مزرعة الحيوانات

عودة للموسوعة

مغرسة الحيوانات

مغرسة الحيوانات
Animal Farm  
أول طبعة للغلاف
المؤلف جورج أورويل
العنوان الأصلي Animal Farm: A Fairy Story
البلد المملكة المتحدة
اللغة إنجليزية
النوع كلاسيكيات، سخرية، حيوانات تعليمية
الناشر سيكير واربورگ (لندن)
تاريخ النشر 17 أغسطس 1945
نمط الطباعة طباعة (مقوى وورقي)
الصفحات 112 صفحة (إصدار المملكة المتحدة)
ISBN ISBN 0-452-28424-4 (حاليا) ISBN 978-0-452-28424-1
OCLC Number 53163540
ديوي عشري 823/.912 20
LC Classification PR6029.R8 A63 2003b
سبقه The Lion And The Unicorn
Nineteen Eighty-Four

مغرسة الحيوان Animal Farm، هي رواية دِستوبيّة من تأليف جورج أورويل نشرت في إنجلترا يوم 17 أغسطس 1945 وهي إسقاط على الأحداث التي سبقت العهد الاستاليني وخلاله قبل الحرب العالمية الثانية، فقد كان أورويل اشتراكيا ديمُقراطيا وعضوا في حزب العمال المستقلين البريطاني لسنوات وناقدا لجوزيف ستالين ومتشككا في السياسات الاستالينية النابعة من موسكوبعد تجربة له مع المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية (НКВД) في الحرب الأهلية الإسبانية، وهي جهاز الشرطة السرية والعلنية السوفيتي الذي مارس إرهاب الدولة والقمع السياسي في عهد ستالين. وقد وصف أورويل في رسالة إلى إيفون دافيت رواية مغرسة الحيوان بأنها مناهضة لستالين (بالإنجليزية: "contre Stalin").

كان العنوان الأصلي للرواية بالإنجليزية Animal Farm: A fairy story، أي «مغرسة الحيوان: رواية خيالية» قد أغفله الناشر الأمريكي في طبعة 1946، ومن بين جميع الترجمات في أثناء حياة أورويل لم يُستبق العنوان الأصلي سوى في التِّلوغو، وقد اقترح أورويل نفسه للترجمة الفرنسية عنوان Union des républiques socialistes animales، وهوتلاعب على اسم الاتحاد السوفيتي باللغة الفرنسية، والذي يمكن اختصاره إلى URSA التي تعني "دُبٌّ" باللاتينية.

اختارت مجلة تايم الرواية كواحدة من أفضل مئة رواية بالإنجليزية (منذ 1923 حتى تلك السنة، 2005)؛ واتى ترتيبها 31 في قائمة أفضل روايات القرن العشرين التي أعدتها دار النشر Moden Library؛ كما فازت عام 1996 بجائزة هوگوبأثر رجعي كما ضُمِّنت في مجموعة "ذخائر خط العالم الغربي" (بالإنجليزية: Great Books of the Western World) التي تنشرها شركة الموسوعة البريطانية.

يبدوحتى شعار القرن والحافر الموصف في الرواية مبني على المطرقة والمنجل (بالإنجليزية).

في المعسكر الشرقي كانت كلا من روايتا مغرسة الحيوان ومن بعدها رواية 1984 مدرجتين في قائمة الخط المحظورة حتى الإصلاح في ألمانيا الشرقية سنة 1989 ولم تكن قبلها متاحة سوى عبر شبكات سرية (عهدت باسم "ساميزدات"، بالروسية: самиздат).

عام 1947 عُدَّت الطبعة الأوكرانية مثالا مبكرا على الاستخدام النادىئي للرواية، فقد طُبِعَت ووُزِّعَت بين المواطنين السوفيت الأوكرانيين الذين كان كثير منهم مُهَجَّرين بانتهاء الحرب العالمية الثانية.

ملخص الرواية

تطرد حيوانات إحدى المزارع صاحبها وتستولى عليها وتديرها بنفسها. تنجح التجربة تماما، رغم الواقع غير السعيد المتمثل في أنه لابد من حتى يحل إنسان ما محل صاحب المغرسة المخلوع. وتنتقل القيادة آليا تقريبا إلى الخنازير، التى تتمتع بمستوى ذكاء أعلى من بقية الحيوانات. ولسوء الحظ لا يرقى مستوى خلق الحيوانات إلى مستوى ذكائها، ومن هذا الواقع ينبع التطور الرئيسى للسيرة. ويأتى الفصل الأخير بتغير مثير يتضح، بمجرد وقوعه، أنه كان حتميا منذ البداية.


الشخصيات

شخصيات وأحداث الرواية تسخر من الشيوعية، المسماة في الرواية "الحيوانية" (بالإنجليزية: Animalism) والسلطوية وسذاجة البشر.

الخنازير

سلاسلات الخنازير التي صورت عليها الشخصيات قد تكون ذات دلالة.

ميجُر العجوز

ميجر العجوز Old Major، هوصاحب فكرة الثورة الأصلي، لكنه لم يعاصر تطبيقها، وطبقا لبعض التفسيرات فهومبني على شخصية جميع من كارل ماركس مؤسس الماركسية أساس الشيوعية، حيث أنه يصف المجتمع المثالي الذي تمكن للحيوانات إقامته لوأطاحوا بسيطرة البشر؛ وأيضا فلاديمر لينين من حيث حتى جمجمته معروضة بتوقير للزيارة الشعبية كما فُعل بجثمان ليين. إلا أنه طبقا لكريستوفر هِتشِنز إذا شخصيتا لينين وتروتسكي مدمجتان في واحدة يمثلها سنوبول، أونه قد لا يوجد لينين على الإطلاق.

نابليون Napoleon،

هوالشخصية الشريرة الرئيسية في الرواية، وهوطاغية،، وهوقليل الكلام ويصرف شؤونه بعزم، وهومبني على شخصية ستالين، وهويراكم سلطته بالاعتماد على جراء صغيرة أخذها من أهلها ليربيها فتكبر كلابا حراسة شرسة تمثل الشرطة السرية. انفرد بالسلطة بعد إقصاء رفيقه سنوبول واستنادا إلى نادىية مضللة يطلقها سكويلر وكذلك بالإرهاب الذي تمثله الكلاب يضمن خضوع الحيوانات الأخرى. وغير تدريجيا لصالحه الوصايا التي قامت عليها الثورة. وبنهاية المسرحية نجد نابليون ورفاقه الخنازير قد تفهموا المشي منتصبين وأخذوا يصرفون كالبشر الذين كانوا قد ثاروا عليهم.

يلاحظ أنه فصيلة الخنزير التي صور على هيئتها نابليون لم تمثل عليها أي شخصية أخرى.

كما أنه في الطبعة الفرنسية الأولى شُمِّيَ César أي "قيصر" إلا أنه في ترجمات فرنسية أخرى ظل نابليون

سنوبول Snowball،

خصم نابليون والرئيس الأصلي للمغرسة بعد الانقلاب على جونز، ومن الممكن كان إيماء إلى ليون تروتسكي، مع أنه بالنظر إلى رأي أورويل في تروتسكي فقد يحدث إشارة إلى المناشفة، وهويحوز ثقة معظم الحيوانات بأن يقود حصادا ناجحا، إلا حتى نابليون يطرده ن المغرسة بمعاونة كلابه مع حتى سنوبول يعمل لصالح المغرسة والحيوانات ويسعى لتحقيق حلمهم بإقامة يوتوبيا إيجالتاريّة، ثم ينشر شائعات لإظهاره بمظهر الشرير الفاسد الذي كان يخطط لتخريب حلم الحيوانات بتحسين المغرسة. وفي السيرة التي خطها برنارد كرِك عن جورج أورويل فإنه يدفع بأن سنوبول مستلهم من شخصية أندرياس نِن قائد حزب عمال الاتحاد الماركسي الذي كان سقط ضحية التطهير الشيوعي أثناء الحرب الأهلية الإسبانية.

سكويلر Squealer،

عامل قصير بدين يعمل كذرع أيمن لنابليون ووزير نادىيته، وهومستوحى من فياتشسلاف مولوتوف وصحيفة برافدا، وهويُطوِّع اللغة لتبرير وتأصيل وتعظيم جميع أفعال نابليون، وهويمثل الغطاء الإعلامي الذي استخدمه ستالين لتبرير الفظائع التي ارتكبها. حرص أورويل في جميع أعماله على بيان الكيفية التي يُطوِع بها السياسيون اللغة لملاءمة أغراضهم، فسكويلر يعيق المجادلات بتعقيدها وهويربك المتحاورين، وهويدعي حتى الخنازير بحاجة إلى الرفاهيات التي ينالونها قصرا دون غيرهم ليتمكنوا من العمل لصالح الجميع. وعندما تحاصره الأسئلة والاستنكارات فإنه يلوح بخطر عودة اليد جونز، مالك المغرسة المطاح به لتبرير ميزات الخنازير. كما أنه يستخدم الإحصائيات ليقنع الحيوانات بأن نوعية حياتهم تتحسن باضطراد، ولأن معظم الحيوانات لا يذكرون كثيرا مما كانت عليه الحياة قبل الثورة فهم يصدقونه.

مينيمس Minimus،

خنزير شاعر يخط النشيد الوطني الثاني ثم الثالث لمغرسة الحيوان بعد تحريم أغنية "وحوش إنجلترا"، وهويمثل المعجبين بستالين داخل وخارج الاتحاد السوفيتي مثل ماكسيم غوركي.

العُفور

يُلمح إلى أنهم أبناء نابليون مع حتى هذا لم يصرح به في الرواية وهم الجيل الأول من الخنازير المُنشَّئين على فكرة انعدام المساواة بين الحيوانات، كما يمكن حتىقد يكونوا معادلين للجيل الذي نشأ تحت حكم لينين.

الخنازير المتمردون

أربعة خنازير يتذمرون من سيطرة نابليون على المغرسة إلا أنهم سرعان ما يُعدمون، وهم يمثلون الضباط والوزراء الشيوعيين الذين أعدموا في التطهير الكبير في الاتحاد السوفيتي قبل احرب العالمية الثانية. في ذلك التطهير عُذِّب الضباط والوزراء لتنتزع منهم اعترافات كاذبة اتُّخِذَت أدلة ضدهم في المحاكمات. فقد اعترف جميع من الخنازير المتمردون بعلاقتهم بسنوبول المنفي مما استتبع قتلهم بيد الشرطة السرية الكلابية لنابليون. في التظهير الروسي وجهت اتهامات بالتآمر مع الغرب لقتل ستالين وإعادة اقتصاد السوق إلى روسيا، وأقرب الأمثلة إلى الخنازير المتمردين هم نيكولاي بُخارين وألكسي رِكوڤ وجريجوري زينوڤييڤ ولِڤ كَمينيڤ


البشر

السيد جونز Mr. Jones،

المالك السابق للمغرسة الذي يمثل نيقولاي الثاني مَلِكُ روسيا، قيصر المخلوع الذي قابلته صعوبات مالية في الأيام السابقة على ثورة 1917. كما حتى الشخصية إيماءة إلى لويس السادس عشر ملك فرنسا، كما يوجد ما يشير إلى أنه يعادل الأوتوقراطية الرأسمالية الفاشلة التي تعجز عن إدارة المغرسة والعناية بالحبوانات. يُصوَّر جونز على أنه مفرط في استهلك الخمر وتثور الحيوانات عليه بعد حتى يفرط في الشراب فلا يرعاهم ولا يطعمهم.

محاولة جونز وعمال المغرسة استعادتها من الحيوانات تسمى معركة سقيفة البقر


السيد فرِدرك Mr. Frederick،

المالك المسيطر على مغرسة بنشفيلد (بالإنجليزية Pinchfield) وهي مغرسة مجاورة مُعتنى بها على ما ينبغي، وهويمثل أدولف هتلر والحزب النازي عموما، فهويشتري الخشب من الحيوانات لقاء أموال مزيفة ثم يهاجمهم لاحقا مدمرا طاحونتهم إلى أنه ينهزم في معركة الطاحونة التي يمكن حتى تشير إلى معركة موسكوأومعركة ستالينغراد، كما توجد حكايات عن إساءته معاملة حيوانات مغرسته التي يمكن حتى تعادل تعامل الحزب النازي مع المعارضين السياسيين.


السيد پـِلكِنگتُن Mr. Pilkington،

المالك الدمث الماهر لمغرسة فكسوود (بالإنجليزية Foxwood) وهي مغرسة تغشاها الأعشاب البرية كما هوموصوف في الكتاب، وهويمثل العالم الأنجلوسكسوني، أي بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وما يدور في فلكهما، ولعبة الورق في نهاية الرواية إسقاط على مؤتمر طهران الذي امتدح فيه المؤتمرون جميع منهم الآخر وهم يغشون في اللعبة، وهومشهد ساخر لأن الخنازير متحضرة وطيبة مع البشر على عكس جميع ما ناضلوا لأجله. وهوما وقع في مؤتمر طهران حيث تحالف الاتحاد السوفيتي مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهما الدولتان الرأسماليتان اللتان ناضلت ضدهما في بداية الثورة. في نهاية اللعبة يسحب جميع من نابليون وپـِلكِنگتُن آسا ثم يبدآن الشجار والصياح ممثلا لبداية التوتر بين الشرق والغرب.


السيد وِپمر Mr. Whymper،

رجل استأجره نابليون ليقوم بدور العلاقات العامة لمغرسة الحيوان مع مجتمع البشر، وهومبني على نحوفضفاض على شخصيات مفكرين غربيين من أمثال جورج برنارد شو، وخاصة لنكولن ستفنز الذي زار الاتحاد السوفيتي سنة 1919.


الحافريات

الأحصنة والحمير

بُكسر

أحد الشخصيات الرئيسية وهورمز للطبقى العاملة، البروليتاريا، مخلص ومتفان وطيب ومحترم وأقوى حيوانات المغرسة جسما، إلا أنه ساذج وبطيء. جهله وثقته العمياء في قُوَّاده تقوداناه إلى مصرعه ومكسبهم، وبالتدقيق فإن عمله الجسدي الشاق يمثل الحركة الاستاخانوفية، ومقولته "سأعمل بكد أكبر" تستدعي شخصية يورجس رُدكَس في رواية المحرر الأمريكي أبتن سنكلير المعنونة الدغل، ومقولته الثانية "نابليون دوما مصيب" مثال على نجاح بروباغندا سكويلر. كان أخلاق بكسر في العمل محل مديح الخنازير وضربوا به مثالا وقدوة للحيوانات الأخرى ليحتذوا به، لكن عندما أصيب بكسر ولم يعد قادرا على العمل فإن نابليون يرسل به إلى جزار الخيول المريضة ويخدع الحيوانات الأخرى بقوله إذا بكسر قد توفي في سلام في مستشفى وحتى عربة الإسعاف كانت عربة جزار الخيول التي لم يعد طلاؤها.

كلوفر

الفرس رفيقة بُكسر، وهي تساعد بكسر وتعتني به عندما شُق حافره، وتلوم نفسها لنسيانها الوصايا السبع في حين حتى سكويلر كان في الحقيقة قد عدلها لصالح نابليون، وهي عطوفة كما بدا عندما حَمَت صيان البط أثناء خطبة ماجُر، كما أنها انزعجت عندما أعدمت الكلابُ حيواناتٍ، وأجلتها الخيول الثلاثة التي حلت محل بُكسر. وغير كونها الأم فإنها قد تمثل السواد من سكان الإمبراطورية الروسية الذين لم يصدقوا الخطاب الماركسي إلا أنه لم يكن بيدهم ما يعملوه.

مولي

مهرة أنانية ومغرورة تحب وضع الشرائط في معهدتها وأكل مكعبات السكر (التي تمثل الرفاهية) وحتى يدللها البشر ويرعوها، وهي تمثل الطبقة العليا، البرجوازية والنبلاء الذين فرُّوا إلى الغرب بعد الثورة الروسية وتسبدوا على الروس في المهجر، لذا فهي سرعان ما غادرت المغرسة إلى أخرى ولم تذكر سوى مرة بعدها، وهي واحدة من الشخصيات القليلة التي تبقى.

بنيَمين

حمار عجوز حكيم لا يظهر سوى القليل من العواطف وأحد معمري الحيوانات، ويبقى في نهاية الرواية. عادة ما تسأله الحيوانات عن عزوفه عن التعبير إلا أنه دوما يجيب "الحمير تعمر طويلا، ولم ير أحد منكم حمارا ميتا"، كما حتى بنيَمين يمكنه القراءة مثل أي خنزير، إلا أنه قليلا ما يستعرض قدرته تلك. هوصديق مخلص لبكسر وحزن بشدة عندما أخذ بكسر بعيدا. كان بنيَمين يفهم بفساد الخنازير طوال الوقت إلا أنه لم يقل شيئا للحيوانات الآخرين، وهويمثل المُتهكمين في المجتمع. كما يُحتمل أنه سخرية من المثقفين الذين لديهم من الحكمة ما يساعدهم على تجنب التطهير إلا أنهم لا يأخذون أي مواقف، مثل السلميين الذين كره أورويل بمسلكهم. كما يحتمل حتى بنيَمين هوأورويل ذاته، فبنيَمين يمكن رؤيته على أنهم الذين عاشوا أثناء طغيان قيصر وشهدوا عقم، أوعلى الأقل تشككوا، في إمكانية تحقق اليوتوبيا التي يُبشِّر بها البلاشفة ومن بعدهم الحكومة السوفيتية.


حيوانات أخرى

مُرييل

عنزة عجوز حكيمة صديقة جميع حيوانات المغرسة، وهي مثل بنيمين وسنوبول، أحد الحيوانات القلائل في المغرسة الذين يمكنهم القراءة (وإذا كان بصعوبة، إذ عليها حتى تتهجى الحدثة أولا) وتعين كلفر على اكتشاف حتى الوصايا السبع قد جرى التلاعب بها طوال الوقت. ويحتمل أنها تمثل الفئة ذاتها الذي يمثلها بنيمين، إلا أنها تموت قرب نهاية الرواية لتقدم سنها.

الجراء

نسل جسي وبلوبِل رباهم نابليون ليصبحوا حرسه وقد يسيرون إلى حقيقة حتى ستالين أفاد في صعوده في السلطة من تعيينه كأمين عام للحزب الشيوعي على يد لينين سنة 1922، وهوالدور الذي مكنه من إنفاذ إرادته في التعيين والترقية والخسف بحيث يحشد مؤيديه في الحزب، والجراء يمثلون الشرطة السرية أوجهاز المخابرات كي جي بي

موسى الغراب

طير عجوز يأتي من حين لآخر إلى المغرسة بحكايات عن موضع في السماء يسمى جبل السكاكر (بالإنجليزية: Sugarcandy Mountain) وهولا يعمل، وهويمثل القواد الدينيين، وبخاصة الكنيسة الأرثودوكسية الروسية، وهويته الدينية يشير عليها اسمه المستوحى من شخصية الرسول التوراتي وكذلك لونه الأسود، زي رجال الكنيسة؛ أما جبل السكاكر فهوالجنة. كما أنه يمثل راسبوتين بولائه لقيصر، أي السيد جونز. في عهد ما بعد ثورة الحيوانات يُحرَّم الدين، كما أنه لا يستسيغ مساواته بالحيوانات الآخرين لذا فهويغادر المغرسة بعد الثورة، إلا أنه يعود لاحقا ليواصل التبشير بوجود جبل السكاكر. يربك الحيواناتِ سلوكُ نابليون تجاه موسى، فهومن ناحية يرفض انادىءاته على أنها هذيان، إلا أنه يدعه يبقى في المغرسة، فيما يبدوا أنه رفية الخنازير في حتى يبقوا على أمل الحيوانات في حياة أفضل في العالم الآخر، ومن الممكن لإبقائهم مشغولين بجبل السكاكر بدلا من الانشغال بمراقبة الخنازير ومن الممكن التمرد عليهم، وعموما فإن موسى أحد الحيوانات القلائل الذين يتذكرون زمن الثورة، ومعه كلفر وبنيمين والخنازير.


الخراف

يمثلون جموع البروليتاريا الذين يحركهم نابليون بالرغم من خيانته، فهم يظهرون أقل الفهم للأوضاع إلا أنهم يؤيدونه بالرغم من ذلك، وكثيرا ما ينشدون "أربعة أرجل حسن..رجلان سيِّيء" ويعتمد عليهم الخنازير لإخماد أي معارضة بالصياح والتهليل. في نهاية الرواية إحدى الوصايا السيع تُغيَّر بعد حتى تتفهم الخنازير المشي على ساقين، لذا فهم يصيحون "أربعة أرجل حسن..رجلان أحسن.

الجرذان

يمثلون بعض الشعوب البدوية في أقصى شرق جمهوريات الاتحاد السوفيتي، من قزاخ وأوزبك وهجرمان وطاجيك وقرغيز

الدجاج

يمثل الكولاك، فهي تدمر بيضها بدلا من تسلميه إلى السلطات العليا، كما وقع أثناوء التجميع (collectivisation) من تخريب الكولاك آلاتهم واغتال ماشيتهم رفضا لاستيلاء السوفيت عليها.

البقر

يمثلون البلوريتاريا الذين تسرق حليبَهم الخنازير كرفاهية ولا يتشاركونه مع الآخرين.

القطة

يمثل المنافقين الذين يتظاهرون بالالتزام بعقيدة أوأيديولوجيا ما لأغراض ذاتية ومنفعة شخصية، وهوما يظهر وعدها الطيور بأنهم أصبحوا رفاقا وأنهم آمنون في حتى يحطوا على كفِّها.

أصول الرواية

خط جورج أورويل مخطوطة الرواية بين عامي 1943 و1944 بعد تجربة مر بها في الحرب الأهلية الإسبانية وصفها في مؤلفه المعنون Homage to Catalonia الذي نشر عام 1938.

في مقدمة طبعة أوكرانية صدرت عام 1947 لرواية مغرسة الحيوان شرح أُروِل كيف من الممكن أن حتى نجاته من التطهيرات الشيوعية في إسبانيا علّمته "مدى سهولة سيطرة البروباجاندا الشمولية على عقول المستنيرين في البلاد الديموقراطية"؛ وقد حفَّز هذا أورويل على فضح وإدانة ما رآه الإفساد الاستاليني للمبادئ الثورية الاشتراكية. وفي المقدمة ذاتها يصف كيف من الممكن أن ما ألهمه بجعل أحداث السيرة تدور في مغرسة: [...]رأيت فتى صغيرا، من الممكن في العاشرة، يقود عربة حصان على طريق ضيق ويضرب الحصان بالسوط حدثا حاول الدوارن، وقد صدمني أنه لووعت الحيوانات مقدار قوتها فلنقد يكون لنا سلطان عليها، وحتى الإنسان يستغل الحيوانات بذات كيفية استغلال الأغنياء البروليتاريا.


المغزى

لا تعرض الرواية وحسب فساد الثورة على أيادي قادتها بل كذلك إلى كيف من الممكن أن يدمر الانحراف واللامبالاة والجهل والطمع وقصر النظر أي أمل في اليوتوبيا، وتبين الرواية فساد القادة كنقيصة في الثورة (لا يعيب عمل الثورة ذاته)، وتبين كذلك كيف من الممكن أن يمكن للجهل واللامبالاة بالمشكلات في الثورة حتى تؤدي إلى وقوع فظائع إذا لم يتحقق انتنطق سلس إلى حكومة الشعب.

وتعد الرواية مثالا من الأدب التحذيري على الحركات السياسية والاجتماعية التي تطيح بالحكومات والمؤسسات الفاسدة وغير الديمقراطية إلا أنها تؤول إلى الفساد والقهر هي ذاتها بسقوطها في كبوات السلطة وتستخدم أساليب عنيفة ودكتاتورية للاحتفاظ بها، وقد ضربت أمثلة واقعية من المستعمرات الأفريقية السابقة مثل زمباوي وجمهورية الكونغوالديموقراطية التي تولى عليها رؤساء محليون كانوا أكثر فسادا وطغيانا من المستعمرين الأوربيين الذين كانوا قد طردوهم.

مساعي النشر

قابلت أُروِل صعوبات جمة في محاولات طباعة المخطوط، إذ رفضها أربعة ناشرون، وقد نشرت دار نشر Secker and Warburg الطبعة الأولى من الرواية سنة 1945.

أثناء الحرب العالمية الثانية اتضح لجورج أورويل حتى الكتابات المضادة للسوفيتية كانت موضوعا لم يكن أغلب الناشرين ليقربوه، بمن فيهم ناشره المعتاد فكيتور گولانش ذي الميول اليسارية. كما أنه قدم مخطوطة الرواية إلى فابر وفابر حيث رفضها الشاعر ت. س. إليوت الذي كان مدير دار النشر. فقد خط إليوت إلى أورويل ممتدحا "حسن كتابتها" و"أساساتها السليمة"، ومشروحا أنهم لكانوا قبلوا نشرها لوكانوا متقبلين وجهة النظر التي رأوها نازعة إلى التروتسكية، كما نطق إليوت حتى الرؤية لم تكن مقنعة له إذ رأى حتى الخنازير كانوا الأكثر ملاءمة لإدارة المغرسة وحتى المطلوب لإنجاح التجربة من الممكن لم يكن "خنازير شيوعيون" بل "خنازير ذوي حس بالشأن العام"

كما كان ناشرٌ آخر ممن لجأ إليهم أوروِل أثناء الحرب قد قَبِل الرواية مبدئيا ثم رفضها لاحقا بعد حتى حذره مسؤول في وزارة الإرشاد البريطانية من مغبة عمل ذلك، وقد اتضح لاحقا حتى ذلك المسؤول كان جاسوسا سوفيتيا. وقد خط ذلك الناشر إلى أورويل:

لوحتى السيرة كانت تتناول الدكتاتوريِّين والدكتاتوريات على العموم لما كان في نشرها شيء، لكن السيرة تتتبع، على ما يظهر لي، مسار السوفيت الروس ودكتاتوريَّيهم لينين وستالين بحيث لا تنطبق سوى على روسيا وتستثني الدكتاتوريات الأخرى.

وشيء آخر: لكان الأمر أقل منادىة للعداوة لوكانت الطبقة المسيطرة في السيرة غير الخنازير. أرى حتى تصوير الخنازير كطبقة حاكمة سيغضب بلا شك كثيرين، وخصوصا سريعي التأثر، مثل الروس.

حرية الصحافة

كان أورويل قد خط في الأصل للرواية تمهيدا يتذمر فيه من الرقابة الذاتية التي يمارسها الناشرون البريطانيون وكيف من الممكن أن حتى الشعب البريطاني يقمع انتقاد الاتحاد السوفيتي حليفهم في الحرب العالمية الثانية "الخبيث فيما يتعلق بالرقابة الأدبية في إنجلترا أنها تطوعية. [...] فالمواد تمنع من الطباعة، ليس لأن الحكومة تتدخل، بل لاجماع ضمني عام بأنه 'لا يصح' حتى تُذكَرُ تلك الحقيقة". وقد حُجب التمهيد ذاتُه ولم يطبع حتى الآن (يونيو2009) في معظم طبعات الكتاب الإنجليزية ولا الترجمات العربية.

كانت زوجة أورويل، أيلين بلير، قد عملت أثناء الحرب في وزارة الإرشاد في الرقابة عى الصحف.

نشر سِكَر ووربرج الطبعة الأولى من الرواية سنة 1945 بلا مقدمة، إلا أنه كان قد هجر مساحة شاغرة لتقديم في نسخة مراجعة المؤلف المعدة من المخطوطة، إلا أنه لأسباب مجهولة لم يقدَّم أي تمهيد فتوجبت إعادة ترقيم جميع الصفحات في آخر لحظة قبل الطباعة.

بعد ذلك بسنوات، وبالتدقيق في 1972، عثر إيان أنجَس على المخطوطة الأصلية لمنطقة أُروِل المعنونة "The Freedom of the Press" أي "حرية الصحافة"، ونشرها برنارد كرِك بمقدمة من وضعه في ملحق مجلة تايمز الأدبي يوم 15 سبتمبر 1972. كما ظهرت منطقة أورويل في طبعة 1976 الإيطالية من مغرسة الحيوان مع مقدمة أخرى خطها كرِك، وزُعِمَ أنها أول إصدارة من الرواية تحوب مع التمهيد الذي خطه أُروِل.

نقد

يمكن القول حتى مغرسة الحيوان، حكاية خرافية سياسية صريحة - سيرة رمزية واضحة عن الثورة الروسية وصعود الستالينية - تعَدّ فيها الشخصيات رموزا شفافة سواء للأفراد التاريخيين (أولد ماچور/كارل ماركس، سنوبول/القسيس، سكويلر/الداعية الحزبى، الكلاب/الشرطة السرية) فهى ليست شخصيات "حقيقية" أو"كاملة". والحبكة، في خطوطها العريضة الرئيسية على الأقل، ليست نتاج الخيال الإبداعى، بل هى نتاج المجرى العملى للتاريخ الروسى.

وقد خط أوريل نفسه عن مغرسة الحيوانات قائلا أنها كانت أوّل عمل "حاولتُ فيه، بوعى تام بما كنتُ أعمل، حتى أصهر الغاية السياسية والغاية الفنية في كلٍّ واحد"، على أنه من الممكن كان أكثر دقة حتى نقول حتى ما فنى يخدم ما سياسى.

لا نقصد بهذا أىّ تلميح إلى حتى مغرسة الحيوانات تفتقر إلى الأهلية الفنية. على العكس تماما، فهى من نواح عديدة رائعة صغرى. ذلك حتى أسلوب نثر أورويل البسيط بصورة خادعة لكنْ المصقول بصورة رائعة موفق إلى حدّ أقرب إلى الكمال وطيّع على نحوبالغ الروعة لمعالجة الصعوبة الفنية الرئيسية التى ينطوى عليها مشروع مغرسة الحيوانات، وهى صعوبة جَعْل شخصياته قابلة للتصديق كحيوانات وكبشر، أوبالأحرى كحيوانات بسمات بشرية. وكان هذا مشروعا من شأنه حتى يفشل بكل سهولة إما بالوقوع في العاطفية الفجة لرسوم ديزنى المتحركة أوبإحداث تأثير يكاد حتىقد يكون مجرد هراء. والحقيقة أنها لا تقع في هذا أوذاك. فنحن في مغرسة الحيوانات لا نضحك إلا عندما يريد لنا أورويل حتى نعمل، وعندما يحرّض نابليون الكلاب على الخنازير المنشقة وبقية الحيوانات فإننا لا نسخر، إننا نحس بكل رعب محاكمات موسكو. ويتمثل حلّ أورويل للمشكلة في حتى يخبرنا بما فيه الكفاية عن شخصياته وعن صفاتها البدنية المميزة لضمان ألا ننسى أبدا أنها حيوانات، لكنْ ليس إلى حدّ حتى نتخيلها بوضوح يجعل كلامها وإدارتها للمغرسة يبدوان غير معقولين. إنه نوع من السير الوصفى على حبل مشدود ولا يسقط أورويل أبدا عن السلك.

أيضا، تماما كما عثر أورويل في رواية سنة 1984 سلسلة من الصور عبّرتْ عن تجربة الشمولية (الأخ الكبير، الغرفة 101، الجريمة الفكرية، إلخ) وانتقلت بالتالى إلى الثقافة العامة، هناك في رواية مغرسة الحيوانات لحظات ذات قوة هائلة مثل التعديل النهائى للوصايا السبع ونصه: "كافة الحيوانات متساوية لكن بعض الحيوانات متساوية أكثر من غيرها"، والمشهد الختامى عندما: "نقلت المخلوقات في الخارج نظرها من الخنزير إلى الإنسان، ومن الإنسان إلى الخنزير، ومن الخنزير إلى الإنسان مرة أخرى، غير أنه كان من المحال عندئذ فهم هذا من ذاك". وتنطبع هاتان اللحظتان على الذاكرة بحيث لا يمكن محوهما إذ تغلفان بتهكم رائع خيانة الآمال الثورية والازدواج الساخر ليس فقط للستالينية، بل للحكام والمستغلين من كافة الأنماط.

مع ذلك تظل حقيقة حتى الأهمية السياسية لمغرسة الحيوانات تفوق بكثير - وبمعنى ما لا تتناسب إطلاقا مع أهميتها الفنية. وفى سياق تاريخ الرواية يقف أورويل في الواقع كشخصية محدودة من الدرجة الثانية: إنه صاحب أسلوب نثرى جيد لكنه محدود في المجال الانفعالى وفى قدرته على إبداع شخصيات حية ذات ثلاثة أبعاد. ويتمثل أحد مسببات النجاح الفنى لمغرسة الحيوانات في أنها لا بحاجة إلى هذه الصفات. على أنه من الناحية السياسية، من الممكن كانت مغرسة الحيوانات بترة النادىبة الأدبية الأكثر شعبية ونفوذا التى تم إنتاجها في اللغة الإنجليزية، وربما في أية لغة، في هذا القرن. ومجرد حجم نجاح هذا الكتاب مذهل. وحسب طبعة 1987 التى أعتمد عليها الآن، طبعت هذه الرواية عددا مذهلا من المرات، 57 مرة، منها ثلاث مرات في سنة واحدة، وهى، كما يفهم الجميع، الرواية المفضلة لدى المدرّسين والممتحنين، حيث تظهر في الواقع في جميع مقررات GCSE, CSE, O. والمنافس الوحيد لمغرسة الحيوانات في هذا الصدد رواية سنة 1984 ويبدومن المرجح تماما حتى الناس فهموا ما يعهدون عن الثورة الروسية من هنا أكثر بكثير مما من أىّ مصدر آخر. ولا جدال في حتى نسبة الناس الذين قرأوا مغرسة الحيوانات إلى أولئك الذين قرأوا تروتسكى، أودويتشر، أوكار، أوكليف، أوأىّ تقييم جاد آخر لابد حتى تكون نسبة فلكية.

من ناحية أخرى، إذا كان حجم نجاح الكتاب مدهشا فإن السبب وراء ذلك ليس ملغزا. وهويتمثل، بطبيعة الحال، في واقع أنه يجرى التفكير بصفة عامة في مغرسة الحيوانات على أنها عرض سهل درامى ومؤثر للغاية للحجج الرئيسية ضد الاشتراكية والثورة، أىْ تلك القائلة حتى الاشتراكية لا يمكن حتى تنجح وأن كافة الثورات تنتهى إلى الاستبداد. هذا إذن مبرر مناقشة مغرسة الحيوانات ومبرر حتى تتعلق المناقشة في المقام الأول بالسياسة. ذلك حتى الأفكار السياسية لمغرسة الحيوانات صارت جزءًا من ثقافتنا ومن وعينا. وهى تلعب دورا، دورا كبيرا، في المناظرة الدائرة التى ينهمك فيها كافة الاشتراكيين. وهذا هوالسبب في حتى هذه الأفكار تقتضى التحليل واللقاءة.

ولا مناص من حتى يبدأ التحليل بمشكلة. وتتمثل المشكلة في حتى مغرسة الحيوانات كتاب "يمينى" بقلم محرر "يسارى". ومؤهلات أورويل اليسارية (اليسارية، وليس الماركسية) كبيرة: إنها مؤلف هجوم قوى على الامبريالية (أيام بورما Burmese Days)، واستقصاءٍ متعاطف لحياة الفقراء والأكثر فقرا (المسحوقون في باريس ولندن Down and Out in Paris and London)، واتهام لأوضاع العاطلين عن العمل والطبقة العاملة أثناء الكساد الكبير (الطريق إلى ويجان پير The Road to Wigan Pier) وفى المقام الأول، تحية لكاتالونيا Homage to Catalonia)، الاحتفاء اللاستالينى الرائع بالثورة الأسبانية. كما أنه الشخص الذى توجه بالعمل إلى أسبانيا وقاتل مع ميليشا الحزب العمالى للتوحيد الماركسى POUM. كيف من الممكن أن إذن وصل "رجل اليسار" هذا بكراهيته المخلصة بجلاء للاستغلال والاضطهاد إلى حدّ حتى يؤلف كتابا كان مفيدا إلى هذا الحد لليمين؟

هناك ثلاثة حلول ممكنة لهذه المشكلة: أوّلا، حتى أورويل في الفترة التى خط فيها مغرسة الحيوانات في 1943-1944 كان لم يعد يساريا؛ أنه بين 1937 و1943 تحولت وجهات نظر أورويل بصورة إشارة نحواليمين - وباختصار، أنه كان قد باع نفسه وصار محاربا عن وعى وسابقا للأوان في الحرب الباردة.

ثانيا، يُزعم حتى مغرسة الحيوانات ليست كتابا يمينيا؛ والواقع أنها نقد يسارى للستالينية استخدمته وشوهته الطبقة الحاكمة والنظام التعليمى.

ثالثا، ينطق حتى مغرسة الحيوانات كتاب يمينى رغم نوايا أورويل وأنه يمكن تفسير هذا الانفصال بين النية والنص بتناقضات في آراء المؤلف السياسية هى أيضا ماثلة وإشارة في النص.

والحل الأول حجة بيوجرافية ويمكن رفضها على أسس بيوجرافية. وسليم أنه بين "تحية لكاتالونيا" ومغرسة الحيوانات كان هناك تحول ذوشأن صوب اليمين. كان أورويل قد عاد من أسبانيا اشتراكيا متحمسا وملتزما - وحتى ثوريا - وكان يعتزم حتى وقت متأخر مثل فبراير 1939 حتى يعارض الحرب القادمة على أسس أممية. بل إنه فكر في تشكيل منظمة سرية للقيام "بالأنشطة السرية ضد الحرب". غير حتى اقتران معاهدة هتلر-ستالين باندلاع الحرب حوّله إلى وطنى أو، بدقة أكثر، كشف وطنيته الكامنة، وكان هذا يعنى حتما نقلة من الثورة إلى الإصلاح. على حتى هذه النقلة إلى اليمين لم تمضى بعيدا إلى حدّ حَمْل أورويل إلى معسكر الرجعية. ومن الناحية الذاتية، ظل أورويل اشتراكيا، ونصيرًا لحزب العمال، ويساريا. وفى 1943، السنة التى بدأ فيها كتابة مغرسة الحيوانات، شرع في كتابة عمود أسبوعى لتريبيون استمرّ أربع سنوات.

كما ينبغى حتى نتذكر حتى الظروف السياسية في فترة 1943-1944 تستبعد احتمال حتى تكون مغرسة الحيوانات قد خطت لأسباب انتهازية. ذلك حتى بريطانيا وروسيا كانتا حليفتين وكانت روسيا في ذروة شعبيتها. ولهذا فإن كتابا انتقاديا بذلك القدر من الوضوح للنظام السوڤييتى إنما كان يسبح ضد التيار إلى أبعد حد - وهذه حقيقة تؤكدها الصعوبة التى قابلها أورويل في الحصول على ناشر. ولهذا فإن ما يظهر جليا هوحتى المقصود بمغرسة الحيوانات كان شنّ هجوم على الستالينية من مسقط ضمن نطاق اليسار (وهذا يختلف عن شنّ هجوم على الستالينية من اليمين).

وأكد أورويل نفسه في 1946 ما يلى: كلّ سطر في عمل جاد خطته منذ 1936 خط، بصورة مباشرة أوغير مباشرة، ضد الشمولية وفى سبيل الاشتراكية ذات الطابع الديمقراطى كما أفهمها. وما دمنا مدركين للظلال السياسية الدقيقة لمفهوم "الاشتراكية ذات الطابع الديمقراطى" (وهذه التسمية سيدّعيها روى هاترسلى لنفسه) يظهر أنه لنقد يكون هناك أىّ مبرر للشك في هذا كبيان أمين عن النية. وأغلب الظن حتى الكيفية التى استخدمت بها مغرسة الحيوانات كانت ستثير غضب أورويل، تماما كما أحس في 1949 بأنه مضطر إلى إصدار بيان في أمريكا ينكر فيه حتى رواية سنة 1984 كانت هجوما على الاشتراكية أوحزب العمال البريطانى.

على حتى النية لا تتطابق بالضرورة، لا في السياسة ولا في الأدب، مع النتيجة أوالإنجاز. وبالتالى فإن رفض الحل الأول، المتمثل في القول بأن أورويل كان رجعيا عن وعى، لا يعنى قبول الحل الثانى، المتمثل في القول بأن مغرسة الحيوانات كتاب يسارى شوّه النظام السائد حقيقته. والواقع حتى فكرة أنه يمكن إنقاذ مغرسة الحيوانات وإنتاج أورويل ككل من اليمين وتأكيد انتماء هذا الإنتاج بمعنى ما للتراث الاشتراكى فكرة شائعة في صفوف اليسار. وأعتقد حتى لهذه الفكرة جاذبية خاصة لدى أولئك الاشتراكيين الذين كان كتاب تحية لكاتالونيا بالنسبة لهم قراءة أسهمت في تشكيل فكرهم والذين يميلون بالتالى إلى قراءة بقية إنتاج أورويل في ضوء ذلك الكتاب، ناظرين إلى مغرسة الحيوانات على أنها وصف تروتسكى بمعنى واسع لصعود الستالينية. لسوء الحظ ينبغى رفض هذا التفسير بدوره أوّلا لأن هذه القراءة ليست، من واقع تجربتى كمدرّس، القراءة "الطبيعية" لهذا الكتاب، أىْ أنها لا تمثل التفسير الذى يتوصل إليه القارئ الوسطى عند القراءة الأولى. على العكس تماما، تعتبر الأغلبية الواسعة من القراء الطلبة الذين التقيت بهم لمغرسة الحيوانات هذه الرواية نقدا للاشتراكية والثورة. ثانيا، كما سأحاول حتى أبيّن في مجرى دفاعى عن الحل الثالث، ليس هذا بتفسير يمكن إثباته على أساس التحليل التفصيلى للنص.

ويفترض الحل الثالث وجود تناقض بين النية والنص ضمن نطاق النص، وينبع من تناقض في الآراء السياسية لأورويل. ويتمثل جذر هذا التناقض في واقع حتى أورويل يمزج بين إدانة أخلاقية للرأسمالية ورفض للماركسية وتشاؤم عميق إزاء الطبقة العاملة بوصفها القوة المحققة للاشتراكية. وحيثما تعلق الأمر بمسألة الميل السياسى الشخصى لأورويل فإن العنصر الأخلاقى في هذا المزيج يحتفظ به من الناحية الذاتية ضمن دائرة اليسار، غير أنه عندما يجرى تقديم هذا المزيج على أنه تحليل تاريخى (وإنْ في صورة رمزية) فإن التأثير الموضوعى يغدويمينيا غالبا - فهويؤيد في نهاية المطاف وجهة النظر القائلة بأن الاشتراكية محالة.

وأنا أقول "غالبا" و"فى نهاية المطاف" لأن هناك بلا جدال عناصر يسارية في مغرسة الحيوانات. ومن الأهمية بمكان حتى نتعهد على هذه العناصر ونحددها، جزئيا لأن تبنى اليمين للكتاب أدى إلى إهمال هذه العناصر في كثير من الأحيان وجزئيا لكى نفهم كيف من الممكن أن ولماذا يجرى طمسها في التأثير الكلىّ.

والعنصر اليسارى الأكثر أهمية هوالشجب الذى يفيض حماسا لأولد ماچور في الفصل الافتتاحى للاستغلال والاضطهاد الوحشيّيْن للحيوانات في ظل حكم الإنسان. والمقصود بهذا حتىقد يكون مماثلا لنقد ماركس للرأسمالية ولاستغلال البرچوازية للطبقة العاملة. وتتمثل النقطة الأساسية في حتى أورويل يوافق بكل وضوح على هذا النقد ويدعوالقارئ إلى التطابق معه. "حياة الحيوان بؤس وعبودية: تلك هى الحقيقة الخالصة... لما إذن نستمر في هذا الوضع البائس،يا ترى؟ لأن جميع نتاج عملنا تقريبا يسرقه منا البشر"، هذا ما يقوله أولد ماچور، ويوافق أورويل بوضوح. ويجرى تصوير عصيان الحيوانات، أىْ الثورة العمالية، والدفاع عن ثورتها في معركة حظيرة البقر، على أنهما مبرّران تماما وتطلعاتها إلى الازدهار والسلام والأخوّة والمساواة على أنها نبيلة ومرغوبة. ويتمثل اتهام أورويل للنظام الذى أسسه نابليون والخنازير في أنه لا يمكن تمييزه من حيث طغيانه واضطهاديته عن حكم الإنسان بوجه عام ومستر چونز بوجه خاص. وفى جميع موضع في الكتاب لا يظهر أىّ إنسان (أىْ برچوازى) إلا كمستغلّ.

وتشتمل مغرسة الحيوانات أيضا على قليل من السخرية البارعة حول دور الدين في شخصية موسى، الغراب المدجّن، وهو"جاسوس ونمام" لكنْ أيضا متحدث بارع يحدّث الحيوانات عن "جبل سكر النبات" الذى يُعتقد حتى كافة الحيوانات ستمضى إليه عندما تموت. ويُطرد موسى في سياق العصيان غير أنه يُسمح له بالعودة من جانب الخنازير التى تستخدمه لنفس الأغراض التى كان يستخدمه مستر چونز من أجلها، وترتدّ حيوانات كثيرة إلى إيمانها بقصصه عن جبل سكر النبات. "كانت حياتها، فيما فكرت، حياة جوع وكدح؛ أليس صوابا وعدلا حتى يوجد عالم أفضل في مكان ما آخر؟". ومن الجلى حتى أورويل يستفيد هنا من طبعة مبسطة من التحليل الماركسى للدين.

يتمثل ملمح آخر، نقدى وهدّام، من ملامح مغرسة الحيوانات في الكيفية التى تتناول بها تبرير الخنازير لامتيازاتها. ويأتى أول خرق لمبدأ مساواة الحيوانات عندما تطالب الخنازير لنفسها، بعد العصيان مباشرة، باللبن والتفاح:

أوفد سكويلر ليقدم الإيضاحات الضرورية لبقية الحيوانات "أيها الرفاق"، صاح، "أنتم لا تتصورون، فيما آمل، أننا نحن الخنازير نعمل هذا بدافع الأنانية والامتياز،يا ترى؟ فكثيرون منا يكرهون اللبن والتفاح في الواقع، وأنا نفسى أكرههما. إذا هدفنا الوحيد من أخذ هذين الشيئين هوالمحافظة على صحتنا. اللبن والتفاح (وهذا أثبته الفهم، أيها الرفاق) يحتويان على مواد ضرورية تماما لعافية الخنزير. فنحن الخنازير عاملون ذهنيون. ويتوقف علينا تام إدارة وتنظيم هذه المغرسة. فنحن نعتنى ليلا ونهارا برفاهيتكم. وإنما من أجلكم أنتم نشرب ذلك اللبن ونأكل ذلك التفاح.

هنا يقدم أورويل حجة سكويلر كمجرد نفاق مصلحىّ بارع، لكنه إذ يعمل هذا يكشف ليس فقط التبرير الستالينى لفتح محلات خاصة لأعضاء الحزب وما إلى ذلك، بل كذلك أيضا إحدى الحجج الرئيسية التى تستخدمها برچوازيتنا نحن لتبرير امتيازاتها. وإذا كان غير سليم حتى "العاملين الذهنيين" يحقّ لهم أخلاقيا أكثر مما يحقّ للعاملين اليدويين فكيف يمكن إذن تبرير حتى يكسب المحامون أكثر من الزبالين أوالمديرون أكثر من عمال المناجم؟

ولهذا فمن المعقول حتى نوضح للمعجبين البرچوازيين بمغرسة الحيوانات أنها تصور نظامهم على أنه استغلال لا يرحم، وطبقتهم على أنهم طغاة قاسون وغير أكفاء، ودينهم على أنه خداع، وأيديولوچيتهم على أنها احتيال. غير أننا سنخدع أنفسنا إذا نحن لم ندرك أيضا حتى تأثيرات هذا النقد الاجتماعى الحاد حقا يفوقها ويبطلها واقع حتى الكتاب يشكك في الاشتراكية وفى الواقع في أية محاولة تستهدف التحويل الجذرى لهذه الأحوال التعيسة. والواقع حتى تحليل كيف من الممكن أن على وجه التحديد تعمل مغرسة الحيوانات هذا هوالذى يكشف بعمق محتواها الرجعى.

هناك في المقام الأول واقع حتى السيرة الرمزية تعمل على مستوييْن. فمن ناحية يمثل عدد من الشخصيات والأحداث في السيرة أشخاصا عمليين وأحداثا عملية من التاريخ الروسى، وعلى سبيل المثال يمثل سنوبول تروتسكى، وتمثل مناظرة ويندميل (طاحونة الهواء) مناظرة التصنيع في العشرينات، وصفقة نابليون مع فريدريك هى معاهدة هتلر-ستالين إلى غير ذلك. ومن ناحية أخرى فإن بعض الشخصيات والأحداث تعدّ رمزية بمعنى أوسع. إلى غير ذلك يمثل مستر چونز البرچوازية، أومن الممكن الطبقة الحاكمة بوجه عام، أكثر من القيصر في حد ذاته؛ ويمثل الحصان بوكسر "العامل العادى المعقول الحال" بوجه عام أكثر مما يمثل بوجه خاص الطبقة العاملة الروسية؛ وتمثل الفرس كلوڤر والفرس موللى والنعجة أنماطا اجتماعية محددة ( أوما يتصوره أورويل أنماطا اجتماعية محددة) وليست بحال روسية على وجه الخصوص. وعلى هذا النحوتعدّ مغرسة الحيوانات في آن معا سيرة رمزية للثورة الروسية وللثورة بوجه عام. وهى توحى، وهذا الإيحاء مصبوب في صميم بنية الكتاب، بأن مصير الثورة الروسية هوالمصير الحتمى لكافة الثورات في الماضى والمستقبل. وهذه الفكرة يجرى تعزيزها إلى مدى أبعد عن طريق تحديد مكان السيرة بصورة محددة تماما بإنجلترا، الأمر الذى يحمل مباشرة رسالة مؤداها حتى أية ثورة في إنجلترا محكوم عليها بأن تنتهى بنفس الطريقة.

كما تعدّ بالغة الدلالة في توصيل نفس الفكرة تلك النقاط التى تبتعد عندها سيرة مغرسة الحيوانات بصورة إشارة عن التاريخ العملى. وقد يظهر هذا خطا غير معقول للجدال من حيث حتى حكايات حيوانات من 120 صفحة لا يمكنها بكل وضوح حتى تنسخ بأى قدر كبير من الدقة كلّ تعقيد الثورة الروسية وتدهورها. غير حتى أحد أبرز ملامح مغرسة الحيوانات وأحد إنجازاتها التى لا تنكر يتمثل على وجه التحديد في مدى الدقة التى توفق بها في اقتفاء أثر الأحداث الحقيقية وفى مدى كثر ما تحشد منها: ليس فقط الثورة، ونفى تروتسكى والافتراء عليه، والتطهيرات، بل أيضا المناظرة حول الاشتراكية في بلد واحد، والمقاومة الفلاحية للتجميع الزراعى (عصيان الدجاج)، واستراتيچية الجبهة المتحدة (تغيير الحمام للشعار من "الموت للبشرية" إلى "الموت لفريدريك") وكثير من التفاصيل الأخرى الثانوية نسبيا. وهناك بطبيعة الحال الكثير من التبسيط غير حتى الأمر لا يتجاوز ذلك غالبا - التبسيط وليس التشويه. وإنما في هذا السياق يغدوتبديلان جوهريان، أوتزييفان إذا جاز القول، للسجلّ من الأهمية بمكان.

ويتعلق التزييف الأكثر صراحة منهما بشخصية نابليون. ومن الجلى حتى نابليون يمثل ستالين، تماما كما يمثل أولد ماچور ماركس وسنوبول تروتسكى. فمن إذن يمثل لينين،يا ترى؟ وحيث حتى أورويل يصور العصيان على أنه بقيادة خنزيريْن، نابليون وسنوبول، فإن المرء يجد نفسه مرغما على استنتاج حتى نابليون يمثل لينين أيضا. وبهذا فإن شخصىْ لينين وستالين يندمجان في مغرسة الحيوانات في شخصية واحدة. وهذا أمر له مغزاه الأيديولوچى الهائل. والواقع حتى الأرثوذكسيتيْن السائدتيْن في الغرب والشرق كانتا تلحان دائما، جميع منهما لأسبابها الخاصة، على الاستمرارية بين اللينينية والستالينية: الأولى لتشويه الماركسة والثورة بوصفها المقدمة الحتمية للاستبداد، والأخيرة لتدعى لنفسها ميراث ذلك الثورى العظيم. وسواء عن قصد أودون قصد فإن إورويل، عن طريق دمج لينين وستالين، يوافق بصورة لا يمكن تفاديها على النظرة الغربية السائدة.

هناك عدد من التفاسير للينينية تقود إلى أطروحة الستالينية. كان لينين في أحدها ومنذ البداية شخصية شمولية عاقدة العزم على السلطة الشخصية المطلقة؛ وفى آخر يغدوالمفهوم اللينينى عن الحزب المصدر الأصلى للشرّ الشمولى؛ وفى ثالث يغدومشروع الثورة ذاته الخطيئة الأصلية ويغدولينين وستالين مجرد مرحلتين مختلفتين من مراحل المنطق المحتوم للثورة. غير حتى الدلالات والاستنتاجات رجعية بعمق في كافة الأحوال. ولوحتى مغرسة الحيوانات اشتملت على شخصية مستقلة للينين ما كان لهذا حتى يحلّ المسألة (ليس أكثر بحال مما عمل في الحياة العملية) على أنه كان يمكن حتى يسمح على الأقل ببحث الاستمرارية داخل نطاق النص. والواقع حتى اندماج لينين وستالين في نابليون يحول دون هذه الإمكانية ويُقوّى إلى حد بعيد الانطباع الخاص بتدهور سلس ولا يمكن تفاديه نحوالديكتاتورية.

ويتعلق التشويه التاريخى الخطير الثانى بالسنوات التالية مباشرة للثورة وبوجه خاص بالحرب الأهلية في الفترة من 1918 إلى 1921. في الواقع كانت هذه فترة من المعاناة الهائلة والمفزعة في حياة الشعب الروسى. لقد عانى الاقتصاد انهيار كليًّا تقريبا، هبط الإنتاج الصناعى إلى جزء ضئيل جدا من مستواه السابق للثورة، وتفسخ نظام النقل، واجتاحت المجاعة والأمراض المدن، وهبطت بشدة أعداد سكان بتروجراد وموسكو، قلب الثورة. وكان البيض على قيد شعرة من سحق الدولة العمالية الفتية ومن أجل هزيمتهم كان على النظام حتى يخضع جميع شيء في الواقع لاحتياجات الجيش، بما في ذلك التضحية بجانب كبير من القسم الأكثر وعيا سياسيا من الطبقة العاملة. وتوترت العلاقات بين المدينة والريف إلى نقطة الانهيار وإلى أبعد من ذلك بسبب الحاجة إلى مصادرة الغلال. وكان النظام البلشفى مرغما، أكرر مرغما، كمسألة حياة أوموت، على اللجوء إلى تدابير قاسية واستبدادية.

ولهذا كانت هذه الفترة هى التى أرسيتْ فيها الأسس المادية للبيروقراطية الستالينية. ولم يجر فقط إرساء السوابق الاستبدادية (الاحتكار السياسى البلشفى، حظر التكتلات، وما إلى ذلك)، وهوما سيستخدمه ستالين بعد ذلك لأغراضه الخاصة، بل إذا الذات الفعالة والقوة المحركة للثورة - البروليتاريا الصناعية - تحطمت. و"مقتلعة من وضعها الطبقى الخاص"، كما عبر لينين في ذلك الحين، بالحرب والانهيار الاقتصادى، كفتْ الطبقة العاملة عن الوجود كجماعة يمكنها حتى تحكم أوتوجّه أولئك الذين حكموا باسمها. وكان هذا ما استهلّ تحوُّل مسئولى الدولة والحزب إلى بيروقراطية ذات امتيازات تعمل على تحقيق مصالحها الخاصة. وإنما على هذه الخلفية واستجابة لهذا الموقف تطور الصراع بين ستالين وتروتسكى في العشرينات، حيث كان جميع زعيم وكل انقسام يعكس ويمثل قوى اجتماعية متباينة. كان ستالين رأس حربة لاندفاع البيروقراطية لتخليص نفسها من أىّ اعتماد على الطبقة العاملة وتوطيد نفسها كطبقة حاكمة لحسابها الخاص. وكان تروتسكى يقود المقاومة المستميتة لذلك القسم من الطبقة العاملة والحزب البلشفى والذى ظل مخلصا للأهداف الأصلية للثورة. وكان الفوز من نصيب ستالين ليس بسبب تفوقه الشخصى بل لأن القوة الاجتماعية التى كان يؤيدها كانت في تلك الفترة من الزمن أقوى وأكثر تلاحما من الطبقة العاملة.

غير حتى هذه الفترة الحرجة يجرى تصويرها في مغرسة الحيوانات في ضوء مختلف تماما. فالمصاعب الكارثية للسنوات الباكرة ومشاقها تختفى بلا أثر.

كم كدحتْ الحيوانات وعرقتْ لحصد قشّ العلف! غير حتى جهودها كوفئت، ذلك حتى الحصاد كان نجاحا أكبر حتى مما كانت تأمل... علاوة على ذلك، كان ذلك أضخم حصاد شهدته المغرسة على الإطلاق... وطوال ذلك الصيف كان عمل المغرسة منتظما كالساعة. وكانت الحيوانات سعيدة كما لم تتصور قط أنه يمكنها حتى تكون سعيدة... فمع التخلص من البشر الطفيليين العاطلين عن العمل، كان هناك المزيد لكل حيوان ليأكل. وكان هناك أيضا المزيد من وقت الفراغ.

كذلك يتلاشى دمار الحرب الأهلية. وتعدّ معركة حظيرة البقر، التى تتطابق مع الحرب الأهلية، فوزا سهلا جدا للحيوانات ولا تستغرق سوى خمس دقائق. والإصابات الوحيدة التى مُنى بها كلا الجانبين لا تزيد عن صبى إسطبل أصيب بارتجاج في المخ ونعجة واحدة قتيل. ولا يتعطل عمل المغرسة على الإطلاق.

ومغزى هذا التشويه هوتجريد صعود حكم الخنازير/الستالينية من أىّ جذر أوسبب مادى. فهويهبط بالصراع بين نابليون/ستالين وسنوبول/تروتسكى إلى مستوى محض تنافس شخصى بين فردين لهما مزاجان متضاربان. وحتى المسألة الرئيسية المتعلقة بالثورة في بلد واحد، والتى مُنحتْ أهمية أقل من مناظرة ويندميل/التصنيع، تم تناولها على أنها قلب للمنطق لا غير، أىْ حجة أنه لا فرق بين الأمرين بلا أى تأثير ذى شأن على مصير المغرسة/الثورة.

كالعادة، كان سنوبول ونابليون على خلاف. فوفقا لنابليون، كان ما ينبغى حتى تعمله الحيوانات هوالحصول على أسلحة نارية وتدريب نفسها على استعمالها. ووفقا لسنوبول، كان على الحيوانات إرسال المزيد والمزيد من الحمام للتحريض على العصيان في صفوف الحيوانات في المزارع الأخرى. كان أحدهما يحاول إثبات أنه إذا عجزت الحيوانات عن الدفاع عن نفسها فسيكون محكوما عليها بالهزيمة، وكان الآخر يحاول حتى يثبت أنه إذا سقطت عصيانات في جميع مكان فلن تكون الحيوانات بحاجة إلى الدفاع عن نفسها.

ويقود إغفال الشروط المادية لتدهور الثورة إلى ما يُعَدّ السمة الأشدّ رجعية لمغرسة الحيوانات، أىْ التفسير القاطع الذى تقدمه لفشل العصيان في تحقيق أهدافه. وهذا التفسير صيغ بصفة كاملة في إطار التعارض بين الغايات الثورية "الطوباوية" المتمثلة في المساواة والحرية والديمقراطية، وبين الخصائص الفطرية الثابتة لدى مختلف الحيوانات.

إلى غير ذلك فإن جشع الخنازير وتلهُّفهم على السلطة يبدآن من ذات اللحظة التى يُطاح فيها بچونز وينطبقان على كافة الخنازير بلا استثناء. ويلحّ أورويل إلحاحا خاصا على الإشارة إلى أنه فيما يتعلق بالاستيلاء على اللبن والتفاح، "كانت كافة الخنازير متفقة تماما... حتى سنوبول" كما حتى تلك المقاومة الموجهة لصعود نابليون، أوّلا من جانب سنوبول ثم من جانب خنازير التسمين الأربعة الصغيرة، التى تحتج على إلغاء اجتماعات يوم الأحد، ليست موجهة على الإطلاق إلى حكم الخنازير أوامتياز الخنازير في حدّ ذاته. ولا يجرى تقديم أية مسببات لهذا الفساد الإجماعى للخنازير. ويجرى تقديم هذا الفساد على أنه أوتوماتيكى بكل بساطة - على أنه التعبير الحتمى عن الطبيعة الخنزيرية.

وأساس سيادة الخنازير هو، بطبيعة الحال، ذكاؤها المتفوق. ويجرى تقديم هذا، شأنه شأن جشعها، على أنه موهوب وفطرى. "سقط العمل المتصل بتعليم وتنظيم الحيوانات الأخرى، بطبيعة الحال، على عاتق الخنازير التى كان معترفا بها بوجه عام على أنها أذكى الحيوانات". كما حتى الدور القيادى لنابليون وسنوبول "طبيعى" في منشئه. "وتفوّق بين الخنازير خنزيران بريان ذكران فتيّان اسمهما سنوبول ونابليون... وكانت كافة الخنازير الذكور الأخرى في المغرسة خنازير تسمين". وماذا عن إناث الخنازير،يا ترى؟ حسنا، إنها "بطبيعة الحال" لا تستحق الذكر!

ولا يفوّت أورويل أىّ مناسبة لتعزيز نفس هذه الرسالة. وفى أول اقتراع حول ما إذا كانت الفئران رفاقا "لم يكن هناك سوى أربعة أصوات معارضة، الكلاب الثلاثة والقطة". وتتصرف الأغنام من البداية إلى النهاية "كأغنام" ليس إلا، ومُوللى "الفرس البيضاء الجميلة الحمقاء" التى توجه "أغبى الأسئلة"، لا تكون إلا مخلصة "لطبيعتها" عندما تخرج على الإنسان في سبيل السكر والأشرطة. والحقيقة أنه لا حيوان في مغرسة الحيوانات يتعرض لأىّ تطور أوقد يكون قادرا على الإفلات من سجن وقدَر الطابع الموروث.

وهذه نظرة محافظة بعمق وتبرز دلالاتها اليمينية إلى الصدارة إلى أقصى حد عندما نطرح سؤال، ما الذى يمكن نابليون من اغتصاب السلطة، وكيف يفلت من العقاب،يا ترى؟ وإجابة مغرسة الحيوانات، إجابة أورويل، هى بصفة أساسية حتى ذلك يتمثل في غباء الحيوانات الأخرى. ويجرى التشديد على هذا الغباء في جميع موضع في الكتاب. وفى الأيام الأولى "البطولية" للعصيان يجرى اتخاذ كافة القرارات من جانب المجلس أو"الاجتماع" العام (الموازى تقريبا للسوڤييتات) غير حتى الديمقراطية مصابة بالاختلال بصورة قاتلة بسبب افتقار الحيوانات إلى الذكاء. "كانت الخنازير هى التى تقدم القرارات دائما. وفهمت الحيوانات الأخرى كيف من الممكن أن تقترع، لكنها لم تستطع قط حتى تفكر في أية قرارات من تلقاء ذاتها". وإنما لنفس السبب يثبت إخفاق محاولة سنوبول لإدخال وتربية المخلوقات الدنيا في لجان الحيوانات كما يثبت إخفاق فصول القراءة والكتابة الخاصة بها، وهذا واقع حاسم بالنسبة للتلاعب والخداع المتكررين من جانب الحيوانات فيما يتعلق بالوصايا السبع.

على أنه إذا كانت كافة الحيوانات في الواقع (ما عدا الخنازير) غبية فإن غباء بوكسر حصان الجرّ، الذى يرمز إلى العامل العادى الوسطى المعقول الحال، هوالذى يجرى التشديد عليه إلى أقصى حد وهوالأكثر أهمية. وبوكسر أساسى لأن بوكسر، مثل الطبقة العاملة، يملك القدرة على التعامل مع نابليون وكلابه. ويبدوبلا أدنى شك حتى أورويل استوعب قوة الطبقة العاملة، فهويصور هذه الأخيرة تصويرا دراماتيكيا للغاية. وفى المشهد الذى يوازى محاكمات موسكويحرّض نابليون الكلاب على مطاردة الخنازير الأربعة التى انشقتْ من قبل. وذاقت الكلاب الدم وتندفع ثلاثة منها نحوبوكسر.

رآها بوكسر قادمة واستخدم حافره الضخم بكل قوة، واصطاد كلبا وهولايزال معلقا في الهواء، وثبّته على الأرض. وصرخ الكلب طالبا الرحمة وهرب الكلبان الآخران وذيل جميع منهما بين رجليْه. ونظر بوكسر إلى نابليون ليعهد ما إذا كان سيسحق الكلب أم سيدعه يمضى.

وبوكسر يملك القوة لكنه لا يستخدمها أبدا. وفى جميع فترة يخدعه نابليون وسكويلر. ويجرى خداعه لأنه غبى. وتتمثل استجابته لكل نموذج حديث من الفساد، لكل اضطهاد جديد، لكل كذبة جديدة، في التردد المحزن والمذعن لشعاراته، "نابليون على حق دائما" و"سأعمل بمزيد من الجد". وبوكسر ليس غبيا فقط نتيجة للظروف، إنه غبى غباء خلقيًّا ولا رجعة فيه. وعندما يظهر بوكسر لأول مرة فإن قوته وغباءه يجرى ذكرهما في الحال: كان بوكسر دابة ضخمة... وكان قويا قوة حصانين عاديين مجتمعيْن... حضور غبى إلى حدّ ما، والواقع أنه لم يكن على ذكاء من الدرجة الأولى.

ويقاوم غباؤه كافة محاولات التعليم. ورغم الجهود الضخمة فهوعاجز عن حتى يتفهم الألفباء أبعد من حرف "D". ويالها من صورة مرعبة ومشوِّهة للطبقة العاملة. وبطبيعة الحال فإن التطور الفكرى للطبقة العاملة تضرّبه الشروط الاجتماعية - الفقر،والتربية المنحدرة إلى الحضيض، والعمل المغترب. وبطبيعة الحال فإن أغلب العمال تسيطر عليهم في الأوقات العادية، إلى هذا الحد أوذاك، أفكار الطبقة الحاكمة. على حتى هذه السمات لا هى فطرية ولا هى عصية على التغيير. وفى لحظات الذروة في النضال الطبقى يُبدى العمال "العاديون" مبادرة وإبداعية خارقتين للعادة وحتى في أعماق الرجعية، عندما تكون الثقة بالمقاومة قد تحطمت بكل وضوح، فإنهم لاقد يكونون أبدا أغبياء ومغولى المخ وفاترى الهمة مثما يوحى أورويل هنا.

ونحن الآن في موقف يتيح لنا حتى نلخص بإيجاز الرسالة السياسية التى تنبثق من التفسير المجازى لأورويل لتدهور الثورة.

وهى كالتالى: في حين حتى النظام القديم استغلالى وقاس دون شك فإن محاولة خلق نظام حديث من المساواة والحرية محكوم عليها بالإخفاق لأنه مناقض لملامح بعينها لا تتبدل من ملامح الطبيعة البشرية. وانقسام المجتمع إلى حكام ومحكومين، مستغلين ومستغَلين أمر حتمى لأنه يرتكز على التفاوتات "الطبيعية"، وقبل جميع شيء تفاوتات الذكاء. وتخفق الثورات المساواتية وستظلّ تخفق لأنه (أ) سيكون هناك دائما أولئك (النخبة، المثقفون، الزعماء، المتفوقون) الذين سيسعون إلى استغلال الثورة لأغراضهم الخاصة؛ و(ب) سينجحون في هذا لأن جمهور الناس العاديين، وعلى وجه الخصوص الطبقة العاملة الصناعية، عاجزون فكريا عن تنظيم الإنتاج وإدارة المجتمع بصورة ديمقراطية - ليس بوسع الطبقة العاملة حتى تحرر نفسها.

لا عجب إذن في حتى يعمد اليمين إلى إعلاء شأن مغرسة الحيوانات بكل قوة، ذلك أنها تقرّ موضوعتين من الموضوعات الأكثر جوهرية في أيديولوچيتها: موضوعة حتى الطبقات ذات الامتيازات تدين بمسقطها للتفوق الشخصى لأفرادها وموضوعة أنه لا نظام أفضل ممكن لأن الجماهير متدنية. والحقيقة حتى البرچوازية مستعدة تماما للتسليم بأن الحياة في ظل حكمها شاقة وقاسية وظالمة - ومن مصلحتها من بعض النواحى الاعتراف بهذا والتسليم به - فقط شريطة التسليم كذلك بأنه لا بديل هناك.

وواقع حتى أورويل لا يستسيغ هذا الاستنتاج، وأنه يجده بغيضا أخلاقيا، وأنه يهتم بإخلاص بأمر الطبقات الدنيا، وأنه لم تجر صياغته بصراحة بل ينبع "تلقائيا" وبطريقة لا مفر منها من السيرة لا يؤدى إلا إلى جعله أكثر وزنا بكثير.

فما الذى يفسر إذن هذا التناقض العميق في نظرة أورويل إلى العالم،يا ترى؟ إنه في رأيى نتاج عامليْن يتبادلان التأثير.

العامل الأول هوخلفيته الطبقية. ذلك حتى أورويل، أوإريك بلير، وُلد في الطبقة الوسطى الإدارية لبريطانيا الامبراطورية وتفهم في المدرسة الإعدادية، ولينجتون وإيثون. ويتذكر أورويل: "فى نظرى في طفولتى الباكرة وفى نظر جميع أطفال العائلات التى كعائلتى كان يبدون دون البشر تقريبا". وقد انتهى أورويل إلى قطيعة مع هذه الخلفية الاجتماعية بطبيعة الحال، وهجر عمله مع الشرطة الهندية، ورفض الكثير من قيم طبقته، وصار نصيرا لقضية "الإنسان العادى". غير أنها لم تكن قطيعة كاملة. ذلك حتى أورويل لم يصبح مناضلا من مناضلى حركة الطبقة العاملة وفيها، كما أنه لم يتبنّ نظرة الحركة العمالية إلى العالم، أىْ الماركسية. وقد تبنى بدلا من ذلك دور اللا منتمى عن وعى الذى، رغم استقصائه لأوضاع العمال والفقراء (وتعاطفه معهم)، يحتفظ باستقلاله الفردى وتجرُّده. ولم يفقد قط على مرّ الزمن تشككه إزاء القدرات السياسية للطبقة العاملة. وقد جرى التعبير عن هذا الموقف بأقصى الوضوح، شأنه شأن الكثير من مواقفه السيكولوچية، في كتابه الطريق إلى ويجان پير:

أول شيء لابد حتى يصدم أىّ مراقب من الخارج هوحتى الاشتراكية في شكلها المتطور نظرية محصورة تماما داخل الطبقات الوسطى... والعامل، طالما بقى عاملا حقيقيا، قلماقد يكون أولاقد يكون أبدا اشتراكيا بالمعنى الكامل، المتماسك منطقيا... وفى حدود خبرتى، لا عامل حقيقى يدرك الدلالات الأوسع للاشتراكية... وفيما يتعلق بالجانب الفلسفى للماركسية... لم ألتق قط بعامل لديه أىّ اهتمام به... ولم ألتق بعد بعامل مناجم، بعامل صلب، بعامل نسيج قطن، بعامل حوض سفن، بعامل فواعلى، أوما إلى ذلك، عميق أيديولوچيا.

وهذا النقد اللاذع يُساق كهجوم على الاشتراكيين من مثقفى الطبقة الوسطى، غير حتى مغزاه الضمنى واضح جلى. فالاشتراكية في شكلها المتطور ظاهرة تنتمى إلى الطبقة الوسطى لأن العمال لا يقدرون على إدراك الأفكار السياسية العامة. وهذا الإنكار يذهلنا بالأحرى حيث حتى أورويل لم يكن قادرا على كتابة الطريق إلى ويجان پير إلا بفضل مساعدة العمال السياسيين المنظمين.

وتتخلل نفس الموضوعة تصوير أفراد البروليتاريا في رواية سنة 1984 على أنهم "مثل النمل الذى يمكنه حتى يرى الأجسام الصغيرة لكن ليس الضخمة" وعلى أنهم "أشخاص لم يتفهموا قط حتى يفكروا". وحتى في الاستثناء العظيم، تحية لكاتالونيا، فإن الكثير من قوة الوصف الذائع الصيت لأورويل "لمدينة كانت الطبقة العاملة تتولى السلطة فيها" يأتى من ذهوله لأن أبناء الطبقة العاملة أمكنهم حتى يحققوا مثل هذا الشيء. العامل الثانى والأهم موضوعيا بجلاء هوالزمن الردئ الذى عاش فيه أورويل: "منتصف الليل في القرن" عند ڤيكتور سيرچ - صعود هتلر وستالين، محاكمات موسكو، الغدر بالثورة الأسبانية وفوز فرانكو، الحرب العالمية الثانية. ومفهوم تماما حتى يغرق أورويل، تحت وطأة هذه الهزائم والأهوال المفزعة، في التشاؤم واليأس والكلبية المميزة. كما أنه لا غرابة في حتى تنعش وتؤكد تلك الأحداث الكثير من مخاوفه وتحاملاته العميقة بشأن الطبقة العاملة. والعكس بالعكس، فمن البديهى أنه لوهُزمت الستالينية والفاشية وانتصرت الاشتراكية الأممية لما خطت مغرسة الحيوانات ولا سنة 1984. غير حتى فهم الشرط الاجتماعى لرسالة لا يعنى إقرارها أوحتى جعلها مستساغة أكثر ولا جدال في أنه لا يغيّر واقع أنها رسالة ينبغى على الاشتراكيين حتى يحاربوها.

وأنا أتسقط حتى يُقابل هذا التقييم السلبى بجانبه الأكبر لمغرسة الحيوانات باعتراض بعض الأوساط بأنه يقلل من شأن شجاعة معاداة أورويل للستالينية. وليست عندى أدنى رغبة في إنكار تلك الشجاعة غير حتى اهتمامى ينصبّ على تقييم كتاب، وليس شخص، وينبغى حتى نتذكر حتى الشجاعة يمكن حتى تخدم شتى أنواع القضايا، ومنها قضايا رجعية تماما. كما أننا لا يمكن حتى ننسى أنه من وجهة نظر الاشتراكية الثورية تعَدّ معاداة الستالينية جوهرية لكنها ليست كافية بحال من الأحوال.

والحقيقة حتى معاداة الستالينية التى تقوم ليس على تحليل مادى لتدهور الثورة الروسية والتزام بتحرير الطبقة العاملة لنفسها بنفسها، بل على مجرد الرفض الأخلاقى للأساليب والممارسات الشمولية، يمكن حتى تقود إلى الليبرالية، وفوبيا ستالين، والمعاداة اليمينة للشيوعية. ويكشف أىّ فحص لمسار أورويل بعد مغرسة الحيوانات عن عناصر من هذه السمات بما في ذلك ميل إلى النظر إلى الشيوعية، حتى هنا في الغرب، على أنها العدوالرئيسى. وهذا اتجاه يبلغ ذروته في رواية سنة 1984، غير حتى جذوره إشارة بالعمل بجلاء في مغرسة الحيوانات.

أثرها الثقافي

ترجمت الرواية إلى لغات عديدة كم ترجمها إلى العربية مترجمون عديدون ونُشرت في طبعات كاملة ومختصرة، وبتصرُّف. فترجمت إلى العربية عدة مرات، منها الصادرة عن دار الفكر العربي في بيروت بترجمة رنا إسكندر وأخرى عن دار غريب في القاهرة بترجمة نبيل راغب.

كما اقتبس موضوع رواية مغرسة الحيوان في أعمال أدبية وسينمائية عديدة وكان لها أثر على المشهد الثقافي خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، واستلهمها فنانون ومبدعون في أعمال فنية في مختلف الوسائط والمجالات من كتابة وموسيقا وغيرها.

فقد تحول موضوع السيرة مرتين إلى فلمين بريطانيين، أولهما فلم تحريك ابتكر عام 1954، والآخر عام 1999، وكلاهما فيه اختلاف عن الرواية، ففي الفلم الأول تنقلب الحيوانات على الطاغية نابليون في ثورة ثانية، أما في الثاني فيتداعى النظام من تلقاء نفسه كما وقع للاتحاد السوفيتي.

في الموسيقى

بعض آثار الرواية فيالموسيقا تتضمن:

  • ألبوم الفرقه الانجليزيه بينك فلويد الصادر عام 1977 بعنوان Animals (أي "الحيوانات") مستلهمة جزئيا من رواية مغرسة الحيوان كما حتى غلاف الالبوم تظهر عليه صورة محطة طاقة باتَرسي وتظهر كذلك في فلم مبني على عمل آخر لجورج أورويل هوأربعة وثمانين وتسعمئة وألف،وفي حين حتى الرواية ترصد التطرف في الشيوعية فإن الألبوم يرصد التطرف في الرأسمالية
  • تحوي أغنية Optimistic (أي "متفائل") لفريق راديوهد من ألبومهم Kid A تحوي إحالة إلى عنوان الرواية.
  • اغنية بوب ديلان Balad of a Thin Man تشير إلى السيد جونز، أشخاص الرواية
  • أغنية آر.إي.إم Disturbance at the Heron House مبنية على الرواية
  • يوجد فريق روك هولندي شهير اسمه Animal Farm، وكذلك فريق سويدي تألف عام 1998

ترجمات

توجد على لأقل ثلاث ترجمات إلى العربية في مصر:

  • أسطورة الحيوانات الثائرة، ترجمة عباس حافظ، دار المعارف بمصر، 1951.
  • مغرسة الحيوانات، عرض وتقديم عبد الحميد المحرر، مؤسسة أخبار اليوم، 1978.
  • عالم تسكنه الحيوانات، ترجمة د. تام أباظة، دار المعارف، 1979.
  • كما يظهر حتى هناك ترجمات عربية أخرى في بيروت والعراق وربما في غيرهما.

الإصدارات

  • LCCN 46006290 (hardcover, 1946, First American Edition)
  • ISBN 0-451-51679-6 (paperback, 1956, Signet Classic)
  • ISBN 0-582-02173-1 (paper text, 1989)
  • ISBN 0-15-107255-8 (hardcover, 1990)
  • ISBN 0-582-06010-9 (paper text, 1991)
  • ISBN 0-679-42039-8 (hardcover, 1993)
  • ISBN 0-606-00102-6 (prebound, 1996)
  • ISBN 0-15-100217-7 (hardcover, 1996, Anniversary Edition)
  • ISBN 0-452-27750-7 (paperback, 1996, Anniversary Edition)
  • ISBN 0-451-52634-1 (mass market paperback, 1996, Anniversary Edition)
  • ISBN 0-582-53008-3 (1996)
  • ISBN 1-56000-520-3 (cloth text, 1998, Large Type Edition)
  • ISBN 0-7910-4774-1 (hardcover, 1999)
  • ISBN 0-451-52536-1 (paperback, 1999)
  • ISBN 0-7641-0819-0 (paperback, 1999)
  • ISBN 0-8220-7009-X (e-book, 1999)
  • ISBN 0-7587-7843-0 (hardcover, 2002)
  • ISBN 0-15-101026-9 (hardcover, 2003, with Nineteen Eighty-Four)
  • ISBN 0-452-28424-4 (paperback, 2003, Centennial Edition)
  • ISBN 0-8488-0120-2 (hardcover)
  • ISBN 0-03-055434-9 (hardcover) Animal Farm with Connections
  • ISBN 0-395-79677-6 (hardcover) Animal Farm & Related Readings, 1997
  • ISBN 0-582-43447-5 (hardcover, 2007)
  • ISBN 0-14-103349-5 (paperback, 2007)

أنظر أيضا

  • تاريخ روسيا السوڤيتية والاتحاد السوڤيتي (1917–1927)
  • تاريخ الاتحاد السوڤيتي (1927–1953)
  • الطبقة الجديدة

الخط:

  • Bunt, published in 1924, is a book with a theme similar to Animal Farm by Władysław Reymont.
  • White Acre vs. Black Acre, published in 1856 and written by William M. Burwell, is a satirical novel that features allegories for slavery in the United States similar to Animal Farm's portrayal of Soviet history.
  • Flatland, another satirical work parodying the social order
  • Nineteen Eighty-Four, the classic dystopian novel about totalitarianism by the same author.

الهوامش

  1. ^ مغرسة الحيوان
  2. ^ Union des républiques socialistes soviétiques
  3. ^ The Complete List / TIME Magazine – ALL-TIME 100 Novels
  4. ^ "زيارة جديدة إلى -مغرسة الحيوانات- رواية -مغرسة الحيوانات- چورچ أورويل، بقلم: چون مولينو". الحوار المتمدن. 2012-10-30. Retrieved 2012-11-01.
  5. ^ "بالإنجليزية: "[...]it taught me how easily totalitarian propaganda can control the opinion of enlightened people in democratic countries."، [http://www.netcharles.com/orwell/articles/ukrainian-af-pref.htm بالترجمة من مقدمة الطبعة الأوكرانية لرواية "مغرسة الحيوان"
  6. ^ رتشارد بروكس, "TS Eliot’s snort of rejection for Animal Farm", Sunday Times, 29 مارس 2009.
  7. ^ Eliot, Valery (6 January 1969). "T.S. Eliot and Animal Farm: Reasons for Rejection". Full text of the T.S. Eliot rejection letter. The Times. Retrieved 2009-04-08. Check date values in: |date= (help)
  8. ^ [وزارة بريطانية تاريخية أنشئت في نهاية الحرب العالمية الأولى ثم مرة أخرى أثناء الحرب العالمية الثانية مسؤولةً عن النادىية والبروباجاندا الحكومية، بالإنجليزية Ministry of Information [cache:http://en.wikipedia.org/wiki/Ministry_of_Information_(United_Kingdom)]
  9. ^ "The whitewashing of Stalin". BBC News. 2008-11-11. Italic or bold markup not allowed in: |publisher= (help)
  10. ^ Taylor page 337 Writing to Leonard Moore, a partner in the literary agency of Christy & Moore, publisher "Jonathan Cape explained that the decision had been taken on the advice of a senior official in the Ministry of Information. Such flagrant anti-Soviet bias was unacceptable: and the choice of pigs as the dominant class was thought to be especially offensive. The 'important official' was, or so it may reasonably be assumed, a man named Peter Smollett, later unmasked as a Soviet agent."
  11. ^ G Orwell, Collected Essays, Journalism and Letters (CEJL) (London, 1968), Vol 1, p7.
  12. ^ G Orwell, Animal Farm (London 1987), p120.
  13. ^ يحق ريموند وليامز Roymond Williams، فيما أعتقد، إذ يشير إلى أولى هاتين اللحظتين باعتبار حتى "هذا أحد التعبيرات الباقية عن الفجوة بين الانادىء والواقع العملى، بين إعلان الإيمان والممارسة، فيما يتعلق بمجال واسع للغاية"، وإلى اللحظة الثانية باعتبار أنه "نظرًا لأنهما نفس الشيء لأنهما يعملان نفس الشيء ولا عليك من الألقاب والشكليات: إنها لحظة وعى تحقق، اكتشاف محرِّر كإمكانية" R Williams, Orwell, Glasgo, 1971, p74.
  14. ^ CEJL, Vol 1, p377-8.
  15. ^ CEJL, Vol 1, p539, and R Williams, op cit, pp63-64.
  16. ^ فى مقدمة الطبعة الأوكرانية خط أورويل: "... طوال العشر سنوات الماضية كنت على اقتناع بأن تحطيم الأسطورة السوڤييتية جوهرى إذا نحن أردنا إحياءً للحركة الاشتراكية". CEJL, Vol 3, p405.
  17. ^ CEJL, Vol 1, p5.
  18. ^ CEJL, Vol 4, p502
  19. ^ ينبغى حتى نلاحظ حتى ما يوافق عليه أورويل هوالشجب (الأخلاقى) للرأسمالية من جانب ماركس وليس نظرية التاريخ عند ماركس. ولم يكن أورويل في أية فترة على الإطلاق ماركسيا من الناحية النظرية ولم تكن لديه سوى فهم أولية للغاية بالماركسية.
  20. ^ Animal Farm, p100.
  21. ^ Ibid, p32.
  22. ^ Ibid, p46
  23. ^ من المؤكد حتى الحقائق الأساسية عن هذه الفترة المفزعة معروفة لأغلب قراء مجلة انترناشونال سوشاليزم. وعلى أية حال فأفضل سرد لها بين سرود كثيرة هو: T Cliff, Lenin, Vol 3, The Revolution Besieged (London, 1978).
  24. ^ Animal Farm, pp25-26
  25. ^ لاحظ التناقض بين هذا وبين حادث اللبن والتفاح الذى تجاوز حتى ألقينا عليه الضوء بهجريز. ومن الناحية الأخلاقية يرفض أورويل حتىقد يكون الذكاء المتفوق مبررا للامتيازات، غير أنه من الناحية السيوسيولوچية يصوره على أنه أساس الانقسامات الطبقية.
  26. ^ شخصية مُوللى بوجه خاص نطقب نمطى فظ للأنثى، وهذا مميز لموقف أورويل من النساء
  27. ^ يوجد هنا تناقض آخر مثير يمكن حتى يوضح من حديث التعارض بين نوايا أورويل وعمله، بين أهدافه الواعية وبين افتراضاته اللاواعية وشبه الواعية. فهويخبرنا في صفحة 29 حتى "فصول القراءة والكتابة حققت مع ذلك نجاحا كبيرا. وبحلول الخريف كان جميع حيوان متفهما إلى درجة ما". غير أنه في صفحة 30 يدخل في التفاصيل ويتضح أنه، بصرف النظر عن الخنازير، لا يتفهم القراءة سوى الكلاب، والعنزة مورييل، والحمار بنچامين. أما الأغلبية الواسعة من الحيوانات فلا تمضى إلى أبعد من حرف "A".
  28. ^ قد يظهر حتى انخراط أورويل في صفوف الحزب العمالى للتوحيد الماركسى يناقض هذا، غير حتى قصده الأصلى من الذهاب إلى أسبانيا كان "جمع مواد لمنطقات صحفية، الخ." (CEJL, Vol 1, p316) وكانت عضويته في الحزب العمالى للتوحيد الماركسى عرضية تقريبا، ولم تكن قائمة على الالتزام السياسى. (See R Williams, op cit, pp54-55).
  29. ^ أدين لتشارلى هور بهذه الملاحظة

المصادر

  • Bailey83221 (12 May 2006). "Animal Farm suppression". LiveJournal.
  • Bott, George (1968) [1958]. Selected Writings. London, Melbourne, Toronto, Singapore, Johannesburg, Hong Kong, Nairobi, Auckland, Ibadan: Heinemann Educational Books. pp. 13–14, 23. ISBN .
  • Dag, O. (19 December 2004). "George Orwell: The Freedom of the Press". orwell.ru. Archived from the original onستة March 2005. Retrieved 31 July 2008.
  • Davison, Peter (2000). ". England: Penguin Books. Archived from the original on 12 December 2006.
  • doollee.com. "Wooldridge Ian – playwright". Archived from the original onسبعة May 2008. Retrieved 31 July 2008.
  • Grossman, Lev (2005). "The Complete List / TIME Magazine – ALL-TIME 100 Novels". TIME magazine. Retrieved 31 August 2008. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • Hitchens, Christopher (2000). . Verso. p. 38. ISBN . Retrieved 26 September 2008.
  • Christian Lowe (editor) (10 March 2006). "Defense Tech: CIA, Movie Producer". Retrieved 31 July 2008.CS1 maint: extra text: authors list (link)
  • Moran, Daniel. . CliffsNotes. p. 39. Retrieved 31 August 2008. []
  • Orwell, George (March 1947). "Preface to the Ukrainian Edition of Animal Farm".
  • Orwell, George (1979) [First published by Martin Secker & Warburg 1945; published in Penguin Books 1951]. Animal Farm. England: Penguin Books. ISBN .
  • Orwell, George (1976). "La fattoria degli animali" (in Italian). Bruno Tasso (translator) (1 ed.). Italy: Oscar Mondadori: 15, 20. Unknown parameter |month= ignored (help); CS1 maint: unrecognized language (link) (Bernard Crick's preface quotes Orwell writing to T.S.Eliot about Cape's suggestion to find another animal than pigs to represent the Bolsheviks)
  • Taylor, David John (2003). Orwell: The Life. H. Holt. p. 197. ISBN .
  • Woolridge, Ian. "Ian Wooldridge – Animal Farm". Retrieved 31 July 2008.

وصلات خارجية

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بمغرسة الحيوانات، في فهم الاقتباس.
  • Text from Google Books
  • Book Notes from Literapedia
  • Study activities
  • Literary Journal review
  • Orwell's original preface to the book
  • study guide, symbols, quotes, teaching guide
  • – MP3 Audio (web archive)
  • نطقب:Gutenberg Australia
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:18:50
التصنيفات: CS1 errors: dates, CS1 errors: markup, صفحات بالمعرفة فيها قوالب حماية خاطئة, صفحات شبه محمية للأبد في المعرفة, Portal templates with redlinked portals, Pages with citations using unsupported parameters, CS1 maint: extra text: authors list, All articles with dead external links, Articles with dead external links from November 2011, Articles with invalid date parameter in template, CS1 errors: missing periodical, CS1 maint: unrecognized language, روايات 1945, رمزية, مزرعة الحيوانات, روايات الكلمة الأخيرة, روايات إنگليزية, روايات حائزة جائزة هوگو لأفضل رواية, Literature featuring anthropomorphic characters, Novellas, روايات جورج أورويل, روايات رومان أ كلف, روايات ساخرة, روايات عن الثوار, روايات تدور في فترة ستالين

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

واشنطن تعلن موقفها من تورط إيران المباشر في "طوفان الأقصى"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 03:07:09
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 90%

صديقي يتفقد المناطق الفلاحية المتضررة من الزلزال بإقليم أزيلال

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-10-08 00:25:30
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 53%

صديقي يتفقد المناطق الفلاحية المتضررة من الزلزال بإقليم أزيلال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 00:26:24
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 64%

الجيش الإسرائيلي: غدا سيكون يوما صعبا للإسرائيليين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 03:07:06
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 96%

الجيش الإسرائيلي يعلن خروج الأمور في غلاف غزة عن السيطرة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 03:07:07
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 91%

الوداد الرياضي يفوز خارج ميدانه على إتحاد طنجة (3-0)

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 00:26:21
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

صديقي يتفقد المناطق الفلاحية المتضررة من الزلزال بإقليم أزيلال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 00:26:28
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 58%

الوداد الرياضي يفوز خارج ميدانه على إتحاد طنجة (3-0)

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 00:26:14
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

الولايات المتحدة تبحث مع مصر "الوقف الفوري" لهجوم حماس على إسرائيل

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 03:06:41
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 89%

مدرب منتخب إنجلترا: "الـ'VAR' تكنولوجيا لم تقدم حلاً"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 03:06:08
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

فاز على الأبيار في نهائي "مثير" بوهران

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-08 00:25:02
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية