حصار الإسكندرية (641)
| ||||||||||||||||||||
ميناء الإسكندرية المتوسطي الهام، عاصمة مقاطعة مصر، استولت عليه قوات الخلفاء الراشدين نهائياً من تحت أيدي (الرومان الشرقيين أو) الامبراطورية البيزنطية في منتصف القرن السابع. كان هذا علامة على انتهاء السيطرة البحرية البيزنطية على (والهيمنة المالية) شرق المتوسط وتسبب بالتالي في تحول جيوسياسي حاسم.
نظرة تاريخية
يعود تاريخ الإسكندرية إلى تأسيس المدينة، على يد الإسكندر الأكبر، عام 331 ق.م. وتعتبر مدينتا الإسكندرية وأبوقير من المدن الساحلية التراثية وقد نسجت حولهما الأساطير فيما روي عنهما المؤرخون والزائري من الإغريق والرومان والعرب . وكانت المدينتان من المدن المتحفية التي كانت تضم آثار الغابرين الذين عمروهما. وكانت هذه الآثار قائمة لكنها لم تتحد الزمن فوق الأرض. فأبوقير القديمة طمرت وغاصت تحت مياه خليج أبوقير. والإسكندرية بقصورها الملكية المنيفة ومعابدها مالت لتغوص تحت مياه الميناء الشرقي مابين قلعة قايتباي ولسان السلسلة في أواخر القرن الثامن. والغريب أنها مالت في إتجاه واحد كأن المدينتين كانتا ماثلتين فوق جرف أرضي إنهار بهما فجأة. فاختفت المدينتان بعدما كانتا أثرا لكل عين منذ ألف عام. وينطق حتى هذا بسبب الزلال وينطق بسبب الفيضانات التي داهمت المدينتين وأغرقتهما بما فيها منارة الإسكندرية الشهيرة. وطبعا كانت هذه الكارثة إبان العصر الإسلامي . لهذا عند التنقيب تحت المياه وجدت عملات وآثار إسلامية وأعمدة وبقايا معابد فرعونية وإغريقية ورومانية وإسلامية. وفي أبوقير تم العثور علي مخلفات أسطول نابليون الذي أغرقه الإسطول الإنجليزي وهوقابع في الخليج عام 1798. فعندما نتطلع إلي الميناء الشرقي أمام تمثال الجندي المجهول حاليا بالمنشية نجد حتى تحت المياه ترقد أطلال مدينة الإسكندرية الأسطورية. لتمثل بانوراما حضارة قامت وغبرت وجعلت من هذه المدينة المتحفية أسطورة حضارية وأثرية. ولغزا دفينا في أعماق البحر.
الإسكندرية البيزنطية
كانت الإمبراطورية الرومانية قد انقسمت إلى إمبراطوريتين شرقية (وعاصمتها بيزنطة) وغربية (وعاصمتها روما)، وكانت الإمبراطورية البيزنطية قد وصلت إلى حالة بالغة من الضعف في القرن السابع الميلادي فشجع ذلك الإمبراطورية الفارسية في الشرق على الهجوم على ممالكها واحتلال الشام ومصر.
ودخل الفرس الإسكندرية ونهبوا المدينة وقتلوا الكثير من أهلها وفي أماكن أخرى من مصر أحدث الفرس مذابح مشابهة، وكان الإسلام في الجزيرة العربية ما يزال وليداً عندما سقطت تلك الأحداث التي ذكرت في القرآن في أول سورة الروم حيث حزن المسلمون بهزيمة الروم لأنهم أهل كتاب مثل المسلمين في حين حتى الفرس يدينون بالمجوسية ولكن الله بشرهم حتى النصر سيحالف الروم من حديث في بضع سنين وعندها سيفرح المؤمنون وصدق الله وعده فلم يدم الحكم الفارسي إلا بضع سنين حيث استطاع الإمبراطور هرقل استرداد ممالكه ورجعت الإسكندرية من حديث تابعة للإمبراطورية البيزنطية الرومانية، وقد أراد هرقل تعيين بطريرك قوى في الإسكندرية يسند له الرئاسة السياسية بجانب سلطته الدينية ليكون قادر على قهر الأقباط فعين بطريرك رومانيا يدعى "قيرس" والمعروف عند مؤرخي العرب باسم "المقوقس".
كان النزاع الممضىي على ما يعهد بالمونوثيليتية ما يزال على أشده في مصر وخاصة في الإسكندرية-عاصمة مصر في ذلك الوقت.. وقد أراد الإمبراطور هرقل تعيين بطريرك قوى يسند له الرئاسة السياسية بجانب سلطته الدينية ليكون قادر على قهر الأقباط وإرغامهم على اتباع الممضى المونوثيليتية فعين قيرس - وكان رومانياً- لهذا المنصب..ولم يكد هرقل يصل إلى الإسكندرية في خريف سنة 631 م حتى هرب البطريرك بنيامين ولكن قبل رحيله عقد مجمعاً بالإسكندرية شهده القسس والرعية وألقى فيه خطاباً يحضهم فيه "على حتى يثبتوا على عقيدتهم حتى يوافيهم الموت" ثم خط إلي أساقفته جميعاً يأمرهم بالهجرة إلى الجبال والصحارى أنبأهم حتى البلاد سيحل بها الوبال وأنهم سيلقون الظلم لعشر سنوات ثم يحمل عنهم بعد ذلك ثم تسلل بنيامين في كنف الليل إلي صعيد مصر على جانب الصحراء(عند مدينة قوص) حيث مكث بدير صغير هناك..
وبعد حتى فشل قيرس (المعروف عند مؤرخي العرب بالمقوقس) في تغيير ممضى المصريين ، أخذ في اضطهادهم إلا حتى جميع ذلك لم ينل من إيمانهم.. حتى حتى شقيق البطريرك السابق بنيامين تعرض لتعذيب بشع حيث سلطت النار على جسمه فأخذ يحترق وسال الدهن من جسمه ثم رموا به في البحر غير أنه توفي ولم يتزعزع إيمانه!
ويقول المؤرخ ميخائيل السربانى: "لم يصغ الإمبراطور إلى شكاوى الأساقفة فيما يتعلق بالكنائس التي نهبت ولهذا فقد انتقم الرب منه.. لقد نهب الرومان الأشرار كنائسنا وأديرتنا بقسوة بالغة واتهمونا دون شفقة ولهذا اتى إلينا من الجنوب أبناء إسماعيل لينقذونا من أيدي الرومان وهجرنا العرب نمارس عقيدتنا بحرية وعشنا في سلام"
الفتح الإسلامي لمصر
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب قام القائد العربي المسلم عمروبن العاص بضم مصر لدولة الخلافة الإسلامية فيما عهد بالفتح الإسلامي لمصر بعد حتى أتم ضم فلسطين من يد الرومان وكان يهدف لتأمين الفتوحات وكان الخليفة عمر بن الخطاب يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لإفريقيا ووصفها بأنها مفرقة أما القائد عمروبن العاص فكان مغرما بمصر قبل الإسلام وبعد حتى حقق فوزا على الروم في معركة أجنادين استأذن الخليفة في غزومصر الذي أبدى الرفض في البداية وما لبث حتى وافق عمروبن العاص وأوفد له الإمدادات وتوجه عمروبن العاص بجيشه صوب مصر عبر الطريق الحربي البري مجتازا سيناء مارا بالعريش والفرما ثم حاصر حصن بابليون واستولى عليه وكان يحكم مصر ذالك الوقت الرومان متخذين من الإسكندرية عاصمة للبلاد مقيمين حصون عسكرية بطول البلاد وعرضها بها حاميات رومانية وكان أقوى هذه الحصون حصن بابليون الذي ما حتى سقط حتى تهاوت باقي الحصون في الدلتا والصعيد أمام الجيوش الإسلامية وقد تم لعمروبن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندرية في يده عام 21 هـ وعقد مع الروم معاهدة انسحبوا على أثرها من البلاد وانتهي الحكم الروماني لمصر وبدأ الحكم الإسلامي بعصر الولاة وكان عمروبن العاص أول الولاة المسلمين. وتختلف الرويات الإسلامية والقبطية في سرد حوادث الفتح وتجتمع على حتى الرومان عذبوا المصريين أثناء حكمهم وجعلوا مصر ضيعة للإمبراطور الروماني وعهدت بمخزن غلال روما وكان اختلاف عقيدة المصريين عن حكامهم سببا في اضطهادهم من قبل الرومان مرتين مرة لاختلاف الدين فالدولة الرومانية كانت وثنية والمصريين مسيحيين ولما أعترفت الدولة الرومانية بالمسيحية أعتنقوا ممضىا مغايرا للممضى الذي عليه المصريين.
فتح الإسكندرية
بعد ذلك انقسم جيش المسلمين إلى ثلاثة أقسام توجه القسم الأول إلى عين شمس بقيادة عمروبن العاص والزبير بن العوام وظل أبرهة بن الصباح لحصار بلوز وأوفد عوف بن مالك إلى الإسكندرية.
بعد معركة هليوپوليس، عقد الصلح بين المسلمين والمصريين اتفقوا فيه على رد ما أُخِذَ منهم عنوة والإبقاء على السبايا وأجروا من ولج في صلحهم من الروم والنوبة مجرى أهل مصر، ويقول ابن الأثير حتى عمر رد سبايا من لم يقاتلهم.
ونص الصلح كما أورده الطبري في تاريخه ونقله عنه ابن خلدون:
ويقول ابن خلدون أمضاه لهم عمر بن الخطاب وأشهد عليه الزبير وعبد الله ومحمد ابناه.
سار عمروبجيشه حتى وصل إلى بلهيب، فعرض حاكم الإسكندرية الجزية على المسلمين لقاء الأمان ورد السبايا، فأوفد عمروبن العاص أوالزبير بن العوام إلى عمر بن الخطاب بالعرض فأوفد إليهم حتى يقبلوا بالجزية وأن يخيروا السبايا بين الإسلام وبين الجزية فمن قبل بالجزية ردوه ومن بقي بالإسلام بقي، واستثنى من ذلك من كان قد وصل من السبايا إلى المدينة واليمن. ثم تحرك عمروبالجيش إلى حتى وصل مشارف الإسكندرية فتحصن الروم في حصن بابليون، فحاصرهم عمروبن العاص حتى استطاعوا اقتحامه، بعد حتى ارتقى الزبير بن العوام أسوار الحصن كما نطق بن الخياط.
بعض الروايات تشير إلى حتى مصر فتحت عنوة بلا عهد ولا عقد وقد أورد بعضها ابن خياط في تاريخه نذكر منها ما رواه عن عمروبن العاص أنه نطق: « لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر علي عهد ولا عقد إذا شئت قتلت وإن شئت بعت وإن شئت خمست، إلا أهل طرابلس فإن لهم عهدا يوفى به»، وتقول روايات أخرى حتى الإسكندرية فقط فتحت عنوة وردت في المصدر السابق (1/99):(1/100)، أما السيوطي فقد نطق في حصن المحاضرة (1/43):«فتح الله أرض مصر كلها بصلح غير الإسكندرية وثلاث قريات ظاهروا الروم على المسلمين: سليطس، ومصيل، وبلهيب». وقد اعترض بعض المؤرخين على هذة الروايات مثل الطبري الذي اعتبرها كاذبة.
ويصف المؤرخ القبطي يوحنا النقيوسي الذي عاصر دخول العرب مصر أحداث هذه الحقبة قائلاً:
- "إن العرب استولوا على إقليم الفيوم وبويط، وأحدثوا فيهما مذبحة هائلة، توفي فيها خلق كثيرون من الأطفال والنساء والشيب".
- "في زمن الصيف سار عمروإلى سخا وطوخ دمسيس أملا في إخضاع المصريين قبل الفيضان ولكنه فشل، وكذا صدته دمياط حيث أراد حتى يحرق ثمار المزارع وأخيرا عاد إلى جيوشه المقيمة في بابليون مصر، وأعطاهم الغنيمة التي أخذها من الأهالي الذين هاجروا إلى الإسكندرية، بعد حتى هدم منازلهم وبنى من الحديد والأخشاب التي جمعها من الهدم قنطرة توصل بين قلعة بابليون ومدينة البحرين ثم أمر بحرق المدينة كلها، وقد تنبه السكان إلى هذا الخطر فخلصوا أموالهم وهجروا مدينتهم، وقام العرب بحرقها، ولكن السكان عادوا إلى المدينة وأطفؤوا الحريق، ووجه العرب حملتهم على مدن أخرى ونهبوا أموال سكانها وارتكبوا ضدهم أعمالا عنيفة.".
- "أتى المسلمون بعد ذلك إلى نقيوس واستولوا على المدينة ولم يجدوا فيها جنديا واحدا يقاومهم، فقتلوا جميع من صادفهم في الشوارع وفي الكنائس، ثم توجهوا بعد ذلك إلى بلدان أخرى وأغاروا عليها وقتلوا جميع من وجدوه فيها، وتقابلوا في مدينة صا باسكوتارس ورجاله الذين كانوا من عائلة القائد تيودور داخل سياج كرم فقتلوهم، وهنا فلنصمت لأنه يصعب علينا ذكر الفظائع التي ارتكبها الغزاة عندما احتلوا جزيرة نقيوس في يوم الأحد 25 مايوسنة 642 في السنة الخامسة من الدورة".
المصادر
-
^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةكتاب وطنية الكنيسة
-
^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةالأهرام41737
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةتاريخ الطبري1
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةتاريخ ابن خلدون1
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةالكامل1
-
^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةتاريخ خليفة1
- ^ يوحنا النقيوسي -الفصل (112) الثاني عشر بعد المائة، حين يتحدث عن استيلاء العرب على إقليم الفيوم
- ^ يوحنا النقيوسي -الفصل (115)، حين يتحدث عن وقائع غزوالعرب ل"أنصنا وبلاد الريف ونقيوس"
- ^ يوحنا النقيوسي -الفصل (118)، حين يتحدث عن وقائع استيلاء العرب على نقيوس (بعد هروب الجيش الروماني من المدينة)