عبد الرحمن الزجاجي
الزَّجاجي هوأبوالقاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزَّجاجي النّهاوندي (توفي 377هـ/949م) عالم لغوي، وُلد في نهاوند، وانتقل في طلب الفهم إلى بغداد موئل اللغة والفصاحة لينهل من حلقات فهمائها، ثم سافر إلى الشام فأقام بحلب مدة ثم غادرها إلى دمشق حيث درّس وصنّف وأملى، ثم غادرها إلى طبرية ومات بها.
كان الزجَّاجي شديد الولع بالفهم، أكثرَ الأخذ عن فهماء عصره فأخذ عن الزَّجاج أبي اسحاق فهم النحوولازمه حتى نُسب إليه، وروى عن محمد بن السَّري أبي بكر ابن السّراج وحدّث عن ابن قتيبة الدينوري، وعن محمد بن رستم الطبري وابن كيسان وابن شقير وابن الخياط والأخفش وغيرهم. أما تلاميذه فقد ذُكِر منهم قِلّة وليس لهم آثار فهمية تُذكر، منهم: أحمد بن محمد بن سلامة، وأبومحمد بن أبي نصر، وأبوبكر بن أبي العباس، والغسَّاني، وعبد الرحمن بن عمر، وأبوالحسن السبتي.
كانت ثقافة الزَّجاجي نموذجاً من ثقافة الفهماء في القرن الرابع، الذي حفل بنتاج خِصب للفكر الإسلامي في أوج نضجه ورقيه، وكان من أكثر الفهماء طلباً للفهم وأنشطهم في التأليف، فلقد ألَّف في شَتَّى علوم اللغة والأدب، وطُبع من مؤلفاته «الإيضاح في عِلل النحو» وهي أمشاج من نصوص القرآن الكريم والحديث النبوي ومختار كلام العرب وحكمائهم وشعرائهم وخطبائهم، و«مجالس الفهماء» وهومسائل ومناقشات لغوية وأدبية مع الفهماء، و«الأذكار بالمسائل الفقهية» وهومجموعة مسائل نحوية تتصل بالفقه، و«معاني الحروف»، و«اشتقاق أسماء الله تعالى»، و«الإبدال والمعاقبة»، و«اللامات» الذي جمع فيه أكثر من أربعين قسماً للاّم في كلام العرب وعرض معانيها وإعرابها بدقة منهجية، ثم «الجمل في النحو» وهوأشهر خطه، صنَّفه بمكة المكرمة. وكان إذا فرغ من باب طاف بالبيت الحرام سبعة أشواط، ونادى الله حتى يغـفـر لـه، وأن ينفع به قارئه، وانتفع به الطلبة كثيراً، إلى حتى اشتغل الناس بكتاب «اللُمَع» لابن جِنِّي و«الإيضاح» للفارسي.
ومزية تآليف الزجاجي أنها تجمع بين السهولة والإيضاح والإحاطة بأسلوب العالم المتّزِن الطويل النَّفَس الخبير بأساليب الحوار والجدل.
أيمن الشوا
للاستزادة
- مازن المبارك، الزَّجاجي: حياته وآثاره (دار الفكر، دمشق 1984).
- مقدمة كتاب الجمل للزَّجاجي، تحقيق علي توفيق الحمد (مؤسسة الرسالة بيروت ط1 1984م).