دراسة ( الشباب وأزمة الثقافة - بقلم الباحث / طارق فايز العجاوى

عودة للموسوعة

دراسة ( الشباب وأزمة الثقافة - بقلم الباحث / طارق فايز العجاوى

دراسة - ( الشباب .............. وازمة الثقافة )

الباحث / طارق فايز العجاوى


لا شك ان الفجوة بين الاجيال باتت الشغل الشاغل للعالم بقضه وقضيضه واصبحت علامة فارقه في فهم الاجتماع السياسى والعلوم الاخرى وتولد عنها مفهوما اشبع بحثا من قبل الفهماء وارباب الفكر الا وهوما اصطلح على تسميته ( الفجوة الثقافية ) هذا المفهوم الذى ترسخ ضمن نطقب الحضارة بكل قيمها ومعطياتها لذلك قيل فيه اواصطلح على تعريفه بان جميع حضارة انسانية تتكون من شقين - ملموس ( مادى ) ومحسوس ( معنوى ) فعندما يحدث تسارع في تطور الجانب المادى وتباطوء في الجانب المعنوى تحدث الفجوة الثقافية والشىء بالشى يذكر بزغ ايضا ما اصطلح على تسميته بالصدمة الثقافية وتعنى ما يحدث للفرد عندما يقابل تغيرات سريعة وعدم قدرته على التكيف مع هذه التغيرات المستجدة التى طالت حياته بكافة جوانبها

مقدمة كان لا بد منها لارتباطها بذات الموضوع الذى ساتناوله بالقليل من التفصيل لكى ينال حقه نظرا لاهميته وخاصة انه يطال شريحة واسعة من ابناء الامة وكما قيل فمجتمعاتنا العربية مجتمعات فتية مقارنة مع المجتمعات الغربية ونسال الله ان يوفقنا لذلك انه نعم المولى ونعم النصير

وعليه فان احساس الجديد من الاجيال بان جيل الكبار عاجز عن احتوائه والتجاوب معه وفهمه على اعتبار ان منجزات واختراعات جميع عصر تختلف عن الاخرى من حيث الكم والنوع واذا عملا قدرنا ان الحد الفاصل بين جيلين بثلاثين عاما فانها حقا تساوى بعايير ومقاييس السابقين علينا باكثر من قرنين نظرا للتقدم الضخم في كافة المنجزات على الصعيد الفهمى وخاصة في وسائل الاتصال فكما قيل اضحى العالم قرية صغيرة لذا تكون بترا الاجيال الجديدة على حق عندما تدعى انها تعيش في عصر يصعب على الكبار ان يستوعبوا مضامينه ومفاهيمه وابعاده وبالتالى يقفوا بالجزم عاجزين وباذعان امام الامكانات الكبيرة والهائلة التى يحملها في طياته وهذا واضح وجلى لكل منعم للنظر

وهنا حقيقة تكمن الازمة الحقيقية التى تعيشها وتمر بها الاجيال الجديدة التى ايقنت بان المستقبل بكل انجازاته هوملك لها وحدها في الوقت الذى يمسك به الكبار في ايديهم زمام ومنطقيد الامور في الوقت الحالى الراهن بحيث لا يتيحون للاجيال الجديدة الفرص لتحقيق ما يتطلعون ويرنون اليه من فرص للمشاركة في توجيه المجتمع وهذا باعتقادى لا يعد سوء نية من الكبار بل لانهم بحكم مسقطهم الزمنى ذاته عاجزون عن التكيف بنجاح امام عالم التغيرات المذهلة الذى ولدوا وترعرعوا فيه الشباب وتشبعوا منذ حداثتهم بروحه وعليه فان الاجيال الجديدة تنظر الى الكبار نظرة يمتزج فيها التحدى بالاشفاق وتجمع بين الاعتزاز بالنفس ومحاولة التماس الاعذار والذرائع للغير يقينى

ان هذا الوضع السائدة في البلدان التى تسير بخطى حثيثة وسريعة نحوالتقدم والتقدم والارتقاء

اما في عالمنا العربى فالوضع مختلف تماما كون الاجيال الجديدة تمر بازمة مقلوبة ومعكوسة والمتمثلة حقيقة في ان جيل الكبار يشعر بالرثاء لجيل الشباب وذلك لتدنى وهبوط مستواهم الثقافى والفكرى وهذا عملا واضح وجلى وايضا ينظر جيل الكبار الى الشباب بنظرة فيها الاستعلاء المبطن والمغلف باطار من العطف والاشفاق وايضا التظاهر من قبل الكبار بالفهم والتفاهم وذلك اشفاقا على وضعهم المتردى لذلك قولنا ان الفجوة بين الاجيال في عالمنا العربى شانها شاءن امور شتى كثيرة مقلوبة ومعكوسة ايضا ولهذا كله اسباب ومسببات وعوامل لا يمكن انكارها اوتجاوزها وسنعرج عليها بعجالة بما هومتاح من الوقت والجهد

فواقع الحال في عالمنا العربى هوان ثقافة الشباب يعتريها الخلط وضيق الافق والاضطراب وباعتقادى ان المسؤول الاول عن هذا الوضع المتردى هوجيل الكبار وهى حقيقة من اخطر المؤشرات والظواهر التى تهدد الفكر والعقل العربى بل حكما هى الاكثر خطورة من كثير من الازمات السياسية التى تعصف بواقعنا والتى تاخذ مساحة كبرى من تفكيرنا ووقتا طويلا متناسين ومتغافلين عن جميع ما عداها من الازمات الاجتماعية والفكرية التىاصفها بالكارثية التى بالجزم لا تكون بضخامة الازمات السياسية التى يصورها الاعلام انها انها الوحيدة والجديرة بالمتابعة والاهتمام ليس ولكن الظاهر انها اكثر تاثيرا وعمقا وبعدا وهى الاولى بالرعاية والاهتمام عن غيرها من الازمات التى تعصف بعالمنا العربى اذن لا بد من التعريج على المصادر الثقافية التى يجب ان ينهل منها الشباب وهى على جميع الاحوال

      • اما عصرية
      • واما قديمة

والمصادر العصرية قد تكون عالمية وقد تكون محلية لذا علينا التطرق الى هذه الركائز والمعطيات والمحاور الثلاثة وهى كما ارى الثقافة القديمة الثقافة المحلية العصرية الثقافة العالمية

وعلينا ان نبحث في البداية عن مدى استيعاب الشباب العربى لمضامينها ومدى قدرته على فهمها والتكيف والتعاطى معها ففى عصرنا الحاضر تكتسب الثقافة العالمية بعدا عميقا واهمية متزايدة مع ملاحظة ان العالمية التى اقصدها هنا ليست الثقافة التى لا وطن لها بل اعنى تلك الثقافة التى تضم ضمن حناياها عناصر من مجتمعات وبيئات مختلفة تضافرت بمجملها لتصنع انتاجا فكريا رفيع المستوى قادر على محاورة بنى الانسان اينما عثر وفى اى مكان حل وهنا قد يتبادر للذهن ان هذا ينطبق على الثقافة الغربية بمعناها الواسع ولكن اقولها على الاشهاد ان التفوق الغربى الحالى ما الا المحطة الاخيرة في رحلة طويلة بترها العقل البشرى عبر مراحل التاريخ المتنوعة وعلى مر الازمان واسهم فيها دون ادنى شك الشرق بدور فاعل واساسى عبر مرحلتين على الاقل وذلك وقع في العصور القديمة والوسطى هذا عداك عن روافد وينابيع اخرى من غير المجتمعات الغربية التقليدية المعهودة اخذت في الاونة الاخيرة تسهم بنصيبها في الثقافة العالمية بشكل ملفت وهام وعلى نحومتزايد وهذه الثقافة العالمية بالشكل الذى نعى تكاد تغلق ابوابها اى الاتصال المباشر بها - رغم الوسائل المتقدمة لكافة سبل الاتصال - في وجه شبابنا العربى فالشباب العربى رغم تقدمه الفهمى اقصد التحصيل كنوال الدرجات والشهادات الجامعية لا يعهد من اللغات الاجنبية على الاغلب الا قدرا لا يتجاوز مستوى محوالامية وقد يقل عن هذا المستوى احيانا ومما يزيد الماءساة ان بعض اساتذة التربية اخذوا يطلون علينا بنظريات مستمدة من مجتمعات تختلف بترا عن مجتمعاتنا من حيث الظروف والمتطلبات الثقافية الاخرى هذا عداك عن بعض الساسة يجذرون في نفوس الشباب ان هذه اللغات الاجنبية هى لغات الدول المتجبرة وكانت لغات الاستعمار وتناسوا قوله عليه الصلاة والسلام من فهم لغة قوم امن شرهم وهذا بداية لفهم ما تحمل هذه اللغات وتناسوا ايضا ان الاطلاع على المستجدات الفهمية بشتى صنوف الفهم يحتاج منا قدرا كبيرا من الفهم باللغات الاجنبية هذا عداك عن دعوتهم ان القومية والوطنية توجب علينا الا نفهم ابناءنا شيئا من لغات الاجانب فهما بان معظم قادة حركات التحرر في العالم الثالث واشد محاربى الهيمنة كانوا على الارجح خريجى تلك الدول التى تحمل الصولجان والشواهد كثيرة وفى كلتا الحالتين كانت النتيجة واحدة الا وهى ظهور جيل من الشباب عاجز عن الاتصال المباشر بتيارات الفهم والثقافة العالمية وعلى المرء وفى ظل هذه الظروف ان يدرك ان الاضرار التى عادت على هذا الجيل وعلى بلادنا بشكل عام من جراء هذا الانعزال الثقافى ان يتساءل هل هذا كان مقصودا حقا وان النظريات التربوية والحماسة القومية لم تكن الا حجج وذرائع تهدف بالمحصلة الى اخراج جيل لا يعهد بطريقة مباشرة الى ما يدور حوله في شتى اصقاع الارض حتى يغفل عن المطالبة بحقه في حياة فضلى بكافة المقاييس

الا ان الشباب العربى لم يذعن ويستسلم لهذه الظروف المفروضة عليه بل يحاول كسر طوق العزلة التى تفرضها عليه سياسة نشر الجهل باللغات الاجنبية عن طريق الاقبال بنهم على جميع ما يقع تحت يديه من اعمال الترجمة التى بالعمل اصبحت زاده الثقافى وخاصة الشباب الطموح الذى هدفه تثقيف نفسه الا ان هذه المصادر ليست ماءمونة ومصدرها غير ماءمون على اعتبار ان هذه الترجمات انتقائية وهى بالتالى غبر قادرة على استيعاب الانتاج الثقافى العالمى بكمه الضخم وهى بالتالى تاخذ منه الكم الضئيل وربما ما يترجم ويصلنا منه من الممكنقد يكون هدفه الاثارة لا الجودة وربما كانت الترجمات بعيدة عن الدقة وركيكة لذلك كان الاجدر محاكمة من قاموا بذلك ومحاسبتهم وهناك العوامل التجارية بمعنى الاستغلال التجارى الذى يلعب بهذا الصدد دورا هاما وفاعلا لا يمكن انكاره اذ ان من الطبيعى في ظروف متعطشة الى الثقافة لا تجد امامها نافذة للاتصال بالعالم الا عن طريق الترجمة التى قد يعمد تجار الثقافة الى التسرع في ترجمة اعمال المؤلفين المشهورين بكيفية تستهدف تلبية حاجة السوق على اى نحوبصرف النظر تماما عن مستوى الترجمة اومدى التزامها بابسط الشروط الفهمية الى ج 2 بعونه تعالى

تاريخ النشر: 2020-06-04 15:58:44
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بين مبادرة مستقبل الاستثمار ورضا الموظفين

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 03:26:54
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 68%

مهسا أميني تظهر في فيديو.. بعد إشعالها احتجاجات إيران

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:18:14
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 91%

إيلون ماسك ينتقد رفع الاحتياطى الفدرالى الأمريكى لسعر الفائدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:20:56
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 52%

ساعدنا في العثور على حذاء الصبي.. أمامك 9 ثوان فقط!

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:18:01
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 85%

موسكو خلت من الرجال بعد أن فرّوا من الخدمة وأصبحت مدينة للنساء

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:18:09
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 96%

مونديال 2022.. وفد حكومى هولندى إلى قطر رغم معارضة البرلمان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:20:54
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

تفاوت أسعار النفط بفعل تقلبات الطلب ومخاوف الإمدادات

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:18:04
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 94%

تحطم مقاتلة من الجيل الخامس في ولاية يوتا الأمريكية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:16:48
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 86%

قريبا.. تدشين أطول قطار ركاب في العالم

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:15:31
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 48%

كيف سينعكس تغير السلطة في الكونغرس الأمريكي على روسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:17:01
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 96%

الحكمة المنشودة وخطأ الفلاسفة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 03:26:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

ما هي "أعمدة الخلق" التي التقط تلسكوب "جيمس ويب" صورتها

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:18:11
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 98%

بايدن يعلق على إعلان بوتين الأحكام العرفية: أعتقد أنه في موقف صعب جدا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:17:41
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 98%

كييف تعرّي حقيقة طائرات بيرقدار التركية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:17:00
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 93%

الرجاء الرياضي يفوز على ضيفه حسنية أكادير

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 03:26:52
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

ماهر فرغلي: الإخوان يحاولون التشكيك في إنجازات الدولة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:20:53
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

الرئيس التشادي يعلن "حالة طوارئ" لمواجهة الفيضانات

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:16:42
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 97%

“فيسبوك” تلغي ميزة ذكية عمرها 7 سنوات

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:15:29
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 36%

بسبب تزويد روسيا بالمسيرات.. الاتحاد الأوروبي يحضّر لعقوبات ضد إيران

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:17:14
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 86%

4 أماكن لم تفكري مطلقاً في استخدام الهايلايتر عليها

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:15:28
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 42%

تقرير أميركي: الأقليات العرقية قد تحسم مصير النظام في إيران

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:17:44
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 94%

زيلينسكى: روسيا دمرت 3 منشآت للطاقة فى أوكرانيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-20 06:20:56
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية