اغتيال محمود فهمي النقراشي

عودة للموسوعة

اغتيال محمود فهمي النقراشي

أغتيل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948 في القاهرة، حيث قام القاتل المنتمي إلي التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين التي أصدر رئيس الوزراء قرارا بحلها في نوفمبر 1948، وكان القاتل متخفياً في زي أحد ضباط الشرطة وقام بتحية النقراشي حينما هم بركوب المصعد ثم أفرغ فيه ثلاث رصاصات في ظهره. .

تبين حتى وراء الجريمة التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين حيث إعتقل القاتل الرئيسي وهو"عبد المجيد أحمد حسن" والذي اعترف بقتله لأن النقراشي أصدر قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين، كما تبين من التحقيقات وجود شركاء له في الجريمة . وقد أصدر حسن البنا عقب هذا الحدث بيانا استنكر فيها الحادث و"تبرأ" من فاعليه تحت عنوان "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين" .

وقد تعاطف البعض مع القاتل عبد المجيد حسن الذي ظهر وجهه في الصور مضروباً ملطوشاً متورماً، خاصة أنه لم يكن قد مضي سوي عامين علي مظاهرات كوبري عباس فيتسعة فبراير 1946 التي كان النقراشي هوالمسؤول الأول عن إصدار الأمر بفتح كوبري عباس لتغرق المظاهرة التي قادها طلبة جامعة فؤاد ضد الاحتلال الإنجليزي رافعين شعار «الجلاء بالدماء» حيث كان النقراشي رئيساً للوزراء ووزير الداخلية في آن واحد .

من الشهيد ومن القتيل؟

فىثمانية ديسمبر 1948 أصدر محمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين، بعد حتى ثبت لديه ولدى حكومته وجهاز الأمن حتى الجماعة وراء التفجيرات وأعمال العنف التى تمت في الفترة التى سبقت اتخاذ قرار الحل، وأبرزها اغتيال المستشار أحمد الخازندار واغتيال اللواء سليم زكي، فضلا عن تفجير شركة الإعلانات الشرقية وغيرها وغيرها.

وأقيمت للنقراشى جنازة حاشدة بدا فيها تأثر شباب الحزب السعدى لمصرعه، واعتبروه شهيدا. كان النقراشى أحد أبطال ثورة 1919م وحكم عليه الإنجليز بالإعدام، لكن لم يتم تطبيق الحكم، وكان مثالا للجهاد وللنزاهة، ثم انشق عن الوفد هووأحمد ماهر، معتبرَين حتى النحاس باشا يخرج في زعامته للحزب عن خط الزعيم سعد زغلول، وأسسا معا الحزب السعدى. وكان ماهر قد اغتيل سنة 1945م، إلى غير ذلك اتىت جريمة اغتيال النقراشى لتجدد الأحزان، لذا هتف الشباب السعدى مطالبين بالانتقام والثأر.. دم بدم.. ورأس برأس. وإذا كان الإخوان قد أطاحوا برأس الحزب السعدى، فيجب حتى يطاح برأس الإخوان حسن البنا. ولكى نعهد حجم فجيعة السعديين فقد أصدر أحد شباب الحزب وهونظمي لوقا كتابا بعنوان «ريحانة الشهداء» قدم له عباس محمود العقاد، ومضى نظمى لوقا إلى حد مقارنة استشهاد النقراشى باشا في مبنى وزارة الداخلية، بين ضباط الأمن ورجاله، بما وقع للحسين بن على وسط أتباعه يوم كربلاء. الكتاب أصدره الحزب وهويفيض حبا ولوعة لما جرى لزعيمهم ومؤسس الحزب: النقراشي باشا. والمعنى حتى الهتافات التى جرت يوم الجنازة، لم تكن تعبر عن انفعال طارئ أوحزن عابر، بل عن رغبة حقيقية في الثأر والانتقام، وقد ازداد الشعور بعد ذلك حين جرت محاولة لاغتيال حامد جودة «باشا» وهولم يكن سعديا فقط، بل كان من أقارب النقراشي، أى حتى الأسرة بكاملها مستهدفة، في ما بعد تبين حتى محاولة اغتيال جودة قام بها التنظيم الخاص، وأنهم أخطؤوا السيارة، فقد كان المقصود إبراهيم عبد الهادى رئيس الوزراء الذى خلف النقراشى وكان أيضا سعديا، أى حتى الحزب بكامله مستهدَف من التنظيم الخاص الذى أسسه حسن البنا.

الوحيد، داخل الإخوان، الذى استوعب خطورة الأمر وأن شلال الدم بدأ، هوحسن البنا نفسه، وأدرك أنه هونفسه المستهدَف، فقد ازداد أعداؤه وبدا لكثيرين خصوصا داخل جهاز الدولة، المسؤول الأول عن هذه الجرائم. حاول البنا التوسط إلى جميع من أمكن له الوصول إليه، راجيا حينا ومستعطفا حينا، وباكيا مرة ثالثة، لكن لم يجد أى استجابة، فقد فات ميعاد التوسلات ولم يعد هناك مكان للدموع. لقد فتح أبواب جهنم وتصور حتى مفاتيحها بيديه، وخانه ذكاؤه، فالمرء يمكنه حتى يشعل النار، لكن ليس بالسهولة نفسها يمكن حتى يطفئها ولا حتى يحدد ما الذى سيصيبه وأين تقف؟! تمنى البنا حتى يتم اعتنطقه، وطلب ذلك من بعض من سعى لديهم، ولعله تصور حتى الاعتنطق يمكن حتى يهدئ الأمور وأنه قد ينجيه من دعوات الثأر والانتقام التى باتت موجهة إليه. وفى الأيام الأخيرة اشتد به الخوف بعد حتى تم سحب مسدسه المرخص، ولنا حتى نتساءل كيف من الممكن أن لشيخ حتى يحمل مسدسا مرخصا في مدينة مثل القاهرة،يا ترى؟ ولذا أقدم على خطوته الأخيرة بأن أصدر بيانا يدين فيه قتَلَة النقراشى، حمل عنوان «ليسوا إخونا وليسوا مسلمين»، فأضاف إلى كارهيه فريقا جديدا هم أولئك الذين اتهمهم في عقيدتهم الدينية ونطق عنهم «ليسوا مسلمين»، وهم من داخل جماعته ومن التنظيم الخاص الذى أسسه وأشرف عليه هونفسه.

بعد اغتيال النقراشى بشهر ونصف الشهر جرى اغتيال حسن البنا وهويهم بركوب التاكسى في شارع الملكة نازلى -رمسيس حاليا- أمام مقر جمعية الشبان المسلمين وعلى مقربة من مقر نقابة المحامين والصحفيين. الرصاص الذى أطلق على البنا لم يقتله، لذا تم نقله إلى مستشفى قصر العينى لمحاولة إنقاذه، لكن لم تتم المحاولة، فقد توفي في نفسه الليلة، وقد تولت النيابة العامة التحقيق في الحادثة فور وقوعها، وبعد قيام ثورة 23 يوليو1952م بيومين فقط، أى يوم 25 يوليو، وقبل حتى يتنازل الملك فاروق عن العرش بيوم تم استنادىء المتهمين وأعيد التحقيق وصدر الحكم على الجناة في 2 أغسطس 1954م، من قاموا بالاعتداء على البنا نعهدهم، لكن إلى اليوم وبعد مرور 63 عاما على الحادثة فإننا لا نعهد على وجه التحديد من كان وراء العملية.. من أمر بها.. من كلف المنفذين؟!

وفى الجرائم السياسية قد لاقد يكون الفاعل المباشر هوالعنصر الأهم في الجريمة، من الممكنقد يكون الأقل أهمية، الفاعل المباشر هوالمهم من الناحية الجنائية فقط، وهوغالبا ينال العقوبة المقررة بنصوص القوانين، لكن الأهم بعد ذلك هومن فكر وخطط.. وقبلها من قرر تصفية المراد تصفيته وأمر بالتطبيق. وهناك جرائم سياسية كثيرة في التاريخ وفى معظم البلدان، لم يعهد -بعد- على وجه التحديد من كان وراءها. أمامنا حالة اغتيال الرئيس الأمريكى جون كنيدى الذى اغتيل سنة 1964م، والقاتل «أدزوالد» معروف منذ لحظة وقوع الجريمة وتم الإمساك به واعترف وعوقب، لكن من حرضه،يا ترى؟ من وقف وراءه ودفعه إلى اغتيال رئيس أكبر دولة،يا ترى؟ ولماذا،يا ترى؟ هذه كلها تساؤلات بلا إجابة حتى هذه اللحظة، رغم صدور أكثر من عشرة آلاف كتاب تحاول البحث في هذا الموضوع. هناك أيضا عملية مصرع الأميرة ديانا والشاب دودى الفايد داخل سيارتهما، ظاهر الأمر أنها حادثة سيارة عادية سقطت لهما داخل النفق، ومع ذلك يشير معظم الدلائل إلى حتى الحادثة مدبرة، ولم يعهد إلى اليوم من وراء تلك العملية، ويبدوأنه لن يعهد خلال السنوات القادمة.

حالة حسن البنا واحدة من هذه الحالات، وأغلب الظن أننا لن نعهد -على وجه اليقين- من كان وراء العملية، خصوصا حتى جميع الأطراف وقتها في ذمة الله الآن، ما لم تظهر وثيقة تشير إلى ذلك بوضوح. وقد لا تكون هناك وثيقة أووثائق، لأن الجرائم من هذا النوع، أوما يعهد بالجريمة الخفية،قد يكون التكليف بها والتخطيط لها شفويا وليس بناء على عقد مسقط أوتكليف كتابى، وقد يحدث التكليف الشفوى ليس مباشرا، بل بالرمز والتلميح دون القول الصريح، وربماقد يكون التوجيه بشفرة معينة، يفهمها المكلَّف بالعملية.

عدم الوصول إلى مَن وراء اغتيال البنا يعود إلى أكثر من سبب، في مقدمتها شخصيته هو، وطبيعة مسلكه وممارساته السياسية، وتعدد أوجهه، فقد كان له أكثر من وجه:

الأول: وجه الشيخ أورجل الدين. سليم حتى حسن البنا لم يكن فقيها ولا عالما قدم اجتهادا في حياتنا العامة أوالخاصة، لكنه حمل راية الإسلام.. «القرآن دستورنا..» كان داعية وخطيبا قادرا على اجتذاب الجمهور، خصوصا من ذوى الثقافة الدينية المحدودة.

الثانى: السياسى، وقد كان الرجل سياسيا بالمعنى الكامل للحدثة، وإن شئنا الدقة كان سياسيا بالمعنى الردىء للحدثة، كان براجماتيا إلى حد الانتهازية، وكان متقلبا في تعاملاته وارتباطاته، نسق مع الوفد واستفاد من حكومة الوفد سنة 1942م، ثم انقلب عليهم. أيد إسماعيل صدقى وهتف له طلاب الإخوان في الجامعة وساند حسن البنا اتفاق صدقى- بيفن، الذى رفضه أغلب المصريين. أيد النقراشى باشا ثم انقلب عليه وقتله رجاله.

الثالث: كان للرجل ظاهر وباطن، وكل منهما يناقض الآخر، لم يمدح أحد الملك فاروق قدر امتداح حسن البنا له، ولم يعلن أحد تأييده للعرش كما عمل هوحين توفى الملك فؤاد سنة 1963 نَعَتتْه مجلة الإخوان بعبارات اتى فيها «مصر تفتقد اليوم بدرها في الليلة الظلماء، ولا تجد النور الذى اعتادت حتى تجد الهدى على سناه». وتساءلت المجلة التى كان يشرف البنا بنفسه عليها «من للفلاح والعامل، من للفقير يروى غلته ويشفى علته، ومن للدين الحنيف يرد عنه البدع، ومن للإسلام يعز شوكته ويعلى حدثته، ومن للشرق العربى يؤسس وحدته، ويحمل رايته؟». وهذا الذى نطقته المجلة لا يخلومن نفاق للديوان الملكى، فما نطقته المجلة كان بعيدا عن صورة الملك لدى الشعب، لكن النعى أقرب إلى كلام إنشائى وبلاغى، وإذا أخذناه بمعيار إنجازات الملك فؤاد وسياسته لوضعناه بضمير مستريح في خانة الكذب السياسى، ولكن ترتب على هذا النعى حتى دُعى حسن البنا وإخوانه للمشاركة في استقبال الملك فاروق فور عودته من لندن، عقب وفاة والده. وتقدم البنا الهاتفين «نهبك بيعتنا وأولادنا»، وفى ما بعد منحت صحف الإخوان الملك فاروق كثيرا من الألقاب والصفات مثل «حامى المصحف.. أمير المؤمنين.. فخر الشباب.. القدوة الحسنة.. الأسوة الحسنة..»، وغيرها. ويحاول المرشد الثالث عمر التلمسانى حتى يبرر تلك المواقف بالقول إنهم كانوا في بداية حكم الملك يأملون فيه خيرا حتى يصلح حال البلاد، لكن التلمسانى تناسى حتى موقف الإخوان من الملك لم يتغير وموقف حسن البنا تحديدا، على الأقل في الظاهر وفى العلن، ظلوا ينهالون عليه بالثناء والمديح، حتى وجدنا مجلة الإخوان المسلمين في نهاية حرب فلسطين الأولى تنشر صورة الملك غلافا لها، وتحتها تعبير أنها تنشر بمناسبة عودة «جيشه المظفر من فلسطين»، وكان ذلك كذبا محضا.

سار حسن البنا خلف الملك، حين أيد الإنجليز أيدهم، ولما تراسل مع الألمان وهتلر هتف لهم، وعندما صادق الأمريكان سعى إليهم، جميع هذا لا يؤاخَذ به حسن البنا، فمن حقه حتى يساند الملك وأن يقف خلفه، لكنه منذ سنة 1940م يسعى إلى اختراق الجيش، وكان الملك يعد ذلك خيانة له. كان ضباط الجيش يقسمون على الولاء للوطن وللعرش، وكان حسن البنا يأخذهم يقسمون قسما آخر، على المصحف والمسدس. كان البنا يخترق جيش مولانا الملك بخلايا سرية، فقد تحدث عبد اللطيف البغدادى حتى حسن البنا أراد له وعدد من زملائه سنة 1940م حتى يندمجوا في جماعته ويصبحوا خلية لها داخل الجيش، ورفض البغدادى، لكن غيره لم يرفض فقد انضم بعضهم إلى الإخوان. باختصار في الظاهر أيد حسن البنا الملك تماما، كان ملكيا أكثر من الملك، حتى إنه حين سقطت حادثة القصاصين للملك، قاد وفدا من الإخوان إلى القصاصين لتسجيل تهنئة بسلامة جلالته في سجل التشريفات، وعاد لتنتقد مجلته بعض الزعماء الذين لم يتحركوا إلى القصاصين، وهذا تحريض سافر للملك وللديوان الملكى على هؤلاء الزعماء، وفى الباطن يسعى إلى اختراق الجيش.. ما بين الظاهر والباطن مسافة ضخمة وبون شاسع، والواضح حتى الملك اكتشف ذلك وانتبه إليه مبكرا.

ويبدوحتى حسن البنا كان يتصور أنه أذكى من الجميع، وأنه يفترض أن يخدع الجميع، لكن في لحظة اكتشف الجميع خطره، ركب سيارة اللواء سليم زكى لتهدئة المتظاهرين، وبعدها ألقى طلاب الإخوان على سليم زكى قنبلة فقتلوه، هجر رجاله يقتلون الخازندار ثم أصدر بيانا يأسَى فيه لمقتل الخازندار، وفى البيان حدثات مبطنة تعطى مبررا للقتل. وحين حدثت اللقاءة بينه وبين قائد التنظيم الخاص عبد الرحمن السندى أصر الأخير أنه أخذ أمرا مباشرا من المرشد بتطبيق العملية، وتوصل المرشد إلى حتى المستشار اغتال خطأ، ولذا وجب على الجماعة دفع الدية، لكنه تراجع عن الدفع لأن الحكومة دفعت تعويضا لأسرة القتل، هكذا ببساطة، تصور حتى الأمر انتهى، لكن محمود فهمى النقراشى أصر على اتخاذ موقف حاسم من جماعة البنا، ولأن جميع منهما كان المحطة الأخيرة بالنسبة إلى الآخر، يحسن حتى نتوقف عند العلاقة بينهما وما فيها.

فى صيف سنة 1947م تقرر حتى يسافر رئيس الحكومة محمود فهمى النقراشى إلى واشنطن ليعرض على الأمم المتحدة القضية المصرية، مطالبا بجلاء القوات البريطانية جلاءً تاما عن مصر والسودان وإنهاء النظام الإدارى للسودان، وكان معنى ذلك حتى الحكومة المصرية قررت تدويل القضية الوطنية، بعد حتى يئست من إمكانية التوصل إلى حل أوتفاهم مع الإنجليز، وكان المصريون تسقطوا خيرا أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية فإن باب التفاوض سيفتح مع الإنجليز للتوصل إلى صيغة يتحقق بها استقلال مصر، لكن الإنجليز لم تبد منهم استجابة حقيقية، ولم يكن هناك بديل عن قيام ثورة جديدة على غرار ثورة 1919م، ولم تكن الأمور مهيأة لذلك، فالثورات لا تقوم بقرار رسمى، لذا تقرر حتى تلجأ الحكومة إلى هيئة الأمم لتطالب بحقها في الاستقلال، وكانت الشعوب تتسقط من الهيئة الدولية، فور تأسيسها حتى تتدخل لمساعدتها في نيل الاستقلال.

كان الملك فاروق والديوان الملكى مساندين بقوة للنقراشى في مهمته، واندفعت التيارات المناصرة للقصر إلى مساندة النقراشى، كان الملك يريد حتىقد يكون هناك شىء أوإنجاز إيجابى تحققه الحكومة ويتقدم به إلى الشعب، كانت صورة الملك قد أخذت في الاهتزاز وكانت التيارات المناوئة للقصر أخذت تشتد، وكان الملك قلقا من ازدياد التيارات والجماعات اليسارية. سليم أنهم لمقد يكونوا أغلبية، بل قلة، فإن الملك كان مصابا بفوبيا الماركسية، وكانت المشكلات الاجتماعية تتفاقم وتزداد حدة، لذا وقف الملك بكل ثقله خلف النقراشى في مهمته. في اللقاء كانت هناك عقبة كبرى أمام النقراشى تتمثل في حزب الوفد وزعيمه مصطفى النحاس، كان الوفد يرى حتى القضية الوطنية هى قضيته الأولى بامتياز وأن التفاوض مع الإنجليز شأن يخصه هو، وليس مسموحا لأحد غيره القيام به، سعد زغلول هوالذى تفاوض حتى الحصول على تصريح 28 فبراير سنة 1922م والذى أقر فيه الإنجليز باستقلال مصر، حتى لواعتبر استقلالا منقوصا وهوكان كذلك بالعمل، ومصطفى النحاس هوالذى تفاوض مع الإنجليز وتوصل إلى معاهدة سنة 1936م، ومن ثم فالتفاوض مجاله هو، فضلا عن ذلك كان الوفد حزب الأغلبية، ومن ثم فإن من يسعى إلى المفاوضة يجب حتى يحظى بمساندة الأغلبية، ليدرك الطرف الآخر حتى الذى أمامه يمثل الرأى العام عملا، وهذا ما دعم سعد زغلول والنحاس في تفاوضهما مع الإنجليز. ولم يكن النقراشى تنقصه الوطنية، بل كان مبرزا في هذا المجال، وتاريخه يشهد له، يكفيه أنه أحد أبطال ثورة 1919م، ولم يكن ممكنا للوفد حتى يطعن أويشكك في وطنية النقراشى، لكن الطعن اتى من حتى الحزب السعدى هومن أحزاب الأقلية، ومن ثم فإنه لا يمثل الأغلبية ولا يعبر عن رأى الأمة، ولا يصح حتى يفاوض باسمها. وكان النحاس عنيدا ومتصلبا في هذا الجانب، لذا راح يحارب النقراشى، وينظم المظاهرات ضده، ووصل الأمر إلى حتى أوفد الوفد برقية بتوقيع النحاس إلى الأمم المتحدة يعلن فيها حتى النقراشى ليس مخولا للتفاوض باسم المصريين وأنه لا يعبر عن الأمة المصرية.. ومن حقنا حتى نتساءل حول هذا الموقف، ماذا لووقف النحاس خلف النقراشى وسانده أولم يناوئه ويضع العراقيل أمام مهمته، هل كان النقراشى سيحقق نتائج إيجابية وينتزع الاستقلال،يا ترى؟ وهل كان موقف الوفد سببا من مسببات فشل تلك المهمة،يا ترى؟ هل كان الوفد غير مرحب بالاستقلال إذا اتى عن غير طريقه وإذا لم ينسب إليه،يا ترى؟ وهل كان شعار «الاحتلال على يد سعد أفضل من الاستقلال على يد عدلى» يتكرر ثانية مع اختلاف الشخوص والأسماء؟!

كان لا بد من قوة جماهيرية تساند النقراشى وتتصدى لما يقوم به الوفد، ولم يكن هناك غير الإخوان ومرشدهم حسن البنا الذى خاض المعركة بنفسه، فقد أوفد إلى هيئة الأمم المتحدة برقية مضادة لبرقية النحاس اتى فيها «النقراشى باشا يمضى ومن معه إلى مجلس الأمن بتأييد شعب وادى النيل وعلى هدى من من الإيمان الوطنى»، وقاد البنا مظاهرة ضخمة تحركت عبر الجامع الأزهر ضمت شباب الجماعة وهتفوا تأييدا للنقراشى وهجوما على الوفد وزعيمه. وتحدث بعض التقارير الأجنبية عن حتى رجال البوليس يسّروا الأمور للمظاهرة وعملوا على حمايتها.

وانطلقت مجلة الإخوان المسلمين التى كان يترأس تحريرها صالح عشماوى، وكيل الجماعة -نائب المرشد- تشيد بالنقراشى وتهاجم الوفد والنحاس، خط عشماوى تحت عنوان «بيان النقراشى باشا» قائلا «كان يوم الثلاثاءخمسة أغسطس يوما مشهودا في تاريخ مصر، ففيه انصت العالم إلى صوت مصر على لسان رئيس وزرائها، يبسط قضيتها، ويطالب بحقوقها، ويفضح مساوئ الاستعمار البريطانى الغاشم في شمال الوادى وجنوبه». وأضاف في منطقه «كان خطاب النقراشى باشا الذى استغرق إلقاؤه ساعة وأربعين دقيقة خطابا بليغا وصفه جروميكومندوب روسيا بأنه مهم جدا وممتاز، كما أجمع رجال الصحافة الأمريكية بل والبريطانية والأجنبية على حتى النقراشى باشا قد عرض قضية بلاده ببراعة كبيرة». ثم انتقل في منطقات تالية ليهاجم المعارضين للنقراشى ثم يخص الوفد بالهجوم، ووصل في هجومه حد اتهام المعارضة بالخيانة، بما يذكرنا ببعض كتاب السلطة في زماننا، ففى منطق حمل عنوان «الطابور الخامس».. خط «كان الواجب الوطنى يحتم والمعارضة النزيهة تقتضى تأييد الحكومة في موقفها، والوقوف من ورائها صفا واحدا ضد الغاصب، ولكن.. هل بين رجال المعارضة وطنى يفهم واجبه! أومعارض يعهد حق أمته،يا ترى؟ لقد كشفت المعارضة عن وجهها قناع النفعية والرياء، وظهرت خيانتها سافرة بغير طلاء».

وحين أوفد مصطفى النحاس برقيته إلى الأمم المتحدة ضد مهمة النقراشى، خط صالح عشماوى منطقا بعنوان «خيانة حزب الوفد» بدأه هكذا «يمثل حزب الوفد في مصر دور الطابور الخامس، ما في ذلك شك، ولقد قام على هذا الاتهام أكثر من دليل»، ويقول «حزب الوفد الذى يرأسه زعيم هَرِم حقود هوالسيد مصطفى النحاس باشا لم يشأ حتى ينسجم مع الحكومة والأمة المصرية في هذا الظرف الحرج، بل أوفد برقية شخصية حقيرة إلى مجلس الأمن يزعم فيها حتى النقراشى باشا ووفده لا يمثلون الأمة المصرية»، ثم يقول «إن الوطنيين العرب يعتقدون حتى برقية النحاس الأخيرة إلى مجلس الأمن لا تقل إجراما ولا خيانة لمصر عن موقفه يوم أربعة شباط (فبراير)»، هذه الحدثات كانت وردت في منطق بجريدة «الحوادث» التى تصدر في حلب ونقلها صالح بنصها، وأنهى منطقه بالقول «حِلُّوا هذا الحزب فقد قام على خيانته لمصر أكثر من دليل»، وتوالت الموضوعات على هذا النحو.

كان هجوم الإخوان على الوفد ساحقا ومتجاوزا جميع ما تعارفت عليه الأدبيات السياسية في ذلك الوقت، الأمر الذى يدعونا إلى التساؤل هل كان جميع هذا لصالح النقراشى أم تعبيرا عن كراهية عميقة ودفينة لدى الجماعة تجاه الوفد وزعيمه. لقد أخطأ النحاس باشا وكان عنيدا، لكن النقراشى نفسه لم يتهم الوفد ولا زعيمه بالخيانة، ففى منطق «الطابور الخامس» ترد فقرة تكشف الكراهية للأحزاب وللحزبية عموما، «مصر بلد لم يستكمل استقلاله بعد فلم يكن هناك معنى لتعدد أحزابه وتفرق جماعاته، ولكنها أنانية الزعماء وحب الرياسة التى جعلت الأمة شيعا وأحزابا، جميع حزب بما لديهم فرحون».

كان تأييد البنا شخصيا وقيادته لمظاهرة تهتف للنقراشى، وتأييد جماعته لافتا للانتباه وشغل المراقبين من المصريين ومن الأجانب، فنجد جيفرسون باترسون، القائم بالأعمال الأمريكى في القاهرة، يبعث بتقرير إلى الخارجية الأمريكية في واشنطن محاولا تفسير تلك الحالة، اتى فيه «ربماقد يكون السبب ناشئا عن الحرب السائدة بين الإخوان والوفد، والصحافة المحلية تزعم حتى السبب الحقيقى يرجع إلى المبلغ الضخم الذى دفعه النقراشى باشا لحسن البنا من المصروفات السرية»، الصحافة المحلية، أى الصحافة المصرية، ورد في بعضها حتى المبلغ نحوعشرة آلاف جنيه مصرى، ويضيف باترسون القائم بالأعمال الأمريكى في الرسالة -الوثيقة- التى ترجمها ونشرها محسن محمد في كتابه «من اغتال حسن البنا؟» «يبدوواضحا حتى هذا المبلغ دفع عملا وقد أحدث تأثيرا لدى قادة الإخوان».

وفى طريق عودته من واشنطن نظمت الجماعة استقبالا شعبيا مهيبا للنقراشى باشا مع الهتاف له.. وأيا كانت التفسيرات لموقف الإخوان من النقراشى، هل بسبب الجُعْل الضخم الذى تلقاه البنا من المصاريف السرية أوكراهيته في الوفد ورغبته في الكيد له، أوتعاطفا مع القضية الوطنية، فقد كانت العلاقة طيبة بين الجانبين في يوليووأغسطس 1947م، فما الذى جرى بعد ذلك كى يقدم النقراشى على حل الجماعة فيثمانية ديسمبر 1948م، فترد الجماعة باغتيال النقراشى بعد عشرين يوما ولم تكن تمضى مدة شهر ونصف الشهر حتى لقى البنا نفس المصير، ليتم اغتياله بطريقة أقل كفاءة من اغتيال النقراشى؟!

دوافع النقراشى إلى حل الجماعة معروفة، فقد كثرت أعمال العنف والإرهاب، مما أخل بالأمن وبات رئيس الحكومة مطالبا بالحفاظ على الأمن، خصوصا أنه هونفسه وزير الداخلية، وقد تزايدت أعمال العنف في عهده، وكانت أصابع الاتهام تشير إلى الإخوان وتنظيمهم الخاص، ففى مايو1947م تم تدمير سينما مترووسينما ميامى وسقط من المواطنين قتلى وجرحى، وفي يناير 1948م استطاع البوليس حتى يضبط في المقطم 165 قنبلة وعدة صناديق بها أسلحة، واشتبك البوليس مع عدد من شبان الإخوان كان على رأسهم سيد فايز أحد قادة التنظيم الخاص، وفى ما بعد يفترض أنقد يكون فايز من المتهمين في قضية اغتيال النقراشى، وهونفسه يفترض أن يرتب عبد الرحمن السندى- في ما بعد- محاولة فاشلة لاغتياله، حين أراد المرشد الثانى حسن الهضيبى تعيينه على رأس التنظيم بدلا من السندى، وقد نطق الشبان في التحقيق إذا هذه الأسلحة جمعت من أجل فلسطين لذا أفرج عنهم فورا، وكأن شيئا لم يحدث، وهذا ما جعل عددا من الكتاب، من بينهم سلامة موسى يتهمون النقراشى بتدليل حسن البنا وجماعته، بعد ذلك تم تفجير حارة اليهود بالقاهرة ونسفت بعض منازلها، ونطق محمود عساف إذا الهدف كان تخويف اليهود فقط، لكن الواقع حتى هناك منازل هدمت ومواطنين أبرياء قتلوا، وذكر صلاح شادى في «حصاد العمر» حتى العملية كانت ردا على مذبحة «دير ياسين» وهومنطق معوج، فالرد على مذبحة دير ياسين لاقد يكون في حارة بالقاهرة، يقطنها مواطنون مصريون. وفى سبتمبر 1948م تم نسف جزء من حارة اليهود القرائين، وكان ذلك عملا في منتهى الغباء والعنصرية، ذلك حتى اليهود القرائين في مصر كانوا ضد قيام الدولة الصهيونية في فلسطين وكان رأيهم حتى هذه الدولة خطر حقيقى على الديانة اليهودية وعلى اليهود أنفسهم، وبعدها تم تدمير شركة الإعلانات الشرقية، وكان قد تم يوم 22 مارس اغتيال المستشار أحمد الخازندار، وفى أربعة ديسمبر 1948م تم اغتيال حكمدار القاهرة اللواء سليم زكى، وكانت تلك الجريمة هى القشة التى قصمت ظهر البعير، فصمم النقراشى على حل الجماعة.

وجد النقراشى حتى زمام الأمن يفلت من يديه، الإنجليز يحملونه المسؤولية والحكومة غير قادرة على حفظ الأمن فكيف لها حتى تطالب بالاستقلال؟! الملك كان قلقا.. والنقراشى نفسه له خبراته في ذلك، لقد عايش أيام سعد زغلول ورأى ما جره على مصر اغتيال سيرلى ستاكى.. ثم عثر رفيق عمره أحمد ماهر يتم اغتياله ومن بعده قاض كبير ثم حكمدار القاهرة، وكان الأمن قد أمسك بالسيارة الجيب التى كشفت للأمن حجم التنظيم السرى وما لديه من خطط وأسلحة، لذا قرر اتخاذ خطوة جريئة بحل الجماعة، ولم يقابل قراره باعتراض من الداخلية، كما يردد البعض، ولكن طلب مرتضى المراغى، الذى سيصبح وزير الداخلية في ما بعد، من النقراشى تأجيل القرار، حتى يضع جهاز الأمن يده على جميع الخلايا السرية للجماعة ويضبطوا جميع الأسلحة التى لديهم، لكن الثائر داخل النقراشى رفض تماما وأصر على إصدار قرار الحل، ويبدوحتى خبرته الخاصة بالإخوان وحسن البنا لعبت دورا، لقد عثر أنهم ساندوه بقوة، وقاد حسن البنا مظاهرة لمناصرته، لكنهم بعدها مباشرة قاموا بأعمال العنف، والمعنى عنده حتى هؤلاء يمكن حتى يقوموا ويعملوا أى شىء، وأنه لا رادع لديهم، ولا معايير يقفون عندها، هم ساندوه حين دفعت حكومته لهم، وما إذا انتهت المهمة انقلبوا عليه. باختصار هتاف مأجور أقرب إلى مرتزقة العمل السياسى، وخطورة هؤلاء البشر حين يتملكون السلاح، وهم امتلكوه، ودربوا جيشا ولديهم جهاز مخابرات خاص، وإذاعة سرية خاصة بهم لا تعهد الحكومة عنها شيئا، أصبحوا دولة داخل الدولة، لذا لم يكن غريبا حتى يمضى حسن البنا إلى مرتضى المراغى محذرا من حل الجماعة ومهددا النقراشى نفسه. وتسقط النقراشى حتى يتم اغتياله، وتحقق ما تسقطه، ففى يوم 28 ديسمبر قتله طالب الطب البيطرى عبد الحميد حسن في مدخل مبنى وزارة الداخلية، وكان الرد باغتيال البنا نفسه.

من أطلق الرصاص على حسن البنا ليس مجهولا، عهد من يومها وتمت محاكمته، وسجن بعد ثورة 1952م، لكن لم يتفق أحد على من كان وراء العملية، فقد تعدد خصوم البنا، حتى بين أنصاره لم يتم الاتفاق في هذا الأمر، المرشد الثالث عمر التلمساني جزم بأن الملك فاروق شخصيا هوالذى أمر بتصفية البنا، ومضى البعض منهم إلى البتر بأن الملك مضى إلى قصر العينى بنفسه وألقى نظرة على جثمان البنا ليتأكد ويرى بعينه أنه مات. ردد الشيخ عبد الحميد كشك ذلك على المنبر مرارا وتكرارا، الوقائع تؤكد حتى الملك ليلتها كان مشغولا بأمر آخر، ولم يمضى إلى قصر العينى، لكنه أبلغ بالواقعة وهوفي إحدى سهراته.

فريق آخر داخل الجماعة اتهم رئيس الوزراء ابراهيم عبد الهادي، الذى خلف النقراشى، وكان عبد الهادى سعدياً مثل النقراشى، وكان رفيقا للنقراشى من أيام ثورة 1919، وقد أراد الانتقام لصديق عمره وعملها.. فئة ثالثة منهم تتهم بريطانيا وأمريكا وإسرائيل، أوالصهيونية العالمية والصليبية الحاقدة، وكان على رأس القائلين بذلك سيد قطب، استنادا إلى حتى حسن البنا ومشروعه كان يهدد هذه القوى ويخيفها، آخرون مثل الشيخ محمد الغزالى علقوا المسألة في رقبة أحزاب ما قبل 1952م كلها.

وسوف نلاحظ حتى هؤلاء جميعا لم يقدموا دليلا واحدا ولا واقعة بعينها تدلل على ما يقولون به. وهذا التوسع في إلقاء التهم من الملك إلى رئيس الوزراء أوالأحزاب كلها والقوى الأجنبية، يعنى باختصار أنه لا أحد على وجه التحديد، ولوحتى هؤلاء جميعا أرادوا غتيال البنا، فهذا يعنى حتى المشكلة كانت فيه هو. وأنصار البنا جميعا كانوا يعبرون عن مشاعر حزن وغضب فقط، ومن هؤلاء الشيخ أحمد حسن الباقورى الذى مضى في ذكرياته إلى حتى «الدولة من أكبر رأس فيها إلى أصغر موظف من موظفيها اغتالت المرشد العام». ويلتقى مع هذا القول منشور صدر بعد أيام من الاغتيال، يحمل توقيع الإخوان، اتى فيه «الجناة المجرمون هم شياطين يشبعون شهواتهم على حساب الشعب، هم أولئك الذين منحوا التراخيص للعاهرات، ونظموا وأشرفوا على بيوت النادىرة ببيع الخمور وترددوا على المواخير، وأباحوا الربا وقبلوا الرشوة، وسخروا من الفضيلة وأوفدوا نساءهم إلى الملاهى والمراقص العامة، اغتالوا البنا لأنه كان خطرا عليهم يهدد بتقويض سلطتهم»، وفات من حرروا هذا المنشور حتى هؤلاء جميعا هم الذين هجروا البنا يعمل قرابة العشرين عاما وسمحوا لجماعته حتى تكبر وتنمو، بل ساعدوه وساندوه.


الهامش

  • حلمي النمنم (2011). . مخطة مدبولي.
  1. ^ من "اقرأ الحادثة !"،أخبار الحوادث
  2. ^ من هوالقاتل ؟، أخبار الحوادث
  3. ^ القرضاوي
  4. ^ حكايتي مع محمود فهمي النقراشي
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:41:06
التصنيفات: 1948 في مصر, جرائم التنظيم الخاص للإخوان المسلمين

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الولايات المتحدة تعبِّر عن تقديرها لدعم كينيا قرار مجلس الأ

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:22:21
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

المؤتمر العربي يستعرض أفضل ممارسات السلامة والصحة المهنية

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:24:36
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 57%

متسلقة جبال حققت إنجازات عالمية تتسبب في حزن كبير.. لماذا؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 09:16:21
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 97%

باحثون يحددون 12 عاملا قادرا على خفض خطر الإصابة بالخرف

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 09:15:25
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 35%

كوريا الشمالية تنفذ تجربة صاروخية باليستية جديدة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:22:28
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

«القرم روسية».. إيلون ماسك يضع نفسه في ورطة جديدة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:24:35
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 68%

تعرف على أسعار الدواجن فى مصر اليوم الإثنين 4-10-2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:20:56
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

صحفية سورية تفجر مفاجأة بشأن حفل محمد رمضان بدمشق

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:21:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

كونوا على الموعد.. القمر يقترن بكوكب زحل لؤلؤة المجموعة الشمسية غدا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:22:04
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 47%

أسعار مواد البناء.. سعر طن الحديد والأسمنت للمستهلك اليوم 4-10-2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:20:53
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

أجواء مستقرة نسبيا في توقعات طقس الثلاثاء 4 اكتوبر

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 09:15:23
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 41%

العراق: "عناصر ضالة" اندست وسط المتظاهرين واشتبكت مع الأمن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:22:17
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

تعرف على الحصيلة الجديدة لضحايا الفيضانات في باكستان

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:24:34
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

واشنطن تعتزم فرض المزيد من العقوبات على كبار مسؤولي الأمن ف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:22:25
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

فرنسا: بوتين وضع نفسه فى «مأزق ثلاثى»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:20:54
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

المبعوث الأمريكي مجدداً في المنطقة لبحث الأزمة الإثيوبية

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:22:53
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

اليوم تشييع جثمان ماجدة عاصم ودفنها بجوار نجلها عمرو سمير

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:22:03
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 39%

691 ألف جولة لمراقبة الأسواق والأسعار في المملكة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:24:27
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

موعد مباراة الأهلى والاتحاد المنستيرى فى دورى أبطال أفريقيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:22:07
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 45%

تحميل تطبيق المنصة العربية