وحدانية الله (الإسلام)
نطقب:التوحيد في الإسلام
أركان التوحيد
- توحيد الربوبية.
- توحيد الألوهية.
- توحيد الأسماء والصفات.
ما هوتوحيد الربوبية ؟
وهل الإقرار به وحده كافٍ للحكم بالإسلام ،يا ترى؟ ومن الذي اشتهر عنه إنكاره ،يا ترى؟ مع بيان ذلك بالأدلة .
توحيد الربوبية : هوتوحيد الله بأفعاله ، من الخلق والملك والتدبير والإحياء والإماتة ونحوذلك . نطق تعالى : ﴿ الله خالق جميع شيء ﴾ ، ونطق تعالى : ﴿ هل من خالقٍ غير الله يرزقكم من السماء والأرض ﴾ ، ونطق تعالى : ﴿ وخلق جميع شيء فقدره تقديرًا ﴾ ، ونطق تعالى : ﴿ تبارك الذي بيده الملك ﴾ ، ونطق تعالى : ﴿ ذلكم الله ربكم له الملك ﴾ ، ونطق تعالى : ﴿ يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهوعلى جميع شيء قدير ﴾ ، ونطق تعالى : ﴿ مالك يوم الدين ﴾ ، ونطق تعالى : ﴿ وهوالذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون ﴾ ، والآيات في ذلك كثيرة .
والإقرار به وحده ليس بكافٍ للحكم بالإسلام ؛ وذلك لأن المشركين كانوا يقرون بهذا التوحيد كما نطق تعالى : ﴿ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ﴾ ، ونطق تعالى : ﴿ قل لمن الأرض ومن فيها إذا كنتم تفهمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون . قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون . قل من بيده ملكوت جميع شيء وهويجير ولا يجار عليه إذا كنتم تفهمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون ﴾ ، ومع ذلك قاتلهم النبي [ ]وأمر بقتالهم واستباح دماءهم واسترق رجالهم ونساءهم .
وافهم حتى هذا التوحيد لا يعهد عن أحدٍ من بني آدم أنه أنكره باطنًا ولكن عهد إنكاره ظاهرًا عن فرعون وقومه لعنهم الله تعالى ، نطق تعالى : ﴿ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًا ﴾ ، ونطق تعالى عن موسى أنه نطق لفرعون : ﴿ لقد فهمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورًا ﴾ .
وعهد إنكاره أيضًا عن الدهرية الذين ينسبون الموت إلى الدهر ، نطق تعالى حاكيًا منطقتهم الكفرية : ﴿ ونطقوا إذا هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ﴾ .
وعهد أيضًا إنكاره ظاهرًا عن الثنوية الذين يزعمون حتى للعالم خالقين النور والظلمة .
وكل هذه الطوائف لا تستطيع حتى تنكر هذا التوحيد باطنًا وإن أنكروه مكابرة وظلمًا ظاهرًا ؛ لأنه متقرر في الفطرة فإنه ﴿ فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ﴾ . وفي الحديث أيضًا : ( ( خلقت عبادي حنفاء فاتىت الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ) ) .
ونطق تعالى : ﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم نطقوا بلى شهدنا حتى تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ﴾ ، والله أفهم .
ما التوحيد الذي نزلت به الخط وأوفدت به الرسل ؟
هوتوحيد الألوهية وهوتوحيد العبادة ، وهوتوحيد القصد والطلب ، أي توحيد الله بأفعالنا . وعنـدنـا فـي ذلـك قـاعــدة يجـب حـفـظـها وهـي : حتى أصل دين الأنبياء واحد وشرائعهم مختلفة . ونقصد بأصل الدين أي الدعوة إلى هذا التوحيد ، كما نطق تعالى : ﴿ ولقد بعثنا في جميع أمة رسولاً حتى اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ﴾ ، ونطق تعالى : ﴿ وما أوفدنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ﴾ ، فهذا نوح - عليه السلام - يقول لقومه :
﴿ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾ ، وهذا صالح - عليه السلام - يقول لقومه :
﴿ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾ ، وهذا شعيب يقول لقومه : ﴿ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾ ، ولذلك نطق - عليه الصلاة والسلام - : ( نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد وشرائعنا مختلفة ) ، وفي الحديث السابق : ( أمرت حتى أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ) متفق عليه من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - .
فهذا التوحيد هوالمطلوب من جميع الأمم على لسان أنبيائهم -عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم - ، وهوالذي سقطت فيه الخصومة بين الأنبياء وأممهم وهوالذي بسبب رفضه ومحاربة أهله أهلك الله تعالى الأمم السابقة ، فاحفظ هذا وتنبه فإن بعض الطوائف
تقول : إذا التوحيد المطلوب على لسان الرسل هوتوحيد الربوبية . وهذا مجانب للصواب ، بل التوحيد المطلوب والذي به نزلت الخط وأوفدت به الرسل هوتوحيد الألوهية ، جعلنا الله وإياك ممن آمن به وحققه وكمل مراتبه ، والله أفهم .
ووفقهم الله عز وجل للعمل بهذه العقيدة السمحة ، إلا أنه لا بد لأهل الحق من المدافعة والمنابذة من أهل الزيغ أوالجهل بين الحين والآخر ((سنة الله في الذين خلوا من قبل)){الأحزاب:62 ، ومن ذلك :