أثر الخطابين الديني والسياسي في التاريخ الإسلامي

عودة للموسوعة

أثر الخطابين الديني والسياسي في التاريخ الإسلامي

دراسة ( اثر الخطابين الدينى والسياسى ) في التاريخ الاسلامى بقلم / طارق فايز العجاوى اتى الاسلام بجملة من القيم النبيلة التى هدفها دون ادنى شك اسعاد بنى البشر وهى كثيرة وجليلة منها الاخاء والمساواة والمحبة والسلام والحرية بقيمها الثابتة والعدالة باشكالها وبالمجمل جميع قيم الاسلام هى مطلب لكافة امم الارض كيف من الممكن أن لا وهى الرسالة التى اتىت للبشر كافة واتىت وسطية فلا هى مادية بحتة ولا هى روحية بحتة فكانت النبراس للبشرية بقضها وقضيضها الطريق وكانت الرسالة الكاملة الكاملة التى تخلومن المثالب والعيوب - باعتبار المصدر - وهذا واضح لكل منعم للنظر سالكا لدرب الحق والحقيقة وهى بترا الرسالة التى توافق الجبلة الانسانية السليمة والفطرة التى لم يطالها التلوث وهذه الحقائق اذعن امامها الاخر والدلائل كثيرة والشواهد ماثلة امامنا فالاسلام العقيدة والشريعة طال بالتنظيم كافة جوانب الحياة ولم يهمل حتى ادق التفاصيل بينما نجد الوضعى من الايدلوجيات تغص بالمثالب والعيوب وكان سقوطها حتمى لانها لا توافق الفطر السليمة في النفس الانسانية بينما الاسلام بكل قيمه ومبادئه يوافق الفطر السليمة بكل ما حوت وبادق التفاصيل باعتبار المصدر وهوالخالق الذى يفهم ادق تفاصيل هذه النفس الانسانية ويفهم مكنوناتها وخفاياها لهذا كانت الموافقة تماما لتلك الجبلة والفطرة البشرية ودونه تنعدم القدرات فكثر اؤلئك المارقين الذين حاولوا تشويه تلك الحقائق الاسلامية ولكن دون جدوى فالعجز حليفهم والعيب رفيقهم والنقص شاهدهم ومضىت طروحاتهم ادراج الرياح وكانت في مزبلة التاريخ شاهدا على عجزهم فما ينفع هوالماكث.

فانعم بالاسلام وبرسالته الانسانية بكل ما فيها الرسالة التى تكفل الخالق بحفظها وهذا بحد ذاته صيغة اعجازية فلم يطلها التحريف ولا التشويه رغم جميع العاديات وذلك مصداقا لقوله تعالى ( نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) نعم ايها السادة تكفل الله بدستور هذه الامة - القران الكريم - وبالفعا كان الشاهد على ذلك على اعتبار ان التحريف والتشويه لم يطاله فبقى دستورنا المنزل من الله وهذا هوالاعجاز بعينه عملا للاسلام سخر تلك الطاقة الخلاقة التى طالت الانسانية جمعاء وكان للحضارة الاسلامية ذلك الوهج التاريخى من قيم اصيلة ومتاءصلة ومن ممارسات نبيلة اذهلت البشرية جمعاء ولقد تاءصلت الخفايا الحقيقية لحضارة الاسلام في تلك القيم الجليلة من محبة واخاء وسلام ومساواة واستطاعت هذه القيم ان تجد من يتمرس بها ومن يحققها ويجسدها بصورة واقعية في التطبيق لا تقبل الجدل ولا الشك وفى الخلفاء الراشدين لنا اسوة حسنة بالعمل جسدوا قيم الاسلام ومبادىء الحق ولقد ادهشوا امم الارض قاطبة بقدرتهم الهائلة على تمثل قيم الاسلام وتجسيد نظريته على ارض الواقع وبصورة حقيقية فعمت وانتشرت قيم التسامح والحرية والعدل والحق في اراتى الارض كافة.

فكان الاسلام بكل ما حوى من قيم ومثل ومبادىء هوالانموذج الذى تسعى اليه الشعوب وتطالب فيه الامم وتناضل في اثره طلبا للحرية وللمساواة والعدالة الاجتماعية فالحضارة الاسلامية قد ازدهرت مقاماتها ونمت على اساس هذه الخلفية التاريخية للمارسة الاسلامية الصادقة ولكن عندما انحسرت الممارسة الحقيقية لقيم الاسلام وبداءت في الانحسار - بمعنى التطبيق - بداءت فترة التراجع الحضارى وهى حكما عندما خباء وهج الممارسة الحقيقية لقيم الاسلام ولمبادىء تشريعه العظيم الثر سرعان ما بداءت فترة الانحسار التاريخى للوهج الحضارى الاسلامي وبانحسار هذا الوهج انتشرت وعمت المظالم الاجتماعية وغابت الشورى بقيمها النبيلة الثرة في الممارسة السياسية وطفى على السطح الاستبداد والقمع السياسى وغربت قيم الاجتهاد والعقل حتى بالعمل تشتت طاقات امة الاسلام وبداءت شمس الحضارة العربية الاسلامية بالغروب ولسان حالها يقول:

يسعون في خفضى واطلب حملهم     شتان بين مرادهم ومرادى

وانا اقول ايها السادة واطلق على هذه الفترة - فترة الظلام - التى يؤرخ لها في النصف الاول من القرن الثانى عشر الميلادى حيث عم الظلم وساد القهر وتراجعت قيم السلام والمودة والالفة التى نادى بها الاسلاموعلى اثر ذلك ظهر ان التراجع الحضارى والانحسار التاريخى للمد الثقافى الانسانى الاسلامى قد ترافق وتلازم بانحسار الحضور الحقيقى لحقوق الانسان التى كما اشرنا انفا تجسدت في القيم الاسلامية وفى مبادىء الدين الحنيف حيث عمت قيم الظلم والاستغلال والتعصب والاستبداد فغابت الحضارة لغياب تلك الروح القيمية التى دعى اليها الاسلام وعمل من اجلها رسول الله عليه الصلاة والسلام وقادة المسلمين وافذاذهم الغر الميامين الواقع ان حركة التراجع الحضارى لمعت منذ اللحظة التاريخية التى ثار فيها نفر من المسلمين على ولاية عثمان بن عفان رضى الله عنه واشتعلت نار الفتنة بمقتله فدارت رحى الحروب والفتن وبداء التاريخ الاسلامى يسجل الماساة تلوالماساة وكثرت وعمت الفواجع على اثر ذلك ورغم هذه المحطات الماساوية في تاريخنا الاسلامى نهض رجال عظماء حاولوا ان يعيدوا للرسالة الاسلامية القها ووهجها وان يعيدوا للمسلمين مفاخر وامجاد العطاء الاسلامى والروح الاسلامية الخلاقة امثال الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد والمعتصم والامين والمامون والقائمة تطول الذين حاولوا جاهدين ان يعطوا دفعة حيوية للممارسات الاسلامية الحقيقية الصادقة وفى خضم الصراع على السلطة ظهرت الى الوجود فرق سياسية ودينية متنازعة فانتقل المسلمون من حالة التجانس المطلق في الفكر والعقيدة والممضى الى حالة التنوع والتعدد والاختلاف ومن حالة التوافق التام الى حالة من الضياع والاصطراع في مختلف وشتى المجالات الدينية والممضىية والسياسية حيث سالت الدماء وازهقت الارواح ظلما وعدوانا وقهرا وبداءت تتلبد الغيوم الحالكة السواد لتخيم بظلالها القاتمة على عالم المسلمين حاجبة ذلك الاشعاع الحضارى للاسلام مغيبة بذلك قيم ومعانى الحرية والاخاء والانسانية السامية فعاشت الامة الاسلامية ولا سيما في العصر العباسى الثانى عصر القهر والضعف والاستبداد السياسى وحالة غياب تام لتلك القيم الحضارية وحقوق الانسان التى وهبها الله جلت قدرته للمسلمين والبشر وبداء الظلم يحل مكان العدل والقهر مكان الرحمة والتعصب مكان التسامح بمعنى غياب جليل للقيم التى نادى بها الاسلام

الشاهد ان التاريخ يفهمنا ان اى حضارة تزدهر وتمتد وتثمر حدثا تاصلت قيم المساواة والعدالة وحقوق الانسان بتشعباتها المتنوعة والثابت ان اى حضارة خالطها التعصب والظلم والجهل والتسلط وغياب الحرية شمسها لا محالة غائبة وهذا يدلنا ويرشدنا الى ان حقوق الانسان التىتتمثل في الحرية والديموقراطية والتسامح هى مقومات الوجود الحضارى لا ى حضارة عهدها التاريخ الانسانى لقد ثبت تاريخيا انه يمكن للارادات الانسانية الصادقة ان تلعب دورا جوهريا في خلق الحضارة وهذايتطلب ايضا المحافظة على مقومات وجودها ولكن هذا التاريخ ايضا يؤكد ان المجتمعات الانسانية تنطوى على قوى اجتماعية وتاريخية هدفها وغايتها نيل ملذات الحياة وزخرفها وتضحى بالمبادىء والعقائد والقيم من اجل وضعية دنيوية تمتلك فيها المقدرة فتعيث في الارض فسادا من ظلم وجور وفتكا ولكن هى المفااتىة التاريخية ان ثلاثة من اهم عمالقة القيادة في صدر الاسلام ومن اكثرهم صدقا وحمية للخير ومبادىء الاسلام بقيمه ومثله قد طالتهم يد الخيانة وتعرضوا للاغتيال السياسى فقد سقط الخليفة الثانى الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه شهيدا راضيا سقميا وقد سقط ضحية مؤامرة سياسية وذلك باعتقادى بسبب اقامته حق الله وتصديه للفساد والفاسدين ووقوفه في وجه الطبقات الارستقراطية التى كانت تسعى وبكل السبل للوصول للحكم والسلطة ولقد قام باعمال من شانها ان تهدد مصالح شريحة من الفئات الاجتماعية التى هدفها الاستيلاء على السلطة ولقد اشتهر عن الفاروق تلك المقولة التى اعجزت الادبيات الانسانية على مر العصور وستبقى شاهدا على عظمة ديننا وعلى عدالته بكل ما حمل من قيم ومثل كرمت الانسان وصانت كرامته واحترمت انسانيته وهى التى تمثلت بقوله رضى الله عنه ( والله لواننى استقبلت من امرى ما استدبرت لاخذت من الاغنياء فضل اموالهم ورددته الى الفقراء فلا يبقى هناك فقير اوغنى ) وهى بحق من اعظم المقولات في تاريخ الانسانية جمعاء ولقد اجمع الدارسين لتاريخ هذا الرجل العظيم رحمه الله ان هذه المقولة البت عليه اغنياء المسلمين وغير المسلمين الذين ارهبهم قول الفاروق وايضا صفاته والتى اجلها انه كان حازما صارما في حبه للمساواة والعدالة جميع هذه مجتمعة جعلت طبقة التجار والعسكريين التىاهدافها لا تخفى على احد ان تنقم على عمر وتخطط لتخلص منه واغتياله وهناك كثر من عمالقة حضارة الاسلام طالهم ما طال عمر نذكر منهم على بن ابى طالب رضى الله عنه والتىحقا تظهر ماسى الصراع بين الحق والباطل بين ارادة الاسلام المتمثلة في طهارة الغاية وقيم الحب والخير والسلام الى غير ذلك من مزايا وارادة الحياة الدنيا المتمثلة في الظلم والفساد حيث حمل على كاهله هجرة ثقيلة جدا ودخل في سلسلة من الصراعات التاريخية المدمرة صونا لحقوق المسلمين وحرياتهم انتهت باغتياله وكان هذا الاغتيال سبب خروج المسلمين من دائرة الشرعية التىتمثلت بالشورى والبيعة والحق الى دائرة اشبهها بالحكم العهدى البغيض الذى بترا يجافى العدل وخلال هذه الفترة الكل يعهد ما وقع من اراقة الدماء بلا ثمن ليس الا لمارب شخصيوالمعلوم لدينا ان عمالقة الحضارة الاسلامية وعظمائها مع ايمانهم الراسخ بالاسلام وبرسالته ومدى عبقريتهم التى من خلالها ادركوا معانى السياسة والغايات الكبرى للوجود الانسانى جميعها شكلت المبادىء والمنطلقات التاريخية التى دافعت عن قيم الاسلام والقوى التى رسخت قيمه ومفاهيمه وهى الحصون التى عنيت بحماية مكاسبه التاريخية فى ظل هذه الحضارة العظيمة برسالتها وهذا الزخم من قادة وعباقرة نجد هذه المكاسب التاريخية للاسلام تبددت وتلاشت بشكل تدريجى مع وصول اصحاب النفوس المريضة التى هدفها وغايتها الدنيا وسنام طلبها الجاه والسلطة والحكم بداءت بالعمل تقرير مصير الدولة الاسلامية فعملت جاهدة على توظيف العقيدة لخدمة اهدافها ومصالحها بدلا من ان توظف وجودها لخدمة الاسلام ورسالته اسوة بالسابقين من الخلفاء الراشدين وفى ظل هذه المعادلة السياسية فقدت القيم والمثل جوهرها والقها - بترا في مجال الممارسة --- لان القيم الاسلامية هى ذاتها لا تتبدل ولا تتغير - وتم تزييف كثير من التصورات والمفاهيم الاسلامية لتلائم مصالح الحكام وتعبر عنها وتجسد في ذات الوقت مصالح واهداف طبقة سياسية واجتماعية وعسكرية حملت اهدافها فوق جميع عطاءات الاسلام الانسانية وفى ظل هذه المقدمات اصبح الدين خادما للسياسة ولاربابها وشاهد قولنا ان ابوجعفر المنصور كرس ذلك بقوله ( ايها الناس لقد اصبحنا لكم قادة وعنكم زادة نحكمكم بحق الله الذى اولانا وسلطانه الذى اعطانا وانما انا سلطان الله في ارضه وحارسه على ماله جعلنى عليكم قفلا ان شاء ان يفتحنى لاعطائكم وان شاء يقفلنى ) نجد هذا الخطاب نابع من نفس تسلطى فيه مطلق الاستبداد السياسى والاجتماعى ونبرز صدق قولنا بما نطقه الفاروق عمر بن الخطاب ( والله لوتعثرت ناقة في العراق لكنت مسؤولا عنها ) هنا نلمس مدى الاصالة في نفس هذا الرجل بحمله الاسلام في قلبه وعقله بكل ما اتىت به هذه الرسالة من سموفي القيم والمثل والمبادىء التى كرمت الانسان وصانت انسانيته فهويرى ان الحكم تكليف وليس تشريف وهومسؤولية مقدسة وحملا ثقيلا وذلك حبا بالله وبرسالته بينما نلمح الدنيوية في خطاب المنصور الذى يرى ان الحكم عطاء ونعمة من الله ينعم بها على الحكام ويدين لهم عبر هذا العطاء رقاب العباد وعطايا البلاد والشواهد في التاريخ الاسلامى كثيرة يصعب حصرها وسنورد شاهدا اخر للدلالة على ذلك خاصة في مفهوم الحكم والسلطة ذلك الخطاب الدينى السياسى من خدمة العقيدة الى خدمة السلطان فها هوالفاروق رضى الله عنه يقول ( ان راءيتم اعوجاجا فقومونى ما انا الا كاحدكم فاءعينونى على نفسى بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر واحضارى النصيحة فيما ولانى الله من امركم ومنزلتى من مالكم كمنزلة ولى اليتيم من ماله ) بينما في اللقاء نجد احد الخطباء ويشير الى معاوية فيقول ( ان هذا هوامير المؤمنين فان توفي فهذا هوخليفته - يقصد يزيد - ومن تحدى فالحكم لهذا -- ملوحا بالعصا -- فهتف اتباع معاوية استحسانا ومن ثم اوما معاوية واعتبر هذا موافقة بالاجماع اوبيعة لهوالمعلوم لدينا ان عمالقة الحضارة الاسلامية وعظمائها مع ايمانهم الراسخ بالاسلام وبرسالته ومدى عبقريتهم التى من خلالها ادركوا معانى السياسة والغايات الكبرى للوجود الانسانى جميعها شكلت المبادىء والمنطلقات التاريخية التى دافعت عن قيم الاسلام والقوى التى رسخت قيمه ومفاهيمه وهى الحصون التى عنيت بحماية مكاسبه التاريخية فى ظل هذه الحضارة العظيمة برسالتها وهذا الزخم من قادة وعباقرة نجد هذه المكاسب التاريخية للاسلام تبددت وتلاشت بشكل تدريجى مع وصول اصحاب النفوس المريضة التى هدفها وغايتها الدنيا وسنام طلبها الجاه والسلطة والحكم بداءت بالعمل تقرير مصير الدولة الاسلامية فعملت جاهدة على توظيف العقيدة لخدمة اهدافها ومصالحها بدلا من ان توظف وجودها لخدمة الاسلام ورسالته اسوة بالسابقين من الخلفاء الراشدين وفى ظل هذه المعادلة السياسية فقدت القيم والمثل جوهرها والقها - بترا في مجال الممارسة --- لان القيم الاسلامية هى ذاتها لا تتبدل ولا تتغير - وتم تزييف كثير من التصورات والمفاهيم الاسلامية لتلائم مصالح الحكام وتعبر عنها وتجسد في ذات الوقت مصالح واهداف طبقة سياسية واجتماعية وعسكرية حملت اهدافها فوق جميع عطاءات الاسلام الانسانية وفى ظل هذه المقدمات اصبح الدين خادما للسياسة ولاربابها وشاهد قولنا ان ابوجعفر المنصور كرس ذلك بقوله ( ايها الناس لقد اصبحنا لكم قادة وعنكم زادة نحكمكم بحق الله الذى اولانا وسلطانه الذى اعطانا وانما انا سلطان الله في ارضه وحارسه على ماله جعلنى عليكم قفلا ان شاء ان يفتحنى لاعطائكم وان شاء يقفلنى ) نجد هذا الخطاب نابع من نفس تسلطى فيه مطلق الاستبداد السياسى والاجتماعى ونبرز صدق قولنا بما نطقه الفاروق عمر بن الخطاب ( والله لوتعثرت ناقة في العراق لكنت مسؤولا عنها ) هنا نلمس مدى الاصالة في نفس هذا الرجل بحمله الاسلام في قلبه وعقله بكل ما اتىت به هذه الرسالة من سموفي القيم والمثل والمبادىء التى كرمت الانسان وصانت انسانيته فهويرى ان الحكم تكليف وليس تشريف وهومسؤولية مقدسة وحملا ثقيلا وذلك حبا بالله وبرسالته بينما نلمح الدنيوية في خطاب المنصور الذى يرى ان الحكم عطاء ونعمة من الله ينعم بها على الحكام ويدين لهم عبر هذا العطاء رقاب العباد وعطايا البلاد والشواهد في التاريخ الاسلامى كثيرة يصعب حصرها وسنورد شاهدا اخر للدلالة على ذلك خاصة في مفهوم الحكم والسلطة ذلك الخطاب الدينى السياسى من خدمة العقيدة الى خدمة السلطان فها هوالفاروق رضى الله عنه يقول ( ان راءيتم اعوجاجا فقومونى ما انا الا كاحدكم فاءعينونى على نفسى بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر واحضارى النصيحة فيما ولانى الله من امركم ومنزلتى من مالكم كمنزلة ولى اليتيم من ماله ) بينما في اللقاء نجد احد الخطباء ويشير الى معاوية فيقول ( ان هذا هوامير المؤمنين فان توفي فهذا هوخليفته - يقصد يزيد - ومن تحدى فالحكم لهذا -- ملوحا بالعصا -- فهتف اتباع معاوية استحسانا ومن ثم اوما معاوية واعتبر هذا موافقة بالاجماع اوبيعة له اذن الملاحظ ان العقل قد توقف وطاله التجمد على قوالب صاغها فقهاء السلطة والحكام واضحت تاليا جميع نزعة تميل للتحرر بدعة تحمل صفة الخيانة العظمى وتؤدى بالتالى الى التعذيب والقتل وبناءا على ما تقدم يمكننا القول ان القلوب الطيبة والارادات السليمة العامرة بالايمان لم تجدى نفعا لحماية المكاسب الاسلامية ذات الطابع الروحى التى هدفها الانسان وصون انسانيته وبالتالى تحفظ قيم العدالة والمساواة والكرامة والتسامح والحرية الى غير ذلك من القيم والمثل الاسلامية والشمائل التى لم ولن تعهدها وضعيات البشرية جمعاء حتى باعتقادى الديانات التى سبقت الاسلام في النزول وبالتالى ندرك ان الاساس الدينى الخالص بالحكم ليس كافيا وحده لحماية المكاسب التاريخية لحقوق المسلمين اذن الملاحظ ان العقل قد توقف وطاله التجمد على قوالب صاغها فقهاء السلطة والحكام واضحت تاليا جميع نزعة تميل للتحرر بدعة تحمل صفة الخيانة العظمى وتؤدى بالتالى الى التعذيب والقتل وبناءا على ما تقدم يمكننا القول ان القلوب الطيبة والارادات السليمة العامرة بالايمان لم تجدى نفعا لحماية المكاسب الاسلامية ذات الطابع الروحى التى هدفها الانسان وصون انسانيته وبالتالى تحفظ قيم العدالة والمساواة والكرامة والتسامح والحرية الى غير ذلك من القيم والمثل الاسلامية والشمائل التى لم ولن تعهدها وضعيات البشرية جمعاء حتى باعتقادى الديانات التى سبقت الاسلام في النزول وبالتالى ندرك ان الاساس الدينى الخالص بالحكم ليس كافيا وحده لحماية المكاسب التاريخية لحقوق المسلمين

ة مقيتة وغايات دنيوية دنيئة ومصالح ضيقة التي عملا حصدت جموع المسلمين والمؤمنين على مر المراحل التاريخية السابقة وذلك في اتون حروب طاحنة من اجل السلطة وحروب ممضىية وحركات سياسية ازهقت فيها ارواح المسلمين وسلبت حقوقهم التى تمثلت في كافة المبادىء والقيم والمثل النبيلة

وبالجزم فما يمكن ان يكرسه الايمان يمكن اندثاره تحت تاثير ايمان ضعيف هزيل وهمم فاترة اوضعف الحماس الدينى وهذا عملا المنطق بعينه فالواضح ان ما وقع تاريخيا لا نستطيع عبره ان نقارن بين عهدين لخليفتين امويين هما يزيد بن معاوية وعمر بن عبد العزيز فالشقاء كان في عهد الاول بينما نعموا باعظم عطاءات الاسلام في عهد الثانى فهوبحق الخليفة الراشدى الخامس على اعتبار اصالته الاسلامية ولا شك باجماع ارباب الفهم ان كتاب الله وسنة نبيه هما دستورا لحقوق الانسان في المجمل الا ان هناك فئة كانت تحمل شعارا قوامه ان كتاب الله هودستور المسلمين ومع جميع ذلك هذا لم يكن كافيا حتى يتم المحافظة على القيم وايضا العمل بالدستور القدسى فكتاب الله لا يحقق نفسه بنفسه وايضا السنة النبوية لا تجد طريقها بنفسها الى ساحات العمل وكلاهما يقتضيان سواعد المسلمين الصادقين القادرين على تجسيد هؤلاء الذين تعمر وتتشبع قلوبهم بالايمان ونصيرهم العزيمة والقوة والارادة الصلبة للنهوض الدائم والذين يجب عليهم انقد يكونوا ايضا في سدة الحكم والمسؤولية والقيادة بغض النظر عن المسقط حتى يتمكنوا من تحقيق وتطبيق القيم الانسانية الكاملة للاسلام قرانا وسنة وباعتقادى ليس كافيا لتطبيق وبث قيم الاسلام فقط بيد من هم في مسقط المسؤولية فالتاريخ الاسلامى بعد عصر الرسول عليه الصلاة والسلام وجزء قصير من تاريخ الخلفاء الراشدين تؤكد ان دولة القانون التى تشكل اساس حقوق الانسان لم تتحقق عملا وعليه فالنصوص القرانية والسنن النبوية التىتعبق بقبسات نورانية من حقوق الانسان لم تجد تاريخيا ضمانات تجسدها والضمان الذى تقر به بعض الاتجاهات الدينية لهذه الحقوق يدور في فلك الايمان وتشعباته وهذا يعنى ان المجتمع الذى يغيب عنه الايمان اويضعف يتم فيه حقا التنكر لحقوق الانسان والتعسف باستخدام السلطة باشكالها اما المجتمع الملتزم بالثوابت الايمانية تتراجع فيه اطماع الحكام وتتغلب فيه ايضا المصلحة العامة على الخاصة وتنحسر الشهوات بصنوفها المعهودة

على جميع الاحوال ان الدارس للتاريخ الاسلامى يجد ان مجتمع الايمان النقى والمتجرد من الاطماع الدنيوية يجده فقط في قديم هذا التاريخ ويلمسه تحديدا في ممارسات الخلفاء الراشدين وعصر عمر بن عبد العزيز فهما بان العهد الراشدى ايضا لم يخلومن النزاعات والصراعات الدامية والممارسات المجافية لحقوق الانسان والاطماع الدنيوية اذن النصوص الدينية يجب ان تجد من يطبقها فهى لا تفرض نفسها بنفسها ومهما بلغت الثقة بقواعد الاسلام الثرة كمنطلق لفرض العدالة الاسلامية بشمائلها الجمة بواسطة من يملكون الضمائر الحية والحرة كالقضاة مثلا ينسون احيانا ان تعببنهم في وظائفهم كانت نتيجة تسامح نفس الحكام الذين ممكن انقد يكونوا موضع مساءلة هؤلاء القضاة على اعمالهم ففى ظل الحكم العثمانى امثلة حية لشيوخ الاسلام وفهمائه كانوا يقفون في وجه الحاكم ولكن ايضا هناك الصورة المعاكسة بحيث كانت الوظيفة الاساسية لهم هى اضفاء الصفة الشرعية على الافعال المشينة التى كان يقوم بها الحكام ليس فالباحث في الفكر الاسلامى يفاخر بالجزم بما اتى به الاسلام قرانا وسنة من قيم ومثل سامية ورغم ذلك فان هذا يجب ان لا ينسيه ابدا هذه المفارقات التى تقوم بين علياء النظرية الاسلامية لحقوق الانسان والممارسة والتطبيق وعلينا ايضا الانتجاهل تلك المواقف التاريخية التىتعرض فيها المسلمون لمواسم القهر والتعذيب هذا عداك عن الظروف التى يعيشها الانسان العربى في العصر الحالى من قهر وظلم وتنكيل وفقر واغتراب الخ في ظل انظمة شمولية يدركها القاصى والدانى ويدرك انجازاتها على صعيد قهر هذا المواطن وهى ايضا تسعى الى تبديد جميع المحاولات التى تعمل على النهوض به وتعمل على بناء حقوق عملية للانسان فقد تحمل ما لا تحمله الجبال ولكن قدرنا النهوض ان شاء الله فلا بد للقيد ان ينكسر والبوادر ظاهرة على الساحة وربيعنا ات لا محالة فجل الممارسات والاعمال المنافية لحقوق الانسان تسطر حضورها في بعض المجتمعات العربية المعاصرة وجميعها يتنافى مع الحقائق القرانية والسنن النبوية التى خطها الاسلام فالانسان العربى خارج صف التكريم كخليفة الله على الارض لان الظلم والقهر الذى حاق به ويجلده علنا واضح لا ينكره الا جاهل

وبعد ذلك هل يمكن للنصوص الدينية ان تقف سدا في وجه الانتهاكات المتكررة لحقوق هذا المواطن رغم جميع ما نشر من تقارير وشهادات تدمى القلب ويندى لها الجبين حتى اضحى مهزوما من الداخل وعاجز عن الرد تحت هول الضربات المتكررة والمتلاحقة حتى اضحى فاقدا للاحساس بحقوقه تحت تاثير هزيمة داخلية شاملة افرزتها مراحل تاريخية طويلة من الشقاء الانسانى والممارسات التى تتنافى مع مبادىء الحق والوجود فالاستبداد والظلم والقمع المزمن الذى شهده تاريخنا العربى استطاع ان يجرد الانسان من القدرة على الاحساس بقيمته كانسان يمتلك حقوقا تاريخية في الوجود الانسانى المتحرر من كافة اشكال الاضهاد والظلم ولانه لم يعد قادرا على المطالبة بحقوقه ازاء هذا المد التاريخى البائس فانه يلتمس في النص القدسى ما يعوضه هذا الاحساس الكامل بالهزيمة التاريخية

الواقع ان الشورى فيها الميراث الاصيل المتصف بالغنى ويجعل من الشورى فلسفة للحكم والحياة والسلوك ولم يطبق بكل قيمه الرفيعة الا في العهود الزاهرة في التاريخ الاسلامى هذا من جانب اما الميراث الثانى فهوالذى استبدل الاستبداد بالشورى فعمت من خلاله مقولات الشرعية لمن نال الغلبة اما الامامة في السياسة والصلاة لمن تغلب على تعبير الدكتور محمد عمارة وما الرعية الا ان تشكر الحاكم اذا عدل وتصبر عليه اذا جار وظلم جملة هذه الاراء وزبدتها هى ثمرة لواقع تاريخى استثنائى تنسب الى ائمة وفقهاء مثل احمد بن حنبل وغيره اذن كافة القيم والمثل والمبادىء كونت في الاسلام عصر الازدهار الذى حقا تميز بانتشار الاجتهاد والاستنباط العقلى على ضوء المستجدات والواقع المفروض وذلك ضمن اطار النصوص الشرعية المعهودة الثابتة بغاياتها واهدافها اما عصر التخلف بترا نجد ان دور العقل والاستنباط فيه قد تراجع وانحسر وعم ما يعهد بالتقليد وحل الجدل مكان تلك المناظرات الفهمية الحرة واشتد النزاع بين المجتهدين الذى يفترض ان يعم بينهم التسامح وانقسم الكثير من ابناء الامة الى فرق وطوائف وكتل واحزاب ادت بوحدة حدثتهم وشتت ضمهم وبالتالى سقطوا في شباك الضعف والوهن ولكن الخير سيبقى في هذه الامة الى ان يرث الله الارض ومن عليها

تاريخ النشر: 2020-06-04 15:39:07
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إحالة المتهمين بسرقة الدراجات النارية بالتبين للجنايات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:22
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

"قريبًا".. محمد عدوية يطرح البرومو الدعائي لأحدث أغنياته (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

اللقاء رقم 1000 لـ"المانشافت".. ألمانيا تتعادل بصعوبة مع أوكرانيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:12
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

لأول مرة.. شيخ الأزهر يشارك فى جلسة لمجلس الأمن الأربعاء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

حبس 6 متهمين بمحاولة خطف تاجر سيارات شهير بمنشأة ناصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:24
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

رفضت معاشرته.. الإعدام لحارس عقار قتل سيدة أجنبية بالغردقة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:20
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

إستعدادات أمنية مكثفة لتأمين إمتحانات الثانوية العامة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:20:49
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 54%

ثيو باناجيوتولياس رئيسًا تنفيذيًا لتحالف ستار العالمي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:10
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

الصكوك البنكية أولوية تشريعية

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:26
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

الارصاد تكشف عن حالة الطقس غدا الثلاثاء

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:20:47
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 64%

اليوم.. انطلاق المنتدى العربي الأول للإعلام السياحي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:08
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

إحالة عاطل للجنايات لسرقته حقيبة يد بالإكراه في الجمالية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:23
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

كيف يخطط الزمالك لإغلاق ملف مستحقات بنجامين إتشمبونج؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:14
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 54%

تقرير: لوبيتيجي يدخل دائرة اهتمام الهلال للتعاقد معه الموسم الجديد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:13
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

"التضامن" تعلن عدد الأطفال المستفيدين من دعم "تكافل وكرامة"

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:07
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

جرجيس: وفاة سائحة تشيكية غرقا

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:23
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 65%

التموين: لولا إعفاء الذهب من الرسوم الجمركية لوصل سعر الجرام 3500 جنيه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 21:21:03
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية