الجزولي
الجزولي
سيرته
هوأبوموسى عيسى بن عبدالعزيز بن يلَلبَخت بن عيسى بن يُوماريلى الجُزُولى اليزدَكَتَنى. كان إمامًا في فهم النحووالقراءات واللغة، وقبيلته جزولة من الرحالة الذينقد يكونون بصحراء بلاد السوس في المغرب الأقصى. تولى الخطابة بجامع مراكش ، وكان يتصدر في الجامع للإقراء، وكان كثير الاطلاع على دقائق النحووغريبه وشاذه، وصنف فيه المقدمة التى سماها "القانون"، ولقد أتى فيها بالعجائب، وهى في غاية الإيجاز مع الاشتمال على شىء كثير من النحو، ولم يسبق إلى مثلها، واعتنى بها جماعة من الفضلاء فشرحوها، ومنهم من وضع لها أمثلة، ومع هذا كله فلا تفهم حقيقتها، لأنها كلها رموز وإشارات، وبالجملة فإنه أبدع فيها. وله أمالى في النحوولكنها لم تشتهر، وله مختصر "الفَسر" لابن جنى في شرح ديوان المتنبى، وينطق: إنه كان يدرى شيئًا من المنطق . ودخل إلى الديار المصرية، وقرأ على الشيخ ابن برى، وقد نقل عنه شيئًا في مقدمته، وقرأ أيضًا على الشيخ ابن برى كتاب "الجمل"، وسأله عن مسائل في أبواب الكتاب، فأجابه ابن برى عنها، وجرى فيها درس بين الطلبة حصلت منه فوائد جعلها الجُزُولى في تعليقه مفردة، فاتىت هذه التعليقة كالمقدمة فيها كلام غامض، وعقود لطيفة، وإشارات إلى أصول صناعة النحوغريبة، فنقلها الناس عنه واستفادوها منه. وكان إذا سُئِلَ عن هذه التعليقة: هل هى من تصنيفك،يا ترى؟ نطق: لا، لأنه كان متورعًا، ولما كانت من نتائج خواطر الجماعة عند البحث ومن كلام شيخه ابن برى لم يسعه حتى يقول هى من تصنيفى، وإن كانت منسوبة إليه، لأنه هوالذى انفرد بترتيبها. وشرح مقدمته في مجلد كبير أتى فيه بغرائب وفوائد. ثم عاد الجزولى إلى بلاد المغرب بعد حتى حج، وأقام بمدينة بجاية مدة، والناس يشتغلون عليه، وانتفع به خلق كثير، ودخل الأندلس بعد قفوله من المشرق، فنزل المرية.
- " يَلَلبَخت"، و"يوماريلى": هما اسمان بربريان.
- "والجُزُولى": نسبة إلى جُزُولة وهى بطن من البربر .
وفاته
توفى بمدينة مراكش سنة عشر وستمائة (610هـ).
المصادر
موسوعة الحضارة الإسلامية