عين عبدات (بالعبرية: עין עבדת‎؛ بالإنگليزية: Ein Avdat) أوEin Ovdat هوأخدود في صحراء النقب، إسرائيل، جنوب كيبوتس سده بوكر. توضح الأدلة الأثرية على حتى عيد عبدات كانت مأهولة من قبل الأنباط والرهبان الكاثوليك. توجد عدد من الينابيع عن المدخل الجنوبي للأخدود تصب في برك عميقة في سلسلة من الشلالات. تنبع المياه من طبقات صخرية، وتنموبالجوار النباتات التي تتحمل الملوحة مثل أشجار الحور والرغل.

تقع عين عبدات بالقرب من مسقط عبدات التاريخي والأثري بمنطقة النقب. وتكون مياه العين في جريانها جدول ماء، وشلال يبلغ ارتفاعه حوالي 15 متر وبرك مياه صغيرة. الشلال ذاته يصب في بركة ماء يصل عمقها إلى حوالي ثمانية أمتار. وتنموعلى طرفي الجدول أنواع كثيرة من النباتات وتكثر الغزلان بالقرب من المنطقة والتي ترد المياه للاستقاء. وأعربت السلطة الوطنية للحدائق عن هذه المنطقة كمحمية طبيعية وحديقة وطنية، لذلك تتم زيارتها في أوقات محددة في اليوم وفي فترات خاصة. ويستمر مسار عين عبدات بالقرب من مغائر كثيرة منتشرة في الوادي اتخذها الرهبان المسيحيون مناسك لهم في الفترة البيزنطية. وعمل الرهبان لفترات طويلة على نحت درجات إلى المناسك. وعُثر في المنطقة على آثار كنائس وأديرة مسيحية تعود إلى تلك الفترة. أما عبدات ذاتها فسكنها الأنباط والكنعانيون وغيرهم من الأقوام. وتتميز مدينة عبدات بطرق الري بواسطة القنوات التي مدت من أعالي تلة عبدات إلى السهول المحيطة بها.

التاريخ

ما قبل التاريخ

استوطنت المنطقة في عصر ما قبل التاريخ ويساشهد على ذلك من خلال الآثار الكثيرة المصنوعة من الصوان والتي عُثر عليها في المنطقة ويعتقد حتى عمرها 80.000-90.000 سنة وأنها كانت تشكل جزءاً من الحضارة الموستيرية. الصوان الموجود في البروزات الطبقية المجاورة كان يستخدم لصناعة الرماح والسهام. قشور بيض النعام وعظام الحمير الوحشية تلقي الضوء على الحياة الحيوانية في تلك الفترة. كما عثر على سكاكين وأدوات يدوية أخرى من العصر الحجري القديم والوسيط. توجد بالمنطقة أيضاً أطلال مستوطنة صغيرة تكون من الكثير من المباني الدائرية وترجع إلى العصر البرونزي.

العصر العتيق

أثناء العصر الهيلينستي أصبحت عبدات محطة على طريق البخور النبطي، مسار تجاري قديم من مصر إلى الهند مروراً بشبه الجزيرة العربية. تطورات الزراعة في أوائل العصر الروماني. تطورت الحصون على إمتداد طريق البخور إلى مدن مزدهرة تضم المباني العام والمزارع.

في الفترة البيزنطية، استوطنت عين عبدات بالرهبان الذي كانوا يعيشون في الكهوف. داخل تلك الكهوف، نحتوا الحجرات، الأرفف، المقاعد، السلالم، نظم المياه، وزينوا جدرانها بالصلبان والمحاريب.

اليونسكو، منظمة الأمم المتحدة للتعليم، العلوم والثقافة، أعربت عبدات كمسقط تراث، ويرجع هذا جزئياً إلى تفرد الكنيسة البيزنطية الرائعة. الكنيسة التي ترع إلى القرن الثاث، تعتبر واحدة من أقدم وأكثر الكنائس حفظاً والتي أنشئت قبل الاعتراف بالمسيحية من قبل الامبراطور قسطنطين. لحق بالكنيسة أضرار بالغة من المخربين البدوعام 2009.

بعد الفتح الإسلامي لفلسطين، هُجرت المنطقة.

العصر الحديث

بعد تأسيس كيبوتس سده بوكر عام 1952 وإنشاء الطريق السريع 40 الموصل إلى إيلات، تم إنشاء مسار مسافات طويلة. عُينت عين عبدات كمنتزه وطني إسرائيلي.

الجغرافيا

أخدود عين عبدات هوجزء نحال زين، أكبر وادي (قاع نهر جاف) في النقب. يبدأ مجرى المياه من على مسافة 120 كم عند الطرف الشمالي الغربي لماختش رامون ويتجه شمالاً قبل حتى يتجاه بحدة إلى الشرق. تشكلت عين عبدات بعمل التعرية.

العيون

آخر العيون إلى الجنوب هي عين معارف، التي تضم سلسلة من مساقط المياه والبرك. وثمة حصن بيزنطي يطل على العين والأرض الزراعية المجاورة له.

المناخ

حسب الإحصائيات التي جمعتها محطة الأرصاد الجوية في سدى بوكر، تتمع المنطقة بصيف حار مع ندرة في هطول الأمطار بينماقد يكون الشتاء بارداً وتتساقط بعض الأمطار. أقل درجة حرارة في يناير والتي تبلغ -3.6 °س. تصل درجات الحرارة في شهور الصيف إلى أكثر من 40 °س. الرطوبة مرتفعة نسبياً.

نقش عين عبدات النبطي

احتوى النقش المكتوب بحروف نبطية على ست سطور، كـُتب السطر الأول والثاني والثالث والسادس منها باللغة الآرامية، والسطرين الرابع والخامس باللغة العربية النبطية، حسب المستشرقين. وفي عام 1990، قام بلمي بإعادة ترجمة وقراءة السطرين العربيين من النقش. وكانت فقرة الأسطر الثلاث الأولى دعوة من قبل شحص اسمه "جرم إلهي" للصلاة للإله عبدات (ربما الملك النبطي عبدات الأول، ثم تبعها سطرين من الشعر العربي العمودي عن حتمية الموت وسطر أخير يشير إلى حتى "جرم إلهي" كان قد خط الأبيات أونص النقش نفسه.

أقدم نص شعر عربي فصيح مدوّن في نقش عين عبدات النبطي.

ترجمة نافة الحرفية عن النبطية والتي اعتمدها بلمي كليا فيما عدا استبداله لحدثة "ارد" بحدثة "ادد"، فكانت:

ذكير بطب قرا قدس عبدت الها وذكير من [....................] جرم الهي بر تيم الهي صلم لقبل عبدت الها فيعملولا فدا ولا اثرا فكن هنا يبغنا الموتولا ابغه فكن هنا ارد جرحولا يردنا جرم الهي خط يده

لقد كانت قراءتي نافة وبلمي للنقش معتمدة اساسا على تفسيرهما لسطري الشعر العربي الذي ذكر تحديدا حدثة "جرح". اذ افترض جميع منهما ان فاعل "ويعملُ" كان الاله وان جرم إلهي اراد حماية نفسة من الموت اوكان قد نجى بعد اصابته بجرح ملوث. وكان جميع ذلك سببا في تقديمه صنم للاله عبدات ودعوته للصلاة له اذ افترض ان نجاته اتىت بعمله وارادته.

ولان حروف الدال والذال والراء في النبطية متشابهة تماما، فقد قرأ نافة حدثة "ادد" التي سبقت حدثة "جرح" على انها العمل "أراد" واعتقد ان فاعلها كان الاله. وهذا نص قراءته لسطري الشعر بالعربية الحديثة: (6)

فيعمل لا فدى ولا اثرا. فكان ان يبغنا الموت لا أبغه. فكان حتى أراد جرح لا يردنا

ثم فسر نافة وشاكد المقاطع الشعرية كالاتي:

ويعمل (الاله عبدات) ليس لمكافأة اوتفضيل. وعندما يقصدنا الموت لا تدعه يقصدني. وعندما يصيب سقم اوجرح، لا تدعه يصيبنا.

اما بلمي والذي يعود له الفضل في تسليم قراءة مكتشف نقش النمارة، المستشرق الفرنسي دوسو، لعدد من الحدثات الهامة في ذلك النقش، فقد قدم قراءة عربية منسجمة شعريا وواضحة للسطرين العربيين، رغم ان تفسيره لهما كان متفقا مع تفسير نافة. اذ افترض بلمي ان حدثة "ادد" كانت "أداد" بمعنى "تلوّثْ" معتمدا في ذلك على قول الزمخشري "أعزم عليك ايها الجرح ان لا تزيد ولا تديد". (2) ولكن قراءة بلمي للحدثتين "اداد جرحٌ" كمضاف ومضاف اليه غير سليمة، فالمضاف اليه كان مضموما وهذا غير جائز في النحوالعربي. وانا لا اشاركه الرأي في ان هذا التحريك كان نتيجة لخطأ ارتكبه محرر الابيات الشعرية،على حد قوله. فرغم احتمالية ان حدثة "تديد" في تعبير الزمخشري كانت تعني عملا "تتلوث"، الا ان حدثة "أداد" حسب لسان العرب مشتقة عموما من "أدد: الإد والإدة: العجب والأمر الفظيع العظيم"، وهي بهذا المعنى اكثر ملاءمة للنص، اذ يمكن ان تكون مبتدأ لجملة جديدة بما يبرر تحريكها بالواو. (5) ادناه نص قراءة بلمي للسطرين بالعربية الحديثة كثلاثة انصاف من ابيات شعر عربي عمودي:

فيعملُ لا فِداً ولا اثرا. فكان هُنا يَبْغِنا الموتُ لا أبْغاهُ. فكان هُنا أدادَ جُرحٌ لا يرْدِنا

وقد فسر بلمي المقاطع الشعرية الثلاث كما يلي:

لانه (الاله عبدات) يعمل عمله بدون مكافأة وتفضيل، وهو، عندما حاول الموت ان يأخذنا، لم يدعه يأخذنا، اذ عندما تلوث جرح (لنا)، لم يدعه يفنينا.

والاعتقاد اعلاه في ان محرر الشعر كان يتحدث عن الاله هوالاعتقاد السائد اليوم عند جميع المختصين في الغرب. فمثلا، واعتمادا على قراءة بلمي، اعطى المستشرق الامريكي هويلاد ترجمة مختلفة قليلا كالاتي: (3)

لانه (الاله عبدات) يعمل بدون مكافأة اوتفضيل باللقاء. رغم ان الموت قصدنا كثيرا الا انه لم يسمح له من الوصول لنا. رغم اصابتي بجروح كثيرة، الا انه منعها من تدميري.

وبرغم براعة قراءة بلمي العربية للمقاطع الشعرية الثلاثة اعلاه وشرحه لمصداقيتها عبر تصنيفه لها كابيات شعرية عربية في الطويل، الا انها لا تبدولي مقاطع منسجمة مع قواعد الشعر العمودي. وحتى بعد استبدالي حدثة "اداد" بحدثة "ادد" واعادة ترتيبي لحدثات السطرين على شاكلة بيتين من الشعر العمودي أرى انها لا تبدوابيات شعرية سلسة وموزونة:

فيعملُ لا فِداً ولا اثرا فكــان هُنــا يَبْغِنـــا

الموتُ لا أبْغاه فكان هُنا أدد جُرحٌ لا يرْدِنا

الا انني، وبعد اعادة تتبعي لحروف النقش النبطية في صورة يردني، اكتشفت بضعة اغلاط في تتبعها للحروف وتوصلت الى بصم حرفي حديث يختلف عن بصمها وعن ترجمة نافة بالعربية الحديثة له في أربعة مواقع، اشرت لها ادناه بحجم الخط السميك. اذ انني ارى بوضوح في صورة يردني، بل وحتى في بصمها للنقش، ان حرف الهاء في حدثة "ابغه" لم يكن حرف هاء نهائي وانما هاء وسطية. وحرف الفاء في حدثة "فكن" الثانية في بصم يردني لم يكن حرف الفاء وانما كان حرف الواووكان متصلا بحدثة "ابغه" السابقة له. اما حرف الكاف في حدثة "فكن" فقد كان حرف الميم. وبعد تفحصي لصورة ثانية مكبرة للحدثات الاولى من السطرين الثالث والرابع في النقش، حصلت عليها لاحقا، تيقنت ان سلسلة حدثات بداية السطر الثاني (السطر الرابع) كانت "ابغهومن هنا ادد". وفي هذه الصورة يظهر واضحا ان حرف الهاء النبطي كان بشكله الاولي متصلا بحرف واونبطي تبعه حرف ميم نبطي كلاسيكي بشكله الاولي، ايضا. اما ذرات الرمل في اسفل ذنب حرف الواوالمتجه يسارا فهي لم تكن جزءا من ذلك الحرف.

وهذه ترجمتي الحرفية الجديدة للنقش من النبطية:

ذكير لمنقرا قدس عبدت الها وذكير []من [....................] جرم الهي بر تيم الهي صلم لقبل عبدت الها فيعملولا فدا ولا اثرا فكن هنا يبغنا الموتولا ابغهومن هنا ادد جرحولا يردنا جرم الهي خط يده

وبذلك، وحسب بصمي وترجمتي الجديدة للنقش، وقراءتي لحدثة "أدد" بمعنى "امر عَجَب"، يمكنني تعديل قراءة بلمي للسطرين وترتيبهما كبيتي شعر عمودي كالاتي:

فيفعـــلُ لا فِدا ولا أثرا فكــان هُنــا يَبْغِنـــا

الموتُ لا أبْغَهُ من هُنا أدَدُ جُرحٌ لا يُرْدِنا

وبرغم ان قراءتي الجديدة هذه قراءة منسجمة شعريا ونحويا، الا ان هناك احتمالات اخرى لقراءة البيت الثاني. اذ من الممكن كانت حدثة "أدد" في الواقع حدثة "أذذ" او"أذّ" وكلاهما متعلق بالألم والأذية. فقد خط ابن منظور في لسان العرب مايلي: (5)

أذذ: أذ يؤذ. بتر مثل هذ، وزعم ابن دريد حتى همزة أذ بدل من هاء هذ ، نطق:

يؤذ بالشفرة أي أذ من قمع ومأنة وفلذ

اومن الممكن كانت هذه الحدثة في الواقع حدثتين هما "إذ" و"ذا" وقد خطتا "إذ ذَ". فقد استخدمت العرب قديما حرف الذال لوحده كاسم اشارة وحركوه بالفتحة للمذكر وبالكسرة للمؤنث، كما سنتناول ذلك في فصل قادم.

وبذلك، وحسب الاحتمالات الثلاثة اعلاه في قراءة حدثة "أذذ"، يمكننا قراءة بيتي الشعر بالعربية الحديثة كالآتي:

فَـيَفعَــلُ لا فِدا ولا أثَرا فكـانَ هُنـــا يَبْغِنـــــا

الموتُ لا أبْغَهُ من هُنا أذَذُ جرحٌ لا يُرْدِنـــا

أو:

فَـيَفعَــلُ لا فِدا ولا أثَرا فكـانَ هُنـــا يَبْغِنــــا

الموتُ لا أبْغَهُ من هُنا أذُّ جرحٌ لا يُرْدِنــــا

أو:

فَـيَفعَــلُ لا فِدا ولا أثَرا فكـانَ هُنـــا يَبْغِنــــا

الموتُ لا أبْغَهُ من هُنا إذ ذا جرحٌ لا يُرْدِنا

وتفسيري للبيتين حسب قراءاتي الاربعة اعلاه ، بل وحتى حسب قراءة بلمي، كالآتي: الموت عملٌ حتمي لا يمكن منعه بأستئثار اوبفدية، فهويبتغينا ويبلغنا جميعا في حياتنا، الا انني لا اريده اوأبتغيه من هذه الحياة فهوعمل عجيب، جرحٌ لا يُميتنا اويُفنينا حقا. او، فهوأيذاءٌ لاغير، جرح لا يُميتنا اويُفنينا حقا. او، اذ هوليس الا جرحٌ لا يُميتنا اويُفنينا حقا.

ولانني لست من المختصين في الشعر العربي وقواعده وموازينه أحلت قراءاتي العربية الجديدة لاحد ابرز الشعراء المعاصرين العرب، سعدي يوسف، والذي قام بمراجعة وتسليم حركات بضعة حدثات فيها، واقترح القراءة الاخيرة اعلاه، ثم اشار الى ان البيتين كانا "أقرب الى البسيط: مستعملن فاعل"، وليس الطويل، كما اتى في قراءة بلمي. بينما افترض الشاعر العراقي المعروف عبد الرزاق عبد الواحد ان هذه الابيات لم تكن موزونة شعريا. اما الشاعر العراقي المبدع صلاح عواد والذي رجح القراءة الاخيرة ايضا، فهويعتقد انه وبرغم وجود "احتمالات تقترب من بحر الطويل" الا انه يميل الى ان ابيات الشعر كانت في "بحر الرجز لان وحدته مستعملن مستعملن مستعملن والشاعر استخدم مجزوء الرجز وهذا رائج في الشعر العربي". ولاهمية هذين البيتين الشعريين التأريخية، ادعوالباحثين واللغويين العرب الى دراستهما بشكل مشروح معنى واعرابا.

انظر أيضاً

• جغرافيا إسرائيل
• السياحة في إسرائيل
• الحياة البرية في إسرائيل
• العزازمة

الهامش

وصلات خارجية

• Ein Avdat National Park