البياسي صاحب الحماسة
البياسي صاحب الحماسة
سيرته
هوأبوالحجاج يوسف بن محمد بن إبراهيم الأنصارى البياسى أحد فضلاء الأندلس وحفاظها المتقنين. ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة (573هـ). كان أديبًا بارعًا فاضلاً، مطلعًا على أقسام كلام العرب من النظم والنثر، وروايًا لوقائعها وحروبها وأيامها، وكان يحفظ كتاب "الحماسة" لأبى تمام ، والأشعار الستة، وديوان المتنبى، و"سقط الزند" لأبى العلاء المعرى، إلى غير ذلك من الأشعار لشعراء الجاهلية والإسلام. وتنقل في بلاد الأندلس وطاف بأكثرها، ولما قدم من جزيرة الأندلس إلى مدينة تونس ، جمع للأمير أبى زكريا يحيى بن عبدالواحد بن أبى حفص عمر -صاحب إفريقية- كتابًا سماه "الإعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام" ابتدأ فيه بمقتل عمر بن الخطاب -رضى الله عنه-، وختمه بخروجالوليد بن طريف الشارى على هارون الرشيد ببلاد الجزيرة الفراتية، وهوفي مجلدين، أجاد في تصنيفه وكلامه فيه كلام عارف بهذا الفن. وله أيضًا كتاب "الحماسة" في مجلدين، وكان فراغه من تأليفه وترتيبه بمدينة تونس في شوال سنة (646هـ)، وجمع فيه مما اختاره واستحسنه من أشعار العرب: جاهليها، ومخضرميها، وإسلاميها، ومولدها، ومن أشعار المحدثين من أهل المشرق والأندلس وغيرهم، ما تحسن به المحاضرة وتجمل عليه المناظرة. ويقول في مقدمة الكتاب على منهجه فيه: "..فرأيت حتى أضم مختارها، وأجمع مستحسنها، تحت أبواب تبعد نافرها وتضم نادرها، ونظرتُ في ذلك فلم أجد أقرب تبويب، ولا أحسن ترتيب مما بوبه ورتبه أبوتمام في كتابه المعروف بكتاب "الحماسة"، وحسن الاقتداء به، والتوخى لممضىه، لتقدمه في هذه الصناعة، وانفراده منها بأوفر حظ وأنفس بضاعة، فاتبعت في ذلك ممضىه، ونزعت منزعه، وقرنت الشعر بما يجانسه ووصلته بما يناسبه، ونقحت ذلك، واخترته على قدر استطاعتى وبلوغ جهدى وطاقتى".
- البَيَّاسى: هذه نسبة إلى بياسة (BAEZA) وهى مدينة كبيرة بالأندلس تقع على مسافة عشرين ميلاً من جيان ، وتطل على النهر الكبير.
وفاته
توفى البياسى سنة ثلاث وخمسين وستمائة (653هـ) بمدينة تونس .
المصادر
موسوعة الحضارة الإسلامية