وكيع بن سلمة بن زهير الإيادي
وكيع بن سلمة بن زهير الإيادي من الحنفاء، وينطق أنه بني صرحاً بأسفل مكة جعل فيه أمة ينطق لها حزورة، وبها سميت حزورة مكة، جعل فيه سلماً يرقاه، ويقول -بزعمه- إنه يناجي الله تبارك وتعالى، وكان ينطق بكثير من الخبر يقوله، وقد أكثر فيه فهماء العرب؛ فكان أكثر من نطق فيه حتى نطق: إنه كان صديقا من الصديقين، وكان يتكهن، ويقول: سقمعة وفاطمة، ووادعة وقاطعة، والقطيعة، والفجيعة، وصلة الرحم، وحسن الحدث، يقول ربكم: "ليجزين بالخير ثوبا، وبالشر عقابا".
وكان يقول: من في الأرض عبيد لمن في السماء، هلكت جرهم، وأزيلت إياد، وكذلك الصلاح والفساد.
وفاته
حتى إذا حضرته الوفاة جمع إيادا؛ فنطقوا: اسمعوا وصيتي: الكلام حدثتان، والأمر بعد البيان، من رشد فاتبعوه، ومن غوى فارفضوه، وكل شاة معلقة برجليها؛ فكان أول من نطقها؛ فأوفدها مثلا. فمات وكيع، فنعي على رؤوس الجبال، فنطق بشر بن الحجر: ونحن إياد عباد الإله ... ورهط مناجية في سلم ونحن ولاة حجاب العتيق ... مآل النخاع على جرهم ثم نطق: وقامت نائحة وكيع على أبي قبيس فنطقت: ألا هلك الوكيع أخوإياد ... سلام المرسلين على وكيع مناجي الله توفي فلا خلود ... وكل شريف قوم في وضيع1 ثم إذا مضر أديلت بعد إياد، وكان أول من ديل منها: عدوان وفهم، وأن رجلا من إياد ورجلا من مضر خرجا يصيدان؛ فمرت بهما أرنب، فاعتنقا بها يرميانها؛ فرماها الإيادي، فنزل سهم فنظم قلب المضري فقتله؛ فبلغ الخبر مضر، فاستغاثت بفهم وعدوان يطلبون لهم قود صاحبهم؛ فنطقوا: إنما أخطأه، فأبت فهم وعدوان إلا قتله،
من أشعاره
وذكروا عنه حدثات مسجوعة مثل:
إن ربكم ليجزين بالخير ثواباً،
وبالشر عقاباً،
وإن من في الأرض عبيد لمن في السماء،
هلكت جرهم وزيلت إياد،
المصادر
- الألوسي : بلوغ الأرب ، ج2 ، ص 260.
- ابن حبيب : المحبر ، ص 136.
- شبكة اللادينيين