پلاتونوڤ (مسرحية)

عودة للموسوعة

پلاتونوڤ (مسرحية)

هذا الموضوع مبني على
منطقة لابراهيم العريس
بعنوان .


بلاتونوف Platonov (بالروسية: Платонов مسرحية للمحرر الروسي خطها وهوفي سن العرشين مابين 1878 و1881ولكنها نشرت لاول مره في عام 1932


عندما خط انطون تشيكوف مسرحيته المكتملة الأولى «بلاتونوف» كان لا يزال دون العشرين من عمره. وهذه المسرحية رفضت على الفور ولم تقدم مسرحياً خلال فترة طويلة تالية من الزمن. بل إذا تشيكوف أيضاً لم ينشرها في كتاب مطبوع طوال حياته، لذا لم تنشر للمرة الأولى إلا في العام 1923. ولنضف إلى هذا حتى عدم اهتمام تشيكوف بمسرحيته الأولى هذه جعله غير حريص على مخطوطتها، لذلك تمزق غلافها وضاع، إلى الأبد، عنوانها الحقيقي، إلى درجة حتى الاسم الذي عهدت به طوال القرن العشرين، وهو«بلاتونوف» إنما كان اسماً اصطلاحياً، واكبه دائماً اسم مفترض آخر هو«فضيحة ريفية». المهم حتى تشيكوف تجاهل هذا العمل دائماً معتبرا إياه «مجرد محاولة أولى، غير ناضجة، في الكتابة للمسرح» أوبالأحرى، مجرد «تجميع أصيل لبعض الأفكار سيستخرج منه، في ما بعد، أشخاصاً ووضعيات تفيد تفاصيل مسرحياته المقبلة». ولقد وقع هذا بالعمل، إذ إننا سنجد الكثير من أجواء «بلاتونوف» وأشخاصاً، وأزمات هؤلاء الأشخاص، في الكثير من مسرحيات تشيكوف التالية من الممكن في ذلك «ايفانوف» و»بستان الكرز» و»الخال فانيا» وغيرها.

خط انطون تشيكوف مسرحية «بلاتونوف»، إذاً، بين العامين 1878 و1881 ... ولقد شاء في ذلك الوقت المبكر من إنتاجه الكتابي حتى يجعل مناخاً ميلودرامياً يسيطر عليها وعلى أحداثها، لكن الأساس في هذه المسرحية هوقدرة الشاب تشيكوف فيها، على التعبير عن فقدان المثل العليا، بالنسبة إلى شخصيته الرئيسة، المدعوبلاتونوف. إذ، من هذه الناحية، لا من ناحية الصياغة الأسلوبية وتفاصيل رسم العلاقات بين الشخصيات، يمكن النظر إلى «بلاتونوف» بصفتها عملاً مميّزاً وكبيراً. ولعل هذا هوما رآه فيها، بعد كتابتها بقرن، المخرج الروسي نيكيتا ميخالكوف ما جعله يحولها فيلماً سينمائياً يعتبر اليوم من كلاسيكيات السينما السوفياتية وهو«مقطوعة غير مكتملة لبيانوميكانيكي». والواقع إذا ميخالكوف رأى في هذا العمل جوهراً معاصراً، فاتت رؤيته مسؤولي المسرح الذين رفضوه حين قدمه تشيكوف على شكل مسرحية أولى له. ولقد اتى في تعبير لناقد سوفياتي معاصر لزمن تحقيق الفيلم (1967) «عثر ميخالكوف في مسرحية تشيكوف هذه على أفكار يمكنها حتى تحرك مشاعر الجيل الذي تجاوز الثلاثين من عمره، أي الجيل الذي ينتمي إليه المخرج نفسه». طبعاً ليس الحديث عن فيلم ميخالكوف ما يهمنا هنا، بل المهم هوتلك المسرحية التي سيبدولنا، في الأحوال كافة، انه قد أسيء فهمها في ذلك الزمن المبكر، الذي كانت ثورة الفرد على نفسه فيه، لا تزال من الأمور المبكرة.

والحال إذا جوهر «بلاتونوف» هوتلك الثورة التي يندفع فيها بطل المسرحية بلاتونوف، بعد حتى يكتشف خواء حياته ومجانية التنازلات التي قدمها خلال مسار تلك الحياة. ومن هنا حين يصرخ بلاتونوف في واحد من المشاهد الأخيرة للفيلم قائلاً: «كل شيء ضاع! خمسة وثلاثون عاماً ضاعت!» فإنه لا يتوصّل إلى إدراك هذا الواقع الذي عاشه وأخفق فيه، إلا بعد تلك الهزة الروحية التي أجبرته في نهاية الأمر على حتى ينظر إلى نفسه وإلى المحيطين به وإلى الحياة إجمالاً، نظرة واعية، لم تكن قبلاً غائبة عنه، لكنه كان يتعمد تنحيتها جانباً.

أحداث المسرحية بسيطة للغاية، وسريعة لأنها تكاد تدور في يوم واحد وأمسية واحدة، وفي مكان واحد، هوحديقة ومنزل سيد إقطاعي تجمّع فيه خلال ذلك اليوم نخبة من رجال الفكر والثقافة والجيران، لتمضية وقت ظريف. في البدايةقد يكون جميع شيء هادئاً رتيباً: عبارات مجاملة متبادلة، مزاح بين الحاضرين، لعب مرح، إقبال على الصداقة وعلى الحياة. ولكن شيئاً فشيئاً، وكما في لوحة لبروغل يتأملها المرء ليدرك بسرعة جميع تلك الأمور الأكثر جدية الكامنة خلف هدوء الشخصيات، يبرز لنا من بين الحضور، بلاتونوف، وهوفي الأصل مالك أراض بذّر ثروته في شكل جنوني، ثم ها هوالآن قد وعد زوجته ساشا بأن يبدأ حياة جديدة أستاذاً في مدرسة قريبة.

بيد حتى هذا الوعد لم يمنع بلاتونوف من حتى يمضي جل وقته في دارة آل فوينتسيف، حيث يجتمع الأصحاب الآن. وهوهناك في هذه الدار يمضي وقته بين رفض لإغواءات آنا، أرملة الجنرال فوينتسيف الراحل، ودفع لماريا گريكوف، العالمة غير الجذابة التي يظهر من الواضح أنها مغرمة به. أما المشكلة الحقيقية في هذا كله فهي حتى سيرگاي، ابن آنا من زوجها، متزوج من الحسناء صونيا، التي كانت ذات يوم حبيبة بلاتونوف. وكل هذا لن يظهر لنا إلا بالتدريج، ليرسم خطوط المأساة المقبلة التي ستلوح مريرة حادة وسط الهدوء الغامر المكان أول الأمر. ولسوف يتبين لنا كذلك حتى بلاتونوف بتصرفاته، يتمكن الآن، ومن جديد، من إيقاظ مشاعر صونيا تجاهه، بعد حتى كانت هذه المشاعر اختفت طويلاً، وحدث ما وقع في حياة بلاتونوف. هذه المرة يلتقي الحبيبان من جديد، ويكتشفان انهما قد أخطآ في الطريقين المتباعدين اللذين اختاراهما لحياتيهما. وبات عليهما حتى يصلحا، معاً، أخطاء الماضي. إلى غير ذلك يقرران الهرب معاً... بعد حتى يقرر بلاتونوف حتى عليه، هذه المرة أيضاً، حتى يجعل لحياته بداية جديدة. وهنا إذ تدرك ساشا، زوجة بلاتونوف الطيبة والوفية، حقيقة ما يخطط له زوجها تجابهه، ولكن لا يناسبكي تتهمه بالإساءة إليها، بل لكي تتهمه بأنه إنما يسعى الآن أيضاً إلى خراب بيت رجل آخر. وإزاء هذا الوضع، ولأن بلاتونوف لا يعير اتهامها أي اهتمام، تحاول ساشا حتى تسمم نفسها، زهداً في هذه الحياة التي تحياها... لكنها تفشل في ذلك أما بلاتونوف فإنه يعلن توبته ويقرر العودة إلى زوجته وإلى حياته معها. وإذ تدرك صونيا ما وقع تغرق في يأس مدمر، يدفع بلاتونوف إلى الشعور بأنه السبب في ذلك كله، وأنه ابن لعنة لا تكف تنصبّ على الآخرين، لذلك يقرر ذات لحظة حتى يضع حداً لحياته بالانتحار. ولكن فيماقد يكون على وشك اغتال نفسه تدخل الغرفة، ماريا العالمة، وتحيطه بحنانها كما بذراعيها ليجد نفسه، في حيرته، مندفعاً نحومبادلتها العناق بصورة آلية... وفي تلك اللحظة بالذات تدخل صونيا الغرفة لتجد بلاتونوف وماريا متعانقين فيجن جنونها وتطلق النار على حبيبها مردية إياه قتيلاً... منهية تلك المسرحية التي أخذ عليها دائماً انتنطقها السريع من التهريج إلى الميلودراما.

واضح هنا حتى شخصية بلاتونوف شخصية محورية في هذا السياق، وتعبر عن أزمة كان تشيكوف نفسه يعيشها خلال تلك الفترة من حياته: فمنذ زمن بعيد لم يعد بلاتونوف يؤمن بشيء... ولم يعد يؤمن بنفسه حتى. لقد خان أفكاره ومبادئه، خان مشاعره وحياته، وانخرط في درب المساومة حتى فقد جميع براءته، ولم يعد قادراً على الوقوف ضد الخساسة المحيطة به، بل صار جزءاً منها بزقابل على غير حب وعلاقته الغرامية من غير فرح... هوالذي يصرخ ذات لحظة: «أنا استوعب الآن بكل تأكيد أنه حسب المرء حتى يخون مرة، وأن يكذب في ما آمن به، حتى يستحيل عليه الإفلات من سلسلة الخيانات والأكاذيب».

كما اشرنا، قد لا تكون «بلاتونوف» عملاً كبيراً بالمقارنة مع أعمال انطون تشيكوف (1860-1904)، لكنها مهدت لرسمه شخصيات مشابهة، وشديدة المعاصرة، في بعض أبرز تلك الأعمال المسرحية التي خلدت اسمه لاحقاً وجعلته من كبار مؤسسي الحداثة المسرحية، في بلده روسيا، كما في العالم كله، مثل :

  • ايفانوف (1887)
  • العرس (1889)
  • طائر النورس (1896)
  • الخال فانيا (1899)
  • الشقيقات الثلاث (1901)
  • بستان الكرز (1904).


المصادر

  • [1]

وصلات خارجية

  • Maly Theatre production, 1997
  • في قاعدة بيانات الأفلام الإنترنتية
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:23:20
التصنيفات: Articles containing non-English-language text, All stub articles, Play stubs, مسرحيات أنطون تشيخوڤ

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

التونسية أنس تصعد إلى الدور الرابع في رولان غاروس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-04 00:16:41
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 94%

موقع مصري ينشر تفاصيل مقتل طفلة عذبها والدها حتى الموت

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-04 00:16:34
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 85%

نجدة من السماء تطفىء حريق غابات كبيرا بكندا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-04 00:16:28
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 91%

خبير فلكي يتحدث عن احتمال وصول العاصفة الرملية من مصر إلى سوريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-04 00:16:26
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 87%

أردوغان يعيّن جودت يلماز المخضرم نائبا له بدل أوقطاي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-04 00:16:30
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 100%

وزير الدفاع المصري يجري اتصالا هاتفيا بنظيره الإسرائيلي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-04 00:16:29
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 92%

كأس ألمانيا: لايبزيغ يحتفظ باللقب بفوزه على فرانكفورت

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-04 00:16:19
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 88%

تحميل تطبيق المنصة العربية