كمال داود
تصوير كلود ترونگ-ووك
كمال داود Kamel Daoud (مواليد 17 يونيو1970) هومحرر وصحفي جزائري. وُلِد في مستغانم، الجزائر. ويعيش حالياً في وهران.
يحرر داود صحيفة يومية باللغة الفرنسية، هي يومية وهران Le quotidien d’Oran حيث يسهم زاوية منتظمة وشهيرة محلياً بعنوان "رأينا هورأيكم Raina Raikoum"، غالباً ما يخصّصها لانتقاد الوضع السياسي الجزائري بأسلوب ساخر ولاذع تعكسه هذه الجملة التي خطها أخيراً، واصفاً الحالة الجزائرية الراهنة: "ليس ثمة مخرج: الله أمامنا وفرنسا وراءنا. الربيع العربي على اليسار والعشرية السوداء على اليمين".
الرواية الافتتاحية لداود تحقيق ميرسوThe Meursault Investigation (Meursault, contre-enquête) فازت بـ جائزة گونكور لأول رواية، وجائزة فرانسوا مورياك، وجائزة القارات الخمس للفرانكوفونية كما بلغ التصفيات النهائية لـجائزة رنودو.
آراؤه في العروبة والإسلام - وفتوى تكفيره
خلال حلوله ضيفا على القناة الفرنسية الثانية السبت الماضي في حلقة "لم ننم بعد" أطلق داود عدة تصريحات مثيرة تتعلق بموقفه من قضايا اللغة والدين والانتماء. وردا على سؤال لمقدم الحلقة بشأن اعتقاده بوجود هوية عربية أجاب "أنا لم أشعر بنفسي يوما عربيا"، وكشف حتى "هذا الحديث عادة ما يسبب له تهجمات ضد شخصه"، ليؤكد أنه "جزائري وليس عربيا" لأن العروبة ليست جنسية، واعتبر حتى "العروبة احتلال وسيطرة".
وبخصوص موقفه من الدين اعترف داود بأنه كان إسلاميا في بداية شبابه بسبب غياب بدائل أيديولوجية أوفلسفية تطرح أمام الفرد الجزائري، وأضاف حتى "الشاب الجزائري يجد نفسه مجبولا على الإسلاموية منذ صغره باعتباره فكرا شموليا"، ونطق إذا "علاقة العرب بربهم هي من جعلتهم متخلفين".
فصدرت ضده فتوى من مسؤول تنظيم جبهة الصحوة السلفية بالجزائر، عبد الفتاح زيراوي حمداش، بتكفير الروائي الجزائري كمال داود والمطالبة بإعدامه علناً.
جزائريٌ سخّر قلمه لمحاربة الإسلام والعربية
- بقلم عثمان سعدي
عُرف كمال داود بأنه عدوّ مناهض للغة العربية، وعدولكل ما عربي، يمقت حدثة عربي ويضعها دائما في كتاباته بين مزدوجتين، نشر كمال داود في لوكوتيديان دورون يوم 17 / 12 / 2009 منطقا بعنوان (المحوالحتمي للاستعمار الأفقي) يعلن فيه: "إننا نحن الجزائريين لسنا عرباً وأن اللغة العربية المقدسة جدا لغة ميتة جدا... إذا الاستعمار الأفقي العربي خلق منا مستعمَرين للعروبة... إنني جزائريٌ ولغتي هي اللغة الجزائرية وليست العربية". وخط في الصحيفة الفرنسية (الفيگاروليتيرير عدد 16/10/2014) فيقول: "أنا أخط بالفرنسية ولا أخط بالعربية، لأن هذه لغة مفخّخة بالمقدّس".
في أكتوبر 2013 نشر روايته التي مرّت بدون اهتمام، رواية ميرسو، تحقيق مضادّ، هذه الرواية ليست سوى محاكمة ضد الجزائريين وثقافتهم، وضد الإسلام، التي تعتبر عنده عناصر حصرية، إلى غير ذلك يخط عن القرآن فيقول: "أحيانا أتصفح كتابهم، الكتاب الذي أجد فيه لغوا غريبا، ونحيبا، وتهديدات، وهذياناً، تجعلني أشعر بأنني أستمع إلى حارس ليلي عجوز وهويهذي..." (صفحة 8). والعياذ بالله، وعن جيرانه الجزائريين يقول: "أطفالهم تعجّ كالدود على جسدي" (صفحة 79). ويتحدث عن مدينة الجزائر فيقول عنها "إنها عاصمة بشعة".
في 25 يونيو/حزيران 2014 نشر كمال داود في مسقط Algerie focus منطقا عنوانه (جبهة التحرير الوطني أكرهك) نطق فيه: "قتْلُ جبهة التحرير الوطني كقتْل فرنسا المستعمَرة، هذا ما كانت تتمناه فرنسا. أمنيتي حتى أرى جبهة التحرير تُعدم على حائط وأن أبصق على جثتها، حتى أراها مدمّرة تدميرا لم تتمكن فرنسا من تحقيقه". المقصود هنا ليست جبهة تحرير الآن وإنما جبهة التحرير 1954ــ 1962.
في 19 نوفمبر 2012، أثناء القَنْبلة الأولى على غزة، نشر كمال داود منطقاً في مسقط Algerie Focus نطق فيه "إسرائيل تقنبل غزة هذا تقريبا تفاصيل في حوادث الشعبين المُزمنة... إذا فلسطين هي البلد الذي يُستعمل في القول بأن الإسرائيليين هم سيّئون بطبعهم بحيث يُنسى بأن العرب أكثر سوءاً". هذا الموضوع لم يلفت الانتباه في ذلك الوقت بالرغم من حتى (جمعية أوروبا - إسرائيل) نشرته.
ولكن هذه المرة منطقه عن جبهة التحرير يلفت الانتباه في هذه الأوساط، إلى غير ذلك بعد أيام من صدوره أي فيستة يوليو- تموز 2014 يخط پيير أسولين عضومجلس التحكيم لجائزة گونكور منطقا طويلا في مسقط (جمهورية الخط) بعنوان (الغريب الآخر) يشيد فيه -بحماسٍ- برواية كمال داود بحيث سيصبح من أكبر المتحمسين لكمال داود.
إن پيير أسولين مناضلٌ صهيوني، ينشط بقوّة في نشاط (مجلس تمثيل المؤسسات اليهودية بفرنسا). إنه مشاركٌ في تحرير أسبوعية (الوقائع اليهودية). زوجته أنجيلا يگداروڤ عضونشط في المنظمة العالمية للنساء الصهيونيات. بيير أسولين كان قد فاز بالجائزة الأوروبية لهذه المنظمة.
في يونيوـ حزيران 2012 هاجم پيير أسولين بعنف سفيرَ فلسطين في منظمة اليونسكوالسيّد إلياس صنبر بسبب انتقاده لزيارة المحرر الجزائري بوعلام صنصال لإسرائيل. هل كمال داود على خط سير صنصال؟
وغداة انعقاد مجالس الجوائز الأدبية الفرنسية، عاد كمال داود هكذا في صميم أيام قَنْبلة غزة، فخط في صحيفة "يومية وهران Le Quotidien d'Oran"، منطقا يوم 12/7/2014 بعنوان (لماذا أنا غير نصير لفلسطين؟) نطق فيه: "إن العالم الذي يُنطق عنه عربي يعتبر وزنا معطِّلا في بقية الإنسانية.. ويقارن الوضع في غزة بالوضع في وادي ميزاب بجنوب الجزائر". ومنذ الآن صارت الصحافة الفرنسية-الصهيونية تصف كمال داود بـ(المتمرد المقاوم). وفي 25/07/2014 يعيد مسقط (عِشْ في تل أبيب) نشرَ منطق محمد قاسيمي: (هل لا بدّ من حرق كمال داود؟) الذي يدافع فيه عن كمال داود.
أسبوعية لوپوان التي تعتبر المجال الذي يمرح فيه الصهيوني برنار هنري ليفي تدلي بدلوها وتنشر لكمال داود منطقا يوم 24 /سبعة / 2014 يستنكر فيه المسيرات التي ساندت فلسطين في حي باربيس في باريس المشهور بإقامة الجزائريين فيه، فهماً بأن هذه الأسبوعية تؤيد باستمرار إسرائيل.
إلى غير ذلك تصاعد بفرنسا الاهتمام برواية كمال داود (ميرسو.. تحقيق مضاد) ففي 21 /سبعة / 2014 أياما قليلة بعد منطقه الجديد عن غزة تنشر في پاري ماتش إشادة كبيرة برواية كمال داود رفيقةُ فرانسوا هولاند السابقة ڤاليري ترييرويير. وتلحق صحفٌ أخرى بالإشادة، فتوضع الرواية في قائمة الجوائز الأدبية: گونكور، جائزة رونودو. وتحصل الرواية على جائزة فرانسوا مورياك، ثم على جائزة القارات الخمس للفرانكفونية.
وفيخمسة نوفمبر 2014 وهويعبر عن غمّه بعدم حصوله على جائزة گونكور يصرح كمال داود لوكالة الأنباء الفرنسية بما يلي: "إن مجلس التحكيم لگونكور ضيّع فرصة تاريخية في الانفتاح على بقية العالم، لأنه في المغرب هذه الجائزة كانت منتظرة جدا، وعبر عن ذلك كرسالة ثقيلة في معناها". ومعنى ذلك حتى الجائزة غير موجهة لنوعية الرواية كعمل أدبي، لكن (توجيه رسالة للمغرب) أين الفن الأدبي في جميع هذا؟
هوامش
- ^ عبد الإله الصالحي (2014-10-11). "كامل داود.. ثأر "الغريب" من كامو". صحيفة الشروق الجزائرية.
- ^ "Le Goncourt du premier roman 2015". Academie Goncourt. May 5, 2015. Retrieved May 7, 2015.
- ^ http://themodernnovelblog.com/2014/10/29/kamel-daoud-meursault-contre-enque%cc%82te-meursault-counter-investigation/
- ^ ياسين بودهان (2014-12-17). "فتوى بتكفير الروائي كمال داود تثير جدلا بالجزائر". قناة الجزيرة الفضائية.
- ^ عثمان سعدي (2014-12-10). "كمال داود.. جزائريٌ سخّر قلمه لمحاربة الإسلام والعربية". صحيفة الشروق الجزائرية.
- ^ نشر كمال داود في (لوكوتيديان دورون) يوم 17 / 12 / 2009 منطقا بعنوان (المحوالحتمي للاستعمار الأفقي) يعلن فيه: "إننا نحن الجزائريين لسنا عرباً وأن اللغة العربية المقدسة جدا لغة ميتة جدا... إذا الاستعمار الأفقي العربي خلق منا مستعمَرين للعروبة... إنني جزائريٌ ولغتي هي اللغة الجزائرية وليست العربية".
