يوحنا الرابع (بابا الإسكندرية)

عودة للموسوعة

يوحنا الرابع (بابا الإسكندرية)

قداسة البابا يوحنا الرابع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, بطريرك الكنيسة القبطيه الأرثوذوكسية رقم 48 في الفترة مابين من 776 إلى 799.

محل أقامتة مدة الرئاسة الكنيسة المرقسية بالأسكندرية

القرعة الهيكلية

انقضت خمسة عشر شهرًا بعد نياحة البابا مينا الأول قبل حتى يجتمع الأساقفة معًا في الإسكندرية لاختيار من يخلف البابا الراحل. ولما اجتمعوا رأوا حتى يصوموا ويصلوا استلهامًا للروح القدس، وبينما هم يصلون قام شماس شيخ واقترح اسم راهب مشهود له بالتقوى ورخامة الصوت اسمه يوأنس، وكان يعيش في دير الأنبا مقاريوس الكبير. ومع ما امتاز به هذا الراهب من فضائل فقد رأى بعض الأساقفة حتى يلجأوا إلى القرعة الهيكلية في الانتخاب، وعلى ذلك اختاروا راهبين آخرين وخطوا الأسماء الثلاثة، كلاً على ورقة، ووضعوا معها ورقة بيضاء، ثم اشهجروا معًا في إقامة ثلاثة قداسات. وكانوا حدثا انتهوا من إقامة صلوات القداس يطلبون إلى ولدٍ صغيرٍ حتى يسحب ورقة من الأربع ورقات الموضوعة على المذبح، وفي المرات الثلاثة كانت الورقة تحمل اسم الراهب يوأنس. فلم يسع الأساقفة والأراخنة إلا حتى يختاروا الراهب يوأنس، وتمت رسامته سنة 776م، وذلك في عهد خلافة محمد المهدي.


أعماله الرعوية

بعث برسالة الشركة إلى الأب المغبوط جرجس بطريرك إنطاكية يجدد له فيها اتحاده معه في الإيمان الأرثوذكسي. وكان الأب جرجس البطريرك قد أُلقي في السجن وجلس عوضًا عنه ابن خادمة الخليفة الذي لم يخاطب الكرسي الإسكندري قط حتى توفي هذا البطريرك الدخيل. عاد الأب جرجس بعد عشرة سنوات إلى كرسيه وإذ عثر الرسالة التي كان قد بعث بها البابا يوحنا فرح بها جدًا وردّ عليها بمثلها؛ جمع الأساقفة والشعب وتلاها عليهم. وإذ كان السلام مستتبًا في أنحاء البلاد نتيجة وجود والٍ منصف يحكمها، وجه البابا عنايته لبناء كنيسة فخمة وبجوارها أنشأ دارًا لسكناه في الإسكندرية، كما انصرف إلى تجديد الكنائس وتزيينها بالأيقونات والنقوش والزخارف. ثم قام البابا برحلة رعوية عمل خلالها على تثبيت قلوب المؤمنين على العقيدة الأرثوذكسية. متاعب يوليانوس البطريرك الملكي عانى البابا من البطريرك الملكي بالإسكندرية يوليانوس، والذي كان طبيبًا ماهرًا مشهورًا يحترمه الملوك المسلمين لأجل مهنتته. دُعي إلى دار الخلافة في بغداد وعالج بعض أقرباء الأسرة المالكة، وفي لقاء ذلك حصل على أمر بتسليمه جميع كنائس الإسكندرية، فثار الشعب الأرثوذكسي عن بكرة أبيه ومنعه، ولم يستطع نوالها. اِدّعى البطريرك الملكي حتى البابا قد أقام كنيسة الملاك ميخائيل والتي نادىها كنيسة التوبة على أرض حكومية، ولكن البابا أكد ملكية الأرض وانها ليست ملك الحكومة، ومع ذلك اضطر البابا إلى دفع غرامة ضخمة. قد حدثت في عهده مجاعة نتيجة نقص الحصاد، فكان البابا، بالإضافة إلى الصوم والصلاة في حرارة واستعطاف، يفتح مخازن الكنيسة للمحتاجين من الشعب وتوزيع ما فيها على الجميع من مسلمين ومسيحيين، كما أخذ يحث الأغنياء من شعبه على المسارعة إلى أعطى يد العون لاخوتهم، وبهذا استطاع البابا حتى يخفف من حدة المجاعة.

هدم الكنائس

البابا الذي سيخلفه سيجدد جميع الكنائس المتهدمة. فرح الأنبا يوأنس وامتلأ قلبه سلامًا واطمأن إلى حال الكنيسة. مع هدوئه النفسي الكامل أحس بوعكة استوعب معها حتى ساعته قد حانت، فاستقر رأيه على السفر إلى الإسكندرية، وهناك أوصى الأساقفة برسامة مرقس سكرتيره وابنه الروحي خلفًا له حسب ما أشار عليه ملاك الرب، ثم تنيّح بسلام في سنة 799م.

مرقس تلميذه

اشتهر مرقس الذي كان قيّمًا في كنيسة أبي مينا بالإسكندرية بتقواه وفهمه وإجادة القراءة والتسبيح، فكان كثيرون يأتون إلى الكنيسة باكرًا حتى لا يفوتهم تسبيح مرقس وقراءته. كان بروح الرب يحمل قلوبهم كما إلى السماء. تنيّح أنبا جرجس أسقف إيبارشية مصر (القاهرة) فخطت رعيته إلى البابا الأنبا يوأنس يلتمسون منه إقامة شماسه مرقس عِوضًا عنه. استنادىه البابا وسامه قسًا بغير إرادته لكي يقيمه أسقفا على إيبارشية مصر، لكن القس مرقس رفض تمامًا وهرب. اضطر البابا إلى سيامة آخر وهوالقس ميخائيل. تضايق البابا مما عمله القس مرقس فخط إلى شيخ قديس بالبرلس يخبره بأن هذا القس قد عصاه، وانه لن يُقبل بعد لسيامته أسقفًا. فأوفد الشيخ جرجس إلى البابا يقول له إذا عدم قبوله الأسقفية هومن الله الذي سيجعله بطريركًا بعده. فتعجب البابا جدًا واستدعى القس مرقس وأعاده تلميذًا له وكان يحبه ويجلّه. من رسالة البابا يوأنس الرابع إلى قرياقوس بطريرك أنطاكية الـ 46 [نؤمن بالآب والابن والروح القدس الثالوث المساوي في الجوهر، الذي تسبحه القوات العلوية بلا فتور، ويبشر به ذووالعيون النيّرة... يجب علينا نحن أيضًا حتى نفتح عيون قلوبنا بالتقديس ثلاث مرّات مثل دانيال، إذ فتح كُوى بيته الشرقية للثلاث صلوات (اليومية)، لكي ننال نور مجد لاهوت الحق، قائلين كبولس الثلاث فضائل المقدسة، وهي الإيمان بالآب والراتى بالابن والمحبة بالروح القدس التي هي كمال الناموس، لأن ثمرة المحبة للروح القدس هي الإيمان. فنحن نؤمن بالآب والابن ونؤمن أيضًا بالروح القدس ونحبه مع الآب والابن فنكمل الاعتراف بالمحبة الحقيقية. والثلاثة هم لاهوت واحد، ولوكانت الأقانيم متميزة الأسماء والمعاني كما علّم القديس ساويرس... من المعلوم حتى الأفعال تدلّ على الأسماء، وأفعال الثلاثة أقانيم الواضحة في الكتاب لا يشك من له أقل فهم في انها تدل على وحدة طبيعة الآب والابن والروح القدس. لكن هذه الطبيعة الواحدة (للثالوث القدوس) والأسماء المتنوعة المعاني غير وحدتها واختلاف أقانيمها عن بعض في عقولنا، لأنه من المحال حتى نتصور تمييزها عن خارج طبيعتها الواحدة، ولا يجوز حتى نقول أنها تعبير عن قوى الطبيعة الإلهية مثل قوى النفس البشرية، لأن جميع أقنوم له الطبيعة بلا نقص وهي متحدة ببعضها اتحادًا جوهريًا، وعلى ذلكقد يكون الآب موجودًا في الابن والروح، كما حتى الابن والروح موجودان في الآب ومع بعضهما. وقد فهمنا هذا التعليم اللسان الناطق بالإلهيات، أعني غريغوريوس في كتاب المعمودية حيث نطق: لأن اللاهوت واحد في الثلاثة، والثلاثة واحد في اللاهوت، وأما الزيادة والنقصان فلندرْ عنهما، ولا نجعل الوحدانية والتمايز (الافتراق) غريبين، لنبق عنهما. فانه بهذا الخلط سقط سابيليوس الذي جمع اللاهوت في أقنوم واحد، وبهذا الافتراق تهوّر أريوس الذي بعدَ الأقانيم عن بعض، فإن هذين الأمرين مفسدان للنفوس ومتساويان في الكفر، ونحن نرذلهما ونحرمهما. نحن نرذل معكم أيها المغبوطون ونعزل بتريًا الذين يقولون حتى الأقانيم لا تتميز عن بعض مثل تمييز الأبوة عن النبوة وبالعكس الانبثاق. إننا نؤمن بابن الله الوحيد المولود من الآب قبل جميع الدهور الأزلي مع الآب، والروح القدس... الذي لما أراد حتى يرحم خليقته من اللعنة والهلاك بسبب سقوط آدم بذلته والقضاء الذي قضى به عليه، طأطأ السماء ونزل، بحيث لم يفارق كرسي مملكته الإلهية، وصار في بطن العذراء البتول مريم القديسة الطاهرة وتجسد من الروح القدس ومنها من دمها البتول، جاعلاً ناسوته معه واحدًا في الأقنومية، ذلك الناسوت الذي هوذات نفس عاقلة عالمة... صار طبيعة واحدة مركّبة وأقنومًا واحدًا وبروسبًا واحدًا ومسيحًا واحدًا ابنًا واحدًا وربًا واحدًا... وكما حتى الكنيسة تنفر من القول بالافتراق تنفر أيضًا من القول بالامتزاج والاختلاط والتغيير كما أسلفنا، كما تنفر من القول بالخيال، وممن يقول بأن جسد الرب من السماء أومن هيولي آخر غير دم العذراء، أوأنه لم يكن قابلاً الآلام والموت نظير جميع واحد من البشر ماعدا الخطيئة...]


سبقه
البابا مينا الأول
بطريرك الإسكندرية
(1235 776 - 799)
تبعه
(بابا الإسكندرية)


مصادر

  1. ^ قاموس آباء الكنيسة وقديسيها
  2. ^ سيرة الكنيسة القبطية، الكتاب الثاني صفحة 391. القس منسى يوحنا: تاريخ الكنيسة القبطية.
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:52:31
التصنيفات: بذرة مسيحية, أقباط, قديسون مصريون, باباوات الإسكندرية, بطاركة الإسكندرية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إنتر ميامي ميسي يخسر أمام دالاس 0-1 ودياً

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-23 12:08:15
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 94%

حرب غزة: صور الأقمار الصناعية تظهر تدميرا واسعًا للأراضي الزراعية

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-23 12:07:41
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 94%

"الأونروا": 570 ألف شخص في غزة يواجهون جوعا كارثيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-23 12:08:36
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 86%

"حزب الله" يعلن استهداف تجمع للجيش الإسرائيلي وقاعدة ‏ميرون

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-23 12:08:30
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 96%

حرب اليمن: الإمارات العربية المتحدة موّلت اغتيالات سياسيّة

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-23 12:07:42
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 85%

ارتفاع حصيلة قتلى انزلاق التربة في جنوب غرب الصين إلى 25

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-23 12:08:11
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 88%

إعدام رجل في إيران بتهمة قتل شرطي خلال تظاهرات 2022

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-23 12:08:13
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 93%

وزارة الدفاع السورية تعلن إسقاط مسيرة عند حدود الأردن (صور)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-23 12:08:27
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 97%

بيسكوف يرد على فيديو الاستخبارات المركزية الأمريكية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-23 12:08:37
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 98%

النقاش ينضم للطاقم التقني للوداد كمساعد ثاني بطلب من البنزرتي

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-01-23 12:07:12
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية