القمص سرجيوس
القمص ملطي سرجيوس (1882 -خمسة سبتمبر 1964) قس وخطيب وثائر وطني مصري يُعد نموذجاً حياً لمعنى الوحدة الوطنية، لم يعبأ بمنصب ولم يخش سلطاناً. وهومن زعماء ثورة 1919.
القمص سرجيوس المولود في جرجا في سوهاج سنة ١٨٨٢، ورُسِّمَ قساً على بلده «ملوي» باسم القس ملطى سرجيوس، ثم عُيِّن وكيلاً لمطرانية أسيوط في أكتوبر ١٩٠٧ أصدر سرجيوس مجلة المنارة المرقسية في سبتمبر ١٩١٢ في الخرطوم عندما كان وكيلاً لمطرانيتها، كمنبر لدعوة الأقباط والمسلمين إلى التلاحم الوطني. غضب عليه الإنجليز وأمروا بعودته إلى مصر في أربع وعشرين ساعة.
وفى ثورة سنة ١٩١٩، برز القمص سرجيوس وسط الثائرين، فكان أشبه بعبد الله النديم، إذ وهبه الله لساناً فصيحاً جعله خطيبا رفيعا مفوها إلى حد جعل سعد زغلول يطلق عليه لقب خطيب مصر أوخطيب الثورة الأول. خطب سرجيوس في الأزهر لأكثر من مرة معلناً أنه مصري أولاً ومصري ثانياً ومصري ثالثاً، وأن الوطن لا يعهد مسلماً ولا قبطياً، بل مجاهدون فقط دون تمييز بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء، وهونفسه الشخصية التى ظهرت في أحد أفلام حسن الإمام «ثلاثية نجيب محفوظ» معتلياً المنبر يخطب في المسلمين مؤكداً الوحدة الوطنية أثناء ثورة ١٩١٩.
ذُكِر عنه أنه ذات مرة وقف في ميدان الأوبرا يخطب في الجماهير المتزاحمة، وفى أثناء خطبته تقدم نحوه جندى إنجليزى شاهراً مسدسه في وجهه، فهتف الجميع: «حاسب يا أبونا، حايموتك»، وفى هدوء أجاب أبونا: «ومتى كنا نحن المصريين نخاف الموت!! دعوه يُريق دمائى لتروى أرض وطني التى ارتوت بدماء آلاف الشهداء. دعوه يقتُلني ليشهد العالم كيف من الممكن أن يعتدى الإنجليز على رجال الدين».
وأمام ثباته واستمراره في خطابه تراجع الجندى عن قتله، مرة أخرى وقف هووالشيخ القاياتي يتناوبان الخطابة من فوق منبر جامع ابن طولون، فلما ضاق بهما الإنجليز ذرعاً أمروا بنفيهما معاً إلى رفح في سيناء وهناك لم يتوقف عن كتابة الخطابات إلى المندوب السامي البريطاني. يندد فيها بسياسة الإنجليز، وقضى سرجيوس والشيخ القاياتى ثمانين يوماً في هذا المنفى، وفضلا عن مجلة «المنارة المرقسية» أصدر عدداً كبيراً من الخط كذلك خط الكثير من الموضوعات في مجلات غير مجلته، كان يسقط عليها باسم «يونس المهموز».
إلى حتى وافته المنية في مثل هذا اليوم ٥ سبتمبر ١٩٦٤، وأطلق اسمه على أحد شوارع مصر الجديدة بالقاهرة.
المصادر
- ^ ماهر حسن (2010-09-05). "وفاة القمص الذى خطب على منبر الأزهر (سرجيوس)". المصري اليوم.