المؤيد الرسولي
المؤيد الرسولي هوداود ابن الملك المظفر يوسف بن رسول، أوالملك المؤيد (ت. 721هـ/1322م) أحد أفراد أسرة «بنورسول» التي حكمت اليمن ما بين 626ـ 758هـ/1229ـ 1358م.
وُلِدَ المؤيد الرسولي في مدينة تعز اليمنية ولا يُعهد بالضبط تاريخ ميلاده، ونشأ فيها وكانت آنذاك عاصمة السلطنة.
نودي به ملكاً على اليمن في شهر محرم سنة 696هـ/1296 م بعد وفاة أخيه الملك الأشرف، وكان المؤيد بالسجن، فقد سجنه أخوه الأشرف، فلمّا توفي هذا الأخير جمعت عمته ـ وتسمّى «الشمسية» ـ كبار رجال الدولة وحضروا إلى السجن لإخراجه ومبايعته. فلما رآهم افترض أنهم سيقتلوه فخاف على نفسه منهم، فأبلغوه بوفاة أخيه وأخرجوه إلى دار السلطنة في تعز ونودي به ملكاً على اليمن. وخط وزيره تاج الدين الموصلي رسائل إلى بلاد التهايم، وصنعاء، والجبال، يخبرهم فيها بتولي المؤيد الملك، ودخل اليمنيون في طاعته وتقبّل التهاني منهم بذلك.
كان المؤيد الرسولي ملكاً حازماً، له من الصفات الشخصية والمؤهلات العالية ماجعله يحكم اليمن مدة 25 عاماً من دون مشكلات تذكر، ساد في عهده الأمان والرخاء.
كان شديد الحساب للوزراء والقضاة الذين كانوا في عهد أخيه، من أمثال حسام الدين حسان وأخوته، فسجنهم في عدن وأخذ أموالهم التي اكتسبوها من دون وجه حق ووضعها في خزينة السلطنة. وكان يقوم بنفسه بجولات تفتيشية في أنطقيم اليمن، فزار كلاً من زبيد وعدن وصنعاء وأقام فيها أياماً.
ويعد الملك المؤيد من رجال الفهم والأدب، قرّب إليه الفهماء وكان جواداً كريماً معهم، كان يحفظ مقدمة طاهر بن بابشاذ و«الجمل» للزجاجي في النحو، و«كفاية المتحفظ» في اللغة لابن الأجدابي. وأجازه الشيخ أبوالعباس أحمد بن محمد الطبري إمام الحرم الشريف في البخاري والترمذي.
مؤلفاته
ألّف المؤيد كتاب «المعتمد» في الطب كما ألّف خطاً أخرى عديدة منها مختصر كتاب «الجمهرة في البيزرة» وهي الصيد بالصقور، ونقل جانباً من أشعار الجاهليين والمخضرمين. وجمع المؤيد الكثير من خط الفهم على اختلاف أنواعه وفنونه، فقد كان يهوى جمع الخط والتحف، وكان لديه أكثر من عشرة نساخين لنسخ الخط، ويضعها في مخطته بعد دراستها، ووصل عدد خط مخطه إلى مايزيد على مئة ألف مجلد.
انجازاته
ومن أبرز إنجازاته على الصعيد العمراني بناؤه المدرسة المؤيدية في تعز سنة 672هـ؛ وما تزال آثارها باقية حتى اليوم. ووضع فيها مدرّساً ومعيداً ومفهماً وأيتاماً يتفهمون فيها قراءة القرآن الكريم والنحووالصرف والتفسير والحديث، وجعل لها وقفاً من الأراضي والكروم مايكفيها، وأقام فيها خزانة كبيرة من الخط النفيسة، كما أنشأ مدرسة أم العفيف في مدينة زَبيد، والمدرسة المظفرية في شرقي تعز بناءً على طلب ابنه الملك المظفر الذي توفي في حياة أبيه سنة 712هـ. كما أنشأ القصر المعقلي في ثعبات من بلاد تعز وفيه بركة ماء ونافورة ومجلس طوله خمسة وعشرون ذراعاً وعرضه عشرون ذراعاً.
انتقل الملك المؤيد الرسولي إلى قصر الشجرة بزبيد لسقمٍ أصابه فبقي فيه عشرة أيام حيث توفي، ثم نُقل جثمانه إلى تعز ودُفن في المدرسة المؤيدية التي بناها.
محمد أحمد
للاستزادة
- إسماعيل الأكوع، المدارس الإسلامية في اليمن (مؤسسة الرسالة، بيروت 1986).
- علي بن حسن الخزرجي، العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية (مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء 1983).
- تاج الدين اليماني، تاريخ اليمن المسمى بهجة الزمن في تاريخ اليمن، تحقيق مصطفى حجازي (دار الحدثة، صنعاء 1965).
