حرب القرم

عودة للموسوعة

حرب القرم

حرب القرم
جزء من الحروب الروسية العثمانية

هجوم الكتيبة الخفيفة، بريشة ريتشارد كاتون وودڤيل.
التاريخ 28 مارس 1853 - 30 مارس 1856
المسقط
القرم، القوقاز، البلقان، البحر الأسود,
بحر البلطيق، البحر الأبيض، المحيط الهادي
النتيجة فوز الحلفاء والدولة العثمانية، وتوقيع معاهدة باريس
الخصوم
الحلفاء:
الامبراطورية الفرنسية
الدولة العثمانية
الامبراطورية البريطانية
مصر
مملكة سردينيا
الامبراطورية الروسية
متطوعون بلغار
مملكة اليونان
القادة والزعماء
  • ناپليون الثالث
  • جاك لوروا دى سان أرنو
  • ماريشال كان‌روبير
  • إيمابل پيليسييه
  • فرانسوا أشيل بازاين
  • پاتريس دى ماك-ماهون
  • الملكة ڤيكتوريا
  • إرل أبردين
  • اللورد راگلان
  • جيمس سمپسون
  • وليام كودرنگتون
  • عمر لطفي پاشا
  • إسكندر پاشا
  • حسن باشا الإسكندراني
  • سلیم فتحي باشا
  • ڤيكتور عمانويل الثاني
  • ألفونسولا مارمورا
  • نيقولاي الأول
  • ألكسندر الثاني
  • الأمير منشيكوڤ
  • پاڤل ناخيموڤ †
  • ڤاسيلي زاڤويكو
  • نيقولاي موراڤيوڤ
  • يڤفيمي پوتياتين
  • ڤلاديمير إستومين †
  • الكونت تولستوي
القوات
إجمالي: 1,000,000
  • 400,000 فرنسي
  • ثلاثة كتائب من الجزائر
  • 300,000 عثماني
  • مصر: 12 سفینة عليها 642 مدفع و6,850 جندی، وجیش بري 20,000 و72 مدفع
  • 250,000 بريطاني
  • 15,000 سرديني:112
إجمالي: 720,000
  • 700,000 روسي
  • 3,000 فيلق بلغاري[]
  • 2,000 فيلق صربي-مونتنگري[]
  • 1,000 فيلق يوناني
الخسائر

اجمالي 300,000–375,000 قتيل، منهم 70,000 ضحايا المعارك


 الدولة العثمانية
اجمالي القتلى تقدير 95,000–175,300

الامبراطورية الفرنسية
إجمالي القتلى حوالي 100,000
منهم 10,240 صرعى الوغى; 20,000 توفوا بجروحهم; ح. 75,000 ماتوا بأمراض

 المملكة المتحدة
: 2,755 صرعى الوغى؛ 2,019 ماتوا بجروحهم؛ 16,323 ماتوا بالوباء

 سردينيا
2,050 وفيات بكل الأسباب:89
اجمالي: 522,000 قتلى وجرحى وضحايا الوباء
منهم القتلى 60,000 to 110,000

حرب القرم Crimean War ‏(أكتوبر 1853 – فبراير 1856):7 هي حرب خسرت فيها روسيا أمام تحالف من فرنسا وبريطانيا والدولة العثمانية وسردينيا. وبينما ظلت النمسا على الحياد، إلا أنها لعبت دوراً في إيقاف الروس.

القضية المباشرة التي أشعلت الحرب هي حقوق المسيحيين في الأرض المقدسة، الواقعة تحت حكم الدولة العثمانية. تبنى الفرنسيون حقوق الكاثوليك، بينما تبنى الروس حقوق الأرثوذكس. الأسباب بعيدة المدى للحرب تضمنت اضمحلال الدولة العثمانية، وعدم رغبة بريطانيا وفرنسا في السماح لروسيا بالحصول على أراضي أونفوذ على حساب العثمانيين. خسرت روسيا وانتصر العثمانيون، ليحصلوا على فرصة لالتقاط أنفاسهم لعشرين سنة من الضغط الروسي. منح العثمانيون المسيحيين درجة من المساواة الرسمية، كما حصل الأرثوذكس على السيطرة على الكنائس المسيحية موضع النزاع من العثمانيين.:415 حصلت روسيا على تقدير حديث لتنوعها الديني وشنت برنامج اصلاح لهذا الغرض وكان له بالغ الأثر. فحسب شپرد كلف، أستاذ التاريخ في جامعة كلومبيا، فإن الحرب:

"لم تكن نتيجة خطة محسوبة، ولا حتى قرارات متسرعة في آخر لحظة تحت ضغوط. فقد كانت نتيجة أكثر من عامين من الأخطاء الفادحة بالتصوير البطيء من رجال دولة يفتقدون الكفاءة كان لديهم شهور للتفكر في الأفعال التي ارتكبوها. فقد نشبت من درس ناپليون عن الهيبة؛ ومن سعي نيقولاي للسيطرة على مضايق [كرچ]؛ خطأه الساذج في حساب ردود أفعال القوى الاوروپية؛ وفشل تلك القوى في إيضاح مواقفها؛ وضغط الرأي العام في بريطانيا والقسطنطينية في لحظات حاسمة."

مضىت روسيا والدولة العثمانية إلى الحرب في أكتوبر 1853 حول حق روسيا في حماية المسيحيين الأرثوذكس. كان لروسيا اليد العليا بعد تدمير الأسطول العثماني في البحر الأسود في ميناء سينوپ؛ لإيقاف الغزوالروسي دخلت فرنسا وبريطانيا الحرب في مارس 1854. معظم القتال سقط للسيطرة على البحر الأسود، فنشبت المعارك البرية في شبه جزيرة القرم في جنوب روسيا. احتفظ الروسي بحصنهم العظيم في سڤاستوپول لأكثر من عام. وبعد سقوطه، تم التوصل لمعاهدة سلام في باريس في مارس 1856. وكانت قضية الحقوق الدينية قد تم حلها بالعمل. النتائج الرئيسية كانت تحييد البحر الأسود—فروسيا لنقد يكون لها أية سفن حربية فيه—كما حتى المقاطعتين ولاخيا ومولداڤيا سيصبحا مستقلتين لحد كبير تحت الحكم الاسمي للعثمانيين.

كانت هناك حملات أصغر في شرق الأناضول، القوقاز، بحر البلطيق، المحيط الهادي والبحر الأبيض. في روسيا، وعـُرفت تلك الحرب بإسم "الحرب الشرقية Eastern War" (بالروسية: Восточная война, Vostochnaya Voina).

غيرت الحرب شكل المنطقة. فبسبب المعارك، وتبادل السكان والحركات الوطنية التي أشعلتها الحرب، الدول الحالية اوكرانيا، مولدوڤا، بلغاريا، رومانيا، اليونان، هجريا، أرمنيا، جورجيا، ومناطق مثل القرم والقوقاز تغيروا بشكل كبير بسبب هذا الصراع.

اشتهرت حرب القرم بأنواع الفشل اللوجستي والطبي والتكتيكية في الجانبين. وشهد الجانب البحري حملة ناجحة للحلفاء قضت على معظم سفن البحرية الروسية في البحر الأسود، وحصار ناجح فرضته البحرية الملكية في البلطيق. وكانت واحدة من أول الحروب "المعاصرة" لأنها شهدت أول استخدام للسكك الحديدية والتلغراف.(Preface) كما اشتهرت كذلك بعمل فلورنس نايتنگيل وماري سيكول، رائدتي مقارنة الممارسات الطبية الحديثة أثناء معالجة الجرحى.

كانت حرب القرم واحدة من أول الحروب التي وُثـِّقت بكثافة بتقارير مكتوبة وصور: وخصوصاً من وليام رسل (الذي كان يخط لصحيفة التايمز) وصور روجر فنتون. الأنباء من المراسلين الحربيين وصلت جميع البلدان المشاركة في الحرب وأطلـَعت مواطني البلدان المشاركة في الحرب على أحداث الحرب يوماً بيوم بشكل لم يسبق له مثيل في أي حرب من قبل. فقد كان الشعب البريطاني على اطلاع تام بالواقع اليومي للحرب في القرم. وبعد حتى أعطى الفرنسيون كابل تلغراف إلى ساحل البحر الأسود في شتاء 1854، وكانت الأنباء تصل لندن في يومين. وحين أرسى البريطانيون كابل بحري إلى شبه جزيرة القرم في أبريل 1855، أصبحت الأنباء تصل لندت في بضع ساعات. التقارير الاخباية اليومية شحنت الرأي العام، الأمر الذي أسقط حكومة أبردين وحمل اللورد پالمرستون إلى رئاسة الوزراء.:304–11

الدولة العثمانية وأطماع روسيا

اتسمت العلاقات بين الدولة العثمانية وروسيا القيصرية بقدر كبير من العداء والدموية، فمنذ سيطرة القياصرة على الحكم في روسيا، امتلك الروس حزمة من الأطماع التوسعية في حتى تكون روسيا دولة كبرى على مسرح السياسة الأوربية والدولية، واختلطت هذه الأطماع في بعض الأحيان بعواطف دينية متعصبة، متمثلة في حماية الأرثوذكس في العالم، والسيطرة على القسطنطينية التي فتحها السلطان محمد الفاتح، وكذلك السيطرة على الأماكن المقدسة المسيحية في فلسطين.

وأدرك الروس حتى تحقيق هذه الأطماع المتشابكة لن يتم إلا بالقضاء على الدولة العثمانية، خاصة في منطقتي آسيا الوسطى والبلقان، والسعي إلى تقسيم الأملاك العثمانية بين الدول الكبرى، تمهيدا لوصول روسيا إلى المياه الدافئة، وهوالحلم الذي ظل يراود الروس فترة طويلة من الزمن، وأدرك الروس حتى ذلك لن يتحقق إلا بوجود قدر من التوافق بين روسيا والدول الأوربية الكبرى.

وبسبب هذه الأطماع الروسية -فضلا عن حالة الضعف العثمانية التي كانت تغري الدول الكبرى بالتدخل في شئونها- سقطت أكثر من 150 حربا بين العثمانيين والروس، استغرقت حوالي 150 عاما.

ورأت فرنسا وبريطانيا في هذه الحروب الطويلة والعنيفة بين الجانبين تحقيقا لمصالحهما، من حيث إضعاف روسيا وردعها عن التدخل الفاعل والنشط في السياسة الأوربية، وإبعادها عن المنافسة في المجال الاستعماري، وكذلك إضعاف الدولة العثمانية التي تتمدد أملاكها في ثلاثة قارات؛ تمهيدا لتقسيمها بطريقة لا تؤثر على التوازن في السياسة الدولية.

والمعروف حتى الدولة التي كانت تقف حائلا دون تقسيم الدولة العثمانية والقضاء عليها في ذلك الوقت هي بريطانيا، التي رأت حتى القضاء على "رجل أوربا المريض" (المصطلح الذي كان يطلق على الدولة العثمانية آنذاك) فيه تهديد لمصالحها وأمن مستعمراتها في الهند، ويعني أيضا هدم دولة تقف سدا منيعا أمام الأطماع الروسية، والحيلولة دون وصول الروس إلى المياه الدافئة ومن ثم مزاحمة بريطانيا في أماكن نفوذها.

أما فرنسا فقد كانت ذات سياسة متغيرة، ولم تكن يتملكها نفس الخوف من الدور الروسي مثلما هوالحال في بريطانيا، ولعل هذا ما حصر النفوذ الفرنسي -نسبيا- في الحصول على بعض الامتيازات من العثمانيين لحماية مصالحها ورعاياها.


حلقات الصراع

كان القيصر الروسي نيقولاي الأول متعصبا دينيا، ويدرك حتى حركة التجديدات والإصلاحات داخل الدولة العثمانية يفترض أن تنعكس بصورة أوبأخرى على الأطماع والنفوذ الروسي؛ خاصة في منطقة البلقان، لأن تقوية الدولة العثمانية تعني ألا تصل روسيا إلى المياه الدافئة. ورأى نيقولا حتى نجاح العثمانيين في توطيد علاقتهم ببريطانيا سياسة شريرة تتبعها الدولة العثمانية للإضرار بالمصالح الروسية، ولذا قرر حتى يختم حياته بتأديب الدولة العثمانية، لكنه استوعب حتى قيامه بهذا السلوك المعادي ضد العثمانيين لن يتم بدون موافقة بريطانيا، ولذا عقد القيصر لقاء مع السفير البريطاني في مدينة سانت پطرسبورگ الروسية، وتناول اللقاء عرضا روسيا باقتسام الدولة العثمانية أوعلى الأقل تقليم أطرافها.

أرادت بريطانيا حتى تنصب مصيدة بعناية لإيقاع روسيا في حرب ضد الدول العثمانية؛ لاستغلال هذه الحرب في توجيه ضربة عنيفة لروسيا تدفعها للارتداد خلف حدودها مرة أخرى، وتحجبها عن الظهور على مسرح السياسة الأوربية؛ ولذا أطلعت بريطانيا العثمانيين على حقيقة النوايا الروسية السرية.

لم يستوعب نيقولا الأول المتعصب دينيا حقيقة حتى تقف دولة مسيحية مثل بريطانيا مع العثمانيين ضد روسيا المسيحية، وكان تقديره للموقف أنه سيقاتل الدولة العثمانية بمفردها، وأنه سيحقق فوزا سهلا عليها، يمكنه من انتزاع ولوبعضا من المكاسب كالتي حققتها روسيا في "معاهدة هنكار إسكله سي" التي سقطتها روسيا مع الدولة العثمانية فيثمانية يوليو1833، ونصت على إغلاق المضايق الهجرية أمام جميع السفن الحربية، بينما سمحت للأسطول الروسي بدخول مضيق البوسفور للدفاع عن الأستانة، وبذا تحررت روسيا من كثير من التهديدات البريطانية والفرنسية في البحر الأسود.

ولم تغب فرنسا عما يجري؛ حيث كانت تعتبر بريطانيا أكبر منافس استعماري لها في العالم، وتحالف لندن مع الدولة العثمانية دونها يعني تمكن بريطانيا من تحقيق كثير من الأطماع الاستعمارية في الدولة العثمانية على حساب المطامع الفرنسية؛ ولذا قررت باريس حتى تبني موقفها بالتحالف مع بريطانيا. وأدرك الفرنسيون حتى دخول بريطانيا الحرب لمساندة العثمانيين يحتم على باريس حتى تدخل هي الأخرى إلى تلك الحرب، حتى لا تستحوذ بريطانيا على الموقف الأقوى في السياسة العالمية.

الطريق للحرب

الصراع على الأرض المقدسة

نيقولاي الأول، إمبراطور روسيا

حين رأت الدولة العثمانية التنافس بين الدول الكبرى على إدارة الأماكن المقدسة للمسيحيين في فلسطين؛ عملت على حفظ التوازن بين هذه الدول، لكن ضغوط بعض الدول الكبرى، جعلت العثمانيين يمنحون بعض الدول امتيازات خاصة، فقام السلطان العثماني بمنح امتيازات جديدة عام 1852 للكاثوليك (الذين كانت فرنسا تمثلهم)، وهوما يعني أنه خضع للضغوط الفرنسية.

تسبب هذا الموقف في استياء روسي من السلطان العثماني، ووجدت روسيا فيه ذريعة ومبررا يتيح لها حرب الدولة العثمانية، معتمدة على البعد الديني وحماية المسيحيين الأرثوذكس.

أوفد القيصر الروسي بعثة دبلوماسية إلى اسطنبول رأسها السفير الروسي فوق العادة الأمير "ألكسندر منشيكوڤ" الذي كان يشغل منصب وزير البحرية، للتفاوض مع السلطان العثماني في قضية الأماكن المقدسة، والحصول على امتيازات للرعايا الأرثوذكس في الدولة العثمانية، إلا حتى مسعى هذه السفارة الحقيقي كان السعي إلى إيجاد المبرر لحرب الدولة العثمانية.

الكورنِت هنري ولكن، هوسار الحادية عشر، الجيش البريطاني. تصوير روجر فنتون

طلب منشكوف من العثمانيين تنحية الرهبان الكاثوليك، وأنقد يكون الرهبان الأرثوذكس هم أصحاب الحدثة العليا في الأماكن المقدسة المسيحية بالقدس، بحيث تكون لهم حرية التصرف بمفتاح كنيسة المهد في بيت لحم وبالنجم الذي وضعه الارثوذكس في المكان المفترض لولادة السيد المسيح وأنقد يكون للأرثوذكس الولاية على قبر والدة الإله مريم العذراء في الجسمانية، وإصدار الأمر بإنشاء القبة الكبرى لكنيسة القيامة من قبل بطريركية الروم الارثوذكس بواسطة الحكومة العثمانية وبمساعدتها دون إشراك الكاثوليك أوغيرهم من المسيحيين، كذلك طلب عقد إتفاقية تعلن بوضوح حتى جميع المسيحيين في الديار المقدسة تحت الحماية الروسية. وطالب أيضا بتنحية وزير الخارجية العثماني فؤاد افندي من منصبه بسبب علاقاته الوثيقة مع الدول الغربية.

أدركت بريطانيا حتى تجاوب الباب العالي مع المطالب الروسية معناه زيادة النفوذ الروسي على حسابها، ولذا استدعت بريطانيا أبرز دبلوماسيها وهوالسير ستراتفورد لإحباط هذه المساعي الروسية.


الأسباب المباشرة للحرب

كما أوفدت فرنسا بعض وحدات من أسطولها إلى المياه العثمانية، وبدأت باريس ولندن تعملان على تحويل مهمة منشكوف من كونها خلافا ممضىيا بين الكاثوليك والأرثوذكس إلى كونها خلافا سياسيا بين العثمانيين والروس، ولهذا شجع السفير البريطاني في الآستانة الدولة العثمانية على الوقوف في وجه الأطماع الروسية، مؤكدا للآستانة وقوف فرنسا وبريطانيا إلى جانب العثمانية في أي حرب قادمة مع الروس.

نجحت الدبلوماسية البريطانية في إقناع السلطان العثماني باستصدار فرمان للتجاوب مع المطالب الروسية فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس، وبذلك ضيعت بريطانيا على روسيا حجة الخلاف الممضىي لتصعيد لهجة العداء مع الدولة العثمانية.

أغرى قبول السلطان العثماني للمطالب الروسية منشكوف على حتى يعلن بصلف واضح عن طبيعة مهمته في الآستانة، وتقدم بمطالب جديدة منها ضرورة إعلان استقلال الجبل الأسود.

ناقشت البريطانيون مع السلطان العثماني مطالب منشكوف الجديدة، وحثته على رفضها، فأوفد الباب العالي العثماني إلى منشكوف يفهمه بأن مطالبه ما هي إلا اعتداء صريح على حقوق السلطان العثماني، وتدخل في الشؤون الداخلية للدولة العثمانية، وخروج على مهمته التي انتهت بصدور فرمان بخصوص الرهبان الكاثوليك في القدس، ورفض الباب العالي تغيير الأوضاع في البلقان إلا بعد التباحث وموافقة الدول الكبرى.

أثار الرفض العثماني غضب منشكوف، وأوفد بدوره رسالة تحمل صفة الإنذار إلى حكومة الآستانة، طلب فيها حتى يعترف السلطان العثماني لروسيا بحق حماية الأرثوذكس حماية مطلقة وغير مقيدة (وكان عددهم في الدولة العثمانية حواليعشرة ملايين نسمة)، ومنح الدولة العثمانية مهلة للرد على مذكرته تنتهي فيعشرة مايو1853، وأمام الرفض العثماني رحل منشكوف من الدولة العثمانية مصطحبا معه جميع العاملين في السفارة الروسية في إستانبول، وبذلك قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين استعدادا للحرب.

بداية المناوشات

معركة سينوپ، بريشة إيڤان آيڤازوڤسكي

بدأت الحرب العثمانية الروسية في ثلاثة يوليو1853، وكان مسرحها الأول في أوربا بمنطقة البلقان، حيث قام حوالي 35 ألف جندي روسي باحتلال رومانيا التي كانت تابعة آنذاك للدولة العثمانية، وأبلغت روسيا الدول الأوربية أنها لن تدخل في حرب شاملة ضد الدولة العثمانية، وأن ما عملته إجراء وقائي لحين اعتراف السلطان العثماني بحقوق الأرثوذكس في كنيسة القيامة في القدس، وأنها يفترض أن تنسحب فور هذا الاعتراف.

قامت الدولة العثمانية وروسيا بحشد قوات ضخمة على جبهات القتال، وعلى جبهتي الدانوب والقوقاز، واستطاع القائد العثماني عمر باشا حتى يلحق هزيمة كبيرة بالروس على نهر الدانوب، وأن يدخل رومانيا. وفي جبهة القوقاز ساند الزعيم الشيشاني الإمام تام القوات العثمانية أثناء القتال ضد الروس.

أرادت الدولة العثمانية دفع بريطانيا وفرنسا إلى دخول الحرب إلى جوارها، ودبرت إرسال مجموعة من بتر الأسطول البحري العثماني القديمة إلى ميناء سينوپ على البحر الأسود، وهي تدرك حتى هذه السفن لا بد حتى يهاجمهما الروس، وبالعمل هاجم الروس هذه السفن وتم إغراقها جميعا، واستشهد حوالي ألفي جندي عثماني، وأثارت هذه المعركة قلقا في الأوساط في لندن وباريس، وحذرت الصحافة في العاصمتين من الخطر الروسي.

محاولات السلام

عرض الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث الوساطة لإنهاء القتال بين العثمانيين وروسيا، إلا حتى القيصر الروسي رفض ذلك، خاصة بعد فوزات عمر باشا في رومانيا، ونطق نيقولا الأول: "أشعر حتى يد السلطان على خدي"، فبادر نابليون الثالث بالاتفاق مع بريطانيا ضد القيصر، وقبلت لندن العرض الفرنسي بحماسة شديدة، وغادر سفيرا لندن وباريس مدينة سانت پطرسبورگ الروسية فيستة فبراير 1854، وتم عقد معاهدة إستانبول في 12 مارس 1854 بين الدولة العثمانية وبريطانيا وفرنسا، ونصت على ألا تعقد أي دولة من هذه الدول صلحا منفردا مع روسيا، وأن يتفاهم قواد الدول الثلاث في الحرب ضد روسيا، وأن تكون الوحدات الإنجليزية والفرنسية والسفن التابعة لهما في إستانبول خاضعة للقوانين العثمانية.

أعربت فرنسا وبريطانيا الحرب على روسيا في 27 مارس 1854 ونشبت معارك ضخمة في عدة جبهات أثناء حرب القرم، إلا حتى أبرز هذه المعارك كانت معركة سيفاستوبول التي خاضتها الدول الثلاث للقضاء على القوة البحرية الروسية في البحر الأسود، حيث كان القاعدة البحرية لروسيا في شبه جزيرة القرم (حاليا في أوكرانيا) واستمرت المعركة قرابة العام، قُتل خلالها حوالي 35 ألف قتيل، وعدد من القواد الكبار من كلا الجانبين، حتى انتهى الأمر بسيطرة الدول الثلاث على الميناء فيتسعة ن مايو1855م.

في هذه الأثناء توفي القيصر الروسي نيقولا الأول، وخلفه في الحكم ابنه ألكسندر الثاني الذي شعر بعدم قدرة بلاده على مواصلة الحرب، فقرر التفاوض للسلام، خاصة بعد المذكرة التي تقدمت بها النمسا لروسيا وحذرتها فيها من حتى دولا أوربية أخرى قد تدخل الحرب ضدها.

استمرت الحرب أكثر من عامين ونصف، حاربت فيها الدولة العثمانية منفردة في السنة الأولى منها، وتميزت هذه الحرب بمتابعة الصحافة لها، من خلال إرسال مراسلين عسكريين على جبهات القتال.

المعارك

حملة الدانوب

محمودية (1829)، طلبها السلطان العثماني محمود الثاني وبَنتها الترسانة البحرية السلطانية في القرن المضىي في اسطنبول، وكانت لعدة سنوات أكبر سفينة حربية في العالم. ship-of-the-line بأبعاد 62x17x7 م، كانت مسلحة بـ 128 مدفع على ثلاثة أسطح. وقد شاركت في الكثير من المعارك البحرية الهامة، بما فيها حصار سڤاستوپول (1854-1855) أثناء حرب القرم (1854-1856). وقد رُفِعت من الخدمة في 1875
خريطة حرب القرم
زواڤات فرنسيون وجنود روس يشتبكون بالأيدي في ملاكوڤ كورگان

بدأت حملة الدانوب عندما احتل الروس إمارات الدانوب في مولداڤيا وولاخيا في مايو1853، دافعة بقواتها للضفة الشمالية لنهر الدانوب. رداً على ذلك، حركت القوات العثمانية أيضاً قواتها تجاه النهر. أسست معاقل في ڤيدين غرباً، وسيليسترا،:172–84 التي كانت تقع شرقاً، بالقرب من مصب الدانوب.

التحركات الهجرية/العثمانية نحونهر الدانوب كانت تشغل أيضاً النمسا، التي حركت قواتها إلى ترانسلڤانيا رداً على ذلك. إلا حتى النمساويين بدأوا يخشون الروس أكثر من الأتراك. بالإضافة إلى ذلك، مثل البريطانيين، كان النمسانيون يرون حتى الدولة العثمانية قد أصبحت ضرورية الآن كحصن ضد الروس. بناءاً على ذلك، قاوم النمساويون المحاولات الدبلوماسية الروسية للإنضمام للحرب على الجانب الروسي. ظلت النمسا على الحياد في حرب القرم.

في أعقاب الإنذار العثماني في سبتمبر 1853، القوات العثمانية بقيادة عمر باشا عبرت الدانوب عند ڤيدين وإستولت على كلافات في أكتوبر 1853. في الشرق، عبر العثمانيون الدانوب عند سيليسترا وهاجموا الروس عند أولتنيتزا. كانت معركة أولتنيتزا أول إشتباك بعد إعلان الحرب.. قام الروس بهجوم مضاد، لكنهم دُحروا. في 31 ديسمبر 1853، تحركت القوات العثمانية في كلافات ضد القوات الورسية في چتاتي أوكتاته، قرية صغيرة على بعد عشرة أميال شمال كلافات، وإشتبكومعهم فيستة يناير 1854. بدأت المعركة عندما قام الروس بتحرك لإستعادة كلافات. معظم القتال الثقيل، سقط حول چتاتي حتى طُرد الروس من القرية. بالرغم من هزيمة الروس في چتاتي، في 28 يناير 1854، ضربت القوات الروسية حصاراً حول كلافات. استمر الحصار حتى مايو1854 عندما أنهى الروس الحصار. مرة أخرى هزم العثمانيون الورس في معركة عند كراكال.:130–43

في ربيع 1854 تقدم الروس ثانيةً، وعبرونهر الدانوب لبلغاريا الهجرية. سرعان ما تمكن الروس من إحتلال مقاطعة دوبرويا البلغارية بالكامل. بحلول ربيع 1854، وصل الروس لخطوط حائط تراجان حيث توقف الروس في نهاية المطاف. في الوسط، عبرت القوات الورسية الدانوب وحاصرت سيليسترا من 14 أبريل حتى 23 يونيو1854.

في الغرب، عدل الروس عن مهاجمة ڤيدين لوجود القوات النمساوية، والتي كان قد وصل عددها إلى 280.000 رجل. في 28 مايو1854 سقطت روسيا والنمسا على پروتوكول ڤيينا. كان من أهداف التقدم الروسي تشجيع الصرب المسيحيين الأرثوذكس والبلغار الموجودين تحت الحكم العثمانية على الثورة. ومع ذلك، فعندما عبرت القوات الروسية بالعمل نهر پروث نحووالاخيا، لم يظهر المسيحيون الأرثوذكس أي رغبة في الثورة ضد الأتراك.:131, 137 زادت مخاوف نيقولاي الأول حتى تدخل النمسا الحرب ضد الروس وتهاجم الجناح الأيسر لجيوشه. في الواقع، بعد محاولة التوسط في تسوية سلام بين روسيا وهجريا، ولج النمساويون الحرب إلى جانب هجريا وهاجموالروس في الإمارات التي كانت تهدد بتر خطوط الإمداد الروسية. وفقاً لذلك، أُجبر الروس على فك حصار سيليسترا في 23 يونيو1854، وبدأوفي التخلي عن الإمارات.:185

في يونيو1854 وصلت تجريدة مشهجرة ڤرانا، لكنها قامت بالتقدم مسافة قصيرة من قاعدتها هناك.:175–176 في يوليو1854، عبر الأتراك بقيادة عمر باشا الدانوب نحوولاخيا وفيسبعة يوليو1854، إشتبكومع الروس في قرية گيورگڤووإستولوعلى القرية. سقوط گيورگڤوعلى يد الأتراك مثل تهديداً مباشراً على بوخارست في ولاخيا التي سقطت على يد الجيش الهجري نفسه. في 26 يوليو1854، أمر القيصر نيقولاي الأول بإنسحاب القوات الروسية من الإمارات. أيضاً في أواخر يوليو1854، في أعقاب تراجع الروس، أوفد الفرنسيون تجريدة ضد القوات الروسية الموجودة في دوبوريا، لكنها فشلت.:188–190

بعدها أصبح الإنسحاب الروسي كاملاً، عدا بلدات الحصن في شمال دوبوريا، بينما إستولى النمساويون على مكانهم في الإمارات، كقوة حفظ سلام حيادية.:189 كان هناك اشتباك آخر محدود على هذه الجبهة بعد خريف 1854 وفي سبتمبر استقلت القوات المتحالفة سفناً من ڤارنا وتحركت من الدردنيل إلى البحر الأسود لغزوشبه جزيرة القرم.:198

مسرح البحر الأسود

بدأت العمليات البحرية في حرب القرم في صيف 1853 بإرسال الأساطيل الفرنسية والبريطانية إلى منطقة البحر الأسود، لمساندة العثمانيين ولإثناء الروس عن محاصرة العثمانيين. وبحلول يونيو1853 كان الأسطولان متمركزان في خليج بشيكاس، خارج الدردنيل. باحتلال الروس إمارات الدانوب في أكتوبر، فقد تحركوا إلى البسفور وفي نوفمبر ولج البحر الأسود.

في تلك الفترة كان أسطول البحر الأسود الروسي يعمل ضد المرور الساحلي العثماني بين إسطنبول وموانئ القوقاز، بينما يسعى الأسطول العثماني لحماية خط الإمدادات هذا. سقط الإشتباك في 30 نوفمبر 1853 عندما هاجم الأسطول الروسي القوات العثمانية في ميناء عند سينوپ، ودمرها. كان هناك اشتباكات بحرية إضافية محدودة حتى مارس 1854 عند إعلان الحرب عندما أطلق النار على الفرقاطة البريطانية فيوريوس Furious خارج ميناء أودسا. رداً على ذلك قصف الأسطول البريطاني الميناء، مسبباً خسائر فادحة للبلدة.

في يونيونقلت الأساطيل قوات تدخل سريع متحالفة إلى ڤارنا، دعماً للعمليات الهجرية في الدانوب؛ وفي سبتمبر نقلت الجيوش الكاملة، هذه المرة إلى القرم. تراجع الأسطول الروسي في هذا الوقت عن الإشتباك مع الحلفاء، مفضلاً الحفاظ على وضع "الأسطور الرابض Fleet in being"؛ إلا حتى تلك الاستراتيجية فشلت عندما سقط تحت الحصار سڤاستوپول، الميناء الرئيسي حيث يربض معظم أسطول البحر الأسود. اضطر الروس إلى إغراق سفنهم الحربية لتصبح سفن متاريس، بعد استخلاص المدافع والرجال منها واستخدام أولئك في تعزيز البطاريات الساحلية. وأثناء الحصار، فقد الروس، في البحر الأسود، أربع سفن خطية، جميع منهن تسليحها 110-120 مدفع على ثلاث أسطح، واثنتي عشر سفينة خطية بتسليح 84 مدفع على سطحين، وأربع فرقاطات جميع منهن تسليحها 60 مدفع، بالاضافة لعدد كبير من السفن الأصغر. أثناء بقية الحملة، ظل أسطول الحلفاء مسيطراً على البحر الأسود، مؤمّناً خطوط الإمداد للجبهات المتنوعة.

في أبريل 1854 دعموا غزوكرچ وعملوا ضد تاگناروگ في بحر أزوڤ. في سبتمبر تحركوا ضد القوات الروسية عند مصب نهر الدنيپر، مهاجمين كينبرن في أول إستخدام للسفن المصفحة Ironclad في القتال البحري.

حملة القرم

حصار سڤاستوپول، رسم بانورامي مشروح بريشة فرانز روبو(1904).
الهجوم النهائي للفرنسيين تـُوِّج بالاستيلاء على سڤاستوپول بعد واحد من أشهر الحصارات في القرن التاسع عشر.

أخلى الروس ولاخيا ومولداڤيا في أواخر يوليو1854. ومع إخلاء الإمارات الدانوبية فإن السبب المباشر للحرب قد تم سحبه وكان يمكن للحرب حتى تضع أوزارها حينئذ.:192 إلا حتى حمى الحرب في الشعبين البريطاني والفرنسي صعـّدتها الصحافة في كلا البلدين لدرجة لم يمكن للسياسيين حتى يقترحوا إنهائها عند تلك النقطة. ففي الواقع، فإن حكومة الپيلية بقيادة جورج هاملتون-گوردون، إرل أبردين الرابع سقطت في 30 يناير 1855 في اقتراع سحب الثقة لأن أبردين كان متردداً في توقيع خطة لتمديد الحرب.:311 ولذلك، فقد أبحرت قوات الحلفاء من ڤارنا، على ساحل مقاطعة بلغاريا الهجرية لتهبط في القرم، بهدف محاصرة مدينة سڤاستوپول، مقر أسطول القيصر في البحر الأسود. ففي أعين البريطانيين والفرنسيين، فإن الأسطول الروسي كان تهديداً للبحر المتوسط. فقد رغب البريطانيون والفرنسيون في الإبقاء على الروس كقوة برية حبيسة لأطول زمن ممكن. فلوسـُمح لأسطول البحر الأسود الروسي بالمرور عبر مضائق الدردنيل، فإن البحر المتوسط قد يصبح عملياً موضع تنافس بين المصالح البريطانية والفرنسية والروسية. وبالاضافة لذلك، فإن جعل المتوسط في متناول روسيا عسكرياً يعني حتى توازن القوى في اوروپا سيتغير إلى الأبد لغير صالح القوى الأوروپية الغربية. رؤية ذلك كنتيجة غير مقبولة لفوز روسي في حربهم مع الأتراك—إذ حتى الحرب كانت قد بدأت بالعمل، وكان الأتراك، الذين خف الفرنسيون والبريطانيون لنجدتهم، هم من بدأوها.

اشتباك روسي-بريطاني أثناء حرب القرم
استخدام البريطانيين (ممثلين بشخصية جاك) للأتراك في معركة بلاكلاڤا. كرتون ساخر بريشة جون ليتش من مجلة بريطانية صادرة في 1856.

بدأت حملة القرم في سبتمبر 1854 بهبوط قوة تجريدة من الحلفاء على الشواطئ الرملية لخليج كلاميتا على الساحل الجنوبي الغربي لشبه جزيرة القرم.:201 وكان هدفهم الاستراتيجي الرئيسي هوالاستيلاء على الحصن الروسي في سڤاستوپول الواقع إلى الجنوب من خليج كلاميتا.:194 إلا أنه لحماية ميسرة الحلفاء من هجمات الروس، تحرك الحلفاء أولاً إلى الشَمال والغرب بمحاذاة ساحل القرم لاحتلال مدينة يوپاتوريا.:201 بعد اجتياز نهر الألما في 30 سبتمبر 1854، تحرك الحلفاء للاستيلاء على سڤاستوپول. انسحب الجيش الروسي إلى الداخل. وتم صد هجوم روسي على قاعدة إمداد الحلفاء في بالاكلاڤا في 25 أكتوبر 1854.:521–527 وكانت معركة بالاكلاڤا جديرة بالذكر لشجاعة الوحدات البريطانية. فقد صمدت الوحدة 93 لرجال المرتفعات بثبات أمام الهجمات المتكررة من قوة روسية تفوقها حجماً.:523 أدى هذا الصمود لتخليد الوحدة 93 لرجال المرتفعات في التاريخ بوصفهم "الخط الأحمر الرفيع". الوحدة البريطانية الثانية التي نالت الخلود في معركة بالاكلاڤا كانت لواء الفرسان الخفيف بقيادة إرل كارديگان. وقد صدر أمراً بالغ الإبهام للواء بخصوص هجوم اللواء الخفيف شبه الانتحاري على الوادي الشمالي لحقل معركة بالاكلاڤا.:524 فالمرتفعات المحيطة بالوادي الشمالي كانت تغص بالمدفعية الروسية التي قصفت اللواء الخفيف. ومن أصل 700 مقاتل في اللواء الخفيف، قـُتِل أوجـُرح 278 منهم. وقد خـُلـِّد اللواء الخفيف في القصيدة الشهيرة من ألفرد لورد تنيسون المسماة "هجوم اللواء الخفيف". وبالرغم من أنه جرت العادة على اعتبار هجوم اللواء الخفيف عمل مجيد ولكن تضحية مهدَرة بالرجال والخيل، فإن المؤرخين الحاليين قد عدّلوا هذا التقييم بعض الشيء بقولهم حتى هجوم اللواء الخفيف نجح على الأقل في تحقيق بعض أهدافه.:252 فهدف أي هجوم فرسان هوتشتيت خطوط العدووبث الرعب في قلوب الأعداء ليفروا من ميدان القتال. وبذلك المفهوم، فحتى الروس يعترفون حتى هجوم اللواء الخفيف قد أصاب الفرسان الروس بالذعر، وهم الذين كانوا قد لحقت بهم هزيمة على أيدي اللواء الثقيل، لدرجة حتى الفرسان الروس أصبحوا على وشك الفرار التام بعد الهجوم اللاحق من اللواء الخفيف.:252 ولذلك، فإن هجوم اللواء الخفيف يـُرى الآن في بعض الدوائر بأنه قد حقق على الأقل جزء من أهدافه.

خط الدفاع الروسي عن سڤاستوپول في 1854.

فشل البريطانيين والفرنسيين في مواصلة الهجوم بعد معركة بالاكلاڤا أدى مباشرة إلى معركة أخرى وكانت أكثر دموية—معركة إنكرمان.:526 ففيخمسة نوفمبر 1854، حاول الروس حتى يفكوا الحصار المفروض على سڤاستوپول بهجوم على الحلفاء بالقرب من بلدة إنكرمان والذي انتهى بنصر آخر للحلفاء.

وفي تلك الأثناء في سڤاستوپول، أحاط الحلفاء المدينة بالخنادق ، وفي أكتوبر 1854، بدأوا قصفاً شاملاً (تكرر لاحقاً) ضد دفاعات المدينة. أدى الشتاء، وتدهور امدادات الطرفين إلى توقف العمليات البرية. وظلت سڤاستوپول محاصَرة من الحلفاء، بين كانت جيوش الحلفاء يطوقها الجيش الروسي في الداخل.

وفي فبراير 1855 هاجم الروسي قاعدة الحلفاء في يوپاتوريا،:321–322 حيث كان الجيشان العثماني والمصري متمركزان وكانت تلك القاعدة تهدد خطوط الامداد الروسية. شهدت المعركة هزيمة الروس:321 وأدت إلى تغيير في القيادة الروسية. فقد نال إجهاد قيادة الحرب من صحة القيصر نيقولاي.:96 ومع انخفاض مناعته، أصيب نيقولاي بالبرد في فبراير 1855. وفيثمانية فبراير 1855، تطور البرد لدى نيقولاي إلى أنفلونزا.:321 وصلت أخبار الهزيمة الروسية في يوپاتوريا للقيصر في سانت پطرسبورگ في 16 فبراير 1855 مما أصابه بالاكتئاب أكثر من ذي قبل. تدهورت أحوال القيصر وأصيب بالتهاب رئوي.:322 وتوفي في 18 فبراير 1855 حسب التقويم اليولياني.:98

وفي جانب الحلفاء، انتقل الهجريز على حصار سڤاستوپول إلى ميمنة الخطوط، ضد تحصينات ربوة ملاكوف.:339 وفي مارس، قاتل الفرنسيون للاستيلاء على الحصن في ماملون، الواقع على ربوة لقاءة لملاكوف. إلا حتى أسابيع عديدة من القتال لم تسفر عن أي تغير يذكر في خط الجبهة، وظلت ماملون في أيدي الروس.

النصب التذكاري لسڤاستوپول، هاليفاكس، نوڤا سكوتشا—النصب التذكاري الوحيد لحرب القرم في أمريكا الشمالية

وفي أبريل 1855، شن الحلفاء ثاني غارة قصف شامل، أفضت إلى قصف مدفعي متبادل مع الروس،:340 إلا حتى هجوماً برياً لم يتبع ذلك.:341 وفي 24 مايو1855، أقلعت ستين سفينة تقل 7,000 فرنسي، 5,000 هجري و3,000 بريطاني في غارة على مدينة كرچ شرق سڤاستوپول في محاولة لفتح جبهة أخرى في شبه جزيرة القرم وليبتروا خطوط الامداد الروسية.:344 أنزل الحلفاء القوة عند كرچ. كانت الخطة الالتفاف حول الجيش الروسي. كان الإنزال ناجحاً، إلا حتى القوة لم تستطع التقدم كثيراً بعد ذلك. وفي يونيوتم شن القصف الثالث الذي أتبعه هجوم ناجح على ماملون، إلا حتى هجوم المتابعة على مالاكوف فشل ومني بخسائر فادحة. وفي تلك الأثناء أصيب قائد الحامية، الأميرال ناخيموڤ، برصاصة قاتلة في رأسه وتوفي في 30 يونيو1855.:378

وفي أغسطس، عاود الروس الهجوم على القاعدة في باكلاڤا. معركة چرنايا التي تجمت عن ذلك الهجوم باء فيها الروس بالهزيمة وتكبدوا خسائر فادحة. شهد سبتمبر الهجوم النهائي. ففيخمسة سبتمبر أعقب قصف فرنسي آخر (السادس) هجوماً من الجيش الفرنسي فيثمانية سبتمبر أسفر عن الاستيلاء على ملاكوف من قِبل الفرنسيين، وانهيار الدفاعات الروسية. وفي ذلك الوقت، استولى البريطانيون على الريدان الأكبر، مباشرة جنوب مدينة سڤاستوپول. وسقطت المدينة فيتسعة سبتمبر 1855 بعد حصار دام عاماً.:106

وعند تلك النقطة، كان الاجهاد قد بلغ مبلغه بالطرفين، فلم يعد هناك المزيد من العمليات العسكرية في القرم قبل حلول الشتاء.

حملة آزوڤ

في ربيع 1855، قرر قادة التحالف البريطاني-الفرنسي ارسال سرب بحري أنگلو-فرنسي إلى بحر آزوڤ لإحباط وسائل الاتصالات والامدادات الروسية إلى سڤاستوپول المحاصرة. وفي 12 مايو1855، دخلت السفن الحربية البريطانية-الفرنسية مضيق كرچ ودمرت بطاريات المدفعية الساحلية في خليج قميص‌ڤايا. وفي 21 مايو1855 هاجمت زائريق المدفعية والبواخر المسلحة الميناء البحري تگانروگ، أبرز مركز مواصلات بالقرب من روستوڤ على الدون. الكميات الهائلة من الأغذية والقمح والشعير المخزنة في المدينة بعد اندلاع الحرب كانت بسبب عدم تمكن روسيا من تصديرها.

قصف تگانروگ من رمث بريطاني أثناء محاولة الحصار الأولى

رفض حاكم تگانروگ، يگور تولستوي، والعميد إيڤان كراسنوڤ الإنذار النهائي، وردا قائلين "الروس لم يسلموا مدنهم قط". قصف السرب البريطاني-الفرنسي تگانروگ لمدة 6½ ساعات وأنزل 300 جندي بالقرب من السلم القديم في وسط تگانروگ، إلا أنه تم صدهم على أيدي قوزاق الدون وفيلق متطوعين.

وفي يوليو1855 حاول سرب الحلفاء حتى يتقدم بعد تگانروگ إلى روستوڤ على الدون، مبحراً في نهر الدون عبر نهر ميوس. وفي 12 يوليو1855 جنحت السفينة HMS جاسپر بالقرب من تگانروگ بفضل الصيادين الذين رصوا طافياتهم لتقود إلى المياه الضحلة. استولى القوزاق على الزورق المدفعي بكل ما عليه من مدافع وفجروه. محاولة الحصار الثالثة كانت في 19–31 أغسطس 1855، إلا حتى المدينة أصبحت محصنة بالعمل ولم يستطع السرب من الاقتراب بما فيه الكفاية لعمليات الإبرار. غادر أسطول الحلفاء خليج تگانروگ في 2 سبتمبر 1855، بينما كان يقوم ببعض العمليات العسكرية الصغرى على طول ساحل بحر آزوڤ مستمراً في ذلك حتى آخر خريف 1855.

حملة القوقاز

كان القوقاز بالعمل مسرحاً لللقاءة بين الروس والعثمانيين، إذ سعى كلاهما لمد نفوذه إلى المنطقة.

قابل التوسع الروسي في المنطقة مقاومة صلبة من شعوب المنطقة في چچنيا، داغستان، وشركسيا. ففي القوقاز، تصدى للروس جميع من الشركس ومريدوإمامية القوقاز، إلا حتى الروس ساندهم على مضض جميع من الجورجيون وكاختيون، الذين بالرغم من تقديرهم لاستقلالهم، إلا حتى عداءهم لجيرانهم دفعهم للاصطفاف في جانب الروس.

وفي 1853 شن زعيم الشعوب الجبلية، الإمام شامل، ثورة شاملة على القوات الروسية المحتلة.:335 حاربت قواته الروس في زقتالة، ومسلدرگ، إلا حتى القوات الروسية صدتهم بعنف. وفي 1854 حاول مرة أخرى، فتقدم باتجاه تفليس قبل حتى يُهزم في شولدا.

الجبهة الأرمنية أثناء حرب القرم

وفي صيف 1853 احتفظت القوات العثمانية باستحكامات في قارص، باطوم، وأرضروم، مع جبهات أصغر في أردخان وبايزيد. وخططت القوات العثمانية لغزوجورجيا ولكن بعد بعض النجاح المبدئي أصبحت غير قادرة على الحفاظ على مكاسبها وأُجبرت على الانسحاب. وكانت القوات الروسية في المنطقة منتشرة بأعداد قليلة، للقاءة التمردات المحلية، إلا حتى ذلك الوجود قد تم تعزيزه في عام 1853. وفي سبتمبر 1853 نشب عدد من الاشتباكات بين القوات الروسية والعثمانية. وبالاضافة لذلك، كانت هناك معارك لاحقة في حصن سانت نيقولاي في أكتوبر 1853 ومرتين في ألكسندروپول في أكتوبر 1853 ومرة أخرى في ديسمبر 1853. وفي 26 نوفمبر 1853، هزم الروسي القوات المسلحة العثمانية في معركة أخال‌تسيخ. وفي 1 ديسمبر، قاد الجنرال ڤاسيلي ببوتوڤ 10,000 جندي و32 مدفعاً لينتصر على جيش عثماني مكون من 36,000 جندي بقيادة أحمد پاشا في معركة باش‌قاضي‌كلار.

وفي ربيع 1854 خطط الروس لغزوالأراضي العثمانية. ففي 16 يونيوحقق الأمير أندرونيكوڤ مع 10,000 جندي و18 مدفعاً نصراً على جيش عثماني مكون من 34,000 جندي عند نهر چلق؛ وفي 31 يوليواستولت القوات الروسية على دغوبايزيد؛ وفيخمسة أغسطس شن بنجاح الجنرال ڤاسيلي ببوتوڤ مع 18,000 جندي و64 مدفع معركة كورك‌ديره، على بعد 11 ميل من قارص. وبعد تلك اللقاءات لم يعد هناك أية أنشطة حربية في ذلك العام.

وفي 1855 عاد كلا الجانبين إلى الهجوم؛ وبعد مناورات مبدئية شن الروس هجومين على قارص، بدءاً من 16 يونيوثم في 29 سبتمبر، وكلاهما تم صده وتكبدا خسائر فادحة. إلا حتى الروس استقروا على الحصار في 18 يونيو، والذي أصبح شاملاً تقريباً من منتصف أغسطس. وكان الحصار ناجحاً واستسلمت قارص في 28 نوفمبر 1855. قائد الحامية محمد واصف پاشا سلـّم مفاتيح الحصن، و12 راية عثمانية و18,500 جندي كأسرى. ونتيجة لتلك العملية، أعطى الروس سيطرتهم ليس فقط على الحصون والمدينة، ولكن أيضاً على جميع المنطقة بما فيها أرض‌خان، كغيزمان، اُلطووجزء من منطقة باسن. وفي تلك الأثناء قام الجيش العثماني في باطوم بغزوجورجيا، ولكن بعد اشتباكات غير حاسمة عند نهر إنگور، انهار الهجوم وانسحب الجيش العثاني إلى باطوم.

في 1856 خطط الروس للاستيلاء على أرضروم، إلا حتى سلام پاريس في مارس 1856 وضع حداً لتلك العمليات.

مسرح البلطيق

قصف بومارسوند أثناء حرب القرم
"قصف دير سولوڤتسكي في البحر الأبيض من قِبل البحرية الملكية البريطانية". لوبـُك (طبعة شعبية) من 1868

مسرح البحر الأبيض

في خريف 1854 خرج سرب من ثلاث سفن حربية بريطانية بقيادة غادرت البلطيق إلى البحر الأبيض، حيث قصفت كولا (والتي تدمرت تماماً) وسولوڤكي. كانت هناك محاولة غير ناجحة للهجوم على أرخانگلسكي.

مسرح الهادي

أيضاً سقطت مناوشات بحرية محدودة في الشرق الأقصى، حيث وقع پتروپاڤلوڤسك على شبه جزيرة كامچاتكا حتى خرج سرب بريطاني فرنسي قوي تضمن تحت قيادة الأميرال ر والقوة الفرنسية تحت قيدة الأميرال أوگوست فبڤريه دسپونتي وقام بحصار قوة روسية صغيرة تحت قيادة الأميرال إيڤفيمي پوتياتين. في سبتمبر 1854 دُحرت قوة إبرار متحالف وقد ألحق بها خسائر ثقيلة، وإنسحب الحلفاء. هرب الروس تحت غطاء من الثلوج في أوائل 1855 بعد وصول تعزيزات الحلفاء إلى المنطقة.

القوات الأنگلوفرنسية في الشرق الأقصى قامت أيضاً بإبرارات مختلفة على سخالين وأوروپ، وإبرار واحد على جزر كوريل .

مضيق گنيتچي

بطارية المدفعية العائمة المصفحة الفرنسية Lave، دمرتها المدفعية الروسية في معركة كن‌برن (1855).

المشاركة المصرية

كتاب "الجيش المصري في حرب القرم"، تأليف الأمير عمر طوسون.

ولما رأى السلطان عبد المجید حتى شبح الحرب یتھدد سلامة الدولة طلب من عباس باشا الأول والي مصر حتى یرسل نجدة من الجنود المصریة. فامتثل الوالي وأمر بتعبئة أسطول مكون من اثنتي عشر سفینة مزودة بـ 642 مدفعا و6850 جندیا بحریا بقیادة أمیر البحر المصري حسن باشا الإسكندراني، وتعبئة جیش بري عدده حوالي 20 ألفا و72 مدفعا بقیادة الفریق سلیم فتحي باشا، إضافة إلى النجدات اللاحقة والتي ضمت عددا كبیرا من الجنود والسفن أیضا، وتبرع والي مصر عباس باشا وابنه بمبلغ كبیر من المال إضافة إلى التبرعات من الموظفین وأھالي مصر. وقد وصل الأسطول المصري إلى الآستانة بعد ثلاث أسابیع من مغادرته میناء الإسكندریة في 14 أغسطس سنة 1853م، وقام السلطان عبد المجید بزیارة الجیش المصري وتكریم قواده.

مشاركة الجیش المصري في حرب القرم 1853 - 1855

وبعد استراحة الجیش لعدة أیام تم تقسیمه إلى ثلاثة ألویة، ووزعھا على مناطق القتال على نھر الدانوب، وقد قام جميع لواء من الألویة الثلاث بدوره في ھذه الحرب وأبلى أحسن البلاء في جمیع معاركھا. وھكذا أعربت الدولة العثمانیة الحرب على روسیا رسمیا في أربعة أكتوبر سنة 1853، وفي 27 مارس سنة 1854 انضمت فرنسا وانجلترا إلى هجریا في الحرب ضد روسیا (ویذكر ھنا حتى الجیش الفرنسي المشارك في حرب القرم ومعركة سفاستوبل كان یحوي على ثلاث كتائب جزائریة).

ثم انتقلت الحرب إلى شبه جزیرة القرم، یقول الأمیر عمر طوسون: "بدأ حصار سباستبول في 20 سبتمبر 1854م واستمر عاما، لأن الاستیلاء علیھا تم فيثمانية سبتمبر سنة 1855م، وتم ھزیمة الجیش الروسي بقیادة الجنرال منشیكوف من قبل جنود الحلفاء (فرنسا وانگلترة) وجنود الجیش المصري، وذلك في معركة نھیر ألما في القرم.

عقب تولى محمد سعيد حكم مصر واصل حرب القرم التي بدأها سلفه عباس حلمي الأول فأوفد ابتداء من 19 أكتوبر 1854 نجدة بقيادة أحمد باشا المنكلي إلى الجيش المصري المرابط هناك تكونت من ١٤٩٧٦ مقاتلا و٣٦ مدفعًا.

وبعد ھذا النصر وفي طریق عودة الأسطول المصري من القرم إلى الأستانة في شھر أكتوبر من نفس العام غرقت بارجتین مصریتین في البحر الأسود وفقدت البحریة المصریة 1920 بحارا، ونجى 130 رجل فقط، وقد ورد نبأ ھذه الفاجعة الألیمة في جریدة "ذي إلّستریتد لندن نیوز" بعددھا الصادر بتاریخ 2 دیسمبر 1854. واتى فیه: "وقد سقطت حوادث أخرى مریعة غرق فیھا كثیر من السفن، ولكن لیس بینھا ماھوأفظع من حادثة البارجتین المصریتین العائدتین من القرم".

ویكمل الأمیر عمر طوسون: "وفي خلال حصار سباستبول تقرر احتلال أوباتوریا (یفباتوریا) بجیش مؤلف من الأتراك والمصریین. وتم ذلك بالعمل فيتسعة فبرایر سنة 1855، وكانت ھذه المدینة تسمى قبل ضمھا إلى روسیا (كوزلوه) ولكن الروس غیروا اسمھا بقصد محوجميع أثر إسلامي". وھكذا انتقل قائد القواد المصریة اللواء سلیم باشا فتحي إلى أوباتوریا مع القسم الأكبر من الجیش، وفي معاركھا استشھد القائد المصري سلیم باشا ودفن بجوار مسجدھا الكبیر (خان جامعي)، ومایزال قبره إلى الآن مع الأمیر الألاي رستم بك والأمیر الألاي علي بك.

وإلیكم مااتى عن واقعة كوزلوه المذكورة في تقویم الوقائع العثماني سنة 1271ھـ (1855م):

"في الساعة الحادیة عشرة ونصف من صباح یوم السبت 29 جمادى الأولى سنة 1271ھـ (17 فبرایر سنة 1855م) ھجم الروس بستة وثلاثین طابورا من البیادة وثمانیة ألیات من السواري وثمانین مدفعا ھجومیا شدیدا على العساكر الشاھانیة الموجودة في كوزلوه، فشرعت العساكر الشاھانیة أیضا معتمدة على عون االله ونصرته في لقاءتھم واستمرت الحرب نحوأربع ساعات ونصف. ومع حتى حصون ھذا الطرف لم تكن قد أكملت على الوجه اللائق ولم تكن المدافع أیضا قد وضعت في مواضعھا، إلا حتى الجیش الروسي لم یتمكن من مواجھة شجاعة وبسالة جنود الحضرة الشاھانیة المنصورة وثباتھم ومتانتھم، فتقھقر منھزما یائسا. وقد ظھر حتى خسارة العساكر الشاھانیة وعساكر دولة فرنسا الفخیمة والأھالي في ھذه الواقعة 103 أنفار قتلى و296 نفرا من الجرحى، ونال سلیم باشا فریق الفرقة المصریة رستم بك أحد أمراء ألایاتھا المشھود لھما بالشجاعة والبسالة شرف الشھادة. وقد هجر الروس في میدان القتال نحو500 نفر من القتلى، عدا خسائره الجسیمة أثناء المسقطة وعدا ماهجره من الأشیاء الكثیرة مثل أسلحة وشنط". وفيثمانية سبتمبر 1855م (1272ھـ) سقطت مدینة سباستوبل بعد حصار طویل دام عاما وانھزم الروس، وفي ھذا خط المرحوم عبد االله باشا فكري یصف واقعة سباستبول وفوز الأتراك والمصریین فیھا على الروس، ویدل مجموع حروف كلا شطري مطلعھا على تاریخ ھذه الحرب بالسنین الھجریة بحساب الجمل.

وھا ھي نقلا عن كتاب (الآثار الفكریة) لابنه المغفور له أمین فكري باشا ص 83، ومنھا:

لقد اتى نصر الله وانشرح القلب     لأن بفتح القرم ھان لنا الصعب
وقد ذلت الأعداء في جميع جانب وضاق علیھم من فسیح الفضا رحب
بحرب تشیب الطفل من فرط ھولھا یكاد یذوب الصخر والطارم العضب
إذا رعدت فیھا المدافع أمطرت كؤوس منون قصرت دونھا السحب
تجرع أل الأصفر الموت أحمرا وللبیض في مسود ھاماتھم نھب
وقد غرھم من قبل كثرة جیشھم فلم یغن عنھم ذلك الجیش والركب
وولویجدّون الفرار بعسكر تحكم فیه القتل والأسر والسلب
فقد راعھم من آل عثمان دولة مجیدیة دانت لھا الهجر والعرب


وفي سنة 1856، عقد صلح بین الدولة العثمانیة والروسیة، ووضعت الحرب أوزارھا وبعث السلطان عبد المجید إلى والي مصر سعید باشا فرمانا بالهجریة یشكره على ما قدمه للدولة من المساعدة في ھذه الحرب ویثني على بسالة الجنود المصریین فیھا، ویفهمه بعقد الصلح بینه وبین روسیا، ومنح السلطان عددا من الجنود المصریین أوسمة على أعمالھم المجیدة.

نذكر ھنا حتى من نتائج ھذا الصلح حتى منعت روسیا من استخدام البحر الأسود لأغراض عسكریة، ومنحت جميع من صربیا ورومانیا استقلال ذاتي تحت الدولة العثمانیة، وتنازلت روسیا عن بعض الأراضي رومانیا، وأعیدت سیباستوبل لروسیا.

شھادات قواد الجیوش ببسالة الجنود المصریین في حرب القرم

خط الأمیرال الإنكلیزي (سلید) الذي كان موظفا في هجریا واشهجر في ھذه الحرب وألف عنھا تاریخا سماه (هجریا وحرب القرم) عن الجنود المصریة ما یلي: "ھؤلاء ھم الجنود الذین ألقي القبض علیھم بغلظة وانتزعوا من عقر دورھم وصیاح أولادھم من حولھم یطن في آذانھم، وانتقلوا من ضفاف فروع النیل المضیئة بنور الشمس إلى غدران نھر الدانوب القاتمة. ومع ھذا قد ظلوا إلى نھایة الحرب محتفظین ببسالتھم وقوة روحھم العسكریة. وأظھروا في جميع وقت وآن جلدا وصبرا عند التعب والحرمان. غیر أنه ویاللحسرة والندم نصفھم ألقى آخر نظرة إلى مصر لدى سفره منھا".

واتى في خطاب خطه الجنرال الفرنسي أوسمون إلى مسیو( آمیه فانترینیه) بتاریخ أربعة مایو، وھذا الأخیر نشره في مؤلفه الذي سماه سلیمان باشا نطق فیه بصدد حرب القرم مایلي:

"لقد أتى في غضون حرب القرم قسم من أولئكم الجیوش المصریة المجیدة لیعاونونا في أعمال الحرب. ورأیت في أوباتوریا عندما كنت محافظا لھا فرقة مصریة مؤلفة من زھاء 12 ألف جندي، وھي تكون جزءا من جیش عمر باشا، ورأیتھا في المناورات ورأیتھا في الحرب تقاتل إلى جنب فرقتین من الجیش الهجري، وأنا أصرح أنھا تفوق ھاتین الفرقتین في جميع أمر".

واتى في جریدة (المونیتور) التي كانت تصدر في ذلك العھد: "وتعتبر الجنود المصریة أحسن جنود في أوباتوریا. وھذه كانت أیضا شھرتھم في حرب الدانوب".

مشاركة پيدمونت-سردينيا

المتمردون اليونانيون

الكتيبة اليونانية في حصار سڤاستوپول.

عند إندلاع حرب القرم، فر الكثير من اليونانيين مما وفر فرصة للعثمانيين لاحتلال الأراضي اليونانية وإضافتها للأراضي المحررة مؤخراً من مملكة اليونان المستقلة. حرب الاستقلال اليونانية (1821–1829) كانت لا تزال حاضرة في أذهان الناس وكذلك التدخل الروسي الذي ساعد على تأمين استقلال اليونان. قبل وقت قصير من حرب الاستقلال اليونانية، الزعيم فيليكي إتريا، ألكسندر إيپسيلانتيس، وشقيقه دمتريوس إيپسيلانتيس قادا القوات الروسية إلى مولداڤيا وولاخيا ونسقا الإستعدادات للإنتفاضات في اليونان المحتلة من قبل العثمانيين والتي قاداها فيما بعد. من ناحية أخرى، فاليونانيين دائماً ما اعتبروروسيا المسيحية الأرثوذكسية حليفاً وكانوينظرون حتى حرب القرم هي ظلماً فادحاً لروسيا وأن أي دعم للدولة العثمانينة يشكل تهديداً خطيراً لاستقلال اليونان الحديث.

نهاية الحرب

الخسائر العثمانية بعد الحرب الروسية الهجرية 1877-78 (بالأصفر).
الأجراس الثلاثية لكنيسة القرن 17 في قلعة أرنودل، المملكة المتحدة. كانت قد أُخذت من سڤاستوپول كغنائم في نهاية الحرب.

كان عدم الرضا على مجريات الحرب قد تنامى لدى العامة في بريطانيا وفي بلدان أخرى، وتفاقم بسبب تقارير عن الفشل، خاصة الهزيمة الغير إنسانية عند هجوم الكتيبة الخفيفة في معركة بالاكلاڤا. في البرلمان، طالب المحافظون برصد جميع الجنود، المشاة والبحارة الذين أُرسلوللقرم والحصول على أرقام دقيقة للخسائر التي تكبدتها القوات المسلحة البريطانية في القرم؛ كانوا مهتمين بصفة خاصة بمعركة بالاكلاڤا. عندما صدق البرلمان على مشروع قانون للتحقيق بتصويت 305 إلى 148 صوت، نطق أبردين أنه خسر تصويت بحجب الثقة واستنطق من منصبه كرئيس وزراء في 30 يناير 1855. وزير الخارجية المخضرم السابق لورد پالمرستون شكل حكومة ويگ بدعم من أعضاء البرلمان الأيرلنديين.

أسفرت مفاوضات السلام في مؤتمر باريس عن توقيع معاهدة باريس في 30 مارس 1856. بمقتضى المادة الثالثة ردت روسيا للدولة العثمانية مدينة وقلعة قارس in common مع "جميع المناطق الأخرى في الدولة العثمانية والتي كانت في حيازة القوات الروسية". بمقتضى المادة الرابعة، إنگلترة، فرنسا، سردينيا، وهجريا ردت لروسيا "بلدات وموانئ سڤاستوپول، بالاكلاڤيا، كاميش، أوروپاتوريا، كرچ، جنيكاله، كينوبورن، بالإضافة إلى جميع الأراضي الأخرى التي احتلها القوات المتحالفة." وفقاً للمادة الحادية عشر والثالثة عشر القصير والسلطان اتفقا على عدم إقامة أي ترسانة بحرية أوعسكرية على ساحل البحر الأسود. ما يخص البحر الأسود في المادتين أضعف روسيا، ولم تعد تشكل تهديداً بحرياً على العثمانيين. إمارات مولداڤيا وولاخيا عادت إسمياً للدولة العثمانية؛ عملياً أصبحت مستقلة. تعهد القوى العظمى باحترام استقلال وسلامة أراضي الدولة العثمانية.:432–33

تحليل تاريخي

ألكسندر الثاني، إمبراطور روسيا

افتتح مؤتمر باريس في 25 فبراير 1856 وتم توقيع معاهدة باريس بعد 34 يوماً من افتتاح المؤتمر في 30 مارس، وتضمنت عدة نقاط مهمة، منها: حرية الملاحة في نهر الدانوب، وتشكيل لجنة دولية للإشراف على ذلك، وإعلان حياد البحر الأسود، وكانت هذه المادة كارثة بالنسبة لروسيا؛ حيث أجبر هذا النص روسيا على سحب سفنها الحربية من هذا البحر ونقلها إلى بحر البلطيق، وبالتالي أصبح البحر الأسود بحيرة عثمانية من الناحية العملية وليس القانونية.

الغراب المفلوق في القرم. بعد حصار دام سنة فرضه الجيشان الفرنسي والبريطاني، تخلى الروس عن ميناء سڤاستوپول في 11 سبتمبر 1855. الرسم يبين خنديين من الحلفاء يجعلان الغراب ذي الرأسين جريحاً ويفر أمامهما.

واعترفت المعاهدة بالاستقلال الذاتي لكل من ولايتي الأفلاق وبغدان (رومانيا حاليا) ضمن الدولة العثمانية، وأن يتم احترام استقلال الدولة العثمانية وعدم التدخل في شئونها الداخلية لقاء تعهدها بتحسين أحوال الرعايا المسيحيين في البلقان، واعترف السلطان العثماني بالمساواة التامة بين جميع رعاياه على اختلاف مذاهبهم وأديانهم. وأعربت الدولة العثمانية قبول مبدأ التحكيم في حالة وقوع خلاف بينها وبين غيرها من الدول، وكان هذا النص مهما في القانون الدولي الناشئ.

وقررت المعاهدة إعادة ميناء سڤاستوپول لروسيا، كما احتفظ العثمانيون بحق حماية الأراضي الصربية، ووعدت الدول الكبرى بالعمل على حل أي خلاف ينشأ بين الصرب والعثمانيين.

وثبتت معاهدة باريس امتيازات فرنسا في الأماكن المقدسة المسيحية دون غيرها من الدول، وأضفت عليها الطابع الحقوقي الدولي، حيث إذا الامتيازات في السابق كانت نابعة من التعاقد الثنائي بين الدولة العثمانية ذات السيادة على هذه الأماكن وبين فرنسا منفردة.

كان لهذه المعاهدة آثارها على الدولة العثمانية، حيث سقطت بعض المصادمات الطائفية في بعض المناطق في الدولة؛ كما حتى هذه المعاهدة عطلت الوجود الروسي في البحر الأسود قرابة 15 عاما، حتى تمكن القيصر ألكسندر الثاني من إنهاء معاهدة باريس سنة 1870 أثناء الحرب الپروسية الفرنسية.

وقد أمرت الدولة العثمانية الولايات بتزويدها بالقوات اللازمة حيث ارسلت في طلب القوات من الولاية المصرية التى كان يحكمها في ذلك الوقت على بك الكبير حكما شبه مستقلاً. علي بك الكبير ماطل في الرد على الباب العالي لعلاقته الطيبة مع روسيا، حيث حتى والدته كانت روسية. وأوفدت الدوله العثمانيه ايضا في طلب القوات من الشام وفلسطين التى كان يحكمها في ذلك الوقت حليف علي بك الكبير الشيخ ظاهر العمر.

ناپليون الثالث، إمبراطور فرنسا.

كان لمعاهدة باريس التي عقدتها الدولة العثمانية بعد حرب القرم التي استمرت حوالي ثلاثة سنوات أهمية خاصة في التوازن على الساحة الدولية بين الدول الكبرى، فهي من المعاهدات التي صاغت الوجه السياسي لأوربا خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وكانت مدخلا مهما لتطوير القانون الدولي؛ حيث كانت بداية الفصل بين العقائد الدينية والعلاقات الخارجية، وانتقلت بالقانون الدولي من الحيز الأوربي الذي كان يعبر في الأساس عن مجموعة من الأعراف غير الملزمة لغير الأوربيين إلى إشراك الدولة العثمانية في هذا القانون الدولي.

وتكمن أهمية هذه المعاهدة في أنها كشفت بجلاء حتى المصالح هي التي تصنع الأحداث ومن ثم تصنع التاريخ، فالتحالفات لا تصاغ وفق العقائد الدينية بقدر ما تصاغ وفق المصالح التي تحققها تلك العقائد، ولذا كانت أطر التحالفات واسعة ومرنة وقابلة للتحرك مع تغير المصلحة، وتلك سيرة طويلة دامية كشفتها بجلاء معاهدة باريس.


الانتقادات والاصلاح

صورة لمعسكر الجيش البريطاني في بلاكلاڤا أثناء حرب القرم. طبعة ألبومن فضة من "Robertson & Beato"، 1855

بعد توقف حرب القرم نشر السلطان العثماني عبد المجيد في 18 فبراير 1856 فرماناً عُرف باسم المرسوم الهمايوني للإصلاحات، والذي اعترف بمجموعة من الحقوق للأقليات الدينية في الدولة العثمانية، وكان هدفه الحقيقي محاولة الدولة العثمانية كسب الرأي العام الأوربي إلى جانبها أثناء المفاوضات لتوقيع معاهدة باريس.

اعترف الفرمان بالمساواة بين جميع رعايا الدولة العثمانية من مسلمين ومسيحيين، وجرّم استخدام تعبيرات تحقر المسيحيين، ونصّ على تجنيد المسيحيين في الجيش العثماني، وإلغاء الجزية، على حتى يدفع المسيحيون غير الراغبين في الخدمة العسكرية بدلا نقديا، وأن يمثل المسيحيون في الولايات والأقضية تبعا لأعدادهم في تلك المناطق.

أهم أحداث الحرب

نصب تذكاري لحرب القرم بالقرب من شارع ريجنت، منتزه سانت جيمس، لندن.
  • حدث أيضاً بعد التحركات على الساحل الروسي على المحيط الهادي، آسيا الصغرى وبحر البلطيق والبحر الأبيض
  • تكمن جذور الحرب في التنافس القائم بين البريطانيين والروس في مناطق أخرى مثل أفغانستان (اللعبة الكبرى). النزاعات على الأماكن المقدسة في القدس أدى إلى وقوع أعمال عدوانية في البلقان وحول الدردنيل.
  • المعارك الرئيسية
    • تدمير الأسطول العثماني في سينوپ - 30 نوفمبر 1853
    • حصار پتروپاڤلوڤسك - 30-31 أغسطس 1854، على ساحل الأطلسي
    • معركة ألما - 20 سبتمبر 1854
    • حصار سڤاستوپول (وتعهد أيضاً باسم، "سباستوپول") - 25 سبتمبر 1854 حتىثمانية سبتمبر 1855
    • معركة بلاكلاڤا - 25 أكتوبر 1854 (انظر أيضاً هجوم الكتيبة الخفيفة)
    • معركة إنكرمان -خمسة نوفمبر 1854
    • معركة گوزلڤه، 17 فبراير 1855
    • معركة نهر چرنايا (المعروف "بجسر تراكتير") - 25 أغسطس 1855
    • الحملة البحرية الأنگلو-فرنسية في بحر آزوڤ (آزوڤ)، مايوحتى نوفمبر 1855
    • حصار قارص، يونيوحتى 28 نوفمبر 1855
  • كانت أول حرب يبدأ التلغراف الكهربائي في حتىقد يكون له أثر واضح فيها، مع أول تقرير حربي 'مباشر' للتايمز من وليام هوارد رسل. كذلك، يرجع الفضل لرسل في أنه دفع بالحكومة الحالية إلى تقديم إستنطقتها بتقديمه تقارير عن المظهر الهزيل للقوات البريطانية المنتشرة في القرم. علاوة على ذلك، فقد قلل البرق من عزلة الجنود البريطانيين وراء البحار عن قادتهم في لندن بسبب الاتصالات السريعة. قراءة الصحف أطلعت الرأي العام في المملكة المتحدة وفرنسا بشكل غير مسبوق.
  • اشتهرت فلورنس نايتنگيل وماري سي‌كول لإسهاماتهما في التمريض.

أبرز القادة العسكريين

مصلى في پتروپاڤلوڤسك-كامچاتسكي، إحياء لذكرى حصار پتروپاڤلوڤسك عام 1854.
  • القادة الروس
    • ميخائيل ديمترييڤيچ گورچاكوڤ
    • إيڤان فيدوروڤيچ پاسكيڤيچ
    • پاڤل ستپانوڤتش ناخيموڤ
    • إدوارد إيڤانوڤتش توتلبن
    • ألكسندر منشيكوڤ
  • القادة البريطانيون
    • إيرل دارديگان
    • راگان
    • سير توماس جيمس هارپر
    • سير إدموند ليونز (فيما بعد إيرل ليونز)
  • القادة الفرنسيون
    • جاك لوروا دى سان أرنو
    • فرانسوا سرتان كانروبير
    • المارشال إيمابل پليسييه
  • قادة السردو-پيدمونتيون
    • ألفونسوفريرولا مارمورا
  • القادة العثمانيون
    • عبد الكريم نادر پاشا
    • عمر لطفي پاشا
  • القادة المصريون:
    • عمر طوسون

اقرأ أيضا

  • معاهدة كيتشك كاينجاري بين الدولة العثمانية وروسيا
  • معاهدة سيفر بين إنجلترا والدولة العثمانية
  • معاهدة بساروفيتش بين الدولة العثمانية والنمسا

أهم المصادر

  • يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية- منشورات مؤسسة فيصل للتمويل- هجريا- الطبعة الأولى 1990م.
  • أحمد عبد الرحيم مصطفى: في أصول التاريخ العثماني بيروت- دار الشروق، 1986.
  • عمر عبد العزيز عمر: أوربا 1815 – 1919 – بيروت- دار الفهم الجامعية- 1995.

إسلام أون لاين: معاهدة باريس.. المصالح وصناعة التاريخ       تصريح

الهامش

  1. ^ Arnold, Guy (2002). . Scarecrow Press.
  2. ^ Военная Энциклопедия, М., Воениздат 1999, т.4, стр.315
  3. ^ Dupuy and Dupuy The Encyclopedia of Military History, Macdonald and Jane's, 1970, p.829
  4. ^ , Pierre Milza, Perrin edition, 2004 at the Internet Archive
  5. ^ The War Chronicles: From Flintlocks to Machine Guns: A Global Reference of ... , Joseph Cummins, 2009, p. 100
  6. ^ , Pierre Milza, Perrin edition, 2004
  7. ^ Sweetman, John (2001). Crimean War, Essential Histories 2. Osprey. ISBN .
  8. ^ Военная Энциклопедия, М., Воениздат 1999, т.4, стр.317
  9. ^ The Osprey Companion to Military History, R Cowley and G Parker (eds.), Osprey Publishing, 1996, ISBN 1 85532 663 9, p.116
  10. ^ Dupuy and Dupuy The Encyclopedia of Military History, Macdonald and Jane's, 1970, p.829 gives the following figure for the Russian casualties: 256,000 إجمالي، منهم 128,000 ضحايا المعارك
  11. ^ Royle. The Books "Crimea" and The Great crimean war"
  12. ^ John Sweetman, Crimean War, Essential Histories 2, Osprey Publishing, 2001, ISBN 1 84176 186 9, p.89
  13. ^ Clive Pointing, The Crimean War: The Truth Behind the Myth, Chatto & Windus, London, 2004, ISBN 0 7011 7390 4, p.344 gives the number of Russian dead as 475,000 which is much too high, probably a result of confusing the number of dead and wounded with the number of dead
  14. ^ Kinglake (1863:354)
  15. ^ Figes, Orlando (2010). Crimea: The Last Crusade. London: Allen Lane. ISBN .
  16. ^ Gorizontov, Leonid E. (2012). "The Crimean War as a Test of Russia's Imperial Durability". Russian Studies in History. 51 (1): 65–94. doi:10.2753/RSH1061-1983510103.
  17. ^ Clough, Shepard B., ed. (1964). A History of the Western World. p. 917.
  18. ^ Kozelsky, Mara (2012). "The Crimean War, 1853–56". Kritika. 13 (4).
  19. ^ Royle, Trevor (2000). Crimea: The Great Crimean War, 1854–1856. Palgrave Macmillan. ISBN .
  20. ^ Taylor, A. J. P. (1954). The Struggle for Mastery in Europe: 1848–1918. pp. 64–81.
  21. ^ Candan Badem (2010). . BRILL. pp. 101–109.
  22. ^ James J. Reid (2000). . Franz Steiner Verlag. pp. 242–62.
  23. ^ Marx, Karl (1980) [1853–54]. "Debates in Parliament". Collected Works of Karl Marx and Frederick Engels. 13. New York: International Publishers. p. 12. ISBN .
  24. ^ Marx, Karl; Engels, Frederick (1980) [1853–54]. "The Late British Government". Collected Works of Karl Marx and Frederick Engels. 13. New York: International Publishers. pp. 620–621. ISBN .
  25. ^ Engels, Frederick (1980) [1853–54]. "The News from the Crimea". Collected Works of Karl Marx and Frederick Engels. 13. New York: International Publishers. pp. 477–479. ISBN .
  26. ^ Engels, Frederick (1980) [1853–54]. "The War in the East". Collected Works of Karl Marx and Frederick Engels. 13. New York: International Publishers. ISBN .
  27. ^ Engels, Frederick (1980) [1853–54]. "The Battle of Inkerman". Collected Works of Karl Marx and Frederick Engels. 13. New York: International Publishers. pp. 528–535. ISBN .
  28. ^ Radzinsky, Edvard (2005). Alexander II: The Last Great Tsar. New York: Free Press. ISBN .
  29. ^ Engels, Frederick (1979) [1853–54]. "Progress of the Turkish War". Collected Works of Karl Marx and Frederick Engels. 12. New York: International Publishers. p. 547. ISBN .
  30. ^ Mikhail Vysokov: A Brief History of Sakhalin and the Kurils: Late 19th
  31. ^ Leonard, Dick (2013). . London: I.B. Tauris. p. 98.
  32. ^ Ridley, Jasper (1970). Lord Palmerston. New York: Dutton. pp. 431–436. ISBN .

وصلات خارجية

  • A small peace celebration: 29 May 1856
  • Crimean War Research Society.
  • Immediate causes of the War detailed in context.
  • Loading and Firing British Muskets in the Crimean War 1854–1856
  • Punch Sketches on Crimean War
  • The Army Service of Hastings McAllister
  • Anne S. K. Brown Military Collection, Brown University Library Prints, drawings, and watercolours
  • Commander W. Gordon, R.N. (H.M.S Sansapareil). Balaclava and the Sevastopol Inquiry, 1855
  • The Baltic Campaign of the Crimean War
  • The Charge of the Light Brigade (1968 Movie)
  • The Tunisian Army in the Crimean War: A Military Mystery by Dr. Andrew McGregor
  • The Crimean War
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:58:42
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, All articles with unsourced statements, Articles with unsourced statements from February 2012, Articles with invalid date parameter in template, Articles containing non-English-language text, عن إسلام أون لاين.نت, حرب القرم, حروب الدولة العثمانية, حروب روسيا, حروب فرنسا, حروب إيطاليا, حروب المملكة المتحدة, حروب مصر, عقد 1850 في الدولة العثمانية, نزاعات عقد 1850, التاريخ العسكري لأوكرانيا, القرن 19 في أوكرانيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«الإحصاء»: 33% نسبة البطالة بين الشباب من خريجي الجامعات

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:17:33
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

بايدن يخطط لإطلاق حملة إعادة انتخابه.. وصدام محتمل مع ترمب

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:16:36
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 96%

خطوات سهلة للاستمتاع بإجازتك بعيدا عن ضغوطات العمل 

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:15:20
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 50%

«الإحصاء»: 15% نسبة البطالة بين الشباب

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:17:33
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

اكتشاف سر تشكل القارات على كوكب الأرض

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:15:21
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 49%

«كهرباء السعودية» توفر 568 مليون دولار لتمويل مشروع الربط مع مصر

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:17:35
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

«الإحصاء»: مليار شاب حول العالم في العقد الثاني من العمر

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:17:34
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 58%

زيلينسكي يطلب من مسؤوليه الكف عن الحديث عن تكتيكات أوكرانيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:16:15
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 85%

تضرر نحو ألف عائلة جراء أمطار غزيرة وفيضانات في فنزويلا

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:16:11
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 95%

حسام حبيب يسجل 5 أغنيات لطرحها في 2022 - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:20:29
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

جزء ثانٍ ساخن من مسلسل "ترمب"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:16:50
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 91%

وفاة الفاشينستا اللبنانية لينا الهاني في حادث سير بالكويت

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:16:53
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 94%

سعد سمير: لما اتقبلت في «الدوم» سجدت شكرا لله - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-12 06:20:25
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية