الفيل والتنين.. صعود الهند والصين (كتاب)

عودة للموسوعة

الفيل والتنين.. صعود الهند والصين (كتاب)

الفيل والتنين صعود الصين والهند
المؤلف روبين ميريديث
اللغة مترجم من الإنجليزية للعربية
الموضوع تاريخ
الناشر سلسلة عالم الفهم
الإصدار 2008
عدد الصفحات 355
<embed width="480" height="385" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?id=b0a03bb19f2d8d9524d" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/>

الفيل والتنين.. صعود الهند والصينأصدرت روبين ميريديث (Robyn Meredith) المتخصصة في الشأن الهندي والصيني هذا الكتاب بنسخته الإنجليزية في عام 2007، أي قبل الأزمة المالية العالمية ،إلا أنه لم يفقد قيمته، نظراً لعمق التحليل وشموليته للعوامل البنيوية التي تعكس الكثير من الأسباب التي تفسّر صعود جميع من الهند والصين.

والكتاب تحتشد فيه التحليلات والإحصائيات والقصص ذات الدلالات الهامة، وهوبذلك يستفزنا على التعليق على كثير من النقاط الواردة فيه، غير حتى العرض المختصر يجعلنا نكفّ عن ذلك مكتفين باستعراض بعض المحاور الهامة في هذا الكتاب، مع تثبيت بعض الإشارات أوالأسئلة، ولا سيما إذا الكتاب يمتاز برشاقة الأسلوب والإمتاع في العرض وطرح الأفكار (مع الإشادة بجودة الترجمة وتميزها).

فتحت الصين أبوابها على مصاريعها للعالم الخارجي في العام 1978، وهوما لم تعمله الهند إلا في العام 1991، ومن ثم بدأت حظوظ الدولتين في التغير. وبعد 25 سنة من تلك "الإصلاحات الاقتصادية" زادت الدخول في الصين إلى الضعف مقارنة بالهند، وفي 2003 تجاوز 87% من الصينيين خط الفقر المقدّر بدولار في اليوم، بينما لم يتجاوزه سوى 69% من الهنود.

واستثمرت الشركات الأجنبية 7.5 مليارات دولار في الهند خلال السنة المالية المنتهية في 2006، بينما يستثمر المبلغ نفسه في الصين جميع ستة أسابيع. إلى غير ذلك يتحرك اقتصاد الهند بطيئاً متثاقلاً، بينما تحلق الصين في السماء على طريق المستقبل (ص 16-17).

وبعد ذلك الإنجاز الصيني المدهش، تتساءل المؤلفة: كيف من الممكن أن كان ذلك،يا ترى؟ الهند مجتمع ديمقراطي متنوع الثقافات واللغات، ويتحدث أغلبية سكانها الإنجليزية، وبها نظام قضائي راسخ ومستقر، وتربطها بالغرب روابط كثيرة لا حصر لها، وكل هذا بعكس حال الصين.

ولكن ثمة شيئاً واحداً مشهجراً بين البلدين: وهوحتى تحولاتهما والكيفية التي سيحولان بها الكوكب وقع يذهل العالم الذي لم يشهد مثله منذ ظهور أميركا على مسرح الاقتصاد العالمي. وهنا تشير المؤلفة إلى حتى الكتاب يحكي سيرة تغيّر الصين والهند، وكيف تغيران مصير العالم (ص 18-19).


أين التقى ماوالطبقة الوسطى

يتكون هذا الكتاب من تسعة فصول: تتناول المؤلفة في الفصل الأول (أين التقىماوالطبقة الوسطى، 23-54) الدور الخطير الذي تلعبه الطبقة الوسطى في تحقيق التنمية والتمرد على الدكتاتورية وقد تعرضت المؤلفة للمجاعة الكبرى التي قابلت الصينيين، ثم أوردت المؤلفة سيرة اجتماع بعض الريفيين في 1978 للخروج عن نسق "شيوعية ماو" والمتمثلة في "المزارع الجماعية"، فأعادوا تقسيم الأراضي الزراعية بكيفية تفعّل دور الأسرة مما زاد الإنتاج إلى أربعة أضعاف، وقد هيأت تلك الإصلاحات الزراعية لشرارة التغييرات الكبرى في الصين.

زار "دينغ" -خليفة ماو- الكثير من الدول منها سنغافورة للتعهد على تجاربهم والإفادة منها ثم شرع في وضع برنامج إصلاحي تدريجي يقوم على الصناعة والتحول إلى اقتصاد السوق تحت لافتة مقبولة سياسياً "اشتراكية ذات خصائص صينية كما تم التعرض لمفاصل المشروع الإصلاحي الشيوعي لـ"ماو" الذي توفي عام 1976، وخلفه "دينغ" الذي جاز للفلاحين بأن يدخلوا في مجال الصناعات ليصل عدد المشاريع إلى 22 مليون وذلك بعد 25 سنة من بداية المشروع الإصلاحي.

وقد زار "دينغ" الكثير من الدول منها سنغافورة للتعهد على تجاربهم والإفادة منها ثم شرع في وضع برنامج إصلاحي تدريجي يقوم على الصناعة والتحول إلى اقتصاد السوق تحت لافتة مقبولة سياسياً "اشتراكية ذات خصائص صينية"، ثم أعدوا خطة لتحقيق نموبمعدل 8% سنوياً لتأسيس تنين اقتصادي أبدي، وهوما حققوه عملاً.



من دولاب الغزل إلىأسلاك الألياف البصرية

هذا الفصل خصصته المؤلفة للحديث عن تجربة الهند، حيث أكدت حتى اليأس دفع الهند إلى التغيير الاقتصادي بالسرعة التي وقع بها في الصين مع تأخر أكثر من عقد مقارنة بجارتها، إذا معضلة الهند لم تكن اقتصادية فقط، تقول الباحثة:(ونحن لكي نفهم هند اليوم ـ وكذا لكي نتنبأ بهند الغد ـ يتعين حتى ننظر إلى الوراء لنتأمل تلك الأوقات العصيبة)(14).

بعد اغتيال راجيف غاندي تولى الحكم "راو" الذي عين عالم الاقتصاد مانموهان سنغ وزيرا للمالية:(وكان رد عمل الحكومة سريعا وحاسما. إذ أعرب راوعلى الأمة حتى البلاد في أزمة مالية، وأنه بسبيل اتخاذ تغييرات فورية بناء على توصيات التكنوقراطي سنغ).(15).

اتخذت الهند إصلاحات جديدة تمثلت في فتح جميع المصارفوخطوط الطيران وصناعات النفط المملوكة للدولة للمستثمرين الخاصين، وتم إلغاء " التراخيص " التي كانت تنظم كلا من التجارة والصناعة في الهند، وهوإجراء من شأنه التخلص من الروتين والفساد:(وكان الأثر الناتج مثيرا بالنسبة إلى البلاد جميعها، نما الاقتصاد بأسرع مما كان على مدى عقود، وبدأت الشركات في تشغيل العاطلين. وانخفض حجم التضخم من أكثر من عشرة إلى ما دون العشرة... وانخفض الدين، كما تم استرداد احتياطي الصرف الأجنبي النفيس)(16).

هذه التعديلات التي ضمت جميع مناحي الاقتصاد أحدثت نتائج مثيرة امتدت إلى الأسر العادية.

تشير المؤلفة إلى حتى الهند أضاعت عقودا في منفى اقتصادي فرضته على نفسها، إذ أنه في الوقت التي أصابت فيه الشيوعية الصين بالشلل فإن ردة عمل الهند إزاء الاستعمار شكلت عقبة في وجه تقدمها. إذا الدعوة التي رسخها غاندي في الشعب الهندي والتي روج من خلالها للالتزام بالوسائل التقليدية في الإنتاج وإصراره على استخدام الطب الطبيعي فقط، وامتناعه عن الانفتاح على العالم الخارجي كان أمرا مناسبا لفترة معينة لكنه لم يعد مناسبا بعد ذلك، والشيء الذي عرقل الأمر هوإصرار السياسيين الذين تولوا بعد غاندي على الاقتداء بسياسته في الاكتفاء الذاتي والحفاظ على الهند بعيدة عن الارتباط بالاقتصاد الكوكبي المزدهر خلال فترة ما بعد الحرب.

تشير الباحثة إلى حتى رؤية غاندي ومثاليته:(قادتا الهند إلى الاستقلال، وهجر الأمة الشاسعة قوة ديمقراطية مكينة بين دول العالم على الرغم من جميع ما فيها من انقسامات اجتماعية واقتصادية. بيد حتى سياساته الاقتصادية التي تبناها حالت دون حتى تحقق الهند جميع ما تسمح به طاقاتها التجارية وموارد ثروتها الطبيعية).(17).

وتفسر هذه المسألة بأنه مع حلول السبعينيات والثمانينيات بدت تلك القوانين:(التي صيغت ونفذت بنوايا حسنة كأحسن ماقد يكون خلال السنوات الأولى للاستقلال، قوانين قديمة بالية لا أمل فيها)(18). بعد ذلك.

من أجل حماية الفقراء سنت حكومة الهند قوانين تمنحهم الكثير من الضمانات وتجعل الأجور المتأخرة دينا على الشركة حتى إذا أفلس أصحاب الأعمال، الأمر الذي جعل أصحاب الأعمال يحجمون عن تشغيل العمال ما لمقد يكونوا مقتنعين بأن المصنع سيظل مفتوحا لعقود مقبلة. وواصلت أنديرا غاندي تراث أبيها الاقتصادي(19).

وبمجرد حتى تولى راجيف غاندي استوعب حتى الهند في حاجة إلى تغيير، فغير القوانين حيث جاز بالمزيد من الواردات والصادرات، وقدم إعفاءات ضريبية:(وخفض عدد الصناعات التي يلزمها الحصول على ترخيص لإنتاج السلع. وضاعف من القيود المناهضة للاحتكار، وسمح للشركات حتى تكبر حتى تبلغ قيمتها 80مليون دولار. وكان هذا كله قليلا نسبيا، ولكنه يمثل زيادة تصل إلى خمسة أمثال.)(20). هذه الإجراءات حققت نتائج ضخمة لكنها كانت قصيرة الأجل، الأمر الذي أعاد البلاد إلى حالة الخطر .

كانت سنة 1991 بداية التغيير حيث إذا الحصول على جهاز الكمبيوتر على سبيل المثال عبر الاستيراد يستغرق سنتين قبل 1991.:(ولكن عندما ألغى " سنغ " في العام 1991 أغلب " أحكام التراخيص " المسؤولة عن الكثير من مظاهر التأخير هذه، أصبح بإمكان أي شركة مثل شركة إنفوسيس حتى تتلقى تجهيزاتها الحديثة بين يوم وليلة.)(21).

بل إنه لم يعد بإمكان الشركات الهندية فقط حتى تحصل بسرعة كبيرة على إذن باستيراد سلع معفاة من الجمارك بل وشراء واردات بأسعار مخفضة.

لقد ألغت الحكومة الهندية ابتداء من يوليو1991 الرسوم الجمركية على برامج الكمبيوتر، الأمر الذي أهل الصناعة الهندية إلى الرقي فضلا عن أنها ألغت المخط المشرف على تسعيرة الأوراق المالية في سوق الأسهم وهجرت ذلك للشركات وبنوك الاستثمار مما منح دفعة قوية للاقتصاد الهندي.

إلا حتى هذه التغييرات التي انطلقت سنة 1991 رافقتها معارضة اليسار الإيديولوجي الذي أضرت التغييرات بمصالحه:(وحدث في العام 1996 فضيحة فساد ضخمة جعلت الناخبين يطيحون بحزب المؤتمر وانتخبوا تحالفا له ميول يسارية يضم حزبي الفلاحين والعدالة الاجتماعية. وتوقفت الإصلاحات الاقتصادية. وأضحت الحكومات الهندية ومنذ سقوط حكومة راوالعام 1996 حكومات غير مستقرة.)(22).

إن ما أثار الخوف في الهند هوصعود الصين الذي أشعرها بضرورة التحرك قبل حتى يضمها غزوالسلع الصينية، إذا ما أقدمت عليه الهند هوسياسة الانفتاح الاقتصادي .


(أخيرا بدأ السياسيون الهنود يحولون أنظارهم إلى الصين قصد استلهامها، مثلما تطلعت الصين في السابق إلى مثال سنغافورة.)(23).

ورغم حتى الصين لا تزال في الصدارة فإنها والهند تندفعان بقوة في طريق الانتماء للعالم الحديث. والهنود على ثقة بأنه يمكنهم اللحاق بالصين.

ظلت الهند بين تقدم وتوقف بشكل جعلها تسير ببطء مقارنة بالصين وهم يعيدون السبب إلى حتى الهند كدولة ديمقراطية تعجز عن تحقيق التنمية بالشكل الذي تستطيع الصين كدولة ديكتاتورية حتى تنجزه.

تشير الباحثة إلى أنه رغم التعثرات فإن الهند شرعت في التقدم على طريق التقدم.

صناعة أميريكية

تشير الدارسة إلى حتى ثمة وسائل كثيرة لقياس النموالاقتصادي في الصين وذلك عن طريق إحصاء ناطحات السحاب أوحساب نتاج مصانعها، أوعدد أميال الطرق السريعة فيها... إلا حتى رجلا هولنديا اسمه بيتر دوهان أختار حتى يقيس ذلك من خلال النظر إلى الشقق ليلا محاولا إحصاء عدد المصابيح الكهربائية المشتعلة، حيث لاحظ:(في البيوت الصينية الريفية حتى متوسط عدد الإضاءات انتقل من صفر إلى ثلاثة مصابيح منذ حتى اتبعت الصين الانفتاح الاقتصادي...)(24).


تقول الباحثة بأن تطور الصين يعتبر: (دائرة حميدة إلى الشركات متعددة القوميات مثل فيليبس، وكذا الشركات الصينية، إذ حدثا بنت الشركات مزيدا من المصانع أضحت البلاد أكثر ثراء، واستطاع الناس شراء المزيد من المصابيح الكهربائية وغيرها من المنتجات.)(25).


إن الإغراءات التي تقدمها البنية الأساسية والإعفاءات الجمركية والمناطق الاقتصادية الخاصة جعلت كثيرا من الشركات تنقل أجزاء كبيرة من إنتاجها إلى الصين. إلا أن:(عمال المصنع الصيني سواء كانوا يصنعون مصابيح كهربائية أولعب أطفال ناطقة أوأحذية التنس يتكسب جميع منهم في اليوم الواحد نحوما يدفعه الأمريكي ثمنا لشراب قهوة باللبن...)(26).


كما تطرقت الباحثة لنموذج شركة فيليبس التي استطاعت حتى تحقق مسقطا هائلا في الصين فضلا عن حتى أرباحا تعد بالمليارات، وإن كان ذلك بعد جهد جهيد تمثل على سبيل المثال في المعركة حول حقوق الملكية الفكرية التي استطاعت حتى تجني من ورائها مئات الملايين من الدولارات(27).

إن التطور الذي حققه الاقتصاد الصيني وإن كان بسرعة الصاروخ إلا أنه لم يكن دائما سلسا:(ويقع بعض اللوم في هذا على سياسة حكومة الصين التي طلبت من الشركات الأجنبية، في بعض الصناعات، مشاركة الشركات الصينية، وهذا هوالجانب الأقل إشراقا لقبضة الحكومة الصينية القوية على مشروعات الأعمال.)(28). وإن كانت كثير من الشركات درست الدرس وعهدت كيف من الممكن أن تحمي نفسها بشكل أفضل.


عادت بنا الباحثة إلى الصين في القرن الرابع عشر حين كانت عمادا في التجارة الدولية، حيث ساهمت بابتكارات تمثلت في الورق والبارود والبوصلة وغيرها... إلا أنها بعد ذلك تحولت من:(محور الابتكار إلى بلد لإنتاج سلع مقلدة)(29).


وتربط المؤلفة بين انتعاش الاقتصاد الصيني وانتعاش الاقتصاد الكوكبي، ويمكن الحديث عن العجز التجاري بين الصين والولايات المتحدة وأوربا لصالح الصين. وهذا في الواقع لا يخفي مسألة مهمة وهوأننا نجد:(في الواقع العملي حتى تعبير " خلق في الصين " تعني حقيقة " صناعة أمريكية في الصين " أو" صناعة أوروبية في الصين ". ومن ثم فإن أنشطة مشروعات الأعمال الأكثر ربحية في الصين ليست في أيدي الصين الأم).(30).


وقد أجرت مقارنة لتجد حتى الجزء الكوكبي من الاقتصاد الصيني الذي تهيمن عليه الشركات الأجنبية يحقق ازدهارا في حين حتى الجزء الذي تسيطر عليه الصين وتديره ما زال مستقبله غير واضح. الأمر الذي يفرض على الصين(أن تغير من نفسها إذا شاءت حتى تجني الثمار الكاملة لصعودها الاقتصادي).(30).


وتفسر هذه الظاهرة بأن إجمالي الناتج القومي للصين يرتبط بالاستثمار الكثيف صعودا وهبوطا:(إلى غير ذلك يعطي الرقم للصين وهما بالقوة، بينما اقتصاد البلاد ليس بالقوة الظاهرة.)(31).


لقد عانت الصين من الفساد الذي استشرى في كافة المجالات لدرجة حتى الحكومة أعدمت:(مئات الموظفين المحليين ليكون ذلك رسالة تعلن حتى الفساد محظور، بيد حتى هذه ممارسة أخرى تؤكد أنه من العسير القضاء عليه خاصة بعد عقود طويلة من الفقر.)(32).


بعد التغييرات التي أحدثتها الصين أصبحت خلال العقد الأخير من القرن العشرين ثالث أضخم سوق للسلع الترفيهية في العالم بعد اليابان والولايات المتحدة، بل إنه أفرخت 320 ألف مليونيرا، إذا ما استفادت منه الشركات الصينية هي الحرية التي أصبحت تتمتع بها بعد الانفتاح، فهما أنه في عهد شيوعية ماوكانت الشركات تنتج حسب ما يحدد المسؤولون بغض النظر عن الاستهلاك.


تشير المؤلفة إلى أنه بعد التخريب الذي ألحقته الثورة بالصين فإنها أصبحت تستعيد عافيتها في تخريج أعداد كبيرة من خريجي الجامعات.


وتضيف قائلة بأنه:(على الرغم من حتى العمال الصينيين هم من كبار الفائزين عموما، نظرا إلى زيادة دخولهم فإنهم يتمتعون بحقوق قليلة، مع حق محدود في اللجوء إلى القضاء. لذلك كم هويسير على عديمي الضمير من الرؤساء الرأسماليين حتى يفيدوا من وضعهم هذا.)(33).


إن ما حققته العمالة الصينية كان له تأثير على العمالة في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أصبح لديهم جميع الأسباب للقلق مع تزايد اعتماد الشركات الأمريكية على تشغيل مزيد من العمال الصينيين.


إن ما جعل الصين تستفيد أكثر من هذه الشركات هواشتراطها عليها إنشاء مراكز للبحث والتطوير وليس بناء مصانع فقط. وكانت شركة فيليبس من بين الشركات التي استجابت لنداء الحكومة الصينية في إنشاء مراكز أبحاث مما جاز للعمال الصينيين في اكتساب الخبرات عوض الاكتفاء بالعمل فقط.


طريق التوابل عبر الإنترنت

خصصت المؤلفة هذا الفصل للحديث عن الهند مؤكدة حتى هذه الدولة رغم المجهودات التي بذلتها في دعم الاستقلال والاكتفاء الذاتي فإنها لا تزال في نطقب ماضيها الاستعماري، وتعتز المحررة بسيطرة اللغة الإنجليزية على قطاع واسع من ساكنة الهند، حيث تقول:(وتزدهر هنا الديمقراطية البرلمانية بأسلوبها البريطاني. ولعل ما يثير الانتباه أكثر حتى اللغة البريطانية على الرغم من حركتها المتثاقلة واطراد وجودها في الهند تمثل قوة شحن عالية الآن تفيد النموالاقتصادي للمستعمرة السابقة. وتضم الهند أكثر من مائة مليون متحدث بالإنجليزية.)(34).


إن الازدهار الذي حققته الهند كان من العوامل التي أصبحت تهدد الطبقة الوسطى البريطانية والأمريكية خشية انتنطق وظائفهم إليها، وهذه المخاوف لها ما يبررها خاصة وأن ثمة 300 ألف وظيفة أمريكية يفترض أن تنتقل جميع عام(35) يدعم ذلك تلك الحمى التي انتشرت لدى الشركات الدولية التي تسعى إلى تحقيق أرباح ضخمة من خلال خفض تكاليف الإنتاج.


هذه العملية المتمثلة في نقل العمل إلى ما وراء الشاطئ الآخر اصطلح عليها ب "الأوفشورنغ ": offshoring، حيث يتم نقل الوظائف ضمن الشركة نفسها وفي منطقة أخرى من العالم لتحقيق أرباح طائلة على حتى تعود السلع بعد التصنيع لتباع في الولايات المتحدة وأوربا.


وقد تستعين الشركات الدولية بما يسمى " التعهيد " وهوحتى تعهد الشركة ببعض أعمالها إلى شركة أخرى سواء كانت في البلد نفسه أوفي الخارج.

وانتنطق الوظائف يتخذ إحدى الوسائل التالية:


  • 1 ـ حين تدرك الشركة حتى إنجاز بعض مشاريعها خارج الحدود يمكن حتى يخفض تكلفة الإنتاج.


  • 2ـ تستأجر لحسابها مؤسسات البلد المضيف قصد التوفير.
  • 3ـ حتى تقوم الشركات بتعهيد الممحرر الخلفية الخاصة بها إلى مؤسسات أمريكية.


(ويحدث أحيانا حتى الشركات الكبرى لا تعهد من أين تلقت هواتفها الإجابة، أوأين تمت برمجة كمبيوتراتها. ولكن ما الذي يعني الشركات ما دام العمل يجري بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة؟)(36).


تعود مسببات انتشار "الأوفشورنغ" إلى مسببات تكنولوجية فضلا عن تسقط انخفاض الأجور في البلد الذي تنقل إليه الوظائف، وكانت أزمة نهاية القرن العشرين هي السبب وراء اعتماد الأوفشورنغ، إلا أنه بعد اكتشاف فوائده تم اعتماده من قبل الكثير من الشركات.


هذه القفزة التي ساهم فيها انتنطق الكثير من الشركات إلى الهند ساهم في خلق هند مزدوجة: عالم الأثرياء وعالم الفقراء. وإن كان بعض الباحثين يصف هذه النقلة للوظائف إلى خارج الحدود بأنها ثورة صناعية ثالثة.


وحتى تتضح صورة هذه الحركة تقدم الباحثة مثالا وذلك حين تقول:(ويظن العاملون في البناية المركزية لشركة جنرال موتورز في ديترويت عندما يديرون الرقم صفر حتى المسؤول عن التحويل موجود في الطابق الأرضي عند الاستقبال في المبنى. والحقيقة أنه بعيد نحوثمانية آلاف ميل).(37).


حين تعمد بعض الشركات إلى تحويل الكثير من الوظائف إلى الهند ـ مثلا ـ فإنها تقدم أعذارا بحجة أنها مجرد حصص إضافية أوما أشبه ذلك حتى لا تشغل الأمريكيين.


تعود المحررة إلى التأكيد على حتى ما حققته الهند من خطوات في الطريق إلى العالم الحديث قد خلف مزيجا من الفقر والأمل، وبشكل متنافر.


فالهند تعاني من ضعف البنيات الأساسية الأمر الذي يعرقل اجتذابها لكثير من الصناعات الجديدة، بحيث ليس لديها:(شبكات توليد كافية، ولذلك فإن التيار الكهربائي اللازم للإضاءة لا يمكن الاعتماد عليه... وتحتفظ شركات التكنولوجيا العليا الصغيرة بأكوام من بطاريات السيارات لتكون في متناول اليد عند انقطاع التيار الكهربائي.)(38). ويعاني 39 في المائة من الهنود من الأمية. والشركات بدورها تخطوفي مشروعاتها في الهند نهجا يختلف عن نهجها في الصين متخذة منطلقا وهوحتى سرعة نموالهند والصين تعادل ثلاثة أضعاف سرعة الولايات المتحدة واليابان لذلك فإن الهند والصين يمثلان المستقبل بالنسبة للشركات.

خط التفكيك الإنتاجي وثورة الهند الثقافية

أما الفصل الخامس (خط التفكيك الإنتاجي، 141-168) فيناقش مسألة عولمة التصنيع من خلال القيام بعملية تفكيك لخطوط الإنتاج وتوزيعها على دول متعددة، ثم أخذت المؤلفة بالحديث المفصّل عن الفوائد المترتبية على ذلك (انخفاض التكاليف وتسهيل عملية النقل) والجوانب الفنية والإجرائية المتعلقة بتلك المسألة، واستعرضت نماذج ناجحة في ذلك المجال، وأشارت المؤلفة إلى حتى تفكيك الخطوط لم يعد مقتصراً على السلع بل ضم الخدمات أيضاً وبوتيرة متزايدة.

الفصل السادس (ثورة الهند الثقافية)

تناولت الباحثة في بداية هذا الفصل سيرة أحد الهنود الذين استفادوا من الانفتاح الهندي على العالم وهوستاوان كادبوركار الذي استطاع حتى يحقق إنجازات هائلة وهوفي بلده على عكس ما كان يحدث لكثيرين اضطرتهم الظروف إلى الهجرة بل والاستقرار خارج الهند حتى تتهيأ لهم الفرصة للحصول على ما أرادوا من قبيل الرواتب العالية وتحقيق الرفاهية النجاح، إذا النزف الذي كانت تتعرض له عقول الهند بدأ الآن يأخذ اتجاها عكسيا إذ بادرت عشرات الآلاف من هؤلاء إلى العودة إلى وطنهم مادامت فرص النجاح متاحة بعد الانفتاح.

إن ما حققته الهند من رخاء اقتصادي يعود عليها وعلى الشركات الغربية بأرباح كبيرة. (مع جميع شهر ينقضي تصبح السوق الهندية أكثر جاذبية للشركات الغربية الباحثة عن عملاء جدد.)(44).

لم تستثن المرأة الهندية من التغيرات التي تحققت، إذ كانت في السابق تعتمد ماليا على أسرتها لتنتقل إلى الاعتماد على زوجها:(بيد حتى هذه التنطقيد بدأت تذوي في لقاءة ازدياد الأجور وانتشار القيم الغربية)(45). بل إذا تنطقيد الزواج الهندية بدأت تتغير حيث إذا الشباب الذي له مستقبل في مجال العمل يتزوج متأخرا.

أصبحت الكثيرات من النساء الهنديات يتمتعن باستقلال مالي ويتجنبن الزواج التقليدي... إن ما حققته الهند من نمولم يضم جميع البلاد، إذ ما تزال هناك قرى محرومة من المياه الجارية الصالحة للشرب ومن الكهرباء والرعاية الصحية... حتى حتى أسرا كثيرة تعيش في غرفة واحدة داخل بيوت غارقة في القذارة، يحدث هذا في قرى عديدة... لدرجة أنه صح عن الهند قولة عالم الاقتصاد أمارتيا صن بأن ما يصدق عن الهند فإن نقيضه سليم أيضا(46). إن إصلاحات الهند لعام 1991 حفزت حركة شاملة للنموالاقتصادي بحيث استفاد منها مئات الملايين من الهنود، وإن كانت بعيدة عن تحقيق تنمية شاملة، إذ مازال 35 في المائة من جميع الهند أميين. خصصت المؤلفة الصفحات بين 186 و201 لتقديم صور عن أوجه الحياة العامة في جميع من الهند والصين(24 صورة). إن التناقض الذي تحمله الهند يتمثل ـ على سبيل المثال ـ في أنه على الرغم من حتى خريجي الجامعات في الهند تحولهم إلى مهندسين رائعين إلا حتى المدارس الابتدائية لا تزال خربة فضلا عن الاكتظاظ الذي تعاني منه.

إن مظاهر التقدم في الهند الجديدة المتألقة قناع يخفي مشكلات مستعصية مثل ازدياد معدلات الوفيات بين الأطفال... وغيرها من المشاكل... إضافة إلى انتشار ظاهرة الإجهاض على أساس الجنس، إذ تمثل الفتيات مصدر متاعب بالنسبة لعدد كبير من الأسر بسبب ما تشترطه أسر الزوج من مهور مرهقة لعائلة الزوجة... وتعاني الهند من معضلة تعدد الأديان، إذ يبلغ عدد المسلمين أزيد من 140 مليونا وكثيرا ما تحدث توترات بينهم وبين الهندوس داخل الهند أوبين الهند وبين باكستان الدولة المسلمة.

تؤكد الباحثة أنه رغم افتقار الهند إلى بنية أساسية حديثة إلا أنها حققت مكاسب إشارة في إنتاج المصانع التي بدأت أعدادها في تزايد. إن ما تنبأ به فهماء الإسكان من حتى الهند بحلول سنة 2030 ستصبح أكثر بلدان العالم سكانا ـ متجاوزة الصين ـ يضعها في منعطف خطير يهدد بالوقوع في مستنقع الفقر ما لم تغير سياستها. وكمقارنة بين سياسة الهند وسياسة الصين تقول المؤلفة:(إن ما تنجزه الصين بأوامر وقرارات رسمية يتعين على الهند حتى تنجزه جزئيا من خلال الإقناع.)(47). وتقترح الباحثة حتى تنتهج الهند بعض سياسة الصين وذلك بأن تعمل على بناء طرق جديدة حتى وإن اضطرت إلى تهجير السكان من بيوتهم... فإذا أخفقت الهند ـ باعتبارها دولة ديمقراطية ـ في إقناع الناخبين وتوضيح فوائد الخطة فإن المآل سيكون صعبا بل إذا المؤلفة تقول:(فلا بد حتى تتوافر شخصية سياسية كاريزمية تقود التنمية الاقتصادية.)(48).


ثورة باسم حفل عشاء

تناولت المحررة الخسائر التي تكبدتها الصين بسبب ثورة ماو، لتنتقل إلى الحديث عن نماذج لسيدات صينيات استفدن من الانفتاح الصيني على العالم، كما تناولت بالمناقشة ظاهرة ميل الصينيين إلى الادخار على عكس الأمريكيين الذين يميلون إلى إنفاق أكثر مما يكسبون.

إن التغيير الذي أحدثته الصين أدى إلى حتى أصبح لديها 320 ألف مليونيرا، إلا حتى ذلك أدى إلى نشأة تباينات بين أفراد الشعب لدرجة حتى ظهرت أسماء جديدة من قبيل " الأرستقراطيون المتفردون " و" المثقفون الميسورون " و" الرأسماليون الصغار "...

إن غزوالشركات العالمية للصين ضم حتى تنطقيد الزفاف، حيث ساعدت على تقليد الصينيين للنمط الغربي إلى حد كبير خاصة وأن الثورة الصينية بعد حتى أقصت جميع ما تقليدي صيني فقد هجرت الصينيين(صفحة بيضاء يخط عليها المعلنون الغربيون)(49).(انتقلت الصين خلال جيل واحد من وضعها كبلد متخلف اقتصاديا إلى بلد يمثل رابع أضخم اقتصاد في العالم.)(50).

وتناولت الباحثة وضعية العمال في الصين حيث إذا المصانع الحديثة لا ترحب بكبار السن وتفضل الشباب وإن كان جميع شباب الصين لا يعملون في المصانع.

بعد ذلك انتقلت إلى الحديث عن بعض معالم الثقافة الصينية، حيث يلاحظ حتى النزعة القومية ماثلة دائما لدى الصينيين، تمثلت في إيمان الأغلبية بأن تايوان جزء من الصين، بل إذا منهم من يعتقدون بضرورة غزوها والاستيلاء عليها.

تشير المؤلفة إلى حتى وضعية الصين الاقتصادية رغم ما حققته من نموفإن جميع هذا:(يخفي بعضا من التيارات التحتية شديدة التأثير التي تهدد بالهبوط بمستوى البلاد. بعض هذه التيارات اجتماعي، وبعضها سياسي، وبعضها مالي...)(51).

لعل من هذه المشكلات اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وتفشي الفساد بين موظفي الحكومة... فضلا عن حتى المصارف الصينية التي تحتفظ بمدخرات الأغلبية العظمى من الصينيين لا تزال هشة ضعيفة:(والبيئة في الصين تتعرض للتدمير علاوة على النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب في بعض الأماكن...)(52).

تطرقت الباحثة بعد هذا إلى وضعية الحرية في الصين، لتشير إلى أنها غائبة، فهي على الرغم من الصحف الأربعمائة التي توزع يوميا فإنها تفتقد إلى حرية الصحافة، بل إذا الباحثة تمضى بعيدا حين تقول إنه:(لا يوجد شيء اسمه حرية الكلام والتعبير.)(53).

وانتقلت للحديث عن الوضعية السكانية والسياسة الصارمة التي انتهجتها للحد من النموالديمغرافي، وبما حتى الصين حددت الولادات في طفل واحد فإن كثيرا من الأسر التي تفضل الذكور اضطرت إلى اغتال الإناث. هذه الخطة التي انتهجتها الصين أدت إلى دخول الصين فترة غلبة سن الشيخوخة على عكس الوضع في الهند. وتتنبأ المؤلفة بأن الصين لن تصبح ديموقراطية في أي وقت قريب(54).

وحول مسببات النجاح الكبير الذي حققته الصين في التنمية الاقتصادية على عكس الهند، فإن المحررة ترفض المبررات التي يؤمن بها البعض وهي حتى نظامها السياسي الديكتاتوري هوصاحب الفضل، حيث تؤكد هي بأن المسألة ترتبط بفوارق أساسية كثيرة منها:(أولا، النظام الذي تجري فيه الإصلاحات عامل مهم: ركزت الصين أولا على تحسين دخول الريف بينما انتظرت الهند إلى حين وقوع أزمة... ثانيا، كانت الصين أفضل تعليميا بكثير وقتما بدأت الإصلاحات...)(55). إضافة إلى حتى الارتفاع الكبير للادخار في الصين منح ميزة لحكومتها.

جيوبوليتيكا ممزوجة بالنفط والماء

وفي الفصل الثامن (الجيوبوليتيكا ممزوجة بالنفط والماء، 245-284) أعادت المؤلفة تذكيرنا بالدور المحوري لكل من الهند والصين في الاقتصاد العالمي، فقد كانتا في عام 1600 تقدمان أكثر من نصف الناتج الاقتصادي العالمي.

تقدم الصين والهند المذهل سيجعلهما تهتمان بقضايا كبرى هي: الوظائف والحصول على المزيد منها، والحاجة إلى المزيد من الموارد الطبيعية بسبب الثورة الصناعية، وزيادة الطلب وارتفاع الأسعار العالمية وتستعرض المؤلفة بعض الإحصائيات منها: بحلول 2003 أصبح البلدان يمثلان 20% من الاقتصاد العالمي، وسيرتفع نصيبهما إلى 28% في عام 2030، وهنالك تسقط بأن تتجاوز الصين في ذلك العام اقتصاد أميركا لتصبح الثانية وتكون الهند هي الثالثة.

وتذكر المؤلفة حتى تقدم الصين والهند المذهل سيجعلهما تهتمان بقضايا كبرى هي: الوظائف والحصول على المزيد منها، والحاجة إلى المزيد من الموارد الطبيعية بسبب الثورة الصناعية، وزيادة الطلب وارتفاع الأسعار العالمية، وتحديث القوات العسكرية مما يسبّب تغيرات في الجيوبوليتك وتصنادىت متزايدة فيما بين الصين وأميركا، والتلوث البيئي العالمي، وقد عضّدت تلك التحليلات بإحصائيات دقيقة.


حافز للمنافسة

تناول الفصل أثر النموالاقتصادي للهند والصين على الاقتصاد الأمريكي عامة والمواطن الأمريكي خاصة، حيث تمت الإشارة إلى أنه رغم تنقل الكثير من الوظائف عبر البحار إلا ذلك أدى إلى انتشار السلع وبأسعار زهيدة.

تناولت المؤلفة قضية اقتصادية تتعلق بسياسة المواطن الأمريكي الذي يضغط على الشركات لتخفيض تكلفة الإنتاج بهدف ازدياد قيمة الأسهم التي يمتلكها، وهوما يؤدي إلى هجرة الوظائف إلى ما وراء البحار الأمر الذي يهدد هذا المواطن بالبطالة.

إن التخفيض الذي أجرته الصين على عملتها هوفي نهاية المطاف يخدم الاقتصاد الأمريكي عبر الأرباح التي تجنيها الشركات الأمريكية العاملة هناك من جهة ويقدم للمواطن الأمريكي سلعا صينية منخفضة الثمن. وهذا الأمر لا يخفي حتى كثيرا من الأمريكيين بدأوا يحسون بالضغط الناجم عن تزايد كلفة الرعاية الصحية وتكاليف التعليم الجامعي رغم أنهم لم يحققوا تغييرات كبيرة في الدخل.

تشير المؤلفة إلى أنه طالما عملت جميع مكونات الاقتصاد الكوكبي معا وعلى نحوسلس فالجميع سيستفيد. وإن كان تشابك خيوط الاقتصاد الكوكبي يحمل مخاطر ومحاذير بالنسبة لكل من الشرق والغرب، بحيث إذا ما قد يصيب أحدى الدول: الصين والهند والولايات المتحدة يصيب الدولتين مباشرة. إذا ما يثير خوف الكثير من المسؤولين هوحتى الولايات المتحدة تعتمد على الصين أكثر مما تعتمد الصين عليها، حيث تقول المؤلفة:(ويا لها من سخرية حتى أصبح للشيوعيين في الصين مثل هذا النفوذ الضخم على اقتصاد الولايات المتحدة. إنه الآن يعمل لمصلحة أمريكا، ولكن يمكن استخدامه للهجوم على الولايات المتحدة اقتصاديا.)(58).


وتشير الباحثة إلى حتى اليابان هي الأخرى تملك نفس السلطان الاقتصادي على الولايات المتحدة لأنها تستحوذ على كميات كبيرة من دولارات الولايات المتحدة إلا أنه حليف أمريكي.

وتناقش احتمال شن الصين صدمة اقتصادية ضد الولايات المتحدة مستبعدة هذا الاحتمال لما للصين من مصلحة في التعاون مع الولايات المتحدة فضلا عن أنها ترى حتى لا جدوى من تطبيق سياسة الحمائية حيث إذا توجيه ضربة لاقتصاد الصين يمكن حتى يلحق أضرارا بالاقتصاد الكوكبي المترابط بعضه ببعض.

إن ما يجعل المؤلفة تستبعد حتى يلحق الاقتصاد الكوكبي المترابط أي ضرر بالولايات المتحدة هوأن:(ثمة شيء قاسي قياسه، ولكنه مهم بالقدر نفسه: لدى الأمريكيين روح قوية للعمل لا نجدها في كثير من المجتمعات التي تخشى المخاطرة.)(59).

وترى حتى على الولايات المتحدة لتجنب عاصفة المنافسة، حتى تعود إلى الأساسيات التي تتمثل في التعليم باعتباره حجر الزاوية خاصة وأن المقارنة التي قدمتها(60) تؤكد تأخر مستويات التعليم في الولايات المتحدة مقارنة بمجموعة من الدول.

وتضيف المؤلفة على حتى الولايات لأن تعمل على:(تعزيز أسسها المالية. إذا الأفراد وكذا الحكومة ينفقون ما يفوق طاقتهم، ولا يدخرون ما يمكنهم الاعتماد عليه إذا هبت مستقبلا عاصفة المنافسة الكوكبية.)(61).


وتقترح حلا يكمن في أنه:(إن توافر بنية أساسية أحدث، ونادىئم اقتصادية أقوى، ونظام تعليمي أفضل، هي ضرورات لازمة لحفاظ الولايات المتحدة على وضعها في قمة الدور المناطة به.)(62). وهوما تسير الولايات المتحدة على خلافه في نظر المحررة.

وأخيرا تقترح حتى هجرز الولايات المتحدة على مجال النانوتكنولوجي وعلى الهندسة الخضراء لضمان تفوقها. منوهة بتميز الأمريكيين بالمرونة والابتكارية وحب المخاطرة وهي كلها مصادر قوة.

انظر أيضا

  • تاريخ الاقتصاد الأمريكي.


المصادر

______________________________________________________________

  • المصدر الجزيرةنت

[1]

  • [صحيفة المثقف http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&task=view&id=45024&Itemid=2738]
تاريخ النشر: 2020-06-04 17:06:13
التصنيفات: كتاب تاريخي, كتاب اقتصادي, كتب مترجمة للعربية, سلسلة عالم المعرفة, كتب 2008, كتب 2009

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تنسيقية تعليمية تستقبل العام الدراسي بوقفة احتجاجية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:11:35
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 73%

الكشف عن تكلفة إعصار "إداليا" على شركات التأمين الأمريكية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:07:24
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 95%

قوات كييف تقصف وسط دونيتسك بصواريخ منتهية الصلاحية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:07:26
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 99%

شخص يلحق خسائر مادية بسيارة للشرطة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:12:31
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

الكاف يسمح للأهلي بإجراء تعديلات على قائمة مباراة السوبر

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:10:59
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 42%

مران قوي للاعبي الأهلي بالنمسا «في حضور الجماهير وغياب 3 لاعبين»

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:11:01
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 42%

فيورنتينا يصدم مانشستر يونايتد في صفقة أمرابط

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:11:32
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 85%

هذه دلالات موقف المغرب من الانقلاب العسكري في الغابون!

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:11:29
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 85%

ميسي يتوج بجائزة جديدة (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:07:33
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 99%

بمشاركة الوداد..هذا موعد سحب قرعة دوري “السوبر الإفريقي”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:11:25
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 74%

بسبب استمرار حبس شقيقه بلبنان.. سيف القذافي يوجه رسالة شديدة اللهجة 

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:09:20
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 97%

وكالة الفضاء الهندية تعلن عن ما اكتشفته على سطح القطب الجنوبي للقمر

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:12:33
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

القوات الجوية الأوكرانية: 60 مقاتلة "إف-16" تكفي كييف لإنجاز مهامها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:07:19
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 100%

بعد هروبه لأكثر من شهر.. أمن فاس يطيح بـ”صيد ثمين” في مجال السرقة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:11:38
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 82%

بوريل: الوضع في النيجر مختلف عن الغابون

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:07:28
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 100%

الدوري السعودي.. الكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب خلال أغسطس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:07:36
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 89%

تدوينة غامضة.. محمد صلاح: "معظم الناس يفتقدون الإرادة الحرة"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:07:34
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 98%

ضبط خلية إرهابية حوثية حاولت تفخيخ طريق البرح - الوازعية بتعز 

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-31 00:08:02
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 93%

تحميل تطبيق المنصة العربية