المقام العراقي

عودة للموسوعة

المقام العراقي

تخت حسين الأعظمي للمقام العراقي.
سفير المقام العراقي، حسين إسماعيل الأعظمي.

المقام العراقي هولون عراقي من الغناء القديم تصاحبه الآلات الموسيقية ، وهوتراث موسيقي يتسم بصفة أوطبيعة ارتجالية في الغناء والعزف على مختلف السلالم الموسيقية التقليدية بطريقة مضبوطة ، هذا من كون المناسبة دنيوية ، اما اذا كانت دينية فيقثصر على استخدام الجزء الغنائى بدون آلات موسيقية كما في المولد والتهاليل والتواشيح والتحميد ، والمقام العراقي قريب الشبه بكل من المقام الاذربيجاني والرديف الإيراني ويقترب ايضا ببعض الصفات من المقام الطاجيكي والاوزبكي ولكنه يختلف عن جميع هذه المقامات بصفات اخرى ، ان المقام العراقي يقتصر وجوده في العراق فقط وهويمثل الفن الغنائي الخاص بالشفافة الموسيقية الحضرية لمدن العراق ، وقد برز وبصورة ملموسه في بغداد وتليها جميع من كركوك والموصل ، ومن ابرز السلالم النغمية المشهجرة بين العالم العربي والاسلامي هي الرست والبيات والحجاز واليكاه والصبا والحسيني والنوى والكرد والمخالف ، وتتميز المقامات العراقية ما عدا خضوعها لقواعد التي تتحكم بالاجناس الموسيقية وتصويرها ، باحترام الخصوصية التي تفرضها صبغة المقام العراقي اضافة الى تمسكه بالميزات الجمالية الخاصة به على صعيد الاداء

مفهوم المقام

هونوع من الغناء الكلاسيكي الذي يتألف من عدة مقاطع لا تقبل الزيادة اوالنقصان ، ولقراءته اصول وقواعد وهوالارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة وبالتنقل على السلالم الموسيقية بطريقة مضبوطة ، لذا فأن المقامات هي غناء فني وضعها ولحنها مغنون عراقيون ووضعوا لها قواعد واصولا لا يجوز للقارئ ان يحبد عنها ولا يجيدها الا من تفهم القواعد والاصول والمقام العراقي وحدة مترابطة من عدة مقومات وهى تتألف من النغم والشعر والايقاع وطريقة الاداء ،ولم تكن المقامات العراقية تقرأ في القرون الماضية مع الموسيقى ، ولم تكن تغنى في الافراح اوالمسرات بل في مجالات خاصة لا يحضرها الا من كانت له صلة بالادب والفن والموسيقى ، لان المقام يمكن ان يقرأ بدون آلات ولا يمكن انه يقرأ بدون قارئ.


التاريخ

اشتهر العراق بأغانيه فكان اشهر من نار على فهم، وان من سبر غور الخط التاريخية يتحقق لديه ان الغناء في عهد الدولة العباسية ارتقى حتى بلغ اوجه فلا ترى في دار السلام (بغداد) انسانا مؤسراَ اذ ذاك وليس في بيته قينة تطربه برخيم صوتها ونغمات عودها. وليس بعجيب اذا ما سمي العراق مهبط وحي الموسيقى العربية فلقد انجب فحول المغنيين غير ان إرادة الله شاءت وقضت ان لا يبقى العراق ممتعا بتلك المنحة الجميلة، بل كان نصيبه كنصيب الدولة العباسية من الضعف والتدهور وهناك اخذت شمسه المشرقة تدنوالى الأفول فتلقته الأمم على اختلاف نزعاتها وجميع أمه تصرفت به ومزجته بلسانها (العامي) اي اللغة الدارجة عندها.ref>[1] المقامات العراقية - عبد الكريم العلاف</ref>

أما في ربوع العراق وبالأخص في بغداد فقد بقي على حالته حتى ايام التتر ثم ارتبك نظامه لأنه ولج عليه كثيرا من الحان الفارسية والهجرية وهي التي يغني بها المغني الآن. وقد تسمع من المغني العراقي وهويغني بلفظة (يا دوست) بمعنى يا صديق، وحدثات اخرى مثل (فرياد من) بمعنى النجده، و(دل ياندم) بمعنى قلبي اشتعل، و(ايكي گوزم) بمعنى عيناي الأثنان، و(دل من) بمعنى قلبي، و(جان من) بمعنى روحي، و(أفندم) بمعنى سيدي. أما سبب استعمال هذه الحدثات الاجنبية ووضعها في المقامات العراقية هوحتى الأمتين الفارسية والهجرية لما دخلتا بغداد واستوطنتها كانت الموسيقى العراقية رغما على ما حصل بها من الفتور والأنحطاط في طليعة الفنون الجميلة عند هاتين الأمتين، وكان المغني العراقي يومذاك شديد الرغبة في ارضاء مواطنيه ومجاراتهم فأخذ يستعمل مثل هذه الحدثات في سياق غنائه حينما يرى الفارسي والهجري من بعض مجالسيه.

وقد كان الغناء يسمى (مقامات) جمع مقام. والمقام على ما ذكره محمد ابن عبد الحميد اللاذقي في رسالته الفتحية هوالدور، ونطق كان القدماء يسمون الأدوار المشهوره بمقام وبرده وشد اما المتأخرون فيسمون تلك الالحان بمقام فقط ويغنى على النوبة في العراق. والنوبة هي الچالغي بالجيم الفارسية المثلثة، وحدثة چالغي هجرية وأصل الهجريب (چالغي طاقمسي) اي جماعه الملاهي. ويتألف الچالغي في بغداد من قارئ أي استاذ في الغناء وآلة موسيقية قديمة تسمى (سنطور) وآلة اخرى تسمى (كمانه) و(دف) ودربكة اي (دنبك). ويبتدئ الچالغي أولا بلحن يسمونه (بشرو) أوبشرف والاول اسم فارسي مركب من حدثتين احداهما حدثة (بش) ومعناها امام والأخرى (رو) ومعناها ذهاب فباجتماعهما يصير معناهما الذهاب امام وفي اصطلاح الموسيقى يطلق هذا الأسم على الهواء الابتدائي الذي يصدر به اول فصل ومعناه المقدم أوالفاتحة، كما ينطق نظير ذلك عند العرب (بشرف) وهي تحريف حدثة (بشرو) المذكورة، وبعد ذلك يبتدئ المغني بالغناء، والبدء ينطق له باصطلاحهم (تحرير) والختام (تسليم). وفي ختام جميع مقام ينشد المغنون وهم الذين يعزفون بالآلات الموسيقية (بستة) أي اغنية تكون موافقة للمقام الذي يغنيه المغني والمغني يطلق عليه قارئ، والبستة حدثه فارسية معناها (رابط) ومصطلح عليها في الموسيقى الهجرية بمعنى (موشح).

المقامات الحديثة التي يغنى بها على (الچالگي)

بيات والهجر

يسمونه بياتي والارجح ان الحدثة مأخوذه من العشيرة المسماه بهذا الأسم وهي عرب يتحدثون اللغه العربية والهجرية أومن الأرض التي يسكنونها وهي واقعة في انحاء جبل حمرين، وقد اشتهر هؤلاء الناس بصوتهم الرخيم وكان منهم في العهد الأخير شلتاگ واحمد زيدان /مثال. ناري اي المحرق وهذا المقام مستعمل في الموصل وحتى البغداديين أخذوه عن الموصليين وانهم سبقوا البغادده في استعماله /مثال

محمودي

وهومسمى باسم واضعه وانه مستعمل في العراق وقيل في ديار الشام /مثال

طاهر أوزنگه

والزنگه عشيرة معلومه من العشائر الكردية العراقية تقطن بقضاء كفري التابع الى لواء كركوك ولعل الزنگه تصحيف رزگولاه اوزنگلاه الذي تسميه العرب بصفتهم الفنية زرگولاه والعرب المولدون زنگوله وهوأحد المقامات المعروفة الواقع بين مقام الراست والدوگاه /مثال


سيگاه

وهوالمقام الثالث /مثال.

حليلاوي

بالتصغير والنسبة على طريقه العامة العراقية اذ يقولون حلاوي وبصراوي ومكاوي بالنسبه الى الحلة والبصرة ومكة /مثال

حجاز ديوان

والديوان حدثة هجرية وعربية تطلق على ثمانية درجات أصوات متتابعة بالتدريج، ومن انواع هذا المقام نوع ينطق له حجاز شيطاني.

قوريات

ومستعمل في كركوك ولعله منسوب الى جانب من جوانبها وهوالجانب الغربي ويسمى قورية

عريبون عجم

بفتح العين والراء وسكون الياء ويليها باء مضمومة فواوساكنة فنون. والهجر يسمونه أعريبون بزياده الالف الاولى، وهومن وضع الفرس /مثال

عريبون عرب

ويسمى عند الهجر كالاول وقد وضعه العرب تجاه العريبون عجم الذي وضعه الفرس /مثال

جبوري

منسوب الى عشيرة الجبور الساكنة في انحاء العراق وهؤلاء مشهورون بغناء العتابة /مثال


مخالف

نطق صاحب كتاب (تعليم الموسيقى) ان هذا المقام مهجور مع انه اليوم مستعمل في العراق وبالأخص في بغداد

راشدي

لعل اللفظة تصحيف حدثه رشتي مدينة من مدن ايران أومسمى باسم واضعه

راست

والحدثه فارسية أي المستقيم وكان الفرس يبتدؤون ديوانهم براست، والعراقيون يلفظون الراست بلا ألف أي رست

منصوري

وهومنسوب الى (منصور زلزل) المغني المشهور في عهد العباسيين، والهجر يسمونه منصور بحذف ياء النسبة، وزلزل هذا من سواد أهل الكوفة وكان أضرب معاصريه في العود وهوأول من أحدث العيدان الشبابيط وكانت قديما على عمل عيدان الفرس.

حجاز آجغ

والحدثة الأخيرة هجرية محرفة والسليم هي آجق أي صريح، وهذا المقام مشتق من الحجاز ديوان

عمر گلى

وگلى بالگاف الفارسية وألف مقصورة وهومنسوب الى واضعه ويستعمل في كركوك ومشهور هناك

ابراهيمي

منسوب الى (ابراهيم الموصلي) المغني في العهد العباسي وسبب تسميته في الموصلي أنه لما نشأ اشتهى الغناء فطلبه فأشتد أخواله عليه وبلغوا منه فهرب الى الموصل ولما عاد نطقوا له أصحابه أهلا بالفتى الموصلي فلقب به.

باجلان

ولعله منسوب الى برجلان قرية من قرى مدينة واسط المندرسة اوالى عشيرة باجلان الكردية وهي تسكن العراق قريبا من بلده خانقين.

نوى

وهواسم معرب ذكرته خط الموسيقى وفي اللغة النوى هوالفراق

مسكين

وفي العراق يسمى مسچين بالجيم الفارسية المثلثة وهومن وضع العراقيين ومسمى باسم واضعه

خنابات اوخربات

وعباره هذا الاسم فارسية ولعله منسوب الى الفرس

حسيني

بالتصغير والنسبة ولعله منسوب الى السادة الحسينية اوالى احد الاشخاص المسمى بهذا الأسم

دشت

بفتح الدال وسكون الشين المعجمة والتاء الساكنة والعراقيون يلفظون هذه الحدثة دشتي بزياده ياء النسبة، واصل هذا المقام فارسي

عجم اوعجم عشيران

بالتصغير وهومنسوب الى الفرس ايضا

گلگلي

بكافين فارستيين واللام الاولى ساكنة والثانيه مكسورة والحدثة هجرية معناها وردي

ارواح

ولعل هذا المقام هوالمشهور (براحه الارواح) ومعناه استراحه الروح وهومشهور عند الأتراك

صبا

وهوأشهر من حتى يذكر وقد قيل عنه أقدم المقامات وفي اللغه الصبا هي الريح وتأتي من مطلع الشمس

پنجكاه

حدثة فارسية ظاهره المعنى أي المقام الخامس

شرقي أوشرقي اصفهان

ومنه شرقي دوگاه، وحدثة شرقي هجريه تطلق على جميع نغم من الانغام كما ينطق نظير ذلك عند العرب (موشح أودور) وأصفهان احدى مدن ايران وهي وطن أبي فرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني ولعل هذا المقام منسوب اليها.

اوج

والاتراك يسمون (اويج) وهذا المقام هواعلى المقامات

مثنوي

لعله منسوب الى الوتر الثاني من أوتار العود

ماهوري

وهواسم فارسي ومعناه الهلال وقد قيل انه خطأ وانما هوياهو، ويستعمل في العراق والشام، والعراقيون يسمونه ماهوري بزياده ياء النسبة

بهرزاوي

وهومنسوب نسبة عامية الى قرية من قرى بعقوبه ينطق لها بهرز، والعراقيون كثيرا ما يطربون لهذا المقام

حديدي

وهومنسوب الى بيت الحديدي في بغداد اوالى عشيرة الحديديين التي تسكن جوار مدينة الموصل

حكيمي

وضعه أحد أفراد بيت السيد عبد الباقي الحكيم البغدادي، وكان أهل هذا البيت يزاولون الطبابة والموسيقى في العراق في القرن الماضي ويصفون الطرب واللهولمداواة عدة امراض فتبرأ

مدمي

وهذا المقام ايضا من وضع بيت الحكيم البغدادي وضع للسقمى لأنه يحرك الدم

خلوتي

وهذا المقام صوفي منسوب الى أهل الطريقة الخلوتية وهم قسم من السادة الصوفية

أوشار

والهمزة مضمومة ضما مفخما مبهما والحدثة فارسية تدل على نسبه هذا المقام الى الفرس

سعيدي

وهومنسوب الى رجل معروف بحسن غنائه في بغداد

بختيار

مقام يستعمل في كردستان والموصل وبغداد وأصله فارسي ومنسوب الى عشيرة البختياريين في ايران

لقاء

والباء مفتوحة واكثر استعماله في الموصل، والموصليون يطربون لسماعه ويسمونه (مگابل) بالگاف الفارسية

بشيري

منسوب الى واضعه اوالى قرية البشيري من قرى كركوك

اورفا

وهومنسوب الى المدينة المشهورة سابقا بالرها وهي مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام ومن المدن الهجرية اليوم آيدين وهومنسوب الى مدينة عهدت بهذا الاسم في الاناضول الهجري

قطر

وهومقام كردي مستعمل في كركوك وانحائها

چارگاه

بالجيم الفارسية المثلثه والكاف الفارسية وهوتصحيف اوتخفيف جهارگاه وتعني المقام الرابع

وبين هذه المقامات ما هي أصلية تسمع في بلدان من البلاد الشرقية اي ديار العرب والفرس والهجر وهي (الرست والصبا والاوج والعجم والنوى والحسيني والحجاز) أما الباقيه فهي من وضع العراقيين والاقوام المجاورة لهم. ولهذه المقامات (شعب وپردات وميانات) وضعوها العراقيين انفسهم فسموها بأسماء مختلفة منها منسوبه الى اصحابها وواضعيها ومنها سميت بالمكان الذي وضعت فيه وجميعا تستعمل في غناء هذه المقامات، والمغني الحاذق عند التغني بها لا يجوز له التخلي والشذوذ عن اوضاع تلك الشعب والپردات والميانات وان يأتي بكل واحدة منها ويضعها في مكانها المطلوب. واسماؤها:

سفيان نغمه سيگاه، وخليلي نغمه رست، وعبوش نغمه بيات، وبلبان نغمه سيگاه، وقريه باش نغمه بيات، وسي رنك نغمه سيگاه، ومخالف كركوك نغمه سيگاه، وقزاز نغمه بيات، وناهفت نغمه چارگاه، وبوسليك نغمه بيات، وبيات عجم نغمه حجاز، وقاتولي نغمه سيگاه، واذربيجان نغمه سيگاه، وجصاص نغمه سيگاه، وسيساني نغمه رست، وآيدين نغمه چارگاه، ونوروز عجم نغمه بيات، وبشيري نغمه چارگاه، ودشتي نغمه حسيني، وهمايون نغمه حجاز، وزنبوري نغمه بيات، وسيگاه حلب نغمه سيگاه، وسيگاه عجم نغمه سيگاه، وماهوري نغمه چارگاه، وعشيشي نغمه حجاز، وعمر گلى نغمه بيات، ولاووك نغمه چارگاه. وهذه الشعب والبردات والميانات لا يعهدها الا اساتذه المقام العراقي.

اما كيفية الغناء بالمقام العراقي فأنه ينقسم الى خمسه فصول الأول ينطق له فصل البيات والثاني (فصل الحجاز) والثالث (فصل الرست) والرابع (فصل النوى) والخامس (فصل الحسيني) . ولكل فصل من هذه الفصول مقامات خاصة وتوجد مقامات لم تدخل ضمن هذه الفصول وتغنى منفردا، ويجوز للمغني ان يدخلها ضمن هذه الفصول اذا شاء. وغير مستحسن ان تغنى المقامات العراقية على غير آلتي (الكمانه والسنطور) يضاف اليهما الدف والدنبك اي (چالغي بغداد). وبعد ان يجلس المغني مع العازفين يبدأ اولا في الفصل الاول وهوفصل البيات ثم الفصل الثاني والثالث الى آخر الفصول

  • منقول من كتاب الطرب عند العرب، بغداد ١٩٦٣

لماذا لم يخط المقام

يقول العزاوى لانها معقدة وكثيرة التحويل والانتنطقات النغمية وليس في مقدور الآلة الموسيقية ان تعطى نفس الصورة الفنية التي تعطيها الحنجرة في غناء هذه المقامات ، ويرى قوجمان في كتابه (الموسيقى الفنية في العراق) ان المسأله ليست بعجز الآلة الموسيقية عن اداء جميع الانتنطقات النغمية التي تؤديها الحنجرة كما يصفها العزاوي بل ان جوهر المشكلة هووحدة المقامات المترابطة التي لا يمكن تجزئتها فحتى لووجدت الآلة الموسيقية التى تساعد العازف الماهر في اداء جميع الحركات النغمية المطلوبة.

مقومات المقام العراقي

فريدة محمد علي، سيدة المقام العراقي.

النغم

يتألف المقام اوجميع مقام من المقامات من نغم معين كالبيات والرست والصبا والحجاز والديوان والسيكاه والجهاركاه والحسيني ، وهذه هي الانغام السبعة التي تتكون منها المقامات .

الشعر

ويشكل الشعر احد مقومات الهامة والرئيسية ، حيث لا يمكن قراءة المقام دون وجود الشعر والشعر نوعان شعر عربى فصيح وشعر عامي شعبى ، والشعر العربى الفصيح له اوزانه وعروضه التى يخط عليها وقد قام العالم أحمد الفراهيدي بتقسيمها الى ستة عشر بحرا شعريا ولكل بحر نوع من الموسيقى فعندما تقرأ شعرا من البحر السريع تدرك هذا البحر من خلال التقطيع الموجود به ، اى التفعيلات ، ويستخدم في الشعر ب 33 مقاما عراقيا اما في الباقي فيستخدم شعر شعبي بل هنالك مقامات يقرأ فيها الشعر الشعبي والفصيح معا ، ومن المقامات التي يقرأ بها الشعر الفصيح هى الرست والبيات والحجاز والحسيني اما المقامات التي يقرأ بها الشعر الشعبي وخصوصا الموال (الزهيري) ومنها الابراهيمي والمحمودي والناري والمخالف والمرمي والحديدي اما المقامات التى يغنى بها الشعر الفصيح والشعبي في آن واحد فهى اللامي والصبا.

الايقاع

الايقاع احد مقومات المقام الاساسية والايقاع ملازم لكل انواع الموسيقى ، فكل مقام يرتبط بوزن معين لا يجوز تغييره ، وقد يغنى مقام معين بوزنين مختلفين ، فيغنى جزء منه مع الوزن الاول حتى بلوغ فترة معينة من مراحل طوره ثم يتحول الوزن فيغنى الباقي من المقام مع الوزن الثاني .

حدثات وعبارات اضافية

من الصفات المميزة للمقام العراقي وجود حدثات وعبارات معينة منها عربية ومنها غير عربية يرددها المغني اثناء قراءة المقام في مواضع معينة دون ان تكون لها أي علاقة بالشعر المغنى وبدون ضرورة ظاهرة تدفع قارئ المقام الى ترديدها ولكل مقام حدثاته المميزة التي لا يتم الا بترديدها مثل حدثات يار ومعناها يا وليفي ، جانم ومعناها روحى ، بدادم معناها انجدني ، افندم معناها سيدي وهنالك حدثات عربية تردد ايضا دون ان تكون لها علاقة بالشعر مثل يا غنم ، يابه ، اوه ، يا عيوني ، أويلي ، ووجود حدثات عربية لا ينفي وجود حدثات اعجمية بل توجد اكثرها معا وهناك سؤال يقول ما سبب بقاء هذه الألفاظ العربية وغير العاربية كجزء من المقام لا يمكن التخلي عنها اذا لم يكن هناك ضرورة موسيقية لترديدها اثناء قرائة المقام ، يقول الرجب وهوخبير في المقام العراقي ان المغني يستعين بهذه الحدثات على اداء المقام اذ بدونها لا يمكن تحريره وتأدية بتره أومياناته ، فاذا ابدلناها نحاذر ونخاف على ضياع المقام ولكن الاستاذ قوجمان يقول انى اخالف الرجب في هذا التحليل الذي يعزوبقاء هذه الألفاظ الى عجز المغني عن تحرير المقام بدونها والى خشية المغنين من ضياع المقامات ، كما اخالفه في ان عجز الموسيقيين الى الآن عن تسجيل المقام على نوتة هوبسبب تمسكهم بها والبقاء عليها ، ليس لهجر هذه الحدثات والعبارات العربية والاجنبية اي تأثير موسيقي على المقام ذاته طالما يؤديه المغني اداء سليما ، ولكن تأثير الحدثات الحقيقي ينحصر في تحطيم الوحدة المترابطة للمقام اوالاخلال بها جزئيا ، فأي حذف يؤدي الى ضياع المقام موسيقيا .

طريقة الأداء

لكل قارئ مقام طريقة يقرأ بها المقام عن سلفه وربما حاول تغييرها أوتطويرها فالمقام من هذه الناحية نظام من النبرات والتقلبات الصوتية يجرى أداؤه بروحية معينة ، وقليل من المغنين يدرك هذه النبرات ويكون واعيا لها بل اغلب المغنين يقوم بصورة مقصودة بتقليد النبرات الصوتية التي سمعها من سلفه ، لذا يصعب وصف وكتابة الروحية التي ينطوى عليها المقام العراقي وحدة مترابطة بكل مقوماته ، ويتضح من ذلك ارتجالية المقام وبالتالي اختلافه عن الموسيقى الحديثة .

المقام والنغم بالعراق

يمتاز العراق بان له فناَ زاخراَ يميزه عن باقي البلدان العربية ، الا وهوفن المقامات ونغماته التي ترسخت في نفسية الفرد العراقي الاصيل ، لذا نشاهد المقام في جميع نواحي الحياة الاجتماعية ابتداء من المهد الى اللحد

  1. منذ ان يولد الطفل تقوم الام بتنويمه وهى تغني له على نغم المثنوي - دللول با ولد يبني دللول
  2. في الزورخانات (النوادي الرياضية) كان المرشد يضبط ايقاعه على الطبلة ويغني لهم ما يلائم العابهم وخصوصا على مقام البنجكاه
  3. عند الباعة عندما ينادي الباعة لترويج بضائعهم وخصوصا الذين يبيعون الخضار والبضائع المتنوعة وهنا يستعمل الباعة نغم الركباني
  4. في الافراح والحماس للمعارك كانت تستخدم الهوسة الشعبية
  5. عند التعازي ، حيث يقوم القارئ بالنعي بواسطة مكبرات الصوت فيكون على نغم القزازي وعند التغسيل على نغم السفيان
  6. المجالس الحسينية ويقرأون بالبدايه على نغم الماهورى اوسفيان اوخلوتى اوركبانى
  7. في الموالد والمدائح النبوية حيث يقرأ المقام وبأنغام فرحة عند مدح الرسول (ص) ويتحول الى نغم به حزن عند الذكر اى ذكر عظمة الله
  8. في قراءة القرآن الكريم ويمكن تمييز القرائة في المدرسة العراقية عن القرائة في المدرسة المصرية ويقرأ على انغام الطاهر والماهوري وخلوتي والعشيران.

مجمل القول ان العراقيين وخصوصا أهل بغداد من فرط انهماكهم في الانغام والألحان طغى على أذواقهم طغيانا عظيما حتى الناس لا تسمع خطيبا اوقارئ قرآن اذا لم يكن ذا صوت عندليب منغ.

تصـنيف المقامات

كانت المقامات تزيد على ثمانين مقاما ، وقد اهمل الكثير منها لأسباب متعددة منها لأنها ناسيرة من الناحية الفنية ومنها لكونها متشابة والبعض لعدم توفر الشروط وبعضها تحول الى وصل اوبتر صغيرة ضمن حركة مقام معين ومنها من لا يتسم بالروح العراقية ولا يتفاعل معه المستمعون ، وقد اورد الرجب في كتابه عن المقام العراقي ثلاثة وخمسين مقاما ،وافاد ان الانغام التي تتفرع منها جميع المقامات عراقية ، ولاكن هنالك بعض المقامات ليس عراقية بل هجرية اوفارسية وغيرها ، ولاكن المقام العراقي يبقى الاكبر بينها

تصنف المقامات الى قسمين الاول هى مقامات الفصول والثانى مقامات غير داخله بالفصول وهى تضم جميع المقامات الاخرى

مقامات الفصول

وتنقسم الى خمسة فصول وهي :-

البيات الحجاز الرست النوى الحسيني
البيات حجاز ديوان الرست نوى حسيني
الناري قوريات منصوري مسجين دشت
الطاهر عربيون عجم حجاز عجم أورفه
المحمودى عريبون عرب جبوري پنچكاه أرواح
السيكاه ابراهيمى خنبات راشدى أوج
المخالف الحديدى حكيمى
الحليلاوى صبا

مقامات خارج الفصول

الجمال الهمايون النوروز عجم البشيري الدشتي
بيات عجم المثنوى السعيدى القطر خلوتي
نهاوند البهرزاوي المكابل شرقي رست شرقي دوكاه
الكلكلي المدمي الحجاز آجغ التفليس الباجلان
الحويزاوى الأوشار الحجاز كرد

مقامات يقرأ بها الشعر الفصيح

رست بيات حجاز حسيني

مقامات يقرأ بها الشعر الزهيري

الابراهيمي حجاز كار كورد المحمودى الناري شرقي دوكاه
الحديدي باجلان المخالف المرمي مخالف
بهرزاوى حليلاوي جبورى محمودي راشدي
مسجين كلكلي عريبون عرب شرقي رست مكابل
قطر مدمي حكيمي
  • السملك وهى طريقة غنائية خاصة بالعتابا ونغمتة سيكاه ويغنى نهاية مقام الحكيمي .*
  • اللامي نغم خاص بقراءة الابوذية ويستقر على درجة سيكاه .*
  • الركباني غناء خاص عند البدولحداء الابل وله نظام خاص .*


تاريخ المقام

قارئ المقام العراقي، محمد القبنجي.

إن المقام العراقي فن اصيل وتراث حضاري امتزجت وتفاعلت معه فنون حضارية اخرى ، وهوعصارة احقاب من الزمان لا يعهد تاريخ محدد اوفترة محددة لتأليفه ، وهناك من ينسبه الى العصر العباسي كما يقول شعوبي ابراهيم ، اوالى العهود المظلمة اى فترة الحكم العثماني وهي لا تتجاوز 400 عام كما يقول الرجب ، ان المقام ليست دائرة مغلقة بل حلقة مفتوحة يمكن بواسطتها تطوير واضافة مقامات جديدة كما عمل الاستاذ المرحوم محمد القبنجي.

فترة الانقطاع

يقول الفنان والخبير الاستاذ الرجب ، نحن الان بعد موت الفنان يوسف عمر في فترة انقطاع ، ويقصد بهذا الانقطاع عدم وجود قارئ مقام يفهم الانغام والهجريبات النغمية ، ويفهم لما صيغت اوصنعت هذه المقامات بهذا الشكل ، بل يوجد قراء فقط ، ان المقام هوالارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة ، وهذا من احد الاسباب التي تجعل كتابة المقام (اي تنويته) عملية صعبة ، لانه حدثا زاد الارتجال قل المكتوب والعكس سليم

آلات المقام

السنطور

السنطور حدثة فارسية معربه ومعناها النبر السريع وهى آله وترية بشكل شبه منحرف وتبلغ قياسات السنطور كالأتي

القاعدة الكبرى = 36انج
القاعدة الامامية (القبلة) = 12انج
العرض =1/2 15انج
الضلع المائل =21انج

ويحتوى السنطور على 25 وتراَ معدنياقد يكون شدها رباعيا أى ان لكل ارعبة اسلاك درجة صوتية واحدة وبهذاقد يكون مجموع الاسلاك مائة سلك وهي تمر من فوق المساند البالغ عددها خمسة وعشرون مسندا ، ويستعمل عازف السنطور اثنين من المضارب الرقيقة المصنوعة من خشب خاص يبلغ طولها 25,5 سم وتثبت المفاتيح والتى يبلغ عددها المائة على الجهة اليمنى من السنطور ويكون لكل وتر مفتاح خاص لغرض دوران الآلة اونصبها. ومخترع آلة السنطور هو(الفلهيذ) المغنى الفارسي في عهد كسرى أنوشروان وقد وضعها وضعا هندسيا بشكل شبه منحرف وجعل عدد اوتارها اثني عشر وتراَ من نحاس جميع وتر يحتوى على اربعة اوتار في الغلظ والدقة وبهذا ظلت تجوب انحاء فارس حتى وصلت الى العراق في القرن السادس الهجري في عهد الخليفة المستعصم بالله وقد عدل بها عند وصولها حكيم بن أحوص السندي البغدادي فهذبها وزاد على اوتارها تسعة اوتار لأمر فني في صوتها ورقة انغامها ثم قسم الاوتار الى ثلاثة دواوين.

ولا توجد آثار إسلامية في الوقت الحاضر ترينا السنطور بالشكل الذي نعهده في هذا العصر والذي يعزف عليه افقيا بقضبان ضاربة، ولكن التوراة (دانيال 5:3) قد أوردت وصفا لاحتفال اقامة الملك الكلدانى في بابل نبوخذ نصر الثاني استخدمت فيه مختلف الآلات الموسيقية الوترية والهوائية والايقاعية ومنها آلة (بسالتري) وقد ترجمت هذه الحدثة الى العربية بحدثة السنطور وكانت تسمى بالقرن الخامس عشر في مصر بالقانون وفى سوريا بالسنطير وقد انتقلت آلتي السنطور والقانون الى اوربا في العصور الوسطى عن طريق الاندلس.

الجوزة

شأت في العراق عن الآلة الموسيقية العربية (الربابة) وهي ذات أوتار أربعة ويعزف عليها بواسطة القوس. تصنع الجوزة من خشب النارنج بعد خرطه بالمخرطة، وأما صندوقها الصوتي فهوتعبير عن جوزه هندية تبتر من الجانبين ثم تغطى إحداهما ببترة من الرق (جلد العنز) وتثبت الجوزة بعود من الخشب بواسطة قضيب من الحديد فيه مربط للأوتار، لها أربعة أسلاك من الحديد الصلب يتم شد هذه الأسلاك بمرابطها في جانب وبالملاوي الأربعة المثبتة في نهاية العمود الخشبي. من جانب آخر يوضع تحت الأوتار الأربعة حامل من الخشب يرتكز على الرق الذي يغطي سطح الجوزة ويعزف عليها بعدئذ بالقوس اما قياساتها فهى كالاتى :

                  طول الزند                       = 47 سم
                 طول القضيب الحديدي         = 19 سم
                 قطر الوجه الاعلى للصندوق  =ثمانية سم
                 قطر الوجه الاسفل للصندوق  = 10,5 سم

الطبلة

الطبلة استخدمت منذ العصر القديم في العراق وبالتدقيق بين 1950-1530 ق.م تقريبا، وقد اثبت ذلك وجود دمية طينية في المتحف العراقي تمثل شخصا واقفا يضع تحت إبطه الأيسر الطبلة ويقرع عليها بكفه اليمنى، وهي نفس الطريقة المستعملة من قبل عازفي الطبلة حاليا، تصنع الطبلة من الفخار أوالخشب وتكون كبيرة وتجويفها واسع أما شكلها فيشبه القمع تقريبا، لها فتحتان الأولى وهي الأوسع محيطا ومساحة تغطى برقيقه من جلد الحيوان التي يستخدم العازف يديه بالنقر أوالضرب عليها، أما الفتحة الثانية وهي في نهاية الطبلة تظل مفتوحة من دون غطاء وذلك للسماح بخروج الصوت منها.

  • يضاف الى آلات المقام الدف وبعض الاحيان آلة العود .

مرئيات

<embed width="320" height="240" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?fid=0db0ed02a5070e20f01" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/</embed>

انظر أيضاً

  • فريدة محمد علي

المصادر

  • مقام

مصادر خارجية

  • Maqam World
تاريخ النشر: 2020-06-04 17:07:07
التصنيفات: موسيقى عربية, ثقافة العراق, موسيقى العراق

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ولي العهد: المملكة ماضية في نهضتها التنموية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-12-27 15:27:48
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

سوق الأسهم السعودية ينهي تعاملاته باللون الأخضر كاسبا 17 نقطة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-12-27 15:27:53
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

الخطاب الملكي يشكل خارطة طريق للشورى في المرحلة المقبلة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-12-27 15:27:50
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

المغربي بلحاج ينفرد بصدارة هدافي مصر

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-27 15:29:11
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

ولي العهد: الاقتصاد السعودي الأسرع نموا ضمن مجموعة العشرين السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-12-27 15:27:57
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

الكركرات خلال 2023.. دينامية تنموية غير مسبوقة في عدد من المجالات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-12-27 15:28:06
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

21 ألف شهيد حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-12-27 15:27:46
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

الاحتلال يدمر بشكل شبه كامل مدنا ومخيمات في غزة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-12-27 15:27:43
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية