مصحف عثمان

عودة للموسوعة

مصحف عثمان

مخطوطة سمرقند، محفوظة حاليا في طشقند.

جزء من سلسلة منطقات عن
أهل السنة

عثمان بن عفان

الخلفاء الراشدون


  • نسبه
  • المبايعة
  • حصار عثمان
  • الفتنة الأولى
  • قميص عثمان

  • التواضع
  • قرآن عثمان
  • بنات خديجة

مصحف عثمان، على اسم عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، وهومخطوطة من القرآن محفوظة في مخطة الإمام حست، طشقند. يعتبر مصحف عثمان بالإضافة إلى مخطوطات صنعاء من أقدم المخطوطات في العالم.

التاريخ

مصحف عثما، سورة الأعراف.

تجمع المصادر العربية على حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة جميع ما ينزل عليه من آيات. وكان يتولى كتابة الآيات أربعة؛ أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبوزيد وكلهم من الأنصار، واختلفوا في رجلين من ثلاثة هما أبوالدرداءوعثمان.

خطوه في الرقاع والأكتاف والعسب واكتفى بتدوينه في هذه المواد فكانت الآيات مفرقه وبالأضافه إلى ذلك عثر الحفاظ من كان يستظهره في صدره، بعضهم تيسر له حتى يعرض ما حفظه على الرسول والبعض الآخر عن الصحابه.

وبذلكقد يكون المقصود بجمع القرآن في زمن الرسول التدوين الرقمي في الرقاع والعسب واللخاف والأكتاف، وكذلك بمعني حفظه في الصدور. وبهذا أصبح للقرآن صورتان صورة صوتية، وصورة مكتوبة. وكانت الصورة الصوتية أسهل في التحقيق من التدوين الرقمي لقلة عدد الكتاب. وعلى هذا النحوكان هناك مصدران للقرآن الكريم الأول المواد سالفه الذكرالتى سجل عليها دون ترتيب والثانى سماعى في صدور حفاظ القرآن الكريم.

ولم يكد الرسول يلحق بالرفيق الأعلى حتى أضطربت أحوال الدوله الأسلأميه وقامت حركة الردة واضطر أبوبكر الصديق رضى الله عنه حتى يقف موقفا حازماَ من المرتدين ولم يتردد في محاربتهم في جميع أنحاء الجزيرة العربية ودفع المسلمون في ذلك ثمنا فادحا اذا استشهد منهم نحوألف في مسقطة اليمامة من بينهم عدد لا يستهان به من حفاظ القرآن الكريم يقرب من أربعمائه وخمسين شهيدا وعندئذ رأى أبوبكر الصديق ضرورة جمع القرآن الكريم خشيه ضياعه. وعهد إلى زيد بن ثابت بجمعه لثـقته في حفظه وصدقه إلى غير ذلك قدم أبوبكر الصديق للإسلام أعظم الخدمات وعاونه في ذلك عمر بن الخطاب وقام زيد بن ثابت بدوره الذى عهد إليه به على أكمل وجه فكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد عليه شاهدان "مبالغه" منه في الحيطة ويعتبرأبوبكرأول من جمع القرآن بين اللوحين بعد حتى كان متفرقا في بتر من العظم والعسب والحجر والجلد.

وعهد هذا القرآن "بالمصحف" كما كان يطلق الأحباش على كتابهم وأودع المصحف عند أبى بكر ثم عند عمر بن الخطاب في حياته وأنتهى به المطاف عند حفصه بنت عمر التى كانت تجيد القراءة والكتابة. وأغلب الظن أنه بالخط اللين (المكى). وقيل أنه خط بكل من الخطين الجاف (المدنى) الذى عهد بالخط المزوى، والخط المكى اللين.


مصاحف عثمان في الأمصار الأسلامية

نص كتاب أضواء على مصحف عثمان بن عفان ورحلته شرقا وغربا - د. سحر السيد عبد العزيز انقر على الصورة للمطالعة

وفى خلافه عثمان اتسعت الفتوحات الاسلامية وضمت بلاد أرمينية وأذربيجان. وكان حذيفة بن اليمان من بين من شهدوا فتح هذين البلدين، ورأى اختلاف الناس في قراءة القرآن بسبب اختلاف اللهجات مما أدى إلى تعدد القراءات . فسار إلى المدنيه والتقى بعثمان بن عفان ونطق له " استوعب هذه الأمه قبل حتى يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. فقرر عثمان بن عفان رضى الله عنه جمع القرآن في نسخ موحده على قراءة واحدة بلسان قريش ترسل الى الأمصار. وبعث الى السيدة حفصة أم المؤمنين حتى ترسل مصحف أبى بكر ليأمر بنسخه وأسند عثمان بن عفان إلى زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام مهمة نسخ المصحف مرتب السور بلسان قريش. ولما فرغ النساخ من نسخ المصحف وكتابته أمرعثمان رضى الله عنه بإحراق ماعداه من مصحف أومصاحف خاصة كان يحتفظ بها الصحابة. وقد اختلف في تحديد السنه التى تم فيها استنساخ المصاحف والأرجح حتى ذلك تم سنه 30 هـ. ورغم هذا الموقف المحمود الذى وقفه عثمان بن عفان رضى الله عنه لتوحيد المصحف على قراة واحدة واحراق الصحف الأخرى التى تسببت في اختلاف حدثة المسلمين وتكفير بعضهم لبعض فقد كان هذا الموقف سببا من أسبابالثوره عليه. وعهدت هذه المصاحف " بالمصاحف الأئمة " أو" المصاحف العثمانيه " وقد اختلف في عدد المصاحف العثمانية التى أوفدت الى الأمصار: فأبوكرالدانى جعلها أربعة وزعت على الكوفة والبصره ودمشق , وهجر عثمان عنده نسخة لنفسه. وحذا الزركشى في البرهان حذوالدانى في المقنع.

أما السجستانى فيورد في كتاب المصاحف روايتين :

الأولى: على لسان حمزة الزيات جعلها أ ربعه مصاحف .

والثانية: جعلها سبعة مصاحف توزعت على مكة والشام واليمن والبحرين والبصره والكوفة والمدينة. وينفرد اليعقوبى برواية حدد فيها عدد المصاحف فيها

بتسعة في حين جعلها ابن الجزرى ثمانية من بينها مصحف استبقاه لنفسه ينطق له " الأمام" ويميل جمهور من الباحثين إلى حتى المصاحف الأئمه كانت سته وينبغى حتى نفرق بين المصاحف التى أوفدها عثمان رضى الله عنه إلى الأمصار ومن بينها مصحف المدينهن وبين مصحفه الخاص به الذى كان يقرأ فيه ساعة استشهاده، وهوالذى قيل أنه خطه بيمينه، وهوموضوع بحثنا هذا .

مصحف عثمان الشخصى

تجمع المصادر العربية على حتى عثمان بن عفان عنه عندما أقدم المحاصرون لداره على اقتحامها يوم استشهاده أخذ مصحفه الخاص ووضعه على حجره ليتحرم به ويقرأ فيه واستشهد وهويتلوالقرآن . وتناثرت قطرات من دمائه على بعض ورقات من مصحفه " الامام " منها قطرات على قوله عز وجل " فسيكفيكهم الله وهوالسميع العليم " وقد واكبت المصحف الامام منذ استشهاده صاحبه انادىءات مختلفه بحيازته، ومن هنا تبدأ معضلة مصير هذا المصحف. وفيما يلى عرض موجزلأهم هذه الانادىءات والمزاعم .

أ‌- من المصاحف التى زعموا أنها مصحف عثمان الذى يحمل آثار قطرات دمه مصحف مصر. ويذكر المقريزى أنه استخرج من خزائن المقتدر بالله العباسى، ونقل الى جامع عمروفيخمسة من المحرم سنه 378 في خلافة العزيز بالله، وإن كان نقله لم يثبت بأى نص تاريخى، وظل مصحف مصر الذى زعموا أنه مصحف عثمان محفوظا بمدرسه القاضى الفاضل الواقعه قرب المشهد الحسينى ثم نقل بعد تخريب المدرسة الى القبه التى أنشأها الساطان الغورى تجاه مدرسته وظل محفوظا بها حتى سنه 1275 هـ عندما نقل آثار نبوية الى المسجد الزينبى ثم الى خزائن الأمتعه بالقلعه ثم الى ديوان الأوقاف سنه 1304 هـ. ومن هناك نقل في العام التالى الى قصر عابدين، وأخيرا الى المسجد الحسينى في نفس السنة ويستبعد السمهود حتىقد يكون هذا المصحف هونفس مصحف عثمان الخاص به. ويرجح حتىقد يكون أحد المصاحف التى كان قد بعثها عثمان الى الأمصار. وللرد من جانبنا على هذا الزعم لابد حتى نشير الى حقيقه هامه وهى حتى عثمان لم يبعث الى مصر نسخه من المصاحف العثمانيه فان اسم مصر لم يرد بين الأمصار التى تلقت مصاحف عثمان وفقا لما ذكره أبوعبيد القاسم بن سلام والسجستانى وأبوعمروالدانى مما يدفعنا الى ترجيح الرأى القائل بأن عثمان لم يرسل نسخة من مصحفه الى مصر. ولما كانت الأستاذة الدكتورة سعاد ماهر قد درست خط مصحف مصر وأثبت حتى خطه يرجع الى عصر متأخر عن عصر عثمان بن عفان.

فاننا نرى أنه من الممكن كان هذا المصحف قد استنسخ من أحد المصاحف العثمانيه كمصحف الشام مثلا فإن حركه استنساخ المصاحف كانت قد نشطت كثيرا في العصر الأموى وقد ذكر حتى الحجاج بن يوسف الثقفى قد أوفد نسخا من مصحفه الى الأمصار ومن بينها مصر وأن ذلك التصرف قد استثار غيره عبد العزيز بن مروان والى مصر الذى بادر بنسخ مصحف لمصر رصد له القراء والمراجعين المتخصصين بحيث صدر مطابقا للمصحف العثمانى وبذلكقد يكون هذا المصحف أول مصحف رسمى لمصر.

ب_ والأنادىء الثانى يتعلق بمصحف البصرة فقد ذكر ابن بطوطة في جملة ماخط عن رحلته الى البصره أنه شاهد في مسجد أمير المؤمنين على المصحف الكريم الذى كان عثمان رضى الله عنه يقرأ فيه لما اغتال وأثر تغيير الدم في الورقة التى فيها قوله " فسيكفيكهم الله وهوالسميع العليم". ونستبعد حتىقد يكون هذا المصحف هونفس مصحف عثمان الذى كان يقرأ فيه ساعة استشهاده لأن بنى زيان كانوا يحتفظون بهذا المصحف في خزائن سلاطينهم في تلمسان الى حتى استرده أبوالحسن على المرينى منهم في سنه 738 هـ (1337م). ثم إذا العراق وقت زيارة ابن بطوطة له كان يخضع لدولة ايلخانات المغول في ايران الذين كانوا قد اعتنقوا الإسلام منذ حتى تولى سابعهم غازان خان الإسلام (1295م). ولوافترضنا جدلا حتى المصحف الذى رآه ابن بطوطه في البصرة هومصحف عثمان وأنه انتقل الى بغداد الى البصرة في أعقاب سقوط بغداد سنة (656) في أيدى المغول فكيف نفسر ظهور مصحف آخر عليه قطرات دم عثمان في خزائن المرينيين في المغرب اللهم الا إذا كان أحدهما مزيفا. ونحن لا نشك في المصحف المغربى , وكان في الأصل محفوظا في جامع قرطبة، ثم حمله الموحدون الى مراكش خشيه حتى يتعرض للضياع في قرطبه التى كانت تتهددها قوات القشتاليين ولم يكن الموحدون من السذاجه بحيث يحملون المصحف مع جامع قرطبه عندما تهدده الخطر القشتالى الى عاصمتهم مراكش ويتفننون في الإحتفال به وترصيعه بأنفس الدرر واليواقيت ويجندون المهندسين وأرباب الحيل الهندسيه لحفاظ عليه داخل خزائن تفتح وتغلق آليا ويحمله خلفاؤهم في حملاتهم تبركا مالم يكن هذا المصحف موضع التبجيل والتكريم هوأوعلى الأقل بضع ورقات منه من مصحف عثمان الأصلى . وهذا يدعونا الى الشك في أصالة مصحف البصرة الذى رآه ابن بطوطة ولا يبقى أمامنا سوى افتراض حتىقد يكون هذا المصحف المحفوظ بالبصرة أحد المصحفين اللذين أوفدهما عثمان بن عفان الى العراق وأن تكون آثار قطرات الدم التى هجرزت على الآية "فسيكفيكهم الله " قد وضعت عمدا للتمويه واقناع البسطاء من بأنه مصحف الخليفة عثمان.

ج-والانادىء الثالث يتعلق بمصحف طشقند , فمخطة الإدراة الدينية بطشقند تحتفظ بمصحف مكتوب على الرق يزعمون أنه مصحف عثمان ويتميز هذا المصحف بأنه خال من النقط وأن جميع صفحة من صفحاته تشتمل على 12 سطرا وان عدد ورقاته عددها 353 ورقة وقياسها 68 سم * 53 سم. ويتساءل البعض عن كيفيه وصول هذا المصحف الامام الى سمرقند الى حتى نقل سنه 1869 م الى موضعه الحالى بطشقند.

ويفترض حلا لذلك افتراضين: الأول حتىقد يكون هذا المصحف قد وصل الى سمرقند إبان حكم القبيلة المضىيه (621 - 907 هجرية ) وأنه كان هدية من الظاهر بيبرس الذى تحالف مع بركة خان رئيس هذه القبيله وأول من أسلم من المغول وصاهره.

والا فتراض الثانى : في أقوال هؤلاء المؤرخين حتىقد يكون هذا المصحف الذى رآه ابن بطوطه عند زيارته للبصره (34 )، ثم نقل الى سمرقند على يد تيمور لنك (771- 807 هـ) .

والافتراض الأول مرفوض تماما لأنه لايقوم على أساس سليم لأ ن نسبة مصحف مصر الى عثمان بن عفان أمر مشكوك فية أساسا . وفى هذه الحالة يصبح مصحف بيبرس الذى أهداه لبركه خان مزيفا في نسبته الى عثمان لأن ذلك يعنى حتى مصر كانت تحتفظ زمن المماليك بنسختين من المصاحف العثمانيه وهذا محال بطبيعه الحال لأن مصحف عثمان الذى اصطبغت بعض أورقه بدم عثمان واحد فقط يضاف الى ذلك الحقيقه بأن عثمان بن عفان لم يرسل أصلا الى مصر نسخه من المصاحف التى أمر بنسخها وأن عبد العزيز بن مروان هوأول من نسخ مصحفا رسميا في مصر على نسق المصحف العثمانى. أما الافتراض الثانى فقد لقى قبولا (35) عند بعض الباحثين ورفضا من البعض الآخر فالذين يؤيدون فكرة انتنطق المصحف من البصرة الى سمرقند يقصدون به واحدا من النسخ التى بعث بها عثمان الى الامصار الاسلامية ويستندون في ذلك الى حتى صور الخط الذى خط به مصحف طشقند أقرب مايكون الى صورة الخط الذى خط به مصحف الامام أى حتى تأييدهم ينحصر في حتى مصحف سمرقند يمكن حتىقد يكون نفس المصحف العثمانى الى البصرة أما الرافضون لهذا الافتراض فيرون ان الصنعه الفنيه تظهر واضحة في مصحف طشقند ممثله في رسم الحروف مما يشير الى حتى الخط الذى خط به لايرجع تاريخه الى خلافة عثمان وإنما يرجع الى القرن الثانى أوالثالث للهجرة فالخطوط المستقيمة تبدوكأنها رسمت بمسطرة .

د- الانادىء الرابع : يتعلق بمصحف حمص فقد شاهد الشيخ اسماعيل بن عبدالجواد الكيالى في مسجد قلعة حمص المصحف العثمانى محفوظا في خزانة والخزانة موضوعة داخل صندوق لحفظه. ويذكر الشيخ الكيالى أنه كان مكتوبا بالخط الكوفى الغليظ وأنه شاهد آثار دماء في بعض الحدثات ولكن الفهماء المتخصصين في فهم الخط والنقوش الكتابية يرون حتى الخط الكوفى الذى خط به مصحف حمص يرجع الىعصر متأخر مما يؤكد أنه خط فيما بعد القرن الأول الهجرى.

هـ - والانادىء الخامس : هومصحف استنبول فمتحف طوب قابوسراى باسطنبول يحتفظ بمصحف مكتوب على الرق يزعمون أنه نفس المصحف الذى كان بيد عثمان يوم استشهد وأن آثار الدماء ما تزال واضحه على ورقاته حتى اليوم ولكن بالرجوع الى وصف المصحف يتضح حتى هذه النقاط الحمراء التى يزعمون أنها آثار دم عثمان ليست سوى رقوش ودوائر بداخلها خطوط هندسية وفى ذلك ما يؤكد بأن المصحف لا يمت بصله إلى المصاحف العثمانية اذا لم يكن الرقش والتنقيط من خصائص تلك المصاحف.

وهناك من المصادر العربيه ما يؤكد حتى مصحف عثمان الخاص به والذى تحتفظ بعض أوراقه بآثار دمه كان محفوظا في جامع قرطبه حتى سنه 552 هـ عندما نقله عبد المؤمن بن علي خليفة الموحدين الى مراكش وأنه ظل بالمغرب حتى عصر بن مرين ونحن نعتقد حتى المصحف المذكور كان يشتمل على بضع ورقات من مصحف عثمان أضيف اليها صفحات أخرى منسوخه من مصحف في الأندلس ولاثبات ذلك لابد من تتبع مصحف عثمان الخاص به من تاريخ استشهاده حتى وصوله الى الأندلس فالمغرب. ونستنتج مما ذكره السمهودى في " وفاء الوفا " حتى مصحف عثمان الذى كان يطالع فيه وقت استشهاده انتقل بعد وفاته الى أحد شخصين كلاهما اسم خالد. نقلا عن محرز بن عثمان بن عفان. والثانى وفقا لروايه ابن قتيبه هوخالد بن عثما ن بن عفان من زوجته أم عمروبنت جندب . أماخالد الحفيد فهوابن رملة بنت معاوية بن أبى سفيان ومعنى ذلك حتى خالد بن عمروبن عثمان المذكور في رواية محرزكان حفيدا لكل من عثمان بن عفان من جهة الأب ومعاوية بن أبى سفيان من جهة الأم . ونميل الى الأخذ برواية محرز التى أوردها السمهودى وفيها ما يؤكد حتى المصحف الامام المنقط بدم عثمان ظل محفوظا لدى خالد بن عمروبن عثمان لعاملين، الأول قرابته من معاوية بن أبى سفيان فهوحفيده ومن المنطقى حتى يسمح الجد (معاوية ) لحفيده (خالد) بأن يحتفظ بمصحف جده (عثمان بن عفان ) وذلك لثقة معاوية التامة في حتى حفيده لن يفرط في هذا المصحف أبدا والثانى حتى دار عثمان آلت الى عمروبن عثمان وأخوته وهى الدار التى كان قد تصدق بها وفقا لرواية السمهودى على ولده وعهدت دارعثمان لذلك بدارعمروبن عثمان مما يؤكد أنه كان أكثر أولاد عثمان اهتماما بدار أبيهم وأنه أكثر من الاقامة بها حتى عهدت باسمه وفى ذلك ما يشير الى حتى ولده خالد بن عمرونشأ في هذه الدار وأقام بها وأنها نفس الدار التى اغتال فيها عثمان وكان بها مصحفه المنقوط بدمائه.

ولهذين العاملين نرجح حتىقد يكون مصحف عثمان في حوزة حفيده خالد بن عمروباعتباره أقرب الى معاوية بن أبى سفيان وبينه من خالد بن عثمان , بالاضافه الى أنه كان يقيم مع أبيه في دارعثمان بن عفان نفسها وهذا يؤكد عدم خروج المصحف من دار عثمان حتى ذلك الحين وأيا ما كان الأمر وسواء كان المصحف المنقوط بدم عثمان محفوظا عند خالد بن عثمان أوعند خالد بن عمروبن عثمان فان هذا يعنى بقاء المصحف في حوزة آل عثمان بن عفان وأن بنى آمية لم يسعوا الى انتزاعه منهم لاطمئنانهم الى سلامته في حمى أقربائهم أبناء عثمان بن عفان.

ويعتقد ابن عبد الملك الأنصارى ونحن نؤيده في رأيه حتى هذا المصحف المنقوط بدم عثمان فقد في المدينة في بعض الفتن الطارئة عليها، وهذه الفتن تنحصر في واحدة من الفتن الثلاثة التى سقطت في المدينة :-

الأولى :- وهى التى حدثت في سنة 50 هـ في خلافة معاوية بن أبى سفيان عندما صمم معاوية على انتزاع البيعة بولاية العهد لابنه يزيد من أبناء الصحابة، فقدم بنفسه إلى المدينة في ذللك العام وأوفد للقاء العبادلة من أبناء الصحابة، وخاطبهم في مبايغة يزيد فاعترضوا على ذلك ورفضوا ان تكون الخلافة هرقلية حدثا توفي هرقل تولى هرقل , فعاد معاوية إلى دمشق غاضبا بعد ان طلب من سعيد بن العاص عامله على المدينة بان يحمل الناس على مبايعة يزيد , فأبى اهلى المدينة , واضطر معاوية إلى العودة الى المدينة في ألف من الخيالة لارغام المعارضين على المبايعة ليزيد، وكانوا يتمثلون في الحسين بن على وعبدالله بن عمر, وعبد الرحمن بن أبى بكر، وعبد الله بن الزبير فأوقف على رأس جميع منهم حارسين يحمل جميع منهما سيفه، وخاطب معاوية اهل المدينة معلنا موافقة المعارضين الأربعة على مبايعة يزيد، فاضطر المعارضون الأربعة الى السكوت، وبايع الناس ليزيد.

والفتنة الثانية سقطت في عام 63 هـ، فقد نادى عبد الله بن الزبير لنفسه بعد استشهاد الحسين في كربلاء فبايعه الناس في تهامة والحجاز وكان أهل المدينة قد غضبوا لمقتل الحسين بن على، فخلعوا عثمان بن محمد بم ابى سفيان عامل يزيد عليهم وطردوا مروان بن الحكم وسائر بنى أمية وأقاموا عليهم عبد الله بن حنظلة فسير اليهم يزيد قوة كثيفة من الشاميين عدتها 12 ألف مقاتل وقيل خمسة آلاف بقيادة مسلم بن عقبة المرى لتأديب أهل المدينة والقضاء على حركة ابن الزبير أما اهل المدينة فقد ولوا على انفسهم عبد الله بن مطيع العدوى عن قريش وعبد الله بن حنظلة عن الأنصار، وتلوملوا بخندق حفروه حول المدينة بعد معركة ضارية دارت بالحرة في 27 ذى الحجة سنة 63 هـ اغتال فيهاثمانون من صحابة الرسول وآلاف من سائر الناس واستباح عسكر الشاميين المدينة ودعوا أهل المدينة إلى البيعة على أنهم عبيد فبايع الناس على ذلك.

والفتنة الثالثة : سقطت في المدينة في خلافة ابن جعفر المنصور فقد آثار استئثار العباسيين بالخلافة دون العلويين سخط العلويين وغضبهم وكان الحسنيون أول من تحرك منهم للمطالبة بحقهم في الخلافة وتزعم الثورة محمد النفس الزكية بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن على في جمادى الآخرة سنة 145 هـ ونادى الناس فبايعته ولم يتردد المنصور في اخماد هذه الحركة التى أصبحت تشكل خطرا جسيما يتهدد كيان الدولة العباسية فسير الى المدينة عيسى بن موسى ولى عهده على راس قوة عدتها أربعة آلاف فارس وألفى راجل وأردف هذه القوه القوق بجيش كثيف تولى قيادته حميد بن قحبطة والى الجزيرة وأحد كبار القادة العباسيين ودخلت قوات عيسى بن موسى المدينة يوم النصف من رمضان سنة 145 هـ وفوجىء أهل المدينة بخيالة العباسيين تطوقهم واشتد القتال واستشهد عدد لا يستهان به من أنصار النفس الزكية فتفرق كثير منهم عنه وأيقن بالهزيمة فدخل دار مروان واغتسل وصلى الظهرثم خرج لمواصلة القتال بين من تظل من أصحابه حتى استشهد على يد حميد بن قحطبة الذى احتز رأسه وبذلك قضى المنصور على ثورة الحسنيين في المدينة ثم تجددت ثورات الحسنيين في المدينة سنة 169 هـ في خلافة الهادى وتولى زعامتها هذه المرة الحسين بن على بن الحسن بن الحسن وكان يتولى المدينة من قبل الخليفة العباسى آنذاك عمر بن عبد العزيز بن عبدالله بن عمر بن الخطاب الذى اصطنع مع الحسنين بالدعوة لنفسه فبايعه أهل المدينه ثم خرج في أنصاره الى مكه في 24 من ذى الحجة فتصدت له عند فخ فرب مكه قوه كثيفه العدد من العباسيين بقياده سليمان بن المنصور ودارت بين الفريقين معركة عنيفة انتهت بمصرع الحسين ومعظم من كان معه.

إلى غير ذلك نجد أنفسنا أمام أكثر من أحتمال الا أننا نرجح الاحتمال الثالث استنادا الى رواية أوردها السمهودى على لسان الامام مالك بن انس الذى نطق ان مصحف عثمان رضى الله عنه تغيب فلم نجد له خبرا بين الأشياخ ومن المعروف حتى مالك توفى سنة 179 هـ . كذلك يذكر السمهودى حتى القاسم بن سلام المتوفى سنة 223 هـ رأى مصحف عثمان المنقوط بدمه وقد استخرج له من خزائن بعض الأمراء وشاهد آثار الدماء بورقاته . وهناك نص أورده جميع من ابن عبد الملك الأنصارى في الذيل والتكملة وابن مرزوق في المسند السليم يذكر فيه حتى شخصا يدعى أبوبكر محمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت ذكر أنه سمع عن والده أحمد وراى بخط جده يعقوب ما يؤكد حتى يعقوب هذا رأى سنة 223 هـ وقد بعث به المعتصم العباسى لتجدد دفتاه ويحلى وأنه شاهد في أورق كثيرة من مصحف اثر دم كثير وأن أكثر هذا الدم في سورة "النجم "، وعلى قوله تعالى " فسيكفيكهم الله " وألفى حتى طول المصحف يبلغ نحوشبرين وأربعة أصابع وأن جميع ورقة تشتمل على 28 سطرا.

ونخرج من هذه الرواية بالحقائق الآتية :

1 – حتى المصحف الامام كان محفوظا بالعراق زمن الخليفة المعتصم بالله .

2- حتى طول المصحف كان يصل الى نحوشبرين وأربعة أصابع ون جميع ورقة منه كانت تشتمل على 28 سطرا.

3- حتى نقاط من الدم كانت تصبغ عددا كبيرا من أورق المصحف .

من ذلك كله نرجح حتى المصحف الامام قد اختفى من المدينة في حياة مالك بن انس وهذا يدعونا الى رفض الاحتمالين الاولين وتقبل الاحتمال الثالث ويقضى بأن المصحف الامام فقد من المدينة مع احداث الفتنة الثالثة أوسقطة فخ سنة 169 هـ وإذ حتى التاريخ يتفق منطقيا مع الفتره الزمنية التى عاش فيها الامام مالك ومع طبيعة الأحداث وعلى هذه الأساس يمكننا القول بأن المصحف الامام كان محفوظا عند أحفاد عثما ن بن عفان بالمدينة وهؤلاء كانوا أقرباء للأمويين ولا يعقل ان ينتزع الأمويون مصحف عثمان من اقربائهم أحفاد عثمان بن عفان سواء في فتنة سنة 50 هـ التىاخذت فيها معاوية بيعة أهل المدينة لا بنه يزيد قهراء إذ ليس منطقيا ان يقتحم معاوية دار حفيده خالد بن عمروبن عفان لينتزع منة المصحف الامام فهومهما كان الأمرحفيده وأقرب الناس الية واكثرهم موالاة له أوفي فتنة المدينة سنة 63 هـ إذ ليس من المنطقى حتى يامر يزيد بن معاوية جنده الشاميين باستباحة حرمة دار خالد بن عمروبن عثمان الذى هوابن اخته رمله .

يضاف الى ذلك حتى هذين التاريخين سواء عام 50 هـ أو63 هـ لا يعاصران حياة مالك بن انس الذى أكد حتى مصحف عثمان الذى كان يقرأ فيه ساعة استشهاده تغيب .

ونلخص من ذلك كله بأن المصحف الامام الخاص بعثمان بن عفان زالمنقوط بدمه ظل محفوظا في دار عثمان بالمدينة طوال العصر الاموى وانه تغيب عنها على حد قول الامام مالك في بداية العصر العباسى وربما في الوقت الذى اقتحم فيه العباسيون المدينة سنة 169 هـ وهذا يدعونا الى الاعتقاد بأن هذا المصحف انتقل الى أرض العراق في أعقاب المسقطة اذ ان استيلاء العباسيين على هذا المصحف الذى كان يحتفظ به بنوعثمان بن عفان أقرباء الامويين يعنى الكثير بالنسبة اليهم ومما يؤكد صحه استنتاجنا ان السمهودى المؤ رخ المشرقى وابن مرزوق وابن عبدالملك الانصارى المؤرخان المغربيان يتفقون على حتى المصحف الامام المنقوط بدم عثمان كان بالعراق في حدود سنة 223 هـ فالسمهودى يؤكد ان أبا عبيد القاسم بن سلام رأى المصحف المذكور ةقد استخرج له خزاين بعض الأمراء وانه شاهد آثار دم عثمان بهولكنه لم يحدد البلد الذى رأى فيه هذا المصحف كما انه لم يعهد بالأمراء الذين كانوا يحتفظون به في خزائنهم.

ومع ذلك فاننا استطعنا من خلال ترجمة أبى القاسم بن سلام الهروى البغدادى ومقارنة رواية السمهودى برواية ابن عبد الملك الأنصارى حتى نتوصل الى تحديد الموضع الذى كان المصحف الامام محفوظا فيه، فابن سلام المذكور كان يعهد بالبغدادى لطول اقامته في بغداد، وكان من أشهر تلاميذ الأصمعى أخذ عنه بالبصرة , كما سمع بالكوفة عن ابن الاعرابى والكسائى، واستقر به المقام بعد ذلك في بغداد الى حتى رحل الى مكة سنه 214هـ ( 829 م) لآداء فريضة الحج ثم توفى بها سنة 214هـ, ونستنتج من هذه الترجمة أنه عاش في العراق حتى سنة214هـ، وهذا يعنى أنه شاهد مصحف عثمان المنقوط بدمه في العراق خلال هذه الفترة حيث استخرج من خزائن أمراء الدولة العباسية ببغداد التى نسب اليها سلام بحكم اقامته الطويلة بها . ومعنى ذلك حتى المصحف الامام حمل من المدينة الى بغداد في أوائل العصر العباسى الأول، وبالذات في سنة169هـ. وهوالعام الذى دارت فيه مسقطة فخ , وهناك احتفظ به أمراء بنى العباس في خزائنهم، ويؤكد ذلك رواية جميع من ابن عبد الملك الأنصارى وابن مرزوق التى تؤكد حتى يعقوب بن شيبة رأى بنفسه مصحف عثمان المنقوط بدمه في العراق سنة223هـ، وهذا الإستنتاج يخالف الرأى الذى أدلى به ابن عبد الملك الانصارى والذى يذكر فيه إحتمال إنتنطق المصحف إلى الأندلس مع الأمير عبد الرحمن الداخل، ويدعونا الى ترجيح الرأى القائل بوصوله أوعلى الأقل جزء منه كما سنوضح في الصفحات التالية في عهد الأمير عبداللرحمن الأوسط (206- 238هـ). وتختلف آراء مؤرخى الأندلس بشأن حتى هذا المصحف:

فابن بشكوال يرى حتى هذاالمصحف هوأحد المصاحف الأربعة التى بعث بها عثمان رضى الله عنه إلى الأمصار، وأن ما اصطبغ به من آثار دماء زيف ووهم ولا أساس له من الحقيقة وبرجح انقد يكون هذا المصحف هونفس المصحف العثمانى الشامى.

ويرى ابن عبد الملك الانصارى حتى هذا المصحف الذى احتفظ به الامويون في جامع قرطبة واهتم عبد الرحمن الناصر بتزويقه والاحتفال به ثم غربمن قرطبة سنة 552 هـ إلى مراكش لم يكن النسخة الخاصة بالخليفة الشهيد عثمان بن عفان ويرجع بدوره حتىقد يكون الأندلس سنة 138 هـ اوبعثت اليه أخته من الذخائر والتحف أوقد يكون مما اجتلب الى غيره من ذريته ومع ذلك فهويذكر نقلا عن الرازى حتى المصحف المحفوظ بجامع قرطبة هومصحف أمير المؤمنين عثمان بن عفان مما خطه بيمينه كما يذكر نقلا عن ابن حيان في أحداث سنة 354 هـ أنه مصحف أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه خطه بيمينه. ويذكر المقرى حتى هذا المصحف كان مصحف عثمان بن عفان وكان يقرأ فيه عندما استشهد وكان يزدان بحلية من المضى مكللة بالدر والياقوت وعليه أغشية الديباج وفى موضع آخر يؤكد أنه مصحف أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه مما خطه بيمينه. ومن خلال هذا العرض للآراء المتنوعة يتبين حتى هناك فريقين:

الأول:- يؤكد حتى المصحف الذى كان بجامع فرطية هومصحف عثمان بن عفان الخاص به خطه بخط يده وكان يقرأ فيه لحظة استشهاده فتناثرت قطرات من دمه وهجرت آثارها عليه ومن هذا الفريق الرازى وابن حيان والادريسى

أما الفريق الثانى :- فينفى حتىقد يكون المصحف المذكور مصحف عثمان الخاص به ويميل أصحاب هذا الرأى الى حتى المصحف هوأحد المصاحف الأربعة التى بعث بها عثمان الى الأمصار الأربعة ويرجحون حتىقد يكون نفس المصحف الشامى وأنه ولج دخل الاندلس في عهد عبد الرحمن الداخل ومن هذا الفريق ابن بشكوال وابن عبد الملك الانصارى.

ونميل الى الأخذ بالرأى القائل بأن مصحف جامع قرطبة هونفسه أوبضع أوراق منه بمعنى أصح، المصحف الامام الذى كان يقرأ فيه الخليفة الشهيد وقت استشهاده وإن كنا لانوافق أصحاب هذا الرأى على حتى عثمان بن عفان هوالذى خطه بيمينه لأن المصادر العربية تجمع على أنه عهد إلى عدد من الصحابة بنسخ المصحف على قرأءة واحدة بلسان قريش، وأنه لمن يخط أوينسخ بنفسه أيا من هذه المصاحف . كما نرفض رأى ابن بشكوال وابن عبد الملك الانصارى بشأن المصحف المحفوظ بجامع قرطبة ويمضى جميع منهما على حتى هذا المصحف هوأحد المصاحف الأربعة التى أوفدت على الأمصار الأربعة البصرة والكوفة ومكة ودمشق، وإن كانا يرجحان حتىقد يكون مصحف دمشق. ونعتقد حتى مصحف الكوفة من الممكن ضاع في غمرة القلاقل والإضطرابات التى احتدمت في الكوفة في خلافة على بن ابى طالب وفى العصر الأموى عندما أصبحت مركزا للتشيع، وحتى لوافترضنا بوجوده في الكوفة فلا يعقل حتى يفرط أهل الكوفه في مصحفهم العثمانى الامام ليرسل إلى الأندلس التى كان يتولى حكمها أمراء من البيت الاموى السنة . وأما مصحف مكة فقد وصلتنا أخبار عنه حتى القرن الثامن الهجرى، ومن ذلك حتى ابن جبير رآه بمكة أثناء زيارته لها، كما تحدث عنه الرحاله الطنجى ابن بطوطه عند زيارته للحرم المكى الشريف، كما عينه أبوالقاسم التجيبى السبتى في قبة اليهودية بمكة في أواخر سنه 696هـ وكذلك تحدث عنه السمهودى في مصنفه وفاء الوفا، وعلى هذا الأساس لا يمكن حتىقد يكون مصحف مكة هومصحف قرطبة .

أما مصحف البصرة فقد أشرنا فيما تجاوز حتى ابن بطوطه رآه في البصرة ورجحنا حتىقد يكون نفس المصحف الذى أوفده عثمان بن عفان إلى البصرة، وربما أنتقل فيما بعد إلى سمرقند ثم إلى طشقند، وأيا ما كان الأمر فإن رؤية ابن بطوطة لمصحف البصرة يتعارض مع الرأى القائل بأنه هوذاته المصحف الذى كان بجامع قرطبة.

بقى علينا حتى نناقش قول كلا من ابن بشكوال وابن عبد الملك بأن مصحف قرطبة هوأصلا المصحف العثمانى بدمش أنه ولج الأندلس مع عبد الرحمن الداخل سنة 138 هـ وهوقول مردود نستبعده تماما لما يأتى:

أولا :- حتى الرحاله الذين زاروا دمشق وصفوا المصحف العثمانى الشامى في فترات زمنية متأخرة مما يتعارض مع رأى ابن عبد الملك الانصارى في أنه انتقل الى قرطبة زمن عبد الرحمن الداخل.

فقد رآه ابن جبير ووصفه كما شاهده الهروى (سنة 611هـ ) وشاهده أبوالقاسم التجيبى السبتى سنة 697 هـ وكذلك ابن فضل الله العمرى في القرن الثامن الهجرى وابن بطوطه في نفس القرن.

ثانيا :- يذكر ابن الملك الانصارى ان حجم مصحف قرطبة يختلف عن حجم المصحف الذى رآه أبوبكر بن شيبة في العراق كما حتى آثار الدم في مصحف العراق تبدوفي أكثر من موضع.

وأعتقد لكشف الغموض الذى يكتنف مصحف عثمان الامام حتى المصحف الذى كان يقرأ فيه يوم استشهاده وانما كان يشتمل على أربع ورقات فقط أما بقية أوراق المصحف فقد تكون نسخت على نفس نظام المصحف العثمانى. ونستند في هذا الرأى على رواية الادريسى الجغرافى الثبت المعروف بأمانته وصدقه في الوصف ويذكر فيها حتى مخزن الجامع الواقع على يسار المحراب فيه مصحف يحمله رجلان لثقله فيه أربعة أوراق من مصحف عثمان بن عفان وهوالمصحف الذى خطه بيمينه رضى الله عنه وفيه نقط من دمه ونخرج من ذلك بأن مصحف الاندلس اكتسب شهرته ورفيع مكانته من تلك الورقات الاربعة التى انتزعت من المصحف الأصلى واصطبغت بنقاط دمه. ومن هنا عظم أهل قرطبة مصحفهم وبجلوه وتوارثت الأجيال في قرطبة هذا الشعور العميق بالتعظيم لهذا المصحف حتى ارتحل هذا المصحف على أيدى الموحدين في السنوات الاولى من دخولهم الاندلس الى المغرب وبالذات سنة 552 هـ حماية له من التعرض لأى مكروه بعد الغارة الوحشية التى قام بها النصارى على قرطبة سنة 540 هـ ودخزلهم أورقة الجامع بخيولهم وانتهابهم لذخائره.

واذا كنا قد رجحنا دخول مصحف عثمان الخاص به الاندلس في عصر الامير عبد الرحمن الاوسط فلأنه عصر الانفتاح في الأندلس على المشرق وبالذات على العراق ووصل كثير من التحف والذخائر التى ضاقت بها خزائن بغداد والتى انتهبت في فتنة الأمين والمأمون الى قرطبة ونستدل على ذلك من نص أورده ابن حيان نقلا عن ابن القوطية القرطبى اتى فيه حتى الفتى حبيب الصقلبى نادى بعد وفاة الأمير عبد الرحمن الأوسط بالمصحف المنسوب إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه فاستحلف جميعهم لمحمد وتوثق منه وظل هذا المصحف محفوظا بموضعه من جامع قرطبة في عهد عبد الرحمن الناصر فلما شرع الحكم المستنصر في زيارته المنسوبة اليه بالجامع من جهة القبلة فيثمانية جمادى الخرة سنة 354 هـ أمر بأن ينقل الى دار صاحب الصلاة الثقة المأمون محمد بن يحيى بن عبد العزيز المعروف بابن الخراز احتراسا به ومبالغة في حرصه عليه وأن يظل محفوظا لديه الى حتى يفرغ البناءون في الزيادة الحكمية فيعود الى مكانه الجديد من المقصورة حيث اختزن داخل الغرفة التى يؤدى اليها الباب المعقود على يسار جوفة المحراب.

وكان يتولى العناية بالمصحف الامام وكرسيه سادون الجامع وذكر ابن سعيد المغربى أنه كان يتولاه في عهد بنى جهور زمن الطوائف وزير مما يعبر عن أهمية هذا المصحف وظل المصحف الامام محفوظا في موضعه من الجامع في عصر بنى جهور وعصر دولة المرابطين وقد وصفه الادريسى (سنة 560 هـ) الذى انتهى من تأليف كتابة مصنفه المسمى " بنزهة المشتاق " سنة 548 هـ قبل حتى تخضع الاندلس لدولة الموحدين ومن الجدير بالذكر حتى المرابطين اهتموا بهذا المصحف إهتماما كبيرا فقد وضعوا لرعايته ثلاثة رجال من قومة المسجد لاخراجه صباح جميع يوم جمعة وذكر الأدريسى ان هذا المصحف كان مغلفا بغلاف من الجلد قايم اللون بديع الصنعة منقوش بأغرب ماقد يكون من النقش وأدقه وأعجبه.

وكان أمام الجامع يقرأ من المصحف صبيحة جميع يوم نصف حرب ثم يرده الى كرسيه بالمصلى مرة ثانية.

وعندما انضوت الاندلس في فلك دولة الموحدين كان عبد المؤمن بن على أول خلفاء الموحدين يشعر بالقلق الشديد على هذا المصحف الجليل منذ حتى تعرض الجامع القرطبى لعبث القشتاليين وانتهابهم لتفافيح المنار وأوصال المنبر ودفعه حرصه على سلامة هذا المصحف الى حتى يقدم على نقله الى مراكش وتولى مهمة نقل المصحف السيدان أبوسعيد وأبويعقوب ولدا الخليفة في 11 شوال سنة 552 هـ.

وفى هذه المناسبة نظم الوزير أبوزكريا يحيى بن أحمد بن يحيى بن عبد الملك بن طفيل قصيدة منها:

جزى الله عن هذا الأنام خليفة به شربوا ماء الحياة فخلدوا
وحياه ما دامت محاسن ذكره على مدرج الأيام تتلى وتنشد
لمصحف عثمان الشهيد وجمعه بين حتى الحق بالحق يعضد
تحامته أيدى الروم بعد انتسافه وقد كاد لولا سعده يتبدد
فما هوإلا حتى تمرس صارخ بدعوته العليا فصين المبدد

وقد اهتم الموحدونواعتنوا بكسوته فكسوه بصفائح المضى المرصعة باللآلىء النفيسة والأحجار الكريمة من يواقيت وزمرد وجواهر وحشدوا غلافه على تلك الصورة الرا ئعة والصنعة المتميزة عددا كبيرا من الصناع المتقنين والمهرة المتفننين في بلاد المغرب، وكانوا يحملونه على هودج تحمله ناقة حمراء قد كسيت بنفيس الديباج واحيانا جمل أبيض . وعلى الهودج أربع علامات حمر , ويتبعه الخليفة وابنه وراءه ثم يلى ذلك البنود والاعلام والطبول ثم الامراء المدبرون للدولة

واستمر الموحدون يحملون هذا المصحف المكرم معهم في رحلاتهم وتنقلاتهم وأسفارهم الى حتى حمله الخليفة الموحدى المعتضد بالله أبوالحسن على بن المأمون أبى العلاء ادريس حين توجه الى تلمسان على عادة خلفاء الموحدين وكان ذلك في نهاية عام 645 هـ، فقتل على مقربة من تلمسان في آخر صفر سنة 646 هـ فاختل جيش الموحدين وسقط النهب في خزائن السلطان واستولى العرب وغيرهم على معظم المعسكر ونهب المصحف الكريم ولم يدرك منتهبوه مدى القيمة التاريخية والروحية لهذا المصحف فدخلوا به تلمسان وعرضوه من أجل البيع ونودى عليه بسوق الخط بتلمسان بسبعة عشر درهما وضاعت منه أوراق فلمافهم أبويحيى يغمرا سن بن زيان أمير تلمسان من بنى عبد الواد بذلك بارد بانتزاع المصحف المكرم من أيدى منتهبيه وأمر بصيانته والحفاظ عليه وأورثه أبناءه وظل المصحف في حوزتهم حتى 702 هـ.

إلى غير ذلك ظل مصحف عثمان محفوظا في خزائن ملوك تلمسان من بنى عبد الواد حتى قدم أبوالحسن على بن عثمان بن أبى يعقوب المرينى الى تلمسان في أواخر شهر رمضان سنة 737 هـ (1336م) وافتتحها سنة 738 هـ فظفر بهذا المصحف فاهتم به اهتماما خاصا وكان يقدمه أمامه على عادة الموحدين عند خروجه للقتال.

واتفق حتى سقط هذا المصحف غنيمة في أيدى البرتغاليين الذين اشهجروا مع القشتاليين والآرجونيين في مسقطة طريف المعروفة في المصادر المسيحية بمسقطة نهر سلادوفيسبعة جمادى الاولى سنة 741 هـ (1340م) وانتهت بهزيمة نكراء منى بها المرينيون ولم يدخر السلطان المرينى جهدا لاسترداد المصحف فارسل الى البرتغاليين التاجر ابا على الحسن بن جمى من مدينة آزمور ليخلص المصحف بما يطلب فيه من مال ونجح أبوعلى الحسن في مهمته وأعاده الى السلطان أبى الحسن المرينى بفاس في سنة 745 هـ وذكر ابن مرزوق أنه أنفق في إفتداء المصحف آلاف من الدنانير المضىية . إلى غير ذلك أعيد المصحف الأمام الى فاس بعد حتى جرد البرتغليون أغشية ومزقوا ماكان على دفتيه من وشى وأحجار كريمة. واستمر المصحف محفوظا في خزائن المرينيين. وكان ذلك آخر العهد به اذا نبترت أخباره منذ ذلك التاريخ.


حالة الحفظ

انظر أيضا

  • مخطوطة توپ‌قاپی
  • مخطوطات صنعاء

مرئيات

المصادر

  1. ^ Ian MacWilliam (2006-01-05). "Tashkent's hidden Islamic relic". BBC News. Retrieved 2010-05-27.
  2. ^ أبوعبد الله البخارى، سليم البخارى، تقديم فضيله الشيخ أحمد محمد شاكر ,النخة المنقولة عن الطبعة الأميرية، الجزء السادس، ص 230 – الامام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشى، البرهان في علوم القرآن، تحقيق أبوالفضل ابراهيم، القاهرة طبعة 1957، ج1 ص 241 .
  3. ^ الزركشى، المصدر السابق، ص 241 .
  4. ^ أضواء على مصحف عثمان "رضى الله عنه" ورحلته شرقا وغربا، إسلام
  5. ^ نفسه، ص 237، ولمزيد من التفاصيل عن المراد التى دون عليها القرآن زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ص 58، وصبحى الصالح، مباحث في علوم القرآن، الطبعة الثانية، دمشق 1962، ص 67 .
  6. ^ صبحى الصالح , المرجع السابق، ص 61 – 66، وارجع كذلك الى محمدزكى الدين محمد القاسم، مدخل الى معهده القرآن الكريم طبعة وزارة الأوقاف، وسلسلة درسات في الاسلام، القاهرة، العدد 240، ص 38 – 41 .
  7. ^ محمد عبد العزيز مرزوق، المصحف الشريف، دراسة تاريخية وفنية، مطبعة المجمع الفهمى العراقى، بغداد، 197، ص 3.
  8. ^ الطبرى (أبوجعفر محمد بن جرير)، تاريخ الأمم والملوك، طبعة بيروت، مخطة البيان، حوادث سنة 11، 12 هـ وانظر البلاذرى، فتوح البلدان، تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، ج1، القاهرة 1956، ص 111 .
  9. ^ أبوعمروعثمان بن سعيد الدانى، المقنع في رسم مصاحف الانصار، تحقيق محمد صادق القمحاوى، طبعة القاهرة 1978، ص 13 – 14 .كما أورد جميع من السجستانى والزركشى روايتين متشابهتين مع اللرواية التى أوردها الدانى عن تكليف أبى بكر زيد بن ثابت بجمع القرآن. انظر السجستانى (الحافظ أبوبكر عبد الله بن أبى داود سليمان بن الأشعث) كتاب المصاحف، صححه ووقف على طبعه آرثر جفرى، الطبعة الأولى القاهرة، 1936 م – 1355 هـ، حتى ص 7، الزركشى، البرهان، ص 233 .
  10. ^ السيوطى، الاتقان، في علوم القرآن، القاهرة، 1935، ص 58 .
  11. ^ المصدر السابق، ص 58 .
  12. ^ السجستانى، كتاب المصاحف، صخمسة ,ثمانية – الحافظ أبوالخير الدمشقى الشهير بابن الجزرى، النشر في القراءات العشر، تسليم الاستاذ على محمد الضباعن طبعة القاهرة، ج 1، ص 7.
  13. ^ عبد العزيز مرزوق، المصحف الشريف، ص 10، 11 وارجع إلى أرنست كونل، صنعة الخط في الاسلام، مجلة فكر وفن الالمانية، عدد 3، سنة 1964، ص 26 .
  14. ^ السجستانى، كتاب المصاحف، صستة .
  15. ^ (ابن حيان المقتبس من أنباء أهل الاندلس،تحقيق دكتور محمود على مكى بيروت 1973، ص 113)

وصلات خارجية

  • (Tashkent's hidden Islamic relic)
  • (Cities and Sites Visited by Secretary Albright)
  • (Memory of the World Register - Nomination Form - Holy Koran Mushaf of Othman) - From UNESCO
  • Picture of Uthman's Qur'an in situ Blog on British Library website
  • Al-Mushaf Al-Imaam - Complete Manuscript in Electronic Forms at Internet Archive
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:12:45
التصنيفات: مصاحف, الدين في طشقند, تاريخ طشقند, سجل ذاكرة العالم

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

كيف نجح المغرب في الفوز بكأس الصداقة الإفريقية؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:26:09
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

إتاحة إصدار رخصتين تجاريتين للمستثمرين عبر منصة الأعمال السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:26:22
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

"يونيفيل" : نبذل قصارى جهدنا لتهدئة التوترات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:23:40
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

عيد الحب 2024.. لماذا يختفى الحب بعد الزواج؟ وما سبل استعادته مرة أخرى؟

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:23:28
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 36%

الرئيس التركي: مستعدون لنكون ضامنًا لوقف إطلاق النار بغزة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:23:53
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

صحة غزة: ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 28 ألف شخص

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:24:12
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

عائلة مبابى تهدد انتقال نجم باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:23:33
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 36%

جدول ترتيب دورى NILE.. الأهلي الثامن والزمالك الـ 12

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:23:26
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 43%

اقتراح فرنسي لتجنب انفجار جبهة جنوب لبنان - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:26:18
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 52%

صدمة في الساحة الفنية.. رحيل المغني الشعبي عمر الشريف

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:26:04
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 59%

أمانة جدة: إزالة تعديات على حديقة عامة بحي النسيم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:26:15
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 59%

الرئيس التونسي: الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:24:18
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

موسكو: واشنطن ولندن يعملان على جعل غزة تحت سيطرة إسرائيل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:23:46
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

رئيس وزراء مملكة هولندا يصل الرياض - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:26:16
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

الإعلان عن اكتشافات أثرية بموقع جرش جنوب السعودية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:26:14
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

ألمانيا: بناء المستوطنات الإسرائيلية غير قانوني

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:23:35
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 58%

إحباط تهريب 160كيلوجرامًا من القات بجازان السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:26:23
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

غارات إسرائيلية كثيفة على شرق رفح - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:26:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي لأكثر من 397 ألفا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-13 12:24:00
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية