لوي راسين Louis Racine (ولدستة نوفمبر 1692، پاريس؛ توفي 29 يناير 1763، پاريس) كان شاعراً فرنسياً في عصر التنوير.

بصفته الابن الثاني والطفل السابع والأخير للمحرر الدرامي المأسوي ذائع الصيت جان راسين، فقد كان مهتماً بالشعر منذ طفولته، ولكنه أُقنع بعدم اتخاذ قرض الشعر مهنة وكان ذلك على يد الشاعر بوالوعلى أساس حتى الموهبة يستحيل حتى تتواجد في جيلين متعاقبين في أي عائلة. إلا حتى راسين في 1719 أصبح عضواً في أكاديمية الآداب الفرنسية ونشر أول قصيدة رئيسية، La Grâce، في 1722. ولكن بسبب الإلهام الجانسني في القصيدة، فقد منع الكاردينال دى فلوري، كبير وزراء لويس الخامس عشر، الشاعر من الانضمام إلى الأكاديمية الفرنسية، وبدلاً من ذلك فقد حثوا راسين على قبول منصب المفتش العام للضرائب في مارسيليا في پروڤانس.

مذكراته

هل يورث المبدع حين يموت تاريخَه وموهبتَه والحقَّ في استخدامهما، إلى ورثته الشرعيين، لا سيما إلى أبنائه،يا ترى؟ وفي معنى آخر، إذا كان من حق الأبناء - أوغيرهم من الأقارب - وراثة المبدع الراحل من الناحية المادية - حقوق إبداعه، مخطته وأدوات عمله وصولاً الى منزله وكل ما يمت الى الأمور الدنيوية بصلة -، هل يحق لهم حتى يزعموا الحق في وراثة البقية: روح الأعمال الإبداعية نفسها، المواضيع، التاريخ والذكريات، ناهيك بالحق الحصري في الكتابة عن الراحل، أوتحقيق أعمال فنية عنه، وصولاً الى منع الآخرين من ذلك،يا ترى؟ اعتاد هذا النوع من الأسئلة حتى يفتح سجالات كثيرة، تصل في بعض الأحيان الى المحاكم وتوجد عداوات ومواقف... بل تهديدات بالتدمير والقتل في بعض الأحيان، ما يؤدي الى بروز مشكلات دائمة مع الأهل والورثة الذين يتنطحون وقد سال لعابهم غالباً، معلنين انهم أصحاب الحق وسلطة السماح والمنع، مع أننا نعهد حتى معظم المبدعين الذين تطرح أسماؤهم في هذا المجال، غالباً ما كانوا ضحايا عائلاتهم قبل حتىقد يكونوا ضحايا أي فن أوأي مجتمع. طبعاً الحديث عن هذا الموضوع يطول. ونحن ما أشرنا اليه هنا إلا كي نعود نحوقرنين ونصف القرن الى الوراء حيث تطالعنا قضية من هذا النوع، لم تصل الى المحاكم يومها، لكنها أثارت اشمئزاز الرأي العام، الأدبي، من دون حتى تكون قضية حقوقية. فهي لم تَعْدُ، في ذلك الحين، كونَها مسألة فكرية. ولكن مسألة فكرية ذات وزن. والمسألة تتعلق بالمحرر المسرحي الكبير جان راسين، لكن صاحبها هوابن هذا المحرر، لوي راسين، الذي أصدر عام 1747، وبعد موت أبيه الكبير بنحونصف قرن، كتاباً سماه «مذكرات لويس راسين»... لكنه كان في الحقيقة كتاب مذكرات عن جان راسين، الأب الذي بالكاد كان الأبن عهده أوعايشه. إذ كان طفلاً حين رحل. ومع هذا أصر الابن يومها على أنه إنما يؤلف كتابه عن جان راسين وأن الكتاب «مملوء بالحقائق التي لا يملكها أحد غيري»، هوالذي نطق عن نفسه حين اشتد الجدال: «فليقل الآخرون ما يشاؤون، أما أنا فإنني مؤرخ صادق... وهذا الكتاب سيجعل الناس الشرفاء يقدرونني حق تقدير». ولم يكن هذا سليماً... لأن الحياة الأدبية الفرنسية كلها وقفت في ذلك الحين ضد الكتاب معتبرة اياه «موتاً ثانياً» للمحرر المسرحي الذي يفخر به الفرنسيون فخر الإنكليز بشكسبير.

يحمل كتاب لويس راسين عنواناً ثانوياً هو: «تحتوي هذه المذكرات على بعض الخصوصيات المتعلقة بحياة جان راسين وأعماله». غير حتى هذا التعريف لا يجب حتى يخدع أحداً. فالكتاب لم يكن في نهاية الأمر سوى كتابات عائلية وجدانية بالكاد تبدوفهمية أوذات علاقة حقيقية بأدب راسين وكتاباته المسرحية. ومن هنا وقف النقاد والمؤرخون بقوة ضد هذا الكتاب، غير حتى بعض الأكثر انصافاً من بينهم لم يعجزوا عن حتى يجدوا في النص روحاً رأوا انها تكاد تكون منتمية حقاً الى روح راسين الأب، وعبّر عنها الابن بلغة شفافة تجعل الكتاب يُقرأ بشغف من دون حتى يتوخى منه قارئه أية إطلالة حقيقية على أدب راسين. بل وصل بعضهم إلى القول إنه إذا كان معظم الذين درسوا راسين وتعمقوا في مسرحياته، انتهى بهم الأمر الى تصويره أنه محرر موضوعي عقلاني يفتقر الى الروح والعاطفة، فإن كتاب ابنه هذا يأتي ليكشف عنه انساناً ذا روح وعاطفة ودفء إنساني حقيقي، حتى من دون حتى يربط هذا كله بكتابة من الواضح ان الابن لم يفقه منها شيئاً. من هنا نطق كثر يومها حتى قراءة هذا الكتاب تصبح ضرورية لمن اختتم قراءته لراسين فأدرك من خلالها تجديداته المسرحية وعلاقة المسرح بالتاريخ، لكنه ظل يبحث عن المحرر في ثناياها فلم يجده... وها هوواجده الآن في النص الذي نتحدث عنه هنا.

هواذاً، كتاب عائلي صيغ بنبرة ألفة عائلية، وبحب كبير لرجل صوّره الكتاب طيّباً مع عائلته يعطيها من الوقت ما تحتاج، ولا يحاول حتى يشغل بالها بهمومه العملية أوالإدارية أوالإبداعية. ولعل ما يلفت النظر، حقاً، في هذا الكتاب، هوأَمْثلة المحرر لأبيه الى درجة أنه غض الطرف عن أية خبريات أوحكايات قد تطاول سمعته، كما أنه أعطاه الحق جميع الحق في جميع المنازعات التي بقيت في التاريخ ذكرياتها، وكان من الطبيعي للمؤرخين الموضوعيين، سواء كانوا من مناصري راسين أومن مناوئيه، حتى يوزعوا الحق والمسؤوليات حين يتحدثون عنها. هنا، في هذا المجال، رأى لويس راسين ان من حقه حتى يؤكد حتى اباه «دائماً على حق». وكان هذا الأمر طبيعياً فالابن لا يمكنه أبداً حتى يرى حتى أباه كان يمكن حتىقد يكون مخطئاً، حتى بعد عشرات السنين من القضية المثارة. وهذا ينطبق أيضاً على مقاطع كثيرة من مراسلات جان راسين التي نشرها الابن في ثنايا كتابه، حيث نراه يختصر تلك المراسلات ويشطب منها ما يريد شطبه. وفي هذا السياق أيضاً، لن نجد في «المذكرات» هذه أي ذكر لبعض علاقات راسين، التي كانت معلومة للجميع في زمنه، ومنها بخاصة علاقته مع السيدة دوبارك والسيدة شامسليه. وكأن الابن رأى أنه حين يغض النظر عن هذه الأمور فإنه «يبيّض» صفحة أبيه، غير مدرك ان السكوت عن أمور ومسائل معروفة الى هذا الحد، يفقد الكتاب كله صدقيته. وبالعمل فإن كتاب لويس راسين هذا، اعتبر دائماً رسالة حب ومودة من ابن الى أبيه، ولم يعتمده أحد على الإطلاق، مرجعاً لدراسة حياة جان راسين وأدبه، وربما أيضاً ثنايا علاقة حياة بمسرحه.

من هنا، بالتالي، طوى النسيان هذا الكتاب، فإن طُبع وقُرئ، فإنه لا يطبع ويقرأ إلا كنص طريف ممتع من الممكن يصح القول انه عن إنسان خيالي اخترعته مخيلة الابن، لا أكثر ولا أقل... ذلك حتى جان راسين في كتاب «المذكرات» هذا هوإنسان مختلف جميع الاختلاف عن جان راسين المحرر الذي نعهد. ومع هذا كله يبقى حتى بعض أجمل صفحات هذا الكتاب، انما هي تلك التي ينقل فيها لويس عن أبيه، وربما بقدر كبير من الأمانة - هذه المرة - رأي هذا الأخير في أعماله نفسها، وما جرى على لسانه من حديث عنها، أومن ردود العمل التي جابهت عرضها حين عُرضت. وهذه الصفحات تأتي هنا لتكمل ما يعهده الباحثون عن آراء راسين الأب من خلال رسائله المعروفة والمنشورة، والتي كان يحرص في معظمها على تسجيل مثل تلك الآراء. ونذكر هنا حتى لويس ينقل الآراء غالباً عن أفراد آخرين من الأسرة. ومن ذلك ما يقوله مثلاً في احدى الصفحات من حتى أباه كان يقول لأخيه الأكبر: «أنا لا أخفيك ان المرء حينقد يكون خائضاً حمى الكتابة، لاقد يكون دائماً راضياً عن نفسه... ولكن بعد ذلك حين يصل عمله الى الآخرين، لا يطلب منهم سوى التصفيق. انه ليحدث لي كثيراً، يا بني، أنني أحزن لأقل نقد يوجه إليّ، ومهما كان سوء مستوى محرره، أكثر بكثير مما أفرح لكل ضروب التقريظ التي أنالها».

إذاً، جان راسين (1639 - 1699)، يبرز أمامنا في هذا الكتاب، شخصاً أكثر حميمية، من ذاك البارد الذي تظهره الدراسات التاريخية. ولعل هنا يكمن العنصر الأساس والأجمل في هذا الكتاب الذي وضعه لويس راسين (1692 - 1763)، ابنه الذي لم يكن تجاوز السابعة من عمره حين توفي الأب. ونعهد حتى راسين يعتبر الى جانب كورناي وموليير، أحد الثلاثة الذين جعلوا للمسرح الفرنسي كيانه في زمن لويس الرابع عشر، راسين وكورناي في الدراما، وموليير في الكوميديا طبعاً.

ومن أبرز أعمال جان راسين: «أندروماك» و«فيدرا» و«أستير» و«بريتانيكوس» و«ميتريدات»، بين أعمال أخرى لا تزال تعتبر حتى يومنا هذا من شوامخ الكتابات المسرحية في تاريخ فن الخشبة.

الهامش

وصلات خارجية

• خطأ لوا في وحدة:Internet_Archive على السطر 573: attempt to index field 'wikibase' (a nil value).
• Works by لوي راسين at LibriVox (public domain audiobooks)