سفر يشوع (بالعبرية: سفر يهوشع ספר יהושע‎؛ بالإنگليزية: Book of Joshua) هوسادس سفر من أسفار التناخ والعهد القديم، ]، خط بحسب التقليد على يد يشوع بن نون في فلسطين خلال القرن الخامس عشر قبل الميلاد، ويغطي فترة زمنية تمتد ثلاثة عقود منذ وفاة موسى حتى وفاة يشوع بن نون، وقد بدأ يشوع قيادة بني إسرائيل حسب السفر بعمر 84 عامًا ومات بعمر 110 سنوات، وهي المدة التي يغطيها السفر.

رفض الصدوقيون السامريون، من الطوائف اليهودية، الاعتراف بقدسية السفر، وسوى ذلك لا خلاف على قدسيته لدى جميع الطوائف اليهودية والمسيحية، يعتبر السفر أيضًا أول سفر ينسب لغير موسى في التناخ والعهد القديم؛ وقد شكك فهماء نقد النصوص في صحة نسبته وتاريخ كتابته ويظهر في السفر بشكل واضح فكرة إسرائيل الكبرى: من البرية ولبنان إلى النهر الكبير نهر الفرات، جميع أراضي الحثيين وإلى البحر الكبير نحومغرب الشمسقد يكون تخمكم. ما يؤيد نظرة فهماء نقد النصوص حتى تعديلات وإضافات أقله قد أدخلت على السفر في أعقاب سبي بابل خلال القرن الخامس قبل الميلاد، حين عاش بنوإسرائيل حوالي القرن ونصف في العراق.

تعني حدثة يشوع في العبرية “الله يخلص”.

يصنف السفر ضمن الأسفار التاريخية، وهوأول سفر يوضع تحت هذا التصنيف والذي يستمر حتى سفر أستير؛ كذلك يصنفه البعض ضمن أسفار الأنبياء السابقين، وتستمر هذه المجموعة حتى سفر الملوك الثاني.

كتابته

سفر يشوع ينسب إلى يشوع من سبط أفرايم ولد في مصر وخرج مع بني إسرائيل، يرد ذكره الأول في سفر الخروج كمعاون لموسى عند محاربة العماليق، وإثر عبادة بنوإسرائيل لعجل المضى قام يشوع بحراسة خيمة الاجتماع، وقبيل وفاة موسى سلّم قيادة الشعب إلى يشوع، فهوصديق موسى وخليفته؛ لكن هذه النسبة تأت من التقليد اليهودي ثمّ المسيحي دون وجود أدلة تثبت ذلك، عملماء نقد النصوص يرجحون فكرة كون المحرر الأول مجهولاً، وسوى ذلك فإن النص ترد فيه عبارات مثل “إلى هذا اليوم” أو“حتى الآن”، يرى التقليد حتى فنخاس الكاهن زميل يشوع من قام بتحرير هذه الأجزاء من السفر، لكن مثل هذه العبارات قد تدلّ على فترة زمنية طويلة تتجاوز القرن؛ بيد حتى تطابق السفر من الناحية التاريخية في وصفه الممالك والأحداث كما هومعروف وشائع يحفظ له مكانته التاريخية والوثوقية، وإن كان بدرجة أقل من التوراة أسفار موسى الخمسة، إذ يظهر في السفر الطابع الأسطوري وطابع تضخيم الأحداث، إذ من المستبعد حتى السفر قد ألف بكامله استنادًا إلى نسج الخيال، وبالوقت نفسه متطابقًا مع أحداث حصلت قبل خمسة قرون من تاريخه، إذا أخذت فترة حكم داوود أوابنه سليمان لبني إسرائيل موعدًا لكتابة السفر، أومن الممكن تحديد الفترة اللاحقة لعودة اليهود من سبي بابل؛ فالراجح حتى السفر حتى لولم يؤلف زمن يشوع، إلا أنه قد خط استنادًا إلى تقليد قوي سليم عنه، أوعن وثائق قديمة فقدت في العصر الحديث، وهذا الرأي يطابق رأي ريتشارد سيمون في القرن الثامن عشر عن التوراة إذ عثر أنها كانت مجموعة وثائق مختلفة نسجت في كتاب واحد على يد عزرا بعيدالعودة من سبي بابل.

وفي حين يبدي الليبراليون من اليهود والمسيحيون قبولاً لهذا الرأي يرفض المحافظون ذلك ويتمسكون بالتقليد القديم بكون يشوع هومؤلف السفر.

إذ إذا المسيحيون يعتقدون حتى للنصوص المقدسة خمسة معاني، المعنى التاريخي والمعنى العقائدي والمعنى النبوي والمعنى الفلسفي والمعنى الصوفي، ويعتبر القديس كليمان الاسكندري أول من أرسى هذه القواعد في القرن الثاني. يقول أوريجين في منتصف القرن الثاني حتى الكتاب المقدس يوحي بحقائق يتيسر فهمها وليس حقائق تاريخية، ويشير: أحيانًا قد يحدث المعنى الحرفي سهل القبول، بيد حتى القارئ المنتبه يفترض أن يتردد أمام بعض المقاطع إذ لا يستطيع اتخاذ قراره دون تفحص عميق دجًا إذا كانت الحادثة ما تعتبر تاريخية أم حرفية أم لا. أما القديس أوغسطين فيقول: إن غلاف التوراة المنفر بوسعه حتى يشتمل خلف الصور على حقائق جوهرية. إلى بيد أنهم يشيرون إلى إمكانية وقوع هذه الأحداث أيضًا.

سيرة السفر وأحداثه

مقدمة

يبدأ السفر بكلام الله إلى يشوع آمرًا إياه بعبور نهر الأردن، مؤكدًا حتى الله يقف مع يشوع كما وقف مع موسى،لا تخف ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تمضى ويطالبه بحفظ الشريعة اليهودية: لا تمل عنها يمينًا ولا شمالاً لكي تفلح حثيما تمضى ثم يذكر السفر كيف من الممكن أن حمل رؤساء الأسباط الاثني عشر تابوت العهد ونزلوا به إلى نهر الأردن فانق النهر أيضًا إلى قسمين كما وقع في البحر الأحمر (انظر سفر الخروج)، وعبر من خلاله بنوإسرائيل نحوأرض فلسطين، وقد أمر يشوع حتى تؤخذ اثني عشر حجرة كبيرة من النهر ترافق بني إسرائيل إلى مسقط مخيمهم الأول وذلك لكي تكون تذكارًا لعبورهم النهر.

إثر عبورهم استقر بنوإسرائيل في التخم الشرقي من أريحا، وعندما أمر الله يشوع بأن يختن الشعب اليهودي مجددًا: في ذلك الوقت نطق الرب ليشوع اصنع لنفسك سكاكين من صوان وعد فاختن بني إسرائيل في تل القلف، وهذا هوسبب ختن يشوع إياهم، إذا جميع الشعب الخارجين من مصر ماتوا في البرية على الطريق، لأن جميع الشعب الذين خرجوا كانوا مختونين، وأما جميع الذكور الذين ولدوا في القفر على الطريق بخروجهم من مصر لم يختنوا. وفي ذاك الموضع يذكر السفر احتفالهم بعيد الفصح، ثم تناولهم المن السماوي للمرة الأخيرة، وانبتر المن في الغد، ولم يكن بعد لبني إسرائيل من، فأكلوا من محصول أرض كنعان في تلك السنة. وتختم المقدمة بظهور رئيس الملائكة ميخائيل ليشوع.

سقوط أريحا

الفصل الثاني في السفر يروي وقع تجسس اثنين من بني إسرائيل على أريحا وكيف منحوا راحاب الزانية عهد الأمان، ويعود السفر في الفصل السادس للحديث عن طريقة سقوط أريحا فهووقع تمّ بطريقة عجائبية وتدخل إلهي.

فبعد حتى حاصر بنوإسرائيل أريحا أخذ الكهنة ورؤساء الشعب ومعهم تابوت العهد بالدوران مرة واحدة حول أسوار المدينة لمدة ستة أيام، وفي اليوم السابع داروا ستة دورات كاملة حول السور وبدؤوا بالدورة السابعة، وعندما أتم الشعب دورته السابعة ضرب الكهنة بالأبواق ونطق يشوع للشعب اهتفوا لان الرب قط أعطاكم المدينة فسقط السور من مكانه تلقائيًا؛ لكن الله منع بني إسرائيل من أخذ أي شيء من المدينة، لكن بنوإسرائيل لم يصيبوا راحاب الزانية أوأسرتها بأي سوء نظرًا لعهد الأمان الذي بتروه معها ومع عائلتها، أما بني إسرائيل أحرقوا المدينة بالنار مع جميع ما بها، أما الفضة والمضى وآنيات النحاس والحديد جعلوها في خزانة بيت الرب وقد قبلت راحاب وعائلتها كجزء من بني إسرائيل.

سقوط عالي ومنح الأمان لجبعون

رغم حتى يشوع قد أبلغ بني إسرائيل بأنه من الممنوع نهب أي شيء من المدينة، لكن السفر يذكر حتى أحدًا يدعى بن كرمي قد خرق الشريعة وعمل حرامًا عندما أخذ لنفسه فضة ومضىًا من المدينة، فعندما اتجه بنوإسرائيل نحوعاي لاحتلالها هزموا بشكل مهين وقتل منهم عدد كبير، وعندما استفسر يشوع سبب ذلك من الله، بين له الله: في وسطك حرام يا إسرائيل، فلا تتمكن من الثبوت أمام أعدائك، حتى تنزعوا الحرام من وسطكم. وبعد تحقيق قام به يشوع اكتشف فاعل الإثم وأمر برجه وعائلته ثم إحراق جثته وجميع أملاكه تطبيقًا لأمر الرب، وبعد مراسيم التطهير من الإثم، صعد يشوع ومعه رجال الشعب إلى مدينة عاي، وأحرق يشوع عاي وجعلها تلاً أبديًا خرابًا، حتى هذا اليوم. ثم يذكر السفر حتى يشوع قدّم ذبائح للرب احتفاءً بنصره، ثم يذكر في الفصل التاسع عن خدعة قام بها سكان جبعون لخوفهم من بني إسرائيل، وقد قاموا بهذه الخدعة ليأخذوا الأمان من يشوع على أرواحهم وهذا ما تمّ لهم عملاً، وعندما اكتشف بنوإسرائيل خدعة بني جبعون استفسر منهم يشوع عن السبب وأبقى الأمان عليهم لكنه حولهم إلى عبيد وحطابين ومستقي ماء إلى بيت الرب وجماعة إسرائيل.

تحالف الملوك الخمسة

الفصل العاشر يذكر تحالف أدوني صادق ملك أورشليم مع ملوك يرموت، حبرون، عجلون، لخيش ضد يشوع، لكن بنوإسرائيل استطاعوا هزيمتهم، وعندما مالت شمس النهار إلى المغيب ولم يفرغ بنوإسرائيل من اغتال أعدائهم، أمر يشوع: يا شمس دومي على جبعون، ويا قمر على وادي أيلون، فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعداءه.

إثر نصره هذا توالت فوزات يشوع فاحتل، لبنة، جازر، دبير، قادش، غزة وجوشن. ثم قضى على تحالف حاصور، مادون، شامور وأكشاف، ينتقل السفر في الفصل الثاني عشر لتعداد الشعوب والملوك الذين هزمهم بنوإسرائيل، وتبدأ عملية قسمة الأراضي بين الأسباط في الفصل الثالث عشر حتى الفصل الثالث والعشرون، إذ يذكر السفر بشكل مشروح أراضي جميع سبط من الأسباط، وأيضًا مدن اللاويين ومدن الملجأ، كما ورد تشريعها في سفر اللاويين وسفر العدد.

ينتهي السفر بعظة طويلة ليشوع يحضّ فيها على الالتزام بالشريعة اليهودية بعد استذكار سيرة بنوإسرائيل منذ أيام إبراهيم، ويختم السفر بخبر وفاة يشوع بن نون عن عمر 110 سنوات.

غاية السفر وأهميته

السفر قليل الأهمية من الناحية العقائدية، لدى الديانة اليهودية، وقد رفض الصدوقيون اعتباره من الأسفار المقدسة، لكنه هام من الناحية التاريخية فهويروي كيف من الممكن أن استطاع بنوإسرائيل دخول فلسطين ويركز بشكل خاص على نظريتي أرض الميعاد وشعب الله المختار؛ بشكل عام لا يمكن حتى يؤخذ السفر خارج إطار تاريخيته البشرية، فالبشر قبل 3500 سنة لمقد يكونوا يتعاملوا مع بعضهم البعض بالكيفية التي يتعاملوا بها اليوم، سوى ذلك يوضح سفر القضاة حتى هؤلاء الملوك وهؤلاء السكان الذين قتلهم بنوإسرائيل بطرق وحشية، كانوا قد ارتكبوا الكثير من المذابح فعمل بنوإسرائيل العدل بذلك: فهرب أدوني بارق فتبعوه وبتروا أباهم يديه ورجليه؛ فنطق أدوني بارق سبعون ملكًا مقطوعة أباهم أيديهم وأرجلهم كانوا يقتاتون تحت مائدي. كما عملت كذلك جازاني الله.

وقد زادت أهمية السفر في أعقاب ازدهار الحركة الصهيونية في القرن التاسع عشر؛ أما في المسيحية يعتبر السفر قليل الأهمية أيضًا ويفسر عمومًا بشكل رمزي: يؤكد السفر على أهمية العمل على تطبيق شريعة الرب احرصوا جدًا حتى تعملوا الوصية والشريعة التي أمركم بها موسى عبد الرب، حتى اتبعوا الرب إلهكم وسيروا في جميع طرقه، واحفظوا وصاياه والتصقوا به، وأن تعبدوه بكل قلبكم وبكل نفسكم. إضافة إلى تحقيق الوعد، النصرة، والميراث، كذلك يرى المسيحيون في يشوع رمزًا ليسوع. فضلاً عن دعوة الشعب نحوالقداسة تقدسوا لأن الرب سيعمل في وسطكم عجائب ويعطي السفر الدليل حتى وعود الله صادقة: لم تسقط حدثة من جميع الكلام الصالح الذي وقع به الرب بيت إسرائيل بل الكل صار.

كذلك يعتبر المسيحيون السفر هامًا لإجراء المقارنة في العهد القديم وشريعته والعهد الجديد وشريعته، فيسوع قد ألغى الشريعة القديمة فيما يخصّ التعامل مع الأعداء: أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم. أما الاستشهاد بالسفر في العهد الجديد فهوقليل ويظهر بشكل عرضي، كالإشارة إلى في سفر أعمال الرسل لاحتلال يشوع الأرض، خلال عظة اسطفانوس أول الشمامسة.

المواضيع وصنف الكتابة

الصنف (تاريخياً)

انظر أيضاً

• The Bible Unearthed
• The Bible's Buried Secrets
• Ed (biblical reference)
• عبر الأردن (التوراة)

الهامش

ببليوگرافيا

سفر يوشع

• Book of Joshua

وصلات خارجية

• Book of Joshua article (Jewish Encyclopedia)