شارل دي سكوندا، بارون دي مونتسكيو Charles de Secondat, baron de Montesquieu (Montesquieu) (و. 18 يناير 1689 -عشرة فبراير 1755) فيلسوف فرنسي صاحب نظرية فصل السلطات.

شارل مونتسكيومحرر أخلاقي ومفكر وفيلسوف فرنسي، تفهم التاريخ والقانون والفلسفة وهجر مجموعة كبيرة من الأعمال التي تميز بها، أهمها «منطقة في سياسة الرومان في الدين» (1716)، و«الرسائل الفارسية» (1721)، و«نظرات في مسببات عظمة الرومان وانحطاطهم» (1734)، وأهمها وأشهرها «روح القوانين» (1748) إضافة إلى مؤلفات عديدة أخرى.

يعد مونتسكيوواحداً من أكبر نادىة الحرية والتسامح والاعتدال والحكومة الدستورية في بلده، وكان من أشد أعداء الحكم الاستبدادي، ونادى بفصل السلطات، ورد أصل الدولة والقوانين إلى الطبيعة وخاصة في كتابه «روح القوانين» أو«الشرائع» إذ يقول: «إن الطبيعة هي التي تحدد نوع الدولة، أونوع العلاقات بين الأفراد التي تحدد بالتالي شكل الدولة»، ويقصد بالطبيعة المناخ، ويرى حتى نظم الحكم والقوانين تختلف من مجتمع إلى مجتمع باختلاف المناخ، وأن اختلاف المناخ هوالذي يتسبب في اختلاف العادات والتنطقيد والنظم الاقتصادية والأديان، بل ومفهوم الحرية، ويرى كذلك حتى سكان الجبال والجزر يحسّون بحرياتهم أكثر من سكان السهول والقارات لسهولة الدفاع عن الأولى، وأن سكان الجبال يتصفون بالاقتصاد والاستقلالية والنشاط بسبب طبيعة بلادهم، وجعله هذا التفسير الجغرافي واحداً من مؤسسي نظرية الحتمية الجغرافية بعد ابن خلدون.

تجلت فكرته عن القوانين في كتابه روح «القوانين» أو«الشرائع»، فهويعطي عنها نظرة ينبغي حتى تعدّ طبيعية ودنيوية على الرغم من رجوع مونتسكيوإلى الله: العلاقات الضرورية التي تنجم عن «طبيعة الأمور». يمكن حتى يُرى في هذه الصيغة الإعلان عن حكمة دوركهايم Durkheim الشهيرة التي تقضي «بمعالجة الوقائع الاجتماعية على أنها أشياء».

ويرى مونتسكيوأن: «الله له علاقة مع الكون»، وبالتحديد مع الناس الذين يرتبطون به بوشائج الأخلاق والدين، فقوانين التنظيم الاجتماعي ذات علاقة إذن بالله، «مع حكمته وقدرته». ليس المقصود فهم ما إذا كان الله الذي يستدعيه مونتسكيوهوإله سپينوزا Spinoza أوإله مالبرانش Malebranche. إذا ما يهم عالم الاجتماع هوحتى يلاحظ أنه بعد الإشارة بقوة إلى قانونية الطبيعة الاجتماعية، يتحاشى مونتسكيوبعناية الخلط بينها وبين قانونية الطبيعة الفيزيائية. إذا القوانين تتحكم بشدة في سلوك الناس إلى درجة حتى مونتسكيوسوّلت له نفسه القول إنه عندما تُطرح «المبادئ»، فإن «التنوع اللامتناهي للقوانين والأعراف تستسلم لها من تلقاء نفسها». مع ذلك فإن الإنسان الذي هو«كائن قابل للتكيّف»، «ومستسلم في المجتمع إلى أفكار وآراء الآخرين»، خاضع كذلك «للقوانين الخلقية والقوانين الدينية».

إن القوانين التي يهتم بها مونتسكيوتتعلق «بكائنات خاصة وذكية»، أي بفاعلين. ثم لا تظهر بالدقة نفسها التي تظهر فيها قوانين الآلية التي تقوم «بين جسم متحرك وجسم آخر متحرك». «ينبغي حتىقد يكون العالم الفكري محكوماً بشكل جيد بنفس مقدار العالم الفيزيائي». إذا القانونية التي تُلحظ في الظواهر الاجتماعية ليست ذات صفة «قدرية» أوحتمية. عليها حتى تهجر مكاناً لمقاصد «الكائنات الخاصة والذكية» واستراتيجياتها، التي تستطيع حتى تستخدمها لغاياتها الخاصة في «الثبات» و«التماثل» اللذين تسمح للغير بإقامتهما.

إن لدى مونتسكيونظرة واقعية جداً حول التنوع الكبير للقوانين، وهولا يدّعي مثل بعض القانونيين الوضعيين، حصر نطاق القانون في التوجيهات الآمرة التي يجعلها فعّالة تدخل السلطات السياسية. «لسنا خاضعين فقط لقوانين الدولة، فنحن نطيع كذلك القوانين الإلهية، وقوانين الطبيعة الفيزيائية، مثل المناخ، وقوانين الطبيعة الحيوانية، مثل تلك التي تتعلق بالنموواستمرار النوع. وأخيراً، فيما يخص القوانين الوضعية، ينبغي التمييز أيضاً بين تلك التي تتعلق بالقانون السياسي وتلك التي تتعلق بالقانون الدولي، جميع نمط من القانونية له منطقه الخاص».

يبدوعمل مونتسكيوحديثاً تماماً، وبالنسبة إلى مسألة أخرى؛ لقد تداول فهماء الاجتماع طويلاً منذ ماركس حول العلاقات بين البنية التحتية والبنية الفوقية، ومونتسكيوهوكذلك يتحدث عن «الأسباب» ويسعى إلى تقدير هذه الأسباب بأنها أكثر تأثيراً في مجتمع معين، ولكنه يتحصن جيداً ضد إغراء البحث عن «عامل» وحيد أوعلى الأقل راجح. يظهر ذلك في الكيفية التي يتطور بها مفهوم النظام السياسي في «روح القوانين» أو«الشرائع». في الخط الأولى، تبدوالقوانين مشتقة من مبادئ الحكومات وطبيعتها، ولكن الخصوبة التفسيرية للعامل السياسي تنضب بسرعة كبيرة، فيضيف مونتسكيوبرباطة جأش، عوامل أخرى يحكم بأنها أكثر ملاءمة وأكثر مطابقة. إذا فائدة هذا النهج مزدوجة، فليست فكرة القانون وحدها التي تغتني وإنما كذلك فكرة النظام السياسي.

ثمة جانب آخر ينبغي حتى يلفت انتباه فهماء الاجتماع في عمل مونتسكيوألا وهوالتفسير الذي يقترحه للتغيير الاجتماعي، فمونتسكيولا يلتقي مع نادىة مفهوم التقدم المستقيم والمتسارع بانتظام ولا مع نادىة المفهوم الدوري، إنه حساس جداً، على غرار معاصريه، تجاه ظواهر الانحطاط، ولكنه يعطي نظرة لا ترسِّخ التفسير الوحيد الجانب لسقوط الامبراطوريات القائم على انحلال الأخلاق. في الآراء التي يعرضها حول «عظمة الرومان وانحطاطهم»، يشير مونتسكيوإلى سمة التناقض في تطورهم، «إن قوانين روما البدائية كانت تؤدي إلى تكبير المدينة ولكن ما إذا أخضعت روما العالم، حتى أصبحت مبادئ عظمتها أسباباً لانحطاطها بعملية انقلاب مفاجئة بقدر ما هي محتومة». يتمسك مونتسكيوبعوامل عديدة يفتش عن الصلة بينها إذ يقول: «إن حجم المدينة والتوسع المحدود جداً للأراضي التي كان الرومان يمارسون سلطتهم عليها، كانت تعطي للدولة قوة مختصرة، تحافظ على الأفراد في مدار الأهواء المدنية». لم تعد الأمور كما كانت منذ حدوث توسع المقاطعات وتعددها، وتزايد عدد الجنود الذين يؤمنون حمايتها، وتمرد قادتهم، والتكاثر في مدينة روما ومشكلات الغذاء التي نتجت من ذلك، فحلّ محلّ الوحدة المدنية القديمة تنافس أكثر فأكثر حدّة بين الزمر المدنية والعسكرية، بين المناطق والمجموعات الإثنية التي أُخضعت منذ وقت قريب نسبياً. إذا مونتسكيويدرك تماماً تعقّد هذا التسلسل السببي، كما يصف الأفكار التي يمكن بقصد سيىء ومعيب، حتى تؤدي إلى نتائج غير متسقطة.

خطه

عام 1721 نشر كتابه الساخر "الرسائل الفارسية" وفيه انتقد المجتمع وأنظمة الحكم في أوروبا في ذلك الحين. جلب له الكتاب شهرة واسعة وكان سببا في قبوله للأكاديمية الفرنسية للعلوم.

عام 1734 نشر كتابا تحت عنوان "الملكية العالمية" قام بتقسيم الشعوب إلى شمالية وجنوبية وادعى حتى الفرق في المناخ هوالسبب الأساسي للاختلاف بين شعوب الشمال وشعوب الجنوب.

في 1734 أصدر مونتسكيو، دون توقيع، ولكن معترف به عند الجمهور، "نظرات في مسببات عظمة الرومان وسقوطهم".

عام 1748 نشر مونتسكيوأبرز خطه "روح القوانين" وفيه شرح الفرق بين ثلاثة أنواع من أنظمة الحكم: الملكية: يرث الحاكم فيه السلطة؛ الديكتاتورية: يحكم الحاكم فيه وحده دون حدود قانونية ويثبّت حكمه بواسطة إرهاب المدنيين؛ الجمهورية: نظام يحكم فيه الشعب أوممثلوه. ويرى مونتسكيوحتى نظام الحكم الأمثل هوالنظام الجمهوري. وقد ادعى حتى على جميع نظام حكم حتى يصبوإلى ضمان حرية الإنسان ومن أجل ذلك يحب الفصل بين السلطات والحفاظ على توازن بينها: السلطة التطبيقية؛ السلطة التشريعية؛ السلطة القضائية. وقد حصلت نظرية مونتسكيوعلى الكثير من المؤيدين في أوروبا وأثرت مبادئها على دستور الولايات المتحدة، إعلان حقوق الانسان والمواطن وعلى دساتير الكثير من الأنظمة الديموقراطية في عصرنا. مع ذلك فقد كان مونتسكيويعتقد بعدم جواز الانتنطق بين طبقات المجتمع المتنوعة ولم ير أنّ عامة الشعب مستحقين حتى يحكموا.

قائمة الأعمال

• Les causes de l'écho (The Causes of an Echo)
• Les glandes rénales (The Renal Glands)
• La cause de la pesanteur des corps (The Cause of Gravity of Bodies)
• La damnation éternelle des païens (The Eternal Damnation of the Pagans, 1711)
• Système des Idées (نظام أفكار, 1716)
• الرسائل الفارسية Lettres persanes (عام 1721)
• Le Temple de Gnide (The Temple of Gnide, a novel; 1724)
• Histoire véritable d'Arsace et Isménie ((The True History of) Arsace and Isménie, a novel; 1730)
• نظرات في مسببات عظمة الرومان وسقوطهم Considérations sur les causes de la grandeur des Romains et de leur décadence، عام 1734، نصه في Gallica
• روح القوانين De l'esprit des lois ((On) The Spirit of the Laws, 1748), volume 1, volume 2 at Gallica;
• La défense de «L'Esprit des lois» (In Defence of "The Spirit of the Laws", 1750)
• Pensées suivies de Spicilège (Thoughts after Spicilège)
• Essai sur le goût (1757)
• Le flux et le reflux de la mer
• Mémoires sur la fièvre intermittente
• Mémoires sur l'écho
• Les maladies des glandes rénales
• La pesanteur des corps
• Le mouvement relatif
• Le Spicilège
• Pensées

فلسفة مونتسكيو

وكان هذا الكلام خطيرا آنذاك لأن المجتمع كله مضاد له وبالأخص البابا والكنيسة والكرادلة والمطارنة. فكلهم مقتنعون بأن سقراط وأفلاطون وأرسطويفترض أنقد يكون مثواهم في النار لأنهم عاشوا قبل ظهور المسيح ولم يتعهدوا على الإنجيل. في الواقع حتى مونتسكيوكان مستنيرا منذ بداية حياته الفكرية. ولذلك وقف في وجه التعصب المسيحي السائد في عصره واتبع طريق العقل والانفتاح والتسامح. وقد انتسب إلى أكاديمية بوردومنذ بداية حياته الفهمية ثم انخرط في دراسة الفيزياء والرياضيات. ودرس نظريات نيوتن عن نظام الطبيعة قبل حتى يتفرغ للفلسفة والدراسات السياسية. وكان أول كتاب كبير أصدره بعنوان الرسائل الفارسية عام 1721: أي وهوفي الثانية والثلاثين من عمره. ولكنه أصدر قبله كتابين أقل أهمية.والفكرة العامة لهذا الكتاب هي التالية: كان مونتسكيويشعر بأن العقائد والعادات القديمة السائدة في عصره أصبحت مهددة بالانهيار بعد حتى هيمنت على فرنسا طيلة قرون وقرون. وكان يعتقد حتى المجتمع الفرنسي أصبح مريضاً ويبحث عن علاج أوعن تحول ينقله من الفكر القديم إلى الفكر الجديد. ولذلك حاول مونتسكيوحتىقد يكون الطبيب الذي يجد لمجتمعه العلاج الشافي كبقية الفلاسفة الكبار. والواقع حتى كتاب الرسائل الفلسفية يحتوي في طياته على بذور كتابه الكبير القادر: روح القوانين.

وقد نشر كتابه الكبير على هيئة رسائل خطها أمراء فارسيون زاروا فرنسا في تلك الحقبة ودرسوا عاداتها وتنطقيدها. ومن خلالهم راح مونتسكيوينتقد بشكل هجائي لاذع العادات الفرنسية والتعصب الديني السائد في عهد لويس الرابع عشر وخلفه لويس الخامس عشر. كما وانتقد نظام الحكم المستبد، ولكن دون حتى يتحمل أي مسؤولية لأنه وضع جميع ذلك على لسان أشخاص أجانب يبعثون بالرسائل إلى بعض مواطنيهم في إيران. وقد نشر مونتسكيوكتابه بدون توقيع في مدينة أمستردام، هولندا، حيث كانت الحرية متوافرة هناك أكثر من فرنسا.

والواقع أنه كان يخشى حتى يلاحقوه إذا ما عهدوا أنه هومؤلف الكتاب. وعادة نشر الخط بدون توقيع كانت شائعة في تلك الأزمان لأن الكنيسة المسيحية كانت تلاحق الفلاسفة والفهماء وتعاقبهم أشد العقاب إذا ما خرجوا على عقائدها. فديكارت مارس هذه العادة، وكذلك گاليليو، واسپينوزا، وعشرات غيرهم. كلهم نشروا خطهم من دون توقيع.والواقع حتى مونتسكيوكان كارهاً للاستبداد والأصولية الدينية. وعلى الرغم من حتى أمه ربته على حب المسيحية إلا أنه تخلى عن ذلك لاحقا عندما اكتشف تواطؤ رجال الدين مع الأغنياء والأقوياء والحكام. وقد هاجم هذه الظاهرة في كتابه السابق: اعتبارات وخواطر حول سياسة الرومان (1716).

وفيه يقوم بحملة شعواء على نفاق بعض رجال الدين المسيحيين الذين يخدرون الشعب بمواعظهم لكيلا يثور على الظلم والاستبداد. ولكنه يعمل ذلك بشكل غير مباشر لكيلا يتعرض للمساءلة والمعاقبة.ثم تردف المؤلفة قائلة: قبل حتى يصوغ مونتسكيوشكل الحكم العادل والسليم راح أولاً ينقد أسس الحكم السابق أوالسائد القائم على الاستبداد والظلم. وهذا شيء طبيعي. فأنت لا تستطيع حتى تبني قبل حتى تهدم، ولا حتى هجرب قبل حتى تفكك.

وبالتالي فتفكيك النظام القديم للحكم كان الشرط الضروري والأولي لبناء مشروع حديث وصياغة الحداثة السياسية لفرنسا وعموم أوروبا. وهذا ما عمله مونتسكيوفي كتابه الكبير الثاني الذي خلّد اسمه على صفحة التاريخ، أي كتاب: «روح القوانين». وهومن أشهر الخط السياسية في التاريخ. وربما لا يتفوق عليه إلا كتاب السياسة لأرسطو، أوكتاب العقد الاجتماعي ل جان جاك روسو. ولكن لما يتفوقان عليه،يا ترى؟ إنه يقف على قدم المساواة معهما، بل ويتفوق عليهما في بعض الجوانب.

والواقع حتى كتاب مونتسكيودشن الروح السياسية للعصور الحديثة مثلما عمل كتاب روسو: العقد الاجتماعي. كلاهما كان ذا تأثير حاسم على الثورة الفرنسية وقادتها.

ثم تردف المؤلفة قائلة: إذا كتاب «روح القوانين» هورائعة مونتسكيووأهم خطه على الإطلاق. ويمكن القول إنه أمضى حياته كلها في تأليفه أوالتحضير له. وقد ظهر للمرة الأولى في جنيف بعد ثلاثين سنة عمل. وبالتالي فهويشكل خلاصة عمر مونتسكيووزبدة فكره وتأملاته في السياسة الفرنسية والعالمية.وقد تفهم فيه جميع المؤسسات السياسية التي كانت سائدة في عصره سواء في فرنسا أوخارجها قبل حتى ينتقل إلى الفترة التالية من العمل: بلورة صيغة جديدة للحكم غير الصيغة التقليدية والاستبدادية السابقة. بهذا المعنى فإن مونتسكيوكان أحد كبار فلاسفة التنوير بالإضافة إلى فولتير، وروسو، وديدرو، وكانط.

وفي كتابه هذا يدعومونتسكيوإلى إقامة نظام سياسي ليبرالي جدا: أي منفتح على روح الفهم والعقل وبعيد عن التعصب والاستبداد بقدر الإمكان. ولكنه يعتقد حتى تطوير النظام السياسي القائم يحتاج منا أولاً تحليل أصل القوانين الماضية التي هيمنت على البشرية في مختلف العصور السابقة. كما ويتطلب منا تحليل القوانين المعاصرة: أي السائدة في عصره تحت ظل لويس الرابع عشر والخامس عشر. ويرى مونتسكيوحتى القوانين السائدة في بلد ما تكون عادة متأثرة بعاداته وتنطقيده وعقائده الدينية لا محالة. كما أنها متأثرة بالمسقط الجغرافي للبلد ومناخه وإمكانياته الاقتصادية وسوى ذلك.

وهذه هي أول مرة يقوم فيها مفكر ما بدراسة القانون بشكل فهمي وموضوعي على هذا النحوالدقيق والمدهش بوضوحه وجرأته ونفاذ بصيرته. وهي هذا الكتاب الكبير يبلور مونتسكيونظريته عن الفصل بين السلطات الثلاث: أي السلطة التشريعية، السلطة التطبيقية، السلطة القضائية. وهذه هي النظرية السياسية الحديثة التي تسيطر على المجتمعات المتقدمة في الغرب.فالسلطة التشريعية تتمثل في الرلمان المنتخب من قبل الشعب. فهوالذي يسنّ القوانين أويصوت عليها. وأما السلطة التطبيقية فتتمثل في رئيس الجمهورية والحكومة. وهي المسؤولة عن تطبيق أوتطبيق القوانين التي يصوت عليها البرلمان. وأما السلطة القضائية فتتمثل بوزارة العدل والقضاة الذين يراقبون عمل الحكومة لكي يروا فيما إذا كان متوافقا مع القانون أم لا.

وأي انتهاك للقانون يتعرض للعقاب من قبل القضاة.ولهذا السبب تصيبنا الدهشة نن أبناء العالم الثالث عندما نجد حتى القاضي في فرنسا أوإنجلترا يستطيع حتى يستجوب الوزراء وكبار الشخصيات في الدولة وأحيانا يحكم عليها بالسجن إذا ما ثبت تورطهم في عملية فسادها أوإثراء غير مشروع أواستغلال للمنصب من أجل تحقيق مصالح شخصية، الخ. وبالتالي فالنظرية التي بلورها مونتسكيولا تزال سارية المفعول حتى الآن. من طبيعة الحال فقد طرأت عليها تعديلات وتحسينات وتطويرات بمرور الزمن ولكن نواة النظرية أثبتت صحتها وفعاليتها. ثم تضيف المؤلفة قائلة: ينبغي الفهم بأن هذا الكتاب الحاسم في تاريخ البشرية تعرض لهجوم كبير في عصره. فقد انتقده المحافظون ورجال الدين المسيحيون بشدة باعتبار أنه ينقض النظام السائد لملوك فرنسا الذين يمثلون ظل الله على الأرض.

ولكن المثقفين المستنيرين وعلى رأسهم دلامبير وديدرووروسووفولتير وسواهم رحبوا به أجمل ترحيب ورأوا فيه بداية العصور الحديثة: عصور الحرية والعدل والتسامح. ولكن بعضهم عاب عليه بعض النزعة المحافظة لأنه يعطي الأولوية للطبقة الأرستقراطية في الحكم. وهذا شيء طبيعي لأن مونتسكيونفسه كان أرستقراطيا. ولكن لا ينبغي حتى نبالغ في أهمية هذه النقطة المرتبطة بظروف عصرها. فنحن انتقلنا من العصر الأرستقراطي إلى العصر الديمقراطي بعد الثورة الأميركية والثورة الفرنسية. وبالتالي فلم تعد لهذه المسألة من أهمية لأن الزمن تجاوزها.

ملاحظات

قراءات اضافية

• Pangle, Thomas, Montesquieu’s Philosophy of Liberalism (Chicago: 1989 rpt.; 1973).
• Person, James Jr., ed. “Montesquieu” (excerpts from chap. 8) in Literature Criticism from 1400 to 1800, (Gale Publishing: 1988), vol. 7, pp. 350-52.
• Shackleton, Robert. Montesquieu; a Critical Biography. (Oxford: 1961).
• Schaub, Diana J. Erotic Liberalism: Women and Revolution in Montesquieu's 'Persian Letters'. (Lanham, MD: Rowman & Littlefield, 1995).
• Spurlin, Paul M. Montesquieu in America, 1760-1801 (New York: Octagon Books, 1961).

قائمة الأعمال

• Les causes de l'écho (The Causes of an Echo)
• Les glandes rénales (الغدد البولية)
• La cause de la pesanteur des corps (سبب جاذبية الأجسام)
• La damnation éternelle des païens (The Eternal Damnation of the Pagans, 1711)
• Système des Idées (نظام أفكار, 1716)
• Lettres persanes (الرسائل الفارسية, 1721)
• Le Temple de Gnide (The Temple of Gnide, a novel; 1724)
• Arsace et Isménie ((The True History of) Arsace and Isménie, a novel; 1730)
• Considérations sur les causes de la grandeur des Romains et de leur décadence (Considerations on the Causes of the Grandeur and Decadence of the Romans, 1734)
• De l'esprit des lois ((On) The Spirit of the Laws, 1748)
• La défense de «L'Esprit des lois» (في دفاع عن "روح القوانين", 1748)
• Pensées suivies de Spicilège (Thoughts after Spicilège)

انظر أيضاً

• ليبرالية
• اسهامات في النظرية الليبرالية
• الحكومة الفرنسية
• نابوليون

وصات خارجية

• Free full-text works online
• Montesquieu in The Catholic Encyclopedia.
• Montesquieu in The Stanford Encyclopedia of Philosophy.
• Timeline of Montesquieu's Life