساد سعيه في هذا الزواج وفي عقد حلف دبلوماسي جليل الخطر بالنسبة له، وذلك بأن يسمح للكريدسيا بأن تشهد مثل هذا المنظر(94).


انهيار سلطان آل بورجا

سيزاري بورجيا بعد حتى شفى شفاءً بطيئاً من السقم الذي قضى على حياة البابا، عثر نفسه محوطاً بما لا يقل عن عشرة أخطار لم يكن يتسقطها. ومن ذا الذي كان يتنبأ بأنه هووأباه سيعجزان كلاهما عن العمل في وقت واحد. فبينا كان الأطباء يحمونه استرد آل كولنا المخلوعون من رومانيا، تشجعهم البندقية يطالبون باستعادة إماراتهم؛ وكان غوغاء روما الذين أفلت الآن زمامهم بعد حتى توفي الإسكندر يتحفزون لنهب الفاتيكان في أية لحظة من اللحظات. وينهبون الأموال التي يعتمد عليها سيزاري في أداء رواتب جنده. فلم ير سيزاري بداً من حتى يرسل عدداً من الرجال المسلحين إلى الفاتيكان؛ وأرغم هؤلاء الكردنال كسانوفا Cassanuova بقوة السيف على حتى يسلمهم ما في الخزانة من الأموال؛ إلى غير ذلك عمل سيزاري ما عمله يوليوس قيصر قبل خمسة عشر قرناً من ذلك الوقت. فقد اتى إليه الجند بمائة ألف دوقة مضىاً، كما اتىوا إليه بصحاف وجواهر قيمتها ثلاثمائة ألف دوقة؛ وأوفد في الوقت عينه سفناً وجنوداً ليمنع بها الكردنال جوليانودلا روفيري أقوى أعدائه من الوصول إلى روما؛ وكان يحس بأنه إذا لم يستطع إقناع المجمع المقدس بانتخاب بابا من أنصاره فقد ضاعت جميع آماله.

وأصر الكرادلة على حتى يجلوجنود سيزاري وآل أرسيني وكولنا عن روما حتى يستطيعون حتى يختاروا البابا الجديد في جوخال من الإرهاب. ووافق الأطراف الثلاثة على هذا المطلب، فانسحب سيزاري ورجاله إلى تشفيتا كستلانا Civita Castellana، في الوقت الذي ولج فيه الكردنال جوليانوروما، وتزعم في مجمع الكرادلة القوى المعادية لآل بورجيا. وفي الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1503 اختارت الأحزاب المتنافسة. في مجمع الكردنال فرانتشيسكوبكولوميني Francesco Piccolomini بابا سقماة لجميع الأطراف المتنازعة، وتسمى باسم بيوس الثالث،تكريماً لعمه إبنياس سلفيوس. وكان بيوس رجلاً غزير الفهم طيب الخلق، وإن كان أيضاً أباً لأسرة كبيرة(119). وكان وقتئذ في الرابعة والستين من عمره مصاباً بخراج في ساقه. وكان من أصدقاء سيزاري ولذلك جاز له بالعودة إلى روما، ولكن بيوس توفي في الثامن عشر من شهر أكتوبر.

Cesare Borgia in un ritratto di Pinturicchio

وأيقن سيزاري أنه لا يستطيع وقتئذ حتى يمنح انتخاب الكردنال دلا روفيري وهوبلا ريب أقدر رجل في المجمع المقدس. لهذا عقد سيزاري اجتماعاً خاصاً مع جوليانووأزالا في ظاهر الأمر ما كان بينهما من عداء: فقد وعد جوليانوبتأييد الكرادلة الأسبان (الأوفياء لسيزاري)، ووعده جوليانوإذا اختير للبابوية بتثبيته دوقاً على رومانيا وقائداً للجيوش البابوية. وابتاع جوليانوأصوات بعض الكرادلة الآخرين برشا بسيطة(120). وبذلك اختير جوليانودلا روفيري بابا (في 31 أكتوبر سنة 1503) واتخذ لنفسه اسم يوليوس الثاني كأنه يريد حتىقد يكون نفسه قيصراً، وأن يفوق الإسكندر. وأجل تتويجه حتى اليوم السادس والعشرين من نوفمبر لأن المنجمين تنبأوا باقتران بعض الكواكب في ذلك اليوم اقتراناً يبشر بالخير.

ولم تنتظر البندقية مطلع نجم سعيد، فقد استولت على ريميني، وحاصرت فائندسا، وكشفت عن نيتها في حتى تستولي على جميع ما تستطيع الاستيلاء عليه من رومانيا قبل حتى تتمكن الكنيسة من إعادة تنظيم قواها. وأمر يوليوس سيزاري بالتوجه إلى إمولا وتجيش جيش حديث لحماية الولايات البابوية. ووافق سيزاري على هذا وسار إلى أستيا معتزماً حتى يبحر منها إلى بيزا. لكن رسالة اتىت إليه من البابا وهوفي بيزا تأمره بأن يسلم ما في يديه من حصون رومانيا. وارتكب سيزاري في تلك الساعة خطأً موبقاً يوحي إلينا بأن السقم قد أفسد عليه رأيه إذ رفض حتى يطيع أمر البابا، وإن كان من واجبه حتى يفهم حق الفهم أنه أمام رجل لا يقل عنه في قوة إرادته إذا لم يفقه. وأمره يوليوس حتى يعود إلى روما؛ وأطاع سيزاري الأمر، فلمّا عاد قبض عليه في منزله. واتىه جويدوبلدوالذي أعيد في ذلك الوقت إلى أربينو، ثم عيّن فوق ذلك قائداً للجيوش البابوية ليرى سليل آل بورجيا الساقط؛ وأذل سيزاري نفسه أمام الرجل الذي خلعه ونهب أملاكه، وأطلعه على حدثة السر في الحصون، وأعاد إليه بعض نفائس الخط والستر المزركشة التي بقيت بعد نهب أربينو، وتوسل إليه حتى يتوسط بينه وبين يوليوس. ورفضت تشيزينا Cesena وفورلي حتى تطيعا حدثة السر حتى يطلق سراح سيزاري، ولكن يوليوس رفض حتى يطلق سراحه إلاّ بعد حتى يقنع قلاع رومانيا بالتسليم إلى البابا؛ وتوسلت لكريدسيا إلى زوجها حتى يساعد أخاها؛ ولكن ألفنسوا (ولم يكن وقتئذ قد جلس على عرش الدوقية بل كان فقط ولي عهد لها) لم يعمل شيئاً. فما كان منها إلاّ حتى لجأت إلى إزبلادست؛ ولم يكن حظها معها بأحسن من حظها مع أفنسو، ولعلها هي وألفنسوقد عهدا حتى يوليوس لن يتحول عن رأيه، فلم ير سيزاري آخر الأمر بداً من حتى يطلب إلى مؤيديه في رومانيا حتى يسلموا الحصون؛ وأطلق البابا سراحه، ففر إلى نابلي (19 إبريل سنة 1504).

ورحب به فيها جندسالوده كردويا (جندسالوالقرطبي) الذي أمنه على حياته أثناء مروره بها. وعادت إليه شجاعته أسرع من عودة بصيرته فنظم قوة صغيرة، وبينا كان يستعد إلى الإبحار بها إلى بيومبينوPiombino (بالقرب من لغورن Leghorn) إذ قبض عليه جندسالوبأمر فرديناند ملك إسبانيا؛ وكان يوليوس هوالذي دفع هذا "الملك الكاثوليكي" إلى العمل لأنه لم يشأ حتى يثير سيزاري في البلاد حرباً أهلية. ونقل سيزاري إلى أسبانيا في شهر أغسطس وظل يعاني مرارة السجن عامين كاملين. وحاولت لكريدسيا مرة أخرى حتى تطلق سراحه ولكنها لم توفق.كذلك دافعت عنه زوجته التي هجرها عند أخيها جان دالبرت Jean d'Albert ملك نبرة، ودبرت له الخطة للهرب، وخرج سيزاري من السجن مرة أخرى وأصبح طليقاً في نبرة في شهر نوفمبر من عام 1506. وسرعان ما واتته الفرصة ليرد لدا لبرت الجميل.ذلك حتى كونت لرين Leirn، وهومن أتباع الملك خرج على سيده، فتولى سيزاري قيادة جزء من جيش جان وهاجم به حصن الكونت في فيانا Viana. وخرج الكونت على رأس الحامية من الحصن وهجم على سيزاري، فصده هذا، وتعقب القوة المهزومة بتهور وقلة مبالاة؛ واتى المدد إلى الكونت وقتئذ، وهجم عدوه، وفر جنوسيزاري القلائل، ولم يثبت إلاّ هونفسه ورفيق له واحد، وحارب حتى أثخن بالجراح ومات في القتال (12 مارس سنة 1507) وهوفي سن الحادية والثلاثين.

وكانت هذه خاتمة شريفة تحيط بها الريب. ذلك أ، في حياة سيزاري بورجيا أشياء كثيرة لا تروقنا، نذكر منها كبرياؤه وتبجحه، وإهماله زوجته الوفية، ومعاملته النساء كأنهن أدوات لملذاته العابرة، وقسوته على أعدائه في بعض الأحيان - مثال ذلك حكمه بالإعدام على جويليوفارنوGiulio Varno صاحب كميرينوCamerino وعلى ولديه؛وقتله فيما يظهر اثنين من أبناء منفريدي Manfredi؛ وهي قسوة تناقض جميع التناقض رأفة الرجل الذي يتسمى باسمه . وكان يعمل عادة بالمبدأ القائل إذا تحقيق أغراضه يبرر في رأيه جميع وسيلة يستخدمها لهذه الغاية، فالغاية في رأيه تبرر الوسيلة. لكننا نذكر مع هذا أنه كان يجد نفسه محوطاً بالأكاذيب، وأنه استطاع حتى يتفوق في الكذب على من عداه حتى كذب عليه يوليوس. ونكاد نجزم بأنه لم تكن له يد في مقتل أخيه جيوفني، ولكن أكبر الظن أنه هوالذي حرّض السفاحين على اغتال دوق بستشجيلي Bisceglie، ولعله كانت تنقصه - بسبب سقمه - القدرة على لقاءة مصاعبه بشجاعة وكرامة؛ وكان موته هوالعمل الوحيد الذي شرفت به حياته.

Ritratto di Cesare Borgia

ولكنه حتى هوكان يتصف ببعض الفضائل، فما من شك في أنه كان ذا كفاية غير عادية مكنته من حتى يرقى هذا الرقي السريع، وأن يتفهم بهذه السرعة فنون الزعامة، والتفاوض، والحرب. ولمّا حتى عهد إليه بذلك الواجب الشاق، واجب استعادة سلطة البابا في الولايات البابوية، ولم يكن تحت لوائه إلاّ قوة صغيرة، قام بهذا الواجب بحركة سريعة مدهشة، ومهارة في الفنون العسكرية، واقتصاد في الوسائل.ولمّا عهد إليه حتى يحكم وأن يفتح، حبا رومانيا بأكثر ما استمتعت به منذ قرون من عدالة في الحكم ورخاء في السلم. ولمّا أمر بأن يطهر الكمبانيا من الأتباع العصاة المتمردين المشاكسين، قام بهذا العمل بسرعة يصعب على يوليوس قيصر نفسه حتى يبزه فيها؛ ولعله حين طافت هذه الأعمال العظيمة برأسه قد راوده الحلم الذي راود پترارك ومكياڤلي: وهوحتى يهب إيطاليا، بالفتح إذا لزم الأمر، الوحدة التي تمكنها من حتى تقف في وجه قوتي فرنسا وأسبانيا المرتكزتين . ولكن فوزاته، وأساليبه، وقوته، وأعماله السرية الخفية، وهجماته السريعة التي لا يحصى لها عدد، جعلته سوط عذاب على إيطاليا بدل حتى تجعله عاملاً على تحريرها. ذلك حتى عيوبه الخلقية كانت سبباً في القضاء على ما أنجزه من الأعمال بقوته العقلية. وكانت مأساته الأساسية أنه لم يتفهم قط حتى يحب.

ولنقل مرة أخرى حدثة موجزة عن لكريدسيا: ألا ما أكبر الفرق بينها وبين أخيها الذي هوى من حالق مجده، في تواضعها، وهناءتها في سنيها الأخيرة. ذلك أنها،وقد كانت في روما مضغة في فم جميع نمام، قد أحبها أهل فيرارا ورأوا فيها مثلاً أعلى للفضائل النسوية(121). فقد حاولت فيها حتى تنسى جميع محن ماضيها ومآسيه؛ واستعادت مرح شبابها ولم تخرج في ذلك عن حدود الاعتدال والأناة، وأضافت إلى مرحها هذا اهتماماً كريماً بحاجات غيرها من الناس. وقد أثنى عليها أريستو، وتيبليوTibaldeo، وبمبووتيتو، وإركولي اسفوردسا في أشعارهم ثناء جنت منه أكبر الفائدة؛ فقد وصفوها بأنها "أجمل فتاة" ولم يشر أحد منهم إليها بسوء.ولعل بمبوأراد حتىقد يكون لها كما كان أبلار لإلواز Heloise ، وقد أضحت لكريدسيا وقتئذ تجيد عدة لغات فتتحدث الإسبانية، والإيطالية، والفرنسية، وتقرأ "قليلاً من اليونانية وأقل منها من اللاتينية". ويقول بعضهم إنها كانت تقرض الشعر بهذه اللغات جميعاً(122)، وقد أهدى إليها ألدوس مانيتيوس Aldus Manitius الطبعة التي أصدرها من ديوان استرتسي Strozzi وأشار في المقدمة إلى أنها عرضت عليه حتى تمول مشروعه العظيم في الطباعة(123).

وقد وجدت بين هذه المشاغل الفهمية الكثيرة متسعاً من الوقت حملت فيه لزوجها الثالث ثلاثة بنين وبنتاً واحدة. وقد سر منها ألفنسوعلى طريقته الدافقة العارمة. من ذلك أنه لما نادىه الداعي إلى مغادرة فيرارا في عام 1506 أنابها عنه في حكمها، فقامت بواجبات الحكم فيها بحكمة وحسن بصيرة جعلتا أهل فيرارا يميلون إلى مسامحة الإسكندر إذ هجرها في وقت ما تشرف على شئون الفاتيكان.

وكرست جهودها في السنين الأخيرة من حياتها لتربية أبنائها وتعليمهم، ولأعمال البر والرحمة، وأضحت راهبة فرنسيسية من الطبقة الثالثة. ووضعت في الرابع عشر من شهر يولية عام 1519 طفلها السابع، ولكنه توفي قبل حتى يرى الضوء، ولم تغادر قط فراش السقم، حتى إذا كان اليوم الرابع والعشرون من ذلك الشهر ماتت وهي في سن التاسعة والثلاثين لكريدسيا بورجيا التي ظلمها الناس أكثر مما ظلمت هي نفسها.


نهاية محزنة

لقد كانت شخصيات ايطالية مثيرة ترتعد فرقا من مجرد ذكر اسم سيزار بورجيا، وحدث حتى توفى البابا اسكندر السادس في أغسطس 1593، وبموته تنفس أعداء أسرة بورجيا الصعداء. على حتى سيزار بورجيا بدأ في البحث عن بابا أخر ليكون في حمايته لكن تم تعيين البابا پيوس الثالث وهومن أعداء أسرة بورجيا مع خطأ سيزار الفادح في ثقته الزائدة في نفسه فكثرت أخطاؤه وألق القبض عليه ثم أودع السجن لكنه هرب إلى نابولي ، ثم قبض عليه مرة أخرى وأوفد إلى إسبانيا. وبعد حتى ظل رهين السجن لمدة سنتين تمن من الهرب بمساعده أحد أقاربه والتجأ إلى بلاط ملك نافار. وقد عثر حتى من واجبه حتى يرد صنيع منقذه بأن يعاونه في قمع ثورة قام بها أتباعه الثائرون.

وقاد سزاره حملة ضد قلعة الثوار وفي أحدى الليالي تعقبته مجموعة من الثائرين، وأحطات به احاطة محكمة ، فأخذ يدافع عن نفسه بجرأة وشجاعة وكان بمفرده أما نصف دائرة من السيوف، وفي النهاية سقط صريعا بعد حتى تلقى عشرات الطعنات. إلى غير ذلك توفي الأمير سيزار بورجيا في سن الحادية والثلاثين من عمره.

وصلات خارجية

  • , by Niccolò Machiavelli
  • Description of the Methods Adopted by the Duke Valentino When Murdering Vitellozzo Vitelli, Oliverotto da Fermo, the Signor Pagolo, and the Duke di Gravina Orsini, from The Prince

الثقافة الشعبية

الأفلام

  • Lucrezia Borgia (Richard Oswald, 1926), a silent movie
  • Lucrèce Borgia (Abel Gance, 1935)
  • The Black Duke (1961)
  • Bride of Vengeance (1948)
  • Prince of Foxes (1949)
  • Los Borgia (2006)
  • Poisons, or the World History of Poisoning (2001)

الأدب

  • The Family by Mario Puzo
  • The Count of Monte Cristo by Alexandre Dumas, père mentions many conspiracy theories based around Borgia.
  • Madonna of the Seven Hills by Jean Plaidy (Victoria Holt)
  • Light on Lucrezia by Jean Plaidy (Victoria Holt)
  • Cantarella, a manga by You Higuri
  • Mirror Mirror by Gregory Maguire
  • Prince of Foxes by Samuel Shellabarger
  • The Banner of the Bull by Rafael Sabatini (fiction)
  • The Borgia Bride by Jeanne Kalogridis
  • Kakan no Madonna by Chiho Saito (manga)
  • The Borgias by Alexandre Dumas, père
  • The Borgia Testament by Nigel Balchin
  • Lusts of The Borgias by Marcus Van Heller
  • City of God, A Novel of the Borgias by Cecelia Holland
  • Then and Now by W. Somerset Maugham
  • The Antichrist (1895) by Friedrich Nietzsche Af. #61
  • The Dwarf (1944) by Pär Lagerkvist features an unscrupulous prince likely modeled on Borgia
  • Milo Manara, an Italian comic book creator, drew a comic book divided in three parts depicting the story of the Borgia family. The texts were written by Alejandro Jodorowsky.
  • Cesare by Fuyumi Soryo (manga)

الموسيقى

"Basic Instructions Before Leaving Earth" by rapper and Wu-Tang member Genius/GZA on his 1995 album Liquid Swords.

المصادر

  • مجموعة الفهم ، العدد 44 يوليو1972
  • Cloulas, Ivan. The Borgias.
  • Machiavelli, Niccolò. The Prince.
  • Johnson, Marion. The Borgias.
  • Sabatini, Rafael. The Life of Cesare Borgia.
  • Spinosa, Antonio (1999). La saga dei Borgia. Mondadori.

الهامش

  1. ^ Maike Vogt-Luerssen: Lucrezia Borgia: The Life of a Pope's Daughter in the Renaissance, 2010, ISBN 978-1-4537-2740-9; p. 13.
  2. ^ ألقابه الأخرى تتضمن: دوق رومانيا، أمير أندريا وڤنافرو، كونت ديووا، لورد پيومبينو، كامرينوواوربينو، گونفالونيير والقبطان العام للكنيسة.
  3. ^ Cesare Borgia. Web. 20 Feb 2011.
  4. ^ Encyclopædia Britannica. Borgia, Cesare. Web. 20 Feb 2011.
  5. ^ World Book Encyclopedia. Borgia, Cesare. Web. 20 Feb 2011.
  6. ^ Christopher Hibbert (2008). The Borgias and Their Enemies. Harcourt, Inc. ISBN .

وصلات خارجية

  • , by Niccolò Machiavelli
  • Description of the Methods Adopted by the Duke Valentino When Murdering Vitellozzo Vitelli, Oliverotto da Fermo, the Signor Pagolo, and the Duke di Gravina Orsini, from The Prince
سبقه
Ottaviano Riario
Lord of Forlì
1499-1503
تبعه
Antonio II Ordelaffi
Lord of Imola
1499-1503
{{{reason
سبقه
Pandolfo IV Malatesta
Lord of Rimini
1500-1503
تبعه
Pandolfo IV Malatesta
سبقه
Astorre III Manfredi
Lord of Faenza
1501-1503
تبعه
Astorre IV Manfredi
سبقه
Guidobaldo I da Montefeltro
Duke of Urbino
1502-1503
تبعه
Francesco Maria I della Rovere
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:45:38
التصنيفات: Articles containing non-English-language text, People from Rome (city), Borgia, Dukes of Urbino, Italian cardinals, Archbishops of Valencia, Spanish cardinals, Spanish-Italians, Dukes of Valentinois, Condottieri, Cardinal-nephews, تاريخ إيطاليا, إيطاليون, مواليد 1475, وفيات 1507

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

آخر موعد لتسلم ملفات التعيين بوظيفة مندوب مساعد بقضايا الدولة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:21:55
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

«بتاعنا وشبهنا».. عارفة عبد الرسول تكشف أسباب نجاح مسلسل بالطو

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:04
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

محمد العمدة: الرئيس السيسي وضع نهاية للحرب على الإرهاب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

بعد الحكم بإعدامه.. قاتل محامي كرداسة: «باع واشترى في لحمي»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:21:57
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

وفاة 8 فى غرق قارب جنوب ولاية كاليفورنيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:12
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

أهالي نجع جبران يحتفلون بوصول الكهرباء بلمة وذبائح (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:21:52
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

«تعليم الجيزة» تعلن موعد امتحانات «التربية العسكرية»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:01
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

WATCH IT تطرح البوستر الرسمى لبرنامج «شيف بالبيت 2»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:05
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

"رويال غروب" الإماراتية تدرس شراء ذراع "سيلكون فالي بنك" البريطانية

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:21:59
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

إصابة شخصين فى حادث تصادم بالفيوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:21:56
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

جلين كلوز تعتذر عن تقديم حفل الأوسكار 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:10
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

لابورتا يرد برسالة نارية على بيان ريال مدريد

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:03
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

«مصر أكتوبر» ينظم مؤتمر تمكين المرأة فى ظل الجمهورية الجديدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:15
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 52%

لأبطال متلازمة داون.. تنفيذ مشروع الفلك بقرية حصة أكوة بالغربية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:00
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

قبل انطلاق أوسكار 2023.. أبرز النجوم الذين فازوا بجائزة أفضل ممثل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:11
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

انطلاق الدورة التدريبية A بمشاركة 25 مدربا بمقر الجبلاية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:21:45
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

شباب البحيرة عن سكن كريم: حياة كريمة أعادت البنية التحتية للمنازل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:00
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

«أنا قادر»: أحمد سعد يتصدر ترند يوتيوب بأغنية «جعفر العمدة» (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:03
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 59%

مصرع سيدة وإصابة نجلها سقطا من الدور الخامس بالبحيرة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:21:53
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 70%

رمضان 2023.. تكثيف ساعات تصوير مسلسل «سوق الكانتو» لأمير كرارة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:04
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

قافلة طبية مجانية لأهالي السويس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:16
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

النجم الساحلي يستعيد المثلوثي والجزيري ضد اتحاد تطاوين

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:21:56
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

افتتاح ملتقى التوظيف الثاني بكلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:21:52
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

سامح مهران مديرا لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:01
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

أنباء عن غرق قارب للمهاجرين متجه من ليبيا إلى إيطاليا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 21:22:12
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 52%

تحميل تطبيق المنصة العربية