تاريخ أفريقيا

عودة للموسوعة

تاريخ أفريقيا

مسلة في معبد الأقصر، مصر. ح. 1200 ق.م.
فارس أفريقي من باقرمي.

يبدأ تاريخ أفريقيا بظهور الإنسان العاقل في شرق أفريقيا، ويستمر حتى الحاضر كخليط من الدول النامية المتنوعة ثقافياً وسياسياً. يعتقد ان بها كان مولد الجنس البشري بعد تطوره من جنس القرد منذ 5-ثمانية مليون سنة. وظهر البشر أسلاف جنسنا المعاصر منذ 130 ألف سنة وحتي 90 ألف سنة. وانتشر علي التتابع خارج القارة الأفريقية. وظهرت الحضارة المصرية القديمة بشمال شرق أفريقيا منذخمسة آلاف سنة. ومع الزمن ظهرت وأفلت ثقافات ودول مختلفة. ومنذ 500 سنة كانت توجد مدن مزدهرة وأسواق عامرة ومراكز ناهضة للتعليم حيث كانت تنتشر بالقارة. حتي أتي المستعمرون الأوربيون كتجار للعبيد وافدين. وكانوا يرسلونهم بالملايين قسرا لتعمير المستعمرات بالكاريبي وشمال وجنوب أمريكا. ونهبوا ثرواتها من خلال إستعمارها بالكامل في القرن 19م. . وبأفريقيا حاليا 53 دولة.

المنهجية وعصر ما قبل التاريخ في أفريقيا، المجلد الأول. لقراءة الكتاب، اضغط على الصورة.

منذ 130 ألف سنة و90 ألف سنة ظهر الإنسان العاقل، في شرق وجنوب القارة وكان يعيش في العصر الحجري (مادة) وصنع الخطافات والإبر من العظام والشفرات من الحجر الرقيق حيث شكل منها المكاشط وسكاكين اليد والسهام والرماح بعد تثبيتها في عصي. ومنذ 90 ألف سنة نزح إلي الشرق الأوسط وأوربا ووسط آسيا وما وراءها. وكان البشر المعاصرين كانوا أعقاب هؤلاء الأسلاف الأفارقة. ومنذ 40 ألف سنة كان البشر الأفارقة الأوائل يجمعون الثمار ويصطادون الأسمال والحيوانات البرية. وفي جميع المناطق الأفريقية التي حلوا بها توائموا مع بيئاتهم المناخية المتغيرة والمعيشية. ومابين سنتي 16000 ق.م. و13000ٌ ق.م. كان المناخ أكثر جفافا عما هوعليه حاليا. وكانت الصحراء تمتد شمالا وجنوبا علي حساب السهول العشبية والغابات وتقلصت مساحة الغابات الإستوائية المطيرة. وهذا ما سبب ضغطا علي السكان القدماء مما جعلهم يطورون تقنياتهم والعيش علي مصادر الطعام المتاحة لهم. ونشروا تقنياتهم وثقافاتهم ولغاتهم فيما وراء مواطنهم. فأثروا علي بقية السكان. وهذه الفترةأظهرت الأربع لغات الأفريقية الكبري كاللغة الأفروآسيوية Afro-Asiatic والنيلوصحراوية، والنيجر كونغوية وكهيزان التي من بينها إنحدرت جميع اللغات الأفريقية. فمن إريتريا وتلال البحر الأحمر حتي شمال السودان كان السكان يتحدثون اللغة الأفروآسيوية وكانوا يجمعون بذور الحشائش البرية ويطحنونها لدقيق. وخلال ألف سنة نشروا لغتهم وثقافتهم شمالا في مصر وغربا في جميع شمال أفريقيا. وفي منطقة النيل بأواسط السودان كان السكان يتحدثون اللغة النيلوصحراوية. وكانوا يصطادون الوعول الكبيرة والماشية. وهؤلاء إنتشروا جنوب شرق أفريقيا وغرب جنوب الصحراء .وفي مراعي وغابات غرب أفريقيا كان المتحدثون لغة النيجر كونغوية يصطادون بالقوس والسهام ويصطادون الأسماك بالخطاطيف، وكانوا يجمعون من التربة البطاطا(اليام) وانتشرت ثقافتهم ولغاتهم في غرب ووسط أفريقيا وامتدت لتخوم جنوب القارة. وفي شرق افريقيا إستطاع أحفاد المتحدثين لغة كهوزان التوافق مع هذه الفنرة. فصنعوا كميات آلات حجرية دقيقة مشحوذة للصيد ولأغراض أخرى. وهذه الآلات الحادة مكنت شعب كهوزان من حتىقد يكونوا صيادين مهرة والإنتشار في جنوب أفريقيا .ورغم التغيرات المناخية خلال آلاف السنين لمقد يكونوا بحاجة لتربية الحيوانات والزراعة كجيرانهم في الشمال. وبين سنتي 11000 ق.م. و3599 ق.م. إجتاح أفريقيا طور مناخ مطير، وصل أعلي مداه مابين سنتي 9000 ق.م. و6000ق.م. وأصبحت الصحاري غشبية وحولها غابات وبها أنهار تنبع من أهالي وظهرت بحيرة تشاد الكبرى. وتغير المناخ بشكل كبير حيث ظهرت الزراعة وتربية الحيوانات. أما شعب النيلوصحراوي في وسط السودان كانوا يحصلون علي الحبوب من جيرانهم الأفروآسيويين. وغرسوا السورجم العشبي الإستوائي سنة 8000 ق.م. وفي هذا الوقت إخترعوا تقنيات لصنع الفخار وجمع وتخزين الطعام والمياه. وفي نفس هذه الفترة كان المتحدثون لغة نيلوصحاري روضوا الماشية البرية حول وادي النيل. ومابين سنتي 7000ق.م. و5000 ق.م. كانوا يستعملون الرحاية ويغرسون القرع والشمام والبقول ونشروا فلاحتهم وممارسة رعيهم لبتران مواشيهم بإتجاه الغرب عبر الصحراء الجنوبية. وفي هذه الفنرة بالشمال، كان المتحدثون اللغة الأفروآسيوية قد حملوا معهم البذور البرية لمصر وربوا الحمير والخنازير. ومنها إنتشروا بالشرق الأوسط حيث غرسوا الحنطة والشعير. ومن هناك إنتشرت زراعة القمح بالمناطق الساحلية علي البحر الأبيض المتوسط بشمال أفريقيا. وفي هذه الأثناء ظهر شعب كوشيتك . وكان يتحدث الكوشيتكية وهي لغة منحدرة من اللغة الأفروآسيوية. وقام بنشر الرعي وزراعة الحبوب بالقرن الأفريقي والسهول الوسطي بشرق آسيا وفي وديان مرتفعات إثيوبيا غرسوا حبوب التيف ونبات الإنست الذي ثمرته تشبه الموز. وفي غرب أفريقيا حيث عاش المتحدثون باللغة النيجروكنجوية، وكانوا يغرسون بطاطة اليام في سافانا الغابات مابين سنتي 8000 ق.م. و5000 ق.م. وغرسوا أيضا نخيل الزيوت ونخيل رافيا والبسلة والسوداني وجوز الكولا. وربوا دجاج غنيا. كما غرسوا الأرز في دلتا نهر النيجر. وبعد سنة 3000 ق.م. صنعوا البلط الحجرية المصقولة لبتر الأشجار بالغابات وتوغلوا في المناطق المطيرة بها بالغرب وحوض نهر الكونغوبجنوب شرقه. وبسبب المطار الغزيروة ظهر الصيد بالأنهار والبحيرات إبتداء من بحيرة تشاد لأعالي النيل وجنوبا لبحيرة تولركانا والوادي المتصدع بشرق افريقيا. فكان صيادوالأسماك يتاجرون فيها ويبيعون الأسماك المجففة للحصول علي حبوبهم والمنتجات الأخري من جيرانهم. زفي سنة 3500 إنحسرت الأمطار وأصبخت المناطق جافة وتحولت لصحراء، هج منها بتران الماشية وتقلصت الزراعات ولم يبق منها سوى ما حول مصادر المياه الدائمة كوادي النيل ببلاد النوبة (مادة) بشمال السودان وجنوب مصر بمنطقة الشلالات. وفي العصر الجليدي ظهرت المشغولات المعدنية لأول مرة بأفريقيا في مصر قبل توحيدها عام 3100 ق.م. حيث كان النحاس يستخدم بها. وظلت الحجارة والنحاس أبرز الموادالتي يصنع منها الآلات وقتها بمصر حتي القرن 17 ق.م. عندما غزا الهكسوس البلاد من الشرق ألوسط. وحملوا معهم البرونزالسبيكة المتينة إليها. وأثناء حكم المملكة الحديثة كان المضى يزين المجوهرات وقصور الفراعنة ومقابرهم. وفي غرب مصر بجبال النيجر أكتشف النحاس وكانت أعمال النحاس هناك منذ سنة 3000 ق.م. . وبحلول سنة 1500 ق.م. كانت تقنيات تصنيع النحاس قد تطورت وصنعت أفران صهره. وانتشرت صناعاته في جنوب الصحراء بالجزء الشمالي لأفريقيا. واتىت تقنية صهر الحديد في الأفران من الشرق الأوسط لشمال شرق أفريقيا بمصر (من الحيثيين (مادة)) منذ عام 670 ق.م. لكنه كان معروفا في جنوب الصحراء الكبري قبل وصوله مصر بحوالي 300 سنة حبث كان يصهر في الأفران ويصنع منه المشغولات الحديدية ولاسيما حول بحيرة تشاد وفي مناطق البحيرات الكبري بشرق أفريقيا كبحيرة فيكتوريا تنجانيقا منذ 1000 سنة ق. م. وانتشرت تقنية تصنيعه لدي الشعوب الزراعية في غرب ووسط وشرق افريقيا، ووصل جنوب أفريقيا في القرون الأولي ميلادية. ولوجود ووفرته صنعت الآلات والأسلحة الحديدية مما مكن سكان غرب أفريقيا من تقطيع الأشجار بالغابات لزراعتها وتطوير أساليب صيد الحيوانات. وهذا شجع السكان علي الزراعة وإنتشار المجانعات الزراعية. ولاسيما في أراضي دلتا نهر النيجر حيث إنتشرت القري الريفية. وكان القرويون ينتجون الأسماك المجففة والأرز والقطن. وكانوا ينتجون أكثر من إحتياجهم، فكانوا يتاجرون بها مع جيرانهم. وحوالي سنة 250 ق.م. جنوب مالي أكبر المراكز التجارية. وانتشرت زراعة الأرز في غينيا وسيراليون وليبيريا. وفي هذه الدول إستطاع الفلاحون المحليون تطوير تقنية الري. فكانوا يستعملون المياه المالحة المد بالمحيط في تطهير الأرض من الحشائش واستعمال مياه الأنهار العذبة لري الأرز. وكان العبيد الذين أخذوا قسرا وقهرا بعد عدة قرون، نقلوا معهم تقنيات الزراعة لولاية كاروليتا الأمريكية. وفي غرب أفريقيا كان بالمجتمعات النيجروكونغوية صناع مهرة للمشغولات اليدوية، حبث كانوا متخصصين في حفر الخشب وصناعة القوارب الكانوcanoes التي كانت من سيقان الشجار المحفورة والكراسي بثلاثة أرجل والأقنعة التي كانت تستعمل في الأعياد والطقوس الدينية. وفي سهول وسط نيجيريا المترامية حيث ظهرت منذ عام 500 ق.م. حضارة النوك حيث كان الصناع المهرة يستخدمون تقنية النقش وصناعة الفخار في نحت الرؤوس للأشخاص والحيوانات من الطين الطري ويجففونه. وبحلول عام 2000 ق.م. نزح فلاحوشعب البانتومن الكاميرون وشرق نيجيريا إلي غابات حوض نهر الكونغو. وحملوا معهم ثقافة نيجركونغو. أبحروا ووصلوا في قوارب الكانو. وأقاموا مستوطناتهم علي ضفتي نهر الكونغووغرسوا بطاطا اليام ونخيل الزيوت واصطادوا الحيوانات والأسماك. وفي سنة 1000ق.م . توغلوا لما وراء الغابات ووصلوا المراعي العشبية في أنجولا ومنطقة البحيرات الكبري وتفهموا تصنيع الحديد وكيفية تربية المواشي وزراعة الحبوب من جيرانهم السودانيين والكوشيتين. ففلاحوشعب البانتوكان يغرس البطاطا ويبذر الحبوب ويرعي المواشي ويربي الحيوانات الداجنة ويصنع الحديد والفخار. وهذه المهارات التقنية جعلتهم ينتشرون بمجموعات صغيرة في شرق ووسط وجنوب أفريقيا مابين سنتي 300 ق.م. و300 م. وتفاعلوا مع سكان هذه المناطق من الكهوزان. والمنطقة الوحيدة التي لم يصلوها هي الركن الغربي الجنوبي من أفريقيا، لأنها كانت منطقة جافة لاتصلح للزراعة. وكان الإغريق قد إستولوا علي مصر عام 332 ق.م. فربطوها بثروات البحر ألأبيض المتوسط، وتكيفوا مع الثقافة المصرية. وأصبحت اليونانية لغة الدواوين والتجارة. وأقاموا الإسكندرية كعاصمة لهم والتي أصبحت بعد عدة قروم أبرز المراكز التجارية في العالم القديم. واستولي الرومان علي مصر عام 31 ق.م. وكانت مصر تمد روما بالقمح. كما إستولوا علي شمال أفريقيا منذ 150 ق.م. (أنظر :قرطاج). وكان الرومان يطلقون علي إقليم تونس الخاضع بهم حدثة أفريقيا. وكان بغربه ممالك قبائل البربر التي كانت رعاة بالجبال واستقروا للزراعة علي السواحل في شمال الجزائر وموريتانيا وشمال مراكش. وكان الرومان يطلقون عليها نوميديا. وهذ المناطق حافظت علي إستقلالها. لكنها دخلت في معاهدات تجارية مع الرومان. لكت بحلول عام 200 م. أصبحت هذه البلدان خاضعة للرومان. وكام شمال أفريقيا الروماني يمد الامبراطورية الرومانية بالقمح والزيتون الذي كان ينموعلي الساحل وظهرت مزارع شاسعة يعمل بها العبيد البربر. ولما إنقسمت الإمبراطورية الرومانية خضع شمال أفريقيا للفندال الجرمانيين ثم للإمبراطورية البيزنطية بالقسطنطينية عام 533م. وفي سنة 100 م. دخلت المسيحية مصر ومنها إنتشرت للنوبة وإثيوبيا بالجنوب وبالغرب بلغت البربر بشمال أفريقيا. وكان الرومان قد أدخلوا الجمل سنة 200 م. ويعتبر ثورة في المواصلات عبر رمال الصحراء بالشمال الأفريقي. وكانت قوافل الجمال التجارية تعبر الصحراء في شهرين وتتوجه من واحة لأخري. فانتعشت التجارة بسبب ظهور الجمال، بين غرب أفريقيا حبث تصدر العبيد والمضى والملح والمنتجات الحيوانية، وبين ساحل البحر الأبيض المتوسط حيث كان يجلب منه الخيول والملابس والأسلحة. ودخل العرب المسلمون مصر ودخل معهم الإسلام عام 641 م. وتحولت الأغلبية المصرية للإسلام الذي إنتشر بشمال أفريقيا بالقرن السابع وبلغ منها أسبانيا وقتها. ودخلت النوبة في الإسلام بالقرن 14م. عن طريق التجار العرب. وظهرت مملكة غانا في منطقة بينية بين الصحراء الكبري والغلبات بجنوب شرق موريتانيا. وكان الهدف من قيامها التجارة في المضى الذي ينتج في جنوبها وتشتريه قوافل بدوالصحراء التجارية لتحمله الجمال لشمال أفريقيا. وكانت غانا قد تحولت علي أيدي المرابطين بمراكش للإسلام في القرن 11م. وكانت قبائل سونينك ومادينكا (أومنديجوأومالينك) قد إنفصلت عن غانا عام 1230 حيث قام قائد ماندينكا ساندياتا كيتا، بتكوين إتحاد للقبائل في الوادي الخصيب باعالي نهر النيجر وجعل جيرانه تحت سيطرته مؤسسا إمبراطورية مالي وكانت اكبر من مملكة غانا. وقامت إمبراطورية سونغاي (سونجهاي)، في الجانب الشرقي لمنحني نهر النيجر، وعاصمتها جاو. وكانت مملكة تجارية بجانب النهر منذ القرنثمانية م. وكانت أول دولة تنفصل عن إستعمار مالي. وكانت تمتد من ساحل المحيط الأطلنطي حتي وسط النيجر وفي أواخر القرن 16 م. عانت الإمبراطورية من الصراعات والنزاعات مما أضعف السلطة المركزية حبث نشأت عدة دول بالشرق كبورنوودول مدن الهوسا وسلطنة الطوارق. واستولت عليها مراكش عام 1591 م.


قبل التاريخ


الپاليوثيني

African biface artifact (spear point) dated in Late Stone Age period


تعدّ إفريقيا المهد الأول للإنسان والحضارة الإنسانية. ففي جنوبي القارة وشرقيها، وفي تشاد عثر على هياكل عظمية لكائنات أطلق عليها اسم «أوسترالوبيتك» Australopitheque، أشهرها إنسان الزنج الذي عثر عليه في منطقة «الدوفاي» شمالي تنزانيا ويعود تاريخه إلى 1.700.000 عام حين بدأت العصور الحجرية، واستمرت في بعض أجزاء إفريقيا حتى وقت قريب، كما تم العثور على بقايا عظام بشرية ترجع إلى نحوثلاثة ملايين سنة وأكثر. وفي الألف الثاني ق.م بدأ استخدام المعادن في حوض البحر المتوسط مؤذناً بنهاية العصور الحجرية، غير حتى صناعة المعادن لم تنتشر في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلا في السنوات الأولى للميلاد. واستمرت بعض القبائل مثل البوشمن والهوتنتوت في استخدام الأدوات الحجرية حتى القرن الثامن عشر. ومع حتى المواقع الأثرية المميزة قليلة العدد في شمالي إفريقية والصحراء الكبرى وإثيوبيا (الحبشة)، وكينيا، وتنزانيا، وزامبيا، وجمهورية جنوب إفريقيا فهي تشهد على حتى إفريقية عهدت ثقافات موغلة في القدم؛ إذ ظهرت ثقافة الدوفاي في العصر الحجري القديم (الباليوليتي)، ووجدت آثارها وبقايا صانعيها في عدد من مناطق إفريقية. ونشأت الثقافة الآشولية ـ الأبفيلية في العصر الحجري القديم الأدنى، كما عثر على بقايا صانعيها ومخلفاتها في جميع أنحاء إفريقيا تقريباً، بيد أنها فقدت سيطرتها في العصر الانتنطقي من العصر الحجري القديم الأدنى إلى العصر الحجري القديم الأوسط، وظهرت أنماط ثقافية متعددة ومختلفة تعايشت في الزمان والمكان نفسيهما. كما بدأ التمايز في الأنماط الثقافية بين شمالي إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى. ففي حين شهدت الأخيرة عودة تدريجية إلى ثقافة العصر السابق، وظهرت فيها أنماط ثقافية جديدة هي الستلنبوشية Stellembosch والفاورسميثية Fawresmith، عهدت مناطق شمالي إفريقيا ثقافة جديدة على النمط اللفلوازي ـ الموستيري تمتاز بظهور السكاكين والمقاحف المصنوعة من رقائق حجرية مشذبة. وأصبح هذا التمايز بين شمال الصحراء وجنوبها أشد وضوحاً في العصر الحجري القديم الأوسط حين شهدت إفريقيةا ظهور الرماح المستدقة الطرف التي زودت بعد ذلك بقبضات لتغدوأسلحة وأدوات أكثر فاعلية. وقد عثر في المناطق الحراجية في غربي إفريقية على أكثر أدوات العصر الحجري القديم تقدماً في القارة وهي رؤوس سهام طويلة وسكاكين. وأصبح للخشب ومنتجاته أهمية في اقتصاديات هذه المناطق، يشير على ذلك أعداد الأزاميل والمظافر والفؤوس التي عثر عليها. وفي حين عهدت مناطق شمالي إفريقية ثقافات العصر الحجري القديم الأعلى النصلية منذ بداياته، فإن معظم أنحاء القارة لم تتأثر بها إلا في فترة لاحقة من هذا العصر، عهدت بعض مناطق إفريقيا الشمالية ثقافات العصر الحجري الحديث أوالنيوليتي كالفيّوم في مصر (الألف الخامس ق.م) ووادي النيل قبل السلالة المصرية الأولى بنحو1000عام، وانتشرت هذه الثقافات في غربي إفريقيا وجنوبي غربيها بعد عام 2500ق.م مع جفاف المناخ الصحراوي، كما تدل على ذلك ثقافة التماثيل النوكية، ثم انتقلت إلى شرقي إفريقيا في حين لم تعهد معظم أنحاء القارة جنوب الصحراء الكبرى العصر النيوليتي الحقيقي.


ظهور الزراعة

انتشرت زراعة الأرز في غينيا وسيراليون وليبيريا. وفي هذه الدول استطاع الفلاحون المحليون تطوير تقنية الري. فكانوا يستعملون المياه المالحة المد بالمحيط في تطهير الأرض من الحشائش واستعمال مياه الأنهار العذبة لري الأرز. وكان العبيد الذين أخذوا قسرا وقهرا بعد عدة قرون، نقلوا معهم تقنيات الزراعة لولاية كاروليتا الأمريكية. وفي غرب أفريقيا كان بالمجتمعات النيجروكونغوية صناع مهرة للمشغولات اليدوية، حبث كانوا متخصصين في حفر الخشب وصناعة القوارب الكانوcanoes التي كانت من سيقان الشجار المحفورة والكراسي بثلاثة أرجل والأقنعة التي كانت تستعمل في الأعياد والطقوس الدينية. وفي سهول وسط نيجيريا المترامية حيث ظهرت منذ عام 500 ق.م. حضارة النوك حيث كان الصناع المهرة يستخدمون تقنية النقش وصناعة الفخار في نحت الرؤوس للأشخاص والحيوانات من الطين الطري ويجففونه. وبحلول عام 2000 ق.م. نزح فلاحوشعب البانتومن الكاميرون وشرق نيجيريا إلي غابات حوض نهر الكونغو. وحملوا معهم ثقافة نيجركونغو. أبحروا ووصلوا في قوارب الكانو. وأقاموا مستوطناتهم علي ضفتي نهر الكونغووغرسوا بطاطا اليام ونخيل الزيوت واصطادوا الحيوانات والأسماك. وفي سنة 1000ق.م. توغلوا لما وراء الغابات ووصلوا المراعي العشبية في أنجولا ومنطقة البحيرات الكبري وتفهموا تصنيع الحديد وكيفية تربية المواشي وزراعة الحبوب من جيرانهم السودانيين والكوشيتين. ففلاحوشعب البانتوكان يغرس البطاطا ويبذر الحبوب ويرعي المواشي ويربي الحيوانات الداجنة ويصنع الحديد والفخار. وهذه المهارات التقنية جعلتهم ينتشرون بمجموعات صغيرة في شرق ووسط وجنوب أفريقيا ما بين سنتي 300 ق.م. و300 م. وتفاعلوا مع سكان هذه المناطق من الكهوزان. والمنطقة الوحيدة التي لم يصلوها هي الركن الغربي الجنوبي من أفريقيا، لأنها كانت منطقة جافة لاتصلح للزراعة.


المشغولات المعدنية

منطق رئيسي: تعدين النحاس في أفريقيا
منطق رئيسي: تعدين الحديد في أفريقيا
9th century bronze staff head in form of a coiled snake, Igbo-Ukwu, Nigeria

ظهرت المشغولات المعدنية لأول مرة بأفريقيا في مصر قبل توحيدها عام 3100 ق.م. حيث كان النحاس يستخدم بها. وظلت الحجارة والنحاس أبرز الموادالتي يصنع منها الآلات وقتها بمصر حتي القرن 17 ق.م. عندما غزا الهكسوس البلاد من الشرق ألوسط. وحملوا معهم البرونزالسبيكة المتينة إليها. وأثناء حكم المملكة الحديثة كان المضى يزين المجوهرات وقصور الفراعنة ومقابرهم. وفي غرب مصر بجبال النيجر اكتشف النحاس وكانت أعمال النحاس هناك منذ سنة 3000 ق.م.. وبحلول سنة 1500 ق.م. كانت تقنيات تصنيع النحاس قد تطورت وصنعت أفران صهره. وانتشرت صناعاته في جنوب الصحراء بالجزء الشمالي لأفريقيا. واتىت تقنية صهر الحديد في الأفران من الشرق الأوسط لشمال شرق أفريقيا بمصر (من الحيثيين (مادة)) منذ عام 670 ق.م. لكنه كان معروفا في جنوب الصحراء الكبري قبل وصوله مصر بحوالي 300 سنة حبث كان يصهر في الأفران ويصنع منه المشغولات الحديدية ولاسيما حول بحيرة تشاد وفي مناطق البحيرات الكبري بشرق أفريقيا كبحيرة فيكتوريا وبحيرة تنجانيقا منذ 1000 سنة ق. م. وانتشرت تقنية تصنيعه لدي الشعوب الزراعية في غرب ووسط وشرق أفريقيا، ووصل جنوب أفريقيا في القرون الأولي ميلادية. ولوجود ووفرته صنعت الآلات والأسلحة الحديدية مما مكن سكان غرب أفريقيا من تقطيع الأشجار بالغابات لزراعتها وتطوير أساليب صيد الحيوانات. وهذا شجع السكان علي الزراعة وانتشار المجانعات الزراعية. ولاسيما في أراضي دلتا نهر النيجر حيث انتشرت القري الريفية. وكان القرويون ينتجون الأسماك المجففة والأرز والقطن. وكانوا ينتجون أكثر من احتياجهم، فكانوا يتاجرون بها مع جيرانهم. وحوالي سنة 250 ق.م. جنوب مالي أكبر المراكز التجارية.


العصر العتيق

تقتصر المعلومات المتوافرة عن تاريخ إفريقيا في العصور القديمة على المناطق التي تشكل هلالاً رقيقاً يمتد من سواحل الأطلسي غرباً إلى ساحل الزنج شرقاً، وقاعدته مصر.

مصر القديمة

خريطة مصر القديمة ونوماتها.
أهرامات الجيزة، رمز الحضارة المصرية القديمة.

أسهمت أرض وادي النيل الخصبة في نشوء أقدم المجتمعات الزراعية وأغناها في إفريقية. وقد تطورت هذه المجتمعات لتؤلف بمرور الزمن دولاً صغيرة، أصبحت بعض مدنها مراكز حكومية وتجارية. وفي نحوسنة 3400ق.م توحدت هذه الدول في مملكتين متنافستين هما مملكة مصر العليا (الصعيد) ومملكة مصر السفلى (الدلتا). وفي نحوسنة 3200ق.م نجح نعرمر ـ مينا حاكم مصر العليا في توحيد المملكتين في مملكة واحدة دامت قرابة ثلاثة آلاف سنة، وحكمت مصر فيها 30 أسرة ملكية. ونجح فراعنة مصر في بناء حضارة إفريقية عظيمة تعدُّ اليوم من أقدم حضارات العالم في التاريخ وأعظمها. وفي عام 525 ق.م، غزا الفرس الأخمينيون وادي النيل، وجعلوا من مصر ولاية (ساترابية) من ولايات الامبراطورية الفارسية. ومنذئذٍ فقدت مصر استقلالها، وأخذ زمام الأمور فيها ينتقل من سيد أجنبي إلى آخر حتى الفتح الإسلامي لها (20هـ/ 640م) وتعاقب على حكمها في تلك المدة جميع من الإغريق (البطالمة) (332- 30 ق.م) والرومان (30ق.م - 395م) والبيزنطيين (395- 640م).


النوبة

الامبراطورية النوبية في أقصى اتساعها.


معبد نوبي في أپداماك، النقعة.

أطلق الإغريق اسم «كوش» على بلاد النوبة. وكانت كوش منذ البداية قاعدة لمصر تستغل ثرواتها، ومركزاً تجارياً متقدماً لها مع السودان الأوسط وبلاد البونت (الصومال وإريتريا). وفي النصف الأول من القرن العاشر ق.م، استقلت كوش عن مصر، واستغلت انقسام الامبراطورية الحديثة في مصر وضعفها لتستولي عليها، وتؤسس فيها أسرة حاكمة هي الأسرة 25. انتهى حكم كوش لمصر باستيلاء الآشوريين عليها سنة 664ق.م، وفي عام 500ق.م، نقل ملوك كوش عاصمتهم من «نباته» إلى «مروة»، عند ملتقى النيل بنهر عطبرة، وأقاموا فيها حتى نهاية القرن الثالث للميلاد. وفي هذه الحقبة شهدت مملكة مروة تطوراً مستقلاً، وامتازت بطابعها الإفريقي، وازدهار صناعة الحديد فيها، وصلاتها مع الحبشة. وفي نحوسنة 350 ق.م، استولت مملكة أكسوم على كوش، ونهبتها ودمرتها.


قرطاج

الامبراطورية القرطاجية
أطلال قرطاج



دور الأمازيغ

الصومال

Ruins of Qa'ableh, an early center of Somali civilization



شمال أفريقيا الروماني

شمال أفريقيا تحت الحكم الروماني.



أكسوم

الامبراطورية الأكسومية.
مسلة أكسومية، رموز للحضارة الأكسومية.


غرب أفريقيا


Nok sculpture, terracotta, Louvre


توسع البانتو

1 = 3000 - 1500 ق.م. النشأة
2 = ح. 1500 ق.م. الهجرات الأولى
     2.a = البانتوالشرقية،   2.b = البانتوالغربية
3 = 1000 - 500 BC أوروه نواة البانتوالشرقية
4 - 7 = التقدم جنوباً
9 = 500 ق.م. - 0 نواة الكونغو
10 = 0 - 1000 ق.م. الفترة الأخيرة

500 حتى 1800

أفريقيا الوسطى

قبل التاريخ

حضارة ساو


امبراطورية كانم

امبراطوريتي كانم وبورنوعام 1810


امبراطورية بورنو

الدول الرئيسية في أفريقيا الوسطى 1750


مملكة الشلك


مملكة باقرمي

Abéché, capital of Wadai, in 1918 after the French had taken over


امبراطورية وداي


امبراطورية لوبا

فخار لوبي.


امبراطورية لوندا

Lunda town and dwelling
دول أفريقيا الوسطى.


مملكة الكونغو

الكونغوعام 1711



القرن الأفريقي

الصومال

The Citadel of Gondershe, Somalia was an important city in the medieval Somali Ajuran Empire



إثيوپيا

King Fasilides's Castle


شمال أفريقيا

المغرب العربي

امبراطورية الموحدين، ح. 1200


منارة على طراز الموحدين في أسفي‎.



وادي النيل

مصر
الخلافة الفاطمية.


السودان

النوبة المسيحية والإسلامية

النوبة المسيحية وشلالات النيل.



أفريقيا الجنوبية

زيمبابوه الكبرى وماپونگوبوه

زيمبابوه الكبرى


نايمبيا

أراضي هيريرووناما.

جنوب أفريقيا وبوتسوانا

سوتو–تسوانا
الجماعات العرقية الأفريقية الجنوبية
شعوب النگوني
الخويسان والأفركيانو
الخريطة السياسية لأفريقيا الجنوبية عام 1885.


جنوب شرق أفريقيا

قبل التاريخ

الساحل السواحلي

باب على الطراز الساحل السواحلي-الزنزباري التقليدي في زنزبار.


أوروه


مدغشقر ومارينا

دول وامبراطوريات هضبة البحيرات

كيتارا وبونيورو
دول هضبة البحيرات.


بوگاندا
رواندا
بوروندي

مراڤي (مالاوي)

مملكة مراڤي


غرب أفريقيا

دول وامبراطوريات السواحلية

غانا
غانا في أقصى اتساعها.


مالي
امبراطورية مالي في أقصى اتساعها.



الصنغاي
امبراطورية الصنغاي، ح. 1500



خلافة السكوتو

امبراطوريات ودول الغابات

ممالك أكان ونشأة امبراطورية الأشانتي
Ashanti Kente cloth patterns



الداهومي
Dahomey Amazons, an all-women fighting unit
اليوروبا
امبراطورية اويووالدول المجاورة، ح. 1625.



بنين
"Benin Bronze" (brass)



دلتا النيجر وإگبو

Map of Igboland in southeastern Nigeria
Énugwú
Umuahia
Nsukka
Obolo
Abakaleke
Aba
Ogu
Ihiala
Okigwe
Oka
Onicha
Owerre
Obiaruku
Agbor
Ugwu Ọcha
Atakpa
Idu


القرن 19

التجارة، الاستكشاف والغزوالأوروپي

1895 .303 tripod mounted Maxim machine gun


David Livingstone, early European explorer of the interior of Africa

مرَّ الكشف الأوربي للقارة بمرحلتين رئيسيتين. امتدت الأولى حتى أواخر القرن الثامن عشر، وفيها قام رحالة من غرب أوربا بكشف سواحل القارة الغربية والجنوبية الشرقية حتى سفالة. وبدأت هذه الفترة باحتلال البرتغاليين مدينة سبتة المغربية (1415). ومع إشراف القرن الخامس عشر على نهايته تمكن البرتغاليون من كشف الساحل الإفريقي الغربي كله، وداروا حول إفريقيا (1497)، ووصلوا إلى ثغر موزمبيق، ودخلوا الإمارات العربية على الساحل الشرقي الجنوبي منها (1498)، ووصلوا بإرشاد البحارة العرب من مثل ابن ماجد إلى نطقيقوط على شواطئ الهند الغربية (1499). وفي عام 1500 وصل هؤلاء إلى مدغسكر. واقتصر ماتبقى من هذه الفترة على جمع بعض المعلومات من داخل القارة. وامتدت الفترة الثانية من أواخر القرن الثامن عشر حتى مطلع القرن العشرين وانقسمت إلى حقبتين. امتدت الأولى حتى عام 1880 وفيها قام رحالة غرب أوربا بالتوغل داخل القارة، وكشف أنهارها الرئيسية وأحواضها، وجمعوا المعلومات عن شعوب المناطق التي زاروها وثرواتها، وامتدت الحقبة الثانية حتى عام 1902، وفيها رافق الكشف استعمار القارة بأكملها تقريباً وتقاسمها بين دول أوربا الغربية.

استعمار القارة: مرَّ استعمار القارة بمرحلتين رئيسيتين أيضاً. امتدت الأولى حتى عام 1880، والثانية حتى السبعينات من القرن العشرين.

آ ـ فترة استعمار الساحل والجزر: وفيها اقتصر الاستعمار الأوربي على سواحل القارة وبعض الجزر القريبة منها لجهل الأوربيين ما بداخل القارة، ومايقف خلف السواحل من عوائق طبيعية، واهتمامهم بالدرجة الأولى بالوصول إلى الشرق واحتكار تجارته، كما كان للمقاومة الإفريقية العنيفة، وكثرة الأمراض الفتاكة أثرهما في كبح جماح الاستعمار في هذه الفترة..

بدأ الاستعمار بإقامة وكالات تجارية ومستقرات أوربية على السواحل، واستغلال موارد إفريقية الطبيعية كالتوابل والمضى والعاج والصمغ، وتجارة الرقيق في حدود ضيقة، ولكن مع كشف العالم الجديد وثرواته، واستغلال الأوربيين لها، فرضت معضلة نقص اليد العاملة نفسها، ووجد الأوربيون الحل في إفريقية جنوب الصحراء، فاحتلت تجارة الرقيق منذ ذلك الحين المرتبة الأولى بين اهتمامات الأوربيين في القارة. وغدا الساحل الأطلسي، بين الرأس الأخضر (السنغال) ولواندة (أنگولا) مخزناً للرقيق الأسود الذي كان يصدر إلى مزارع العالم الجديد. وعلى مدى القرون الثلاثة التي مارس الأوربيون فيها تجارة الرقيق الأسود (حتى عام 1880) ترسخ في أذهانهم مفهوم إفريقية «البدائية والمتوحشة»، وتجاهلوا مسؤوليتهم الكبيرة عن تخلف إفريقية الاقتصادي والسياسي والثقافي. فقد قضى تحول طرق التجارة بين إفريقية وأوربة من سواحل القارة الشمالية إلى سواحلها الأطلسية على الازدهار الاقتصادي الذي شهدته بلاد السودان بدءاً من القرن الحادي عشر ومارافقه من نهضة سياسية وثقافية. واستنزفت تجارة الرقيق موارد إفريقية البشرية. وقضت على كثير من الممالك الزنجية الساحلية في غربي إفريقيا ووسطها (بنين والكونغو) وحرمت إفريقية من خيرة شبابها ومعظم قواها المنتجة اللازمة لحركة التقدم فيها. وأدى انتزاع احتكار التجارة مع الشرق من يد العرب والمسلمين إلى إضعاف الدول الإسلامية وانحطاطها وغلبة الفوضى في شمالي إفريقيا، وقضاء البرتغاليين على إمارات الطراز الإسلامي في المدن الإسلامية الساحلية، وامبراطورية مونوماتابا في شرقي إفريقيا إضافة إلى نهب أوربا الغربية موارد إفريقيا الطبيعية.

ب ـ احتلال القارة وتقسيمها: تقسم هذه الفترة إلى حقبتين: الأولى حقبة التوغل داخل القارة وبداية التكالب الاستعماري عليها (1769 - 1880) والثانية حقبة السيطرة السياسية على القارة وتقسيمها (1880 - 1970).

اتسمت الفترة الأولى بكشف أحواض الأنهار الرئيسة في القارة (الكونغووالنيجر والزامبيزي والسنغال ومنابع النيل) والصحراء الكبرى، وطواف عدد كبير من الرحالة الأوربيين الغربيين في معظم مناطق إفريقيا الغربية ووسطها وجنوبيها وشرقيها وجزيرة مدغسكر، وجمع المعلومات عن البلاد وأحوال السكان وتعرّف الكثير من أسرار القارة وخباياها. ورافق هذا كله بدايات الغزوالاستعماري للقارة واحتلالها واستيطان بعض أجزائها، ومن ذلك مثلاً حملة نابليون على مصر (1798- 1801)، والتنافس بين إنگلترا وفرنسا على شمالي إفريقية بفرض نفوذهما غير المباشر على دول المنطقة عن طريق تقديم المساعدات العسكرية والفنية والإسهام في تحديثها (مصر في عهد محمد علي) أوبالسيطرة المباشرة (احتلال فرنسة للجزائر سنة 1830 واحتلال إنگلترا جنوب إفريقيا بدءاً من عام 1815). واتسمت الحقبة الثانية بقيام محاولات الدول الأوربية الغربية فرض سيطرتها السياسية على إفريقيا كلها وتقاسمها فيما بينها وحكمها مدة تزيد قليلاً على ثلاثة أرباع القرن.

شهدت دول أوربا الغربية تحولات مهمة بين عامي 1870 و1880 أدت إلى ظهور النزعة الامبريالية والتقدم الصناعي والحاجة إلى مصادر جديدة للمواد الأولية، وأسواق لتصريف فائض الإنتاج الصناعي، واستثمار فائض رؤوس الأموال فيها، والرغبة في تأسيس امبراطوريات ضخمة تسعى إلى الارتقاء إلى مصاف الدول العظمى مثل ألمانيا وإيطاليا أوالحفاظ على هذه المكانة مثل إنگلترا وفرنسا، مع العمل الدؤوب من أجل الوقوف في وجه المد الإسلامي ونشر المسيحية في إفريقيا.

منذ أواخر القرن الثامن عشر، اقتصر التنافس في إفريقيا على إنكلترة وفرنسة، وبعد ظهور الامبرياليات الأوربية، تحول هذا التنافس الثنائي إلى تنافس دولي شاركت فيه ألمانية وإيطالية والبرتغال وإسبانية وبلجيكة التي كشف ملكها النقاب عن أطماعه في تأسيس امبراطورية شخصية في الكونغو، وتدخلت إنگلترا والبرتغال لمعارضة مشاريعه، في حين احتجت جميع من فرنسة وألمانية وبلجيكة، والولايات المتحدة على هذا التدخل، وأصبحت المسألة الإفريقية مسألة دولية، وغدا السباق على احتلال القارة واضحاً. ووافقت الدول المعنية بهذه المسألة على دعوة المستشار الألماني بسمارك لعقد مؤتمر في برلين لبحث قضية الكونغووالمشكلات المتعلقة بها. واتفق المشاركون في مؤتمر برلين (تشرين الثاني 1884 - شباط 1885) على القواعد والأسس التي سيتم بموجبها تقسيم القارة مستقبلاً، وأهمها حق الدول الأوربية التي تملك مناطق ساحلية بحرية إفريقية في التوسع في الداخل شريطة ألا يتعارض ذلك مع مصالح الدول الأخرى، وإعلام الدول الأخرى بذلك، وعدم إعلان أي دولة أوربية حمايتها على منطقة ما من دون دعم ذلك باحتلال عملي أوممارسة عملية لسلطتها عليها. وكان هذا بداية سباق مسعور بين الدول الأوربية الغربية لاستعمار إفريقيا في المدة بين 1885 و1902، سارعت معه أدوات الاستعمار، من شركات تجارية وبعثات تبشيرية أوعسكرية إلى إثبات ملكية بلادها لأجزاء من مختلف أنطقيم القارة. وفي أقل من عشرين عاماً تغيرت الخريطة السياسية للقارة تماماً، ففي حين لم يكن يخضع للسيطرة الاستعمارية حتى عام 1885 أكثر من 10% من مساحة القارة لم يبق في عام 1902 إلا أجزاء بسيطة منها لا تزيد على 8% من المساحة الكلية تتمتع باستقلالها هي ليبيريا والحبشة والمغرب الأقصى الذي لم يلبث حتى خضع أيضاً للاستعمار الفرنسي عام 1912. وقد طرأت بعض التعديلات الطفيفة على هذه الخريطة إثر هزيمة ألمانية في الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية وتقاسم ممتلكاتها سنة 1919 بين فرنسة وإنكلترة وبلجيكة وجمهورية جنوب إفريقيا. وقد بقيت هذه الخريطة على حالها حتى عام 1951 تاريخ استقلال ليبياواحتكرت ست دول أوربية فقط السيطرة على معظم أجزاء القارة هي: إنگلترة وفرنسا وبلجيكا والبرتغال وإسپانيا وإيطاليا.

هـ ـ أنظمة الحكم الاستعمارية: على الرغم من تباين أنظمة الحكم الاستعمارية عقائدياً ونظرياً مثل سياسة الاستيعاب أوالإدماج assimilation الفرنسية، وسياسة الحكم غير المباشر التي تبناها الإنكليز وغيرهم، فإن تلك الأنظمة كانت متشابهة جداً في الجوهر، وتقوم على الأسس التالية: احترام العادات والتنطقيد المحلية، وتحويل الزعماء والسلاطين الأفارقة إلى مجرد أدوات في خدمة الإدارة الاستعمارية والفصل بين المجتمع الأوربي والمجتمع الإفريقي، وخضوع السكان المحليين لنظام قضائي خاص، وعدم تمثيل «الأتباع» من السكان المحليين في المجالس النيابية في الوطن الأم، ووضع إدارة المستعمرات في يد إدارات خاصة مثل وزارات المستعمرات وحكام المستعمرات والإداريين المحليين المتخصصين الذين أصبحوا ملوك الأدغال، والاهتمام بتطوير اقتصاد المستعمرات على نحويخدم مصالح الدولة المستعمرة (اقتصاد اكتفائي وحماية جمركية وخطط تنمية تستجيب لحاجات الدول الاستعمارية من المواد الأولية اللازمة لصناعتها..) ونظام تعليمي لتزويد الإدارة الاستعمارية بما بحاجة إليه من مساعدين محليينقد يكونون همزة الوصل بينها وبين الإفريقيين.

المستعمرات الأوروپية

بلجيكا

المناطق الواقعة تحت السيطرة الاستعمارية الأوروپية في القارة الأفريقية 1914؛ الحدود المعاصرة مشروحة على الخريطة.
  • دولة الكونغوالحرة والكونغوالبلجيكي (جمهورية الكونغوالديمقراطية حالياً)
  • رواندا-أوروندي (مقارنة مع رواندا وبوروندي المعاصرتين، بين 1916 و1960.

فرنسا

  • غرب أفريقيا الفرنسي:
    • موريتانيا
    • السنغال
    • السودان الفرنسي
      (مالي حالياً)
    • غينيا الفرنسية
      (غينيا حالياً)
    • ساحل العاج
    • النيجر
    • الڤولت العليا الفرنسية
      (بوركينا فاسوحالياً)
    • الداهومي الفرنسية
      (بنين حالياً)
  • أفريقيا الإستوائية الفرنسية:
    • الگابون
    • الكونغوالأوسط
      (جمهورية الكونغوحالياً)
    • Oubangi-Chari
      (جمهورية أفريقيا الوسطى)
    • تشاد
  • الجزائر الفرنسي
    (الجزائر حالياً)
  • تونس
  • المغرب الفرنسي
  • الصومال الفرنسي
    (جيبوتي حالياً)
  • مدغشقر
  • جزر القمر

ألمانيا

  • الكاميرون الألماني (الكميرون وجزء من نيجريا حالياً)
  • شرق أفريقيا الألماني (رواندا وبورندي ومعظم تنزانيا حالياً)
  • جنوب-غرب أفريقيا الألماني (ناميبيا حالياً)
  • توگولاند الألماني (توگووالمنطقة الشرقية من غانا حالياً)

إيطاليا

  • شمال أفريقيا الإيطالي (ليبيا الإيطالية)
  • إرتريا
  • الصومال الإيطالي (جزء من الصومال حالياً)

الپرتغال

  • غرب أفريقيا الپرتغالي
    (أنگولا حالياً)
    • البر الرئيسي لأنگولا
    • الكونغوالپرتغالي
      (محافظة كابيندا في أنگولا حالياً)
  • شرق أفريقيا الپرتغالي
    (موزمبيق حالياً)
  • غينيا الپرتغالية
    (غينيا بيساوحالياً)
  • جزر الرأس الأخضر
  • ساوتومه وپرنسيپه
    • جزيرة ساوتومه
    • جزيرة پرنسيپه
    • حصن ساوخواوباپتيستا دا أخودا
      (كويدا، بنين حالياً)

إسپانيا

  • الصحراء الإسپانية
    (الصحراء الغربية حالياً)
    • ريوده اورو
    • الساقية الحمراء
  • المغرب الإسپاني
    • رأس جوبي‎
    • إفني
  • غينيا الإسپانية
    (غينيا الإستوائية حالياً)
    • فرناندوپو
    • ريوموني
    • أنوبون

المملكة المتحدة

  • مصر
  • السودان المصري البريطاني (السودان حالياً)
  • الصومال البريطاني (حالياً جزس من الصومال)
  • شرق أفريقيا البريطاني:
    • كنيا
    • محمية أوغندا (أوغندا حالياً)
    • طنجنيقة (1919–1961، حالياً جزء من تنزانيا)
  • زنزبار (حالياً جزء من تنزانيا)
  • Bechuanaland (بوتسوانا حالياً)
  • رودسيا الجنوبية (زيمبابوي حالياً)
  • رودسيا الشمالية (زامبيا حالياً)
  • جنوب أفريقيا البريطاني (جنوب أفريقيا حالياً)
    • ترانسڤال (حالياً جزء من جنوب أفريقيا)
    • مستعمرة الكيپ (حالياً جزء من جنوب أفريقيا)
    • مستعمرة ناتال (حالياً جزء من جنوب أفريقيا)
    • دولة اورانج الحرة (حالياً جزء من جنوب أفريقيا)
  • گامبيا
  • سيراليون
  • نيجريا
  • الكاميرون (حالياً جزء من الكاميرون ونيجريا)
  • ساحل المضى البريطاني (غانا حالياً)
  • نيازالاند (مالاوي حالياً)
  • باسوتولاند (لسوتوحالياً)
  • سوازيلاند

الدول المستقلة

  • ليبريا، أسستها الجمعية الاستعمارية الأمريكية عام 1821؛ أعربت استقلالها 1847؛
  • الامبراطورية الإثيوپية (الحبشة) أعادت ترسيم حدودها مع إرتريا الإيطالية والصومال الفرنسي (جيبوتي حالياً)، احتلتها إيطاليا لفترة وجيزة من 1936 حتى 1941 أثناء أزمة الحبشة؛
  • السودان, استقل تحت حكم المهدي بين 1885 و1899.

القرن 20

النصف الثاني من القرن 20: إنهاء الإستعمار

تواريخ استقلال البلدان الأفريقية


شهدت مختلف المستعمرات الإفريقية بين عامي 1902 و1993م تحولات مهمة في جميع مجالات الحياة. كان لها أثر كبير في تغيير سيماء المجتمعات الإفريقية التي تعيش فيها وهيأت لنشوء حركات التحرر الوطني في إفريقية. فقد كان لتقسيم إفريقيا بين مختلف الدول الاستعمارية وتكوين وحدات سياسية إقليمية لها حدودها وإداراتها وعاصمتها واسمها الخاص وفرض لغة المستعمر لغة رسمية للإدارة أثرها في سيادة السلام بين مختلف القبائل والمجتمعات الإفريقية التي تعيش داخل حدود جميع مستعمرة، وتعوّدها التدريجي على التعايش والتعارف والاختلاط باستخدام لغة المستعمر أداة للاتصال فيما بينها، فتوسع عالمها ليضم المستعمرة بأكملها، بل تجاوزه أحياناً إلى المستعمرات الأخرى المجاورة، وأخذ الانتماء إلى الأرض والوطن يحل تدريجياً محل الانتماء إلى العشيرة أوالقبيلة أوالعرق. وساعد إدخال نظام الإنتاج الاقتصادي الرأسمالي وتعميمه على دمج مختلف المجموعات العرقية في جميع مستعمرة في دورة اقتصادية رأسمالية واحدة، وبناء وحدات اقتصادية رأسمالية، أفرزت طبقات اجتماعية جديدة، لا يقوم التمايز بينها على الأصل والنسب كما كان عليه الحال سابقاً، وإنما على المهنة ومستوى الدخل ونمط المعيشة. فظهرت نواة لطبقة برجوازية ريفية تتألف من كبار ملاك المزارع من الأفارقة والأوربيين، وأخرى لطبقة برجوازية حضرية تضم كبار أصحاب المتاجر ووسائل النقل وكبار أصحاب الملكيات العقارية، وحملة الشهادات من محامين وأطباء ومفهمين ومسقمين وموظفين أفارقة من العاملين في القطاعين العام والخاص من خطة ومحاسبين ومترجمين، ونواة ثالثة لطبقة عاملة تتألف من العمال المأجورين الدائمين مثل عمال السكك الحديدية والأشغال العامة وعمال المناجم والمنشآت الكبيرة الخاصة والشركات التجارية. وأدى تعرض جميع هذه الفئات لألوان مختلفة من الاستغلال والقمع والاضطهاد، ومرور جميع منها بأوضاع خاصة بها، إلى وعيها لهذا الاستغلال، ودفعها إلى الدفاع عن حقوقها إدراكاً منها لوحدة مصالحها، فنشأ نوع من التضامن بين أفراد الفئة الواحدة، ثم بين هذه الفئات المتنوعة، وتعزز هذا التضامن بلقاءة قوى القمع والاستغلال، وفي الوقت نفسه، أدى نشر التعليم في المدارس التي أقامها الأوربيون إلى ظهور فئة «النخبة» أو«الصفوة المختارة» من خريجي المدارس العليا والمعاهد الإقليمية والجامعات الأوربية المتنوعة، ولا سيما من أبناء المستعمرات الفرنسية والإنكليزية الذين عاشوا في عواصم مستعمراتهم، وتعهدوا عن كثب على الحضارة الأوربية الغربية ومناقبها ومثالبها ووسائلها التي يحاربهم المستعمرون بها، كما تعهدوا المذاهب العقائدية والفلسفية المتنوعة وأدوات النضال السياسي وأساليبه في الغرب، فكان لهذه الفئة في الغالبية العظمى من الحالات الدور الأكبر في تعبئة الجماهير الإفريقية وتنظيم حركات التحرر الوطني وقيادتها. وقد مرت حركات التحرر الوطني في إفريقية بوجه عام بمرحلتين رئيستين: فترة الكفاح المسلح وفترة النضال السياسي من أجل الاستقلال:

آ ـ فترة الكفاح المسلح: تمتد هذه الفترة عموماً من بداية الغزوالاستعماري الأوربي لإفريقية واحتلالها حتى قيام النظام الاستعماري فيها. وقد تزعمت هذا الكفاح قيادات إفريقية تقليدية قبلية ودينية وحكومية ـ دينية. وتقسم هذه الفترة إلى حقبتين اختلفت فيهما أهداف النضال باختلاف أهداف الغازي الأوربي، ففي الحقبة الأولى أي حقبة غزوإفريقيا واحتلالها وتقسيمها (1880 - 1902) تحددت أهداف الكفاح الإفريقي المسلح بالحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية للمجتمعات والدول الإفريقية. وفي الحقبة الثانية أي حقبة قيام الإدارة الاستعمارية وفرض النظام الاستعماري (1902 - 1920) كان هدف القيادات الإفريقية التقليدية استعادة الاستقلال والسيادة الوطنية، والدفاع عن الثقافات الإفريقية (الديانات والعادات والتنطقيد وأنماط المعيشة) أوالتكيف والتلاؤم مع الوضع الاستعماري الجديد والسعي إلى دفع الإدارة الاستعمارية إلى إصلاح الجوانب السلبية في النظام الاستعماري.

ب ـ فترة الكفاح السياسي من أجل الاستقلال: تولى الزعامة في هذه الفترة جيل حديث من المثقفين الذين تخرجوا في المدارس والجامعات الأوربية الغربية وتفهموا لغة المستعمر وتعهدوا ثقافته، والذين حصّلوا تعليمهم في المدارس والجامعات الإسلامية في شمال شرقي إفريقية وشماليها وغربيها. وتقسم هذه الفترة أيضاً إلى حقبتين: حقبة الإعداد والتهيؤ لقيام الحركات الوطنية، وحقبة ظهور هذه الحركات والنضال من أجل إصلاح النظام الاستعماري أوالحصول على الاستقلال. ففي الوقت الذي كانت فيه الجماهير الشعبية في الأرياف تكافح النظام الاستعماري مستخدمة طرائق وأساليب ووسائل مستمدة من التراث الإفريقي، أوماعهد بالمقاومة السلبية، أي التهرب من الاستجابة لطلبات الإدارة الاستعمارية كأعمال السخرة والعمل الإجباري والضرائب المباشرة والتجنيد العسكري، أوبالاعتداء على رموز السلطة (جباة الضرائب ورجال الشرطة وممثلي الإدارة من الزعماء التقليديين الموالين لها) أوبالتمرد والعصيان والثورة. فقد ظهرت في المدن جمعيات ونواد وروابط وأحياناً صحافة، غلب عليها تياران أحدهما ديني، والآخر فهماني. وقد مثل التيار الديني بعض الجمعيات والحركات الإسلامية الإصلاحية (في شمال شرقي إفريقية وشماليها وغربيها) أكدت الهوية القومية العربية الإسلامية (شمال شرقي إفريقيا وشماليها)، أوالهوية الزنجية الإفريقية الإسلامية (غربي إفريقيا) لشعوب البلدان التي ظهرت فيها، وتصدت لسياسة الإدماج واستنكرت مساوئ النظام الاستعماري وطالبت بإصلاحه ديمقراطياً، وقامت بفتح مدارس لتحفيظ القرآن وكتاتيب لنشر التعليم باللغة العربية وتعزيز الروح القومية العربية في نفوس تلاميذها.

كما مثل هذا التيار بعض الحركات المسيحية الإصلاحية في إفريقيا الجنوبية ووسطها وشرقيها تمثلت بظهور الكنائس الإفريقيا المستقلة تعبيراً عن سخطها وغضبها من سياسة الكنائس الأوربية الرامية إلى طمس الشخصية الزنجية الإفريقية وتواطئها مع الإدارة الاستعمارية وممارساتها التعسفية، وتطبيقها لسياسة التمييز العنصري. كما عملت على طبع المسيحية والكنيسة بالطابع الزنجي الإفريقي. ومثّل التيار الفهماني جمعيات ونواد وروابط ثقافية ورياضية واجتماعية خيرية وتعاونية، كان لمعظمها اهتمامات سياسية. وقد تجلت هذه الاهتمامات في الدور الفعّال الذي قامت به في توعية أعضائها والتنديد بمساوئ النظام الاستعماري وتناقضاته وممارساته الاستغلالية والتعسفية، وأكدت دور مثقفيها في توعية الفئات المهنية الاجتماعية الجديدة الأخرى، وتوعية الجماهير الإفريقية وإرشادها إلى الوسائل العصرية لمقاومة المستعمر (الإضراب وكتابة العرائض وتأليف وفود للاحتجاج أوتقديم الشكاوى المطلوبة) فنشأ بين هذه الفئات والجماهير الشعبية من جهة والطبقة المثقفة من جهة أخرى، نوع من التضامن مهد السبيل لقيام حركات التحرر الوطني في مختلف المستعمرات الإفريقية، وقد اقتصر النضال في هذه الفترة على الكشف عن مساوئ النظام الاستعماري وتجاوزاته وتناقضاته وعلى المطالبة بإصلاحه كي يشارك الأفارقة في إدارة شؤون بلادهم وتقرير مصيرهم، وليس المطالبة بالاستقلال الناجز، إلا في حالات نادرة، وإن لم تغب فكرة الاستقلال على المدى البعيد عن أذهان الفئة المثقفة في بعض المستعمرات، الداهومي والسنغال وساحل المضى والجزائر، وقد امتدت هذه الفترة في بعض المستعمرات حتى عام 1935م، وفي بعضها الآخر حتى عام 1939 أو1945. ومنذ عام 1935 شهدت إفريقيا تأسيس حركات وطنية جماهيرية بقيادة «الصفوة المختارة» تدعوإلى النضال والتضامن من أجل الاستقلال. وقد تقاسم الحركات الوطنية في هذه الفترة تياران هما التيار المطالب بالاستقلال الفوري مع الارتباط بالدولة المستعمرة أومن دونه، والتيار المطالب بالاستقلال الذاتي المحلي في إطار دولة فدرالية أوكونفدرالية مع الدولة المستعمرة، وقد غلب التيار الأول في المستعمرات الإنكليزية في غربي إفريقيا خاصة، كما غلب التيار الثاني في البداية في المستعمرات الفرنسية في إفريقية الغربية والاستوائية، لكن الغلبة في النهاية كانت للتيار الثاني، غير حتى أصحاب هذا التيار من قادة الحركات الوطنية سرعان ما أدركوا مدى تمسك الدول الاستعمارية بهيمنتها وأيقنوا حتى تحقيق أمانيهم وأماني شعوبهم في التقدم والرخاء مرهون بالحصول على الاستقلال الناجز. وقد اتخذ النضال من أجل ذلك في الغالب طابع النضال السياسي، أما البلدان التي كان فيها عدد كبير من المستوطنين الأوربيين كالجزائر وبلدان جنوبي إفريقا ووسطها فقد اضطر قادة الحركات الوطنية فيها إلى اللجوء إلى الكفاح المسلح والنضال السياسي لنيل الاستقلال. وبدءاً من عام 1951 بدأت الدول الإفريقية تحصل على استقلالها واحدة بعد أخرى، فارتفع عدد الدول الإفريقية المستقلة من دولتين فقط هما ليبيريا وإثيوبيا إلى 31 دولة في عام 1963 ثم 51 دولة في عام 1977 و53 دولة في عام 1993.


شرق أفريقيا

في القرن الخامس ق.م، أسس عرب اليمن مملكة أكسوم في الحبشة. ونقلوا إليها لغتهم وحضارتهم، واختلطوا وعرب حضرموت بالسكان المحليين في هضبة الحبشة وفي ساحل القرن الإفريقي، فنشأت أقوام عربية ـ زنجية أصيلة هي الأحباش أوالإثيوبيون، والگالا Gala والصوماليون. وكان لمملكة أكسوم علاقات تجارية مع إفريقية الوسطى ومصر عن طريق ميناء عدولي Adoulis في خليج زيلع على البحر الأحمر.

ويعتقد حتى المصريين القدماء عهدوا ساحل إفريقيا الشرقي في عهد الفرعون نخاو(نحو600ق.م). وكان لمملكتي اليمن وحضرموت علاقات تجارية مستمرة مع ساحلي إفريقية الشرقية والقرن الإفريقي منذ الألف الأول ق.م، كما كان للفرس والإغريق علاقات تجارية مع هذين الساحلين منذ بدايات العصر الميلادي.


شمال أفريقيا

لم تدخل إفريقيا الشمالية، مابين ليبيا وساحل الأطلسي، دائرة التاريخ إلا في الألف الأول ق.م على أثر وصول الكنعانيين (الفينيقيين) إلى ساحل تونس. ويبدوحتى ظهور السكان المحليين الأمازيغ أوالطميحوTemehu الليبيين، كما يسميهم المصريون القدماء والإغريق، قد بدأ في مدى أربعة آلاف سنة سبقت وصول الكنعانيين إلى المنطقة، وكانوا قبائل زراعية رعوية متمردة بطبيعتها على جميع اتحاد ونفوذ أجنبي. وعندما وصل الكنعانيون إلى الساحل الشمالي، كانت هذه القبائل ماتزال تعيش في العصر الحجري الحديث أوالعصر الحجري المعدني أوالنحاسي. وكان هناك بعض الممالك المحلية أهمها مملكة نوميدية شرقي الجزائر، ومملكة موريتانيا Mauretanie مابين وادي نهر المُلوية وساحل الأطلسي المغربي.

وبدءاً من أواخر الألف الثاني ق.م، بدأ الاستيطان والعمران المدني في إفريقيا الشمالية مع قيام مملكة صور الكنعانية بتأسيس محطتين تجاريتين، واحدة على ساحل المغرب (ليكسوس = تشيمش اليوم)، والثانية على ساحل تونس (أوتيكا Utique). وفي نحوعام 814 ق.م تأسست «قرت حَدْشت» وهي قرطاج (قرطاجة) في شمالي تونس وامتد نفوذها حتى أواسطها (814- 146ق.م)، كما أقامت الأوليغارشية التجارية وكالات تجارية مابين قرطاجة وغربي المغرب. ومنها انتشرت الحضارة البونية بين أمازيگ المغرب. وعبرت تجارة الكنعانيين الصحراء من گرامنت (فزّان) إلى النيجر. وربما وصلت المراكب الكنعانية إلى السنغال (رحلة هانون ـ حنون ـ الشهيرة 500ق.م)، وأقام الإغريق والرومان بعض المدن والمستعمرات في برقة وفي شمالي إفريقيا. وبعد حتى دمر الرومان قرطاجة عام 146ق.م تخلصوا من الأمراء الأمازيغ (ماسنيسا أمير نوميدية)، وأسسوا مقاطعة إفريقية (تونس وليبيا). وفي المدة بين 74 ق.م و40م بسطوا سيطرتهم تدريجياً على المناطق الساحلية من إفريقيا الشمالية بأكملها، وأصبحت برقة ومصر، ومملكتا نوميدية وموريتانيا ولايات داخل الامبراطورية الرومانية. لكن انتشار المسيحية بمذاهبها المتنوعة أدى إلى عودة حالة الفوضى والتفكك إلى ولايات شمالي إفريقية. وفي عام 429م، هبط الفاندال القادمون من إسبانية بقيادة جيسيرك في مراكش من دون مقاومة. وفي عام 439م أصبحوا سادة قرطاجة. وإن استطاع البيزنطيون استعادة شمالي إفريقية (534م)، فإن نفوذهم فيه بقي ضعيفاً. فقد اضطروا إلى التخلي عن موريتانيا لملوك محليين، وظلت اتحادات القبائل الكبرى المحلية (مصمودة، وصنهاجة، وزناته) تسيطر على جميع المناطق الداخلية. وأخذت ولاية إفريقية تنفصل تدريجياً عن بيزنطة وتنظم أمورها بوسائلها الخاصة. في حين احتفظت بيزنطة بمصر حتى الفتح العربي لها.

أفريقيا الجنوبية

أما تاريخ بقية أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في القرون السابقة للميلاد واللاحقة له فما يزال يكتنفه الغموض لندرة المعلومات حولها. فحضارة مصر وبلاد النوبة، أخذت تسير في طريق الانحطاط، ولم تعد قادرة على التفاعل الحضاري على المستوى الإفريقي على الرغم من إسهامها في حركة هجرة الشعوب الإفريقية إلى داخل القارة. ولم يتم بعد فك رموز كتابة مملكة مروة في عهدها المتأخر. في حين اكتفى الكنعانيون والإغريق والرومان وعرب الجزيرة العربية بالسيطرة على حوضي البحر المتوسط والبحر الأحمر الإفريقيين والبلاد المتاخمة لهما.


غرب أفريقيا

أفريقيا بعد الاستعمارية

الوحدة الإفريقية: ظهرت فكرة الجامعة الأفريقية Panafricanisme منذ مطلع القرن العشرين في الأوساط الزنجية بين أبناء إفريقية في المهجر، ولاسيما في لندن ثم الولايات المتحدة. ومنذ منتصف العشرينات بدأت هذه الفكرة تنتشر في الأوساط الزنجية الإفريقية الطلابية (اتحاد طلبة غربي إفريقيا، لندن 1925)، والسياسية (اتحاد الدفاع عن الجنس الأسود، باريس 1935) والأدبية (الزنوجة Nigritude) في لندن وباريس.

وبدءاً من عام 1945، بدأ النضال من أجل الوحدة الإفريقية في إفريقية نفسها، فظهرت الأحزاب والتجمعات السياسية والمنظمات المهنية والطلابية، وتمخض هذا النضال بين عامي 1957 و1963 عن ظهور تجمعات ثنائية أومتعددة الأطراف أوسياسية واقتصادية. وفي عام 1961 تبلور موقف نادىة الوحدة الإفريقية في تيارين: تيار ثوري يؤمن بضرورة تحرير إفريقيا الداخل، وقيام علاقة سياسية عضوية بين جميع بلدان القارة (الولايات المتحدة الأفريقية)، وترسيخ الشخصية الإفريقية لفرضها على الغرب، وتحقيق الثورة السياسية الكفيلة بضمان التقدم الاجتماعي الاقتصادي أي تغيير وجه إفريقية بالقضاء على علاقات التبعية التي تربطها بالعالم. وتيار معتدل تيار الحلول الوسط والواقعية والممكن، وهدفه تحقيق التعاون والتقدم مع احترام جميع أطراف التعاون من دون تغيير جذري في طبيعة العلاقات بين إفريقيا والغرب. وفي أواخر شهر أيار عام 1963 قامت منظمة الوحدة الإفريقية بحضور 31 رئيس دولة وحكومة إفريقية. واختلفت الآراء حولها، فمن قائل إنها فوز للتيار المعتدل أوإنها حل وسط بين التيارين المعتدل والثوري. أوإنها تكريس لتجزئة إفريقية وضعفها. وكان على القادة الأفارقة بعد الاستقلال لقاءة المشكلات التي خلفها الاستعمار وأهمها التخلف الاقتصادي والاجتماعي، والتخلف الثقافي والسياسي وبناء الأمة القومية في إطار جميع دولة، ومشكلة الجفاف والتصحر، ومشكلة الحدود، ومشكلة التمييز العنصري. ولحل مشكلات التخلف، اختار قسم منهم الطريق الاشتراكي (الاشتراكية الإفريقية) والقسم الآخر الطريق الرأسمالي أواللارأسمالي. وعلى الرغم من الجهود التي بذلوها في جميع الميادين السالفة الذكر، فإن الهوة بين البلدان الإفريقية المتخلفة والبلدان الصناعية المتقدمة ماتزال تزداد اتساعاً، وتتفاقم مديونية القارة على غنى أراضيها بأهم الثروات المعدنية في العالم.


انظر أيضاً

  • قائمة المؤرخين
  • قائمة مجلات التاريخ#أفريقيا
  • قائمة الممالك في أفريقيا قبل الاستعمارية
  • قائمة الدول السيادية والأراضي المستقلة في أفريقيا
  • موضوعات عن التاريخ
  • موضوعات عن أفريقيا

الهوامش

  1. ^ موسوعة حضارة العالم لأحمد محمد عوف.
  2. ^ after Derek Nurse and Gérrard Philipsian: The Bantu Languages. Routledge, London 2003.[]
  3. ^ Monteath, Archibald; Maureen Warner-Lewis (2007). . University of West Indies Press. p. 26. ISBN .
  4. ^ Chuku, Gloria (2005). . Routledge. p. 7. ISBN .
  5. ^ Martin, Phyllis M. and O'Meara, Patrick (1995). p. 135–138.
  6. ^ "إفريقية تاريخياً". صباح كعدان. 2012-01-14. Retrieved 2013-02-24.

المصادر

  • Collins, Robert O.; Burns, James M. (2007). A History of Sub-Saharan Africa. New York City: Cambridge University Press, ISBN 978-0-521-68708-9.
  • Davidson, Basil (1991). Africa In History, Themes and Outlines. Revised and expanded ed. New York City: Simon & Schuster, ISBN 0-684-82667-4
  • Ehret, Christopher (2002). The Civilizations of Africa. Charlottesville: University of Virginia, ISBN 0-8139-2085-X.
  • Iliffe, John (2007). Africans: The History of a Continent. 2nd ed. New York City: Cambridge University Press, ISBN 978-0-521-68297-8.
  • Lye, Keith (2002). Encyclopedia of African Nations and Civilization. New York City: The Diagram Group, ISBN 0-8160-4568-2.
  • Martin, Phyllis M., and O'Meara, Patrick (1995). Africa. 3rd ed. Bloomington: Indiana University Press, ISBN 0-253-20984-6.
  • Page, Willie F. (2001). Encyclopedia of African History and Culture: From Conquest to Colonization (1500–1850). New York City: Learning Source Books, ISBN 0-8160-4472-4.
  • Shillington, Kevin (2005). History of Africa. Revised 2nd ed. New York City: Palgrave Macmillan, ISBN 0-333-59957-8.
  • Diamond, Jared M. (1999). Guns, Germs, and Steel: The Fates of Human Societies. New York City: W. W. Norton. ISBN .
  • Stearns, Peter, ed. (2001). The Encyclopedia of World History: Ancient, Medieval, and Modern, Chronologically Arranged. Boston: Houghton Mifflin. OCLC 644651969.
Wikisource has the text of the 1911 Encyclopædia Britannica article تاريخ أفريقيا.

قراءات إضافية

  • Cheikh Anta Diop (1987). Precolonial Black Africa. Chicago Review Press.
  • Clark, J. Desmond (1970). The Prehistory of Africa. Thames and Hudson
  • Davidson, Basil (1964). The African Past. Penguin, Harmondsworth
  • Freund, Bill (1998). The Making of Contemporary Africa, Lynne Rienner, Boulder (including a substantial "Annotated Bibliography" pp. 269–316).
  • Reader, John (1997). Africa: A Biography of the Continent. Hamish Hamilton. ISBN 0-241-13047-6
  • Shillington, Kevin (1989). History of Africa, New York: St. Martin's.
  • UNESCO (1980–1994). General History of Africa.ثمانية volumes.
  • Théophile Obenga (1980). Pour une Nouvelle Histoire Présence Africaine, Paris
  • Worden, Nigel (1995). The Making of Modern South Africa, Oxford UK, Cambridge USA: Blackwell.
  • Cambridge History of Africa, Volume 1-5.
  • Falola, Toyin. Africa, Volume 1-5.
  • July, Robert (1998). A History of the African People, Longrove, Il.: Waveland Press, 1998.
  • O'Meara, Dan (1996). Forty Lost Years: The Apartheid State and the Politics of the National Party, 1948-1994, Athens: Ohio University Press; Randburg, Raven Press.

تأريخ

  • Boyd, Kelly, ed. Encyclopedia of Historians and Historical Writers (Rutledge, 1999) 1:4-14

وصلات خارجية

  • Worldtimelines.org.uk -Africa The British Museum. 2005
  • About.com:African History.
  • The Story of Africa - BBC World Service
  • Wonders of the African World, PBS.
  • Civilization of Africa, by Richard Hooker, Washington State University.
  • African Art,(chunk of historical data), Metropolitan Museum of Art.
  • African Kingdoms, by Khaleel Muhammad.
  • Mapungubwe Museum at the University of Pretoria


تاريخ النشر: 2020-06-04 16:56:24
التصنيفات: مقالات بالمعرفة بحاجة لذكر رقم الصفحة بالمصدر from September 2010, Articles with invalid date parameter in template, تاريخ أفريقيا, تاريخ العالم

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

“العدالة والتنمية” يرفض استضافة المغرب “قمة النقب 2”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-17 18:15:25
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 48%

كرة القدم.. فريق حسنية أكادير يعقد جمعه العام يوم 31 يناير الجاري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-17 15:28:02
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

“الخطوط السعودية” تمنح مسافريها تأشيرات دخول إلى المملكة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-17 18:15:30
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 50%

شرطي مزيّف يبتز راقيّيْن ببنسليمان

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-17 18:15:31
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 35%

خاص.. طائرة قطرية تثير فضول المسافرين بمطار مراكش المنارة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-17 18:15:32
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 39%

لجنة برلمانية تدعو للتعجيل بمعالجة مشكل مصب نهر أم الربيع

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-17 18:15:28
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

احتجاز شخص والمطالبة بفدية تقود 8 اشخاص للاعتقال

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-17 18:15:27
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 35%

كرة القدم.. فريق حسنية أكادير يعقد جمعه العام يوم 31 يناير الجاري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-17 15:28:00
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

المصادقة على مشروع قانون يتعلق بمدونة التجارة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-17 18:15:24
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 38%

لعشاق الصوصيط.. شوفو حجم العفونات لي لقات سلطات مراكش +صور صادمة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-17 18:15:23
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 36%

تحميل تطبيق المنصة العربية