إنجيل برنابا

عودة للموسوعة

إنجيل برنابا

إنجيل برنابا أوإنجيل برنابه هوأحد الأناجيل الغير قانونية حسب الإعتقاد المسيحي التقليدي ،وجدت له مخطوطتان، الأقدم هي باللغة الإيطالية محفوظة في المخطة القومية بالنمسا تعود للقرن الخامس عشر أوالسادس عشر، والأخرى بإحدى لهجات إسبانيا النسخة الموجودة منها تعود للقرن الثامن عشر.

المسيحيين ينكرونه ككتاب مقدس (كإنجيل) وذلك لوجود الكثير من الأخطاء فيه. ويرى البعض أنه لم يخط بواسطة تلميذ أصلا بل خط في القرن الخامس ويعتبره بعضهم مجموعة من الصفحات التى خطها أحد الرسل اوالتلاميذ بدون وحي إلهى، أما آخرون فيرون حتى محرره مسلم. ويتفق الجميع حتى عدم أهميته الدينية أوالتاريخية كانت سبب عدم الإهتمام به كنص ديني،لكنه عاد أخيرا للظهور بعد ترجمة النسخة التي وجدت منه في [مخطة الفاتيكان] إلى عديد من اللغات.

كثيراً ما يتردد على الألسنة ذكر هذا الإنجيل المثير، والذي ينسب لأحد أخص تلاميذ المسيح، وهذا الإنجيل يخالف سائر الأناجيل الأربعة في أمور جوهرية ، منها نقضه لدعوى ألوهية المسيح، وتأكيده نجاة المسيح من الصلب، وتنديده ببولس، ورفضه لتبشيره، وكذا تصريحه ببشارة عيسى عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم في مرات عديدة.

وتلك نبذة من إنجيل برنابا

الفصل الثاني عشر بعد المائة

وبعد حتى نطق يسوع هذا نطق : يجب عليكم حتى تطلبوا ثمار الحقل التي بها قوام حياتنا منذ ثمانية أيام لم نأكل خبزا ، فلذلك أصلي إلى إلهنا وانتظركم مع برنابا ، فانصرف التلاميذ والرسل كلهم أربعة أربعة وستة ستة وانطلقوا في الطريق حسب حدثة يسوع ، وبقي مع يسوع الذي يخط ، فنطق يسوع باكيا : يا برنابا يجب حتى أكاشفك بأسرار عظيمة يجب عليك مكاشفة العالم بها بعد انصرافي منه ، فأجاب المحرر باكيا ونطق : اسمح لي بالبكاء يا مفهم ولغيري أيضا لأننا خطاة ، وأنت يا من هوطاهر ونبي الله لا يحسن بك حتى تكثر من البكاء ، أجاب يسوع : صدقني يا برنابا إنني لا أقدر حتى أبكي قدر ما يجب علي ، لأنه لولم يدعني الناس إلها لكنت عاينت هنا الله كما يعاين في الجنة ولكنت أمنت خشية يوم الدين ، بيد حتى الله يفهم أني بريء لأنه لم يخطر لي في بال حتى أحسب أكثر من عبد فقير ، بل أقول لك أنني لولم أدع إلها لكنت حملت إلى الجنة عندما أنصرف من العالم أما الآن فلا أمضى إلى هناك حتى الدينونة ، فترى إذاً إذا كان يحق لي البكاء ، فافهم يا برنابا أنه لأجل هذا يجب علي التحفظ وسيبيعني أحد تلاميذي بثلاثين بترة من نقود ، وعليه فإني على يقين من حتى من يبيعني يقتل بإسمي ، لأن الله سيصعدني من الأرض وسيغير منظر الخائن حتى يظنه جميع أحد إياي ، ومع ذلك فإنه لما يموت شر ميتة أمكث في ذلك العار زمنا طويلا في العالم . ولكن متى اتى محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة ، وسيعمل الله هذا لأني اعترفت بحقيقة مسيا الذي سيعطيني هذا الجزاء أي حتى أعهد أني حي وأني بريء من وصمة تلك الميتة ، فأجاب من يخط : يا مفهم قل لي من هوذلك التعيس لأني وددت لوأميته خنقا ، أجاب يسوع : صه ، فإن الله هكذا يريد فهولا يقدر حتى يعمل (( يمكن حتى يحدث )) غير ذلك ، ولكن متى حلت هذه النازلة بأمي فقل لها الحق لكي تتعزى ، حينئذ أجاب من يخط : إني لفاعل ذلك يا مفهم إذا شاء الله .


من هوبرنابا ؟

برنابا هوأحد حواريي المسيح ، ومسماه يوسف بن لاوي بن إبراهيم ، يهودي من سبط لاوي من قبرص ، باع حقله واتى ووضعه عند أرجل تلاميذ المسيح ( انظر أعمال /36 – 37 )، عهد بصلاحه وتقواه ، ويسميه سفر الأعمال" يوسف الذي دعي من الرسل برنابا " ( أعمال 4/36 ).

ولما ادعى بولس أنه رأى المسيح وعاد إلى أورشليم يتقرب إلى التلاميذ تولى برنابا تقديمه إلى التلاميذ ( انظر أعمال 9/27 ) وقد مضى برنابا للدعوة في أنطاكية .. "ووعظ الجميع حتى يثبتوا في الرب بعزم القلب ، لأنه كان رجلاً صالحاً وممتلئاً في الروح القدس والإيمان ، فانضم إلى الرب جمع غفير " ( أعمال 11/22 – 24 ).

ثم خرج إلى طرسوس ونادى فيها مع شاول أى ( بولس ) سنة كاملة ( أعمال 11/25 - 26)، ثم تشاجر مع بولس وافترقا ( أعمال 15/29 ) وبعد هذا الشجار اختفى ذكر برنابا من العهد الجديد . وذكر المؤرخون حتى وفاته كانت سنة 61م في قبرص ، حيث قتله الوثنيون رجماً بالحجارة ودفنه ابن أخته مرقس الإنجيلي .


ثبوت وجود رسائل وإنجيل منسوب لبرنابا

وتنسب المصادر التاريخية إلى برنابا إنجيلاً ورسالة وكتاباً عن رحلات وتعاليم الرسل ، وقد عثر العالم الألمانى تشندروف ( 1859 م ) على رسالة برنابا ضمن المخطوطة السينائية التي عثر عليها ، مما يشير إلى اعتبارها رسالة مقدسة فترة من الزمن . لكن أياً من رسائله وكتاباته لم تعتبر مقدسة ، وهنا نعجب كيف من الممكن أن اعتبرت رسائل بولس ولوقا اللذين لم يريا المسيح ،يا ترى؟ ولم تعتبر أقوال برنابا الذي سبقهم بالإيمان وبصحبة المسيح !!

وقد صدر عام 366م أمر من البابا دماسس بعدم مطالعة إنجيل برنابا ، ومجلس الكنائس الغربية عام 382م، كما صدر مثله عن البابا أنوسنت 465م، كما وقد حرّم البابا جلاسيوس الأول عام 492م مطالعة بعض الاناجيل، فكان منها إنجيل برنابا .


العثور على نسخة من إنجيل برنابا

واختفى ذكر إنجيل برنابا قروناً طويلة حتى عثر الراهب الإيطالي فرامينوفي أواخر القرن السادس عشر على نسخة منه في مخطة البابا سكتس الخامس في الفاتيكان ، فأخفاها وخرج بها ثم أسلم ، وانبتر ذكر هذه النسخة. وفي عام 1709م عثر كريمر أحد مستشاري ملك روسيا على النسخة الوحيدة الموجودة اليوم من إنجيل برنابا والتي استقرت عام 1738م في البلاط الملكي في فيينا ، وتقع في وبخصوص محرر الإنجيل، أراد النصارى إلصاق هذا الإنجيل بالمسلمين ، من غير حتىقد يكون لديهم مرشد واحد يثبت ذلك، أويحدد اسم هذا المسلم الألمعي العارف باليهودية وخطها. وبعد قراءة سعادة للإنجيل رجح – من غير حتى يقدم أدلة شافية - حتى محرره " يهودي أندلسي اعتنق الدين الإسلامي بعد تنصره واطلاعه على أناجيل النصارى ، وعندي (أي سعادة) حتى هذا الحل هوأقرب إلى الصواب من غيره " .

واستند في زعمه إلى أمور :

1 ) حتى للمحرر إلماماً عجيباً بأسفار العهد القديم " لاتكاد تجد له مثيلاً بين طوائف النصارى إلا في أفراد قليلين من الأخصائيين ... والمعروف حتى كثيرين من يهود الأندلس كانوا يتضلعون بالعربية .. فيكون مثلهم في الاطلاع على القرآن والأحاديث النبوية " .

2 ) حتى الإنجيل يؤكد على أهمية الختان وغيره من الأحكام التوراتية ، وفيه من الكلام الجارح ما يستحيل صدوره من نصراني ، كما يتضمن تنطقيد تلمودية يتعذر على غير اليهودي معهدتها . ويتضمن أيضاً أساطير وقصص عربية مما يتناقله العامة في البيئة العربية ، فدل ذلك على أنه يعيش في البيئة العربية.

3 ) حتى هذا الإنجيل يوافق القرآن والسنة في مواضع عدة أهمها إنكار ألوهية المسيح أوأنه ابن الله ، وإنكار صلب المسيح ، والقول بصلب يهوذا ، وكذا يصرح الإنجيل ويؤكد على حتى الذبيح إسماعيل لا إسحاق ، ويذكر حتى محمداً  هوالمسيا المنتظر في أكثر من موضع .

4 ) حتى هذا الإنجيل يباين الأناجيل الأربعة بما فيه من أدب راقٍ ومسائل فلسفية وفهمية .

واستدل لذلك بما في الإنجيل من مباحث فلسفية تشبه فلسفة أرسطوطاليس التي كانت شائعة في القرون الوسطى ، كما يحوي الإنجيل تشبيهات واستعارات أدبية تشبه ما نقل عن الشاعر دانتي في العصور الوسطى .

والنتيجة حتى النصارى لا يعترفون بصحة نسبة الإنجيل لبرنابا ، ويؤكدون أنه منحول ، وأن محرره مسلم في القرون الوسطى . وقد صدرت في ذلك كتابات نصرانية أكدت حتى الإنجيل مزور مستدلة بما تجاوز وبأمور أخرى أقل أهمية مثل مخالفة الإنجيل لبعض حقائق الجغرافيا والتاريخ ، وأيضاً أنه حوى أموراً تكذبه بها الأناجيل الأربعة ومنها قوله: " حتى الله اعتبر الكذب في سبيل الحمد فضيلة " ( برنابا 161/60 ) ، ومنها حتى قوله بصلب يهوذا بدلاً عن المسيح فكرة غير ناضجة ، لأن الله لوأراد إنقاذ المسيح لأنقذه بمعجزة ، وليس عن طريق الغش والخداع الذي يلجأ إليه الضعفاء .


موقف فهماء الإسلام من إنجيل برنابا

على الرغم من موافقة إنجيل برنابا لمعتقدات المسلمين في الجملة، فإن أحداً من المسلمين لا يعتبره الإنجيل الذي أنزله الله على المسيح ..

ولم يلجأ المسلمون إلى الاستشهاد بهذا الإنجيل إلا نادراً ، وكان استشهادهم به أقرب إلى الاستئناس منه إلى الاستدلال ، فالمسلمون لا يرون في هذا الإنجيل إنجيل المسيح ، لكنه أقرب إلى طبيعة المسيح وتلاميذه من سائر الأناجيل .

ورفض المسلمون نسبة هذا الإنجيل إلى المسلمين ، فلقد عثر في بيئة مسيحية صرفة كما تجاوز بيانه ، وقد تجاوز ذكره قبل الإسلام بقرون عدة مما يشير على براءة المسلمين منه .

وأما التعليقات العربية الموجود على نسخته الإيطالية فهي من عمل الناسخ عن الأصل أوقارئ للنسخة لا يجيد العربية ، ولعله فرامينوالراهب الذي أسلم ، وتكون هذه النسخة هي التي عثر عليها في مخطة البابا.

ثم من ذا المسلم الذي سيصنع هذا الإنجيل، ولا يستشهد به هوولا من بعده في مناظرة النصارى ،يا ترى؟ وكيف له حتى يوصله إلى مخطة البابا بالفاتيكان ،يا ترى؟ فجهل المسلمين به وعدم استشهادهم به مرشد برائتهم منه .

وأما تصريحه باسم النبي صلى الله عليه وسلم واعتباره دليلاً على أنه من وضع المسلمين ، وأن المؤلف المنتحل - كما يقول سعادة –"بالغ وجاوز في الغرض ولوأشار من غير تصريح باسم النبي لكان ذلك أبلغ" .

فهذا نراه دليلاً على صحة نسبة الإنجيل وبراءة المسلمين منه ، إذ لا يمكن حتى يفوت محرر الانجيل ، وهوالذي يصفه سعادة بالذكاء البارع - مثل هذه الأمر ، فلوكان منتحلاً لأشار للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح باسمه ، فتصريحه مع ذكائه وبراعته مرشد أصالته.

وأما تكذيب الإنجيل لألوهية المسيح ، وتشنيعه الشديد على من هجر الختان فهومرشد على نصرانية محرره لا يهوديته، إذ هجر الختان ليس من دين المسيح، بل هومن تغيير بولس بعد المسيح ، ومثله القول بألوهية المسيح. وقد خط برنابا إنجيله ليكشف ما صنعه بولس كما اتى في مقدمته " إذا الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن الله ، ورافضين الختان الذي أمر الله به دائماً مجوزين جميع لحم نجس ، الذين ضل في عدادهم أيضاً بولس الذي لا أتحدث معه إلا مع الأسى ، وهوالسبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته..." ( برنابا : مقدمة /2 -ثمانية ) .


مخالفة الإنجيل لمعتقدات المسلمين

ومما يشير على براءة المسلمين من هذا الإنجيل اختلافه في طريقة صياغته وأسلوبه عن طريقة العرب وأسلوبهم ، فليس في المسلمين من يذكر الله ولا يثني عليه. أويذكر الأنبياء ولا يصلي عليهم .

كما يخالف المعتقدات الإسلامية في مسائل منها قوله بأن الجحيم للخطاة السبعة: المتكبر والحسود والطماع والزاني والكسلان والنَهِم والغضِب المستشيط ، ( انظر برنابا 135/4 - 44 ) وقد هجر ذنوباً أكبر كالشرك والقتل، كما حتى الكسل والنهِم لايستحقان النار.

ومثله قوله: " دعوا الخوف للذي لم يبتر غرلته ، لأنه محروم من الفردوس " ( برنابا 23/17 ) فمثل هذا لا يوافقه عليه مسلم . ومثله تسمية الله " العجيب " ( برنابا 216/3 )، وهوليس من أسماء الله الحسنى.

وكذا قوله عن الله: " إذا الله روح " ( برنابا 82/6 ) والأرواح عندنا مخلوقة.

ويتحدث عن الله ، فيصفه أنه " المبارَك " ( برنابا 71/16 )، ولا يمكن لمسلم حتى يقول عن الله ذلك ، إذ هوالذي يبارِك ، ومن ذا الذي يبارك الله جل وعلا !!! فتبارك الله أحسن الخالقين .

ومما يرد أيضاً انتحال مسلم لإنجيل برنابا قوله: " أقول لكم إذاً: إذا السماوات تسع "( برنابا 105/3 ) ولا يقول بهذا مسلم قرأ القرآن .

وأيضاً يذكر برنابا تسميات للملائكة لم يقل بها المسلمون ، وفي ذلك ذكر اسم رفائيل وأوريل في قوله: " أمر جبريل وميخائيل وأوريل سفراءه حتى يأخذوا يسوع من العالم … فاتى الملائكة الأطهار " ( برنابا 215/4-5 ) .

ثم قد ورد اسم الرسول " محمد " مرات عدة في إنجيل برنابا، ولم يرد اسمه " أحمد " مرة واحدة ، ولوكان المحرر مسلماً لعمد إلى كتابته - ولومرة واحدة ليحقق التوافق الحرفي مع ما اتى في سورة الصف { ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد . (الصف: 6) ثم لوكان محرره مسلماً لخط معجزة كلام المسيح في المهد التي ذكرها القرآن وأغفلتها الأناجيل ، وغير ذلك من المسائل التي تثور في وجه من يقول بانتحال مسلم لهذا الإنجيل .

وحين يدفع المسلمون القول بأن إنجيل برنابا منحول ، ليس لجزمهم بصحة نسبة الإنجيل إلى برنابا ، بل لجزمهم بأن هذا الإنجيل لا يقل حاله بحال من الأحوال عن سائر أسفار العهد القديم والجديد .

ويوافق المسلمون النصارى في اعتراضهم على هذا الإنجيل، ودعواهم بأنه لم يصل بطريق موثق ، وأنه لا يفهم أصله، لكن الحال الذي ينكرونه هوحال جميع صحيفة من صحائف الكتاب المقدس.

بل إذا لإنجيل برنابا مزية على سائر الأناجيل، فقد صرح فيه المحرر أنه برنابا، ويقول عن نفسه في سائر صفحات الإنجيل: فنطق لي برنابا ، وقلت للمسيح .... ، بينما لا تجد مثله في سائر الأناجيل ( انظر متى 9/9 ) و( يوحنا 21/24 ) .

وأما عن أخطاء الإنجيل التاريخية أوذكره تسمية "جبل طابور" ( برنابا 42/20 ) وهي تسمية غير معهودة أيام المسيح ، فهذا لا يختلف أبداً عن ذكر حبرون في عهد موسى ، وقد سميت بعده ( انظر التكوين 13/18 ) .

ولعل هذه التسمية الجديدة - إذا صحت جدتها - من عمل الناسخ وتدخله في النص .

ثم إذا أسلوب المحرر ومعلومات الإنجيل يؤكدان بأن المحرر ضليع في علوم الكتاب المقدس، متصف بعمق واسع يليق بمثل برنابا داعية النصرانية في الجيل الأول ، فليس بمستغرب حتىقد يكون قد خط إنجيلاً، ومنع قراءته مرشد وجوده بل واشتهاره .

وأما مخالفة الإنجيل للحقائق التاريخية فلكونه عملاً بشرياً ، ولا حرج في ذلك، إذ حتى النصارى ينسبون مثل هذه المخالفات إلى أسفار الوحي .

وقول برنابا: " الكذب فضيلة " لا يختلف كثيراً عن قول بولس عن نفسه بأنه روماني كذباً (انظر أعمال 23/25)، ثم قوله: " فإنه إذا كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده " ( رومية 3/7 )، فصدور هذا الاعتراض من النصارى لا يقبل .

وأما التشابه بين أقوال الشاعر دانتي وإنجيل برنابا فهولا يعني جزماً بأن محرر الإنجيل عثر بعد دانتي ، بل قد يحدث دانتي هوالمستفيد من برنابا .

ثم إذا التشابه لا يعني بالضرورة نقل اللاحق عن السابق دائماً ، وإلا لزم حتى نقول بأن أسفار التوارة التشريعية منقولة عن قوانين حمورابي للتشابه الكبير بينهما .

وأخيراً، فإنه لوكان محرر الإنجيل في العصور الوسطى لما سقط بتلك الأخطاء في الإحالة إلى أسفار التوارة، ولكان أيضاً قد اهتم بالتنديد بالأناجيل الأخرى ، ولكنه لم يصنع لسبب سهل ، وهوأنه خط إنجيله قبل انتشار هذه الأناجيل.

ولوكان الإنجيل منحولاً لندد مؤلفه بالتثليث وخط في إبطاله ، لكنه لم يتحدث عنه ، فدل ذلك على حتى زمن الكتابة سابق على دعوى التثليث التي ظهرت في القرن الرابع .

إلى غير ذلك نرى حتى إنجيل برنابا لا يختلف من ناحية الإسناد كثيراً عن الأناجيل الأربعة ، لكنه الإنجيل الوحيد الذي صرح فيه محرره باسمه وبأنه شاهد لما يخط ، وأما متنه فكان أكثر اتساقاً من جميع الأناجيل ، متميزاً بترابطه وجمال أسلوبه ومعهدته الكبيرة بالعهد القديم وأسفاره، وهوما يليق حقاً بداعية النصرانية في الصدر الأول : برنابا .

وقد كانت مضامين هذا الإنجيل متفقة إلى حد بعيد مع ما يعهد في رسالات الله إلى أنبيائه ، وحُقَّ لتولاند 1718م في كتابه " الناصري " حتى يقول عند ظهور هذا الإنجيل : " أقول على النصرانية السلام " . وقوله " إذا أعطى النصرانية قد وقف من ذلك اليوم .. إذا المسيحية ستتلاشى تدريجياً حتى تنمحي من الوجود ".


التنبؤ بمجيء محمد بن عبد الله كرسول

يذكر اسم الرسول محمد في إنجيل برنابا اكثر من مرة كما في ، إلا حتى في نفس المصدر، يتم سؤال إنسان يسوع (هل أنت المسيح؟) فيقوم يسوع باجابته "لست أنا، بل سيأتي بعدي ويكون اعظم منّي ولست أهلاً لأحل رباط حذائه" .. وهي الجملة التي نطقها يوحنا المعمذان ليسوع في الاناجيل القانونية المعترف بها من قِبل المسيحيين. وفيما بعد في إنجيل برنابا يسألون يسوع عن إسم المسيح فيجاوبهم حتى إسمه "محمد" وهذا هوتعارض كبير مع الإنجيل والقرآن (حيث حتى القرآن يشهد ان عيسى بن مريم هوالمسيح وليس محمد).

موقف المسيحيين

المسيحيون ينكرونه ككتاب مقدس (كإنجيل)-[نص الانجيل-] وذلك لوجود الكثير من النصوص الخارجة عن ناموس الكنيسة؛ ويرون حتى إنجيل برنابا أحد الأناجيل غير القانونية حسب الإعتقاد المسيحي التقليدي، وأنه يحتوي على الكثير من الأخطاء التي تجعله كتابا من إعداد بشر وليس كتابا مقدسا. ويرى البعض أنه لم يخط بواسطة تلميذ أصلا بل خط في القرن الخامس ويعتبره بعضهم مجموعة من الصفحات التى خطها أحد الرسل أوالتلاميذ بدون وحي إلهى، أما آخرون فيرون حتى محرره مسلم.


المصادر

  1. ^ http://www.barnabas.net/barnabasP97.html برنابا 97:9-10
  2. ^ Then said the priest: `How shall the Messiah be called, and what sign shall reveal his coming?' Jesus answered: `The name of the Messiah is admirable, for God himself gave him the name when he had created his soul, and placed it in a celestial splendour. God said: "Wait Mohammed; for thy sake I will to create paradise, the world, and a great multitude of creatures, whereof I make thee a present, insomuch that whoso bless thee shall be blessed, and whoso shall curse thee shall be accursed. When I shall send thee into the world I shall send thee as my messenger of salvation, and thy word shall be true, insomuch that heaven and earth shall fail, but thy faith shall never fail." Mohammed is his blessed name.'

قراءات إضافية

The complete Italian text is transcribed with an English translation and introduction: Ragg, L and L - The Gospel of Barnabas. (Clarendon Press, Oxford, England, 1907).

A second Italian edition - in parallel columns with a modernised text: Eugenio Giustolisi and Giuseppe Rizzardi, Il vangelo di Barnaba. Un vangelo per i musulmani? (Milano: Istituto Propaganda Libraria, 1991).

The complete text of the Italian manuscript has been published in photo-facsimile; with a French translation and extensive commentary and textual apparatus: Cirillo L. & Fremaux M. Evangile de Barnabe: recherches sur la composition et l'origine, Paris, 1977, 598p

The text of the Spanish manuscript has been published with extensive commentary: Bernabe Pons L. F. El Evangelio de San Bernabe; Un evangelio islamico espanol, Universidad de Alicante, 1995, 260p

انظر أيضا

  • المسيح (فيلم إيراني) استنادا إلى انجيل برنابا.

وصلات خارجية ونصوص

  • تعليقات على إنجيل برنابا من وجهة نظر مسيحية
  • منطق حول إنجيل برنابا من وجهة نظر الكنيسة القبطية
  • حقائق إنجيلية
  • إنجيل برنابا - الترجمة العربية الدكتور خليل سعادة
  • Lonsdale & Laura Ragg, The Gospel of Barnabas, Oxford: Clarendon Press, 1907. ISBN 1-881316-15-7.
  • Jan Slomp:The "Gospel of Barnabas" in recent research
  • R. Blackhirst, "The Medieval Gospel of Barnabas": Full text of the Italian ms of Gospel of Barnabas, (in English), with supplementary material and photographs
    • Preface of the Spanish manuscript
    • Bibliography
  • Blackhirst, "Was there an early Gospel of Barnabas?"
  • http://www.barnabas.net

المنظور المسيحي

  • Samuel Green argues that the Gospel is a 14th-century Islamic Forgery
  • (Norman L. Geisler and Abdul Saleeb)
  • in recent research, by Jan Slomp, a former missionary to Pakistan
  • Oddbjørn Leirvik: a historical survey of both Christian and Islamic perspectives.
  • F.P. Cotterell, "The Gospel of Barnabas" Vox Evangelicaعشرة (1977): 43-47.

المنظور الاسلامي

  • The History of the Gospel of Barnabas
  • The Gospel of Barnabas—Abdul Sattar Ghauri
  • Answer to the "Answers" of Samuel Green 1-6 by Shamsuddin


اقرأ نصاً ذا علاقة في

إنجيل برنابا#الفصل التاسع والثلاثون

تاريخ النشر: 2020-06-04 15:38:24
التصنيفات: أناجيل مشكوك في صحتها, مسيحية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

من جديد.. مقتل فردين من عائلة وائل الدحدوح في ضربة اسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:27:37
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 50%

الشباب ينتظر قرار المنقذ السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:25:44
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

من جديد.. مقتل فردين من عائلة وائل الدحدوح في ضربة اسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:27:48
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

أمطار وسيول غزيرة بتهامة عسير السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:25:34
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

8 مليار ريال ناتج تعدين الرجيع الملحي في 2030 السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:25:35
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

هجرة جماعية تلوح في أفق العالمي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:25:40
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 56%

“خدمات القرب القنصلية”.. إطلاق خدمة جديدة لفائدة مغاربة الخارج

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:26:37
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

أبها يعود بلا مدرب السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:25:42
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 68%

الصقور يختبر قدراته بالفدائي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:25:37
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

الكونجرس يلتزم بحدود الإنفاق الدفاعي والمحلي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:25:46
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

الرائد يسجل القفزة الكبرى السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:25:45
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 58%

أوروبا تسيطر على آسيا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-08 21:25:39
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 51%

تحميل تطبيق المنصة العربية