الفيلسوف الاجتماعي روسو

'

جان جاك روسو

نشأته :

ولد جان جاك روسو(Jean Jacques Rousseau) من عائلة فرنسية الأصل في مدينة جنيف في سويسرا عام 1712. لاب كان يعمل في صناعة الساعات ، ولام توفيت عند ولادته لتهجره يتلقى العناية من الاخرين . وبدلا من حتى يكرهه ابيه لذلك ، فإنه اسرف في حبه ، لان روسوكان شبيها لامه . تميزت حياة روسوومنذ ولادته بالشقاء والتشرد والتعاسة، وفي وصف شخصيته التعسة نراه يتذكر في كتاب "الاعترافات": "لقد ولدت ضعيفاً ومريضاً، وقد دفعت والدتي حياتها ثمن ولادتي، هذه الولادة التي كانت أول مصائبي".

لم يبلغ السادسة من عمره الا وكان أبوه يحمله على قراءة القصص الروائية والخط الفلسفية , بقى له والده كثير الخيال سريع التأثر يحب نفسه يميل للعاطفة أكثر من ميله للعقل.. نمّى الوالد في طفله حبّ الوطن لأنه وإن رأى أماكن كثيرة لكنه لم يرَ أجمل من وطنه. (1)

حياته :

دروس في حياة " روسّو":‏

تلقى روسودرساً عملياً على يد "كاهن" كان يرعاه... طلب روسوبعض المال من الكاهن، وكان قد رأى حتى الناس يعطونه الصدقات حتّى يجمعها فنطق الكاهن الذي أراد من هذه الحادثة درساً: " ... أنا مسؤول عنك ويجب حتى لا أمسَّ نقوداً وُضعت أمانة في يدي ...". ثم منحه من ماله الخاص. وبدأ نقاش بعد الدرس بين الكاهن والفتى حول سير العظماء ممّا أثر في حياة الشاب.‏ تأثر روسوفي كتابه هذا بما كان يحدث في انجلترا وماكان يحدث في الماضي البعيد في عصر أفلاطون وسقراط وأرسطو..وأصبح كتاب "العقد الاجتماعي "إنجيل الثورة الفرنسية بعد وفاة روسو1778 ففي سنة 1788م كان قادة الثورة يقرؤون العقد الاجتماعي في الشوارع ويهتفون له، وعنه نطق نابليون: " لولم يكن روسوما حدثت الثورة الفرنسية " فروسوبذر بذور الثورة فيما خط وشاركه في ذلك عّدوه اللدود " فولتير "، إذ لم يجرؤ على النقد الحر أحدٌ قبل الثورة الفرنسية إلاّ فولتير وروسواللذين كانا من عشاق الحرية والصراحة في الرأي والقول، فخط روسويدافع عن الفقراء وينتصر للعامة تقوده العاطفة والوجدان الحي وقلبه الحساس وخط فولتير يقوده عقله وذكاؤه النادر ،واطلاّعه الواسع، يعلي من شأن العقل والمواهب العقلية، مُطالباً بنقل السيطرة من رجال الكنيسةإلى رجال العقل والتفكير ..‏

كان فولتير لا يعطف علىالفقراء في حين كان روسويتألم لهم ويدافع عن حقوقهم ..‏

وقد قيل: إذا السر في عظمة فولتير إنه كان ينادي بما كان يفكر فيه الشعب .‏ والسر في عظمة روسوانه كان ينادي بمايشعر به الشعب ..‏

حين كان " فولتير" و" روسو" كان الصوت الحر والرأي الصريح .نطق أحد قادة الجيش للملك " لويس السادس عشر ": " في أيام لويس الرابع عشر لم يجرؤ أحد حتى يتحدث....وفي عصر لويس الخامس عشر كان الناس يتهامسون وفي عصر جلالتكم قد حملواأصواتهم..."‏

صار روسوأحد عمالقة الفكر المؤثرين بكتابيه " العقد الاجتماعي " و" إميل ".‏

ولكن الناس لا ينسون كتابه الهام " الاعترافات " الذي لم يكن لكتابٍ من التأثير في الأدب الفرنسي على مدى قرن من الزمان مثلما كان لهذا الكتاب،فقد كان " الأمَّ" لخط الاعترافات التي خطها الرومانسيون الأول ،كما قد فتح هذا الكتاب في فن السيرة القصيرة مقاصير الحياة الداخلية كمايقول" رومان رولان"

وفاته :

وعندما صدر كتابه " العقد الاجتماعي " عام 1762وبعده كتاب " إميل " منعت حكومتا فرنسا وجنيف تداول هذين الكتابين وطورد روسّو،لينتقل بين عدة أماكن ويسافر إلىانجلترا عام 1766 حيث غدا هناك " مواطن شرف "وعاد ليموت بعيداً عن باريس في منطقة ريفية جميلة وبعد فوز الثورة الفرنسية حمله الثوار المنتصرون إلى مدافن العظماء في باريس بعد ستة عشر عاماً، قضاهامدفوناً في أحضان الطبيعة ،واحتفل بنقل رفاته احتفالاً عظيماً لأنهم كانوا يعتبرون كتابه ( العقد الاجتماعي إنجيل الحرية )....كمااعتبر كتابه " إميل " إنجيل التربية ..‏

بعضاً من فلسفته :

اولاً لكل فيلسوف اتجاهات فلسفيه خاصه يرجع اليها دائماً ، فكأنها اسس عقيدته ؛ يوحي اليه قسماً من هذه الاتجاهات مزاجه الفطري ، والقسم الاخر تربيته بالنسبه الى وسطه المادي ، والذهني ، والاخلاقي . تلعب هذه الاتجاهات الخاصه دوراً رئيسياً في انتقاء الحقائق الثابته ، والمناهج المتبعه : قد تطبق هذه الملاحظه على جان جاك روسواكثر مما تطبق على غيره ؛ لذلك سنحاول ، لكي نفهم روسو، ان نستخرج حالاً حقائقه الاولى . لنذكر اولا هذه العبارة الشهيرة التي اعلنها : ( أفضل حتى اكون رجلاً متناقضاً على حتى اكون رجلا متعصبا مناقداً ) يعني هذا ان روسولن يهتم اطلاقا للرأي الذي ياخذه به سواد البشر ويزعمن انه الرأي السليم ، فالشيء الوحيد الذي يهتم له هوالحقيقة ، والحقيقة فقط . فإن طابقة الحقيقة رأي الاكثرية ، فلا احسن ! ؛ وإلا ، فإن روسوسيجهر بها امام الملأ ولواادى به هذا الجهر الى اغضاب أولئك الذين يزعمون انهم فلاسفة . انه موقف جميل يقفه روسوشرط الا يتحول هذا الموقف الى قول مالم يقله احد والى اللمعان بقول مالم يكن ينتظره احد . لقد اتهم روسوفلاسفة عصره بالوقوع في هذا الخطأ ،فهل تجنبه هودائما ؟ الاتجاه الثاني والاهم هوقوله : ( اذكر دائما حتى عدم الفهم لم يقترف شرا البته ، وإذا الضلاله هووحده الذي قود الى الشر ، وان الانسان لا يضل بما لا يعهده ، ولكن بما يظن انه يعهده ) . جميع الفلاسفة ( متكبرون ، متشبثون بارائهم ومعتقداتهم ، كانهم لا يجهلون شيئا ، ولكنهم لا يستطيعون شيئا الا ان يسخر بعضهم من بعض ، وبهذا فقط هم على حق ) . لا يعهد البشر الا القليل مما يمكنهم ان يعهدوا ؛ بيد انه يوجد ثمة مواضيع لا تحصى لا نستطيع ان نفهم عنها شيئا مهما بذلنا من جهود . ليس الحكيم اذا من يدعي فهما شاملا بل من يستطيع ان يعهد حدود معهدته الحالية والممكنه ومن يعهد ( حتى يجهل مالا يستطيع ان يعهده ) فيجيب ( لست ادري ) عما لا يدري ، ويعلن نفسة من غير خجل ( الفيلسوف الجاهل ) حسب عنوان احد خط فولتير . الاتجاه الثالث . لنعهد ان نختار بين المسائل التي تطرح على البشر وتثير جدالات حامية فمن هذه المسائل ما ليس له أهمية عندنا ولا جدوى لانه تصوري محض ، وتقصيريا محض ، مثلا : هل الكون متناه أم لا متناه ،يا ترى؟ هل هومركب اساسا من ذرات ثابته ، ام من عناصر قابلة الانقسام الى مالا ادى له ،يا ترى؟ يالها من احاجي مرهقة للدماغ ! لا فائدة لنا من مثلها ، لانها لا حل لها لدينا . ( ماذا يهمنا منها ،يا ترى؟ ) . إذا ما يهمنا هوغير ذالك ، هوتنظيم حياتنا : كيف من الممكن أن يجب حتى ننظر الى المعتقدات الدينيه ! اية مبادئ سلوك يجب أ نتبع ، ولما ،يا ترى؟ كيف من الممكن أن يجب حتى ننظم المجتمع والدولة ،يا ترى؟ كيف من الممكن أن يجب ان نربي اولادنا ،يا ترى؟ هذه هي مسائل نفيد من التعمق في بحثها ؛ اما المسائل الاحاجي ،يا ترى؟ فلندعها جانبا . ان للقوى البشرية حدودا ، لذلك يجب حتى نوجه جهودنا اخذين هذه الحقيقة بعين الاعتبار . من هنا ينتج منهجا فلسفيا بكامله . المطلوب قبل جميع شيء تمييز بعض الابحاث الاساسية واستخراج نتائجها المنطقية ، ثم التفكير في الصعوبات التي يمكنها حتى تعترضنا وفي ما يجب ان نصنع ازاء جميع ذالك . (1)

من أشهر أقواله :

المفكرون حينما يختلفونقد يكون اختلافهم فلسفة وحينما يتفقونقد يكون اتفاقهم فهماً. " خُلق الإنسان حُراً..... "‏ القوانين الجيدة تؤدي لخلق قوانين أفضل ، والقوانين السيئة تؤدي إلى قوانين أسوأ. اللهجة في روح اللغة. الناس الذين يعهدون القليل يتحدثون كثيراً، أما الذين يعهدون الكثير لا يتحدثون إلا قليلاً . الناس يولدون أحراراً، ولكنهم يستعبدون أينما مضىوا . قبل حتى أتزوج كان لدي ستة نظريات في تربية الأطفال ، أما الآن فعندي ستة أطفال ليس معي نظريات لهم. لا تتجاوز حقوقك، فسيصبحون قريباً غير محدودين .

نظرية جان جاك روسو في تطور الحياة الانسانية :

تناول مراحل تطور الحياة الإنسانية من وجهة نظره :

الفترة الأولى :  وهي فترة الحياة الفطرية ، وكان الإنسان خاضعا للنظام الطبيعي ، ومتمتعا بحرية تامة .

الفترة الثانية : وهي فترة الملكية الفردية والإنتاج اليدوي في مجال الزراعة، مما نادى الإنسان للاستقرار الأسري . فأخذت العادات والتنطقيد بالتبلور ، وأصبحت تأخذ العادات صفة الجبر والإلزام . الفترة الثالثة : وهي فترة عدم المساواة ، وفيها زاد التنافس والصراع بين الأفراد والجماعات , وأصبح السيطرة للأقوى . لفترة الرابعة : وهي فترة التعاقدية ، ولقد تم فيها التعاقد بين الأفراد وقيام التنظيم السياسي المنظم .

الانتقادات التي وجهة لنظريته:-

أن نظريته خيالية وغير واقعية .وحتى فكرة التعاقد غير متصورة أصلا لاستحالة موافقة الأفراد جميعا في اختيار حاكمهم .

أهم مؤالفات جان جاك روسو :

كتاب العقد الاجتماعي ، كتاب اعترافات جان جاك روسو، كتاب دين الفطرة ، كتاب احلام يقطة جوال منفرد ، ورسالة في العلوم والفنون ، وخط خرى كثيرة ...... .

نبذة عن بعض خطة :

اولا كتاب ( العقد الإجتماعي ):

وضع روسوهذا الكتاب ، وكان من الخطر البالغ حتى يجهر الإنسان بأي رأي حر حينما وضعة ، وكان روسوجريئا في جميع ما أبداء فيه ، وفي هذا الكتاب حمل روسوعلى الرق وعدم المساواة وناضل عن حقوق الانسان واقامها على طبيعة الامور ، ونطق إذا هدف جميع نظام اجتماعي وسياسي هوحفظ حقوق جميع فرد ، وان الشعب وحده هوصاحب السيادة ، وكان يهدف الى النظام الجمهوري ، فتحقق هذا النظام في الثورة الفرنسية بعد ثلاثين سنة حين اتخذ ( العقد الاجتماعي) انجيل هذه الثورة. ولم يقل روسوبحكمات زمنه لمنفاتها للطبيعة ، ويقوم ممضىه على كون الانسان صالحا بطبيعته محبا للعدل والنظام ، فافسدة المجتمع وجله بائسا ، والمجتمع سيء لانه لا يساوي بين الناس والمنافع ، والتملك جائر لانه مقتطع من الملك الشائع الذي يجب انقد يكون خاصا بالانسانية وحدها ، فيجب حتى يقضى على المجتمع اذا ، وحتى يرجع الى الطبيعة ، وهنالك يتفق الناس بعقد اجتماعي على اقامة مجتمع يرضى به الجميع ، فيقسمون بذلك حكومة تمنح الجميع ذات الحقوق فتقوم سيادة الشعب مقام سيادة الملك ، ويتساوى فيها الناس وتنظم الثورة والتربية والديانة . (2) وقد ضم هذا الكتاب على اربعة ابواب ولكل باب مجموعة من الفصول .

اقتباس من كتابه ( العقد الإجتماعي ): الباب الاول:

اريد البحث عن إمكان وجود قاعدة إدارية شرعية سليمه في النظام المدنى عند النظر الى الناس كما هم عليه والى القوانين كما يمكن ان تكون عليه ، وسأحاول حتى أمزج دائماً ، بين مايبيحه الحق وماتأمر به المصلحة ، وذلك لكيلا يفصل بين العدل والمنفعة مطلقاً . وادخل في البحث من غير حتى اثبت أهمية موضوعي ، وسأسأل عن كوني أميراً أومشترعاً حتى أخط في السياسة ، ويكون جوابب : كلا ، ولذا أخط عن السياسة ، ولوكنت أميراً أومشترعاً ما أضعت وقتي وقتي في قول مايجب ان اصنع ، وأصنع ذلك أوأسكت . وقد ولدت مواطناً في دولة حرة ، وعضواً لصاحبة سيادة ، وعلى مايمكن حتىقد يكون لصوتي في الشؤون العامة من نفوذ ضعيف يكفى مالى من حق التصويت فيها لحملي على القيام بواجب دراستها ، وأراني سعيداً عند ما أنعم النظر في الحكومات فأجد في مباحثي ، دائماً ، وأسبابا جديده أحب بها ما خاص ببلدي منها . (2)

الفصل الاول موضوع هذا الباب الاول

يولد الانسان حرا ، ويوجد الانسان مقيداً في جميع مكان ، وهويظن انه سيد الاخرين ، وهويظل عبداً أكثر منهم ، وكيف سقط هذا التحول ،يا ترى؟ اجهل ذلك ، ومالذي يمكن ان يجعله شرعياً ،يا ترى؟ أراني قادراً على حل هذه المسئلة . ولوكنت لا أنظر الى غير مايشتق منها من اثر لقلت : ان الخير هومايصنع الشعب ما أكره على الطاعه وأطاع ، واحسن من ذلك ان يخلع النير عنه عند مايستطيع خلق هذا ، وذلك لانه باسترداده حريته لذات الحق الذي نزعت به منه اما انقد يكون معذوراً باستردادها واما انقد يكون من نزوعها منه غير معذورين في ذلك ، غير ان النظام الاجتماعي حق مقدس يصلح قاعدة لجميع الالحقوق الاخرى ، ومع ذلك فإن هذا الحق لايصدر عن الطبيعة مطلقاً ، وهو، إذن ، قائم على عهود ، والموضوع هوان تعهد هذه العهود ، وأرى حتى أثبت ما أسلفت قبل حتى أتناول ذلك . (2)

ثانيا كتاب ( اعترافات جان جاك روسو) :

نبذة عن كتابة ( اعترافات جان جاك روسو):

تحدث جان جاك روسوفي كتابه ( اعترافات جان جاك روسو) عن حياته ونشأته وانتنطقه الى باريس بعدما ولد في سويسرا وبالتدقيق في مدينة جنيف وما قابل من صعوبات في حياته .