محيى الدين بن عبد الظاهر
محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر الجذامي المصري (620هـ-692هـ المناظر 1224-1294) هوقاضي ومحرر وشاعر ومؤيد الطريقة الفاضلية، ورأس الكتاب في دولة المماليك البحرية.
ولد سنة 620هـ، وتفهم على كبار فقهاء وأدباء عصره. وبرع في كتابة الرسائل على طريقة القاضي الفاضل. وعمل في ديوان الإنشاء على عهد السلطان الملك الظاهر بيبرس، والسلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي. ويعتبر القاضي محيي الدين من أبرز واضعي اصطلاح الإنشاء ونظام ديوانه الذى ظل سارياً حتى نسخه الحكم العثماني، وتوفي سنة 692هـ.
له رسائل وممحررات كثيرة، وشعر رائق. ومن أجمل كتاباته ما خطه على لسان السلطان قلاوون رداً على صاحب اليمن في تعزيته السلطان على موت ولده.
ولنا ـ والشكر لله ـ صبرٌ جميل، لا نأسف معه على فائت، ولا نأسى على مفقود. وإذ فهم الله سبحانه حسن الإستنابة إلى قضائه، والإستكانة إلى عطائه، عوض جميع يوم ما يقول المبشر به: هذا مولى مولود، وليست الإبل بأغلظ أكبادا ممن له قلب لا يبالى بالصدمات كثرت أوقلت، ولا بالتباريح حقرت أوجلت، ولا بالأزمات إذا هى توالت أوتولت. ولا بالجفون إذا ألقت ما فيها من الدموع والهجوع وتخلت، ويخاف من الدهر من لا حلب أشطره. ويأسف على الفائت من لا بات بنبأ الخطوب الخطرة، على حتى الفادح بموت الملك الصالح وإن كان منكيا، والنافح بشجوه وإن كان مبكيا، والنائح بذلك الأسف وإن كان لنا الأسى مذكيا، فإن وراء ذلك من تثبيت الله عز وجل ما ينسفه نسفا. ومن إلهامه الصبر ما يجدد لتمزيق القلوب أحق ما به ترفى. وبكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عندنا أحسن اقتداء يضرب عن جميع رثاء صفحا. |