قرية ظالمة (رواية)
المؤلف | محمد تام حسين |
---|---|
البلد | مصر |
اللغة | العربية |
الناشر | دار الشروق |
الإصدار | 1954 |
عدد الصفحات | 228 |
قرية ظالمة رواية من عام 1954 خطها الدكتور محمد تام حسين وحصل بسبها علي جائزة الدولة التقديرية في الأدب، وهي تعد من علامات السرد في الأدب العربي وتمت طباعتها لأول مره في عام 1954 ، وتحدث عنها الكثير من كتاب الأدب في مصر أمثال دكتور طه حسين، والدكتوره سهير القلماوي والأديب محمد عبد الحليم عبد الله، كما تناولها نقاد عالميون أخرون. وهي عن الأيام الأخيرة للسيد المسيح. ترجمت الي إحدى عشرة لغة عالمية وظلت نموذجا دالا للإبداع والفكر العربي .
استعراض محمد حسين هيكل
قرية ظالمة، استعراض: محمد حسين هيكل، جريدة الأخبار، 17 ديسمبر 1954.
هذا عنوان الكتاب الذي أخرجه الدكتور محمد تام حسين خلال الشهر الماضي، يتحدث فيه عن بيت المقدس — أورشليم كما يسميها اليهود — حين قرر الإسرائيليون من أبنائها صلب السيد المسيح، وإن لم يذكر الدكتور تام في كتابه حتى المسيح صلب بالعمل! مكتفيًا بأن الدنيا أظلمت يوم قرر الحاكم الروماني تطبيق قرار بني إسرائيل بصلبه، أفكان هذا الظلام ظاهرة طبيعية عادية، أم كان آية لها تفسيرها الروحي، أم كان شيئًا مخيفًا تضطرب له النفس، وإن لم تعهد سببه، ذلك ما اختلف فيه حاضروذلك اليوم في سيرة «قرية ظالمة»، وهوظاهرة طبيعية في رأي الجنود الرومان وهوآية من عند الله في رأي المؤمنين بالسيد المسيح، وهونذير بأخطار تنزعج لها نفوس السذج الذين لا يهديهم الإيمان، ولا يسعفهم العقل في تفسير تلك الظاهرة.
أي نوع من الخط هذا الكتاب، أهوتاريخ، أوقصص، أوفلسفة بحتة،يا ترى؟ هوليس تاريخًا بالمعنى الدقيق لهذه الحدثة، وإن كان سداه ولحمته ذلك الحادث التاريخي الذي تناوله العشرات من الْكُتَّابِ المدققينَ، والذي أحدث في العالم انقلابًا روحيًّا خالد الأثر على التاريخ، فسيرة السيد المسيح من أروع القصص وأبقاها على الزمان، وسيرة مريم المجدلية وهي الخاطئة التي باعت جسمها فغفر السيد المسيح لها، ولما رأى في عيون أتباعه غضبهم للطهر المهان ناداهم: من لم يكن ذا خطيئة فليرمها بحجر. هذه السيرة هي الأخرى من روائع ما يقوم عليه الإيمان المسيحي في المغفرة للخاطئين ومحبتهم، لكن الدكتور تام حسين لم يتحرَّ في كتابه حتىقد يكون مؤرخًا، ولم يقصد إلى ذلك؛ فقد روى سيرة المجدلية على نحولا يثبته التاريخ، ولكنه رواها على نحوفيه من الروعة ما يسموعلى إثبات التاريخ، فالمجدلية في كتابه فتاة بارعة الجمال من أسرة نبيلة غاية النبل، بعث جمالها ونبلها إلى نفسها نورًا جعلها تكفر بالحب، وتتحمل عن حتى تزوج من أي شاب من أبناء قريتها، فكرهها الناس وكرهها أهلها وكرهتها أمها؛ لغرورها، وكبريائها، ففرت من قريتها إلى أورشليم؛ حيث عبث بغرورها شاب قادها إلى بيت الخاطئات، فبقيت به تسلم جسمها لكل من هفت نفسه إليه مسحورًا بجمالها، ولكنها لم تسلمه في استسلام أنثى الحيوان للذكر فلا تشعر لذلك بما يذل كبرياءها أوينهنه من غرورها، وإنها لكذلك إذ اتى إلى بيت الخاطئات جندي روماني تام الرجولة فأحبته المجدلية، وتدلهت به وشعرت عند ذلك بذل الحبيب لمن يحب، وبانهزام كبريائها وغرورها، وفيما هي في حبها وذلها لهذا الحب سمعت بالسيد المسيح، وبمعجزاته وبمغفرته للخطايا فمضىت إليه، وآمنت به، وغسلت قدميه بدموعها، وجففتهما بشعرها، وعاد الجندي الروماني يبحث عنها في بيت الخطيئة فلم يجدها، وعثر بها يومًا مع أتباع المسيح فسار معها، وآمن بإيمانها، وبتعاليم السيد كلها، ومن بينها حتى يحب الإنسان أعداءه، وأمر القاضي الروماني جنوده بغزومدينة حصينة مجاورة لأورشليم مؤمنًا بأن فوزه في غزوها يمهد له الطريق؛ ليصبح بطلًا تؤمن به روما وتضعه على رأس حكامها، وردت حصون المدينة غزاتها فأجمعوا حصارها حتى تستسلم جوعًا، وكان لأسوار المدينة ثغرة يأتيها الطعام منها، وعهد الجندي الروماني حبيب المجدلية مكان الثغرة مصادفة وجرت بينه وبين حماتها معركة اغتال فيها هؤلاء الحماة إلا واحدًا منهم جُرح، فنقله الجندي الروماني إلى أهله، وعاد ولم يخبر قائده بمكان الثغرة، فلما طال الحصار اضطر القائد الروماني للتصالح مع تلك المدينة من غير حتى ينتصر عليها، ومن غير حتى يتحقق مطمعه في البطولة وفي حكم روما، لكن ما صنعه الجندي الروماني عهد بعد ذلك فحوكم بخيانته وحكم عليه بالصلب، وتقرر تطبيق الحكم يوم تطبيق الحكم في السيد المسيح.
كذلك صور الدكتور تام حسين سيرة المجدلية وخطيئتها وحبها وذلها لهذا الحب ومغفرة المسيح لها وخيانة حبيبها الروماني؛ إيمانًا منه بتعاليم السيد المسيح حتى يحب أعداءه، ولك حتى تقول إذن بأن كتاب «قرية ظالمة» سيرة دبجها يراع مؤلفها، وخلع عليها من روعة القصص بأسلوبه الجذل ما شاء له خياله، لكن السيرة ليس فيها من رواية الحوادث إلا ما ذكرت في هذه السطور المعدودة، أوَيكفي قصص ذلك جميع ما فيه، ليمتد على ما يزيد على مائتين وثلاثين صفحة؟!
والواقع حتى ما في الكتاب من قصص لا يزيد على خمسين صفحة أوما حولها، أما سائره فحوار فلسفي ساق فيه المؤلف نتائج تفكيره الطويل في الحرب والسلم، وفي عقلية الجماعة الإنسانية، وفي سموالفرد على الجماعة، كما صور فيه اضطراب الإنسانية بين أحكام العقل المجرد، والعاطفة الرقيقة، والإيمان الهادئ، وجمع خلاصة ذلك في حدثة واحدة هي حدثة «الضمير»، فالضمير هوالحكم الذي يحول دون تمادي العقل في منطقه، والعاطفة في ثورتها، والغريزة في تحكمها، والإيمان في تعصب المبالغين فيه. الضمير هوالميزان الذي يضع فيه صاحبه أحكام العقل، ودوافع العاطفة وسلطان الغريزة، وبواعث الإيمان، كما يضع الصيدلي في ميزانه مجموعة العقاقير؛ ليؤلف من أقدارها المتنوعة الدواء الناتج، لكن سلطان الضمير يختلف بين الناس قوة وضعفًا، ولذلك لا تزال الإنسانية ولما تهتدي إلى الميزان الدقيق الذي يقيها الشرور ويجنبها الكوارث.
والحوار الذي يستغرق من هذا الكتاب قرابة مائتي صفحة هوسبيل المؤلف للتدليل على هذه النظرية، وفي هذا الحوار يتغلب منطق العقل حينًا، ودوافع الغريزة حينًا آخر، وسلطان العاطفة حينًا ثالثًا، ثم يسكِّن الإيمان من حدة هذه المتناقضات؛ ليؤلف الضمير بعد ذلك بينها خيرَ تأليفٍ.
وهذا الحوار بارع في مجموعه جميع البراعة، ومن آيات براعته سلاسة أسلوبه وسلامته من التعقيد رغم دقة منطقه.
هذا هوكتاب «قرية ظالمة» للدكتور تام حسين، وهوجدير بأن يقرأه كلُّ من يعنيه التفكير من حيث هوالتفكير، جدير بأن يقرأه الجامعي، وأن يقرأه رجال هيئة كبار الفهماء، وأن يقرأه المثقفون جميعًا، ولا أشك في أنهم سيجدون في قراءته متاعًا وفائدة يشكرون المؤلف عليهما من أعماق قلوبهم.
جوائز
فازت الرواية بجائزة الدولة التقديرية في الأدب لعام 1954م. كما نالت الرواية استحسانا كبيرا من قبل النقاد والقراء العرب >
اقتباسات من الرواية
- إن المرأة تحب الرجل الذي يفهم الحب أكثر من حبها للرجل الذي يفهم النساء، فأكثر هؤلاء منافقون . إذا حب المرأة هوالمستوى الأولى نحوحب الله.
- إن الجريمة مهما تكن مبينة يسهل وقوعها إذا وُزِّعت توزيعاً يجعل نصيب الفرد من ذنبها أصغر من حتى يضطرب لها ضميره
- ولن يحدث أبدا حتى يقع حجر رأسا على الأرض ثم ينحرف عن طريقه لئلا يقع على رأس متعبد مؤمن أوطفل بريء ، لأن مثل هذا الانحراف عن سنن الطبيعة يقضي على نظام العالم كله كما نعهده.
- ان الارهاب يؤخر ثورة الناس على النظام وان كان يجعلها أمرا محتوماً.
وصلات خارجية
- قرأت مؤخرا : قرية ظالمة
- آراء القراء حول رواية قرية ظالمة على مسقط أبجد.